ما بادر من أعضاء الوفد الجزائري إلى قمة الإتحاد الإفريقي بأديس أبابا في دورتها -38- عقب إعلان نتائح الإنتخابات لمنصب نائب رئيس مفوضية الإتحاد في شخص سفيرتنا لدى اثيوبيا والممثلة الدائمة بالإتحاد السيدة سلمى مليكة حدادي، تصرف صبياني لافت، محدثين فوضى وصخب داخل القاعة.
إذ كيف لدبلوماسيين، يفترض أن كل خطواتهم مدروسة وجدية تحسب لهم أو عليهم، يتميزون عن غيرهم برجاحة العقل والحنكة والرزانة واستقامة، ينزلون إلى هذا الحضيض الأسفل.
إذ كيف لهؤلاء أن يحدثوا هذه الفوضى؟
ويفرحوا بهذه الهستيريا، رغم أن فوز الجزائر لم يكن فوزا باهرا، إنما بتحقيق الحد الأدنى من الأصوات أي ثلثي الدول أعضاء الإتحاد وهو 33 صوتا.
الجزائر بلد بحجم قارة، أكبر الدول مساحة، ثالث إقتصاد في القارة، قوة ضاربة عسكريا ثاني أكبر جيش.
تربعت على مجلس السلم والأمن الإفريقي إذ قادته لثلاثة عهدات في شخص رمطان لعمامرة عهدة واحدة واسماعيل شرقي لعهدتين.
وذات نفوذ واسع ومهمين على منظمة الوحدة الإفريقية في ثمانينات القرن الماضي، وفضلها مشهود في العضوية الكاملة للصحراء
الغربية بالمنظمة، ما جعل المغرب ينسحب منها سنة 1984 بعد إقتراح ناميبيا طرده من صفوف المنظمة.
إذن لما هذا الفرح الزائد عن حده أفضى إلى هذا الصخب وهذه الفوضى المحدثة.
وهذه الصورة البائسة التي إرتسمها أعضاء الوفد بأديس أبابا عن بلادهم الجزائر.
إنه من حقها الطبيعي للجزائر أن تسيطر وتتربع على هيئات الإتحاد الإفريقي، ليس فقط على نيابة رئاسة مفوضية الإتحاد.
بقلم الأستاذ محند زكريني