توجد مرحلة في الحياه تدعى Royal level !، بالعربي المرحلة الملكيه
بالخليجي التطقيع بالمصري البرنسسه، عندما تصل لهذه المرحلة، لن تجد نفسك مضطراً للخوض في أي نقاش أو جدال، ولو خضت فيه لن تحاول أن تثبت لمن يجادلك بأنه مخطىء، فلسان حالك كأنما يقول له: إذهب إلى الجحيم أنت وأفكارك، لو كذب عليك أحدهم ستتركه يكذب عليك، وبدل أن تشعره بأنك كشفته، ستستمتع بشكله وهو يكذب مع أنك تعرف الحقيقه، ستدرك بأنك لن تستطيع إصلاح الكون، فالجاهل سيظل على حاله مهما كان مثقفاً، والغبي سيظل غبياً، سترمي كل مشاكلك وهمومك والأشياء التي تضايقك وراء ظهـرك وستكمل حياتك، نعم ستفكر في أشياء تضايقك من وقت لآخر ولكن لا تقلق سترجع للمرحلة الملكية مرة أخرى، ستمشي في الشارع ملكاً؛ مبتسماً ابتسامةً ساخرة وأنت ترى الناس تتلوّن وتتصارع وتخدع بعضها من أجل أشياء لا لزوم ولا قيمة لها، ستدرك أن السعادة لا تتيسر في الأشياء المادية وفقط، ستعرف جيداً أن فرح اليوم لا يدوم وقد يكون مقدمة لحزن الغد والعكس، سيزداد إيمانك بالقضاء والقدر، وستزداد يقيناً بأن الخيرة فيما اختاره الله لك إذا وصلت يوماً لتلك المرحلة لا تحاول أن تغير من نفسك، فأنت بذلك قد أصبحت ملكاً على نفسك، واعياً جداً، ومطمئناً من داخلك !
المعرفة تسلبك الراحة .. لم يُخلق الإنسان ليجلس كل هذا الوقت في اليوم, مارس الرياضة, تخبرك المعرفة, لكن لا وقت .. يجب أن تنام في الليل, و يجب أن تبتعد عن الزيوت, السكر, و الطعام المصنع, لكن هذا هو الطعام الموجود, هل علي خلق مزرعة فوق البيت و إنشاء خم دجاج؟
تخبرك المعرفة بالطريقة التي يجب أن تقوم بها الأشياء, و الآن أشك بكل الذي أفعله .. الطعام الذي أتناوله, طبيعة الحياة, الطريقة التي أجلس و الطريقة التي أتموضع بها - كلمة غريبة, التموضع - .. الطريقة التي أدرس بها, أذا تكلمت يُبَحْ صوتك, و إذا قرأت في صمت تسرح, إذا جلست في البيت تضيع الوقت في أشياء جانبية, إذا جلست في المكتبة لن تستطيع الكلام .. هل أستخدم دماغي بطريقة فاعلة؟
لقد حدثت نقلة رهيبة في نمط حياة البشر, رهيبة و سريعة, بحيث أن كل شيء جديد بما يكفي لكي لا نفهم أي شيء حوله و حول آثاره علينا, فقط نغرق فيه .. كل هذا الجديد, في سلوكنا, طعامنا, التكنولوجيا, نحتاج سنوات غير قليلة لنرى و نفهم أثره .. و حينها سنكون في دوامة من الجديد الجديد, فلا نكاد نفهم الجديد القديم حتى نكون قد غرقنا في الجديد الجديد هذا.
عاصفة مذهله تمر من تحت أقدامنا.
الإنسان همجي، أعرف هذا من خلال النظر داخلي، إن التحضر ليس أكثر من قشرة التحكم بالذات، و تحت هذه القشرة تتفجر الهمجية .. الإنسان يشبه بركاناً يغلي من الداخل، و تنمو على ظهره السنابل، خضراء يلعب فيها النسيم.
في العنف لذة، لسبب ما، فدفعة الأدرينالين بقدر ما هي مؤلمة، بقدر ما هي لذيذة، هذا الخوف، هو ذاته الحماس .. العنف شيء لا يجب قتله، بل هندسته، فالعنف شيء من الطبيعة، و الغضب شيء في طبيعتنا، بقدر ما يسلبك قدرتك على التفكير، بقدر ما يسليك.
العنف يوجد في طحن لقمة الطعام، و يوجد في الجنس، و يوجد في تسلُّق الجبال .. إنه صورة القوة على الأرض، كتعبير عن عاطفة الغضب.
الغضب الحكيم حلو، و أحياناً مضحك، شيء في تكوين الإنسان العاطفي .. ليست الحكمة في قتل العصبية، بل في حُكمها، هندستها، فالعنف بوضوح له قيمته الإنسانية، و الهمجية المتحضرة، أثمن بكثير من المدنية، هذا التشوه الذي يصيب البشر.
يجب أن تحترم بريَّتك، و إلا فلن تحترم نفسك، هي جزء منك.