في السنوات الأخيرة قامت الوزارة بمجموعة من التعديلات الجذرية على المناهج الدراسية, قصد تحسين الإمكانيات الفكرية الفردية و تحسين النمط الاستنتاجي عند التلاميذ, فغيرت التوزيع الساعي بتغيير العطلة الأسبوعية من جمعة إلى جمعة سبت من أجل إعطاء الطلبة الوقت الكافي لحل الفروض المنزلية و أخذ قسط من الراحة العقلية و الجسدية.
لكن ما يزيد تعجبي هو ظهور تيارات معارضة لهذه المشاريع التنموية فكانت للأسف أغلبها مكونة من أساتذة فاشلين تحججوا في يوم من الأيام من الأجور, لكنهم صاروا يشتكون من تعقيدات الدروس غير مبالين أو مدركين أن من قام بتحضيرها هم دكاترة و مختصين, لكن الاحتجاج عادي ولكنه غير منطقي, لأن كل المناهج و البرامج الدراسية التي تجرب يلزمها من الوقت الذي يقارب 30 عاما لمعرفة نتائجها, أي انتظار جيل كامل, لكن هؤلاء المخبولين يحكمون من النظرة الأولى لانهم بكل بساطة لا يدافعون عن التلاميذ بل يستعملونهم كمادة حية لإنجاز مصالحهم الشخصية, فالتوقيت الذي أثار جلبة واسعة في أوساط هؤلاء, دعني أشرح لكم: كنت أدرس أنا شخصيا عند أستاذ اللغة العربية الذي كان للأسف يعمل كتاجر في نفس الوقت, فبعد وضع التوقيت النهائي لإنهاء الدوام المدرسي على الساعة الخامسة وجد نفسه مجبرا على عدم فتح محله في فصل الشتاء لأن المغرب على الساعة السادسة, فبدأ يتهرب من الساعات الداعمة التي ( يتقاضا أجرها ) متحجج بعدم قدرة التلاميذ على الاستيعاب لمدة 4 ساعات متتالية في المساء, و في الغالب أن كل أساتذتنا تجدهم يمارسون أنشطة مختلفة لزيادة الدخل, فلا ألومهم لأن الانسان يحبب الغنا لكنني أمقتهم لأنهم يتميزون بأنانية لا تجد لها كلمات لوصف مقدارها, فهم يجدون في قيمة مناصبهم التي احبها رسول الله كطريقة لخدمة النفس على الخدمة الواجب.
و من لا يوافقني الرأي فانا سأجد في نقضه و أفكاره البناءة, حافزا لمواصلة نضالي ضد هؤلاء.