{{ فوائد من حديث الاستخارة }} - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

{{ فوائد من حديث الاستخارة }}

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-10-30, 21:39   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو ياسر78
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي {{ فوائد من حديث الاستخارة }}

إِنَّ الْحَـــــــمْدَ لِلهِ تَعَالَى، نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِينُ بِهِ وَ نَسْتَهْدِيهِ وَ نَسْــتَنْصِرُه

وَ نَــــعُوذُ بِالْلهِ تَعَالَى مِنْ شُــــرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَيِّئَــــاتِ أَعْمَالِنَا

مَنْ يَـــهْدِهِ الْلهُ تَعَالَى فَلَا مُضِــــلَّ لَهُ، وَ مَنْ يُـضْلِلْ فَلَا هَــــادِىَ لَه

وَ أَشْــــــــــهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الْلهُ وَحْــــــدَهُ لَا شَــــــرِيكَ لَه

وَ أَشْـــهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، صَلَّى الْلهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَا

أَمَّـــا بَعْــــد:


{{ فوائد من حديث الاستخارة }}
((للأمانة..الكاتب.زيد بن مسفر البحري))
اكبر مكتبة فواصل و زخارف و تهنئة و شكر لرودود وتزيين المواضيع

الخطبة الأولى:

أما بعد: فيا عباد الله..

أخرج البخاري - رحمه الله - في صحيحه من حديث جابر - رضي الله عنه - أنه قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، يقول: ((إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علَّام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال في عاجل أمري وآجله فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري))، أو قال: ((في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به، ويسمي حاجته)).

هذا الحديث - أيها المسلمون - هو ما يسمى بحديث الاستخارة، وسأعرض على مسامعكم تحت هذا الحديث جملة من الفوائد:

فمن فوائد حديث الاستخارة:

أن فيه طلب الخير من الله - عز وجل - في أحد الأمرين الذي احتار فيهما العبد: ((استخيرك بعلمك))، وفيه بيان عجز ابن آدم وأنه لا يقدر، وأن الله - عز وجل - هو القادر، وفيه بيان جهل ابن آدم، وبيان علم الله - عز وجل - الواسع بل إنه علَّام الغيوب، بهذه الجمل التي يفتقر بها العبد إلى الله يسأل الله - عز وجل - أن يبين له خير الأمرين.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا أحرص الناس على تطبيقها، ولذلك لما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث أنس - رضي الله عنه - عند أحمد وابن ماجة، لما أرادوا دفنه - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا، أيلحدون له؟ أم يضرحون له؟ لأن في المدينة رجلين، أحدهما يلحد والآخر يُضْرِح، واللحد: هو أن يوضع في القبر حفرة في جانب القبر، وهو ما يفعل عندنا الآن، أما الضرح أو الشق: هو أن يوضع حفرة في وسط القبر، "فاختلفوا، فقالوا نستخير ربنا"، وهذا هو موضع الشاهد: "فقالوا نستخير ربنا، فندعو هذين الاثنين فأيهما سبق فعلنا، فأرسلوا إليهما بعد أن استخاروا، فأتى الذي يلحد، فلحد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم –".

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان شفيقاً رحيماً بأمته إذ اختار لهم ما فيه افتقار وانطراح بين يدي الله - عز وجل -، فذكر هذه الجمل التي يحتاج إليها العبد في توضيح الأمور له فيما يهمه.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يعلمهم دعاء الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمهم السورة من القرآن، لم شبه الاستخارة في تعليمها بتعليم رسول الله صلى الله عليه سلم السورة لهم من القرآن؟

قال بعض العلماء: لأن العبد محتاج للاستخارة كما أن الصلاة محتاجة إلى سورة تقرأ فيها.

وقال آخرون: في ذلك تأكيد على أن العبد ينبغي له أن يحرص على هذه الألفاظ، وأن يتعلمها وأن يتدارسها حتى لا يخطأ فيها كما يتعلم السورة من القرآن فيضبطها ضبطاً، ولذلك قال محمد بن محمد بن الحاج - رحمه الله – قال: "لا يليق بشخص أن يعدل عن هذه الألفاظ باستخارة يأتي بها من عنده، وقد اختار له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الألفاظ صلوات ربي وسلامه عليه.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

قال ابن أبي جمرة كما في الفتح لابن حجر - رحمه الله -، قال: "إن الاستخارة تكون في المباحات، وتكون في المندوبات إذا تعارضا بأيهما يبدأ، أما المكروه والمحرم فيترك، وأما المندوب والجواب فيفعل، فلا استخارة في هذا كله".

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أن العبد عليه أن يتقيد بما جاء من الصلاة ومن الدعاء، وأما ما جاء عند الترمذي: "أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أمراً قال: اللهم خِر لي، واختر لي" فهو حديث ضعيف كما نبه على ذلك ابن حجر - رحمه الله -، فيتقيد بما ورد مما ذكرناه آنفاً.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

انه لم يرد حديث عن الآيات أو السور التي يقرأ بها في صلاة الاستخارة، وما ذكره بعض العلماء من قراءة سورة قل يا أيها الكافرون، وسورة الإخلاص أو قراءة: (وربك يخلق ما يشاء ويختار)، وقوله - تعالى -: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) [الأحزاب: 36] اجتهاد لا يعول عليه.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أن الاستخارة فيها سعادة للعبد، ولذا جاء في مسند الإمام أحمد وحسنه ابن حجر - رحمه الله - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن سعادة العبد أن يستخير الله)).

ومن فوائد حديث الاستخارة:

قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: أن الدعاء يكون بعد الصلاة، وقبل التسليم في أثناء الصلاة، ويقول - رحمه الله - والأفضل أن يكون قبل انصرافه من الصلاة، لأن هذا هو غالب فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دعا ربه.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أن الاستخارة لا تفعل في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها تطوعاً، لكن قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: إذا كان هذا الأمر يتطلب العجلة ويفوت الأمر بفوات الوقت، فلا بأس أن يفعل الاستخارة في وقت النهي، أما إذا لم يكن هناك أمر داعي ولا يفوت الأمر به، فلا يفعل الاستخارة في الأوقات المنهي عنها.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أن العبد إذا خطر على قلبه خاطر يريد فعله فليستخر الله، أما كل خاطر يرد على القلب فلا ولذلك في حديث ابن مسعود قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أراد أحدكم الأمر))، بينما في حديث جابر ((إذا هم أحدكم))، فنجمع هاتين اللفظتين فيتولد منهما أنه لا يستخار لكل خاطر أو لكل شيء لا يعبأ به، إنما يستخير في الأمر الذي يهتم به ابن آدم ويريده فعله.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أن العبد عليه أن يصلي ركعتين من غير الفريضة، إذاً لو صلى الفجر، لأن الفجر ركعتان، لو صلى الفجر ثم دعا، لا تحصل استخارة، إنما لابد أن تكون ركعتين من غير الفريضة.

لو قال قائل: لو صلى الراتبة مثلاً كراتبة الظهر، أو راتبة الفجر، ثم دعا أيمكن أن تحصل له استخارة؟

الجواب: نعم، إذا نوى الراتبة والاستخارة معاً، كما أفاد ذلك ابن حجر - رحمه الله -.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

لو قال قائل: أيصلى أكثر من ركعتين من غير الفريضة؟.

الجواب: ورد في حديث أبي أيوب عند الطبراني، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((ثم صلى ما كتب الله له)) يمكن أن يزيد على الركعتين، ولكن قال ابن حجر - رحمه الله - كما في الفتح: "لابد أن يسلم من كل ركعتين" أما أن يصلي أربعاً بتسليمة واحدة، فيقول - رحمه الله -: "لا تحصل له استخارة".

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قدَّم الصلاة قبل الدعاء، لم؟ لأن العبد يحتاج إلى أن يقرع باب الملك - جل وعلا -، وأعظم ما تفتح به أبواب الملك (الصلاة)؛ لأن فيها تعظيما لله - عز وجل - وافتقارا إليه مآلاً وحالاً، وعاجلاً وآجلاً، فهذا يدل على أهمية الصلاة.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أنه لو صلى ركعتين تطوعاً لله ثم حصل له أمر يريد أن يستخير فيه، أيمكن أن يدعو؟

الجواب: لا، لابد أن يكون الأمر الذي أراد أن يستخير فيه متقدماً على الصلاة والدعاء لظاهر هذا الحديث.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

قال شيخ الإسلام - رحمه الله - لا يكون وقت الاستخارة عازماً على الفعل أو عازماً على الترك؛ لأنه لو كان عازماً على الفعل أو على الترك فلا جدوى من هذه الاستخارة.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: إذا استخار الله فليستشر العقلاء، فإذا ظهرت له مصلحة فعلها، ولذا قال بعض الحكماء: "ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار"، ويروى كحديث منسوب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكن الألباني - رحمه الله - قال رواه الطبراني بإسناد ضعيف جداً، إذاً هو قول أحد الحكماء: "ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار"، فعلى العبد أن يجمع بين الاستخارة وبين الاستشارة.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أن الاستخارة لم يوجبها أحد من العلماء، وإنما هي مسنونة بلا نزاع، وقد ذكر ابن حجر - رحمه الله - عن شيخه، ولعله الهيثمي أنه لم ير أحداً من العلماء قال بوجوب صلاة الاستخارة.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أن في الاستخارة تحصيلاً لثواب الله، لم؟ لأنه إذا استخار الله صلى، وإذا صلى دعا، وبهذه الصلاة وبهذا الدعاء يحصل له أجر وثواب من الله - عز وجل -.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أن المستخير يقوى إيمانه وتوكله على الله إذا تمعن وتأمل في هذه الجمل؛ لأن فيها تعظيماً لله - عز وجل -، وفيها نسبة العجز والجهل إلى العبد، ونسبة العلم الكامل والقدرة الكاملة إلى الله - سبحانه وتعالى -، فكأن العبد يتخلى عن حوله وعن قوته، ويفوض أمره كله لله - جل وعلا -.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – قال: ((اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر)) لا يدل على أن الله - عز وجل - ليس بعالم كلا فالشك ليس في أصل العلم، وإنما في العلم بالخير والشر لدى العبد، وإلا فالله - عز وجل - عالم بكل شيء من الأزل.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أن فيها تنبيها وتنويها لنا نحن إذا دعونا الله - عز وجل - بخير من أمور الدنيا أن نربط هذه الدعوة بأن يكون هذا الخير المتحصل معينا لنا على طاعة الله، ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني))، قدَّم الدين لأنه أهم شيء، فلا خير في دنيا ولا خير في حظوظها إذا لم تكن هذه الحظوظ، وهذه الدنيا ومتعها معينة على طاعة الله - عز وجل -، ولذلك قدّم الدين.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أنه يسمي حاجته، ولذلك في آخر الحديث قال: ((ويسمى حاجته)) يمكن أن تكون (الواو) عاطفة، بمعنى أنه إذا قال هذا الدعاء كله قال وحاجتي أن أشتري مسكنا أو أن أتوظف في هذه الوظيفة، أو ما شابه ذلك، يعني يذكر حاجته بعد أن يفرغ من الدعاء، ويمكن أن تكون (الواو) حالية، فيكون حالة دعائه ذاكرا لهذه الحاجة، بمعنى أنه يقول: ((اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر وهو شرائي لبيت أو توظفي في هذه الوظيفة خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري)) إلى آخره، فيذكرها مصرحاً بها في ثنايا الدعاء، يحتمل هذا ويحتمل هذا، وإن فعل العبد هذا وفعل هذا فلا جناح عليه.

ومن فوائد حديث الاستخارة:

أن ظاهر هذا الحديث يدل على أنه يستخير الله مرة واحدة، ولكن بعدما يفرغ من الصلاة والدعاء، ماذا يفعل؟ قال محمد بن محمد بن الحاج - رحمه الله -: "ما يفعله بعض من الناس من استخارته لله - عز وجل -، ثم ينتظر مناماً يراه هذا لا ينبغي، لم؟ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر بها ولم يقل انتظروا مناما" إذاً ماذا على العبد، ماذا يصنع؟ إذا فرغ من الصلاة والدعاء ينظر إلى ما ينشرح إليه قلبه، فيقدم عليه شريطة ألا يكون هواه قبل الاستخارة يميل إلى شيء معين، فإذا كان يميل إلى شيء معين أو إذا لم ينشرح صدره ماذا يفعل؟ قال بعض العلماء يفعل ما اتفق، يعني من هذين الأمرين، ولا يضيره شيء؛ لأنه فعل السبب وهو الصلاة والدعاء، ففوض أمره إلى الله - عز وجل -، ولذلك في حديث ابن مسعود: ((ثم ليعزم))).

الخطبة الثانية:

أما بعد: فيا عباد الله..

لو قال قائل: إن لم يستبن له شيء، أيمكن أن يكرر الاستخارة أكثر من مرة؟

الجواب: ظاهر الحديث لا، ولكن ورد حديث عند ابن السني - رحمه الله - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – قال: ((إذا استخرت الله فاستخره سبعاً، فأي الأمرين سبق إلى قلبك فافعله فإن الخير فيه))، ولكن قال ابن حجر - رحمه الله - رواه بإسناد واهٍ جدا ولو صح لكان هو المعتمد.

وعلى هذا أيمكن أن يصلي أكثر من مرة؟

الجواب: نعم، لكن ليس لهذا الحديث الضعيف، لكن لفعل بعض الصحابة وهو عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما -، جاء في صحيح مسلم عن عطاء - رحمه الله -: "أن الكعبة لما احترقت زمن يزيد بن معاوية، وكان عبد الله بن الزبير آنذاك موجوداً انتظر الناس في موسم الحج حتى يريهم ما فعلت بنو أمية، وأراد بذلك أن يجرأ الناس عليهم، فلما قدم الناس في الموسم قال: يا أيها الناس أشيروا علي أأنقض الكعبة، وأبنيها من جديد؟ أم أصلح ما وهى" يعني ما فسد "منها؟ فقال عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أرى أن تترك بيتاً أسلم الناس عليه، وأحجاراً أسلم الناس عليها، وبيتاً بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه، فقال عبد الله بن الزبير لو كان هذا في بيت أحدكم ما تركه حتى يُجِدَه" يعني حتى يجدده "فكيف ببيت الله! ثم قال - رضي الله عنه -: "فإني مستخير الله ثلاثاً" هذا موضع الشاهد، أنه استخار الله ثلاث مرات "فاستخار الله ثلاث مرات، ثم عزم على هدم الكعبة، فتحاشى الناس أن ينزل بلاء من السماء بأول من ينقض حجراً من أحجارها، فلما صعد أحدهم وهدم الحجر فلم يصبه شيء تتابع الناس على نقضها" وأراد عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - أن يعيد بناء الكعبة على أسس إبراهيم - عليه السلام -؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يعيدها على بناء إبراهيم، لكن ماذا قال؟ ((لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لنقضت الكعبة وجعلت لها بابين وأدخلت من الحِجر خمسة أذرع في البيت))

، لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - خشي أن يرتد بعض من أسلم آنذاك "فقام عبد الله بن الزبير فحفر في الأرض حتى أرى الناس أساس إبراهيم - عليه السلام -، ثم وضع أعمدة حول الكعبة وجعل لها ستوراً، ثم بدأ يبني فيها، وكان طولها ثماني عشرة أذرع، فاستقصرها وزاد عشرة أذرع، ثم جعل لها بابين، وأدخل خمسة أذرع من الحجر فيها، وهو ما يسميه الناس بحجر إسماعيل، ولا علاقة لإسماعيل به البتة "فلما استولى الحجاج على مكة، أرسل إلى عبد الملك بن مروان فقال إن ابن الزبير فعل في الكعبة أمراً عدل عنه العدول من أهل مكة، فقال عبد الملك بن مروان ليس لنا من تلطيخ ابن الزبير شيء فأعد الكعبة على ما كانت، واترك ما رفع منها، فأعادها" الشاهد من هذا أن عبد الله بن الزبير استخار الله ثلاث مرات، فإذا استخار العبد ربه - عز وجل - مرة فلم يتبين له شيء، فلا بأس أن يعيد مرة ومرة حتى يتبين له الأمر.

هذه جملة مما استحضره الفؤاد والجنان تحت حديث الاستخارة؛ لأنه حديث عظيم، أسأل الله - عز وجل - لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح.

الخاتمة:...









 


رد مع اقتباس
قديم 2020-12-03, 01:07   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد رضى
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا يا أبا ياسر










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc