قيل ويقال كلام كثير، عن إسترجاع الجزائر مكانتها الدبلوماسية ودورها الفعال إقليميا بما فيه الإفريقي طبعا والدولي، لكن ما حصل بأديس أبابا يدحض ما روج ويروج له.
إذ منيت الجزائر بخسارة مدوية في إنتخابات العضوية في مجلس السلم والأمن الإفريقي عن منطقة شمال إفريقيا، التي دخلتها رفقة كل من المغرب وليبيا، ولم تتمكن من الحصول على أصوات ثلثي أعضاء الإتحاد الإفريقي أي 33 صوتا، رغم إجراء عدة جولات وحصلت في الجولة الأخيرة على 30 صوتا متقدمة على المغرب الذي حصل على17 صوتا، لتؤجل بعدها العملية الإنتخابية بعد شهر من الأن، بالرغم من حضور رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أشغال القمة هذه المرة كغير العادة.
بالنظر إلى المجهود الدبلوماسي الذي بذلته الجزائر طيلة للشهرين المنصرمين، إذ شاهدت تقريبا كل العواصم الإفريقية زيارات وزراء جزائريين كمبعوثين من رئيس الجمهورية حاملين رسائل لنظرائه، والرغبة في نيل العضوية بمجلس السلم والأمن الإفريقي كانت محور هذه الزيارات الم****ة.
لذلك كان الفوز في الإنتخابات في متناول الجزائر بمنظور السلطة.
بلادي الجزائر لم تستطيع إقناع بلد شقيق وجار وهو ليبيا، التي تعيش فوضى سياسية بوجود سلطتين، واحدة معترف بها دوليا وتجمعها ببلدي علاقات ودية وزيارات وألية تشاور دوري على مستوى الرؤساء رفقة تونس، وأخرى قوية بعساكرها كأمر واقع وتعاديها بلادي.
لضمان النجاح، كان أولا على بلادي نيل رضى ليبيا بأفضال عضوية الجزائر عليها، وإقناعها بعدم دخول الإنتخابات وتصوت لصالح الجزائر، وإذا تقدمت بمرشح إقناعها بالإنسحاب لصالح الجزائر، لو كان ذلك حدث لتمكنت بلادي من الظفر بالعضوية.
ثانيا إستهداف العواصم الثقيلة والوازنة بمختلف مناطق القارة بثقل دبلوماسي مناسب بالإستعانة بالدبلوماسيين الجزائريين الذين خدموا كثيرا في الهيئات الإفريقية وخبراء ودراية بالكوالس الإفريقية، وليس مجرد زيارات لوزراء مرادهم زيارة عواصم لا يعرفونها والتصوير بقادة الدول.
بقلم الأستاذ محند زكريني