شكيب خليل ومسؤولون بسوناطراك استفادوا من رشوة بـ256 مليون دولار
وزير الطاقة والمناجم السابق شكيب خليل
مسؤول رفيع بمجموعة "إيني" يكون وراء تسريب الوثائق التي كشفت الفضيحة
قدم بيترو فرانكو تالي، استقالته الأربعاء، من منصبه على رأس مجموعة الخدمات البترولية الايطالية "سايبام" بسبب التحقيقات التي شرع فيها النائب العام لميلانو منذ شهر ونصف في قضايا الفساد والرشوة التي قدمتها المجموعة لمسؤولين سياسيين كبار في الجزائر ومنهم وزير الطاقة والمناجم السابق شكيب خليل ومسؤولين كبار في الحكومة وموظفين في مجموعة سوناطراك.
وقادت نتائج التحقيق إلى استقالة الرئيس المدير العام للشركة فرانكو تالي بالإضافة إلى المدير المالي للشركة اليساندو بيرنيني، بسبب علاقات بالفساد، خاصة بنشاطات الشركة بالجزائر، كما قرر رئيس مجلس إدارة الشركة توقيف مدير الاستغلال بالشركة بيير فارون من مهامه مؤقتا لحين نهاية التحقيق.
وفضل المسؤول الإيطالي الاستقالة لإتاحة الفرصة للمحققين الإيطاليين في القضية بالقيام بأعمالهم بعيدا عن الضغوطات التي يمثلها استمراره في منصبه، في حين فضلت مجموعة "إيني" التي تملك 43٪ من أسهم "سايبام" أنها احترمت القانون في العقود التي فازت بها بالجزائر إلى غاية 2009 والتي تشمل مشروع "ميدغاز" لنقل الغاز نحو أوروبا وتطوير حقل "منزل لجمت شرق" الذي دخل الخدمة قبل أسبوع.
وبلغت قيمة العقود التي فازت بها "سايبام" ما يناهز 11 مليار دولار تم الحصول عليها بعد أن تكون الشركة الإيطالية قد دفعت رشاوى بقيمة 256 مليون دولار لمسؤولين حكوميين عن طريق شركة "بيرل بارتنر المحدودة" المملوكة لفريد نورالدين بجاوي، ومقرها هونغ كونغ، والذي قام بدوره بتوزيع المبلغ على مسؤولين جزائريين كبار.
ووصف مسؤولون في "سايبام" و"إيني"، نورالدين بجاوي وهو شخص من عائلة وزير الخارجية الأسبق محمد بجاوي، بأنه صديق ضروري للحصول على "بيزنس" في الجزائر.
وسيتم تعويض فرانكو تالي الذي قاد الشركة منذ 2000 بأمبرتو فيرجين، في حين تم إنهاء مهام كل من المدير المالي للشركة اليساندو بيرنيني، في حين لم تحرك السلطات الجزائرية وقيادات سوناطراك ساكنا في القضية على الرغم من وجود اتهامات مباشرة لقياداتها بالضلوع في الحصول على رشاوى تجاوزت ربع مليار دولار.
وقال ممثل الادعاء العام بمحكمة ميلانو، إن رجال شرطة الضرائب فتشوا مقر "إيني" وشركة "سايبام" التابعة لها في روما وميلانو، وكذلك المسكن الخاص بالرئيس التنفيذي باولو سكاروني، الذي يقود الشركة منذ عام 2006، ويشمل التحقيق الذي يقوده النائب العام بميلانو منذ حوالي شهر ونصف، عقود مشروعات "إيني" و"سايبام" في الجزائر والتي تقدر بـ11 مليار دولار.
وتورطت "سايبام" في قضايا فساد بالجزائر بعد قيام شكيب خليل بحل الشركة المختلطة بين سوناطراك وهاليبيرتون "براون أند روت كوندور"، وسجن رئيسها التنفيذي، قبل تحويل جميع مشاريعها بالجزائر لصالح "سايبام" بعد أن قامت الأخيرة بدفع رشاوى دولية كبيرة عبر وساطات وشركات وهمية يملكها أبناء مسؤولين جزائريين في الجنات المالية ومنها هونغ كونع التي يتواجد بها مقر شركة "بيرل بارتنر المحدودة" المملوكة لنور الدين بجاوي، والتي لعبت دور الوسيط في تمرير الرشوة لمسؤولين جزائريين.