|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2010-03-04, 01:01 | رقم المشاركة : 16 | ||||
|
|
||||
2010-03-04, 22:50 | رقم المشاركة : 17 | |||
|
أخي عبد الباسط جزاك الله كل خير ووفقك لما يحبه ويرضاه |
|||
2010-03-04, 22:52 | رقم المشاركة : 18 | |||
|
الخلق العاشر :الزهد
اختلفت عبارات العلماء في تعريف الزهد فقيل : 1.الزهد ترك ما لاينفع في الآخرة والورع ترك ما تخاف ضرره في الآخرة 2.الزهد كما قال الجنيد رحمه الله هو في قوله تعالي (لكيلا تاسوا علي مافا تكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ).فالزاهد لايفرح من الدنيا بموجود ولا يأسف علي مفقود 3.هو ترك ما يشغل عن الله 4.هو استصغار الدنيا ومحو آثارها من القلب 5.هو عزوف القلب عن الدنيا بلا تكلف وقد أجمع العارفون علي أن الزهد هو سفر القلب من وطن الدنيا وأخذه في منازل الآخرة. إن لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحي وطنا جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا قال تعالي (إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس و الأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها و ازينت و ظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الأيات لقوم يتفكرون". و قال سبحانه : " و اضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح و كان الله على كل شيئ مقتدرا". قال علماؤنل: في ضرب الله تعالى المثل في الدنيا بالماء المنزل من السماء بدائع: أولا: أن المطر لا يستنزل بالحيلة ، فكذلك الدنيا. ثانيا: أنه و إن كان المطر لا يجيء بتقدير فإنه يستنزل بالرغبة والسؤال، وكذلك الرزق الدنيوي يلتمس من الله قال سبحانه:" واسئلوا الله من فضله" ثالثا: أن الماء إذا جاء به نفع و إذا زاد على الحاجة ضر و كذلك المال إذا كان بقدر الكفاية فصاحبه في نعيم و إذا زاد فصاحبه في نصب و طغيان. رابعا: إذا كان الماء جاريا كان طيبا و إذا اختزن تغير كذلك المال إذا أجراه في مجاريه طاب و إذا احتجبه خبث عليه و غاب. خامسا: أن الماء إذا كان طاهرا صلح للثياب و العبادات و إذا كان نجسا لم يصلح للعبادة كذلك المال إذا كان حلالا استقام به المعاش والطاعة و خلص من التباعة و إن كان حراما فقد أبدى عورته و أسقط حرمته. سادسا: التنبيه باختلاف أحوال الزرع من حين خلقته على أن المرء من أول نشأته الى وفاته و الزرع لا يخرج زرعه إلا بعد الجفاف. أخا الإسلام.. و لو تتبعنا آيات القرآن العظيم لوجدنا أن الرب الكريم وضح لعباده أن هذه الدنيا فانية حقيرة لا قيمة لها: " قل متاع الدنيا قليل و الآخرة خير لمن اتقى و لا تظلمون فتيلا". فهي زاد للمسافر الى ربه ومولاه و مطية السائر و قنطرة العابر قال تعالى:" و ما الحياة الدنيا في الاخرة الا متاع " و قال سبحانه و الاخرة خير وابقى و قال: فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة إلا قليل الزهد لا ينافي تناول الحلال المكباح: اخي الحبيب: بعض الذين ينتسبون الى الصوفية يعتقدون أن لبس المرقع من الثياب هو الزهد وهو رأس التصوف و أساسه و لكن هذا بخلاف ما كان عليه أهل التصوف و أهل الزهد فتأمل ذلك... قال أبو علي بن الفضيل لأزهد أهل زمانه و عصره عبد الله بن المبارك انك تامرنا بالزهد و التقلل و البلغة و نراك تاتي بالبضائع من بلاد خراسان الى البلد الحرام فكيف ذا؟ و انت تامرنا بخلاف ذا؟ قال ابن المبارك يا أبا علي إنما افعل ذلك لأصون وجهي و أكرم بها عرضي وأستعين بها علي طاعة ربي .لا أري لله حقا إلا سارعت إليه حتي أقوم به وقال سفيان الثوري :الزهد في الدنيا قصر الأمل وليس بلبس الصوف.فقال له الفضيل :ما أحسن ذا إن تم ذا. كان الحسن البصري رحمه الله إذا ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : (لكنه غلب الناس بالزهد في الدنيا والصرامة في أمر الله ولا يخاف في الله لومة لائم وكان الحسن البصري رحمه الله رغم زهده يأكل من الطعام الحلال ويشبع منه حتي يقول أبو الأصمعي أنه ما رأي زندا عريضا كزند الحسن البصري. وكان سفيان الثوري رحمه الله يقول :الزهد في الدنيا ترك المحمدة أي أن تعمل عملا لا تريد أن يحمدك الناس عليه وقال : حد الزهد أن تكون شاكرا في الرخاء صابرا في البلاء وذكر ابن الجوزي في المواعظ رحمه الله أن جارية كانت تلبس الصوف سألت بنان الصوفي عن الزهد فقال لها :الزهد قطع الحظوظ النفسانية وعدم التعلق بالبرية والتسليم في جميع الحالات والرضا بجميع الأقدار الكائنات. فقالت له : الزهد زاي وهاء وذال .الدنيا فمن ترك الزينة والهوي والدنيا فقد سلك طريق الزهد الله جل جلاله يحذر أنبياءه عليهم السلام من الدنيا 1.حذر داوود عليه السلام فقال له :يادوود.مالقلوب أحبائي وما للغم بالدنيا.إن الغم بها يمص حلاوة مناجاتي من قلوبهم مصا.يادوود لاتجعل بيني وبينك عالما قد أسكرته الدنيا.فيحجبك بسكره عن محبتي أولئك قطاع طريق عبادتي ) 2.ويحذر موسي عليه السلام فيقول : (يا موسي مالك ولدار الظالمين .إنها ليست لك بدار .إخرج منها همك .وفارقها بعقلك .فبئست الدار هي إلا لعامل يعمل فيها فنعمت الدار هي .ياموسي إني مرصد للظالم حتي آخذ منه للمظلوم ) 3.وها هو يونس عليه السلام يحذر ربه تبارك وتعالي : (يايونس إذا أحب العالم الدنيا نزعت لذة مناجاتي من قلبه ) 4.وفي صحف إبراهيم عليه السلام ( يادنيا ما أهونك علي الأبرار الذين تزينت لهم .إني قد قذفت في قلوبهم بغضك والصدود عنك .وما خلقت خلقا أهون علي منك كل شأنك صغير .وإلي الفناء المصير.لقد قضيت عليك يوم خلقتك أن لاتدومي لأحد ولا يدوم لك أحد) 5.ويزهد سيدنا عيس عليه السلام فيقول : (ياعيسي ابن مريم البكر البتول :ابك علي نفسك أيام الحياة بكاء من ودع الأهل وقلي الدنيا وترك اللذات لأهلها وارتفعت رغبته فيما عند إلهه). أقسام الزهد قسم الإمام أحمد رحمه الله الزهد إلي ثلاثة أقسام 1.زهد العوام وهو ترك الحرام 2.زهد الخواص وهو ترك الفضول من الحلال 3.زهد العارفين وهو ترك ما يشغل عن الله وذكر ابن القيم رحمه الله أن الزهد أربعة أقسام 1.ترك الحرام وهو فرض عين 2.وترك الشبهات وهو بحسب الشبهات فإن كانت الشبهة قوية كان الزهد واجبا وإلا فمستحبا 3.وترك الفضول من الكلام والنظر والسؤال واللقاء والزهد في الناس والنفس بحيث تهون عليه نفسه في جنب الله عز وجل . 4.وترك كل ما يشغلك عن الله وهو الزهد الجامع والكامل والشامل .وأفضل الزهد الزهد في الحظوظ هل الأخذ بنصيب من الدنيا ينافي الزهد؟ لاينافي الزهد أبدا وذالك لقوله تعالي (ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك) فقد جمع الله هنا بين أخذ نصيب من الدنيا وبين الإحسان وهو عين التصوف عند سادتنا الصوفية وقال تعالي : ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة) وقد أثني الله جل وعلا علي من يطلب الدنيا والآخرة فقال (ومنهم يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب) وحين يفسر الإمام ابن كثير رحمه الله هذه الآية يقول ( فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ودار رحبة وزوجة حسنة ورزق واسع وعلم نافع وعمل صالح ومركب هنيء وثناء جميل ..... والحسنة في الآخرة فأعلي ذالك دخول الجنة وتوابعه من الفزع الأكبر في العرصات وتيسير الحساب). وقد فهم السلف الزهد ليس بترك الدنيا فيقول الإمام البيهقي رحمه الله : (ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلا ولا إضاعة المال ولكن الزهادة في الدنيا أن تكون مما في يد الله عز وجل أوثق منك بما في يدك وأن يكون حالك في المصيبة وحالك إذا لم تصب بها سواء وأن يكون مادحك وذامك سواء ). ويقول بشر بن الحارث رحمه الله ( ليس الزهد في الدنيا ترك الدنيا إنما الزهد ان تزهد فيما سوي الله فهذا داوود وسليمان عليهما السلام قد ملكا الدنيا وكانا عند الله من الزاهدين ) أمور تعين علي الزهد 1.أن تعلم أن الدنيا ظل زائل كما قال الله جل وعلا في وصفها (كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما )وسماها الله متاع الغرور 2.علمك ان وراءها دار أعظم منها قدرا و أجل خطرا وهي دار الخلود 3.علمك أن ما كتبه الله يأتيك سواء زهدت فيها أم لم تزهد خلق الزهد في حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام أولا :زهده في العيش 1.عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم خرج ذات ليلة فإذا هو بأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما فقال لهما : ما أخرجكما من بيوتكما الساعة؟قالا :الجوع يارسول الله قال : وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوموا فقاموا معه )فأتي رجلا من الأنصار فإذا هو ليس في بيته فلما رأته امرأته فقالت : مرحبا وأهلا فقال لها رسول الله :أين فلان ) قالت :ذهب يستعذب لنا من الماء إذ جاء الأنصاري فنظر إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وصحابيه ثم قال :الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني قال :فانطلق فجاءهم بعذق بسر وتمر ورطب فقال : كلوا من هذه وأخذ المدية فقال له رسول الله : إياك والحلوب .فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذالك العذق وشربوا فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر : (والذي نفسي يده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتي أصابكم هذا النعيم ) 2.ويقص علينا جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنهم لم يأكلوا ثلاثة أيام وهم يحفرون الخندق حتي رأي رسول الله يربط الحجارة علي بطنه والجوع باد علي وجهه فاستأذنه فذهب إلي بيته وحضر خبزا من شعير وذبح عناقا لرسول الله ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم يدعوا جميع الصحابة ويبصق في ذالك الطعام ويدعوا الله فيبارك فيه فيكفي جميع الصحابة والطعام واللحم باق كما هو كما يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه. 3.وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها (وإن كنا لننظر إلي الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله نار فقال : وما كان يعيشكم ياخالة؟قالت :الأسودان الماء والتمر إلا إنه وقد كان لرسول الله صلي الله عليه وسلم جيران من الأنصار كانت لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله من ألبانهم فيسقيناه ). 4.ويروي لنا عمر رضي الله عنه فيقول : (لقد رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يظل يتلوي من الجوع ما يجد دقلا يملأ بطنه ) . 5.وتصف السيدة أم سمة رضي الله عنها ليلة عرسه فتقول:رأيت جرة فيها شيء من شعير فإذا رحي وبرمة وقدر وكعب فأخذت الشعير فطحنته ثم عصدته في البرمة وأخذت الكعب فأدمته فكان ذالك طعام رسول الله صلي الله عليه وسلم وطعام زوجته ليلة عرسه ) 6.ويروي لنا ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله يبيت الليالي المتتابعة طاويا وأهله لايجدون عشاء). ثانيا :زهده في الملبس والأثاث 1.يدخل عليه مرة سيدنا عمر رضي الله عنه وهو مضطجع وقد أثر الحصير في جنبه ويقلب عمر بن الخطاب بصره في البيت فلا يجد إلا ثلاثة جلود فيقول :يارسول الله .أدع الله فليوسع علي أمتك فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لايعبدون الله قال : (أوفي شك أنت يابن الخطاب ؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا )فقلت :يارسول الله استغفر لي 2.وصلي يوما في خميصة فيها أعلام فكأنها شغلته فقال (إذهبوا بخميصتي هذه إلي أبي جهم وأئتوني بأنباجية أبي جهم فإنها ألهتني عن صلاتي ) 3.وروي أبو بردة أنه دخل علي السيدة عائشة رضي الله عنها فأخرجت لهم إزارا غليظا مما يصنع باليمن وكساء من التي يسمونها الملبدة وأقسمت بالله أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قبض في هذين الثوبين )والملبدة هي المرقعة 4.وقد أراد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن يتخذ وطاء لرسول الله يجعله بينه وبين الحصير لما رأي الحصير قد أثر في جنب رسول الله فلم يرض رسول الله وقال له : (مالي وللدنيا . ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ). 5.ورغم هذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يلبس ما تيسر له من الثياب فمرة يلبس الصوف وأخري القطن وهكذا حتي أن بعضهم لما رأي عبد الله بن عباس رضي الله عنه يرتدي أحسن الثياب أنكر عليه البعض فقال لهم : ما تعيبون علي .لقد رأيت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل ). 6.وعن عائشة رضي الله عنها قلت :كانت وسادة رسول الله صلي الله عليه وسلم التي كان يتكيء عليها من أدم حشوه ليف وكذالك كان فراشه ) ولم يدخر رسول الله بعد وفاته شيئا ففي البخاري توفي رسول الله ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير أخذها لأهله) وفي حديث جويرية بنت الحارث رضي الله عنها قالت : ماترك رسول الله عند موته درهما ولا دينار ولا عبدا ولا أمة إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا جعلها صدقة ) أنبياء الله يحذرون أتباعهم من الدنيا 1.قال الفضيل بن عياض رحمه الله قيل لموسي عليه السلام (ياموسي أيحزن عبدي المؤمن أن أزوي عنه الدنيا وهو أقرب لها مني ويفرح أن أبسط له الدنيا وهو أبعد لها مني ) 2.وكان سيدنا عيسي عليه السلام يقول لأتباعه : (أعبروها ولا تعمروها وارضوا بدني الدنيا مع سلامة الدين كما رضي أهل الدنيا بدني الدين مع سلامة الدنيا ) وكما ترك لكم الملوك الحكمة فاتركوا لهم الدنيا ) 3.(ويل لصاحب الدنيا كيف يموت وتركها ويأمنها وتغره ويثق بها وتخذله وتمكر به ويل للمغترين كيف أرتهم ما يكرهون وفارقهم مايحبون وجاءهم ما يوعدون وويل لمن كانت الدنيا همه والخطايا عمله كيف يفتضح غدا بذنبه ) 4.(ما سكنت الدنيا في قلب عبد إلا وأنيط قلبه منها بثلاث : شغل لاينفك عناؤه وفقر لايرك غناه وأمل لايدرك منتهاه الدنيا طالبة ومطلوبة فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتي يستكمل فيها رزقه وطالب الدنيا تطلبه الآخره حتي يجيء الموت فيأخذ بعنقه صحب رجل عيسى-عليه السلام- فقال: أكون معك وأصحبك، فانطلقا، فانتهيا إلى شط نهر، فجلسا يتغديان، ومعهما ثلاثة أرغفة، فأكلا رغيفين، وبقي رغيف ثالث، فقام عيسى- عليه السلام- إلى النهر فشرب، ثم رجع، فلم يجد الرغيف، فقال للرجل: مَن أخذ الرغيفَ؟ فقال: لا أدري. فانطلقا، فرأى عيسى- عليه السلام- ظبية ومعها خشفان لها، فدعا أحدهما فأتاه، فذبحه فاشتوى منه، فأكلا، ثم قال للخشف: قُمْ بإذن الله، فقام وذهب، فقال للرجل: أسألك بالذي أراك هذه الآية مَن أخذ الرغيفَ؟ فقال: لا أدري. ثم انتهيا إلى وادي ماء فأخذ عيسى- عليه السلام- بيد الرجل، فمشيا على الماء، فلما جاوزا، قال له: أسألك بالذي أراك هذه الآية، مَن أخذ الرغيف؟ فقال: لا أدري. فانتهيا إلى مفازة فجلسا، فأخذ عيسى -عليه السلام- يجمع التراب، ثم قال: كن ذهبًا بإذن الله تعالى، فصار ذهبًا، فقسمه ثلاثة أثلاث، ثم قال: ثلث لي، وثلث لك، وثلث لمَن أخذ الرغيف. فقال الرجل عندها: أنا الذي أخذ الرغيف. فقال له عيسى- عليه السلام-: كله لك، وفارقه. ولقي الرجل بعد أن فارقه عيسى- عليه السلام- رجلان طمِعا بماله، فهمَّا بأخذ المال وقتله، فصاح بهم أن يجعل المال بينهم أثلاثًا، فقبلا ذلك، وقبل القسمة، أرسلوا أحدهم ليحضر لهم من القرية طعامًا، لشدة ما هم فيه من الجوع. فقال الذي بُعِثَ للطعام- وقد تحرك الطمع في نفسه-: لأي شيء أقاسم هؤلاء هذا المال؟ أضع لهم في الطعام سُمًا فأقتلهما، وآخذ المال وحدي. وتحدث الرجلان بحديث الطمع نفسه: لأي شيء نجعل لهذا ثلث المال؟ فبيتا نية قتله. فلما رجع إليهما قتلاه، ثم تناول الطعام فأكلاه، فماتا، فبقي ذلك المال في المفازة والثلاثة عنده صرعى. فمرَّ بهم عيسى- عليه السلام- وهم على تلك الحال، فقال لأصحابه: هذه الدنيا فاحذروها جزاء من زهد في الدنيا لقد وعد الله جل وعلا من زهد في الدنيا بالأجر العظيم فقال lزين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذالك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب فل أؤنبئكم بخير من ذالكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد) وقال تعالي : (وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ). وقال تعالي : (وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقي أفلا تعقلون ). و لا تظنن ان الله عز وجل حين زوى الدنيا عن اهل الايمان انه ما احبهم بل ان ذلك من حبه لهم قال صلى الله عليه وسلم : اذا احب الله عز وجل عبدا حماه الدنيا كما يظل احدكم يحمى سقيمه الماء" و قد ذكرت لك انفا قول النبي الاعظم و الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم :" ازهد في الدنيا يحبك الله..." و لا تظنن ان الاموال الكثيرة و الارباح الوفيرة و الفرش الوسيرة من رضا الله او حبه للعبد بل هذا و ذاك ابتلاء من الله عز وجل :" فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه و نعمه فيقول ربي اكرمن و اما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن كلا ". كلا ... ليس الامر كما تقولون و كما تدعون ليس كل من كان لديه مال كثير قد فاز برضوان الله تعالى و ليس كل من ضيق عليه يكون قد باء بغضب من الله.. لكن قد يقول قائل: ما بال الكفرة و الملاحدة يتنعمون بارزاق الله و بالاموال الكثيرة و بالارباح و التجارات ؟ اقول لك: اذا رايت الرجل في نعمة و في يسر من العيش وهو عاص او كافر فاعلم انه استدراج له من الله تعالى.. قال سبحانه:" أيحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لايشعرون ) والزهد في الدنيا يربح القلب والجسد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ماكتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : تلا رسول الله صلي الله عليه وسلم : (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه)ثم قال : ( يقول الله تبارك وتعال ي:ابن ىدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غني وأسد فقرك وإلا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك ) وفي الحديث (من ترك اللباس تواضعا وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة علي رؤوس الخلائق حتي يخيره من أي حلل الإيمان شاء ألبسها ) وأوحي الله إلي موسي عليه السلام ( ياموسي إنه لم يتصنع لي المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا ولم يتقرب إلي المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم ولم يتعبد إلي المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي قال موسي :يارب البرية كلها وياملك يوم الدين ويا ذا الجلال والإكرام ماذا أعددت لهم وماذا جزيتهم ؟ قال : أما الزهاد في الدنيا فإني أبحتهم حتي يتبوؤون منها حيث شاؤوا وأما الورعون عما حرمت عليهم فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق عبد إلا ناقشته وفتشته إلا الورعون فإني أستحييهم وأجلهم وأكرمهم فأدخلهم الجنة بغير حساب ). رسول الله صلي الله عليه وسلم يحث أمته علي الزهد 1.(ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس حبك الناس ) 2.وعن أبي ذر رضي الله عنه قال :قال لي رسول الله :يا أباذر أتري كثرة المال هي الغني ؟قلت :نعم قال :وتري قلة المال هي الفقر ؟قلت نعم يارسول الله قال : (إنما الغني غني القلب والفقر فقر القلب ). 3.وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (كن في الدنيا كأنك غريب أوعابر سبيل فكان ابن عمر يقول : (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك وعد نفسك من أهل القبور ) 4.(من أصبح منكم آمنا في سربه معافي في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها 5.(إذا نظر أحدكم إلي من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلي من هو أسفل منه 6.(طوبي لمن هدي إلي الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع ) 7.(لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغي لهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله علي من تاب ) 9.(ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه .حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كمان ولا بد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) 10.وجاءت زوجات النبي صلي الله عليه وسلم ورضي الله عنهن يسألنه النفقه فغضب وأراد تسريحهن فدخل عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق رضي الله عنهما فعنفن بناتهن لم يسألن رسول الله شيئا لايملكه فنزل قول الله تعالي ( يا أيها النبيء قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحصنات منكن أجرا عظيما ). |
|||
2010-03-06, 20:06 | رقم المشاركة : 19 | |||
|
الخلق الحادي عشر :الرحمة
يقول الجاحظ أن خلق الرحمة مركب من الود والجزع.والرحمة لاتكون إلا لمن تظهر منه لراحمه خلة مكروهة.فالرحمة هي محبة للمرحوم مع جزع من الحال التي من أجلها رحم يقول الفيروزآبادي في كتابه الماتع (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ) أن الرحمة تأتي علي عدة أوجه 1.بمعني أرزاق الناس والمخلوقات كما في قوله تعالي (لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق ) 2.بمعني قطرات الغيث (وينشر رحمته وهو الولي الحميد) 3.بمعني العافية من الابتلاء والامتحان (أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته ) 4.بمعني النجاة من عذاب النيران (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ) 5.بمعني النصرة علي أهل العدوان قال تعالي : (أو أراد بكم رحمة) 6.بمعني الألفة والمودة والمحبة (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة) 7.بمعني وصف كتاب المنزل علي موسي عليه السلام (ومن قبله كتاب موسي إماما ورحمة) 8.بمعني الجنة (إن رحمت الله قريب من المحسنين) الرحمة صفة من صفات الله عز وجل لقد وصف الله عز وجل نفسه في عدة آيات بأنه رحيم رحمان قال تعالي (فتلقي آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم )فمادام الله جل وعلا وصف نفسه بأنه رحيم فقد غفر لسيدنا آدم عليه السلام تلك الخطيئة وكذالك يرحم الله عباده المؤمنون يوم يتوبون إليه قال تعالي : (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم )وتأمل هذه الصيغة جيدا لتعلم قوة وصفه بأنه تواب رحيم وقد افتتح كتابه الكريم (بسم الله الرحمان الرحيم )وهو عنوان كبير لكل مسلم بأن رحمة الله مع المسلمين حيثما حلوا وارتحلوا وحين تسمع قول الله تعالي (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويوتون الزكاة والذين بآياتنا يومنون الذين يتبعون الرسول النبيء الأمي ) وقوله جل وعلا علي لسان الملائكة (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم )يزيد رجاؤنا في الله ونشعر بلطائف رحمته تشملنا هنا وهناك بإذنه تبارك وتعالي . وقد قال عن نفسه (كتب ربكم علي نفسه الرحمة)فكما حرم الظلم علي نفسه فقد كتب علي نفسه الرحمة.فيالله ما أجمله من وصف وحين تتأمل كل المخلوقات وكيف تتعايش وكيف ترحم الأم ولدها والأخ أخاه تعلم يقينا أن هذا أثر بسيط من آثار رحمته روي أن سائلا وقف علي باب قصر شاهق فسأل شيئا فأعطي قليلا فجاء اليوم الثاني بفأس يريد قلع ذالك الباب فقيل له :لم تفعل ذالك فقال : إما أن يجعل بابا لائقا بالعطية أو العطية لائقة بالباب . مظاهر رحمة اله تعالي بخلقه 1.من أجل المظاهر أن أرسل إليهم رسلا ينتشلونهم من أوحال الكفر والشرك (ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان بالقسط) 2.من مظاهر رحمته أن بعث محمدا رحمة للعالمين وخاتم النبيئين وصفوة الخلق أجمعين وسيد الوجود بلا منازع (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (لقد جائكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمومنين رؤوف رحيم ) وكما يقول الحسين بن الفضيل :لم يجمع لأحد من خلقه هذين الوصفين (رؤوف رحيم ) إلا لرسول الله صلي الله عليه وسلم ) 3.من مظاهر رحمته أن خلق من كل زوجين اثنين فتحلوا الحياة ويستمر الوجود والتكاثر والسكينة والطمأنينة (ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها زجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذالك لآيات لقوم يتفكرون ) من لطائف رحمة الله روي إبراهيم بن أدهم رحمه الله أنه قال : كنت ضيفا لبعض القوم فقدم لنا المائدة فنزل غراب وسلب رغيفا فاتبعته تعجبا فنزل في بعض التلال فإذا هو برجل مقيد مشدود اليدين فألقي ذالك الغراب الرغيف علي وجهه فكيف لاتكون هذه من رحمة وكذالك روي بعضهم أن رأي قطة يعطي له الأكل فيذهب ثم يعود من دونه فينتظر أن يعطوه الأكل من جديد فتعجبوا فتبعه بعضهم فوجده يقدم ذالك الطعام لقط أعمي وولد الغراب حين يخرج من البيضة يخرج بلا ريشفيخرج بلا ريش كأنه قطعة لحم أحمر فتفر منه أمه فيجتمع عليه الذباب فيتغذي عليه فينبت له الريش فتعود له أمه مظاهر الرحمة في حياة رسول الله أولا :رحمته بالرجال 1.يروي لنا أبو هيريرة فيقول (أصابني جهد شديد فلقيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاستقرأته آية من كتاب الله عز وجل فدخل داره ففتحها علي فمشيت غير بعيد فخررت لوجهي من الجهد والجوع فإذا برسول الله صلي الله عليه وسلم قائم علي رأسي فقال :يا أبا هريرة.فقلت :لبيك يارسول الله وسعديك فأخذ بيدي فأقامني وعرف الذي بي فانطلق بي إلي رحله فأمر لي بعس من لبن فشؤبت منه ثم قال لي :عد فاشرب يا أباهر )فشربت ثم قال :عد فعدت فشربت حتي استوي بطني فصار كالقدح). فسيدنا عمر رضي الله عنه رغم فطنته لم ينتبه لجوع سيدنا أبي هريرة وسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يعلم شدة حاجة أبي هريرة إلي مزيد من الشراب ولذالك يصر عليه بمزيد من الشراب 2.ويروي لنا سليمان بن مالك فيقول : (أتينا رسول الله صلي الله عليه وسلم شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن أنا قد اشتقنا إلي أهلنا وسألنا عمن تركنا من أهلنا فأخبرناه وكان رفيقا رحيما فقال : (ارجعوا إلي أهليكم فعلموهم وصلوا كما رأيتموني أصلي وإذا حضرت الصلاة ليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبركم ) فانظر إلي رحمته صلي الله عليه وسلم بهم .علم شوقهم إلي أهليهم وأولادهم فأذن لهم ثانيا :رحمته بالآباء 1.حين أتي أبو بكر الصديق رضي الله عنه بأبيه إلي رسول الله قال له رسول الله (هلاتركت الشيخ حتي نأتيه في بيته فقال له أبو بكر الصديق :هو أحق أن يؤتي إليك )فانظر رحمته بالكبار 2.ويروي لنا ابن ماجة أن رجلا جاء رسول الله يقول له : أريد الجهاد معك أبتغي وجه الله والدار الآخرة ولقد أتيت وإن والدي يبكيان قال صلي الله عليه وسلم (فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما ) ثالثا : رحمته بفقراء المسلمين أتاه سبي ورأت السيدة فاطمة رضي الله عنها أنها فرصة لتحصل علي خادم فشكت إليه ما تلقي من الخدمة لعله يعينها بخادم . وهي التي قال في حقها (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أبغضني يريبني مايريبها ويؤذيني مايؤذيها) وهي زوجة علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي قال في حقه رسول الله صلي الله عليه وسلم (ألا ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه ليس نبي بعدي ) وهي أم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وريحانتي رسول الله ومع ذالك يقول لها رسول الله هي و وزوجها علي رضي الله عنه (ألا أعلمكما خير مما سألتما إذا أخذتما مضجعكما أن تكبرا الله أربعا وثلاثين وتسبحا ثلاثين وثلاثين وتحمداه ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم) وفي رواية (لا أعطيك خادما وأدع أهل الصفة جياعا ولكن أبيعهم السبي وأنفق عليهم) رابعا :رحمته بالمسلمين في العبادات 1.شكا إليه رجل من الصحابة أنه يتأخر عن صلاة الصبح بسبب أن الإمام يطيل الصلاة وقيل إنه معاذ بن جبل فغضب رسول الله غضبا شديد اوقال (إن منكم منفرين .فأيكم صلي بالناس فليتجوز فإن فيهم الضعيف والكبير والمريض وذا الحاجة )2.ودخل ذات مرة مسجده المبارك فإذا حبل مشدود بين السارتين فقال : ماهذا الحبل ؟ فقالوا : حبل لزينب فإذا فترت تعلقت به فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (لا حوله ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد) 3.وقال (أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لايمل حتي تملوا وإن أحب الأعمال إلي الله أدومها وإن أقل ). 4.وكثيرا ماكن يقول لأصحابه (لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بكذا .........) مثل قوله في السواك (لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ). وقوله (لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بتأخير الصلاة إلي ثلث الليل ) 5وكثيرا ماكان يترك العمل خشية أن يفرض علي الناس كما في صلاة التراويح 6.وكان هناك رجل إسمه إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد ويصوم ولا يفطر فماذا قال له الرؤوف الرحيم (مروه فليتكلم وليستظل وليقعد) 7.وروي الإمام أحمد أن أمرأة نذرت أن تحج ماشية فقال لأحد أصحابه (مرها فلتركب فإن الله عن تعذيب أختك نفسها لغني ) 8.ويوم ذهب إلي فتح مكة وكان صائما دعا يقدح ماء فشرب فقيل له بعد ذالك أن بعض الناس قد صام فقال : (أولئك العصاة أولئك العصاة) 9.