اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة midou torino
يا اخي خصتني موقف تع الذاكرة اجتماعية منلقاش عندك القالة خوو او ربي يحفظك وشكرااا
|
الموقف الاجتماعي
نقيض الأطروحة: التذكر هو إعادة بناء الحاضر بواسطة الأطر الاجتماعية ( اللغة، العادات ؛التقاليد، الأحداث التاريخية ...) موقف هالفاكس+ بيار جاني، فالفرد بمثابة وعاء يتلقى حصيلة تأثيره لا غير، و الماضي يحفظ في ذاكرة المجتمع.
الحجج:ﺇن معظم خبراتنا الماضية من طبيعة اجتماعية و هي تتعلق بالغير و نسبة ما هو فردي فيها ضئيل للغاية حيث يقول هالفاكس : « عندما أتذكر فان الغير هو الذي يدفعني الى التذكر لان ذاكرته تساعد ذاكرتي كما تعتمد ذاكرته على ذاكرتي »و قد ورد ذلك في كتاب هالفاكس “الأطر الاجتماعية” للذاكرة. فمساعدات الذاكرة حسب هافاكس هي عوامل من طبيعة اجتماعية. فنحن نعيد بناء الذكريات بالاستناد إلى أحداث اجتماعية كبرى لأننا نشارك في الحياة الجماعية. فالأعياد والمواسم والدخول إلى المدرسة كلها نقاط ارتكاز يستند إليها التذكر وتجعل تمييزنا للأمور أشد دقة ووضوحًا. إنها إضاءات نرسم من خلالها مراحل حياتنا فنحن نقول مثلاً : قبل الحرب.. بعد حصولي على الشهادة.. بعد زواجي.. فالقبل والبعد هي مرتكزات تجعل تمثلاتنا و تذكرنا للماضي أكثر وضوحًا وانضباطًا. ومن خلال هذه المرتكزات الموضوعية تتحدد ذاكرتنا الفردية والعائلية أو المجتمعية والوطنية مثلاً مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو غيرهم يتسنى للمرء تذكر محطات وتجارب هامة في حياته. وعلى هذا الأساس يقول هالفاكس: «إن الماضي لا يحفظ بل إننا نبنيه انطلاقًا من الحاضر على أساس المرتكزات الاجتماعية للتذكر ».
و ما يوضح ذلك المثال التالي فعند محاولتنا تذكر الاحتفالات التي أعقبت تأهل المنتخب الوطني الجزائري الى نهائيات كاس العالم فإننا شئنا أم أبينا سنتذكر أن تلكالاحتفالات قد جرت في جو اجتماعي و ليس فرديا و حتى ان نسي احد منا أجواء هذه الاحتفالات أو لم يشهدها فان الغير هم من سيذكرونه بها و نفس الأمر ينطبق مع المجاهد الذي عايش أحداث الثورة الجزائرية فانه عندما يتذكر ما عاشه من أحداث لا يمكنه ان ينفصل عن غيره من المجاهدين أو المستدمر الفرنسي ، كما أن الذكريات تحفظ في أطر اجتماعية عن طريق الذاكرة الجماعية و هي التي تجعل الفرد يكتسب أفكاره و معتقداته و عاداته و تقاليده و هذا ما يبرز في الاحتفالات الدينية كعيدي الفطر و الأضحى إذ لا يمكن للفرد المسلم أن يتذكر احتفاله بهما منفردا بل مع أفراد عائلته و محيطه الاجتماعي في المنزل أو المسجد أو الشارع. إضافة الى أنه لو لم يكن ثمة محيط اجتماعي لما احتاج الفرد الى حفظ أو استعمال الذكريات ثم أن هذه الذكريات لا تحفظ ﺇلا بواسطة إشارات و رموز اللغة التي تكتسب من المحيط الاجتماعي لذلك قال بيار جاني : « لو كان الانسان وحيدا لما كانت له ذاكرة و ما كان بحاجة إليها »
المجتمع هو مادة الذاكرة فنحن نتذكر دائما باستعمال اللغة و تحديد ذكرياتنا بواسطة التقويم الاجتماعي للزمن و الأحداث التاريخية كما يكتسب الفرد السلوكات و التصورات من المجتمع، يقول هالفاكس: « ذكرياتنا ليست حوادث نفسية محضة أو مادية ترتبط بالدماغ بل هي تجديد بناء الحوادث بواسطة الأطر التي يمدها المجتمع ». ﺇن الانسان كائن اجتماعي بطبعه و أن وظائفه العقلية لا تنمو و لا تتطور ﺇلا ضمن إطار اجتماعي بما فيها الذاكرة و ما يؤكد ذلك المثال التالي فلو سلمنا بأن شخصا ما يولد بعقل كامل لكن بمجرد أن يولد يوضع في غابة بعيدا عن أقرانه من البشر فكيف تكون تصرفاته ؟ ستبدأ هذه الطبيعة العاقلة الكامنة فيه بالولادة (فطرية) بالتلاشي فيفقد بذلك هذا العقل وظائفه فيصبح عاجزا عن الإدراك و التخيل و الشعور و التذكر و بالتالي يفقد شيئا فشيئا طبيعته كانسان من هنا يصبح المجتمع أكثر من ضروري في تنمية القدرات العقلية و منها التذكر و لهذا قال دور كايم : « الانسان دمية يحرك خيوطها المجتمع »
النقد:لا يمكن التصور أن الذكريات هي إعادة بناء للحاضر انطلاقا من المجتمع لأن هذا الموقف يلزم عنه أن جميع الأفراد المتواجدين في المجتمع الواحد تكون ذكرياتهم متماثلة ﺇذ بالرغم من دور المجتمع ﺇلا أنه لا يمكن أن يحل محل الفرد في حفظ الذكريات، فقد أشترك مع الغير في بعض الذكريات لكن هناك بالمقابل ذكريات شخصية و خاصة بي لم يشاركني الغير فيها و لا يمكنه التعرف عليها،فالمجتمع عامل مساعد فقط على التذكر و هو لا يمارس هذه العملية في مكاننا ،فعدم معاصرتي لثورة التحرير يجعل من المستحيل عليّ تصور ما جرى مثل الشخص الذي عايشها.