الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة > أرشيف قسم الكتاب و السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-01-09, 05:07   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ

التوكل: هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل

في استجلاب المنافع ودفع المضار

من أمور الدنيا والآخرة

والاعتقاد بأنه لا يعطى ولا يمنع ولا يضر

ولا ينفع سواه سبحانه وتعالى.

قال سعيد بن جبير: " التوكل جماع الإيمان " قال تعالى:

﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 22]

فهو حال المؤمن في جميع الأحوال والأحيان.

• ففي مقام العبادة: قال تعالى:

﴿ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾ [هود: 123].

• وفي مقام الدعوة: قال تعالى:

﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ

عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [التوبة: 129].

• وفي مقام الرزق قال الله:

﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ

لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].

• وفي مقام الحكم والقضاء قال الله:

﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ

ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [الشورى: 10].

• وفي مقام الجهاد:

﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ

فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ

وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 159].

• وفي مقام الهجرة والسفر:

﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ

فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ *

الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل: 41، 42]

• وفي مقام العهود والمواثيق:

﴿ قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ

إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ

قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ [يوسف: 66].

• وفي كل ما يقوله الإنسان ويفعله

ويعزم عليه يتوكل فيه عليه:

﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]

وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]

قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

- لو أنَّكم كنتُم توَكلونَ علَى اللهِ حقَّ توَكلِه

لرزقتُم كما يرزقُ الطَّيرُ تغدو خماصًا وتروحُ بطانًا


أخرجه الترمذي (2344) واللفظ له

حَثَّ الشَّرعُ على التوكُّلِ على اللهِ تعالى والأخْذِ بالأسبابِ

وأنْ يكونَ المسلِمُ مُستعينًا باللهِ تعالى معترِفًا

بأنَّ الله بيدِه كلُّ شيءٍ، وأنَّه هو الَّذي يقدِّرُ الأشياءَ.

وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم

: "لو أنَّكم كُنتم تَوَكَّلون على اللهِ حقَّ توكُّلِه"

أي: لو حقَّقتُم معنى التَّوكُّلِ على اللهِ

واعتمَدتُم عليه بصِدقٍ، وأخَذتُم بما تيَسَّر

لكم مِن أسبابٍ، وعَلِمتم أنَّ اللهَ بيَدِه العطاءُ والمنعُ

وأنَّ تَكَسُّبَكم وسعيَكم مِن أسبابِ اللهِ

وليسَت قوَّتُكم هي الرَّازِقةَ لكم، "لَرُزِقتُم"

أي: لرزَقَكم اللهُ ويسَّر لكم الأسبابَ، "كما يرزُقُ الطَّيرَ"

أي: كما يَأتي بالرِّزقِ إلى الطَّيرِ عندما "تَغدو"

أي: تذهَبُ بُكرةً في أوَّلِ نَهارِها، "خِماصًا"

أي: جِياعًا وبطونُها فارِغةٌ، "وتروحُ"

أي: وتأتي في آخِرِ النَّهارِ إلى بَياتِها "بِطانًا"

أي: وقد مُلِئَتْ بُطونُها بالطَّعامِ

وهذا نوعٌ مِن أنواعِ الأسبابِ في السَّعيِ لطلَبِ الرِّزقِ

دون التَّواكُلِ والتَّكاسُلِ، والجلوسِ والزُّهدِ

الكاذِبِ في الدُّنيا


لكنْ يَنبَغي على العبدِ الأخذُ بأسبابِ الرِّزقِ مع اليَقينِ

في اللهِ وعدَمِ الانشغالِ بالدُّنيا عن الآخرَةِ.


https://dorar.net/hadith/sharh/35570

الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل على الله

ثم على العبد أن يتوسط في أمره بين الأمرين :

فلا هو بالذي يهمل الأسباب مطلقاً

ولا هو بالذي يتعلَّق قلبه بها ، إنما يتوسل بها

كما يتوسل الناس ، في عاداتهم ، وأمور حياتهم


ثم لا يتعلق قلبه بالسبب

بل بالخالق جل جلاله ، مالك الملك ، ومدبر الأمر كله .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" الِالْتِفَاتَ إلَى السَّبَبِ : هُوَ اعْتِمَادُ الْقَلْبِ

عَلَيْهِ وَرَجَاؤُهُ وَالِاسْتِنَادُ إلَيْهِ ، وَلَيْسَ فِي الْمَخْلُوقَاتِ

مَا يَسْتَحِقُّ هَذَا ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مُسْتَقِلًّا

وَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ شُرَكَاءَ وَأَضْدَادٍ ، وَمَعَ هَذَا كُلِّهِ

: فَإِنْ لَمْ يُسَخِّرْهُ مُسَبِّبُ الْأَسْبَابِ ، لَمْ يُسَخَّرْ " .


انتهى من "مجموع الفتاوى" (8/169) .

فالتوكل يجمع شيئين :

أحدهما : الاعتماد على الله والإيمان بأنه مسبب الأسباب

وأن قَدَره نافذ ، وأنه قَدَّر الأمور

وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى .


الشيء الثاني : تعاطي الأسباب

فليس من التوكل تعطيل الأسباب

بل من التوكل الأخذ بالأسباب ، والعمل بالأسباب

ومن عَطَّلها فقد خالف شرع الله وقَدَرَه

فالله أمر بالأسباب وحث عليها سبحانه وتعالى

وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك .

فلا يجوز للمؤمن أن يعطل الأسباب

بل لا يكون متوكلاً على الحقيقة إلا بتعاطي الأسباب

ولهذا شُرِعَ النكاح لحصول الولد ، وأمر بالجماع

فلو قال أحد من الناس : أنا لا أتزوج وأنتظر ولداً

من دون زواج ، لعُد من المجانين

فليس هذا أمر العقلاء

وكذلك لا يجلس في البيت أو في المسجد يتحرى الصدقات

ويتحرى الأرزاق تأتيه ، بل يجب عليه أن يسعى

ويعمل ويجتهد في طلب الرزق الحلال .

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

"فتاوى نور على الدرب" (1/364) .


اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع











 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:25

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc