قال ابن الجوزي رحمه الله وغفر له:
" من قارب الفتنة، بعدت عنه السلامة، ومن ادعى الصبر، وُكِل إلى نفسه.
ورب نظرة لم تناظر0، وأحق الأشياء بالضبط والقهر: اللسان والعين.
فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى، مع مقاربة الفتنة، فإن الهوى مُكايد1! وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل، فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف2 النظر إليه، واذكر حمزة مع وحشيٍّ3.
فَتَبَصَّرْ ولا تَشِمْ كُــــــــــــــلَّ بَرْقٍ *** رُبَّ بَرْقٍ فِيهِ صَوَاعِقُ حَيْنِ4
وَاغْضُضِ الطَّرْفَ تَسْتَرِحْ مِنْ غَرَامٍ *** تَكْتَسِي فِيهِ ثَوْبَ ذُلٍّ وَشَيْنِ5
فَبَلاءُ الفَتَى مُوَافَقَةُ النَّفْــــــــــــــــــ *** سِ، وَبَدْءُ الهَوَى طُموحُ العَيْنِ "
------------
0 لم تناظر: لم تمهل.
1 مُكايد: خداع ماكر.
2 يأنف من النظر إليه: يترفع عنه ويكرهه.
3 في حاشية الأصل: إشارة إلى مقتل حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم بيد وحشي. قلت: هو وحشي بن حرب، مولى بني نوفل، أسلم وأقام بحمص، وتوفي فيها سة "25هـ".
4 لا تشم: لا تنخدع. و"الحين" الهلاك.
5 الشين: العيب، والأبيات لابن الحريري، ذم الهوى ص "103".
صيد الخاطر ص26
بترقيم الشاملة الحديثة