الطفل وشجرة التفاح - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > ممّا راقـــنـي > قسم القصة، والرّواية، والمقامات الأدبية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الطفل وشجرة التفاح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-10-09, 08:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
oumnaser
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي الطفل وشجرة التفاح

هذه قصة جميلة قرأتها ذات مرة في جريدة أحببت أن أشارككم بها في منتدى المحبة والأخوة الصادقة[/size]
يحكى أن طفلا صغيرا كانت لديه شجرة تفاح جميلة وكبيرة يلعب دائما من حولها ،ويتفيأ في ظلالها ؛إلى أن كبر واشتد عوده وتعرف على أصدقاء جدد فصار يلعب مع شجرته لوقت أقل من المعتاد ؛وذات مرة غاب عنها مدة ثم عاد مهموما ؛فسألته ما بك ؟مالي أراك كئيبا حزينا فرد عليها: إني أريد أن أتزوج ولكني لا أملك المال الكافي لذلك ،فقالت له لا عليك حذ من تفاحي ما شئت وبعه ،وفعلا قام بقطف التفاح وباعه كله ؛ ثم غاب مرة أخرى......................
وتعيد الأيام ذاك الرجل إلى شجرته بعد أن هجرها ما شاء الله من الزمن؛ ورغم الشوق الذي يخالجها إليه ورغم دفاتر العتاب نسيت كل ذلك لما رأته حزينا ،فسألته ما بك يا عزيزي ؟ماذا فعلت بك الأيام؟ فأجابها: أن مال التفاح قد نفذ وإنه قد تزوج وأصبح أبا ؛ولكن الشتاء قد حل علي ولا أجد ما أرد به بردها وصقيعها عن أطفالي فقالت له هون عليك فإنك أغلى من أذرعي!!!!!خذ من أغصاني وسيقاني ما تصلح به بيتك وما تدفئ به عيالك فكل ما عندي لك ....ويبدأ ذلك الرجل في قطع أغصان الشجرة رطبها ويابسها ،حتى أتى عليها كلها فما أبقى من شجرته غير جذعها....ويغيب في الأفق مرة أخرى فلا تسمع شجرته عنه خبرا ،ولا تجد له من حولها أثرا، إلى أن مضى عليه من الدهر ما مضى ،فيعود كئيبا حزينا ،فسألته مابك؟ ما يحزنك ويضنيني يا أغلى من كل صاحب ،فقال لها لقد أعياني العيش في هذه المدينة ما وجدت فيها عملا يغنيني ويغني عيالي ..........فقالت ما عندي ما أعطيك ولكن بقي عندي الجذع فخذه وأبحر به إلى مدينة أخرى لعل الله قد كتب لك رزقا في غير هذه المدينة ؛توكل على الله وامض فإن أرض الله واسعة ورحمته أوسع ،فقطع الرجل الجذع ومضى........
وتمر الشهور بل والسنين ويلوح شخص أقرب ما يكون إلى الخيال منه إلى الواقع ،إنه شبح ذاك الرجل لا بل هو نفسه!!!!هذا ما كانت تقوله الشجرة أو بالأحرى ما تبقى منها ،فعلا كان هو الرجل نفسه ولكنه لم يعد كما كان إنما هو رجل قد أعيته السنين وأضناه البحث عن لقمة العيش ؛فبادرته بالقول :أعلم قبل أن تقول أنك مهموم ومغموم ولكن لا تشك لي همك فما بي طاقة على تحمله لا لشيء ولكن كما ترى لم يعد لدي ما أسعفك به ولكن هذه جذوري وما تبقى من أحضاني تعال ونم بقربي يا حبيبي لعل حلو الذكريات ينسيك مُرّ الايام فما كان من الرجل إلا أن عاد والتف بما تبقى من الشجرة آسفا و متأوها ألما على ما فاته من العمر دون أن يقضيه إلى جوار شجرته.
أحبتي في الله أتدرون ما مثل ذلك الرجل والشجرة في حياتنا ؟إنه العلاقة بين الآم وصغيرها الذي ينشأ بين أحضانها ويلعب حواليها إلى أن يبدأ في اكتشاف أناس آخرين وكلما تقرب منهم ابتعد عنها إلا أنها تظل تنتظر عودته دونما كلل ؛فتعطيه من حنانها ومن كل ما عندها حتى لا يتبقى لديها ما تعطيه.....

اللهم اجعلنا بارين بأمهاتنا محبين لهن وراعين لهن إلى أن تجمعنا بهن في جنات الخلد يا أرحم الراحمين.
*****************









 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc