زرقاء اليمامة ......أسطورة العرب - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

زرقاء اليمامة ......أسطورة العرب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-06-27, 20:19   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
رحمة من المولى
عضو محترف
 
الصورة الرمزية رحمة من المولى
 

 

 
الأوسمة
وسام المتوجات 
إحصائية العضو










افتراضي









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-06-27, 20:48   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
Broken Angel
عضو متألق
 
الصورة الرمزية Broken Angel
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحمة من المولى مشاهدة المشاركة











رد مع اقتباس
قديم 2013-06-27, 21:11   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
yebda
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية yebda
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي القصة الخيالية لزرقاء اليمامة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة broken angel مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمان الرحيم


زرقاء اليمامة فتاة عربية وطنية جميلة وكان اجمل ما فيها عيناهاالزرقوتان وكانت ترى بهما على مسافات بعيدة جدا والناس يعجبون من قوة نظرها

وكانت بلادها تسمى (( اليمامة)) فسميت الفتاة ((زرقاء اليمامة)) وفي هذه البلاد عيون ماء كبيرة و بساتين جميلة وفي وسطها قلعة عالية على جبل مرتفع
وكان ابو الزرقاء تاجرا مشهورا وقد حدث ان سافر للتجارة الى بلاد بعيدة وغاب اكثر من شهر ووفي عصر يوم من الايام صعدت الزرقاء الى اعلى الجبل و نظرت بعيدا ثم نادت اصحابها وهي تقول ((ابي ابي هذا ابي قد عاد من سفره وانا اراه بعيني))
ونظر اصحاب الزرقاء الى كل جهة فلم يروا شيئا وحققوا النظر فلم يبصروا احدا و الزرقاء تقول ((هذا ابي على فرسه الابيض وهذا اخي وراءه وهذه الجمال من بعدهم خمسون جملا على ظهر كل جمل حمل كبير من البضاعة ))
وصارت تصف لهم القافلة ومن فيها وهم ينظرون ولا يرون شيئا فلم يصدقوها وقالوا (( ان الزرقاء قد خدعتها عيناها الجميلتان)) وذهب كل واحد بيته يحكي لاهله ما قالت الزرقاء و ناموا طول الليل
وعند الفجر كانت القافلة قد دخلت اليمامة و حضر ابو الزرقاء بتجارته و قافلته كما وصفت فلما اصبح الناس صدقوا وعرفوا قوة بصرها
وكانوا بعد ذلك اذا ارادوا ان ينظروا شيئا بعيدا او يروا في الطريق احدا اخدوا الزرقاء وصعدوا بها الى القلعة فوق الجبل ))وهي اعلى مكان باليمامة((
فتنظر و تخبرهم بما ترى
وذات يوم اراد اصحاب الزرقاء ان يمتحنوها و يعرفوا قوة نظرها فاجتمعوا و قالوا (( يا زرقاء سنعد حماما و نحبسه ثم نطلقه في الجو امامك و نسألك أن تعديه

فإذا عرفت عدده شهدنا لك ))

ورضيت الزرقاء بامتحانهم فاجتمعوا وحبسوا حماما عدوه ولم يخبروها بعدده ثم اطلقوه فاجاة وقالوا (( عدي يا زرقاء ))
طار الحمام بعضه الى اليمين و بعضه الى الشمال و تفرق في سرعة و لكن الزرقاء عدته و عرفت حسابه تماما ثم ارادت ان تمتحنهم كما امتحنوها و جعلت جوابها في صورة احجية فقالت (( اذا اضيف الى هذا الحمام نصفه و الحمامة الواحدة التي عندي كان عدد الحمام مائة )) ففكروا و حسبوا ووجدوا جوابها صحيحا فاعترفوا لها بصحة الحكم و قوة النظر
صعدت الزرقاء يوما الى القلعة و نظرت فرات شيئا عجيبا رات من بعيد شجرا كثيرا يمشي و ينتقل من مكان الى مكان فنادت رئيس قومها وقالت(( ارى شيئا عجيبا ارى شجراكثيرا يمشي و ينتقل )) فعجب الناس وقالوا ((الشجر يمشي يا زرقاء هذا شيء لم نره ولا نقدر ان نصدقه انظري اعيدي النظر .حققي )) فاعادت النظر ثم قالت (( كما اراكم بجانبي ارى الشجر من بعيد يمشي )) قال واحد من اهلها (( ربما جاء الى تلك البلاد سيل شديد فقلع الشجر من مكانه و حمله لذا تراه الزرقاء يسير))
اعادت النظر و قالت ((لا بل اراه الان اوضح مما كنت اراه تحت الشجر رجالا سائرين و الشجر معهم يسير)) فنظروا هم ثم قالوا (( لا يا زرقاء الجميلة اخطأ نظرك هذه المرة و خدعتك عيناك )) قالت (( لا بل ارى ذلك كما اراكم بجانبي ))
و جاءالليل فانصرفوا و ذهب كل الى داره و عند الفجر ايقظ الناس جيش كبير مسلح يقوده اكبر عدو لليمامة كان الجيش مستعدا معدا سلاحه وكان اهل اليمامة نائمين تاركين سلاحهم ففاجاهم العدو المهاجم و قتل كثيرا منهم و استولى على قلعهم و عند ئد علم الناس ان الزرقاء كانت صادقة وكانت تخبرهم بما تراه حقا و لكن فات الاوان و ضاعت الفرصة
كان هذا العدو يريد ان يهجم على اهل اليمامة فجاة و كان يخاف من عين الزرقاء ان تراه و تخبر اهلها فيستعدوا لقتاله و لهذا دبر تلك الحيلة و امر رجاله ان يحمل كل واحد منهم فرع شجرة او يحمل كل جماعة شجرة تغطيهم حتى لا يرى من ينظرهم من بعيد الا الشجر يمشي و نجحت الحيلة لان اهل الزرقاء لم يصدقوا كلامها رغم صحته

و بحت رئيس الجيش المهاجم عن الزرقاء فلما احضرت له قال (( انت التي اخرت جيشي مرارا قبل هذه المرة و منعته ان ياخد اليمامة فكلما اقبلت بجيش نظرت فكشفت مكانه و اخبرت اهلك فيستعدون لي ))
قالت (( وكنت اتمنى ان اؤخره هذه المرة ايضا )) قال (( ولكن عقلي غلب عينيك))
قالت ((لم يغلبهما و لكن اهلي كذبوني حين اخبرتهم))
قال (( هل تحبين ان تصحبيني و تخبريني عن كل من يقصد الى بلادي و لا اكذبك كما كذبك اهلك))
قالت (( كثرة البكاء على اهلي و الحزن على و طني يضعف بصري فلا يجعلني ارى شيئا )) قال (( الان وجب ان احرمك عينيك))
قالت (( اذن تحسن الي فانه لا فائدة لي في عيني اذا لم اخدم بهما اهلي ووطني و فقدهما خير لي من ان ابصر بهما العدو الذي قتل اهلي و خرب و طني و الان فافعل بعيني ما شئت و لا تطمع من الزرقاء ان تخدم بهما عدو الوطن ))
بعد التحية و السلام
أسمحي لي أختي بأن أخالفك الرأي و أخالف المنهج المدرسي التعسفي الذي درسناه فيما سبق وللأسف فيه كثير من المغالطات
لأننا كنا أطفال في فصول الدراسة لما درسنا عن زرقاء اليمامة و مازالت البراءة في وجوهنا و إن لم نقل في سذاجة عقول مدرسينا ذالك الوقت .
أيعقل لإنسان أن يرى على مدى ثلاثة أيام سفر فأنظر أخي الزائر لهذا الموضوع أو اختي الزائرة لهذا الموضوع ما هي المسافة التي يمكنك قطعها في هذه المدة الزمنية و بما أن الكرة الأرضية دائرية الشكل فتوقع أين يمكن ان يكون هذا المكان ذات البعد الزمني الثلاثة أيام ومجال الرؤية فيه بالاجهزة الحديثة .
حقيقة تصلح هذه الرواية كقصة من قصص الخيال فربما تكون في الخيال العلمي لأنها لم تنتهز فرصة الحصول على براءة الإختراع للعالمة العربية ذات الحسن و الجمال زرقاء اليمامة .
عليه ...لماذا هذه الصورة البطولية الزائفة التي نرسمها للتاريخ العربي التي تعد أكبر وسائل الإحباط للأجيال.
فيرجى من الاخوة الكرام ذا
ت البعد الفكري المنطقي التميز بين التاريخ و القصص الخيالية .
شكرا لحسن المتابعة و دمتم في رعاية الله .









رد مع اقتباس
قديم 2013-06-27, 21:31   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
Broken Angel
عضو متألق
 
الصورة الرمزية Broken Angel
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yebda مشاهدة المشاركة
بعد التحية و السلام
أسمحي لي أختي بأن أخالفك الرأي و أخالف المنهج المدرسي التعسفي الذي درسناه فيما سبق وللأسف فيه كثير من المغالطات
لأننا كنا أطفال في فصول الدراسة لما درسنا عن زرقاء اليمامة و مازالت البراءة في وجوهنا و إن لم نقل في سذاجة عقول مدرسينا ذالك الوقت .
أيعقل لإنسان أن يرى على مدى ثلاثة أيام سفر فأنظر أخي الزائر لهذا الموضوع أو اختي الزائرة لهذا الموضوع ما هي المسافة التي يمكنك قطعها في هذه المدة الزمنية و بما أن الكرة الأرضية دائرية الشكل فتوقع أين يمكن ان يكون هذا المكان ذات البعد الزمني الثلاثة أيام ومجال الرؤية فيه بالاجهزة الحديثة .
حقيقة تصلح هذه الرواية كقصة من قصص الخيال فربما تكون في الخيال العلمي لأنها لم تنتهز فرصة الحصول على براءة الإختراع للعالمة العربية ذات الحسن و الجمال زرقاء اليمامة .
عليه ...لماذا هذه الصورة البطولية الزائفة التي نرسمها للتاريخ العربي التي تعد أكبر وسائل الإحباط للأجيال.
فيرجى من الاخوة الكرام ذا
ت البعد الفكري المنطقي التميز بين التاريخ و القصص الخيالية .
شكرا لحسن المتابعة و دمتم في رعاية الله .
بارك الله فيك اخي على التدخل .... كما وسبق وقلت تعقيبا على رد بعض الاعضاء ان القصة مجرد اسطورة وهي اقرب ان تكون خيالية لما فيها من احداث خارقة للتصور البشري كما ان هذه القصة وكما قلت اخي الفاضل زرعت بمخيلات النشئ مند الصغر زعما ممن اطلعوهم عليها انها من تراث العرب الزاخر ومبعث من مباعث الفخر لديهم انا شخصيا اشك في صحة الاسطورة وان ما نقل الينا طاله الكثير من التلفيق والمزايدة .......... والله اعلم على كل حال فان لم نستفد من موضوع القصة على الاقل اتمنى ان تكونوا قد استفتدم من عبرتها وشكــــــــــرا









رد مع اقتباس
قديم 2013-06-30, 17:37   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
ouahed
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك يا سي محمد................الله يجزيك










رد مع اقتباس
قديم 2013-06-30, 17:46   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
Broken Angel
عضو متألق
 
الصورة الرمزية Broken Angel
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ouahed مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك يا سي محمد................الله يجزيك

وفيك بارك الرحمان اهلا ولكن انا اختكككككك









رد مع اقتباس
قديم 2016-03-13, 19:24   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
نور الهدى بوفادس
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اليكم اسطورة جزائرية

من التراث الجزائري: أسطورة عروس المطر



من التراث الجزائري: أسطورة عروس المطر
جمال الحدث من جمال المكان و الشخوص, هكذا قلت في نفسي و أنا أمعن التفكير في تلك العادة القديمة التي توارثها سكان الجزائر و المغرب العربي عموما في مناسبات الأفراح و الزفاف عندهم, هي العادة التي لا تزال منتشرة نسبيا في بعض المناطق القروية و الجبلية بحيث لم يفلح زمن التحضر و الرقمنة في القضاء عليها.
و قد لا يعلم أكثر الناس سر هذه العادة المطبقة في الأعراس عندنا و المتمثلة في رش الطريق الذي تسلكه العروس و موكبها بالماء, سواء كان ماءً عاديا أو ماء الورد المقطر, لكن الموروث الغنائي و الشفهي في منطقة الأوراس الجزائري مثلا, لا يزال يقص سر تلك العادة و يعطي فكرة واضحة عنها, و يا لها من قصة جميلة تفيض بالمعاني التي قد تشرح الكثير من الجوانب في ذهنية الرجل الجزائري و المرأة الجزائرية, بما أن الأسطورة هي صناعة إنسانية يجتمع فيها الجانب الأدبي أو الفني مع الجانب الخرافي و الهوامي مما يصوغ الخصوصية الثقافية التي تبني الجوانب الأساسية لطبيعة تفكير المجتمع و سلوكياته تجاه مواقف و مواضيع محددة, و ذلك من خلال ثلاثية المكان و الزمان و الحدث.
و الحقيقة هي أن عادة رش موكب العروس بالماء, عبارة عن طقس يهدف في مضامينه إلى محاكاة أسطورة خرافية قديمة في الميتولوجيا الأمازيغية, تقضي بأنه في زمن بعيد غابر, و في مكان ما من أرض ثامزغة(1), و على الأرجح في منطقة من جبال الأوراس التي يمتزج فيها الشموخ مع الغموض و الروحانية, و حسب اعتقاد السكان المحليين, عاشت فتاة شديدة الجمال سميت في بعض المصادر " تيسليت " التي تعني الخطيبة بشكل عام أو قد تعني الفاتنة أو شيء من هذا القبيل. و قد اشتهرت تيسليت بين قومها بصفتين هما الحياء و الحب الشديد لينابيع المياه و الأنهار, فكانت تهيم في الجبل الأوراسي الضخم, تتجول بين جداوله و ينابيعه, تعيش تلك اللحظات الجميلة من الحياة, تشبع حبها للماء, تداعبه بيديها الناعمتين, تحمله بين كفيها فترمي به نحو السماء ليتفرق إلى مئات القطرات المتلألئة التي تعود كزخة مطر لطيفة تبلل وجهها المشرق و هي تنشد الأغاني بصوتها العذب, الذي تقف عنده عصافير الأشجار صامتة حائرة.
و هكذا كانت الفتاة اليافعة تمضي يومها في زيارة جميع الوديان و العيون و الينابيع التي تعرفها بأسمائها, لتلقي عليها التحية و تغترف من كل واحد منها شربة ماء منعشة, و تستمر في الغناء و الرقص مداعبة المياه الرقراقة المنسابة بين الصخور بأناملها, تمسح على وجهها و شعرها, تنشد البركة و السلام لها و لقبيلتها و أرضها التي لا يمكنها أن تعيش و تحيا و تزدهر من دون هذا الكنز. و كانت عبر كل تلك الطقوس التي عودت نفسها عليها كأنما تعبر بطريقة ما عن تعففها و ترفعها عن كل الأهواء التي تراوض الشباب في مثل سنها, و كانت عبر تلك الساعات الطويلة التي تمضيها في الجبل بين أشجاره و وديانه و حيواناته كأنما تعبر عن رغبتها في الابتعاد عن أنظار فرسان القرية الذين يكتم كل واحد فيهم طموحاته و مطامعه و أحلامه اليائسة في الظفر بها و اتخاذها عروسا ذات يوم. و مع مرور السنين زادت الفتاة جمالا و نضارة في الوقت الذي وصلت فيه بتعففها و انطوائها حد الصوفية, و هو الارتقاء الروحاني الذي مهَّد لها الطريق لتربط صلة مع العالم الفوقي دون علمها, فهي فقط, ظلت تتهرب من المعجبين و العشاق من نفرها, تتبرك بالماء و الغيث و تخدم السواقي التي يقوم عليها عيش قومها, فترمم قديمها و توسع منابع و مجاري حديثها, دون أن تنسى أغانيها و قصائدها التي كانت تعبر من خلالها عن فضائل التعفف وعن فضائل الماء و ما يمثلانه من حياة و طهارة.
