البلاد أمامها فرص تاريخية للعودة إلى دورها الرّيادي في إفريقيا وفي العالم.. فماهي؟

[سندباد علي بابا]

البلاد أمامها فرص تاريخية للعودة إلى دورها الرّيادي في إفريقيا وفي العالم.. فماهي؟


إفريقيا الوسطى والنيجر ومالي وبوركينافاسو .. بعض هذه الدّول لم تفتح لها سفارات في الأراضي الصحراوية المحتلة مثل: مالي وبعضها فتح له قنصليات في الصحراء الغربية المحتلة في ظلّ الأنظمة السّياسية السّابقة.


تشاد محسوبة على فرنسا ويحكم فيها نجل ديبي باِنتخابات شككت فيها المعارضة التشادية.


حدثت في تشاد ثورة على الوجود الفرنسي على شاكلة ما جرى في النيجر ومالي وبوركينافاسو.. وهناك الأوضاع هشّة .. تشاد تبيع الأوهام للروس وحديث عن بيع روسيا لطائرات هيلوكوبتر
للجيش التشادي، ولكن روسيا واهمة فالتشاد حديقة خلفية لفرنسا وبوجود العملاء الحكام في التشاد لفرنسا فإن مشروع تحرير إفريقيا من الاستعمار القديم والحديث مُهدد بالفشل.


إنّ فتح تشاد قنصلية لها في الصّحراء الغربية والاِنضمام إلى رهط نظام المخزن يؤكد على عدة أشياء منها:


أولاً، أنّ الدّبلوماسية الدّينية الرّوحية الّتي اتبعتها البلاد في الفترة الماضية فشلت فشلاً ذريعاً علما أنّ التشاد تحكمها مرجعية طرقية مقرها الرّوحي في البلاد.


ثانياً، أنّ فرنسا بسجنها لأفراد محسوبين على نظام البلاد والتوجيهات الّتي أعطتها للحديقة الخلفية بالتشاد على ضرورة فتح قنصلية لها في الصّحراء الغربية المحتلة ودفعها للاِنضمام إلى التحالف المغربي -الأمريكي -الفرنسي -الصهيوني هو إعلان حرب على البلاد.


ثالثاً، أنّ البلاد ليس في مصلحتها رفض أو الطعن في الاِنقلابات العسكرية في دول السّاحل وفي إفريقيا وبخاصة الّتي أسقطت أنظمة سياسية اِعترفت في وقت سابق بما يسمى مغربياً "بمغربية الصّحراء" وهرولت وقتها في فتح قنصليات لها في العيون ومدن الصّحراء الغربية المحتلّة، كما أنّ عداء البلاد لدول السّاحل وأنظمتها الجديدة مثل: النيجر ومالي وبوكينافاسو لا يخدم البلاد في هذا الوقت بالذّات بل يخدم نظام المخزن ولاشك، وعلى البلاد اِقتناص الفرصة بوجود روسيا في المنطقة والعلاقات الوطيدة التي تجمع هذه الدّول الإفريقية من دول السّاحل سالفة الذّكر بالتنسيق مع الصين وروسيا لتثبيت مواقفها من قضية الصحراء الغربية كما هو الحال مع مالي وبتغيير مواقف تلك الدّول مثل: بوكينافاسو الّتي اِعترفت بوجود نظامها السّابق المُنقلب عليه بأطروحة المغرب، ووجب اِحتضان النّظام الجديد للوقوف مع قضية الصّحراء في ظلّ وجود عوامل قد تساعد البلاد في تحقيق هذا الهدف والمتمثل في التواجد الرّوسي في المنطقة والعلاقة الطيبة الّتي تجمع روسيا والصين بهذه الأنظمة الإفريقية الجديدة في دول السّاحل.


رابعا، الاِبتعاد قدر المُستطاع عن المواقف الأوروبية والأمريكية ما تعلق بموضوع السّاحل والّتي باتت تخدم في النّهاية حليفهم التقليدي المغرب، ورفض سياسة التّهديد والوعيد والتّخويف الّتي يمارسها هؤلاء وحلف النّاتو على البلاد بما يتعارض مع مصلحتها ويخدم مصلحة نظام المخزن.

على البلاد أن تسير جنباً إلى جنب مع روسيا والصين (كما يفعل نظام المخزن مع أمريكا وفرنسا والكيان الصهيوني) في اِسقاط كلّ تلك الأنظمة الإفريقية الّتي سارت في ركب التآمر على البلاد من خلال المخطط المغربي -الفرنسي -الأمريكي -الصهيوني..، والّذي من أهم معالمه ما يُسمى مغربياً "مغربية الصّحراء" واِستقدام الكيان الصهيوني إلى المنطقة المغاربية على حدود البلاد، وعلى البلاد أن لا تبخل في مدّ يدِّ العون مادياً وإعلامياً ولوجستياً وكل أشكال العون لهذين الصّديقين التاريخيين في إفريقيا وفي العالم، وأن تعمل البلاد على التّدخل بشتى الطّرق والوسائل لحماية أمنها القومي، ولقطع الطّريق على المشروع التدميري الّذي يتهددها ويتهدد المنطقة والقارة برمتها، وعلى البلاد إدراك أنّ قضية الصّحراء قضية مصيرية ووجودية للبلاد لا ينبغي التهاون أو التساهل فيها مهما كان.

بقلم: سندباد علي بابا