بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد عدد الحصى وعدد الثرى و عدد ما نرى وعدد النجوم وعدد ما في الكون، وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
قلت أيها الأحبة ان الصديق رقم 02 لما اتكأ على الشجرة غفى غفوة من التعب أنسته تعب الطريق وعندها وصل الصديق رقم 01 وجلس بالقرب من صديقه رقم 02 ولم يخاطبه ولم يكلمه حتى لا يزعجه في غفوته التي أحس بأنه لم يذقها منذ مدة ، وانتظر استفاقة أخيه الصديق رقم 02 وبعد حرارة اللقاء ، تبادل الطرفان الحكايات وما جرى لهما من مغامرات وكيف كان من أمر الرجلين في رحلتهم تلك ، وبعد الاستراحة من تعب السفر ، و معرفة كل منهما ما كان من مغامرة سواء بالمدينة الغنية بالنسبة للصديق رقم 01 أوبالمدينة الفقيرة بالنسبة للصديق رقم 02 ، وهنا بادر كل منهما بكلمة واحدة بقول يا أخي ،ثم قال الصديق رقم01 إن رحلتنا هذه كان فيها من العبر ما لا يتخيله أحد وإن الذي همني هو وجود الدين بالمدينة الغنية لكن أهلها بعيدين كل البعد عن تعاليمه وكذلك وجود العلم لكنه موجه الى خدمة الشر والحاق الضرر بأهل المدينة وسيتعدى ذلك الى كل البشر ، والمؤسف أن فيها رجال على حق لكن كل ما سعو اليه لم يجد أذانا صاغية ووضعه الظلمة بنفق ، وإني تركت بعضا منهم كلهم عزيمة وإرادة وثبات على الحق ، وقد استدعينا يا أخي لنكون ضيوفا وعليه لا نشق ، وقد أتيت ببعض ما سعينا إليه لكن ذلك من حكيم يقطن بكوخ اتخذه بالغابة وكان ذلك بالعمق ، وهو حسب ضني يعلم ما يفعل ولم يظهر علمه للأفق ، ولعلني أنا وأنت من يكون لنا شرف التعريف به و بعلمه نريح نفوس أهلنا بالمدينة وعلى هذا يا صديقي فلنتفق ، روى كذلك الصديق رقم 02 حكايته كاملة لصديقه رقم 01 وبعدها قال قد منحت هذا الكتاب عن العلاج بدود العلق من رجل بالمدينة الفقيرة وإنه مفيد خاصة وأن أنهارنا مملؤة وبأسنان المواشي العديد منها قد لصق ، ، فقال الصديق رقم 01 هيا يا أخي فإن الوطن ينتظرنا ، والكل يترقب ما الذي جئنا به وما الذي يمكننا تقديمه من علم وعلاج لأهلنا وما الذي يمكن للوطن ان يستحق .
ولج الصديقين المدينة واتجها الى إمام المسجد وقالا له يا إمام لقد عدنا والعود أحمد وإن شاء الله القوم يسعد ، وإضافة إلى ذلك لا يمكن للباطل
أن يزيد ولا للفساد أن ينتشر فهل فهمت قصدنا وما هو المقصد؟
قال الإمام نبدأ أولا بعلاج الناس فهم بحاجة إلى ذلك ،ثم نقوم بردع المفسدين حتى تضيق بهم المدينة فيرحلوا عنها دون رجعة ، فقال الصديق رقم 02 هذا ما حدثني عنه الرجل الذي وجدته بالمدينة الفقيرة ، وأضن أن الأشخاص الذين مكثوا بيننا وعاثوا بالمدينة فسادا ما هم إلا مجموعة قد تكون
من أولائك الظلمة الذين أخرجوا من تلك المدينة ، فقال الصديق رقم 01 ، إن الهدف الآن هو علاج الناس ، ثم قال للإمام إن الوصية أمانة ولقد أوصيت بوصية لك من رجل طيب تقي بالمدينة الغنية وأن أبلغك إياها وأنها أن تخطب في الناس وتريهم طريق الحق ، حتى لا يظلوا ولا يضلموا ، بل يكونوا لمدينتهم من الأوفياء ويعيشوا بها سعداء ، لا يقبلون الذل ولا يغترون لقول فتان أو نمام مهما كان مستواه العلمي لأن العلم سيف ذو حدين إذا أستعمل للخير به سعد البشر وإذا استعمل للشر كل من على البسيطة يندثر.
وبعد هذا اللقاء اخذ الإمام الرجلين إلى عطار المدينة وقال له أيها العطار ، إن هاذين الصديقين من خيرة من في المدينة ، فكن عونا لهم في إيجاد عقار للسقم الذي حل ، وذهب الإمام وتركهم معه فقال العطار أيها الصديقان إن محل العطارة بين أيديكم ولكم مني الطاعة والاحترام وتلبية كل ما تطلبون ، فطلب الصديق رقم 01 العديد من الأعشاب والعقاقير ووجدها بمحل العطارة وطلب الصديق رقم02 اصطياد العديد من ديدان العلق
فطلب العطار من صبيه بالمحل أن يحضر له ذلك ويحضر كذلك حبة يقطين ،وبعدما تم إحضار كل ما طلب قام الأصدقاء بمزج العقاقير واستخرجوا سائلا يمكن بلعه كما يمكن حقنه كما يمكن دهنه على الجلد، وكذلك طبخ حساء من حبة اليقطين وعندها قال الصديق رقم 02 لصديقه رقم 01 مازال إلا تجربة هذا السائل على من هم بحالة خطيرة خاصة أصحاب الجروح الخارجية والتي أتلفت أنسجتها ،وهذا دور الديدان ، وجاء بإناء به العلق ، وقال لصاحب العطارة أين نجد شخصا مريضا يتطوع بعد أن يئس من الحياة ، فقال صاحب محل العطارة أنا أعرف شخصا يمكنه ان يكون متطوعا وهذا ما سنعرفه في الجزء السابع من قصة المغامرة المفيدة وللقصة تتمة أيها الأحبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.