الشهيد مصطفى بن بولعيد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الشهيد مصطفى بن بولعيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2023-02-10, 01:44   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد الطيب0005
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي الشهيد مصطفى بن بولعيد

[IMG]

[/IMG]
نشـأته :
ولد مصطفى بن بولعيد يوم 5 فيفري1917 في قرية اينركَب، المعروفة باسم الدشرة ببلدية أريس ولاية باتنة من عائلة أمازيغية شاوية ريفية ميسورة الحال، والده يدعى محمد بن عمار بن بولعيد وأمـه أبركان عائشة وينتمي إلى قبيلة أولاد تخريبت من عرش التوابة ، كان أبوه يمتهن التجارة ومعروفا بالورع والتقوى فقام بتقديم ابنه للشيخ محمد بن ترسية الذي لقنه القرآن الكريم، ثم وجهه إلى الدراسة في مدينة باتنة حيث تحصل على شهادة التعليم المتوسط باللغتين العربية والفرنسية بمدرسة الأمير عبد القادر حاليا والمعروفة بالأهالي سابقا.
غير أن كره والده للإدارة الفرنسية وخوفه من تأثر ابنه بثقافتها جعلاه يوقفه عن الدراسة وأعاده إلى أريس ليمد له يد العون في التجارة والفلاحة وأثناء ذلك كان يتردد يوميا على شيخ يدعى خذير بقرية آفرة لقراءة كتب السيرة النبوية وسيرة الخلفاء الراشدين وكان شغوفا بذلك ومهتما بتلك المثل العليا، الشيء الذي جعله يتشبع بالأخلاق الحميدة وتعاليم دينه السمحة، واستمر بن بولعيد في مساعدة والده حتى توفي سنة 1935 فتولى مهنة أبيه وتكفل بإعالة عائلته وداوم إلى جانب ذلك على ملازمة الشيخ خذير والتعلم منه.
انخرط في نادي آريس الذي يحمل عنوان "نادي الاتحاد" والذي أسسه الشيخ عمر دردور تلميذ الإمام عبد الحميد بن باديس وأثمر هذا النادي ببناء مسجد يسمى اليوم "مسجد ابن بولعيد" وبقي يتعلم وينشط به حتى أواخر سنة 1936.
سفره إلى فرنسا وأداء الخدمة العسكرية :
مع نهاية سنة 1936 شد بن بولعيد رحاله مع أخيه عمر إلى فرنسا واستقر بمدينة "فلري" بعمالة "ميتس" للعمل بالتجارة وهناك اندمج مع إخوانه المهاجرين الذين انتخبوه رئيسا لنقابة العمال، لكن غربته لم تدم أكثر من سنة حيث عاد بعدها إلى مسقط رأسه وإلى نشاطه الأول المتعلق بالفلاحة والتجارة. وفي بداية 1939 استدعي لأداء الخدمة العسكرية بثكنة بجاية حاليا فأظهر تفوقا عسكريا ومجهودا كبيرا وأنهى الخدمة العسكرية بشهادة شرفية كمقاتل مقدام بالثكنة العسكرية لسطيف سنة 1942 ، ليعود بعدها إلى مسقط رأسه ويستأنف عمله ويتزوج من عائلة بن مناع وينجب على مر السنين ستة ذكور وبنتا.
في سنة 1943 تم استدعاؤه مجددا للخدمة العسكرية كاحتياطي في قالمة وذلك بعد دخول القوات الأمريكية للجزائر، حيث لقي أنواع التنكيل والتعذيب لأنه قام بحركة تمرد داخل الثكنة، ولما سمع أخوه عمـر بالأمر أعد ملفا تبريريا واستعان بالبشاغا الذي زوده بمبلغ قدره 7000 فرنك فرنسي ليتم العفو بعدها عن مصطفى، ليعود مجددا إلى مسقط رأسه ويواصل نشاطه التجاري وعمله كرئيس لنقابة التجار، وفي سنة 1946 بنى منزلا حديثا الموجود حاليا بآريس كما حصل على رخصة نقل المسافرين بين آريس و باتنة واشترى حافلتين لذلك.
الوعي المبكر والنشاط السياسي :
منذ دراسته في مدرسة الأهالي لاحظ بن بولعيد سياسة التفرقة والتمييز التي تمارسها الإدارة الاستعمارية بين الأطفال الجزائريين وأقرانهم من أبناء المعمرين، كما لاحظ أن تصرفات المعمرين بعيدة كل البعد عن عادات وأخلاق الشعب الجزائري، فراحت تلك الأفكار تتبلور في رأسه وأخذت تراوده فكرة طرد هؤلاء المغتصبين فكان أول نشاط له هو الانضمام إلى نادي آريس وظل يناضل به حتى سفره إلى فرنسا في أواخر 1936 حيث انتخب رئيسا لنقابة العمال الجزائريين هناك، وبمرور الوقت أدرك أن معاملة الفرد الجزائري وقيمته سواء في فرنسا أو الجزائر معاملة استغلال وازدراء، فعاد إلى الجزائر بعد عام وكان محله في أحد أحياء آريس مركز حوار وحديث حول الإصلاح والقضية الوطنية مع رفاقه في النادي: مسعود بلعقون، اسمايحي الحاج ازراري، بن حابة بومعراف ، وأثنـاء أدائه للخدمة العسكرية أظهر اجتهادا كبيرا الغاية من ورائه التدرب على استعمال القنابل و الأسلحة الحديثة آنذاك.
الانخراط في العمل السياسي :
في سنة 1943 حل بمدينة آريس محي الدين بكوش الذي خرج من سجن لامبيز وقام بالاتصال بالحاج اسمايحي ازراري، مسعود بلعقون، مختاري الصالح، بعزي لخضر، عايسي مسعود وعقد معهم اجتماعا تعينوا على إثره أعضاء في خلايا حزب الشعب بآريس وأشمول وزلاطو وتجموت، غير أن بن بولعيد لم يتم تجنيده آنذاك نظرا لاستدعائه مجددا لأداء الخدمة العسكرية، وبعد خروجه في أواخر شهر ماي 1945 قام الحاج ازراري مسؤول خلية الشعب بآريس بتجنيده وأصبح يشارك في الأعمال السياسية التي يقوم بها الحزب منذ ذلك الحين.
في انتخابات سنة 1946 التي رشح فيها بودة أحمد ممثل حزب الشعب، شارك مصطفى بن بولعيد في الحملة الدعائية ضد المرشحين من عملاء فرنسا في النشاط الذي قام به حزب أحباب البيان، كما كان للحافلتين اللتين يملكهما دور كبير في تعزيز ونشر سياسة الحزب في بعض الدواوير التي لم يصلها بعد، وقام بتجنيد وتكوين العديد من الخلايا وفي 1947 أصبح مسؤول فرع في حركة انتصار الحريات الديمقراطية وشارك في حملة التوعية على الاحتجاج بتحرير جريدة "الجزائر الحرة".
في أفريل 1948 قرر الحزب ترشيح بن بولعيد كممثل لمنطقة الأوراس في مجلس نواب الجزائر ففاز في الدورة الأولة بـ10 آلاف صوت أي 95% ونتيجة لذلك استدعاه حاكم آريس وحاول استمالته وإغراءه لكن بن بولعيد رفض عروضه وتمسك بمبادئه، ولما استيأس الحاكم من مساومته سارع إلى إقصائه من الدورة الثانية بالتزوير فأدى ذلك إلى وقوع أحداث عنف دامية في كل من فم الطوب وكيمل وبوزينة.
وتكررت الحادثة سنة 1951 بعد تزوير الانتخابات ووقعت احداث دامية في كيمل وتكوت وفم الطوب فحشد الاستعمار جيوشه العسكرية المقدرة بـ 40 ألف جندي وطوق بها الأوراس من كل الجهات وكثر الظلم وحملات التفتيش المتلاحقة فأسس بن بولعيد جبهة الدفاع عن الحريات وشارك في هذه الجبهة حزب البيان ومثله ابن خليل، جمعية العلماء ومثلها العربي التبسي، الحزب الشيوعي ومثله عمراني العيد، حركة الانتصار للحريات الديمقراطية ومثلها محمد العربي دماغ العتروس [ وقام بمقاضاة حاكم آريس على حوادث إنسانية.
محاولات اغتياله ومكائد ضده :
حاول الاستعمار عن طريق عملائه مرار تصفية بن بولعيد ففي سنة 1948 هجمت عليه عصابة بمنزله ليلا لاغتياله لكنه رد عليهم بالرصاص فلاذوا بالفرار وتكررت نفس العملية في 1951 لكنها فشلت كذلك ، وفي نفس العام تعرض أخوه عمر نهارا في طريق عودته لمنزله للاعتداء من قبل شخصين في جسر آريس فأخرج مسدسه ورماهما فجرح واحدا وأردى الثاني قتيلا.
كما توالت مكائد الاستعمار ضده لإضعافه ماديا بوضع عدة مسدسات في حافلته وحجزها من الحين إلى الآخر، وإعطاء العميل بوهالي رخصة نقل لمزاحمة بن بولعيد ومن مكائد الاستعمار كذلك محاولة تفريق وحدة الأعراش بزرع الفتن بينها إذ كادت تقع الفتنة بين أكبر عرشين في آريس عرش بوسليمان وعرش بن بولعيد التوابة وهذا بعد أن قام أحد أذناب الاستعمار بقتل رجل من عرش التوابة لكن بن بولعيد كان يقظا ودعا إلى اجتماع صلح في دشرة أولاد موسى تلاه آخر بقروي بلمايل أوخر 1952 أسفر عن إنهاء الأزمة وخابت آمال العدو الفرنسي في توسيع الهوة بين الأعراش.
المنظمة الخاصة :
بعد أن عقد حزب حركة الانتصار للحريات الديمقراطية اجتماعا بالعاصمة يومي 16 و17 فيفري 1947 تقرر إنشاء جناح عسكري للحرب هدفه التحضير لثورة مسلحة ونتيجة لذلك قدم العربي بن مهيدي في نفس الشهر إلى آريس وقام رفقة بن بولعيد بتكوين الخلايا الأولى للمنظمة وعين بن بولعيد قائدا لفرع الأوراس التابع لقسنطينة آنذاك وأمره بجمع الأسلحة وتخزينها فتم إنشاء خليتين الأولى تتكون من صالحي محمد الأمير مسؤول وأحمد نواورةومختاري محمد الصالح، والثانية سمايحي بلقاسم مسؤول وبعزي محمد بن لخضر وعزوي مدور ، ليرتفع بعدها العدد إلى 20 عضوا مهيكلين في خمس خلايا رباعية، وتوجد الخلية الأولى بمدينة أريس وتتكون من اسمايحي بلقاسم (قائدا) وصالحي لمير ومختاري محمد الصالح وبلدي دوعلي، والخلية الثانية في قرية الحجاج وتضم محمد بعزي (قائدا) وبلقاسم بورزان وعلي بوغوث ولمبارك عزوي والخلية الرابعة بلمدينة وتتكون من مسعود عايسي (قائدا) وعمار بلهروال ومحمد شريف بن عكشة ومحمد الصغير تيغزة، والخلية الخامسة في فم الطوب وتتألف من محمد الهادي بخلوف (قائدا) والصالح نجاوي وعيسى جار الله وعلي بن الطيب جار الله.
بالنسبة للتسليح فكان أعضاء من المنظمة يسافرون إلى جربة تونس لشرائه من الشركات الإيطالية منهم عزوي مدور، كعباش عثمان، عاجل عجول وكانوا يشترونه من نوع طاليان، ألمان، وأمريكي ويتم تخزينه في انتظار اندلاع الثورة، أما بالنسبة لأعضاء المنظمة فكان لزاما على كل عضو أن يتدبر سلاحه بنفسه ومن ماله الخاص ، كما اشترى بن بولعيد بنفسه كمية كبيرة بأمواله الخاصة بعضها محلي والبعض الآخر عن طريق الحدود الليبية التونسية عن طريق عصامي محمد وعبد القادر لعمودي وذلك سنتي 1948-1949 وخزنها في مطامير ، كما كان أحمد نواورة مسؤول مخزن منجم إيشمول يحضر الديناميت من هناك لصنع القنابل.
وكان بن بولعيد يعقد الاجتماعات ثلاث مرات في الأسبوع مع خلايا المنظمة ويخصهم بالتعرف على استراتيجية البلاد والتدرب على الأسلحة حيث اشترى لذلك الغرض مزرعةبفم الطوب وحولها إلى مركز تدريبات عسكرية كان يحضرها مع إطارات المنظمة السرية خاصة منهم العربي بن مهيدي وزيغود يوسف.
إيواؤه للفارين من أعضائها :
فـي 1950 تم كشف المنظمة السرية بسبب حادث في تبسة وهو طرد ارحيم من المنظمة واتهامه بالوشاية وتهديده بالقتل ما أدى إلى هروبه وإخباره الشرطة الفرنسية التي قامت بقمع شرس وألقت القبض على مئات من أعضائها ، في حين تمكن بعض أعضائها من الفرار إلى مختلف ربوع الوطن ، فكان عدد الأعضاء الذين التجؤوا إلى الأوراس 13 عشر مناضلا منهم زيغود يوسف، رابح بيطاط،عمار بن عودة، سليمان بن طوبال وقد كلف مصطفى بن بولعيد مسعود بلعقون أن يهيء لهم ظروف الإقامة وكلف مصطفى بوستة بالسفر لقسنطينة للإتيان بهم، فأحضرهم مموهين يلبسون لباس النساء وعلى مرحلتين وتم توزيعهم بين إيشمول وزلاطو ومكثوا في الأوراس حتى أواخر عام 1953 وشاركو في توعية المناضلين وتدريبهم على استعمال السلاح.
وبعد تباطؤ دام سنة كاملة قررت قيادة الحزب في 1951 حل المنظمة وإعادة إدماج أعضائها في المنظمة السياسية [، فتم ذلك في ربوع الوطن باستثناء الأورس فقد قام بن بولعيد بتجميد نشاطها مؤقتا ليعيد بعثها بعد أزمة الحزب سنة 1953.
دوره في التحضير لثورة نوفمبر :
بعد اكتشاف المنظمة السرية من قبل السلطات الاستعمارية في مارس 1950 برز دور بن بولعيد بقوة لما أخذ على عاتقه التكفل بايواء بعض المناضلين المطاردين وإخفائهم عن أعين العدو وأجهزته الأمنية، وقد أعقب اكتشاف المنظمة حملة واسعة من عمليات التمشيط والاعتقال والاستنطاق الوحشي بمنطقة الأوراس على غرار باقي مناطق الوطن. ولكن بالرغم من كل المطاردات والمضايقات وحملات التفتيش والمداهمة تمكن بن بولعيد بفضل حنكته وتجربته من الإبقاء على المنظمة الخاصة واستمرارها في النشاط على مستوى المنطقة. وبالموازاة مع هذا النشاط المكثف بذل مصطفى بن بولعيد كل ما في وسعه من أجل احتواء الأزمة بصفته عضو قيادي في اللجنة المركزية للحزب. وقد كلف بن بولعيد في أكتوبر 1953 وبتدعيم من نشطاء los بالاتصال بزعيم الحزب مصالي الحاج الذي كان قد نفي في 14 ماي 1954 إلى فرنسا ووضع تحت الإقامة الجبرية، وذلك في محاولة لإيجاد حل وسطي يرضي المركزيين والمصاليين. وبعد ذلك توصل أنصار العمل الثوري المسلح وفي طليعتهم بن بولعيد إلى فكرة إنشاء «اللجنة الثورية للوحدة والعمل» والإعلان عنها في 06 مارس 1954 من أجل تضييق الهوة التي تفصل بين المصاليين والمركزيين من جهة وتوحيد العمل والالتفاف حول فكرة العمل الثوري من جهة ثانية.
وبعد عدة إتصالات مع بقايا التنظيم السري OS تم عقداللقاء التاريخي لمجموعة الـ22 بدار المناضل المرحوم الياس دريش بحي المدنية في 24 جوان 1954 الذي حسم الموقف لصالح تفجير الثورة المسلحة لاسترجاع السيادة الوطنية المغتصبة منذ أكثر من قرن مضى. ونظرا للمكانة التي يحظى بها بن بولعيد فقد أسندت إليه بالإجماع رئاسة اللقاء الذي انجر عنه تقسيم البلاد إلى مناطق خمس وعين على كل منطقة مسؤول وقد عين مصطفى بن بولعيد على رأس المنطقة الأولى: الأوراس كما كان أحد أعضاء لجنة «الستة» «بوضياف، ديدوش، بن بولعيد، بيطاط، بن مهيدي، كريم». ومن أجل توفير كل شروط النجاح والاستمرارية للثورة المزمع تفجيرها، تنقل بن بولعيد رفقة: ديدوش مراد، محمد بوضياف ومحمد العربي ين مهيدي إلى سويسراخلال شهر جويلية 1954 بغية ربط الاتصال بأعضاء الوفد الخارجي «بن بلة، خيضر وآيت أحمد» لتبليغهم بنتائج اجتماع مجموعة الـ22 من جهة وتكليفهم بمهمة الإشراف على الدعاية لصالح الثورة.
ومع اقتراب الموعد المحدد لتفجير الثورة تكثفت نشاطات بن بولعيد من أجل ضبط كل كبيرة وصغيرة لإنجاح هذا المشروع الضخم، وفي هذا الإطار تنقل بن بولعيد إلى ميلة بمعية كل من محمد بوضياف وديدوش مراد للاجتماع في ضيعة تابعة لعائلة بن طوبال وذلك في سبتمبر 1954 بغرض متابعة النتائج المتوصل إليها في التحضير الجاد لإعلان الثورة المسلحة ودراسة احتياجات كل منطقة من عتاد الحرب كأسلحة والذخيرة. وفي 10 أكتوبر 1954 التقى بن بولعيد، كريم بلقاسم ورابح بيطاط في منزل مراد بوقشورة بالرايس حميدو وأثناء هذا الاجتماع تم الاتفاق على:
إعلان الثورة المسلحة باسم جبهة التحرير الوطني.إعداد مشروع بيان أول نوفمبر 1954.تحديد يوم 22 أكتوبر 1954 موعدا لاجتماع مجموعة الستة لمراجعة مشروع بيان أول نوفمبر وإقراره.تحديد منتصف ليلة الإثنين أول نوفمبر 1954 موعدا لانطلاق الثورة المسلحة.
وطيلة المدة الفاصلة بين الاجتماعين لم يركن بن بولعيد إلى الراحة بل راح ينتقل بين مختلف مناطق الجهة المكلف بها "الأوراس" ضمن العديد من الزيارات الميدانية للوقوف على الاستعدادات والتحضيرات التي تمت وكذا التدريبات التي يقوم بها المناضلون على مختلف الأسلحة وصناعة القبائل والمتفجرات التقليدية. وفي التاريخ المحدد التأم شمل الجماعة التي ضمت: بن بولعيد، بوضياف، بيطاط، بن مهيدي، ديدوش وكريم وذلك بمنزل مراد بوقشورة أين تم الاتفاق على النص النهائي لبيان أول نوفمبر 54 إثر مراجعته والتأكيد بصورة قطعية على الساعة الصفر من ليلة فاتح نوفمبر 54 لتفجير الثورة المباركة وأجمع الحاضرون على التزام السرية بالنسبة للقرار النهائي التاريخي والحاسم ثم توجه كل واحد إلى المنطقة التي كلف بالإشراف عليها في انتظار الساعة الصفر والإعداد لإنجاح تلك العملية التي ستغير مجرى تاريخ الشعب الجزائري. وهكذا عقد بن بولعيد عدة اجتماعات بمنطقة الأوراس حرصا منه على انتقاءالرجال القادرين على الثبات وقت الأزمات والشدائد، منها اجتماع بلقرين يوم 20-10-1954 الذي حضره الكثير من مساعديه نذكر منهم على الخصوص: عباس لغرور، شيهاني بشير، عاجل عجول والطاهر نويشي والمسعود بلعقون وسعد حب الدين ومرداسي بلقاسم وشبشوب الصادق وقرين بلقاسم وعبد الله بن مسعودة ..وغيرهم وخلال هذا اللقاء أعلم بن بولعيد رفاقه بالتاريخ المحدد لتفجير ثورة التحرير كما وزع على الحضور بيان أول نوفمبر وضبط حصة كل جهة من الأسلحة والذخيرة المتوفرة. وقبل مرور أسبوع على هذا اللقاء عقد بن بولعيد اجتماعين آخرين في 30 أكتوبر 1954 أحدهما في دشرة «اشمول» والآخر بخنقة الحدادة التقى أثناءهما بمجموعة من المناضلين وألقى كلمة حماسية شحذ فيه همم الجميع. وفي الغد عقد اجتماعا قبل الساعة صفر، وقد ضم هذا الأخير قادة النواحي والأقسام وفيه تقرر تحديد دشرة أولاد موسىوخنقة لحدادة لالتقاء أفواج جيش التحرير الوطنيواستلام الأسلحة وأخذ آخر التعليمات اللازمة قبل حلول الموعد التاريخي والانتقال إلى العمل المسلح ضد الأهداف المعنية.
وفي تلك الليلة قال بن بولعيد قولته الشهيرة: "إخواني سنجعل البارود يتكلم هذه الليلة" وتكلم البارود في الموعد المحدد وتعرضت جل الأهداف المحددة إلى نيران أسلحة جيش التحرير الوطني وسط دهشة العدو وذهوله. وفي صبيحة يوم أول نوفمبر 1954 كان قائد منطقة الأوراس مصطفى بن بولعيد يراقب ردود فعل العدو من جبل الظهري المطل على أريس بمعية شيهاني بشير، مدور عزوي، عاجل عجول ومصطفى بوستة. وقد حرص بن بولعيد على عقد اجتماعات أسبوعية تضم القيادة ورؤساء الأفواج لتقييم وتقويم العمليات وتدارس ردود الفعل المتعلقة بالعدو والمواطنين.
وفي بداية شهر جانفي 1955 عقد هذا الأخير اجتماعا في تاوليليت مع إطارات الثورة تناول بالأخص نقص الأسلحة والذخيرة، وقد فرضت هذه الوضعية على بن بولعيد اعلام المجتمعين بعزمه على التوجه إلى بلاد المشرق بهدف التزود بالسلاح ومن ثم تعيين شيهاني بشير قائدا للثورةخلال فترة غيابه ويساعده نائبان هما: عاجل عجول وعباس لغرور.
الاعتقال والعودة لقيادة الثورة وإغتياله :
وفي 24 جانفي 1955 غادر بن بولعيد الأوراس باتجاه المشرق وبعد ثلاثة أيام من السير الحثيث وسط تضاريس طبيعية صعبة وظروف أمنية خطيرة وصل إلى « القلعة « حيث عقد اجتماعا لمجاهدي الناحية لاطلاعهم على الأوضاع التي تعرفها الثورة وأرسل بعضهم موفدين من قبله إلى جهات مختلفة من الوطن. بعد ذلك واصل بن بولعيد ومرافقه عمر المستيري الطريق باتجاه الهدف المحدد. وبعد مرورهما بناحية نقرين «تبسة « التقيا في تامغرة بعمر الفرشيشي الذي ألح على مرافقتهما كمرشد. وعند الوصول إلى « أرديف « المدينة المنجمية التونسية، وبها يعمل الكثير من الجزائريين، اتصل بن بولعيد ببعض هؤلاء المنخرطين في صفوف الحركة الوطنية، وكان قد تعرف عليهم عند سفره إلى ليبيا في منتصف أوت 1954، وذلك لرسم خطة تمكن من إدخال الأسلحة، الذخيرة والأموال إلى الجزائر عبروادي سوف. وانتقل بن بولعيد من أرديف إلى المتلوي بواسطة القطار ومن هناك استقل الحافلة إلى مدينة قفصة حيث بات ليلته فيها رفقة زميليه. وفي الغد اتجه إلى مدينة قابس حيث كان على موعد مع المجاهد حجاج بشير، لكن هذا اللقاء لم يتم بين الرجلين نظرا لاعتقال بشير حجاج من قبل السلطات الفرنسية قبل ذلك. وعند بلوغ الخبر مسامع بن بولعيد ومخافة أن يلقى نفس المصير غادرمدينة قابس على جناح السرعة على متن أول حافلة باتجاه بن قردان. وعند وصول الحافلة إلى المحطة النهائية بن قرادن طلب هؤلاء من كل الركاب التوجه إلى مركز الشرطة، وحينها أدرك بن بولعيد خطورة الموقف فطلب من مرافقه القيام بنفس الخطوات التي يقوم بها، وكان الظلام قد بدأ يخيم على المكان فأغتنما الفرصة وتسللا بعيدا عن مركز الشرطة عبر الأزقة. ولما اقترب منهما أحد أفراد الدورية أطلق عليه بن بولعيد النار من مسدسه فقتله. وواصلا هروبهما سريعا عبر الطريق الصحراوي كامل الليل وفي الصباح اختبأ، وعند حلول الظلام تابعا سيرهما معتقدين أنهما يسيران باتجاه الحدود التونسيةالليبية لأن بن بولعيد كان قد أضاع البوصلة التي تحدد الإتجاه، كما أنه فقد إحدى قطع مسدسه عند سقوطه.
وما أن طلع النهار حتى كانت فرقة الخيالة تحاصر المكان وطلب منهما الخروج وعندما حاول بن بولعيد استعمال مسدسه وجده غير صالح وإثر ذلك تلقى هذا الأخير ضربة أفقدته الوعي وهكذا تم اعتقال بن بولعيد يوم 11 فيفري 1955.
وفي 3 مارس 1955 قدم للمحكمة العسكرية الفرنسية بتونس التي أصدرت يوم 28 ماي 1955 حكما بالأشغال الشاقة المؤبدة بعدها نقل إلى قسنطينة لتعاد محاكمته من جديد أمام المحكمة العسكرية في 21 جوان 1955 وبعد محاكمة مهزلة أصدرت الحكم عليه بالإعدام.ونقل إلى سجن الكدية الحصين.وفي السجن خاض بن بولعيد نضالا مريرا مع الإدارة لتعامل مساجين الثورة معاملة السجناءالسياسيين وأسرى الحرب بما تنص عليه القوانين الدولية. ونتيجة تلك النضالات ومنها الإضراب عن الطعام مدة 14 يوما ومراسلة رئيس الجمهورية الفرنسية تم نزع القيودوالسلاسل التي كانت تكبل المجاهدين داخل زنزاناتهم وتم السماح لهم بالخروج صباحا ومساء إلى فناء السجن. وفي هذه المرحلة واصل بن بولعيد مهمته النضالية بالرفع من معنويات المجاهدين ومحاربة الضعف واليأس من جهة والتفكير الجدي في الهروب من جهة ثانية. وبعد تفكير متمعن تم التوصل إلى فكرة الهروب عن طريق حفر نفق يصلها بمخزن من البناء الاصطناعي وبوسائل جد بدائية شرع الرفاق في عملية الحفر التي دامت 28 يوما كاملا. وقد عرفت عملية الحفر صعوبات عدة منها الصوت الذي يحدثه عملية الحفر في حد ذاتها ثم الأتربة والحجارة الناتجة عن الحفر.
وقد تمكن من الفرار من هذا السجن الحصين والمرعب كل من مصطفى بن بولعيد، محمد العيفة، الطاهر الزبيري،لخضر مشري، علي حفطاوي، إبراهيم طايبي، رشيد أحمد بوشمال، حمادي كرومة، محمد بزيان، سليمان زايديوحسين عريف.
وبعد مسيرة شاقة على الأقدام الحافية المتورمة والبطون الجائعة والجراح الدامية النازفة وصبر على المحن وصلوا إلى مراكز الثورة. وفي طريق العودة إلى مقر قيادته انتقل إلى كيمل حيث عقد سلسلة من اللقاءات مع إطارات الثورة ومسؤوليها بالناحية، كما قام بجولة تفقدية إلى العديد من الأقسام للوقوف على الوضعية النظامية والعسكرية بالمنطقة الأولى "الأوراس". وقد تخلل هذه الجولة إشراف بن بولعيد على قيادة بعض أفواج جيش التحرير الوطني التي خاضت معارك ضارية ضد قوات العدو وأهمها: معركة إيفري البلح يوم 13-01-1956 ودامت يومين كاملين والثانية وقعت بجبل أحمر خدو يوم 18-01-1956.
وقد عقد آخر اجتماع له قبل استشهاده يوم 22 مارس1956 بالجبل الأزرق بحضور إطارات الثورة بالمنطقة الأولى وبعض مسؤولي جيش التحرير الوطني بمنطقة الصحراء. ومساء اليوم نفسه أحضر إلى مكان الاجتماع مذياع الذي كان ملغما الذي ألقته قوات الاستعمار الفرنسي وعند محاولة تشغيله انفجر مخلفا استشهاد قائد المنطقة الأولى مصطفى بن بولعيد وخمسة من رفاقه.
#رحم_الله_الشهيد .








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الشهيد مصطفى بن بولعيد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc