المجموع الرصين من كلام الإمام العثيمين في أهل الأهواء المبتدعين - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المجموع الرصين من كلام الإمام العثيمين في أهل الأهواء المبتدعين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-01-07, 16:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ريـاض
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي المجموع الرصين من كلام الإمام العثيمين في أهل الأهواء المبتدعين

المجموع الرصين من كلام الإمام العثيمين في أهل الأهواء المبتدعين

الحمد لله عالم الغيب والشهادة، الخبير بدقيق أمور عباده وجليلها، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد، وعلى أزواجه وذريته وأصحابه، وعلى كل من هو به مقتد، وبسنته عامل، وعنها ذاب ومدافع.
أما بعد، أيها الإخوة النبلاء النبهاء – سدد الله أفهامكم وقوى مدارككم – :
فهذا جزءٌ صغير حجمه، قليلة أوراقه، يسيرة قراءته، إلا أنه كبير القدر، كثير النفع، عميق المعنى، طيب العاقبة، بالغ النصح، حسن التسديد، جمعته من كلام إمام كبير، وعالم جهبذ، وفقيه نحرير، وناقد بصير، وداعية إلى السنة والحديث، جليل مشهور، طيب وقور، ألا وهو الشيخ العلامة الفهَّامة محمد بن صالح العثيمين–رحمه الله–.
وقد قربته منكم فجعلته في وقفات عدة زادت على العشرين بواحدة، تسهيلاً للفهم، وتقريبًا للمعنى، وتيسيرًا للإلمام، وعنونت لكل وقفة بما يدل عليه الكلام، ويزيد في الوضوح، ويقوي الضبط.
وأسأل لي ولكم النفع الراسخ به، وزيادة البصيرة، وتسديد الفهم، وقوة الحجة، وحسن المحجة، والثبات على الحق، والتواصي به، إن ربي سميع مجيب، وعلى كل شيء قدير.

فدونكم – بارك الله لكم – هذه الوقفات:


الوقفة الأولى:عن التحذير في المجالس وبين صفوف الطلبة مِن أهل البدع ومَن عنده أفكار مخالفة لمنهج السلف الصالح، وأنه واجب، ومن النصيحة وليس من الغيبة.


إذ قال – رحمه الله – في “لقاء الباب المفتوح” (رقم:120):
الكلام في أهل البدع ومَن عندهم أفكار غير سليمة أو منهج غير مستقيم، هذا من النصيحة، وليس من الغيبة؛ بل هو من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله وللمسلمين, فإذا رأينا أحدًا مبتدعًا ينشر بدعته, فعلينا أن نبين أنه مبتدع، حتى يسلم الناس من شره, وإذا رأينا شخصًا عنده أفكار تخالف ما كان عليه السلف، فعلينا أن نبين ذلك حتى لا يغتر الناس به, وإذا رأينا إنسانًا له منهج معين عواقبه سيئة، علينا أن نبين ذلك حتى يسلم الناس من شره, وهذا من باب النصيحة لله ولكتابه ورسوله ولأئمة والمسلمين وعامتهم، وسواء كان الكلام في أهل البدع فيما بين الطلبة أو في المجالس الأخرى فليس بغيبة, وما دمنا نخشى من انتشار هذه البدعة أو هذا الفكر أو هذا المنهج المخالف لمنهج السلف يجب علينا أن نبين حتى لا يغتر الناس بذلك.اهـ


وقال – رحمه الله – في كتابه “شرح رياض الصالحين” (2 /390-391 باب: النصيحة):
ومن النصيحة لرسول الله ﷺ الذب عن شريعته وحمايتها، فالذب عنها بأن لا ينتقصها أحد، والذب عنها بأن لا يزيد فيها أحد ما ليس منها، فتحارب أهل البدع القولية والفعلية والعقدية؛ لأن البدع كلها باب واحد، كلها حقل واحد، كلها ضلالة، كما قال الرسول ﷺ: (( كل بدعة ضلالة ))لا يستثنى من هذا بدعة قولية ولا فعلية ولا عقدية، كل ما خالف هدي النبي ﷺ، وما جاء به في العقيدة أو القول أو في العمل فهو بدعة، فمن النصيحة لرسول الله ﷺ أن تحارب أهل البدع بمثل ما يحاربون به السنة، إن حاربوا بالقول فبالقول، وإن حاربوا بالفعل فبالفعل، جزاءً وفاقًا؛ لأن هذا من النصيحة لرسول الله ﷺ.اهـ
وقال – رحمه الله – في “شرح الأربعين النووية” (ص:266):
من فوائد هذا الحديث:
أن إزالة الأذى عن الطريق صدقة، وبقياس العكس نقول: وضع الأذى في الطريق جريمة وأذية.
ويتفرع على هذه الفائدة:
إذا كان إماطة الأذى عن الطريق الحسّي صدقة فإماطة الأذى عن الطريق المعنوي أبلغ وذلك ببيان البدع والمنكرات وغيرها.


وقال – رحمه الله – في كتابه: “الضياء اللامع من الخطب الجوامع” (5 /413):
فاحذروا الغيبة والنميمة أيها المسلمون، فإن بهما فساد الدين والدنيا، وتفكك المجتمع، وإلقاء العداوة والبغضاء، وحلول النقم والبلاء، وهما بضاعة كل بطَّال، وإضاعة الوقت بالقيل والقال، ولكن إذا كان المقصود نصيحة الخلق وتحذيرهم من أهل السوء، فلا حرج في ذلك، فإذا رأيت شخصًا ينشر أفكارًا هدامة أو يبث أخلاقًا سيئة، أو يشيع تشكيكًا بين المسلمين في دينهم، فذكرته بما فيه تحذيرًا من شره، ونصحًا للأمة، وحماية للدين، فلا حرج عليك في ذلك، بل ربما يكون واجبًا عليك.اهـ


وقال – رحمه الله – في “لقاء الباب المفتوح” (رقم:98) في أثناء الكلام عن نهي بعضهم من التحذير من أحد المنحرفين عن جادة السلف الصالح أهل السنة والحديث:
هذا الرجل الذي يثير الفتنة بين الناس، وينشر معايب العلماء، ومعايب ولاة الأمور، إذا كان ذِكرنا له على سبيل النصيحة، وتحذير الناس منه، فهذا خير، وهو مما يتقرب به العبد إلى ربه، والناهي عن ذلك ناهي عن الخير، وناهيًا عن النصيحة.اهـ


الوقفة الثانية: عن طرد أهل العلم المبتدع من صفوف المتعلمين، وأنه من هدي السلف، وأنه ينبغي أن يُطردوا عن المجتمع كله ويُضيَّق عليهم النطاق حتى لا تنتشر بدعهم.


إذ قال رحمه الله في “شرح العقيدة السفارينية” (ص:227-228 أو ص:229-230):
فإن مالكًا – رحمه الله – سئل وهو في مجلسه فقال له قائل: يا أبا عبد الله { الرحمن على العرش استوى } استوى كيف استوى؟
فأطرق – رحمه الله – برأسه حتى علاه العرق من شدة وقع السؤال على قلبه، ثم رفع رأسه وقال: يا هذا الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعًا، ثم أمر به فأُخرج.
وهكذا ينبغي لأهل العلم إذا رأوا في صفوفهم مبتدعًا أن يطردوه عن صفوفهم؛ لأن المبتدع وجوده في أهل السنة شر؛ لأن البدعة مرض كالسرطان لا يُرجى برؤه إلا أن يشاء الله.
قوله: “إلا مبتدعًا” يحتمل أنه أراد إلا مبتدعًا بهذا السؤال أو “إلا مبتدعًا” إلا أنك من أهل البدع؛ لأن أهل البدع هم الذين يكون دينهم عن المشتبهات من أجل التشويش على الناس، وأيَّا كان المعنى فهو يدلُّ على أن من هدي السلف طرد المبتدعين عن صفوف المتعلمين، وهكذا ينبغي أن يُطردوا عن المجتمع كله، وأن يُضيَّق النطاق عليهم حتى لا تنتشر بدعهم، ولا يقال: إن الإنسان حر! نعم هو حر؛ لكن في حدود الشرع، أما إذا خالف الشرع فإنه يجب أن يضيق عليه، ويُبين له الحق، فإن رجع إليه فذاك، وإلا عُومل بما تقتضيه بدعته من تكفير أو تفسيق.اهـ


وقال – رحمه الله – في شرحه على كتاب “حلية طالب العلم” (ص:179-180):
أما طرده من المجالس: فنعم, يطردوه من المجالس، وللشيخ أن يطرد في مجلسه ما دون ذلك، إذا رأى من أحد من الطلبة أنه يريد أن يفسد الطلب عند زملائه, وبحيث يعتدون على الشيخ ولا يهابونه ويحتقرونه, فله أن يطرده, لأن هذا يعتبر ماذا؟ مفسدة، فيطرد.
والإمام مالك – رحمه الله – قال: (( ما أراك إلا مبتدعًا ))لأن الذين يسألون عن مثل هذا هم المبتدعة, يسألون كيف استوى؟ يحرجون بذلك أهل السنة, يقولون: أخبرني كيف استوى؟ كيف استواؤه؟.
والجواب عن ذلك سهل: أن الله أخبرنا أنه قد استوى على العرش، ولم يخبرنا كيف استوى.
وهل نعلم كيفية شيء لم نعلم به وهو غائب عنا؟ أبداً.
لو قال لك قائل: إني بنيت بيتًا, فقد علمت أنه بنى بيتًا، وتعرف كيف بناء البيت, لكن هل تعرف كيفية هذا البيت؟ وما فيه من الحُجَر والغُرف؟.
الجواب: لا، إذا كنت لم تشاهده، وهكذا صفات الله – عز وجل -، أخبرنا عنها، ولم نُخْبَر عن كيفيتها.اهـ

الوقفة الثالثة: عن التحذير من الميت المبتدع، وعدم ستر ما يظهر عليه من علامات سوء الخاتمة عند تغسيله؛ ليحذر الناس من دعوته وينفروا عنه ولا يغتروا به.


إذ قال – رحمه الله – في كتابه “شرح رياض الصالحين” (2 /230-231 باب: تحريم سب الأموات بغير حق ومصلحة شرعية):
قال المؤلف - رحمه الله – في كتاب “رياض الصالحين”:
باب تحريم سب الأموات بغير حق أو مصلحة شرعية.
“الأموات” يعني: الأموات من المسلمين، أما الكافر فلا حُرمة له إلا إذا كان في سبه إيذاء للأحياء من أقاربه فلا يسب، وأما إذا لم يكن هناك ضرر فإنه لا حرمة له.
وهذا هو معنى قول المؤلف- رحمه الله -:
“بغير حق”.
لأن لنا الحق أن نسب الأموات الكافرين الذين آذوا المسلمين وقاتلوهم ويحاولون أن يفسدوا عليهم دينهم.
“أو مصلحة شرعية”: مثل أن يكون هذا الميت صاحب بدعة ينشرها بين الناس، فهنا من المصلحة أن نسبَّه، ونحذِّر منه، ومن طريقته، لئلا يغتر الناس به.اهـ
وقال – رحمه الله – في كتابه “الشرح الممتع على زاد المستقنع” (5 /297-298):
قوله: “وعلى الغاسل ستر ما رآه إن لم يكن حسنًا” أي: على غاسل الميت ستر ما رآه من الميت إن لم يكن حسنًا؛ فربما يرى منه ما ليس بحسن، إما من الناحية الجسدية، وإما من الناحية المعنوية، فقد يرى – والعياذ بالله – وجهه مظلمًا متغيرًا كثيرًا عن حياته، فلا يجوز أن يتحدث إلى الناس، ويقول: إني رأيت وجهه مظلمًا؛ لأنه إذا قال ذلك ظن الناس به سوءًا، وقد يكون وجهه مسفرًا حتى إن بعضهم يُرى بعد موته متبسمًا فهذا لا يستره، أما السيئ من الناحية الجسدية، فإن الميت قد يكون في جلده أشياء من التي تسوؤه إذا اطلع الناس عليها، كما قال الله تعالى في قصة موسى: { تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ }أي: قد يكون فيه برص يكره أن يطلع الناس عليه، فلا يجوز للإنسان أن يقول: رأيت فيه برصًا، وقد يتغير لون الجلد ببقع سوداء، والظاهر – والله أعلم – أنها دموية، فلا يذكرها للناس بل يجب أن يسترها.
قال العلماء: إلا إذا كان صاحب بدعة، وداعية إلى بدعته، ورآه على وجهٍ مكروه، فإنه ينبغي أن يبين ذلك حتى يحذر الناس من دعوته إلى البدعة، لأن الناس إذا علموا أن خاتمته على هذه الحال، فإنهم ينفرون من منهجه وطريقه، وهذا القول لا شك قول جيد وحسن، لما فيه من درء المفسدة التي تحصل باتباع هذا المبتدع الداعية، وكذا لو كان صاحب مبدأ هدّام كالبعثيين والحداثيين.اهـ

الوقفة الرابعة:عن التصريح باسم المبتدع وعدم ذكر محاسنه عند الرد عليه والتحذير منه ومن بدعه وضلالاته.


إذ قال – رحمه الله – في “لقاء الباب المفتوح” (رقم:121):
وأما من أراد النصح والتحذير من بدعته وخطره فلا يذكر الحسنات، لأنه إذا ذكر الحسنات فهذا يرغِّب الناس بالاتصال به.
ثم قال:
فمثلاً إذا إنسان ابتدع بدعة وأردنا أن نتكلم نحذر من البدعة، فإنا نذكره، ولا بأس، وإن كان قد يكون من المصلحة ألا يُذكر باسمه.
ثم زاد فقال:
الرسول – عليه الصلاة والسلام – ذكر أسماء معينة بأشخاصهم في مقام النصح، كما في حديث فاطمة بنت قيس أنه خطبها أبو جهم ومعاوية وأسامة بن زيد فذكر النبي ﷺ عن أبي جهم وعن معاوية ما يقتضي ألا تتزوجهما، وقال: (( انكحي أسامة ))ولم يذكر محاسنهما، مع أن محاسنهما لا شك أنها كثيرة، لكنه سكت عن ذلك، لأن المقام يقتضي هذا.انتهى.

الوقفة الخامسة: عن تأكد طلب العلم الشرعي إذا اشرأبت أعناق البدع ولم يجد المبتدع من يردعه بالبرهان الصحيح وأنه قد يكون أوجب وأولى من الجهاد بالسلاح بل من أوجب الواجبات في مثل هذه الحالة وعظم حاجة الناس للعلماء لرد كيد المبتدعين وسائر أعداء الله.


إذ قال – رحمه الله – كما في “مجموع فتاويه ورسائله” (18 /534-535):
ومن الجهاد في سبيل الله طلب العلم الشرعي، بل قد يكون أوجب وأولى من الجهاد بالسلاح، لاسيما إذا اشرأبت أعناق البدع، وظهرت الغوغاء في الفتاوى، وركب كل إنسان رأيه، وإن كان قاصراً في علمه، لأن هذه بلية عظيمة أن يبدأ ظهور البدع في المجتمع، ولا يجد المبتدع من يردعه عن بدعته بالبرهان الصحيح، أو أن تكثر الفتاوى التي تصدر من قاصر، أو مقصر، إما من قاصر في علمه، أو مقصر في التحري وطلب الحق، ففي مثل هذه الحال يكون طلب العلم من أوجب الواجبات، ولابد أن يكون لدينا علم تام راسخ ندفع به الشبهات، ونحقق به المسائل والأحكام الشرعية، حتى لا يضيع الشرع، ويتفرق الناس.
إذن فطلب العلم الشرعي من الجهاد في سبيل الله، فلو جاءنا رجل ليس عنده مال وهو قادر على التكسب لكنه يريد أن يتفرغ لطلب العلم الشرعي فإنه يجوز أن نعطيه من الزكاة ليتوفر له الوقت فنعطيه ما يقوم بكفايته من الملابس والأكل والشرب والسكن والكتب اللازمة التي يحتاج إليها فقط.اهـ
وقال – رحمه الله – في كتابه “شرح رياض الصالحين” (2 /55-56 باب: المجاهدة):
أما مجاهدة الغير فإنها تنقسم إلى قسمين: قسم بالعلم والبيان، وقسم بالسلاح.
أما من مجاهدته بالعلم والبيان فهو الذي يتسمى بالإسلام وليس من المسلمين، مثل المنافقين وأهل البدع المكفرة وما أشبه ذلك، فإن هؤلاء لا يمكن أن نجاهدهم بالسلاح، لأنهم يتظاهرون بالإسلام، وأنهم معنا، ولكننا نجاهدهم بالعلم والبيان، قال الله تعالى: { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير }، فجهاد الكفار يكون بالسلاح، وجهاد المنافقين يكون بالعلم والبيان.
ولهذا كان الرسول – عليه الصلاة والسلام – يعلم بأن في أصحابه منافقين، ويعلمهم بأعيانهم، ولكنه لا يقتلهم، واستؤذن في قتلهم فقال: (( لا يتحدث الناس بأن محمداً يقتل أصحابه )).
فكذلك الذين ينضوون تحت لواء الإسلام من أهل البدع لا نقاتلهم بالسلاح، لكننا نقاتلهم بالعلم والبيان، ولهذا كان واجباً على شباب الأمة الإسلامية أن يتعلموا العلم على وجه راسخ ثابت لا على وجه سطحي كما يوجد في كثير من بيوت العلم، حيث يتعلمون علماً سطحياً لا يرسخ بالذهن، علماً يقصد به الإنسان أن يحصل على بطاقة أو شهادة فقط، ولكن العلم الحقيقي هو العلم الذي يرسخ في القلب، ويكون كالملكة للإنسان، حتى إن الإنسان الذي يوفق لهذا النوع من العلم تجده لا يكاد تأتيه مسألة من المسائل إلا عرف كيف يخرجها على الأدلة من الكتاب والسنة والقياس الصحيح، فلابد من علم راسخ، والناس اليوم في عصرنا محتاجون إلى هذا النوع من العلم، لأن البدع بدأ يفشوا ظلامها في بلدنا هذه، بعد أن كانت نزيهة منها، لكن نظراً لانفتاحنا على الناس، وانفتاح الناس علينا، وذهاب بعضنا إلى بلاد أخرى، ومجيء آخرين إلى بلادنا ليسوا على عقيدة سليمة، بدأت البدع تظهر، ويفشوا ظلامها، وهذه البدع تحتاج إلى نور من العلم يضيء الطريق حتى لا يصيب بلادنا ما أصاب غيرها من البدع المنكرة العظيمة التي قد تصل إلى الكفر – والعياذ بالله -.
فلابد من مجاهدة أهل البدع وأهل النفاق بالعلم والبيان، وبيان بطلان ما هم عليه، بالأدلة المقنعة من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وأقوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم.اهـ


وقال – رحمه الله – كما في كتاب له طبع بعنوان: “كتاب العلم” (ص: 27و29-30):
طالب العلم لابد له من التأدب بآداب، نذكر منها: ….
الأمر الثالث: الدفاع عن الشريعة.
أن ينوي بطلب العلم الدفاع عن الشريعة، لأن الكتب لا يمكن أن تدافع عن الشريعة، ولا يدافع عن الشريعة إلا حامل الشريعة، فلوا أن رجلاً من أهل البدع جاء إلى مكتبة حافلة بالكتب الشرعية فيها ما لا يحصي من الكتب، وقام يتكلم ببدعة ويقررها فلا أظن أن كتاباً واحداً يرد عليه، لكن إذا تكلم عند شخص من أهل العلم ببدعته ليقررها، فإن طالب العلم يرد عليه ويدحض كلامه بالقرآن والسنة.
فعلى طالب العلم أن ينوى بطلب العلم الدفاع عن الشريعة، لأن الدفاع عن الشريعة لا يكون إلا برجالها كالسلاح تماماً، لو كان عندنا أسلحة ملأت خزائننا فهل هذه الأسلحة تستطيع أن تقوم من أجل أن تلقي قذائفها على العدو؟ أو لا يكون ذلك إلا بالرجال؟.
فالجواب: لا يكون ذلك إلا بالرجال، وكذلك العلم.
ثم إن البدع تتجدد، فقد توجد بدع ما حدثت في الزمن الأول ولا توجد في الكتب، فلا يمكن أن يدافع عنها إلا طالب العلم.
ولهذا أقول: إن مما تجب مراعاته لطالب العلم الدفاع عن الشريعة، إذن فالناس في حاجة ماسة إلى العلماء، لأجل أن يردوا على كيد المبتدعين وسائر أعداء الله – عز وجل -، ولا يكون ذلك إلا بالعلم الشرعي المتلقي من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ.اهـ
الوقفة السادسة: عن أهل السنة وأنه لا يمكنهم السكوت عن المبتدعة وترك الميدان لهم يرتعوا فيه ببدعهم كما يشاءون.
إذ قال – رحمه الله – في “شرح العقيدة السفارينية” (ص: 295أو 228) إجابة على هذا السؤال:
[ إذا وجدنا شخصاً يعني يخوض يتكلم في الجوهر والجسم والعرض فهل ننهاه أو نقول ماذا تريد بالجسم والعرض؟ ]:
نقول له أولاً: يجب عليك الإعراض عن هذا، وعدم الخوض فيه، فإن أصر أن يتكلم تكلمنا معه، يعني: ما نتركه، ولهذا بعض الناس يقول: لماذا يتكلم أهل السنة في هذه الأمور؟.
فنقول: مكره أخاك لا بطل، إذا تكلم فيها أهل البدع ما يمكن أن نتركهم في الميدان يرتعون كما يشاءون، لا بد أن ننزل معهم في الميدان ونتكلم.اهـ


الوقفة السابعة: عن إدخال طالب العلم الكتب الضارة التي تحمل فكراً ومنهجاً يخالف منهج السلف الصالح أهل السنة والحديث إلى مكتبته ككتب المبتدعة التي تضر بالعقيدة والكتب الثورية التي تضر بالمنهج.


إذ قال – رحمه الله – في كتاب له طبع بعنوان ” كتاب العلم” (ص:91) :
الكتب تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: كتب خير.
القسم الثاني: كتب شر.
القسم الثالث: كتب لا خير ولا شر.
فاحرص أن تكون مكتبتك خالية من الكتب التي ليس فيها خير أو التي فيها شر، وهناك كتب يقال إنها كتب أدب، لكنها تقطع الوقت وتقتله في غير فائدة، وهناك كتب ضارة ذات أفكار معينة وذات منهج معين، فهذه أيضاً لا تدخل المكتبة سواء كان ذلك في المنهج أو كان ذلك في العقيدة، مثل كتب المبتدعة التي تضر في العقيدة، والكتب الثورية التي تضر في المنهج.
وعموماً كل كتب تضر فلا تدخل مكتبتك، لأن الكتب غذاء للروح كالطعام والشراب للبدن، فإذا تغذيت بمثل هذه الكتب صار عليك ضرر عظيم، واتجهت اتجاهاً مخالفاً لمنهج طالب العلم الصحيح.اهـ
وقال – رحمه الله – في كتابه “شرح لمعة الاعتقاد” (ص:159-160):
ومن هجر أهل البدع: ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها، أو ترويجها بين الناس فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب، لقوله ﷺ في الدجال : (( من سمع به فلينأ عنه، فوالله إنّ الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتّبعه مما يبعث به من الشبهات ))رواه أبو داود، قال الألباني: وإسناده صحيح.اهـ


الوقفة الثامنة: عن القراءة في الكتب المضلة المحتوية على الباطل ككتب أهل الكفر أو كتب أهل البدع والأهواء لمن لم يكن عنده رصيد قوي من العلم يحصنه.


إذ قال – رحمه الله – في “لقاء الباب المفتوح” (رقم:47):
أرى أنه لا يجوز للإنسان أن يقرأ كتاباً مضلاً من كتب اليهود أو النصارى أو المشركين أو أهل البدع إلا إذا كان عنده رصيد قوي يمكن أن يتحصن به، وأما إذا كان مبتدئاً في القراءة فلا يجوز له أن يبدأ بقراءة هذه الكتب الباطلة، لأنه ربما تأثر بما فيها من الباطل.
فهؤلاء ننصحهم بأن يتركوا هذه الكتب، حتى يحصنوا أنفسهم بالعلوم الشرعية الصحيحة قبل أن يدخلوا في هذه الكتب المضلة، فالإنسان إذا أراد أن يتحصن من السيل أخذ في بناء السدود والمصارف قبل مجيء السيل، لا يفعل ذلك بعد مجيئه، فنقول: أولاً حصنوا أنفسكم بمعرفة الشريعة، واغرسوها في قلوبكم حتى إذا تمكنتم فلا بأس أن تقرءوا لتردوا على شبهات القوم وأباطيلهم.اهـ


الوقفة التاسعة:
عن هجر أهل البدع والأهواء وبيان حكمه وبعض صوره وكيف يتحقق.


إذ قال – رحمه الله – في كتابه “شرح لمعة الاعتقاد” (ص:159:-160):
والمراد بهجران أهل البدع:
الابتعاد عنهم، وترك محبتهم، وموالاتهم، والسلام عليهم، وزيارتهم، وعيادتهم، ونحو ذلك.
وهجران أهل البدع واجب، لقوله تعالى: { لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله }.
ولأن النبي ﷺ هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلفوا عن غزوة تبوك.
لكن إن كان في مجالستهم مصلحة لتبيين الحق لهم، وتحذيرهم من البدعة، فلا بأس بذلك، وربما يكون ذلك مطلوباً، لقوله تعالى: { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن }.
وهذا قد يكون بالمجالسة والمشافهة، وقد يكون بالمراسلة والمكاتبة.
ومن هجر أهل البدع:
ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها، أو ترويجها بين الناس فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب، لقوله ﷺ في الدجال: (( من سمع به فلينأ عنه فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات ))رواه أبو داود، قال الألباني: وإسناده صحيح.
لكن إن كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به، وكان قادراً على الرد عليهم، بل ربما كان واجباً، لأن رد البدعة واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.اهـ


الوقفة العاشرة: عن حكم وقف الأغنياء والتجار الأموال على طباعة الكتب التي عرفت بالبدع والضلالات.


إذ قال – رحمه الله – في كتابه “الشرح الممتع على زاد المستقنع” (11 /23-24):
قوله: ” وكتب زندقة “.
ككتب الشيوعية، أو كتب البدع المكفرة أو المفسقة، فلا يجوز الوقف عليها، فلو أوقف إنسان شيئاً على مؤلفات الزنادقة، فإنه لا يصح الوقف، لأنه إعانة على الإثم والعدوان، …. فكتب الشيوعية كتب ضلال وإلحاد، وليست من عند الله، فيمنع من إثبات الأوقاف فيها، والعمل بها مطلقاً، وكذلك كتب البدع يمنع، فلا يوقف أي شيء في بلاد الإسلام على نسخ كتب البدع.اهـ

متابعة بقية الوقفات على هذا الرابط :
>>(الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات)<<











 


رد مع اقتباس
قديم 2016-01-07, 16:45   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عثمان الجزائري.
مؤهّل منتدى الأسرة والمجتمع
 
الصورة الرمزية عثمان الجزائري.
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا أخي رياض و رحم الله شيخنا فقد كان نجما في سماء الإسلام.










آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2016-01-07 في 18:37.
رد مع اقتباس
قديم 2016-01-07, 17:50   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

الردود على أهل البدع من الجهاد في سبيل الله "

السؤال :: -

ماتقولون في قول القائل : إن الردود على أهل البدع والزيغ لم تكن ديدن السلف . وإن كتب الردود لا ينبغي أن تنشر إلا بين طلبة العلم ، ولا تنشر بين غيرهم ؟

الجواب :: -

الردود على أهل البدع من الجهاد في سبيل الله ، ومن حماية الشريعة من أن يلصق بهاماليس منها ، فتأليف الكتب وطبعها ونشرها هنا حق ودعوة للحق وجهاد في سبيل الله ، فمن زعم أن طبع الكتب ونشرها في الرد على المبتدعين أمر مبتدع فإنه على خطأ ، لأن الله جلا وعلا فال ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ)
والجهاد يكون باليد ، ويكون باللسان ، ويكون بالمال ومن الجهاد باللسان الذب عن هذه الشريعة وحمايتها من كل مالفق بها من شبه وأباطيل ، ومن ذلك التحذير من البدع والدعوة إلى الحق ولهذا صنف الإمام أحمد وغيره كتباَ حذروا فيها من المبتدعين فالإمام أحمد ألف رسالة ( الرد على الزنادقة ) وبين شبههم " وأجاب عن كل شبهة ، والبخاري – رحمه الله ألف كتابه "خلق أفعال العباد وغيرهم من أئمة الإسلام ألفوا في الرد على المبتدعة ودمغ باطلهم وإقامة الحجج عليهم ، وكذلك ألف شيخ الإسلام في الرد على الرافضة كتابه المعروف ، " منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية " وبين ماهم عليه من باطل وضلال .

فضيلة الشيخ :: - عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ – حفظه الله تعالى
ــــــــــــــــ
جريدة الرياض السعودية : الجمعة 4 محرم 1424 هـ العدد [12674]
((الفتاوى المهمة في تبصير الأمة ))


************************************************** ************************************************** ***************

السؤال:

هل الردود على أهل الأهواء من نهج النبي صلى الله عليه وسلم أم أحدثها من يريدون تفريق الناس وتصنيفهم ؟



الجواب :

يا أخي اقرأ القرآن كم فيه من الردود على المشركين وعلى المنافقين وعلى المخطئين ، القرآن نفسه ، الله يرد على هؤلاء في كثير من الآيات ، الرسول صلى الله عليه وسلم في الأحاديث يرد ، العلماء ، علماء السلف يردون ، فلابد من الرد على المخالف لابد ، لأن هذا من النصيحة للإسلام والمسلمين ولا نسكت على الأخطاء ونجامل للناس ونصانع الناس ، ونقول هذا يفرق الناس ، الذي يفرق الحق خلي يتفرق ، يبعد عنك ، أما المؤمن هذا ، يفرح بالحق ويفرح إذا نبه على خطأ ليتراجع عنه ، نعم



المصدر:

تفريغ كمال زيادي

شبكة سحاب السلفية

محاضرة بعنوان أسباب محبة الله للعبد [ الدقيقة 57 و34 ثا ]

لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-07, 18:07   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

رحم الله الإمام وأسكنه الفردوس الأعلى
كما أنبه على أنه ليس كلَ من حُذر منه مبتدع ,فلا تلازم بينهم وهذا ما عرفناه عن علمائنا كالشيخ ربيع حفظه الله










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-07, 18:28   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
sidali75
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عثمان الجزائري. مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا أخي رياض و رحم الله شيخنا فقط كان نجما في سماء الإسلام.
أسرع بالله عليك ـ فقد وهمت بكتابة ط مكان الدال
في كلمة ـ فقط ـ









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-07, 18:49   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ريـاض
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم
++++
سئل الشيخ الفوزان حفظه الله : أحسن الله إليكم يقول البعض : إن الرد على أهل الأهواء و البدع مضيعة للوقت وأنّه لا ينفع العوام , فهل هذا صحيح ؟

العلامة الفوزان :
مضيعة للشخص هذا , الذي قال هذا الكلام هذا هو الضايع
أما بيان الحق فهو رد إلى الحق والصواب
وجمع للإمة على الحق والصواب . نعم . اهـ
[المصدر]









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-14, 12:27   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ريـاض
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عثمان الجزائري. مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا أخي رياض و رحم الله شيخنا فقد كان نجما في سماء الإسلام.
بارك الله فيك أخي عثمان









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-14, 21:27   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا
.









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المبتدعين, المخلوع, الأهواء, الرصين, العثيمين, الإمام, كمال

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:07

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc