كيف تتخلص من الأخلاق السيئه؟
• تمهيد:
الناس تكتسب كثيراً من الأخلاق السيئة و وسائل اكتسابها كثيرة، والانسان يكتسب تلك الأخلاق من البيئة التي يعيش فيها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل))
فالمرء يتشرب من صديقه أخلاقه ومن أمه و أبيه ، لأنه يعيش معهم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل مولد يولد على الفطره، حتى يغرب عنه لسانه، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أويمجسانه))
إننا نعيش في بيئه تؤثر فينا، وتحوطنا العادات فنتشرب منها، ونحن عندما يدركنا الله-تبارك وتعالى- برحمته، ونفهم الاسلام الفهم الصحيح، ونبدأ بعملية التزكية والتطهير.فالطريقة الأول للتخلص من الأخلاق السيئه التي ورثناها، يكون باتباع التالي:
أولاً: الإقلاع عن الاخلاق السيئه.
أحد شروط التوبه، ويحتاج إلى ما يسمى في الأخلاق بالإراده، والإراده هي القوة الخفيه لدى الإنسان،وتعني اشتياق النفس وميلها الشديد إلى فعل شيء ما، أو تركه، وتجد أنها راغبة فيه ومدفوعه إليه، والإراده قوة مركبة من رغبة بالإضافه إلى حاجه إلى أمل، فلا بد لكل إنسان يريد أن يتطهر من أخلاقه السيئه أن يمتلك الإداره، وهي تبدأ كرغبة ثم تتحول إلى عزم في القلب.
والعزم لغةً: الجد كما قال تعالى: (( فإذا عزم الأمر)) وعزم عليه: صمم على فعله، وقطع عليه.
أما اصطلاحاً: هو استجماع قِوى الأرادة على الفعل.
فإذا عزم التحلي بلباس التقوى ينبغى أن ينفذ الإقلاع عن الخلق السيئ. فالصدق لايكون عند الإنسان خلقاً إلا إذا استمر عليه، وأصبح سجية وعادة له يقول الصدق دائما، ويمارس ذلك باستمرار. عندما يملك المرء الإراده التي تجعله يتحول عن الخلق السيء، فهذه المرحلة نسميها أيضا مرحلة( التخلي)، وهي ترك وخلع الأخلاق السيئه.
ثانياً: لابد من البديل الحسن.
من البديل الحسن ليحل مكان البديل السيئ، فيسد الفراغ كي لا يعود إلى ما كان عليه. فبديل سماع الأغاني هو سماع وقراءة القران الكريم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((النفوس لاتترك إلا بشيء، ولا ينبغي لأحد أن يترك خيراً إلى مثله، أو إلى خير منه. وهناك بدائل حسنه لكل خلق سيئ،ز
ثالثاً: الإستمرار بالمحاسبة والمتابعة ولوم النفس بالتقصير، حتى لا تشمخ وتأمن. قال تعالى: ولا أقسم بالنفس اللوامه. النفس اللوامة:هي التي تلوم صاحبها على الخير والشر وتندم على مافات. قال عمر بن خطاب رضي الله عنه: ( حاسبو أنفسكم قبل ان تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل ان توزنوا) وقال الحسن البصري رحمه الله: (( لا تلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه: ماذا أردت بكلمتي؟ ماذا أردت بأكلتي؟ ماذا أردت بشربتي؟ والعاجز يمضي قدما لا يعاتب نفسه.
رابعاً: الطمع في الثواب والخوف من العقاب.
كل الناس يحرص على المنفعه وجلب المنافع ودفع المضار، أما المؤمن فهمته متعلقة بالله تعالى، والمرء يقوم بكل عمل يرجو من الله إذا قام بالعمل، ويخاف منه إذا لم يقم به فهو دائر بين الخوف والرجاء. ولابد من ثواب وعقاب والرسل الذين جاءوا بإصلاح النفوس ما جاءوا إلا بالثواب والعقاب وهما البشارة والإنذار.
خامساً: تذكر الموت و أهوال القيامة.
يعد تذكر الموت وأهوال القيامة من أفضل الأسباب لترك العادات السيئه والأخلاق الرذيلة، قال تعالى: كل نفس ذائقة الموت. فتذكر الموت باعث من البواعث الرئيسة للعمل الصالح، وآثار تذكر الموت وأهوال القيامة:
1- التحرر من آسر الدنيا والشغف بها.
2- التحرر من مخاوف الدنيا.
3- التزام التقوى والمسارعه إلى العمل الصالح.
4- أخذ الدروس والعبر.
من الأساليب العملية لتزكية النفس
أولاً: العلم النافع:
العلم النافع الذي يحقق التزكية: هو كل علم يقرب من الله سبحانه، ويزد الخشيه منه، ويدفع إلى العمل الصالح. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)). وحتى يؤدي العلم مهمته في تزكية النفس لابد ان يتحقق فيه شرطان:
الأول: العمل الصالح مع الأخلاص لله تعالى.
فالعلم النافع هو العلم الذي يتبعه العمل الصالح، ويحمل صاحبه على الأدب.
الثاني: أن يتجنب المسلم المراء والخصام في مسائل العلم.
وهذا الشرط يجنب العاقل قسوة القلب، ويجعله يسير على نور من أمره، فالجدل والمراء مذمه.
ثانياً: العمل الصالح.
العمل لغةً هو المهنة والفعل.
أما في الاصطلاح: هو العمل المراعي من الخلل.
دائرة العمل الصالح واسعة جداً، وجلة فقط في بعض أركان الأسلام ترى العاقل الاثار العظيمه في تزكية النفس، فالصلاه مثلاً تحمل العاقل على البعد عن الفحشاء والمنكر، وتزيد المرء خشوعاً وتربطه بالخالق.
والزكاة هي النماء والطهارة والبركة والقيام بها تحمل صاحبها على تطهير النفس من الشح والبخل وتزرع في القلب الصفاء. والصيام هو أحد أركان الاسلام والحكمه من مشروعيته الوصول إلى حقيقة التقوى. والصوم يمنع صاحبه من الوقوع في المعاصي ويحجز العاقل عن تسلط الهوى. والحج شرع لمنافع كثيرة، وتحقيق مصالح الدين والدنيا وبه يزكي العاقل نفسه من الرياء والسمعه وهو تدريب عملي على الصبر وكظم الغيظ والتعاون والحب والتواضع. وفي العشره الزوجية وفي البيع والشراء، فالدين كله خلق والعبادات كلها أخلاق مع الله سبحانه ثم مع الناس.
ثالثاً: صحبة الصالحين:
مصاحبة الأخيار عون على تغير الأخلاق السيئه، وحصانه من السقوط في هاوية الأشرار. قال تعالى: ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين))
رابعاً:الزواج:
هو حصن حصين، وفيه يحقق الإنسان لنفسه العفه والموده والرحمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءه فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء))
خامساً: إمعان النظر في كتاب الله سبحانه
قال تعالى: إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيراً.
- الأمثال القرانية:
هي من أفضل الوسائل لغرس القيم الإسلامية وتهذيب النفوس، ولها أغراض كثيره منها الترغيب بالتزيين والتحسين أو التنفير بكشف جوانب القبح. قال تعالى:ولقد أنزلنا إليكم ايات مبينات ومثلاً من الذين خلوا من قبلكم وموعظةً للمتقين.
- وقد اشتمل القرآن الكريم على:
1- آيات بينات، وهي الآيات الواضحات من الحقائق الشرعية، من الأمر و النهي والحلال والحرام، وغيرها.
2- (ومثلاً) من الأخبار العجيبه وقصص الأمم السابقه ومافيها من عبر لكل ذي لب.
3- ( موعظة للمتقين) المواعظ والنصائح و الوصايا.
- القصص القرآني:
للقصص القرآنية أثر بالغ في نفس القارئ والسامع، تهفو لها النفوس، وتطمئن بها القلوب، وفيها من الفوائد والعبر والدروس والإرشاد والدلالات لمن أمعن النظر ، وألقى السمع وهو شهيد.
- من فوائد القصص القرآني:
1- الإقتداء بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.
2- اجتناب سلوك المجرمين.
3- التفكر.
4- الاعتبار.
5- المعين التربوي والزاد العلمي.
- أنواع القصص القرآني:
1- قصص الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام-
2- قصص غير الأنبياء، كقصة ابني آدم، وهاروت وماروت، وأصحاب السبت وأصحاب الفيل..
3- قصص تتعلق بالحودث التي وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كغزوة بدر وأحد وحنين، وبراءة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها..ونحو ذلك.