حماس واسرائيل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حماس واسرائيل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-09-07, 00:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قادة بلعيد
محظور
 
إحصائية العضو










Hourse حماس واسرائيل


هذا منتدى النقاش السياسي وليس النقاش العقائدي

كان الظهور الأول لحركة حماس عام 1987 والتي تشكلت عبر جمعيات متعددة في الأراضي الفلسطينية والتي كان امتدادها من حركة الإخوان المسلمين في مصر. كما أن إسرائيل سمحت لهذه الجمعيات الإسلامية في اكتساب القوة والتأثير في المجتمع الفلسطيني من أجل تقويض عمل الحركات الوطنية المقاومة. يعتبر الزعيم الروحي لحركة حماس الشيخ أحمد ياسين وحتى قبل اغتياله من خلال غارة جوية في عام 2004 هو الشخص الذي شكل الجناح العسكري لحركة حماس وهو المجمع الإسلامي، والتي تم ترخيصها قبل عشر سنوات. في ذلك الوقت وعندما كان هناك صراع مفتوح بين إسرائيل والحركات الوطنية القومية، أعطى المسئولين الإسرائيليين الضوء الأخضر لتأسيس ودعم الجمعيات الإسلامية وحتى لو كان ذلك عن طريق غير مباشر من أجل إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية.

يقول المحلل الكبير في وكالة المخابرات الأمريكية مارثا كيسلر ' شاهدنا إسرائيل تساند الحركات الإسلامية في مواجه الحركة الوطنية ' وهذه الحركات التي تساندها إسرائيل من السبعينيات وحتى بداية الثمانينيات تحولت إلى الكابوس الأكبر لإسرائيل في مطلع التسعينيات وحتى هذه الأيام.

تولت إسرائيل إدارة الضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء بعد حرب الأيام الستة، وهذه الأراضي، حيث كانت تتبع للقوات العربية القومية والتي كانت تحظر نشاط هذه المجموعات وتعتبرها كأعداء للقومية.

في هذه الفترة كانت إسرائيل أكثر مرونة تجاه هذه المجموعات، بحيث كان من أول خطوات إسرائيل بعد انتصارها في الحرب عام 67، إطلاق سراح العديد من نشطاء الإخوان المسلمين من داخل السجون، بما فيهم المؤسس الروحي لحركة حماس الشيخ ياسين. كان الشيخ أحمد ياسين والعديد من الإخوان المسلمين قد سجنوا على يد السلطات المصرية إثر محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر على يد الإخوان. اعتبر ناصر أن الإسلام السياسي تهديدا للمشروع القومي وفي غير أوانه وكان غير متساهل بشكل واضح بالتعامل مع هذه المجموعات. أحست إسرائيل وفي الاتجاه المعاكس أن مثل هذه المجموعات الإسلامية المتشددة قد يكون عاملا مساعدا في كبح جماح القومين العرب على غرار أولئك الذين تأثروا بالفكر الناصري في حركة فتح في المناطق الفلسطينية، من خلال إطلاق سراح الإسلاميين من سجونهم وتشجيعهم في أخذ دور أساسي في المجتمع الفلسطيني.

بدأت إسرائيل و منذ عام 67 بالسماح للحركات الإسلامية في الضفة الغربية وغزة بالتفاعل داخل هذه الأراضي، حيث كانت الإحصاءات مذهلة، على سبيل المثال كانت غزة في فترة ما بين العوام 1967 و 1987 أي عندما تأسست حماس حيث تضاعف عدد المساجد إلى ثلاثة أضعاف العدد الذي كان في السابق حيث زاد العدد من 200 إلى 600 مسجد. يعزى ذلك إلى الأموال التي تدفقت من خارج الأراضي الفلسطينية لكن هذا لم يكن ليحدث لولا أن كانت هناك ليونة من قبل إسرائيل.

هناك الكثير من الأدلة أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وخصوصا الشين بيت والعديد من المؤسسات العسكرية ساعدت على تنامي حركة الإخوان المسلمين وإيجاد حركة حماس في الأراضي الفلسطينية

ووفقا لتصريحات سفير الولايات المتحدة الأسبق لدي العربية السعودية شارلز فريمان ,فان جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الشين بيت كان وراء خلق حماس ويقول ' إن إسرائيل أنشأت حماس ' , لقد كان مشروعا للشين بيت في مسعى لزحزحة منظمة التحرير الفلسطينية .

ولقد صرح مؤخرا مسئول رفيع لدي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن دعم إسرائيل الزائف للجماعات الإسلامية التي أصبحت فيما بعد 'حماس' كان محاولة مباشرة لتقسيم وتخفيف الدعم عن منظمة التحرير وذلك باستخدام رديف ديني منافس. ويتفق 'العديد ' مع هذا الطرح مشيرا لمدي استفادة إسرائيل من أن حركة إسلامية في الأراضي الفلسطينية ستثير العداء والعنف مع جمهور حركة فتح.

لقد كانت حركة حماس عدوا لدودا للحركة الوطنية الفلسطينية حيث اشتبكت مرارًا وتكرارًا مع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية و مع فتح و كانت هناك اشتباكات عنيفة في الجامعات وذلك في السبعينيات والثمانينيات حيث هاجمت حماس كلا من منظمة التحرير الفلسطينية، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومجموعات أخرى مستخدمة الهراوات والسلاسل وكان ذلك قبل ظهور السلاح في الأراضي المحتلة.

و بالسماح لظهور الحركات الإسلامية المتطرفة، فان إسرائيل كانت تسير على خطى الحكومات البريطانية و الأمريكية المتتالية و سياستهم 'عدو عدوي صديقي' وبالطبع فالإخوان المسلمين أنفسهم ووليدتهم حماس هم نتاج استعماري بريطاني . ففي العشرينيات ساعد البريطانيون، ثم الحكام الاستعماريون 'لمصر' في إنشاء حركة الإخوان المسلمين كوسيلة لإبقاء القومية المصرية.
و يصف العديد حركة الإخوان المسلمين على أنها امتداد مخابراتي بريطانيي غير مبالي, فالمسجد الذي كان بمثابة أول مقرات الإخوان المسلمين في الإسماعيلية تم بناؤه من قبل الشركة البريطانية لقناة السويس. فبمعرفة ومصادقة بريطانيا الضمنية خلال الثلاثينيات والخمسينيات تحدي الإخوان المسلمين الأحزاب المناهضة للاستعمار داخل مصر وامتدت لتشمل أجزاء أخري من الشرق الأدنى والأوسط مقيمة فروعا لها في كل من الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين حيث تحولت حركة الإخوان أواخر الستينيات وأوائل الثمانينيات وتحت أنظار إسرائيل إلي 'حماس' . ولقد نظر الأمريكيون والانجليز وذلك بعد تولي عبد الناصر للحكم عام 1954 إلي جماعة الإخوان كسلاحا ناجعا في مواجهة القومية العلمانية والاشتراكية. وفي كتابه ' النوم مع الشيطان' وصف روبرت بيير وهو موظف سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية 'السر الصغير القذر' في واشنطن أوائل الخمسينيات قائلا ' أن البيت الأبيض اعتبر جماعة الإخوان حليف خفي وسلاح سري ضد الشيوعية.

فالقاعدة نفسها والتي تعتبر أكثر التيارات الإسلامية تطرفا وغموضا انبثقت من حركة الإخوان المسلمين. فأسامة بن لادن تأثر بشكل كبير من أفكار سيد قطب والذي يعتبر عضوا متشددا في جماعة الإخوان المسلمين, فالمصري أيمن الظواهري المساعد الأول لبن لادن والذي أصبح مألوفا عبر التسجيلات الصوتية والفيديو قد تشدد من خلال انخراطه في صفوف الإخوان المسلمين قبل انتقاله إلي جماعة الجهاد الإسلامي الأكثر تطرفا في عام 1979 ،حيث شارك في قتال السوفييت في أفغانستان, في حقيقة الأمر, فيما يتعلق بالمعايير الفكرية والأدائية, استفادت القاعدة من خلال انخراطها في الشؤون الشرق أوسطية وحازت علي الإلهام الفكري من الإخوان المسلمين المدعومة من المخابرات الأميركية والبريطانية في مطلع ومنتصف القرن العشرين, حيث كانت هذه الجماعة متخفية جراء شدة الحرب السوفييتية الأفغانية الطاحنة, الحرب التي لاقت الدعم الأمريكي البريطاني السعودي للمجاهدين.

وفي محاولة للعب نفس اللعبة الأمريكية البريطانية ' لعبة الشيطان' , عملت إسرائيل علي خلق حافري قبورها من خلال تشجيع إسرائيل لظهور حركة حماس في مواجهة القومية العلمانية التي تمثلت في الهجوم علي فكرة الديمقراطية العلمانية, لذلك ليس من الغرابة أن تحتفظ حماس بتوجهاتها الدينية المتشددة وسياساتها التقليدية.

فأصبح هدف الغرب الواضح والدعم الإسرائيلي للإسلاميين المتشددين من مصر إلي فلسطين إلي أفغانستان هو عزل وإضعاف وتدمير الحركات السياسية البارزة التي ارتكزت علي أفكار الديمقراطية الغربية, وتحاول إسرائيل الآن إطلاق العنان علي ضوء نتائج نشاطاتها الأولي من خلال دعمها لحركة فتح للإطاحة بحركة حماس التي تعتبر أساس النزاع والفرقة في المناطق الفلسطينية.

أقوال بعض السياسين والمحلليين

((حماس لم تحقق شيء يستحق الذكر في السياسة و الإدارة و الاقتصاد و غيرها ، انهيار حلفائهم في مصر يشكل ضربة قوية للحركة ما يهم هو أن لا يؤثر تحالفهم مع الطرف المهزوم في مصر سلبا على غزة و سكانها بشكل خاص ))

((هذه الحركة وقعت مع الرئيس المعزول، محمد مرسي، بعدم التعدي على دولة إسرائيل.))

((طبعا لا أحد يريد الحرب الخاسرة والضحايا هم الضعفاء من الشيوخ والنساء والأطفال لتحقق مكاسب سياسية للزعماء الببغاوات الذي يرددون الأناشيد الحمقاء والبلهاء في النصر المزعوم !))

فما ذا قدمت حماس للفلسطينين غير الهزيمة والحصار والعار لا تقل تخلفا وإنهزامية عن الجلطة أو السلطة الفلسطينية

فهاهي الزعامات الفلسطينية تسرح وتمرح من قطر إلى تركيا الى مصرفي حركات بهلوانية وأصوات جهورية والضحية هم الشعوب دائما في صناعة العدو والزعيم بفلاشات الإعلام الزائفة والمزورة للحقيقة دائما في ثورة الأكشن واالبلاي ستيشن فيا أمة الكلام يكفي كلام !فقد حولت الكلام المقدس إلى مدنس


منقول بتصرف من عدة مواضيع









 


رد مع اقتباس
قديم 2014-09-07, 09:09   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
houdasese
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية houdasese
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

دعوى قضائية ضد "إسرائيل" أمام المحاكم الأرجنتينية



رفع فنانون وممثلون لجمعيات حقوقية وأهلية واجتماعية وناشطون، ولجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني في الأرجنتين، دعوى قضائية ضد إسرائيل، هي الأولى من نوعها التي ترفع أمام المحاكم الأرجنتينية.

وقال بيان صادر عن سفارة دولة فلسطين لدى الأرجنتين، السبت، إن الدعوى رفعت أمام محكمة العدل الفيدرالية في مدينة قرطبة، تحت عنوان "دعوى ضد سلطات دولة إسرائيل لارتكابها جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية بحق السكان الفلسطينيين في قطاع غزة".

وأضاف البيان أن من بين الموقعين على الدعوى، الصحافي ورئيس لجنة تكريم المفقودين والشهداء، من حزب التحرير الأرجنتيني سيرخيو اورتيز، والممثل خوان خوسيه –توتو، والمغنية والممثلة مارا سانتوشو، الذين أشاروا إلى أن هناك سوابق لمحاكمات جرائم ارتكبت خارج الأراضي الأرجنتينية.

وطالبت الدعوى بإصدار مذكرة اعتقال دولية بحق شخصيات إسرائيلية عبر الانتربول، وبإلزام إسرائيل بدفع كافة تكاليف إعادة إعمار ما دمره العدوان بالإضافة إلى التعويضات لذوي الضحايا.


https://safa.ps/









رد مع اقتباس
قديم 2014-09-07, 09:16   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
houdasese
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية houdasese
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شتاينتس: هجوم عباس على حماس لن ينظف صفحته


قال وزير شئون الاستخبارات الإسرائيلي يوفال شتاينتس صباح الأحد إن "هجوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس على حركة حماس لن ينظف صفحته من المسؤولية عن ما حصل في قطاع غزة".

وأضاف شتاينتس في حديث نقلته الإذاعة العبرية "من الأفضل لأبو مازن أن لا يبيعنا الأخلاق، وأن يفعل بدلا من ذلك الحد الأدنى المطلوب منه وهو السيطرة على غزة وإخلائها من السلاح".

بدوره، عقب رئيس حزب العمل الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ على تصريحات عباس قائلاً: إن "نتنياهو يفوت فرصة تاريخية برفضه خلق أفق سياسي مع أبو مازن"، متهما نتنياهو بتعريض مستقبل إسرائيل للخطر، كما قال.

وكان عباس قال إنه يجب أن يكون هناك سلطة واحدة ونظام واحد، و"لن نقبل أن يستمر الوضع مع حماس كما هو الآن وبهذا الشكل".

وأكد في لقائه مع الإعلاميين والمثقفين المصريين، الليلة، في مقر إقامته بالقاهرة، "أننا لن نقبل أن يستمر الوضع كما هو، ولن نقبل أن يكون بيننا وبينهم (حماس) شراكة إذا استمر وضعهم في غزة بهذا الشكل".

ورغم أن حماس دعت مراراً وتكراراً حكومة الوفاق للقيام بدورها في القطاع، إلا أن عباس جدد اتهامه للحركة بتشكيل "حكومة ظل مكونة من 27 وكيل وزارة هي التي تقود البلد، وحكومة الوفاق الوطني لا تستطيع أن تفعل شيئا على أرض الواقع"، الأمر الذي نفته وقالت إن الحكومة لم تحرك ساكنا أمام ما جرى ويجري.


https://safa.ps/

(وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)









رد مع اقتباس
قديم 2014-09-07, 09:39   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
houdasese
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية houdasese
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حرب غزة والحقائق القرآنية


د. عمر بن عبد الله المقبل


الحمد لله حمداً يملأ الدنيا والآخرة، ويسعُ السماوات والأرض وما بينهما، فالحمد لله حَمْداً مزيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله، القائل في محكم تنزيله: ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا﴾[النساء: 84]، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه وكفى بالله شهيداً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً أما بعد:
ففي شهر رمضان المبارك، يُقبل الناسُ على قراءة القرآن الكريم، وأسعدُ هؤلاء الناس من يتخرج في رمضان بأكبر قدر ممكن من معرفة "حقائق القرآن" التي تُطلع العبدَ على حقائق الدنيا والآخرة، وتجعله يبصر ما حوله بل ما أمامه على نور من الله، لكن هذا مشروط بشرط واحدٍ، ألا وهو: انكسار الأقفال التي على القلوب، التي تحجب القلبَ عن فهم حقائق القرآن، قال سبحانه: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾[محمد: 24] "فلو رفعت الأقفال عن القلوب لباشرتها حقائقُ القرآن، واستنارت فيها مصابيح الإيمان، وعلمت علماً ضرورياً يكون عندها كسائر الأمور الوجدانية - من الفرح، والألم، والحب، والخوف- أنه من عند الله، تكلم به حقاً، وبلّغه رسوله جبريل عنه إلى رسوله محمد؛ فهذا الشاهد في القلب من أعظم الشواهد"([2])، يقال هذا ونحن بين يدي حدَثين مهمين:
الحدث الأول: انقضاء شهر رمضان، الذي يجب على كل ناصح لنفسه أن يتساءل عن هذه الحقيقة: ماذا أحدث فيّ رمضان؟ وماذا غيّر فيّ القرآن؟ وما الفضائل التي زادت عندي بعد رمضان؟ والنقائص والصفات الرديئة التي تخلّصتُ منها بعد هذه المدرسة الإيمانية العظيمة؟
تأملوا هذه القصة القصيرة المعبّرة ـ يا عباد الله ـ: قيل لعيسى بن وردان ـ رحمه الله، وكان يتنفس تنفساً شديداً ـ: ما غاية شهوتك من الدنيا؟ فبكى، ثم قال: «أشتهي أن ينفرج لي عن صدري، فأنظر إلى قلبي، ماذا صنع القرآنُ فيه وما نكأ»!
إنه نموذج لمحاسبة النفس على تتبع الأثر قبل أن تعثر القدَمُ!
أما الحدث الثاني: فهو الحدث الذي سيطر على حديث وسائل الإعلام العالمية، وهو ما يجري على الأرض المباركة في حربٍ جديدة لا تخرج عن حقائق القرآن لمن تدبره، ولمن تأمل في هذه الأحداث الحالية، فلننظر أين نجد إجابات القرآن في هذه الحرب التي لا زلنا نعيش أحداثها؟ وكيف نتلمس حقائق القرآن الثابتة في هذه الحرب، بعيداً عن التجاذبات السياسية والدولية المتقلّبة!!
الحقيقة الأولى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾[المائدة: 82].
ولن يجد المؤمن كلفةً في تفهّم هذه الحقيقة في تاريخ اليهود المعاصر فقط، فضلاً عن تاريخهم الغابر منذ بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم! وحين يفتخر جندي يهودي قبل أيام بأنه قتل ثلاثة عشر طفلاً فلسطينياً؛ ستدرك هذه الحقيقة بلا عناء.
الحقيقة الثانية: ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِين﴾[المائدة: 64].
والمعنى "كلما عقدوا أسباباً يكيدونك بها، وكلما أبرموا أموراً يحاربونك بها؛ يبطلها الله ويرد كيدَهم عليهم، ويحيق مكرهم السيئ بهم"([3]).
وهذه الحرب الأخيرة نموذج واضح في تجلي هذه الحقيقة، فلقد ظن اليهود وأعوانهم أن مسلمي فلسطين شعبٌ يمكن تجويعه، وقهره، وإذلاله بأساليب الحصار، فإذا به يكون أقوى ما كان طوال سنوات الجهاد والرباط والمقاومة منذ ذلك العام الذي مهّد فيه الغرب لاحتلال أرض الإسراء والمعراج، عام 1948م! ويتضح هذا المعنى أكثر بتأمل:
الحقيقة القرآنية الثالثة:
﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾[البقرة: 216].
لقد ذاق الفلسطينيون -والغزاويون تحديداً- الأمرّين من الحصار الظالم الذي فُرض عليهم ابتداءً منذ عام 2006م، وتبعه الحصار الكلي 2007م فقرر الفلسطيني في غزة أن ينحاز كلياً لمبدأ المقاومة، أما الإنجاز الأكبر فهو التغيير الذي حدث في معنى الحياة عند الإنسان الغزاوي، إذ إن ثقافة «الشهادة طريق الحياة» هي التي هيمنت على التشكيل النفسي له، لم يعد الخوفُ على الحياة أو الرزق أو المال هاجساً عند الإنسان الفلسطيني في هذه البقعة..بل لقد صار الناس يتنافسون في غزة على تكوين تاريخهم بأعداد الشهداء، فهم يعتبرون أي أثر للشهيد إنما هو كنز وثروة للأسرة وتاريخها..! لقد أصبح شعبُ غزة اليوم شعباً جديداً، لقد نزع معنى الخوف من نفسه واستبدله بالإرادة والشجاعة والصلابة والصبر والأمل بالله.. فخرج منه جيلٌ تربى في واقعٍ صعب وشديد، مع استضعاف من القريب والبعيد، فأيقن هؤلاء أن هذا طريق التمكين بإذن الله، وبداية التمهيد لطرد العدو المحتلّ.. ومن ثمّ انتقل العمل العسكري إلى أساليب نوعية عالية، ومن تابع أخبار القتال في هذه الحرب الأخيرة عرف مقدار التقدم التقني الذي أدهش العالم في الإنسان الفلسطيني، رغم الحصار والتجويع!!
يوضّح ما سبق:
الحقيقة القرآنية الرابعة في هذه الأحداث: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾[القصص: 5] فالقرآن صريح، والتاريخ شاهد بأن التمكين لا يمكن أن ينتج في بيئات المترفين، المنغمسين في اللذات والشهوات! بل لا يمكن أن يقوم إلا على أيدي أناس يسترخصون الموت في سبيل الله، ويعشقونه كما يعشق عدوهم الحياةَ، ولا يتحقق التمكين إلا على أيدي مَنْ: ﴿لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا﴾[القصص: 83]، فهم أهل الاستخلاف الحق، كما قال موسى لقومه: ﴿اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾[الأعراف: 128، 129].
فلن تتحرر فلسطين، ولن يتطهر الأقصى المبارك من رجس يهود على أيدي من خانوا القضية، أو وضعوا مصالحهم الشخصية والسياسية قبل مصلحة هذه القضية.
القدس وفلسطين لن يحررها إلا المتقون..إلا المتوضئون..إلا من تربوا على أيدي آيات الجهاد في سبيل الله، والتعلق بالله وحده دون سواه.
القدس وفلسطين لن يحررها إلا: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾[الحج: 41].
القدس وفلسطين لن يتحقق فيها وعْدُ الله إلا على يد من اتصفوا بصفةٍ واحدة فقط ذكرتها آيةُ الإسراء، وهي صفة العبودية: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا﴾[الإسراء: 5] فهم عباد لله، لا عبيد للشرق والغرب!! ولا عبيد لأجندة سياسية وتدار من بعيد بما يحقق لليهود الاستقرار والأمن!


https://almuqbil.com/









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
حماس, واسرائيل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:44

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc