وقفات مع الذكرى المزدوجة ( 20 أوت 1955/1956 ) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

وقفات مع الذكرى المزدوجة ( 20 أوت 1955/1956 )

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-08-20, 20:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










Icon24 وقفات مع الذكرى المزدوجة ( 20 أوت 1955/1956 )

السلام عليكم ،،
اول مرة اكتب في هذا القسم واتمنى ان يفيد الموضوع الجميع
بمناسبة الذكرى لهذا التاريخ الذي لن ينساه احد اردت ان اساهم ببعض ما جاء في
مجلة "الجيش"، الجزائر، العدد 397 ، أوت 1996. بيد الأستاذ عبد الرحمن رزاقي .
**************
يوم 20 أوت تاريخ مزدوج يرمز لهجوم
20 أوت 1955 ومؤتمر الصومام في 20 أوت 1956 وقد أطلق اسم "المجاهد" على هذا اليوم الرمز الذي يعتبر من الأيام الخالدة، في تاريخ ثورة التحرير بصفة خاصة، وفي تاريخ الجزائر بصفة عامة اعترافا وتخليدا لبطولات وتضحيات المجاهدين من أجل تحرير الجزائر، لقد أصبحت الثورة الجزائرية مصدرا من مصادر الفكر الثوري في العالم وعاملا من العوامل التي شجعت وتشجع على المقاومة والكفاح من أجل انعتاق الإنسان وتحريره في العالم. وبما أن التاريخ هو ذاكرة الشعوب والأمم، فمن حقها ومن واجبها أن تحتفل وتذكر الأجيال الصاعدة بتلك الأحداث الكبرى التي كانت من الأسباب الرئيسية في استرجاع السيادة، ولا شك أن حدثي 20 أوت 1955 و20 أوت 1956 هما من أهم الأحداث التي عاشتها الثورة التحريرية ودفعت بها إلى النجاح، كما تعتبر هذه الأحداث ترجمة لفلسفة الثورة التحريرية وإرادتها على تحرير الجزائريين من العبودية التي فرضها عليهم الاستعمار.
إن الثورة تعني وضع الإنسان كل إمكانياته المعنوية والمادية في خدمة قضية عادلة تتعلق بحريته وكرامته. والإنسان التواق للحرية عادة ما يضحي بالنفس والنفيس من أجل هذه القيم الإنسانية الضرورية لوجوده كشخص، كجماعة، كشعب وكأمة.
لقد كانت الثورة الجزائرية حركة شعبية اعتمدت على الكفاح المسلح كوسيلة لتحرير البلاد تقودها قوة طلائعية منظمة عسكريا، منبثقة عن الجماهير الشعبية، مكونة سياسيا ومجندة ومعبأة لتحقيق أهداف الثورة، فجيش التحرير كان مكونا من متطوعين مناضلين مستعدين للتضحية من أجل الثورة، فهم جنود مسلحين ماديا ومعنويا يعتمدون على الجماهير التي يستمدون منها قوتهم ويستلهمون منها عبقريتهم، أما قيادة هذا الجيش فكانت تتميز بقدرتها على المبادرة، مما سمح لها بإيجاد الطرق المناسبة للمعركة والتأقلم مع كل الظروف والاستفادة منها.

هجوم 20 أوت 1955 نموذج تطبيقي لثورة التحرير الجزائرية

إستراتيجية الهجوم: كان لا بدّ للثورة التي تعيش حصارا في الأوراس، وكذلك الحملات الأخرى الوحشية التي كانت تهدف إلى سحق الثورة أن تجد متنفسا جديدا كما كان عليها أن تعلن عن شموليتها. وهكذا قررت قيادة الولاية الثانية بقيادة زيغود يوسف القيام بهذا الهجوم التاريخي ورسمت له الأهداف التالية:
1/ فك الحصار على الأوراس.
2/ تأكيد استمرارية وشمولية ودحض ادعاءات العدو التي تقول بمحدودية مواقع الثورة وعدد الثوار،
3/ إثبات شعبية الثورة عكس ما يدعى الاستعمار من أن الثورة دبرها بعض الخارجين عن القانون من اللصوص وقطاع الطرق.
4/ تعميم الثورة وترسيخها في الجماهير بواسطة هجوم عام تشارك فيه الجماهير الشعبية،
5/ رفع معنويات المجاهدين والشعب بصفة عامة وكذلك التيارات السياسية الأخرى التي كانت تتردد في الانضمام إلى الثورة.
6/ أما على المستوى الخارجي فيهدف الهجوم إلى لفت أنظار الرأي العام الدولي للقضية الجزائرية،
7/ يصادف 20 أوت ذكرى نفي ملك المغرب محمد الخامس إلى مدغشقر وهذه الالتفاتة تهدف إلى خلق روح الشعور بالتضامن والمصير المشترك مع الأقطار المغاربية.
أما قائد هذا الهجوم التاريخي زيغود يوسف فيقول عن الهجوم : »اليوم أصبحت القضية قضية موت أو حياة ففي أول نوفمبر كانت مسؤولياتنا تنحصر في تحرير الوطن وتنفيذ الأوامر، لكن اليوم وجب علينا أن نختار إحدى الطريقتين: إما أن نشن غارات عامة يحدث من جرائها الانفجار الشامل وبالتالي نحث كل الجهات على مضاعفة عملياتها وإيداع صوت كفاحنا بكل صراحة على المستويين الداخلي والخارجي وإما أن يكون هذا بمثابة برهان بأننا عاجزين على أن نقود هذا الشعب إلى الاستقلال وبهذا نكون قد قاتلنا إلى آخر مرة وتكون في النهاية عملية انتحارية".

الإعداد للهجوم: عقد الاجتماع الأول في أواخر جوان 1955 في نواحي سكيكدة بقيادة زيغود يوسف، حيث وضع مخطط الهجوم ويشمل: التوقيت، أماكن الهجوم، تنظيم عمل سياسي يهدف إلى إشراك الجماهير الشعبية في الهجوم. وقد اختير يوم السبت الذي كان نهاية الأسبوع وبداية العطل لعساكر جيش الاحتلال في الصيف، كما أن يوم السبت يوم سوق، حيث يسهل على أفراد جيش التحرير التستر والدخول مع الوافدين إلى الأسواق، كما أن اختيار الثانية عشر ظهرا يسمح للمجاهدين بالمفاجأة، حيث يذهب الأوروبيون إلى تناول الغداء كما يتبادل الجنود الحراسة، كما أن منتصف النهار وقت الصلاة يكون الناس في المساجد.
وقد تمّ تحديد 39 هدفا في أماكن تتوفر على أهداف عسكرية واقتصادية وتسمح بالانسحاب بعد العمليات.
الاستعداد للهجوم: بعد الاجتماع التحضيري، تمت عدة اجتماعات لتوضيح طرق إجراء العملية وأهدافها وخاصة التكوين السياسي للجماهير، وفي ليلة تنفيذ العمليات، قطعت خطوط الاتصالات الهاتفية والبرقية وخطوط المواصلات والتموين لخداع العدو وإيهامه بأن العملية هي عملية تخريب، وآخر اجتماع تم يوم الجمعة 19 أوت بقيادة زيغود يوسف، حيث أعطيت الأوامر الأخيرة والتحق كل واحد بالمكان المحدد له.

الهجوم: في صباح يوم 20 أوت، وصل معظم أفراد جيش التحرير متنكرين في الزي المدني، متجهين إلى الأسواق أو متمركزين في الغابات القريبة من العمليات منتظرين منتصف النهار، وفي تمام منتصف النهار بدأت العمليات في مختلف الأماكن المتفق عليها، مما أذهل قوات الاحتلال وشلّ حركاتها وشجع الجماهير على المشاركة في الهجوم وإعطائها طابعا شعبيا.
وهناك وصف لأحداث 20 أوت 55 في جريدة "ليكو دلجري" (صدى الجزائر) جاء فيه: »لقد كان الثائرون يجتازون الطريق في صفوف متوالية يشمل كل صف ستة رجال وكانوا يرددون نشيد حزب الشعب الجزائري، أما النسوة فكن يملأن الفضاء بالزغاريد من فوق السطوح، وكانت الرايات تتقدم الصفوف، وفي الصف الأول كانت الفرق النظامية (إن صح التعبير) وكانوا يلبسون اللباس العسكري ويحملون الرشاشات، وكان بعضهم يحمل شارة حمراء وهم قادة الفرق، والبعض يحمل عمامة صفراء وهم مكلفون بجمع المتطوعين… ويأتي بعد صفوف الفرق النظامية صفوف المتطوعين الذين يحملون بنادق الصيد والمناجل والفؤوس يتظاهرون بها".
ونستنتج من العرض السابق لهذا الهجوم أنه خضع لقواعد حرب العصابات بدقة، فنجده جسد المبادئ التي تقوم عليها حرب العصابات مثل شمولية الثورة بين الجماهير، الاعتماد على النفس، حيث استعمل الثوار ما لديهم من بنادق الصيد، والسلاح الأبيض ووضعوا خطة دقيقة ومفصلة حول الهجوم وإفهام كل مشارك دوره، لقد كانت مدة الإعداد للهجوم قصيرة زمنيا حتى لا يكتشف أمر الهجوم، لذا يمكن القول إن الهجوم كان ناجحا وهذا يرجع للخطة الهجومية الدقيقة التي رسمها الثوار ويمكن أن نلخص أهم النتائج فيما يلي:
1/ تحطيم أسطورة الجيش الفرنسي الذي لا يقهر، وتعزيز الروح القتالية لدى المجاهدين وإثبات قدرة الثوار على التخطيط والتنسيق.
2/ فك الحصار العسكري والسياسي على الثوار وبالأخص في منطقة الأوراس.
3/ دحض ادّعاءات العدو القائلة بأن الثوار جماعة من قطاع الطرق، حيث تناقلت وسائل الإعلام هذا الحدث البارز.
4/ شجع هذا الهجوم الجزائريين على الانضمام للثورة.
5/ إن هجوم 20 أوت جعل المعمرين يشكون في مقدرة جيشهم على القضاء على الثوار مما جعلهم يفكرون حتى في مغادرة الجزائر.
6/ كما أثبت هذا الهجوم أن الثورة الجزائرية شعبية أصيلة وطنية وأن الشعب الجزائري يقف وراء جيش التحرير ويريد تقرير مصيره.
ساعد هجوم 20 أوت 1955 على تدويل القضية الجزائرية وتعريف الرأي العام بها فالجمعية العامة بفضل موقف بلدان العالم الثالث سجلت المسألة الجزائرية في جدول أعمال دورة سنة 1955، وكان ذلك بأغلبية صوت واحد، مما جعل الوفد الفرنسي ينسحب، بينما في الجزائر صرح الحاكم العام جاك سوستل بعد الأحداث بأسابيع: »هناك تاريخان يفرضان نفسيهما وهما: فاتح نوفمبر و20 أوت الذي يعتبر أهم، لأنّ سلسلة الأحداث تكاثرت مباشرة بعده".

رد الفعل الاستعماري: لقد كانت عمليات القمع وحشية، استهدفت كل المواطنين بدون تمييز وإن كان الاختيار يذهب غالبا إلى الرجال والشباب، واختلفت الجهات في تقدير عدد القتلى، فالمصادر الفرنسية تحدثت عن حوالي ألف وخمسمائة شخص من بينهم حوالي مائة وعشرين أوروبيا.
أما جبهة التحرير الوطني فنشرت، يومها، أسماء وعناوين اثني عشر ألف قتيل وقتيلة، ونحن نعتقد أن شهداء الانتفاضة كانوا أكثر بكثير، نستدل على ذلك بشهادة جندي فرنسي ذكره ألستير هون في كتابه "تاريخ الحرب الجزائرية" يقول ذلك الجندي الذي يتحدث عن مدينة سكيكدة: " إننا سرنا نطلق الرصاص على الجميع بدون تفريق… وكان قادتنا يحددون الأوامر باستهداف كل العرب الذين نلقاهم، وظللنا مدة ساعتين لا نسمع غير صوت الأسلحة الأتوماتيكية تقذف النار على الجمهور… بعد ذلك جاءت أوامر جديدة تقضي بجمع الأسرى، وفي الغد، على الساعة السادسة صباحا، سطرت المدافع الرشاشة أمامهم ثم أطلق الرصاص، بعد عشر دقائق انتهى كل شيء وكانت أعدادهم هائلة إلى درجة أن دفنهم استوجب استعمال الجرافة ".
يتبع ..








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
1955/1956, الآسيوية, الذكرى, وقفات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:27

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc