محمود درويش ..ونبض الوطن - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

محمود درويش ..ونبض الوطن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-03-19, 00:17   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
سلمى عبدالله
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سلمى عبدالله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



سونا



أزهارها الصفراء .. والشفة المشاع

وسريرها العشرون مهترىء الغطاء

نامت على الإسفلت .. لا أحد يبيع .. ولا يباع

وتقيأت سأم المدينة .. فالطريق

عار من الأضواء ..

والمتسولين على النساء

نامت على الإسفلت .. لا أحد يبيع .. ولا يباع !

يا بائع الأزهار ! إغمد في فؤادي

زهرة صفراء تنبت في الوحول !

هذا أوان الخوف ، لا أحد سيفهم ما أقول

أحكي لكم عن مومس .. كانت تتاجر في بلادي

بالفتية المتسولين على النساء

أزهارها صفراء ، نهداها مشاع

وسريرها العشرون مهترىء الغطاء

هذي بلاد الخوف ، لا أحد سيفهم ما أقول

إلا الذين رأوا سحاب الوحل .. يمطر في بلادي !

يا بائع الأزهار .. إغمد في فؤادي

زهر الوحول .. عساي أبصق

ما يضيق به فؤادي









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-03-19, 00:18   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
سلمى عبدالله
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سلمى عبدالله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



الكلمة




الشاعر العربي محروم

دم الصحراء يغلي في نشيده

وقوافل النوق العطاش

أبدا تسافر في حدوده

والحلوة السمراء في صدف البحار !


الشاعر العربي محروم

تعود أن يموت بسيف صمته

ألقى على عينيه كل السر

قال : غدا ستفهمها عيوني

وأنا تركت لك الكلام على عيوني

لكن ، أظنك ما فهمت !










رد مع اقتباس
قديم 2011-03-19, 00:19   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
سلمى عبدالله
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سلمى عبدالله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



البكاء




ليس من شوق إلى حضن فقدته

ليس من ذكرى لتمثال كسرته

ليس من حزني على طفل دفنته

أنا أبكي !

***

أنا أدري أن دمع العين خذلان .. وملحُ

أنا أدري ،

وبكاء اللحن ما زال يلحُّ

لا ترُشّي من مناديلك عطراً

لست أصحو .. لست أصحو

ودعي .. قلبيَ يبكي !

***

شوكة في القلب ما زالت تغز

قطرات .. قطرات .. لم يزل جرحي ينز

أين زر الورد ؟

هل في الدم ورد ؟

يا عزاء الميتين !

هل لنا مجد وعز !

أتركي قلبيَ يبكي !

***

خبئي عن أذني هذي الخرافات الرتيبهْ

أنا أدرى منك بالإنسان .. بالأرض الغريبهْ

لم أبعْ مُهري .. ولا رايات مأساتي الخضيبهْ

ولأني أحمل الصخر وداء الحب ..


والشمسَ الغريبهْ

أنا أبكي !

***

أنا أمضي قبل ميعادي .. مبكرْ

عمرنا أضيق منا ،

عمرنا أصغر .. أصغرْ

هل صحيح ، يُثمر الموت حياةً

هل سأثمرْ

قي يد الجائع خبزاً .. في فم الأطفال سكَّر ؟

أنا أبكي !










رد مع اقتباس
قديم 2011-03-19, 00:20   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
سلمى عبدالله
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سلمى عبدالله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



الرباط



لن نفترق

أمامنا البحار ، والغابات

وراءنا . فكيف نفترق؟

يا صاحبي ! يا أسود العينين

خذني ! كيف نفترق ؟

وليس لي سواك !


***


لعلني سئمت مقلتيك

يا ظامئا إلى الأبد !

لعلني أخاف من يديك

يا قاسيا .. إلى الأبد !

لكنني ، بلا أحد !

بلا أحد !

فكيف نفترق ؟


***


يا أجمل الوحوش ! يا صديقي

ما بيننا سوى النفاق

والخوف من متاعب الطريق

البحر من أمامنا

والغاب من ورائنا ،

فكيف نفترق ؟










رد مع اقتباس
قديم 2011-03-19, 00:25   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
سلمى عبدالله
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سلمى عبدالله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



عن الشعر




-1-


أمس ، غنينا لنجم فوق غيمه

وانغمسنا في البكاء !

أمس ، عاتبنا الدوالي ، والقمر

والليالي .. والقدر ،

وتوددنا النساء !

دقت السّاعة ، والخيّام يسكر

وعلى وقع أغانيه المُخَدَّرْ

قد ظللنا بؤساء !

يا رفاقي الشعراء !

نحن في دنيا جديده

مات ما فات ، فمن يكتب قصيده

في زمن الريح والذرَّة ،

يخلق أنبياء !

-2-

قصائدنا ، بلا لون

بلا طعم .. بلا صوت !

إذا لم تحمل المصباح من بيت إلى بيت !

وإن لم يفهم (البُسَطا) معانيها

فأولى أن نُذَرّيها

ونخلد نحن .. للصمت !!

-3-

لو كانت هذي الأشعارْ

إزميلا في قبضة كادحْ

قنبلة في كف مكافح !

لو كانت هذي الأشعار !


***

لو كانت هذي الكلمات

محراثا بين يدي فلاح

وقميصا .. أو باباً .. أو مفتاح !

لو كانت هذي الكلمات


***

أحدُ الشعراء يقول :

لو سرّت أشعاري خلاّني

وأغاظت أعدائي

فأنا شاعر ..

وأنا .. سأقول !










رد مع اقتباس
قديم 2011-03-19, 00:27   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
سلمى عبدالله
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سلمى عبدالله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



الحزن والغضب



الصوت في شفتيك لا يطرب

والنار في رئتيك لا تغلب

وأبو أبيك على حذاء مهاجر يصلب

وشفاهها تعطي سواك ، ونهدها يحلب

فعلام لا تغضب ؟


-1-



أمس التقينا في طريق الليل .. من حانٍ لحانِ

شفتاك حاملتان

كل أنين غاب السنديان

ورويت لي للمرة الخمسين

حب فلانة ، وهوى فلان

وزجاجة الكونياك ،

والخيّام ، والسيف اليماني !

عبثا تخدّر جرحك العربيّ

عربدة القناني !

عبثا تُطوِّع يا كنار الليل جامحة الأماني !

الريح في شفتيك .. تهدم ما بنيت من الأغاني !

فعلام لا تغضب ؟


-2-


قالوا : ابتسم لتعيش !

فابتسمت عيونك للطريق

وتبرّأت عيناك من قلب يُرَمِّده الحريق

وحلفت لي : إني سعيد يا رفيق !

وقرأت فلسفة ابتسامات الرقيق :

الخمر ، والخضراء ، والجسد الرشيق !

فإذا رأيت دمي بخمرك ،

كيف تشرب يا رفيق ؟؟


-3-


القرية الأطلال ،

والناطور، والأرض واليباب

وجذوع زيتوناتكم ..

أعشاش بوم أو غراب !

من هيّأ المحراث هذا العام ؟

من ربى التراب

يا أنت ! .. أين أخوك .. أين أبوك ؟

إنهما سراب !

من أين جئت ؟ .. أمن جدار ؟

أم هبطت من السحاب ؟

أتُرى تصون كرامة الموتى ،

وتطرق في ختام الليل باب ؟

وعلام لا تغضب ؟


-4-



أتحبها ؟

أحببت قبلك ،

وارتجفت على جدائلها الظليله

كانت جميله

لكنها رقصت على قبري ، وأيامي القليله

وتخاصرت والآخرين .. بحلبة الرقص الطويله

وأنا وأنت ، نعاتب التاريخ

والعَلَمَ الذي فقد الرجوله

من نحن ؟

دع نَزَقَ الشوارع

يرتوي من ذل رايتنا القتيله

فعلام لا تغضب ؟


-5-



إنا حملنا الحزن أعواما وما طلع الصباح

والحزن نار تخمد الأيام شهوتها ،

وتوقظها الرياح

والريح عندك ، كيف تلجمها ؟

وما لك من سلاح ..

إلاّ لقاء الريح والنيران ..

في وطن مباح ؟!










رد مع اقتباس
قديم 2011-03-19, 00:28   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
سلمى عبدالله
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سلمى عبدالله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



أجمل حب




كما ينبت العشب بين مفاصل صخره

وجدنا غريبين يوما

وكانت سماء الربيع تؤلف نجما .. ونجما

وكنت أؤلف فقرة حب ..

لعينيك .. غنيتها !


أتعلم عيناك اني انتظرت طويلا

كما انتظر الصيف طائر

ونمت .. كنوم المهاجر

فعين تنام ، لتصحو عين .. طويلا

وتبكي على أختها ،

حبيبان نحن ، إلى أن ينام القمر

ونعلم أن العناق ، وان القبل

طعام ليالي الغزل

وان الصباح ينادي خطاي لكي تستمر

على الدرب يوما جديدا !

صديقان نحن ، فسيري بقربيَ كفاً بكف

معاً ، نصنع الخبز والأغنيات


لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير

يسير بنا ؟

ومن أين لملم أقدامنا ؟

فحسبي ، وحسبك أنا نسير ..

معاً ، للأبد


لماذا نفتش عن أغنيات البكاء

بديوان شعر قديم ؟

ونسأل : يا حبنا ! هل تدوم ؟

أحبك حبّ القوافل واحة عشب وماء

وحب الفقير الرغيف !


كما ينبت العشب بين مفاصل صخره

وجدنا غريبين يوماً

ونبقى رفيقين دوماً.










رد مع اقتباس
قديم 2011-03-19, 00:30   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
سلمى عبدالله
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سلمى عبدالله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



رباعيات




وطني ! لم يعطني حبي لك

غير أخشاب صليبي !

وطني ، يا وطني ، ما أجملك !

خذ عيوني ، خذ فؤادي ، خذ حبيبي !


***

في توابيت أحبائي أغني

لأراجيح أحبائي الصغار

دم جدي عائد لي ، فانتظرني

آخر الليل نهار ! ..


***

شهوة السكين لن يفهمها عطر الزنابق

وحبيبي لا ينام ..

سأغني ، وليكن منبر أشعاري مشانق

وعلى الناس سلام ..


***

أجمل الأشعار ما يحفظه عن ظهر قلب

كل قارئ ..

فإذا لم يشرب الناس أناشيدك شرب

قل ، أنا وحدي خاطئ ..


***

ربما أذكر فرسانا ، وليلى بَدَوِيَّهْ

ورعاة يحلبون النوق في مغرب شمس

يا بلادي ، ما تمنيت العصور الجاهلية

فغدي ، أفضل من يومي وأمسي !! .


***

الممر الشائك المنسي ما زال ممرا

وستأتيه الخطى في ذات عام

عندما يكبر أحفاد الذي عمَّر دهرا

يقلع الصخر ، وأنياب الظلام ..


***

من ثقوب السجن لاقيت عيون البرتقال

وعناق البحر والأفق الرحيب

فإذا اشتد سواد الحزن في إحدى الليالي

أتعزَّى بجمال الليل ، في شَعر حبيبي !! .


***

حبُّنا أن يضغط الكفُّ على الكفِّ ، ونمشي

وإذا جعنا تقاسمنا الرغيف ..

في ليالي البرد أحميك برمشي

وبأشعار على الشمس تطوف !! .


***

أجمل الأشياء أن نشرب شايا في المساء

وعن الأطفال نحكي ..

وغد لا نلتقي في خفاء

ومن الأفراح ، نبكي !! .


***

لا أريد الموت ، ما دامت على الأرض قصائد

وعيون لا تنام !

فإذا جاء ، ولن يأتي بإذن ، لن أعاند

بل سأرجوه ، لكي أرثي الختام


***

لم أجد أين أنام

لا سرير أرتمي في ضفتيه

مومس مرت . وقالت دون أن تلقي السلام :

سيدي ! إن شئت .. عشرين جنيه !!











رد مع اقتباس
قديم 2011-03-19, 00:31   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
سلمى عبدالله
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سلمى عبدالله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



لوركا




عفو زهر الدم ، يا لوركا ، وشمس في يديك

وصليب يرتدي نار قصيده .

أجمل الفرسان في الليل .. يحجون إليك

بشهيد .. وشهيده


***

هكذا الشاعر ، زلزال .. وإعصار مياه

ورياح .. إن زأر

يهمس الشارع للشارع : قد مرت خطاه

فتطاير يا حجر !


***

هكذا الشاعر ، موسيقى ، وترتيل صلاه

ونسيم ، إن همس

يأخذ الحسناء في لين إله !

وله الأقمار عش ، إن جلس !


***

لم تزل إسبانيا أتعس أمّ

أرخت الشعر على أكتافها

وعلى أغصان زيتون المساء المدلهم

علقت أسيافها !


***

عازف الجيتار في الليل يجوب الطرقات

ويغني في الخفاء

وبأشعارك يا لوركا ، يلم الصدقات

من عيون البؤساء !


***

العيون السود في إسبانيا ، تنظر شزرا

وحديث الحب أبكم

يحفر الشاعر في كفيه قبرا

إن تكلم !


***

نسي النسيان أن يمشي على ضوء دمك

فاكتست بالدم بسمات القمر

أنبل الأسياف .. حرف من فمك

عن أناشيد الغجر !


***

آخر الأخبار من مدريد ، أن الجرح قال :

شبع الصابر صبرا !

أعدموا غوليان في الليل ، وزهر البرتقال

لم يزل ينشر عطرا .


***

أجمل الأخبار من مدريد ،

ما يأتي غدا











رد مع اقتباس
قديم 2011-03-19, 00:32   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
سلمى عبدالله
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سلمى عبدالله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



حنين إلى الضوء




ماذا يثير الناس لو سرنا على ضوء النهار

وحملت عنك حقيبة اليد .. والمظله

وأخذت ثغرك عند زاوية الجدار

وقطفت قبله !

عيناك !

أحلم ان أرى عينيك يوما تنعسان !

فأرى هدوء البحر عند شروق شمس

شفتاك !

أحلم ان أرى شفتيك حين تقبلان

فأرى اشتعال الشمس في ميلاد عرس !

ماذا يغيظ الليل ، لو أوقدتِ عندي شمعتين

ورأيت وجهك حين يغسله الشعاع

ورأيت نهر العاج ، يحرسه رخام الزورقين

فأعود طفلا للرضاع !

من بئر مأساتي .. أنادي مقلتيك

كي تحملا خمر الضياء إلى عروقي

ماذا يثير الناس لو ألقيت رأسي في يديك

وطويت خصرك في الطريق ! !










رد مع اقتباس
قديم 2011-03-19, 00:33   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
سلمى عبدالله
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سلمى عبدالله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



بطاقة هوية



سَجِّلْ !

أنا عربي

ورقم بطاقتي خمسون ألفْ

وأطفالي ثمانية

وتاسعهم .. سيأتي بعد صيف !

فهل تغضب ؟


***

سجل !

أنا عربي

وأعمل مع رفاق الكدح في محجرْ

وأطفالي ثمانية

أسلُّ لهم رغيف الخبز ،

والأثواب والدفتر

من الصخر ..

ولا أتوسَّلُ الصدقات من بابك

ولا أصغر

أمام بلاط أعتابك

فهل تغضب ؟

سجل !

أنا غربي

أنا إسم بلا لقب

صبور في بلاد كل ما فيها

يعيش بفورة الغضب

جذوري ..

قبل ميلاد الزمان رست

وقبل تفتح الحقب

وقبل السرو والزيتون

.. وقبل ترعرع العشب

أبي ... من أسرة المحراث

لا من سادة نُجُبِ

وجدي كان فلاحا

بلا حسب .. ولا نسب !

يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب

وبيتي ، كوخ ناطور

من الأعواد والقصب

فهل ترضيك منزلتي ؟

أنا إسم بلا لقب !


***

سجل !

أنا عربي

ولون الشعر .. فحميُّ

ولون العين .. بنيُّ

وميزاتي :

على رأسي عقالٌ فوق كوفِيَّه

وكفي صلبة كالصخر ...

تخمشُ من يلامسها

وعنواني :

أنا من قرية عزلاء .. منسيَّة

شوارعها بلا أسماء

وكل رجالها .. في الحقل والمحجرْ

فهل تغضب ؟


***

سجل

أنا عربي

سلبت كروم أجدادي

وأرضا كنت أفلحها

أنا وجميع أولادي

ولم تترك لنا .. ولكل أحفادي

سوى هذي الصخور ..

فهل ستأخذها

حكومتكم ... كما قيلا !؟

إذن !

سجل ... برأس الصفحة الأولى

أنا لا أكره الناس

ولا أسطو على أحد

ولكني ... إذا ما جعت

آكل لحم مغتصبي

حذار ... حذار ... من جوعي

ومن غضبي !!










رد مع اقتباس
قديم 2011-03-19, 00:35   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
سلمى عبدالله
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سلمى عبدالله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثانيا : عاشق من فلسطين



عاشق من فلسطين




عيونكِ ، شوكةٌ في القلب ِ

توجعني .. وأعبدُها

وأحميها من الريحِ

وأُغمدها وراء الليل والأوجاع .. أغمدها

فيشعل جُرحُها ضوء المصابيحِ

ويجعل حاضري غدها

أعز عليَّ من روحي

وأنسى ، بعد حين ، في لقاء العين بالعين

بأنّا مرة كنّا ، وراء الباب ، إثنين !


كلامُكِ .. كان أغنيهْ

وكنت أحاول الإنشاد

ولكن الشقاء أحاط بالشفة الربيعيَّة

كلامك، كالسنونو ، طار من بيتي

فهاجر باب منزلنا ، وعتبتنا الخريفية

وراءك .. حيث شاء الشوقُ ..

وانكسرت مرايانا

فصار الحزن ألفين

ولملمنا شظايا الصوت ..

لم نتقن سوى مرثَّه الوطنِ !

سنزرعها معا في صدر قيثار

وفوق سطوح نكبتنا ، سنعزفها

لأقمار مشوَّهة ... وأحجار

ولكنًّي نسيت .. نسيت يا مجهولة الصوت :

رحيلك أصدأ القيثار .. أم صمتي ؟!

رأيتك أمس في الميناء

مسافرة بلا أهل .. بلا زاد

ركضت إليك كالأيتام ..

أسأل حكمة الأجــداد :

لماذا تُسحب البيَّارة الخضراء

إلى سجن ، إلى منفى ، إلى ميناء

وتبقى ، رغم رحلتها

ورغم روائح الأملاح والأشواق ،

تبقى دائما خضراء ؟

وأكتب في مفكرتي :

أحبُّ البرتقال ، وأكرهُ الميناء

وأُردف في مفكرتي :

على الميناء

وقفت . وكانت الدنيا عيون شتاء

وقشر البرتقال لنا . وخلفي كانت الصحراء !

رأيتك في جبال الشوك

راعية بلا أغنام

مطاردة ، وفي الأطلال ..

وكنت حديقتي ، وانا غريب الدار

أدقُّ الباب يا قلبي

على قلبي ..

يقوم الباب والشباك والإسمنت والأحجار !

رأيتك في خوابي الماء والقمح

محطَّمَةً . رأيتك في مقاهي الليل خادمةً

رأيتك في شعاع الدمع والجرح .

وأنت الرئة الأخرى بصدري ..

أنتِ أنتِ الصوت في شفتي ..

وأنتِ الماء ، أنتِ النار !

رأيتك عند باب الكهف .. عند النار

مُعَلِّقَةً على حبل الغسيل ثياب أيتامك

رأيتك في المواقد .. في الشوارع ..

في الزرائب .. في دم الشمس

رأيتك في أغاني اليتم والبؤس !


رأيتك ملء ملح البحر والرمل

وكنت جميلة كالأرض .. كالأطفال .. كالفلِّ

وأُقسم :

من رموش العين سوف أُخيط منديلا

وأنقش فوقه شعرا لعينيك

وإسما حين أسقيه فؤادا ذاب ترتيلا ..

يمد عرائش الأيك ..

سأكتب جملة أغلى من الشهداء والقبل :

'' فلسطينية كانت . ولم تزل ! ''

فتحت الباب والشباك في ليل الأعاصير

على قمر تصلَّب في ليالينا

وقلت لليلتي : دوري !

وراء الليل والسور ..

فلي وعد مع الكلمات والنور .

وأنت حديقتي العذراء ..

ما دامت أغانينا

سيوفا حين نشرعها

وأنت وفيَّة كالقمح ..

ما دامت أغانينا

سمادا حين نزرعها

وأنت كنخلة في البال .

ما انكسرت لعاصفة وحطّاب

وما جزَّت ضفائرها

وحوشُ البيد والغاب ..

ولكني أنا المنفيُّ خلف السور والباب

خذيني تحت عينيك

خذيني ، أينما كنت

خذيني ، كيفما كنت

أردّ إليّ لون الوجه والبدن

وضوء القلب والعين

وملح الخبز واللحن

وطعم الأرض والوطن !

خذيني تحت عينيك

خذيني لوحة زيتيَّةً في كوخ حسراتٍ

خذيني آية من سفر مأساتي

خذيني لعبة ... حجرا من البيت

ليذكر جيلنا الآتي

مساربه إلى البيت !

فلسطينية العينين والوشم

فلسطينية الاسم

فلسطينية الأحلام والهمِّ

فلسطينية المنديل والقدمين والجسم

فلسطينية الكلمات والصمت

فلسطينية الصوت

فلسطينية الميلاد والموت

حملتك في دفاتري القديمة

نار أشعاري

حملتك زاد أسفاري

وباسمك ، صحت في الوديان :

خيول الروم ! .. أعرفها

وإن يتبدَّل الميدان !

خذوا حذرا ..

من البرق الذي ، صكَّته أغنيتي على الصوَّان

أنا زين الشباب ، وفارس الفرسان

أنا . ومحطِّم الأوثان .

حدود الشام أزرعها

قصائد تطلق العقبان !

وباسمك ، صحت بالأعداء :

كلي لحمي إذا ما نمت يا ديدان

فبيض النمل لا يلد النسور ..

وبيضة الأفعى ...

يخبئ قشرها ثعبان !

خيول الروم .. أعرفها

وأعرف قبلها أني

أنا زين الشباب ، وفارس الفرسان !










رد مع اقتباس
قديم 2011-03-19, 00:36   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
سلمى عبدالله
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سلمى عبدالله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



قال المغني



هكذا يكبر الشجر

ويذوب الحصى ...

رويداً رويداً

من خرير النهر !


المغني ، على طريق المدينهْ

ساحر اللحن .. كالسهرْ

قال للريح في ضجرْ :

- دمِّريني ما دمتِ أنتِ حياتي

مثلما يدَّعي القدر -

. . واشربيني نَخب انتصار الرفاتِ

هكذا ينزل المطر

يا شفاه المدينة الملعونة !


أبعَدُوا عنه سامعيهْ

والسكارى ..

وقيَّدوه

ورموهُ في غرفة التوقيفِ

شتموا أُمه ، وأمَّ أبيه

والمغني ..

يتغنى بشَعر شمس الخريفِ

يضمدُ الجرح .. بالوتر !


المغني على صليب الألم

جرحه ساطع كنجم

قال للناس حوله

كلَّ شيء .. سوى الندم :

هكذا متَّ واقفاً

واقفاً متُّ كالشجر !

هكذا يصبح الصليب

منبراً .. أو عصا نغمْ

ومساميره .. وتر !

هكذا ينزل المطرْ

هكذا يكبر الشجر ..










رد مع اقتباس
قديم 2011-03-19, 00:37   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
سلمى عبدالله
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية سلمى عبدالله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



صوت وسوط



لو كان لي برج ،

حبست البرق في جيبي

وأطفأت السحاب ..


لو كان لي في البحر أشرعة ،

أخذت الموج والأعصار في كفّي

ونوَّمت العباب ..


لو كان عندي سلَّم ،

لغرست فوق الشمس رايتي التي

اهترأت على الأرض الخراب ..

لو كان لي فرس ،

تركت عنانها

ولجمت حوذي الرياح على الهضاب ..


لو كان لي حقل ومحراث ،

زرعت القلب والأشعار

في بطن التراب ..


لو كان لي عود ،

ملأت الصمت أسئلة ملحَّنة ،

وسلَّيت الصحاب ..

لو كان لي قدم ،

مشيت .. مشيت حتى الموت

من غاب لغاب ..

- ماذا تبقَّى أيها المحكوم ؟


لو كان لي ..

حتى صليبي ليس لي ،

إنيَّ له ،

حتى العذاب !

إنَّ الليل خيَّم مرة أخرى ..

وتهتف : لا أهاب ؟!


- يا سيداتي .. سادتي !

يا شامخين على الجراب !

الساق تقطع .. والرقاب

والقلب يطفأ - لو أردتم-

والسحابْ ..

يمشي على أقدامكم ..

والعين تُسمل، والهضابْ

تنهار لو صحتم بها

ودمي المملَّح بالتراب !

إن جفَّ كرمكم ،

يصير إلى شراب !

والنيل يسكب في الفرات ،

إذا أردتم ، والغراب ..

لو شئتم .. في الليل شاب !


لكنَّ صوتي صاح يوما :

لا أهاب !


فلتجلدوه إذا استطعتم ..

واركضوا خلف الصدى

ما دام يهتف : لا أهاب !










آخر تعديل سلمى عبدالله 2011-03-19 في 00:39.
رد مع اقتباس
قديم 2011-03-19, 13:22   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
ذبُــولْ ~
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ذبُــولْ ~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
..ونبض, محمود, الوطن, درويش


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:56

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc