- أصل كل فتنة
إنما هو من تقديم الرأى على الشرع، والهوى على العقل.
فالأول: أصل فتنة الشبهة، والثانى: أصل فتنة الشهوة
فكر بهذا .. الحياة منحة - بطريق أو بأخرى - .. أنت الان تعي .. العالم الواسع .. السماء و الارض .. و هنا أنت .
عندما تزحف الى السرير ليلاً لتنام .. تغادر جزئياً هذا الوجود .. سكون .
هل تجد بساطة الحياة التي أحاول عرضها ؟ .. أنت هنا ..هنا لتجد الهدف .. لتصنعه .. لتجري في الارض .. بامكانك أن تبتهج كل البهجة .. بامكانك ان تحزن كل الحزن .. هناك ظروف و قوانين و سنن و بيئة تحويك و تلاعبك و أنت غارق فيها .. تخزك الشوكة فتحرم الدوس عليها .. يسعدك السكر فتجعله مسعاك .. تصاب بالم في معدتك به فترجع لتقيده .. و هكذا تجري .. و اليوم أنت مع موروث ضخم من الخبرات و القوانين و الصواب و الخطأ .. فأذا لم تستطع أن تعيش ببهجة .. هل يكون النوم خياراً .. هل يكون الموت خياراً ؟ .
أم ان تعود لتكون حراً كما كنت في اليوم الاول .. تكون حراً كما كنت قبل القيد و القانون .. لتبني ضوابط اليوم بما يناسب قدرات اليوم .. لا تعش اليوم بالقيود التي وضعتها عندما كنت هشاً .
" نقول للطفل لا تنزل الدرج كي لا تقع .. لا يعقل أن يكبر الطفل و يشتد عوده و لا يزال حرام عليه أن ينزل الدرج "
تعلَّم هذا .. عندما يسألك الناس سؤالاً .. فأنهم لا يبحثون عن أجابة حقيقية .. لا تقل ما في قلبك .. " كيف حالك .. بماذا تشعر .. ما رأيك " .. لا تجب بصدق .. لا تجب بعفوية .. لا تتكلم من اعماقك .. " أحكي لي عنك .. ما طموحك .. كيف تنظر الى الحياة " .. لا تقل الحقيقة .. قل كلاماُ تقليدياً .
عندما تقول " أنا غير متصالح مع نفسي " .. الذي يجري هو أنك كوعي تميل دائما لتقف في جانب الواقع .. و تحارب شعورك .. رغباتك و ميولك و حاجاتك .. قلبك .. لا وعيك .. سمها ما شئت .. تحارب نفسك محاولاً أخضاعها لهذا الواقع .
الصواب أن تقول " أنا غير متصالح مع الواقع .. مع الخارج " .. قف الى جوار قلبك و طوع الواقع في سبيله .. هذا هو الطريق و ليس العكس .. أي حياة تعيشها محارباً نفسك ؟ .. حياة تعيسة .