كيف تكون محبوبا...؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

كيف تكون محبوبا...؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-02-19, 18:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شمس العرب
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي كيف تكون محبوبا...؟

[align=center]كيف تكون محبوبا...؟
المحبة أمر فطري، مركوز في نفس الإنسان. محبة موطنها القلب، وشعور بالميل نحو الغير، فتتبعه الإرادة نحو المحب، والمحبوب يستحكم قلوب محبيه، ويسلب مشاعرهم نحوه، حتى يصلا إلى التناسب الروحي الذي عبّر عنه الإمام ابن القيم بقوله: "فإن التناسب الذي بين الأرواح من أقوى أسباب المحبة"
والمحبوب شخصية تميل إليها النفوس، وتتعلق بها القلوب، تسعد بلقياها، وتأنس بحديثها، فقد حصل التوافق بين روحك وروحه عندئذ، وهذا الميل والانجذاب للشخصية المحبوبة تسترعي الانتباه، وتستوقف المُحب.
لماذا يميل الناس إلى هذه الشخصية المحبوبة؟
لماذا يأنسون بلقياها؟ لماذا يسعدون بذكرها؟
كيف وصل المحبوب إلى هذه الدرجة؟
وهل يمكن أن أكون شخصية محبوبة؟
وهل يمكن أن أكون ممن قيل فيه:
لها أحاديثُ من ذكراك تَشْغَلُهـا *** عن الشراب وتُلْهِيها عن الزادِ
لها بوجهك نورٌ يُسْتَضَاءُ بـــه *** ومن حديثِكَ في أعقابها حاد
إذا شَكَتْ من كَلالِ السيرِ أوْعَدَها *** رَوْحَ اللقاءِ فَتَقْوَى عند ميعاد
وما هي إلا الأرواح المجندة التي تأتلف بإذن الله.
إن هذه المحبة، وتلك الوشاجة الموثقة، والرابطة المؤكدة، جعلها الله في قلب المحبين كما قال سبحانه: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21).
مودة ورأفة، وفيض رحمة، وخلّة ومحبة.
(إننا لنرى الرجل من المشرق، يتزوج بإمرأة من المغرب غريبة عنه، لا تربطه بها روابط قوية من القرابة، تختلف عنه في العادات والصفات، ما إن يقترنا بالزواج ويتم بينهما اللقاء والمعاشرة حتى تصبح كأنها جزء منه، ويصبح الرجل في نظر زوجته كأنه سويداء قلبها، لا تستطيع الحياة بدونه، إن غاب عنها شعرت بالكآبة والحزن حتى يرجع إليها، فمن الذي وضع هذه المحبة والعاطفة في قلب كل من الزوجين؟! (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً).
إن الإجابة عن هذا السؤال العام، تكفل بها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "إن الله أذا أحبَّ عبداً دعا جبريل فقال: إني أحبُّ فلاناً فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض".
فهي طريق واضح، ومسار صالح، أن يحبك الله، فيحبك الخلق، فكيف بك إذا أحبك الله؟ ثم كيف إذا أحبك الناس؟ ولكن السؤال هنا: كيف يحبك الله، لكي يحبك الخلق؟
كي تحصل على محبة الله لابد من التماس هذه المسالك النافعة، والخطوات الرائدة، فهي الطريق الآمن الموصل للمراد:
1- أداء الواجبات: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه".

2- كثرة النوافل: "ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه".
والنافلة هي الزيادة، ولذلك سمي الكريم كريماً لزيادة ما يتفضل به، فالذي يؤدي الحق الواجب لا يعتبر كريماً، بل مؤدياً للواجب.
ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "البخيل من ذكرتُ عنده فلم يصلِّ عليَّ".
فحتى لا تكون بخيلاً، كلما سمعت ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صليت عليه، ولكن تريد أن تكون كريماً فلا بدَّ لك من الإكثار والزيادة من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم .
3- تلاوة القرآن: إن من أراد أن يحوز على محبة الله فليتأمل هذا الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يحبه الله ورسوله فليقرأ من المصحف".
وقال خباب بن الأرت: "تقرب إلى الله ما استطعت، واعلم أنك لست تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه".
وليعلم قارئ القرآن أن الملائكة تحبه، بل وتحب قربه، وللتتأمل في هذا الحديث المدهش. عن عليرضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام المَلَك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه، حتى يضع فاه على فيه فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف المَلَك، فطهروا أفواهكم بالقرآن".
4- التصدق بالابتسامة: "إنها لا تستغرق أكثر من لمح البصر، لكن ذكراها تبقى إلى آخر العمر".
والابتسامة والملاطفة تدخل السرور على قلب محبك، وهكذا كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم كما روى جرير بن عبدالله رضي الله عنه: "ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي".
وما قاله عبدالله بن حارث: "ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم". وإن مريد الخير لمتبوعيه، عليه أن يكثر من هذه الصدقة النافعة.

5- الأخوَّة في الله: وما يتبعها من الجلوس مع الأخ في الله لذكر الله والزيارة في الله، والبذل لأخيه حال الحاجة، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى:وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ".
6- إصلاح السريرة: إنه التأثير الذي يقذفه الله تبارك وتعالى في نفوس الخلق لمحبة ذلك الإنسان؛ لأن نيته حسنة، وقلبه يقظ، دائم التفكر في عمله، مراقب لقوله وأعماله، في خطواته وخلواته، وخواطره وتفكيراته، إنهم "رجال مؤمنون، ونساء مؤمنات، يحفظ الله بهم الأرض، بواطنهم كظواهرهم بل أجلى، وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى، وهممهم عند الثريا بل أعلى، إن عرفوا تنكروا، وإن رُئيت لهم كرامة أنكروا، فالناس في غفلاتهم، وهم في قطع فلاتهم، تحبهم بقاع الأرض، وتفرح بهم أفلاك السماء".
وصلاح السريرة هو: التوجيه نحو تصفية الأحوال والأعمال الذي نادى به أبو سليمان الداراني إذ قال: "من صفّى صُفي له، ومن كَدّر كُدِّر عليه، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله، ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره".
وكان شيخ يدور في المجلس ويقول: "من سرَّه أن تدوم له العافية فليتق الله عز وجل".
وإنه والله لتفاوت ما في القلوب من صفاء وإخلاص، فالعبد حاملٌ في سريرته أحد طريقين:
"إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى فيُلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر".
أو "من أصلح سريرته، فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه، فالله الله في السرئر، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر".

7- الزهد في الدنيا: قف وتأمل عند هذا الحديث طويلاً، فعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس".
والله إن الزاهد لسعيد في دنياه، وسيسعد في أخراه بإذن الله. فلن تغريه شهوه، ولن يخوض في فتنة، ولن يحزن على دنيا، ولن يألم على فوات شيء منها. وقد ضرب لنا سلفنا الصالح أروع الأمثلة في ذلك، فأحبهم جميع الخلق ولم يروهم، ووالله إنه لَبِمَا وقر في قلوبهم من محبة الله، والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة.
ولنتأمل حال هذين الإمامين العظيمين بين عظماء الأئمة في الإسلام الذين لا يحصرون كثرة:
عبدالله بن عمر رضي الله عنه لم يكن ممن خاض في الفتنة التي حصلت بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، بل اعتزلها وتركها، وإنه ليتذكر موعظة رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، فعُرضت عليه الإمارة، وتولية أمور الدنيا، لكنه تركها وزهد فيها، فصار علماً من أعلام الأمة، وعظيماً من عظمائها، لا يزال التاريخ يشهد له ويثني على فضله.
وشخصية أخرى تلمست الخطا، وارتقت إلى العلا، إنه الإمام المبجّل أحمد بن حنبل، فمن عجيب ما روي عنه ما قاله النيسابوري: أن أمير البلاد قال لي: اذهب إلى أحمد بن حنبل، فإذا جاؤوا بإفطاره فَأَرِنِيهِ. قال: فجاؤوا برغيفين من خبز وخيارة، فأريته للأمير. فقال: هذا لا يجيبنا إذا كان هذا يقنعه".
ولم تنقطع المواقف النموذجية بموت أولئك السلف ولم تكن حكراً على جيل دون جيل، بل سار على ركبهم أئمة الخير والدعوة في القرون المتأخرة، الذين ذاع صيتهم وأحبهم الناس شرقاً وغرباً، وإنه والله لزهدهم في الدنيا، وحبهم للآخره.
8- حسن الخلق: وهو من أعظم المسالك وأوقعها في نفوس المحبوبين، والتي هي مجبولة على محبة صاحب الخلق الحسن.
ومن هنا عليك أن تنتبه لهذه الجواهرمن الفوائد والنفائس المكنونة في داخل قلبك، وتخرجها من داخلك لتصل إلى درجة المحبة:
1. يقولون: إن أردت أن تأسر قلب محدّثك فاجعله يتحدث وأحسن الاستماع له، "فإذا أردت أن يحبك الناس، فكن مستمعاً جيداً، وشجّع محدثك على الكلام عن نفسه".
2. اضبط نفسك أن تلتزم بالمواعيد، فالدقيق في موعده يُحبُ ويُحترم.
3. كن كريماً إذا زارك الضيف وأحسن اللقاء به.
4. تبادل الهدايا مع محبيك، فإنه مغذ قوي للمحبة، وفي الحديث "تهادوا تحابوا".
5. بث الحماس والتشجيع للعمل الذي يقدمه محدثك؛ لأن هذا المدح والثناء والتحميس بالحسنى وبما هو له أهل "يُختزن في ذاكرة محدثك وتتجاوب أصداؤه في صدره على مرّ السنين نغماً حلواً لا ينسى"
6. غُضّ الطرف عن الهنات، ولا تتعقب زلات اللسان، وسقطات الكلام.
وبعد، فيا أخي: ما هو إلا توفيق الله لك أن يسهل لك تلك المسالك ليكرمك بمحبته، ومن ثم محبة عباده لك، فاسأل ربك أن يرزقك حبه والعمل الذي يقربك لحبه، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني ربي عز وجل -يعني في المنام- فقال لي: يا محمد، قل: اللهم إني أسألك حبك وحُبّ من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك".خترق القلوب؟!.

منقول للفائدة .......... الرجاء الدعاء[/align]









 


قديم 2007-02-20, 10:27   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
set1987
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية set1987
 

 

 
إحصائية العضو










Rosiecheeks

اذا عرف الانسان قدر نفسه










قديم 2007-02-24, 13:12   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نصرو
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية نصرو
 

 

 
الأوسمة
تكريمات يوم العلم وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لكي على الموضوع والذي له تأثــــير مع تحياتي










قديم 2007-03-20, 11:56   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
شمس العرب
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لمروركم الكريم الذي اسعدني كثيرا اخوتي










قديم 2007-03-20, 13:21   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
MOH
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية MOH
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لا شكر على واجب يا شمس العرب موضوع في غاية القمة شكــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا










قديم 2010-12-23, 13:51   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
مريم جيجل
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي رد

مشكور .............. وفيت الموضوع حقه ..اللهم اجعله خالصا لوجهك الكريم.










قديم 2010-12-23, 14:34   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فريدرامي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية فريدرامي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك ..............










قديم 2010-12-23, 17:14   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
فارس المسيلي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية فارس المسيلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2010-12-23, 17:23   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
قلب متعلق با لله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية قلب متعلق با لله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2010-12-23, 20:57   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عُبيد الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عُبيد الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا أخي










قديم 2010-12-23, 21:09   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ام عبد الحي
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية ام عبد الحي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء










قديم 2010-12-23, 23:39   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
جوهرة نفيسة
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية جوهرة نفيسة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الموضوع رائع ....










قديم 2015-10-01, 08:52   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
M-N-NADJIB
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية M-N-NADJIB
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ٍأشكرك جزيل الشكر علي هذا الموضوع القيم










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:14

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc