إن الزحف الفلسطيني إلى شمال غزة كالسيل الجارف
أسقط في ماءه مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
المتوج توا بالبيت الأبيض.
إذ بمجرد إذعان النتن ياهو في تنفيذ ترتيبات إتفاف وقف
إطلاق النار، إنطلق الفلسطينيون في المسير على شكل
سيول بشرية جارفة في الإلتحاق بمنازلهم بشمال القطاع
وكلهم إصرار وغبطة وسرور.
هذا المشهد الفارق لم يعرف له العالم مثيلا في عودة النازحين
إلى بيوتهم بهذا الحجم وهذا الإصرار.
هذا الزحف الفلسطيني مشيا على الأقدام أذهل غلاة الصهيونية
والحكومة الإسرائيلية التي أصابها الإحباط واليأس، التي كانت
تنتظر أن تقتصر أعداد العائدين على بضعة ألاف، وإذ بها تتفاجأ
بمئات الألاف، رغم أن هذا الفلسطيني يعلم علم اليقين أنه لن
يجد سقفا يأيه، وأن الدمار والخراب والهدم مس الزرع والعمران،
إلا أنه يفضل أن يفترس تلك البقعة التي بها ركام بيته على غيرها.
إن هذا المسير المبارك له عدة دلالات وهي التمسك الفلسطيني
بأرضه وهو أمر مقدس لديه، وأن أي مسعى للترحيل والتهجير لن
يجدي نفعا.
بقلم الأستاذ محند زكريني