اعتذار ’اسرائيل’ لا يجدي نفعاً

[الزمزوم]

’يديعوت أحرونوت’: الهجوم على القنيطرة تحوّل من ارتباك الى ذعر

دبابة صهيونية في الجولان السوري المحتل

الانتقادات حول قرار الهجوم في القنيطرة، تحوّل من انجاز تغنّت به "اسرائيل" في اليوم الاول الى عبء انعكس لدى الاعلام العبري والمعلقين في الصحافة المكتوبة.

وكان بارزاً جداً صباح اليوم ما ورد في صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي اعتبرت أن "اسرائيل" جلبت لنفسها موجة من العمليات المقبلة، كانت في غنى عنها.

وأشارت الصحيفة في مقالها الافتتاحي الى أنه عند اختبار نتيجة الفعل الاسرائيلي في القنيطرة، لا بدّ من القول إن هناك خللاً ما، بل وربما خللين صاحبا وسبقا القرار بتوجيه الضربة، خلل عملاني استخباري، الى جانب خلل في اتخاذ القرار ، ومن شأن ذلك ان يدفع "العدو" أي حزب الله الى توجيه ضربة مضادة، سواء في الجولان او في الحدود مع لبنان، او في الخارج.

وتطرقت الصحيفة الى كلام المصدر الامني الاسرائيلي الرفيع المستوى لوكالة رويترز للانباء والذي أكد فيه أن "تل أبيب" لم تكن تقصد اغتيال الجنرال الايراني، فرأت ان "نصف الاعتذار الذي صدر عن مسؤول أمني إسرائيلي لم يخفف من الخلل الأول، بل فاقم منه ومن تبعاته".

معلق الشؤون العسكرية في الصحيفة اليكس فيشمان كتب في هذا السياق أن "تعامل "اسرائيل" مع عملية القنيطرة تحول من ارتباك الى ذعر"، وأضاف أن "صاحب القرار في ت"ل أبيب" تصرف و"اسرائيل" باجمعها، بعد الهجوم بشكل دل على وجود انفصام في الشخصية، فمن ناحية قامت "اسرائيل" بالتمسك بموقف معتاد وهو عدم الاعتراف بأنها هي التي شنت الهجوم، ومن ناحية ثانية تعترف أنها اغتالت الجنرال الإيراني عن طريق الخطأ، في العملية التي لا تعلن انها مسؤولة عنها".

وتناول فيشمان: الخلل والفشل الاستخباري، كما اسماه، فقال "إذا لم تكن "إسرائيل" تعلم بوجود الجنرال الايراني في الموكب المستهدف في القنيطرة، فإن المسألة تتعلق كما يبدو بخلل استخباري، وفي حال اعترفت بالخطأ، كما اشار المصدر الامني لوكالة رويترز، فينبغي ان يكون هناك من سيحاسب ويدفع الثمن".

وختم فيشمان "تفوح رائحة غير جيدة ونتنة من طريقة اتخاذ القرار، ومن مستوى الاستخبارات، ومن إدارة الأمور بعد العملية".


ولم تكتفِ الصحيفة بمقالة فيشمان، فالمعلق السياسي فيها ناحوم برنياع رأى أن "أكثر الاختبارات وحشية – وأهمها – هو اختبار النتيجة. فعندما نضع الحدث في الجولان السوري يوم الاحد في اختبار النتيجة لا مفر من القول إنه وقع خلل، وللدقة أكثر خللان: الاعتذار بنصف الفم من محفل اسرائيلي مغفل امس لم يغطِّ الخلل الاول. بل العكس، فاقمه".

وتابع برنياع "في الهجوم الجوي على قافلة حزب الله، قتل الجنرال الايراني محمد علي الله دادي، ومسؤول حزب الله الكبير محمد عيسى، وقائد جبهة الجولان في حزب الله جهاد مغنية وثلاثة آخرون من مقاتلي المنظمة. أما "اسرائيل" الرسمية فلم تؤكد ولم تنفِ، ولكن أحداً في العالم لم يشكّ في مصدر النيران".

وأردف الكاتب أن "عمليات من هذا النوع قد نفذت في زمن ولاية حكومات سابقة وحكومة "اسرائيل" الحالية. وبشكل عام انتهت دون ان تترك آثاراً. أما حدث يوم الاحد فهو مختلف تماماً. باختصار حصل خلل. حقيقة أن محفلاً اسرائيلياً يعترف الآن بأن الجنرال الايراني صُفّي بالخطأ تدل على أن ليس الصحفيون الشكاكون وحدهم يعتقدون كذلك بل محافل في المؤسسة الامنية الصهيونية تعتقد نفس الاعتقاد".

ويعتبر المعلّق السياسي في "يديعوت" أن هناك احتمالاً في حصول خلل عملياتي: فمثل حالات الخلل هذه يمكن ان تقع. فهي جزء من الثمن الذي ندفعه.

برنياع أشار الى أنه حصل خلل في عملية اتخاذ القرارات. فمثل هذه النار لا تطلق قبل أن تتلقى الإذن من المستوى السياسي، لرئيس الوزراء ووزير الحرب. نعم الجيش يقترح: القيادة السياسية تنظر في الامر، احيانا تصادق واحيانا ترفض. في كل الاحوال القيادة السياسية هي المسؤولة.

وخلص برنياع الى القول: "اذا كانت "اسرائيل" هي التي هاجمت بالفعل، فكيف حصل أن اشخاصا حذرين مثل نتنياهو ويعلون أعطوا مصادقتهم على مثل هذه العملية؟ لا يوجد حاليا جواب على هذا السؤال. ومن تلقاء نفسه تطرح مسألة التوقيت: الانتخابات على الابواب، وكل قرار لرئيس الوزراء، ولا سيما القرار الذي يتعارض في طبيعته مع قراراته في الماضي، يفحص ايضا حسب تأثيره المحتمل على الناخبين. فعشية الانتخابات، يسعى نتنياهو أن يعزو لنفسه الامن والرشد. لكن ليس مؤكداً أن سكان الجليل، الذين رأوا بقلق الطرق تغلق وقوات الجيش ترابط في المنطقة، قد اقتنعوا بانه محق".