فذات يوم و بينما كانت تيسليت ترتوي من إحدى البرك التي تجتمع فيها مياه الينابيع المختلفة, صادف و كانت سحب راعدة تسبح في الأفق البعيد, كان " آنزار " اله المطر يقودها نحو إحدى الأمصار البعيدة ليسقي أرضها و يحي زرعها و يبشر أهلها بموسم مبارك, لكن شيئا ما شد انتباه الإله فوق الأرض, شيء ظنه للوهلة الأولى شعلة منيرة من تلك الشعل الكثيرة التي تنير عالم الآلهة الفوقي سقطت صدفة على بلاد الأوراس, لكنه عجب للحظة إذ أنها كانت تتحرك يمينا و شمالا. هذا ما خلص إليه معتمدا على بصره الثاقب, فقرر استطلاع الأمر و حرك برياحه التي كان يلجم بها الغمام الذي كان يركبُه نحو السلسلة الجبلية البعيدة, و ما هي إلا بضع ساعات حتى كان " أنزار " فوق المكان الذي كانت تتحرك فيه تلك الشعلة البيضاء الغريبة, و الأغرب من ذلك هو أن الإله و بسمعه الحاد التقط تلك الألحان الأنثوية العذبة التي كانت تتغنى بالمياه و السحاب و الأمطار بلسان شاوي(2) أصيل, فقرر الاقتراب أكثر حتى كان فوق تلك المنابع, أين وقع بصره على تلك الفتاة الفاتنة و هي تكشف عن ساقيها تهم بدخول البركة مستمرة في الغناء. حبس آنزار أنفاسه للحظات و هو يسترق النظر إليها من فوق السحاب لا يكاد يصدق ما يرى. تلك لم تكن نجمة سقطت من السماء, بل هي إنسية لم ير مثلها قط, فهو لم يكن ينظر إلى حسنها الظاهر فحسب, بل أذهله صفاء روحها البيضاء التي كانت تشع ناشرة أنوارها التي كانت تضيء الجبل بأسره, هي أنوار لم تكن تيسليت و لا غيرها من بني البشر ليروها, لكن آنزار كان يراها بعني الإله, كان ينظر إلى عمق روحها كما ينظر المبصر إلى الماء النقي عبر الزجاج الأملس الخالص, و قد تساءل في نفسه متعجبا: " كيف لمخلوق آدمي أن يصل إلى هذه الدرجة من النقاء و الصفاء الروحي ؟؟ ". لكنه اخترق ببصيرته ذاتها و فِكرها و أدرك حينها أن تعففها و حيائها هما من أوصلاها إلى هذه الحال.
منذ ذلك اليوم قرر آنزار الاستقرار فوق سماء الأوراس بعد أن شدته تيسليت بكل ذلك الخجل و الحياء و الأنوثة, فقد تعلق بها كثيرا حتى أضحى مغرما, بل و راح يغدق على بلاد البربر بكل أشكال الغيث, الغزير و الخفيف و الرعدي و الثلجي و الصيفي, و كل ذلك كان تعبيرا غير صريح عن حبه لتيسليت. فاخضرت الأرض كما لم تخضر من قبل, و فاضت منها ينابيع المياه لتفيض معها كل أنواع الخير و الرزق على قوم تيسليت, الذين كانوا يلاحظون أمورا غريبة تحدث مع تلك الفتاة, التي كلما صعدت إلى الجبل و اختلت بنفسها منشدة أغانيها و قصائدها عن الماء و الحياء إلا و امتلأت السماء ركاما و أمطرت خيرا, فقد تحولت الفتاة إلى قديسة في الوقت الذي ظل فيه آنزار يعاني, هل يصارحها بحبه لها و برغبته الزواج بها, أم يصون كبرياءه الإلهي فهو لا يستطيع الانحدار إلى مستوى أدنى, فإن كان سيتزوج سيختار إلهة من عالمه ؟.
لقد ظل الأمر على حاله إلى اليوم الذي وصل فيه صبر إله المطر إلى نهايته, بعد تفكير عميق و نفس طويل قرر أن يقدم على الفعل و يصارح تيسليت بكل شيء, و يطلب يدها للزواج خاصة بعد أن استوفى مهره لها عبر كل ذلك الغيث الذي حول أرض أهلها إلى جنة. ففي صبيحة أحد الأيام و بينما كانت الفتاة تجلس على ضفة إحدى تلك البحيرات الكثيرة التي أهداها لها عاشقها دون أن تدر, فإذا بوميض خاطف ينزل من السحاب على شكل صاعقة ضربت الأرض بقوة اهتز لها كل شيء, ظهر أنها قد تحولت بشكل عجيب إلى رجل في مقتبل العمر أثار فزع تيسليت التي تسمرت في مكانها خوفا و وجلا. تقدم إليها الشاب بخطى ثابتة و من ثم عرف عن نفسه بكل لباقة و احترام, و قد صدقته الفتاة و لم تكن لتفعل لو لم تر بعينيها ما حدث قبل لحظات, و قد شرح لها أنه في العادة لا يمكن للبشر العاديين أن يلتقوا بالآلهة إلا إذا بلغوا قدرا عظيما من حسن الأخلاق و النقاء الروحي كما هي حال تيسليت, التي ظلت ترمي إليه بنظرات خاطفة إذ أنها لم تستطع رفع بصرها عن الأرض بعد أن اقترب آنزار منها بشكل أربكها و أحرجها و أبرز الخجل و الحياء في حركاتها و كلامها. لقد عرض عليها في بادئ الأمر أن يلتقيا مرة أخرى للحديث و التعرف إلى بعضهما بشكل أفضل حتى تستوعب هذا التغير الغريب في حياتها و يومياتها, لكنها رفضت بشدة و أخبرته بشجاعة ممزوجة بلباقة نادرة بأن هذا السلوك ليس من شيمها و هو يعتبر عارا و خيانة لوالدها و إخوتها و قومها جميعا.. حتى لو تعلق الأمر بإله, فهي لا تواعد أحدا في السر. حين إذ صارحها آنزار بأنه لا ينوي سوى اتخاذها زوجة له و قد عرض عليها الأمر ليفاجأ بوجه الشابة و هو يحمر خجلا و هي تنطلق نحو قريتها بين الهرولة و الركض.
لم يستوعب سيد الفصول الأربعة ما حصل, بما أنه اله, فقد اعتاد أن تكون كل الأمور التي يريدها أو يطلبها سهلة المنال كشربة الماء تماما, لكنه أدرك أن عالم البشر معقد أكثر مما كان يظن, لذلك استمر في الإلحاح على تيسليت التي ظلت تصده عن نفسها و تختلق الأعذار, رغم أنها و في مكان ما من نفسها كانت قد أعجبت بشخصه, بلياقته و رصانته و قوته, فقد بادلته مشاعر الحب التي ظلت تخشاها و تخفيها عنه, رغم أنه شعر بها طويلا, فقد كان ينفذ إلى قلبها محاولا معرفة ما ينبض به, لكن الفتاة البكر كانت تعاني من فكرة تركها العيش في أرضها و بين قومها و عاداتها و تقاليدها لتنتقل إلى عيشة أخرى وسط مجتمع لا طالما تعاملت معه بأفكارها المثالية ؟, ثم إنها كانت تخشى أن يفسر قومها حبها لآنزار بأنه خيانة لأعراف القبيلة التي تقضي بمنع الزواج من الأغراب. و هكذا تحول تعفف تسيليت مع مرور الأسابيع و الأشهر من سبب لحب و سعادة آنزار, إلى سبب لشقائه و ألمه, إلى اليوم الذي شعر فيه بأن الكيل قد طفح بعد أن استشعر أن ذلك الحب قد انتزعه من عالم الآلهة المثالي ليغرقه في عالم البشر المليء بالتناقضات و المشاكل و الكفاح من أجل استمرار الذات, لذلك قرر القيام بمحاولة أخيرة, فقد صارح تيسليت بأنه لا ينوي الزواج بها من أجل تميزها عن قومها فحسب, بل لأنه واقع في حبها إلى حد الجنون, لكن من دون فائدة, فالفتاة تهربت كعادتها متعففة و مترفعة و هي ترفض و تتمنع.
حينها شعر أنزار بإهانة كبيرة لشخصه و استصغار لمكانته و تقليلا لكل ما بذله و أعطاه لمحبوبته, فانقلب الحزن إلى غضب تطايرت شراراته من عيني الشاب الوسيم الذي تحول إلى صاعقة مدوية ارتدت نحو السماء بلا رجعة, فتوقفت معها زخات المطر الخفيفة التي خلقت دوما جوا شاعريا احتضن أحاديثه مع تيسليت, و تفرق الغمام الذي لف طويلا ثامزغة مضفيا عليها جوا خريفيا منعشا دام أشهرا عديدة, فعادت شمس إفريقيا الحارقة لتبسط ضفائر شعرها الناري الغليظة الجافة على أرجاء البلد, و معها بدأت البرك و البحيرات تتقلص, و بدأت الوديان و الأنهار تضيق و تتراجع. لقد استمر الأمر على تلك الحال لأشهر عديدة, ضرب فيها جفاف كبير المنطقة فقضى على النبات و حول عيشة الناس إلى بؤس و شقاء, لتجد تيسليت نفسها ضائعة بعد أن فقدت الأوراس رونقها و اختفت رواسيها و أزهارها. لقد أدركت الشابة كم كان آنزار متعلقا بها و كم كان حبه لها خصبا و مثمرا و جالبا للسعادة و الاطمئنان, كان لا بد حينئذ أن تخلص إلى أنها لن تستطيع رفقة شعبها العيش في صحراء قاحلة خالية من الماء الذي يعد روحها و جوهر وجودها, لذلك قررت تيسليت أخيرا أن تقبل بطلب آنزار لتكون زوجة له, فراحت تناجيه في خلواتها و صلواتها متضرعة له راجية عودته. و هو ما حدث يوم لمح القوم ركاما أسود ثقيل في الأفق تنطلق من كبده ومضات البرق المتفرقة, فقد جاء الغيث الكثير و تهاطلت الأمطار بغزارة و رقص السكان تحتها مقيمين الولائم و الاحتفالات, في الوقت الذي سارعت فيه عروس المطر الخطى و هي تصعد الجبل لتلاقي عريسها الذي كان في قمة السعادة و البهجة, فقد حملها بين ذراعيه و طار بها نحو السماء في شكل وميض خاطف لم يترك خلفه سوى السعادة و الخير, و تحولت تيسليت إلى ما يُعرف اليوم بقوس قزح, التي تعتبر عروس المطر في الثقافة الشعبية الجزائرية.
و هكذا توارث سكان الجزائر لقرون طويلة عادة رش موكب العروس بالماء في تمثيل رمزي إلى الفتاة التي شكلت صورة الحياء و التعفف و الكبرياء و النقاء, و هي الخصال الكفيلة بجلب رجل من المعدن النفيس كآنزار فيأتي معه الخير و العطاء, سوى أنه لا يجب أن يكون مبالغا في تلك الخصال لأنها قد تحول حياة الفتاة إلى فراغ و جفاف لا معنى له تماما كما في القصة.
و تبقى الإشارة إلى أن الشيء الوحيد الذي يُعاب على بعض الطقوس التي تقام تخليدا لهذه الأسطورة, هي أنها لا تزال و إلى اليوم في بعض المناطق من الجزائر و المغرب أين تكثر الأمية و التمسك الأعمى بالعادات الموروثة, تقام رفقة طقوس تقترب من الوثنية, إذ لا يزال البعض يُصَلون لآنزار منادين باسمه ملتمسين منه موسما ماطرا و خصبا, رغم أن الإسلام كان قد وضع حدا فاصلا بين الخرافة و الواقع. و إن كنا اليوم نسلم بأن قصة عروس المطر مجرد خرافة ميتولوجية توارثها شعبنا لآلاف السنين, إلا أنه يتوجب أن نقوم بصيانتها و الحفاظ عليها بشكل لا يتناقض مع عقيدتنا و مع روح العصر كما يُصر البعض, فنأخذ منها ما ينفعنا ثقافيا و اجتماعيا, من خلال ما تدعو إليه من قيم و مفاهيم تربوية أساسية نصد بها هجمة العولمة الشرسة, التي تهدد قيمنا و هويتنا الوطنية الجزائرية و المغاربية ككل, و ندع الوجه الخرافي و الوثني جانبا لأننا ببساطة نعيش عصر العلم و المنطق.
____________________________
-1 ثامزغة هو اسم من أسماء ما يُعرف اليوم ببلاد المغرب العربي قبل الفتح الإسلامي.
-2 الشاويون هم سكان جبال الأوراس و الأراضي المحيطة بها, ينحدر منهم أحد أهم قادة الثورة الجزائرية, الشهيد مصطفى بن بولعيد.









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
......أسطورة, الجلالة, العرب, زرقاء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc