هَذِي لَعَمْرُكَ يا صاحي غليزانُ .... فلْيسعدِ القلبُ، ولتهجرْه الأحزانُ
تلك الّتي أسمع الحاكي حــكايتَه .... فيها، وتاريخُها كشفٌ وعرفانُ
تلك الّتي جال فيها معشرُ إنسٍ ... سمرُ الملامحِ: أبطالٌ وفرسانُ
تلك الّتي لم تزلْ أيّامُها دولًا .... شيدتْ بها لصروف الدهر أركانُ
تلك الّتي كانت فيها خلوةُ قطبٍ .... روحُ العوالمِ: أحوالٌ ووجدانُ
تلك الّتي رُفِعتْ أوتادُها حِقَبا ..... حتّى استنار بها في الذكرِ سلطانُ
تلك الّتي لم تزل تسمو بمشهدِها .... والمشهدُ الحرُّ لا يغشاهُ كسلانُ
تلك الّتي قد تولّى الصبرُ راحتَها .... حتّى تجلّى خلال الصحوِ سكرانُ
تلك الحبيبةُ كم حنَّ الحنينُ لها .... والسالكون مقامَ الزهد قد صانوا
كأنّها وهي تحت السترِ ناسكةٌ ..... حِصنٌ من الله قد غطّاه قُرآنُ