نابغةُ الأَغواط: العلاَّمة الشّيخ أبو بكر الحاج عيسى
نُشِرَ في مجلّة «الإصلاح» الغرَّاء.
اسمُهُ ونَسَبُهُ ومَوْلِدُهُ:
هو: أبو بكر بن بلقاسم الحاج عيسى، ولد سنة : هـ1331=م1912)) ببلدة «كوينين» من بلدان «وادي سوف»، بحكم وجود والده الشيخ بلقاسم من أعوان محاكم القضاء الشرعي بوادي سوف.
هذا على رواية: الأستاذ الحسن فضلاء(رحمه الله)، والأستاذ المبروك زيد الخير، أمَّا الأستاذان: أحمد بن أبي زيد، وأحمد حماني(رحمهما الله): فَذَكَرَا أن مكان الميلاد هو «الأغواط»[1].
لم يلبث«الشيخ بلقاسم» أن عادَ إلى «الأغواط» بعد انتهاء مأموريته، وهكذا نشأ «أبو بكر» بهذه : الواحة الجميلة الواقعة بجنوب جبال«عمور»، وعلى «وادي مْزِي»، وسُكَّانُها من القبائل العربيَّة الصَّميمة.
تعلُّمُهُ ودراستُهُ الأوَّليَّة:
دخل «أبو بكر» في طفولتِه «الكتَّاب» على العادة الجارية، فتعلَّم القراءة والكتابة والقرآن على الشيخ «ابن عزوز»، كما حفظ بعض المتون العلميَّة وعيونًا من قصائد الشعر العربي، وتفتَّقت مواهبُهُ وشغف بالمطالعة وتحصيل المعارف وتوسيع المدارك، فكوَّن لنفسِهِ شيئًا فشيئًا حصيلةً مهمَّة، كانت بمثابة الأساس الذي انبنت عليه حياتُهُ العلميَّة فيما بعدُ، وكلَّل ذلك بأن ضرب بسهمٍ في اللغة الفرنسيَّة حيثُ أدخله أهله (المدرسة الفرنسيَّة).
في مدرسة الإصلاح وتحتَ رعايةِ المصلحين:
في سنة(1922م) حلَّ بالأغواط بطلبٍ من أهلها الأستاذُ المُصلِحُ الأديب الكبير «الشيخ السَّعيد الزاهريّ»، ومكث مدرِّسًا بمدرسةٍ عربيَّةٍ أسَّسها أعيانُ «الأغواط» والمتطلِّعون إلى نهضتها بنهضة أبنائها، نحوًا من سنتين(من أول سنة م1922 إلى آخر سنة 1923م)، ترك فيها أثرًا حسنًا في التلاميذ، وأَخَذَهُم بتربيةٍ حيَّةٍ مُثمِرَة، وهيَّأَ الجوَّ الحسن في المدرسة للشيخ العلاَّمة مبارك الميلي الذي خَلَفَهُ فيها، وأعدَّ له التلاميذ فوجدهم الشيخ مبارك كما يُريد[2].
وشرع العلاَّمة مبارك في وضع أسس النهضة العلميَّة الدّينيَّة بالأغواط، وتمتين أركانها، بما كان يُلقيه من الدروس والنصائح والخطب في (المدرسة العربيَّة الحرَّة)، وفي المساجد وفي اجتماعاته بالأهالي والأعيان، وكان «الشيخ أبو بكر» من الآمِّين لهذه الدروس، وهو في زهرة شبابه، وبَدْءِ نضجه وإدراكه، وقد أعرض عن متابعة الدراسة بالمدارس الفرنسية وتخصَّص للعربيَّة مع معرفته بالفرنسيَّة[3].
الدِّراسة الثانويَّة والطَّريقُ إلى العالِمِيَّة:
«لازم «أبو بكر» دروسَ أستاذه «الميلي» وأبدى رغبته الطموحة واستعداده العظيم إلى العلم والتَّلقِّي فاهتمَّ به الشيخ مبارك وقرَّبَهُ إليه وأحاطه بعناية خاصة»[4]، فكان «أبو بكر» من أصفيائه وأقرب مُرِيدِيهِ؛ أخذ عنه الفقه والنحو والبلاغة والتوحيد، «وكان لا يغيبُ عن درسٍ من دروسه الخاصة أو العامَّة، رغم كثافة البرنامج وتَكَدُّسِ المعارف؛ فهو يشرح «صحيح البخاري» و«قطر النَّدى» و«متن الآجرومية»، ويُعرِّج على «رسالة ابن أبي زيد القيرواني»، مع دروس في الأدب وأخرى في التفسير، فكوَّن جيلاً رياديًّا عالِمًا، وكان التَّكوين متينًا مؤسَّسًا تأسيسًا أكاديميًّا دقيقًا وأهمُّ ما رَسَّاهُ الشيخ مبارك في طلبته الذوق الرفيع، وتطعيم الثقافة الشرعيَّة واللغويَّة بالقطوف الأدبيَّة والطرائف الإبداعيَّة التي تمخَّضت عنها قرائح العباقرة من أدباء العصور الزاهرة»[5]، ولمَّا نما غرسُ الشيخ مبارك في الأغواط، ورأى أنَّ استعداد تلامذته الذين كوَّنهم وأعدَّهم، لا يُروِّيهِ إلاَّ الدراسة الجامعيَّة العالية، أشار على أنبغِ تلاميذِهِ: «الشيخ أبو بكر» وإخوانه بالسفر إلى تونس والانخراط في طلبة جامع الزيتونة المعمور آنذاك، وهكذا يمَّمُوا شطرهم إلى الجامعة الزيتونيَّة ليُشاركوا شيخهم وأستاذهم في الأخذ عن كبار المشْيَخَةِ هناك.
وضمَّت تلكم البعثة الأغواطيَّة، كلاًّ من الشيوخ : أحمد شطة، وأحمد بن أبي زيد قصيبة، ومحمد دهينة، ومحمد الطيب، ومحمد الحدبي[6].
في أروقةِ جامع الزيتونة ودُروسِ الكِبَار:
وصل «أبو بكر» إلى تونس سنة (1932م) برفقةِ إخوانه وزملائه، وتلقَّى العلوم في الجامعة الزيتونيَّة على جلَّةٍ منهم: الشيخ عبد العزيز جعيط، والشيخ بلحسن النَّجَّار، والشيخ عبد السلام التونسي، والشيخ الهادي العلائي، والشيخ محمد الزغواني، والشيخ البشير النيفر، والشيخ الطاهر بن عاشور، وغير هؤلاء.
لم يكتف«أبو بكر» بدروس الجامع، بل كان يحضر بـ«العطَّارين» محاضرات الأستاذ العربي الكبَّادي، وبـ«الخلدونيَّة» محاضرات الأستاذ عثمان الكعَّاك، وكان يُطالعُ لنفسه نفائس «المكتبة العبدليَّة»، مثل: كتاب «المحصول» للفخر الرَّازي، وقد قرأه قراءةَ درسٍ وتحصيلٍ.
الشيخ أبو بكر...همَّة عظيمة وحرصٌ بالغٌ:
قضى «الشيخ أبو بكر» في الزيتونة نحوًا من خمسِ سنين؛ إلى ربيع سنة (1937م) [7]، كانت كلُّها في الجدِّ والاجتهاد والحرص على التَّحصيل الذي أثمَرَ عليهِ، حيثُ بَزَّ أقرانَهُ، وبلغَ مرامَهُ، فنبغَ نبوغًا ألحقهُ بمصافِّ العلماء الكبار في القطر الجزائري(أعني: أستاذَهُ الميلي وأستاذَ أستاذه ابن باديس، والأستاذَ العربي التبسي)، وقد لمس هذه الحقيقة الأستاذ أحمد حماني الميلي، وكان شاهدًا على النبوغ الجزائري في شخص«الشيخ أبو بكر»؛ فإنه لما دخل الزيتونة (في البدايات)، كان«الشيخ أبو بكر» (في النهايات)، قال: «وقد تخرَّجَ منها بتحصيلٍ قلَّما حصل عليه أحدٌ من المدرِّسين»[8]، وقال: «أنهى دراسته...بتحصيلٍ وافرٍ وعلمٍ غزيرٍ»[9]، وقال: «كان عظيمَ الجدِّ والاجتهاد يدرسُ حتَّى الكتب غير المقرَّرة في البرنامج الزيتوني بإيحاءٍ من أستاذه مبارك الميلي. ومنهُ علمنا أهمية كتاب«المحصول» للإمام فخر الدين الرازي، فقد درسَهُ دراسةً خاصةً وأحيانًا كان يُلقِّنُنا بعض الدروس في سنة1936و1937م وكُنَّا في سنِّ الأهليَّة»اهـ[10].
العودةُ إلى الأغواط...والشُّروع في العمل:
«بمجرد وصوله إلى الأغواط شرع في تعليمِ الطَّلبةِ الذين تجمهروا عليه في جامع الشيخ عبد القادر الجلالي[الكائن بشارع عبد الحميد بن باديس حاليًّا]» [11]، وكان معه في التدريس بهذا المسجد رفيقُهُ الشيخ أحمد شطة.
في قسنطينة معاونًا لرائد النَّهضة ابن باديس:
بَلَغَ نُبُوغُ «الشيخ أبو بكر» ووصلَ نبأُ عالِمِيَّتِهِ إلى الإمام ابن باديس رائد النهضة العلميَّة والدِّينيَّة في الوطن الجزائري، فأرسَلَ إليه ودَعاهُ ليكون بجانبه في قسنطينة: «يُشاركُ في إلقاء دروسٍ للطلبة وليتلقَّى دروسًا عليه أجلُّها درس التفسير والحديث و«الأمالي» لأبي علي القالي ودروس في مقدمة ابن خلدون، ونُدِبَ لإلقاء دروسٍ بمدرسة التربية والتعليم[بقسنطينة] التي كانت في بَدْءِ نهضتها»[12].
الشيخ أبو بكر....أَدَبٌ جَمٌّ وتواضعٌ بالغٌ:
نترُكُ القرَّاء الكرام مع أول كلمةٍ لـ«الشيخ أبو بكر» بمدرسة التربية والتعليم بقسنطينة، وفيها أدبٌ رفيعٌ، وعبارة رائقة:
«بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبي الكريم، السلام عليكم أيها الإخوة، يجمُلُ بي، وقد حللتُ محلَّ أستاذنا باديس في محادثته التي اعتاد –حفظه الله- أن يُسمعكم إيَّاها كلَّ يوم أحد، أن أعتذر إليكم أن حَرَمْتُكُم التَّذَوُّق إلى نفاسة معانيه وغوالي حكمه ومواعظه. هذه الليلة التي تستبطئون حلولها، وتودُّون بكل قلوبكم أن تشد نجومها بكل مغار الفتل حتى لا تفلت منكم فيفوتكم كل خير في الاستماع إلى داعية الخير والحق المخلص، فتستضيء نفوسكم بفضل شعاع إيمانه المقتنع النافذ إلى الأعماق؛ وتتزوَّدون من إخلاصه ما يطرد عنكم وسواس الشيطان ووحي البيئة الوبيئة كل الأسبوع، ثم أعتذر إليكم أنكم لا تسمعون منِّي جديدًا إن لم تمجُّوا حديثي وتملُّوه!
وخوفًا من أن تنتظروا هذا الحديث فيغلبني العِيُّ فلا تسمعوه، آثرت أن يكون هذا الحديث مكتوبًا، إذْ لم أتعوَّد حديث الجماعات ولكل امرئٍ من دهره ما تعوَّدَا! على أن تبعة هذا الحرمان لا يَدَ لي فيها- وإنما أمرٌ من باعث الحركة ومغذِّيها ارتأى أن يحرمكم ويصلني، وما عسى أن يكون مقدار حرمان ليلةٍ في تكوين رجل! رأى تقاعسي في هذا المضمار وغلبة الحياء عليَّ في هذا الميدان فرماني بكم ورماكم بي كذلك فلا غبن ولا حيف. أراد أن يوجهني إلى هذه الناحية من نواحي الإصلاح الاجتماعي على منظرٍ منه ومسمعٍ حتى يسايرني في نزع هذا الوهم المتأصِّل منِّي. ولهذا التوجيه فوائده ونتائجه، ولا غَرْوَ فمثلُهُ مَنْ خَبَرَ أدواء الأمة وأدويتها، فلله هو من زعيمٍ ومن حكيم. وبعد فإنَّ كلمتي هذه إليكم ليست خطابًا ولا محاضرة، وإنما هي حديث مكتوب فحسبُ لإخوانٍ جمعتني وإياهم خدمة العربية ونشر الإسلام وتأييد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في عملها الاجتماعي. ولا يكون هذا الحديث في تفسير آية أو شرح حديث، فإني أخجل من نفسي أن تسمع الأذن التي سمعت باديس يُفسِّر ويشرح، تفسيري أنا لآية أو شرحي لحديث، ولا أكتمكم أني حضرت دروس التفسير والحديث لأكابر العلماء بجامع الزيتونة، فما وجدت من يضاهي باديس في فهم سر القرآن والسنة والشريعة الإسلامية. وإنما يكون هذا الحديث في إنشاد بيتٍ عربي...»الخ[13].
مهمَّة إداريَّة للجمعية في عاصمة الجزائر:
بعد سنةٍ دراسيَّةٍ قضاها «الشيخ أبو بكر» في قسنطينة وبمدرسة التربية والتعليم، عَيَّنَهُ المجلس الإداري لجمعية العلماء(رئيسًا) لـ(المكتب العمالي) بالعاصمة لتنظيم وتأسيس شُعَب الجمعية في عمالة الجزائر[14].
مشاركتُهُ في احتفال ختم الإمام ابن باديس لتفسيره:
أُقيمَ بقسنطينةَ حفلٌ كبيرٌ لمناسبة ختمِ ابن باديس لتفسير كتاب الله تعالى بعد خمسٍ وعشرين سنة من الدَّرس، وكان الإبراهيميُّ قد كتب كلماتٍ في التعريف بالمشاركين في الحفل؛ من شعراء وخُطباء، وكان «المترجَمُ» قد خطبَ متكلِّمًا باسم (تلاميذِ تلاميذِ) الإمام ابن باديس.
قال الإبراهيميُّ في التعريف بِهِ: «الأستاذ أبو بكر الأغواطي: شابٌّ أخذ عن الأستاذ الميلي ثمَّ نزَحَ بإشارتِهِ إلى تونس في بعثةٍ إلى جامع الزيتونة. وهو الآن[أي: سنة(1938م)] يشغلُ مركزًا عمليًّا من مراكز جمعية العلماء لا يقومُ به إلاَّ المحنَّكُون»اهـ[15].
اضطهادُ الدعوة الإصلاحيَّة بالأغواط:
وكغيرها من المدارس العربيَّة الحرَّة التي أسَّسها رجالُ جمعية العلماء وأنصارُها في قرى ومدن الوطن الجزائري تعرَّضت مدرسة الأغواط للإغلاق ولقي معلِّمُوها الاضطهاد والتَّشريد، ومُنع دعاةُ الإصلاح والمنتمون إلى الجمعية من مزاولة أيِّ نشاط وشُدَّ عليهم الخِناق، وهو ما عرف بقانون08مارس[1938] المشؤوم، كَتَبَ أغواطيٌّ(سنة1938م) يذكُرُ تعسُّفات الحكم العسكريّ، قال: «فأوعزوا إلى مَنْ أوقفَ سَيْرَ المدرسة وهدَّدُوا من يحضر الاجتماع العام لجمعية العلماء وأهملوا طلبات رُخَص التعليم الديني الإسلاميّ»[16]، كما سَنَّتْ الإدارةُ الفرنسيَّة قوانين تعسُّفيَّة للتَّضييق على نوادي الإصلاح، فكتب «الشيخ أبو بكر»: «من المكتب المركزي للجمعية: آخرُ سهمٍ مُسَدَّد للقضاء على النهضة الجزائريَّة...» [17]، نبَّه فيه على خطر هذا القانون ودعا إلى الاحتجاج عليه وإلى الاجتماع لاستنكارِهِ.
الشيخ أبو بكر....وأوهامُ الطُّرُقيَّة:
صادَفَ وجودُ «الشيخ أبو بكر» بالعاصمة في مركز الجمعيَّة رئيسًا لمكتبها العمالي، انعقاد «مؤتمر الطرقيَّة» [يوم 15 أفريل1938م، والأيام التي تَلِيهِ]، وقد كان بإيعازٍ من الإدارة الاستعماريَّة الماكرة، وفي الوقت الذي أظهر فيه المصلحون المعارضة السياسيَّة للإدارة في معاملتها للأمة الجزائرية واضطهادها في حرِّيَّتها الدينيَّة وتعليم العربيَّة في مدارسها الحرَّة التي أسَّستها الأمةُ بمالها وبجهد أبنائها، في الوقت الذي عُرْقِلَ فيه التعليم العربي الإسلامي بِسَنِّ قوانين جائرة، حرَّكت الإدارةُ (الآلةَ) الطرقيَّة لمجابهة العلماء المشوِّشين المتدخِّلين في السياسة بزعمها!...حضر الشيخ أبو بكر «مؤتمر الطرقية» بل «زردتهم الكبرى»، واستمع إلى مطالبهم في نهاية«الزردة»، وما كتبت عنها الجرائد الفرنسيَّة بحُكْمِ معرفةِ «الشيخ أبو بكر» باللِّسان الفرنسي، نَقَلَ كُلَّ ذلك في جريدة الجمعية: «البصائر» عن مشاهدةٍ وعِيان، ولم تخرج خطابات المؤتمر عن نقطتين:
1 ـ تحريمُ الكلام في السياسة ونهي الأتباع والأمة عن التدخل في سياسة فرنسا:
يقول «أبو بكر»: «وخطب السيد محمد بن الموهوب القسنطيني ...وختم خطابَهُ بالتنفير عن السياسة، فسألتُهُ من الغد عمَّا يقصدُ بالسياسة وهل مطالبتُنا فرنسا بحقوقنا تحشرُ في هذه اللفظة، فقال: لا، وإنما قصدتُ إلى سياسة الانتخاب المُفرِّقة»اهـ، يُريدُ «الشيخ أبو بكر» من هذا أنَّ مِنَ المشاركين في المؤتمر مَنْ لا يدرون ما يقولون، وفي مصلحةِ من يتكلَّمون، وأنَّهُم حُرِّكُوا فتحرَّكُوا.
ويقول «الشيخ أبو بكر»: «ثم أنشد نَجْلُ عبد الحي الكتاني قصيدة السيد سُكيرج قاضي مراكش، من أبياتها:.....دعوا السياسة إن رمتم نجاحكم!.. »الخ.
وسُكيرج هذا، هو(أحدُ الهائمين في التجانيَّة!)، وهو الذي صار يُغيثُ الطرقيِّين في حَرْبِهِم مع المصلِحين، وهو الذي قال في إحدى زياراته للجزائر: إن المعاكسة لحكومة فرنسا وعدم الإذعان لها ليس سبيلاً للإصلاح! [18].
2 ـ الإشادة بالطرق وتمجيدُ الطرقيَّة وحَشْر ما يُحسَبُ دليلاً على صلتها الوثيقة بالدِّين! والسَّلف الصَّالحين!:
قال «الشيخ أبو بكر»: «وحدَّثَ الناسَ سي عثماني عبد المجيد من زاوية طولقة في معنى الطريقة وتاريخها وغالطَ في هذا ما شاء أن يُغالط»اهـ، هذا حُكْمُ الشيخ «أبو بكر» وموقفُهُ من استدلالات القوم، ومع ذلك ففي كلام هؤلاء شيءٌ من الحقِّ لو كان يَقِفُون عندَهُ، وهو الذي يقولُ به المصلِحون لكنَّ القومَ لا يسمعون، ويقولون ما لا يفعلون، قال «الشيخ أبو بكر»: «وممَّا قيَّدتُهُ من كلامه المستحسن: «لا نعتبرُ شيخ الطريقة إلاَّ إذا أقام الشريعة وعلم الدِّين والعربيَّة»، «نحترم فرنسا إذا احترمت ديننا»، «واجبات أصحاب الزَّوايا تعميرُها بالدِّين والعربيَّة» »اهـ.
ثم يواصلُ قائلاً: «ثم جاء دور شيخ الطريقة الكتانيَّة سي عبد الحي الكتاني فألقى خطبةً مكتوبةً....تعرَّض لتاريخ التَّصوُّف ومعناه، ومِمَّ اشتقت هذه اللفظة، فلم يأتِ بجديد ولم ينهض بدليل، ودعا إلى المحظور، فانظر إلى بعضٍ من خطابه: «السُّنَّة ترك العمل، اقتداءً بأهل الصُّفَّة»، أفهل هذا روحُ الدِّين، والنَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم) يقول: «لأَنْ يحتطب أحدكم الخ الحديث»اهـ.
وَدِدْنَا أنَّ «الشيخ أبو بكر» أفاض في نقض استدلال «عبد الحي»، لكن يبدُو أنَّ الطَّوْرَ الذي كانت تَمُرُّ به الجزائر، والخطر الذي كان يُحْدِقُ بالجزائريِّين في دينهم ولُغتهم حالَ دون ذلك ولم يُسعفهم للإفاضة في الكتابات الدِّينيَّة العلميَّة، إِذَنْ لأَلْقَمُوا الطرقيِّينَ أحجارًا، ولتركوهم مَبْهُوتِينَ حيارى!
ثم يواصل حاكيًا كلام «عبد الحي»: «يقول ابن قيِّم الجوزية وهُوَ مَنْ هُوَ!: أعجبتني من كلام أهل التَّصوُّف كلمتان: 1 ـ الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.2 ـ إن لم تستعمل نفسك في الحق استعملتها في الباطل»، ويستنتجُ من هذا مدح ابن القيِّم لأهل التَّصوُّف، فهل هذا مدحٌ أَمْ ذمٌّ؟ وإلاَّ فكيف لا يَسْتَحْسِنُ من مئات مؤلَّفاتهم إلاَّ كلمتين! »اهـ. رحمَ اللهُ «الشيخ أبو بكر» لقد نقض استدلالَهُ بأوجزِ عبارة، فماذا لوْ تفرَّغَ للرَّدِّ عليهم، إذنْ لأتى بالجوابِ المُفحِم والحُجَّة الظاهرة.
ثم يقول: «ومن الغد ألقى درسًا في قصة الخضر من البخاري فذكر الأقوال المتناقضة ووفَّق بينها أمَّا أن يأخذَ العبرة أو ينفذ إلى ما يقصد...وأما أن يسقي دَرْسَهُ من ماء الحياة الذي زعموا أن الخضر عليه السلام شرب منها فبقي حيًّا...فَلاَ فَلاَ»اهـ.
ثمَّ أشارَ في خاتمة الجزء الأول من هذه المقالة إلى خطاب الشيخ عبد العزيز بن الهاشمي شيخ الطريقة القادرية، وقد نَشَرَت«البصائرُ» نصَّهُ[19]، وافتتح الجزء الثاني بقوله: «لقد تركنا الشيخ محمد صالح يُسمع الطرقيين كلمةَ الحقِّ التي كشفت عن أغراضهم فأثارتهم وبيَّنت الذي بيَّتُوا فأخْنقَتْهُم، وَوَدُّوا أن يُسكِتُوهُ.. »اهـ[20].
العودةُ ثانيةً إلى الأغواط:
أذن باعثُ النهضة: الإمام ابن باديس لـ «الشيخ أبو بكر» بـ«أن يرجع إلى بلاده «الأغواط»؛ لأنَّ وجوده بها أصبح ضربةَ لازبٍ، فهو من أبناء البلد ولا يسهل إخراجه منها كما سهل إخراج أستاذه[مبارك الميلي] فبادر بالامتثال وانتصب لمهمته فيها، وشرع في إحياء عهد أستاذه[مبارك] فسدَّ الفراغ العظيم الذي تركه»اهـ[21].
وقد مرَّ هذا الظرفُ عصيبًا على دعوة الإصلاح وبلاءً انصبَّ على المصلحين، فلم تَهُنْ لهم عزيمة ولم تضعُف لهم قوَّة.
في الحرب العالمية الثانيَّة...وَفَاءٌ وتَحَدٍّ:
خيَّم جوُّ الحرب العالمية الثانيَّة على الوطن الجزائري بظُلمِه ِ وظلامِه، وسيق العلماء الأحرار إلى السجون والمعتقلات، ونُفي الإبراهيمي إلى صحراء «آفلو»، وفُرضت الإقامة الجبريةُ على ابن باديس إلى أن وافاه أجلُهُ، وانقطعت الصِّلاتُ بين رجال الجمعية، وشُلَّ نشاطُها إلاَّ في نطاق محدودٍ، وظلَّ الإبراهيمي في منفاهُ وحيدًا غريبًا في أيَّام عدَّها نحْسًا عليه لولا أنَّ رجالَ «الأغواط» وشباب النهضة الإصلاحيَّة وشِيبَها كذلك، قطعوا تلك الوِحدة وبَدَّدُوا ذلك الجوَّ المُظلِم، فكان «الشيخ أبو بكر» والشيخ «أحمد قصيبة» وغيرَهما من أهل العلم والفضل والشجاعة والشهامة يزورونه ويأتونه في «آفلو» على مسافةٍ بعيدةٍ من «الأغواط»، فابتهج بهم وسُرَّ لمؤانستِهم، إلى أن قرَّرت السلطات العسكرية منعَهم عن زيارتهِ، وسُجن «الشيخ أبو بكر» من أجل ذلكَ مع أخيه «الشيخ محمد بن بلقاسم» وسُجن الشيخ أحمد قصيبة[22].
مهامٌّ إدارية لجمعية العلماء في عاصمة الجزائر:
كان رئيس جمعية العلماء الشيخ الإبراهيمي قد وعد الأستاذ: أحمد قصيبة، و«الشيخ أبو بكر»، أن لا يتركهما بالأغواط، وأن ينقُلَهما معهُ إلى الجزائر لحاجةِ «جمعيةِ الأُمَّة» إليهما هناك[23]، ولما أُطلِق سراح الرئيس واستأنفت الجمعية نشاطها وعادت إلى اجتماعاتها أسَّسَ الإبراهيمي مركزَ الجمعية بقَصَبَةِ الجزائر، وانتُخِبَ «الشيخ أبو بكر» عضوًا في الهيأة العليا لجمعية العلماء وانتخبته هذه الهيأة(سنة:1946م) (أمينًا عامًّا) لها خليفةً للشيخ العربي التبسي الذي انتخب نائبًا للرئيس[الإبراهيمي]، وعُيِّن مديرًا لمدرسة«الإرشاد» بالبليدة (سنة: 1950م)، فقام بالمهمَّتين لمدةٍ قصيرةٍ إلى أن خَلَفَهُ في الأمانة العامَّة الأستاذ توفيق المدني (سنة:1951م) [24]، وعاد إلى «الأغواط» والتحق بإخوانه المصلحين «الذين نهضوا نهضةً مباركةً، وكوَّنوا مدرسةً عصريَّةً عُدَّت من أحسن مدارس القطر، وأمدَّت معهد عبد الحميد بن باديس[بقسنطينة] بأنبغ الطَّلبة»[25]، وتمَّ تدشينُها في (سنة: 1948م) تحت إدارة الشيخ أحمد شطَّة، الذي اغتاله العدوان الفرنسي أثناء ثورة التحرير(رحمه الله)، كان خلالها «الشيخ أبو بكر» أستاذًا بهذه المدرسة ومسؤولاً عامًّا عن سير الحركة الإصلاحيَّة بالأغواط[26].
شهادةٌ من الشيخ الأكبر الإبراهيمي:
كتب الشيخ الإبراهيمي لـ«الشيخ أبو بكر» (تزكيةً)، مُعرِّفًا بمنزلتِه العلميَّة وكفاءتِه العمليَّة، وهذا نصُّها:
«يشهدُ الممضي أسفلَهُ محمد البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أنَّ ولدنا الشيخ أبو بكر بن بلقاسم الحاج عيسى كان قد تعلَّم على المرحوم الشيخ مبارك الميلي بالأغواط، والشيخ عبد الحميد بن باديس بقسنطينة ثم انتقل إلى تونس فواصلَ تعلُّمَهُ بالزيتونة خمس سنوات إلى أن تخرَّجَ بقوّة العالميّة، ثمّ التحق بحركة جمعية العلماء وعمل بحَقْلَيْ التعليم المدرسي والوعظ والإرشاد، وكان ناجحًا موفَّقًا مُنْتِجًا ممَّا أهَّلَهُ إلى إدارة المدارس، ثمَّ عضويَّة لجنة التعليم والتفتيش الجهوي، وكان من أحسنِ النَّاسِ سلُوكًا واستقامةً. وقد كتبتُ لهُ هذه الشهادة ليستظهِرَ بها عند الحاجة. رئيس جمعية العلماء الجزائريين»اهـ[27].
أثناء ثورة التَّحرير المُظَفَّرَة:
أُلقي القبض على «الشيخ أبو بكر» وعلى الشيخين: أحمد شطة، والحسين زاهية (يوم 15 أوت سنة: 1958م)، ولقوا أنواعًا من التعذيب والإهانة، ومنهم من أُعْدِمَ كالشيخ أحمد شطة(رحمه الله)، وأُبعِدَ «الشيخ أبو بكر» إلى «معتقل بني مسوس» بالعاصمة، وما أُطلِق سراحُهُ إلاَّ في أوائل (سنة: 1960م)، ليدخل في عزلةٍ اضطراريَّة ويقبعَ في إقامةٍ جبريَّة في منزلِهِ، إلى أن أَذِنَ اللهُ تعالى لهذه الأمَّة أن ترى النُّور، وتتحرَّرَ من ذلِّ العبوديَّة، ويخرُجَ (الاستعمارُ)! ذليلاً مقهورًا خائبًا محسورًا.
أعمالُهُ بعد الاستقلال:
عُيِّن مفتِّشًا للغة العربيَّة بالمناطق الصحراوية«الأغواط، غرداية، متليلي، المنيعة»، ثم نُقل إلى «تقرت» في سنة: (1965م)، فما لبث أن عاد إلى منطقته الأولى مفتشًا للتعليم الابتدائي والمتوسط بدائرة «الأغواط» فقام بمهمته خير قيام، وكوَّن المعلِّمين وأرشدهم ووجَّههم، إلى أن أحيل على التقاعد في سنة (1982م).
حُبُّهُ للعمل في ميدان التربية والتَّعليم:
لقد كان بإمكانِ «الشيخ أبو بكر» أن يَتَبَوَّأَ أعلى المناصب عن جدارةٍ واستحقاقٍ، لكنَّه(رحمه الله) لبُعْدِهِ عن الرَّسميَّات وكراهتهِ للاشتِهار آثرَ أن يعملَ في هُدُوءِ المخلِصين، ولم يشأ أن يقطعَ نضاله في حقل التربية والتعليم الذي ابتدأَهُ في عهد الظلم والاستعمار، وهاهو يمضي فيهِ في عهد الحرِّيَّةِ والنُّور؛ وقد ألَّفَ سنة(1966م) ثلاثة أجزاءٍ لتلاميذ المرحلة الابتدائيَّة بعنوان«القواعد الواضحة» في اللغة العربيَّة، في إعرابها وأساليب بيانها[28]، ليُضيف بذلك لَبِنَةً في بناءِ صَرْحِ المنظومة العلميَّة التربويَّة في الجزائر المستقلَّة[29].
قال أحمد قصيبة وأحمد حماني: «لم يتطاول «الشيخ أبو بكر» لينال ما يستحق من منصبٍ رفيعٍ في دولته، بل التزم التربيةَ والتعليم والوعظ والإرشاد، وقد (قنع)بمنصب مفتش التعليم الابتدائي والمتوسط ورضي أن يبقى في ميدان التَّربية الذي قضى فيه كلَّ حياته، ولو تطلَّع إلى أعظمَ منهُ منزلةً لنالَهُ لجَمْعِهِ بين الثَّقَافَتَيْنِ ولما يمتازُ بهِ من كفاءةٍ وذكاءٍ وأَلْمعِيَّة، وقد استمرَّ يقومُ بأعمال الوعظ والإرشاد في المساجِد»اهـ.
دروسُهُ المسجديَّة:
شرع «الشيخ أبو بكر» في شرح «الموطأ» للإمام مالك بأحد مساجد «الأغواط»: «بأسلوب رائع جذَّاب، وتدليل محقق مدقق، ولكنَّه لم يجاوز بابي الطهارة والصلاة حتى انقطع عن تلك الدروس بما لحقه من رهق، وما طرأ عليه من مرض، وسُرعان ما تلاحقت عليه العلل بعد خروجه إلى التقاعد، فلزمَ بيتَهُ ورَكَنَ إلى المطالعة والمذاكَرَة وأصبح منزلُهُ ناديًا للزائرين، وقبلةً للمستفتين، يتردَّدُ عليه الثُّلَّةُ من أحبابه وأقرانه يزورونه بالعشيِّ والإبكار، ورغم أنه كان يَكْتُمُ أَنَّتَهُ ويبتلع آلامه، فقد كان يستقبلُ العام والخاص ببشاشةٍ وطلاقة مُحَيَّا، ويُفيض من علمه وفهمه، ومن حكمته وأدبه ما يأنس به المجالس ويطمئنُّ له المؤانس»اهـ[30].
من فوائدِهِ ومآثِرِهِ العلميَّة:
يقول عنه أحمد حماني«زميله في العلم والعمل»: «الذين يعرفون «الشيخ بو بكر» يعرفون فيه الذكاء الحادَّ الذي يرفعه إلى الألمعيَّة...ويعرفون فيه متانةَ التحصيل، والعلم الغزير»[31]، ونترُك القرَّاء الكرام مع الأستاذ «د.التواتي بن التواتي» يُحدِّثُنَا عن الشيخ؛ يقولُ بعد أن وصَفَهُ بـ«سعة الاطِّلاع التي لا حدَّ لها»:
«اتفقنا على اللِّقاء العلميّ في السِّرِّ في مكتبه وطلب منِّي أن لا أُخبر أحدًا وسألني: كيف أقرأ؟ فأخبرته الخبر، فقال لي: إن نتيجة القراءة ثلاثة: -شيءٌ فهمته لا تحتاج من يشرحه لك. -شيءٌ فهمت ولم تفهمه أي فهمته نصف الفهم. -شيءٌ استغلق عليكَ واستعصى. أما الشيء الذي فهمته فطلب مني أن ألخصه، وأما الشيء الذي فهمت بعضه فطلب مني أن أقيد له ما لم أفهمه، أما ما استغلق واستعصى فهو محل الشرح والإيضاح، وكان أول كتابٍ قرَّرَهُ لي «بدائع الفوائد» لابن قيم الجوزية، بدأنا به المشوارَ ثم «مدارج السالكين»، فـ«الاعتصام»، فـ«الموافقات» للشاطبيّ...حتَّى قعد به المرض»، وقال: «ولما سمع أنِّي تصدرتُ التدريس بالمساجد زارني في البيت وأسدى إليَّ نصائح وألحَّ عليَّ فقال لي: لا بدَّ من تعليمِ الناسِ المطالبَةَ بالدَّليل»، وقال عن مؤلفاته: «له هوامش على تفسير«محاسن التأويل»للقاسمي، ذكر لي هذا عندما تضاربت الأقوالُ وشاع لدى النَّاس أنَّهُ كتب تفسيرًا للقرآن الكريم فسألتُهُ عن ذلك فقال لي: «كتبتُ هوامش على تفسير القاسمي الموسوم بـ«محاسن التَّأويل»..»اهـ[32].
مَرَضُهُ ووَفاتُه:
تعرَّضَ في آخر حياته لمرض عضال استعصى على الأطباء علاجُهُ فلازمَ الفراشَ مدَّة سنةٍ ثمَّ لقي ربَّهُ عن سنِّ (72) عامًا، في يوم الأحد 02 ذي القعدة 1407هـ/26جوان1987م، رحمه الله تعالى.
[1] - أحمد بن أبي زيد، وأحمد حماني: «أبو بكر الحاج عيسى الأغواطي»، جريدة«النصر»، 15ذو الحجة1407هـ/28 يونيو1987م، (ص:4).
[2] - محمد دبوز: «نهضة الجزائر الحديثة» (3/255-257و262-270).
[3] - أحمد بن أبي زيد قصيبة وأحمد حماني: مصدر سابق.
[4] - الحسن فضلاء: «من أعلام الإصلاح في الجزائر» (2/113-117).
[5] - مبروك زيد الخير: «الشيخ أبو بكر الحاج عيسى ومنهجه التربوي الرشيد» (الحلقة الثانية)/ «البصائر»، السلسلة الرابعة، العدد(77)، (ص:12).
[6] - أحمد بن أبي زيد قصيبة وأحمد حماني: مصدر سابق.
[7] - أحمد بن أبي زيد قصيبة وأحمد حماني: مصدر سابق.
[8] - أحمد بن أبي زيد قصيبة وأحمد حماني: مصدر سابق.
[9] - أحمد حماني: «المجاهد الشيخ أبو بكر الأغواطي في ذمَّة الله[إن شاء الله] »، جريدة «الشعب»، 24 ذو القعدة1407هـ/20 جويلية1987م، (ص:10).
[10] - المصدر السابق.
[11] - الحسن فضلاء: مصدر سابق.
[12] - أحمد بن أبي زيد قصيبة وأحمد حماني: مصدر سابق.
[13] -«دعائم العزّ: في جمعية التربية والتعليم بقسنطينة»، «البصائر»، السلسلة الأولى، العدد(90)، 6 شوال 1356هـ/10ديصامبر1937م، (ص:4).
[14] - الحسن فضلاء: مصدر سابق.
[15] - «الشهاب»، 4 م ،4 ج ، (ص:246)، وخطبة الشيخ «أبو بكر» في (ص:249-246).
[16] - «البصائر»، السلسلة الأولى، العدد(117)، (ص:3و6).
[17] - «البصائر»، السلسة الأولى، العدد(108)، 14 صفر1357هـ/15 أفريل1938م، (ص:3).
[18] - «البصائر»، السلسة الأولى، العدد(147)، (ص:5).
[19] - انظر العدد (21) من هذه المجلَّة المبارَكة.
[20] - «مؤتمر الطرقيَّة»، الجزء (1) في«البصائر»، السلسة الأولى، العدد(111)، (ص:6)، و الجزء (2) في العدد(114)، (ص:6-7).
[21] - أحمد بن أبي زيد قصيبة وأحمد حماني: مصدر سابق.
[22] - أحمد بن أبي زيد قصيبة وأحمد حماني: مصدر سابق، ومقال«الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في منفاه بمدينة آفلو» بقلم: أحمد قصيبة(ص: 285-283)، نُشر بمجلة«الثقافة»، العدد(87).
[23] - الحسن فضلاء: مصدر سابق.
[24] - أحمد بن أبي زيد قصيبة وأحمد حماني: مصدر سابق، والحسن فضلاء: مصدر سابق.
[25] - أحمد بن أبي زيد قصيبة وأحمد حماني: مصدر سابق.
[26] - أحمد بن أبي زيد قصيبة وأحمد حماني: مصدر سابق، والحسن فضلاء: مصدر سابق.
[27] - عن النُّسخة المصَوَّرة عن الأصل، أمدَّني بصورةٍ عنها أخونا الشيخ ياسين طيبي الأغواطي(حفظه الله)، وهو عن نسخةِ الأستاذ الفاضل: بن عمر قصيبة(حفظه الله)؛ أخي الأستاذ أحمد قصيبة(رحمه الله).
[28] - الحسن فضلاء: مصدر سابق.
[29] - مبروك زيد الخير: «الشيخ أبو بكر الحاج عيسى ومنهجه التربوي الرشيد» (الحلقة الثالثة)/ «البصائر»، السلسلة الرابعة، العدد(78)، (ص:12).
[30] - مبروك زيد الخير: «الشيخ أبو بكر الحاج عيسى ومنهجه التربوي الرشيد» (الحلقة الثالثة)/ «البصائر»، السلسلة الرابعة، العدد(78)، (ص:12).
[31] - أحمد حماني:مصدر سابق.
[32] - د. التواتي بن التواتي: «التعريف بأعلام من مدينة الأغواط»، مجلة«الواحات للبحوث والدراسات»، العدد(1)، ديسمبر2006م، (ص:33-40).