درع الأمان في صد الأسباب الدافعة لضعف الإيمان - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

درع الأمان في صد الأسباب الدافعة لضعف الإيمان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-04-09, 19:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي درع الأمان في صد الأسباب الدافعة لضعف الإيمان

درع الأمــــــــــان
في
صدّ الأسباب الدافعة إلى ضعف الإيمان

للشيخ

أبي عبد الباري العيد شريفي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله منشرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هاديله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

يقول السائل:شيخنا بارك الله فيكم: أنا شاب كنت في بداية التزامي آخذابهذا الدين بقوة, فكنت أصوم التطوع وأقوم الليل وأذكر الله على كل حال, وأحضر الصلوات, ولا أفرط في وردي من القرآن, ولا أذكار النوم وأذكارالصباح والمساء حيث أن حصن المسلم لا يفارقني ولكن لما طالت المدة فيالالتزام تغيّرت الأحوال, فأصبحت متهاونا في كل شيء, فما بقي من الالتزامإلا المظهر, فبعض العبادات التي كادت أن تصبح عادات والله المستعان.
فهل هذا كقوله تعالى في اليهود: {فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم{أملشيء آخر, نطلب منكم الدواء الشافي بارك الله فيكم ونفعنا بما تقولون.

الجواب
:لمعالجة هذه الحالة يصعب مجرد الكلام هكذا بالعموم, بإمكانالإنسان أن يتكلم الآن يحي القلب من ناحية العموم, لكن ما إخالني أن يكونذلك نافعا, فمثل هذه الحالة لابد من حوار مباشر مع صاحب القضية, بحيث نصلإلى معرفة السبب الذي دفع به إلى هذا التقهقر

يعني الدافع إلى ذلك ولابد أن تكون أسباب موجودة هي التي دفعت به فهي إما:

أسباب داخلية.
أسباب خارجية.

فلابد من البحث للوصول إلى نتيجة في حياة هذا الشخص لعلنا نصل إلى تحديد الأسباب.

ودوما تكون الأسباب الداخلية راجعة إلى ثلاث أمور:

الأمر الأول: وهوالخوف الذي يعتري الإنسان من خارجه, يخاف من أشياء, فيبدأ بدفع ما يخاف منه بالتقليل والبعد عن العبادة بحيث يراه الرائي أنهكغيره من الناس ممن لا يعبأ بهم ولا يلتفت إليهم, كما فعله كثير من الشبابعند المحن وعند اشتداد البلاء, هذا يأتي من جبن الإنسان, وهذه تكون سجيةفي الإنسان فلابد أن يعالج هذاالجانب بالعقيدة, لابد أن يعالج جانب الجبن بالعقيدة, لأن الجبن إنمايتمكن من الإنسان إذا كان ضعيف العقيدة في جانب سريان قضاء الله وقدره فيالكون؛ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم مع الغلام الصغير عالج هذا الجبن، أي جانب الجبن فيالقيام على طاعة الله وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم له: « واعلم أن ماأصابك لم يكن ليخطئكوما أخطأك لم يكن ليصيبك» فالتغلب على جانب الخوف لا يكون إلا بمعرفة اللهتعالى وتسليم بقضائه وقدره, فبمعالجة هذا الجانب يعود الإنسان بإذن اللهإلىمكانته في الالتزام والاستقامة على طاعة الله تعالى لأنه يزول ذاك الداءالدفين وهو الجبن.

والجبن له دوافع عدة , يعني شخصية الإنسان أحيانا مكونة من هذا (خواف) وإلا يكون من شيء ثان, أي أن الجبن مكون يكون في ذات الإنسان أي منه ينشأ, وإما خارجي كما قال صلى الله عليه وسلم في حق المتزوج وله أبناء: «إن الولد مبخلة مجبنة .» هذا بالنسبة إلى الأمر الأول.

الأمر الثاني:ضعف الإيمان, من أعظم الأسباب الدافعة لترك الاستقامةوالالتزام على الدين: ضعف الإيمان, ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الإيمان ليبلوكما يبلو الثوب فجددوا إيمانكم»

إذن فلابد من المحافظة على الإيمان, لأنه هو الدافع الوحيد إلى الاستقامةعلى الدين والثبات على طاعة الله والتضحية في جميع الأمور, ولهذا لما كانالصحابة رضي الله عنهم من الناحية الإيمانية على ما كانوا عليه استطاعوا أن يجابهواالأمم كلها وما ردّهم ذلك إلى القهقرى والى الخوف والى غير ذلك, وإنما مازادهم إلا صلابة, وأمثال الصحابة: بلال رضي الله عنه الذي تحمّل كل أسباب الضغط عليهوالأذيّة لترك الاستقامة والالتزام, ولم يكفر الكفر الظاهر الذي رخّص فيهالشارع؛ ومع ذلك لما خالطت حلاوة الإيمان بشاشة القلب- وهذا استنتاج هرقلملك الروم يشير علينا نحن هل الإسلام - مكانة قوتنا بشاشتنا على دينناوقوة إيماننا, لما سأل هرقل أبو سفيان:« فهل يرتد أحد سخطة لدينه, قال: لا»

إذن نستنتج من هذا أن حلاوة الإيمان إذا خالطت بشاشة القلب فمن المستحيلأن يتخلى الإنسان عن التزامه ولو كانت الظروف ما كانت: الفقر, الجوع, العري... وغيرها, كل هذه الأمور استطاع الصحابة رضي الله عنهم أن يتحمّلوها وأن يثبتواعلى طاعة الله تعالى وذلك راجع لقوة إيمانهم.

إذن هذا العامل الثاني راجع لضعف الإيمان, فلابد لهذا الأخ أن يراجع هذاالجانب, أي جانب الإيمان, ولهذا ندندن دوما وننادي ونناشد طلبة العلم أنيجمعوا في حياتهم العلمية بين العلم والإيمان والعمل, من الأمور الضروريةفي هذه الحياة لقيام المسلمين على دينهم, لمن أراد أن يعينهم على ذلك,لابد من جمع العلم والإيمان والعمل معاً, لأن هذا المزج الثلاثي يعطي قوةوصلابة المسلم على دينه, إذن لابد من الاهتمام بهذا الجانب.

الأمر الثالث:عدم معرفة قيمة ما يعمل من أجله, فمن أعظم الأسبابالدافعة إلى ترك الالتزام جهل المسلمين بقيمة الآخرة, ولهذا قال المولى سبحانه وتعالىمخاطبا ملائكته: )فما يسألونني قال: يسألونك الجنة, قال: وهل رأوها ؟! يقولون: لا والله يا رب ما رأوها, يقول: فكيف لو أنهم رأوها, قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا لها ( .

فهذا بدون أن تظهر لهم الجنة على حقيقتها وصورتها الحقيقية, ومع ذلك سعواإليها بما ظهر لهم من معالم؛ ولهذا رغّب النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضي الله عنهم في الآخرة, والسعي لها, ودوام الالتزام ودوام الطاعة والصبر على الأذى, فقال صلى الله عليه وسلم: «فيهاما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر»وفائدة هذا الكلام هو أنيعطوا لها حقها, وأن يعظموها, ويقدروها, ويسعوا إليها؛ فبالنسبة للشبابغير المتزوج – ليبتعد عن الفتن- له قصر مجوف له فيه سبعون جارية الأخرى لاترى الثانية....والله هذه حقائق شرعية؛ ما الفائدة من هذا الكلام؟! لا يعبث هكذا؛ والله لا لشيء إلا ليهتم الرجل والمرأة بطاعة الله و الرسولوالقيام على دينه, في أداء الحقوق الزوجية, وفي الأعمال, والاستقامة علىالدين, هذا كله ليبيّن لنا قيمة الأشياء.

ثم ذكر النار وما فيها من شرور, قال: «فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدّموينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدّم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النارتلقاء وجهه فاتقوا الله ولو بشق تمرة»ثم ينظر إلى حال الكافرين فيالجحيم, أن ضرس الكافر في النار كجبل أحد, ثم يذكر المولى سبحانه وتعالى غير ذلك مماذكر.

إذن من أعظم الأسباب المساعدة على الالتزام والاستقامة هو معرفة قيمةالشيء الذي يقدم عليه الإنسان, فكلما كان جاهلا بالشيء الذي يقدم عليه إلاوتنصّل عنه, والأمور الدنيوية دالة على هذا؛ ولمعرفة قيمة الأشياء يقولابن قيم الجوزية- رحمه الله تعالى- في كتابه " بدائع الفوائد ": "ولايستقيم الزهد في الدنيا (معناه أن تعطيها قيمتها التي تستحقها) إلا بنظرينصحيحين:

النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها وخستها وألمالمزاحمة عليها والحرص عليها ..وما في ذلك من الغصص والنغص والأنكاد وآخرذلك الزوال والانقطاع .فطالبها لا ينفك من همٍّ..وغمٍّ وحزن بعد فواتها" يعني لا ينفك طالب الدنيا من همّ وغمّ خاصة عندما يرى خسّتها وخسة ما فيهاوزوالها وزوال ما فيها؛ وضربت قبل سنوات مثلا تقريبي: لو فيه شخص ذاهب إلىالحج وعنده بيت من الطراز العالي (فيلا) وجاء وقال لك يا فلان هذا بيتيأتركه لك شهرا كاملا تتمتع فيه مدة سفري إلى الحج, وفيه ما لا رأتهعينكمن أمور الدنيا: مَسْبَحْ, وأموال وأشياء كثيرة جدا.., وأنت تفرح فرحاشديداً تقول: ما شاء الله سأتمتع, لكن بمجرد ما ينقضي يوم إلا وينقلبالفرح إلى حزن, بقي 29 يوماً؛ لما كانت مدة المتعة محدودة, ولو أنك فيمتعة, لكن هذه المتعة تنفك؛ -ولهذا أهل الدنيا يزهدون في الآخرة ليتمتعوا, يريدون بذلك نسيان الآخرة-؛ إذن مع كون الخيرات بين يديه, لكن لما كانتالمدة وجيزة, أصبحت تلك المتعة حسرة في حد ذاتها, فلابد أن ننظر إلى هذهالدنيا بهذه النظرة؛ قال –ابن القيم-:" وازهد فيما عند الناس كما زهد أهلالدنيا في الآخرة " أي لم يفكروا فيها (الآخرة) ولا يريدون التفكير فيهافي أي لحظة من لحظاتها, ليتم لهم كمال المتعة, ولهذا قال أهل العلم: الأهواء في الديانات أعظم منها في الشهوات, لأن صاحب الهوى وصاحب الشهوةسرعان ما تنقضي عنه الغشاوة فيعود إلى رشده فتقع الحسرة إلى غير ذلك ممايقع, لأن في قلبه بذرة إيمان: سرق, شرب الخمر.. فسرعان ما تقع العودة, لأنالإيمان موجود, لكن الأهواء في الديانات دائمة لا تنفك عن صاحبها.

وكذلك أهل الدنيا زهدوا في الآخرة حتى يتمتعوا بما في الدنيا,
لكن هيهات هيهات أن يحصل لهم مرادهم فيها, لأن المولى? أبى إلا أن تكون دار امتحان ودار ابتلاء, هيهات هيهات لن تحصل المتعة لإنسان في هذه الدنيا لمجرد المتعة المادية, من المستحيل, قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى } لتدركوا الحقائق ومعرفة قيمة الأشياء..

◀ "
النظرة الثانية إلى الآخرة وإقبالها ومجيئها ولابد, ودوامها وبقائها,وشرف ما فيها من الخيرات والمسّرات والتفاوت الذي بينه وبين ما ههنا ..." كما ضربنا المثال السابق, أعطاه بيتا كاملا, لكن بعد شهر عاد عليه بالنكدوالنغص؛ والشخص الثاني مسكين ينوي الزواج وليس عنده مسكن, يقول له خذ هذاالبيت (غرفة ومطبخ) هدية من عندي لك, فيفرح به فرحا ليس مثله فرح؛ لأنهسيصبح له ملك دائم, ولو أنه شيء بسيط جدا, ولكن لما كانت الملكية دائمةكان الفرح بها فرحا عظيما, وكلما دخل فيه تذكّر النعمة التي هو فيها.
إذن لابد من هذا النظر الصحيح.

إذن من أعظم الأسباب المساعدة على الطاعة والاستقامة على الدين هو معرفةالآخرة, ولهذا الجهال الذين يعيشون مع العوام يقولون: " أحييني اليومواقتلني غدا " ويقول: " درهم نقد خير من ألف نسيئة " لكن هذا الكلام يقولهمن لم يعرف قيمة الأشياء, وأما من عرف قيمة الأشياء يقول: " اقتلني اليوموأحييني غدا " وهذا ما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه, قال صلى الله عليه وسلم:«مثلي ومثلالدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها»كأنه يهوّن منها بحيث لايعطيها الإنسان ما لا تستحق, وقال صلى الله عليه وسلم: «لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناحبعوضة ما سقى منها كافر شربة ماء» .
-
هذه الأسباب الداخلية.

الأسباب الخارجية:
-
ما يضيّع المسلم استقامته والتزامه إلا:


1-
المخالطة: لابد أن ينظر الإنسان من يخالط, لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المرء علىدين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»وهذا راجع دوما إلى شخصية المخالط, فيضيع المخالط إذا كان ضعيف الشخصية, لأنه سيتأثر بمن يخالطه, ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «ومثل الجليس السوء كمثل نافخ الكير»فهو يلحق بك ضررا إذا كنت ضعيفالشخصية, لأن الإنسان متأثر بالطبع أحب أم كره, لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بداجفا»ولهذا لما وصف رعاة الشاة والإبل بماذا وصفهم؟
رعاة الشاة وصفهم بالتواضع واللين والهدوء وغير ذلك, أما رعاة الإبل وصفهم بالكبر والشدة
والقوة, لأن الحياة مع الإبل فيها قوة, والغنم فيها دعة؛ إذن لما كان طبعالإنسان عرضة للتأثر بالغير, كان لابد أن يختار الصحبة والمخالطة








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-04-09, 19:01   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

.


-
إذن لابد أن ينظر الإنسان في أحوال المخالطة, وأن المخالطة أقسام :

القسم الأول:مخالطة واجبة, وهي مجالسة أهل العلم لمعرفة الدين, كماتكون المخالطة في حق طالب العلم واجبة عليه ليعلّم غيره كالعالم, مخالطةالناس يوجبها عليه الشرع, إن فرّمنها فهو آثم, إذا كان الناس في حاجة إلىما عنده من علم فتصبح مخالطته للناس واجبة.

القسم الثاني:مخالطة مستحبة, وهي مخالطة الصالحين الذين يعينونك علىطاعة الله سبحانه وتعالى , كما قال المولى سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم}واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهمبالغدواة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم{ وهذا يكون بالجلوس فيحلقات الذكر, وفي المذاكرة مع إخوانك من طلبة العلم, مذاكرة مع العواموتعليمهم, فهذه مستحبة لأنها تزيدك في الخير وتعلّمك صحبة الناس الصالحين, قال له المولى صبحانه وتعالى{واصبر نفسك{فالأمر يحتاج إلى جهد ليس بالسهل.

وكذلك أن تخالط من يعينك على جلب رزقك من الناس ( هذه مخالطة قد تكونمستحبة وقد تكون مباحة, لكن نذكرها في باب الاستحباب) عندما يصبح لك سبيلللترزق, لابد أن تخالط وأن تعيش وأنت تنفق وتعمل بنفسك على نفسك وتكسببيدك, أفضل من أن تعيش عالة على الغير, فكسب الرزق وغيره من هذه الأمورتدخل في هذا الباب-باب الاستحباب- .

القسم الثالث:مخالطة محرّمة, وهي مخالطة أهل السوء والفساد, كأصحابالشبهات وأصحاب التكفير وغيرهم ممن هم على تلك الشاكلة فهنا تصبح مخالطةمحرّمة.

القسم الرابع:مخالطة مكروهة, وهي مخالطة الناس للإكثار من الدنيا والترف فيها, بحيث إنك في غنىً عن هذه المخالطة.

القسم الخامس:مخالطة مباحة, المباح المجرّد الذي لم يتعلّق به شيء يصعبوجوده في هذه المجتمعات اليوم, والمخالطة المباحة هي التي لا تعود علىالشخص بالفساد.

-1
إذن هذا بالنسبة للأمر الأول هو المخالطة, فالإنسان إذا أساء اختيارالخلطة فستعود عليه بالسوء, ولهذا قال المولى تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: صلى الله عليه وسلم}ولا تعد عيناكعنهم تريد زينة الحياة الدنيا}يعني مجرد نظر عيناه للغير, قال له لاتلتفت إليهم, لأن هذا سيجلبك إلى مخالطتهم والبحث عما هم عليه؛ ولهذا لماحاول عمر في التفاتة بسيطة جدا, وخشي النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون تلك اللفتة سبباًللبحث عن الدنيا واللحوق بهم في شرهم قال: «ادع الله أن يوسّع على أمتكفقد وسّع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله» هذه التفاتة بسيطة فقط, ماذا كان من النبي صلى الله عليه وسلم غلق هذا الباب, قال: «أفي شك أنت يا ابن الخطابأولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا»قال:« استغفر لي يا رسولالله» لماذا غلق باب الالتفاتة ؟ لأن تلك الالتفاتة ستدفعه بعد ذلك إلىالبحث عن العيش بحياتهم, إذن تصبح مخالطة ولو عن بعد, ولهذا لما جاء المالللنبي صلى الله عليه وسلم ووقف الصحابة في طريقه, أرادوا أن يقسم المال, وهو ما أراد أنيقسم, فنظر إليهم ورأى من حالهم وقال:«ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشىعليكم أن تبسط عليكم الدنيا فتنافسوها... » يعني مخالطة عن بُعد, فكانالشرع يحذّر حتى من هذا النوع من المخالطة.

2 -السبب الثاني:هو ترك الالتزام بالظاهر, لأن من أعظم الأسباب المهلكةللمسلم هو ترك الالتزام بالظاهر, ولهذا اعتنى النبي صلى الله عليه وسلم بإبراز شخصية مسلمةمتميّزة عن غيرها من الأمم الأخرى, لأن هذه الشخصية المتميّزة ستحميه, فكان يعمل على أن تكون شخصية المسلم مميزة, فقال:«من تشبه بقوم فهو منهم»وقال:«إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون تسرولوا وائتزروا»وقال: ...«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر به فسدل رسولالله صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد»إذن أراد أن يخالف بزيّه جميع الناس حتى تبقىشخصية المسلم مميّزة, فإذا بقيت هذه الشخصية المميزة حافظت بعد ذلك علىالداخل, لأن الظاهر يؤثر لا مرية ولا شك على الباطن, قال صلى الله عليه وسلم:«لتسوّن صفوفكمأو ليخالفن الله بين وجوهكم»وقال: «إن المؤمن إذا أذنب كانت تكتة سوداءفي قلبه, فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه»

إذن لابد أن يحافظ المسلم على زيّه الظاهر, فالمحافظة على الزيّ الخارجييؤثر على الإنسان في داخله ويصونه كما يصونه إيمانه من الداخل, فهناكتكامل.

فعلى هذا الأخ والحالة هذه أن يعود إلى التزامه وأن يستعين بالله, ومنأعظم الأسباب المساعدة للخروج من هذه الورطة التي وصل إليها الأخ ومن هذاالبعد هو دوام الافتقار إلى الله تعالى والتضرع له والاستكانة بين يديه, فإنهمتى حصل من المسلم ذلك أخذ الله بيده على أي هيئة كان عليها, وردّه إليهرداً جميلاً, بل إذا عاد العبد إلى ربه يفرح المولى سبحانه وتعالى بعودته إليه, فمنأعظم الأسباب بعدما عرفنا الأشياء المساعدة, فالسبب الرئيسي في هذا البابهو: دوام الذّل والافتقار والتضرع إلى المولى سبحانه وتعالى, فإن ذلك هو السبب الأساسيالذي به يصون المسلم نفسه, فإذا كان مفتقرا إلى اللهمداوما طرق بابه فيجميع أحيانه وأحواله, كما يقول أحد الشعراء:

الزم باب ربك ✿✿ واترك كل دون.

أي واترك كل ما سواه.

-
فإن هذا الأمر هو السبب الرئيسي للخروج من جميع الفساد الذي فيهالإنسان, ولهذا في الحديث النبوي يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «أن رجلا أذنب ذنبا»ً) أييبتعد عن ربه بارتكاب ما يخالف أمر ربه«فيقول أي رب أذنبت ذنباً فاغفر لي»يعني بعد بُعْدٍ عن المولى بتسلّط الشهوة والهوى والشيطان على الإنسان, لكن إذا عاد الرجل إلى رشده فافتقر إلى ربه- هو في حالة بُعْد- إلا ويجدأبواب الخير مفتّحة, فيقول المولى:«علم عبدي أن له رباً يغفر الذنبويأخذ به قد غفرت له»أي يرده إليه رداً جميلاً, فعلى المسلم أن يداوم بابالدعاء والذل والافتقار إلى الله , وأن يعلم أن جميع أسباب الهدايةوالتوفيق هي بيده, فإذا داوم على هذا وافتقر نجا بإذن الله .

ولابد أن يعلم أن جميع أسباب الخذلان والبعد عن الله والظلم والشرور هيمن نفسه فلا يطيعها فيما يأمر به وفيما تنهى عنه لأنها ما وصلت الى درجةالنفس المطمئنة وإنما لا تزال ضعيفة ولا تأمر إلا بشر. وأسأل الله أنيوفقني وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه.

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك









رد مع اقتباس
قديم 2014-04-10, 13:27   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
02dallal
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك على موضوع الايمان
وكذلك المؤمن الحقيقي لا ينظر الى هذه الدنيا أقبلت ام أدبرت همه فيها هو عبادة الله وحده وبحثه عن كفاف عيش يقيه شر مسألة
اللهم انا نسألك ايمانا صادقا وقلبا خاشعا










رد مع اقتباس
قديم 2014-04-10, 17:43   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبومحمد17
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 02dallal مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك على موضوع الايمان
وكذلك المؤمن الحقيقي لا ينظر الى هذه الدنيا أقبلت ام أدبرت همه فيها هو عبادة الله وحده وبحثه عن كفاف عيش يقيه شر مسألة
اللهم انا نسألك ايمانا صادقا وقلبا خاشعا
امين
بارك الله فيك









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أضعف, الأمان, الأسباب, الحافظة, الإيمان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc