يجد كثير من الجزائريين أنفسهم ورمضان على الأبواب، في سباق مع الزمن لاقتناء ما يكفيهم من مستلزمات رمضانية، وتجهيز بيوتهم لاستقبال الشهر الكريم بأحسن حلة، في حين لا يكتفي البعض منهم بذلك، بل يستعدون كذلك روحانيا وجسمانيا بزيارة مختلف الأطباء تحسبا للإصابة بأي عارض مفاجئ في شهر الصيام، من بينهم طبيب الأسنان.
وماذا لو أصبت بآلام في الأسنان خلال رمضان، هل تزور الطبيب؟ الإجابة: نعم، حسب أحد الأطباء والجراحين، إذ أن العديد من الناس، لا يجدون أي حرج في اقتلاع ضرس أو حشوه خلال أيام الصيام، وهو ما أكد عليه الدكتور خالد بن علي و مرضى صادفتهم “الخبر” بعيادة هذا الأخير، شرط الامتناع عن استخدام المخدر الموضعي لأنه مفطر، كما قالت إحدى المريضات التي أكدت أنها ترتاد طبيب الأسنان بصورة منتظمة، وإن صادف أحد مواعيدها شهر رمضان فلن تتردد في فحص أسنانها، بل إنها تستخدم معجون الأسنان كذلك والناس صيام.
في حين أعلنت مريضة أخرى عن رفضها التام لمعاينتها على يد طبيب أسنان في رمضان، وإن استلزم الأمر التوجه إليه ليلا، تفاديا للوقوع في فخ الإفطار.
تغير في العقلية
ما يلفت الانتباه هو توافد النساء من مختلف الأعمار على عيادات طب الأسنان وبشكل معتبر، خوفا من وجع الضرس خلال أيام الصيام، خصوصا أنه محكوم عليهن الوقوف مطولا في المطبخ لتحضير مائدة الإفطار في النهار، وذلك خلافا للرجل الذي لا يجد مانعا في مراجعة طبيب الأسنان في أي وقت يشاء. ويقول جراح أسنان آخر إن هذا التوافد يتواصل حتى في شهر الصيام، إذ أن الكثير من أطباء الأسنان كانوا يغلقون عياداتهم في رمضان، لكن مع تغير نمط الحياة لدى الكثيرين، اضطر الأطباء للعمل وبمعدل يفوق معدل الأيام العادية أحيانا في غير رمضان. والسبب في هذا، يرجع إلى ترخيص عديد الأئمة بمعالجة الأسنان في أيام الصيام، شرط مراعاة عدم ابتلاع الدم الناتج عن قلع الضرس مثلا،في حين وجد البعض الحل في مراجعة أطباء الأسنان العاملين بدوامين خلال سهرات رمضان، تفاديا للوقوع في أي حرج.
الاعتناء بالأسنان ليس في رمضان فقط
لا تخلو قائمة طعام الجزائريين من المشروبات الغازية والحلويات طيلة الشهر الكريم، في حين أن تفادي زيارة طبيب الأسنان لمن شاء ممكن جدا بالنسبة لمن يريد ذلك، إذ لا يتطلب الأمر سوى اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع وغني بالفيتامينات والألياف الضرورية، حيث ينصح محدثنا بعدم الإكثار من تناول السكريات والمشروبات الغازية التي تضر بالأسنان، بالإضافة إلى الزيارة المنتظمة لطبيب الأسنان والغسل المستمر للأسنان.
السواك.. ومعجون الأسنان
أما بخصوص السواك الذي يفضل كثير من الصائمين استعماله في رمضان، فقد ثبت علميا احتواؤه على مواد مفيدة للأسنان، تماما مثل معجون “سواكين”. وفي هذا الصدد، ينصح الدكتور بن علي باستخدامه جنبا إلى جنب مع فرشاة الأسنان، مع ضرورة منح مرضى السكري الصائمين، عناية خاص لأسنانهم وذلك بالجمع بين الزيارة المنتظمة للطبيب والتغذية المتوازنة، لاسيما أن المصابين بالسكري معرضون بكثرة لأمراض اللثة، نتيجة التغيرات التي يحدثها السكري في وظائف كريات الدم البيضاء المقاومة للبكتيريا.
وللعيد.. أسنان بيضاء للرجال والنساء
وحسب محدثنا، فإن ازدحام العيادات، يتواصل ليبلغ الذروة قبل العشر الأواخر، حيث تكثر زيارات الجنس اللطيف للعيادة، استعدادا للظهور بأسنان بيضاء. ويعترف دكتور آخر بأنه، منذ سنوات قليلة، أصبح الرجال يزاحمون النساء على هذه الخدمات، بحثا عن التخلص من الاصفرار الناجم في العادة عن تناول الأدوية أو نتيجة الإدمان على التدخين، كما أرجع بحث البعض عن أسنان ناصعة البياض، اقتداء بنجوم التلفزيون.
وهذا الأمر، لم يعد حكرا على النساء، بل تعداه إلى الرجال من إطارات في الدولة وأصحاب مناصب مرموقة، تبقيهم على تواصل دائم مع الأشخاص، لدرجة أن أحد زوار العيادة رفض الخروج دون تركيب طقم أسنان