السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
لقد مرت الأمة الإسلامية بتغييرات كثيرة و تفرقت بسبب الأهواء و البدع فصارت إلى ما لا يحمد عقباه حيث وصل إلى مرحلة الوهن و الضعف فإستغل أعداء الأمة هذا فتسلطوا عليها عسكريا و فكريا و مارسوا سياسة التجهيل و إبعاد المسلمين عن تعلم دينهم فأعادوا صياغة تاريخ جديد و أمة جديدة برؤيتهم الخاصة و عقيدتهم العلمانية .
ولكن العلامة الفارقة في هذه الأمة بين أهل الأمم أن الله سبحانه حفظ لها مصدر تشريعها المتمثل في القرآن الكريم و السنة النبوية فهما الحجة على عباده إلى يوم القيامة و جعل سبحانه سبب حفظهما عباده المخلصين ، فعلى عكس الأمم السابقة التي حرفت دين الأنبياء حتى مسخت الأمة كليا بدين باطل محرف فإن هذه الأمة كتب الله لها أن تبقى عن طريق طائفة من المسلمين ظاهرين على الحق ينفون عن الدين التحريفات الباطلة و البدع المضللة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك))
رواه مسلم.
و كان من نتائج تحريفات الدين هو سيطرة العلمانية على جزء كبير من الأمة و لكنها لم تشبع فأرادت أن تلتهمها بأكملها ، فجاء دعاة العلمانية الفجار ليغرروا بضعفاء العقول و ليهاجموا أهل العلم الذين يصرحون بكفر العلمانية و كان من تغريرهم أن العلمانية ليست ضد الدين و لا تحارب الدين و إنما هي تقف في مسافة واحدة بين الأديان ، فتلقف كثير من المنتسبين إلى الإسلام هذا الكلام و إستحسنه و هذا الكلام هو عين الكفر و الزندقة و ذلك لأمور منها :
أولا : من أنتم حتى تكونون وسطا للحكم بين الأديان ؟ هل حكم الله هو النافذ أم حكمكم ؟
ثانيا : دين الله هو دين واحد و هو الإسلام و إنما تعدت شرائع الأنبياءو القرآن هو الخاتم و المهيمن و الناسخ لما قبله و أجمع المسلمون على أن من تحاكم للإنجيل و التوراة بعد نزول القرآن فهو كافر.
قال الله تعالى : وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ غڑ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا غڑ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)
ثالثا : أن الدخول في الإسلام لا يتحقق إلا بالإيمان بالله و الكفر بالطاغوت .
قال الله تعالى : لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)
يعني لا يكون مسلما من لا يعتقد بطلان عبادة غير الله و بطلان القول أن المسيح إبن الله وووووو ، فجرد المساواة بين الإسلام و النصرانية و اليهودية كفر مخرج من ملة الإسلام .
نسأل الله أن يلهمنا رشدنا و يهدينا أجمعين .