ونهي أصحابه عن مواصلة الصوم وقال لهم (إني لست علي هيئتكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ) خامسا : رحمته بالمؤمنين في الآخرة 1.أنه اختبأ دعوته التي وعده الله تعالي (لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة من مات من أمتي لايشرك بالله شيئا) 2.ونزل سيدنا جبيريل عليه السلام فوجد رسول الله يبكي فسأله عن سر بكائه فيقول :قرأت قول الله علي لسان إبراهيم عليه السلام (رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) وقوله علي لسان عيسي عليه السلام (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) ثم رفع يديه (أمتي أمتي )فقال له جبريل عليه السلام السلام يقرؤك السلام ويقول لك إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك (ولسوف يعطيك ربك فترضي ) سادسا : رحمته بالأطفال 1لقد أبصره الأقرع بن حابس التميمي وهو يقبل الحسن والحسين فقال : إن لي عشرة من الولد ماقبلت منهم أحد منهم واحدا فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك من لا يرحم لا يرحم ) 2.أطال السجود يوما وهو في صلاته فقال له أحد أصحابه :يارسول الله إنك سجدت سجدة أطلتها حتي ظننا أنه قد حدث أمرا أو أنه يوحي إليك فقال : (كل ذالك لم يكن .ولكن ابني ارتحلني فكرهت ان أعجله حتي يقضي حاجته) 3.كان يخطب علي المنبر فأقبل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران فجعلا يعثران ويقيمان فنزل وحملهما وقرأ قول الله (إنما أولادكم وأولادكم فتنة (فرأيت هذين فلم أصبر)ثم أخذ في خطبته 4.ويقول يوسف بن عبد الله بن سلام رضي الله عنهما (سماني رسول الله صلي الله عليه وسلم يوسف وأقعدني علي حجره ومسح علي رأسي ) وعن يعلي بن مرة قال :خردنا مع النبي صلي الله عليه وسلم ودعينا إلي طعام فإذا حسين يلعب في الطريق فأسرع النبي صلي الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يديه فجعل الغلام يفر ههنا وههنا ويضاحكه النبي صلي الله عليه وسلم حتي أخذه فجعل إحدي يديه في ذقنه والأخري في رأسه ثم اعتنقه ثم قال :حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا الحسين سبط من الأسباط) 6.وكان يصلي وهو يحمل علي عنقه أو علي عاتقه أمامة بنت زينب ابنته وهي لأبي العاص بن الريع فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها ) 7. وكان يلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول : ( يازوينب يازوينب ) 8.ولما قتل جعفر بن أبي طالب في غزوة مؤتة حزن رسول الله صلي الله عليه وسلم وأسرع إلي يت جعفر فدخل علي زوجته أسماء بنت عميس فوجدها قد عجنت عجينها وغسلت بنيها ونظفتهم ودهنتهم فلما رآهم بكي ثم قال (اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم ) 9وكان يرحم الأطفال ويقول لهم (من يسبق إلي فله كذا )فيستبقون إليه فيقعدون علي صدره وفيقبلهم ويلتزمهم 10وعن أم خالد قالت :أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم مع أبي وعلي قميص أصفر فقال رسول الله (سنه سنه ) وهي بالحبشية حسنة فذهبت ألعب بخاتم النبوة فنهرني أبي فقال رسول الله (دعها) ثم قال : (أبلي واخلقي ثم ابلي واخلقي ) 11.وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها أنهم كانوا يؤتون بالصبيان ليدعوا لهم بالبركة ويحنكهم فأتي بصبي فبال عليه فدعا بماء فأتبعه بوله ولم يغسله 12.وكان يخفف في الصلاة رحمة بالأطفال والأمهات فيقول (إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطولها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق علي أمته) سابعا : رحمته بضعفاء المسلمين كيف لايكون رحيما بهم وقد وصاه ربه بذالك فقال (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) 1.روي أبو هريرة رضي الله عنه أن امرأة سوداء كانت تقوم بالمسجد ففقدها رسول الله صلي الله عليه وسلم فسأل عنها فقالوا : ماتت قال : أفلا آذنتموني ؟ ثم قال (دلوني علي قبرها .فدلوه فصلي عليها ثم قال : (إن القبور مملوءة ظلمة علي أهلها وإن الله تعالي ينورها لهم بصلاتي عليهم )وكان يقول : (أنا وكافل اليتيم كهاتين ) ويقول (أبغوني في ضعفائكم لإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم) 2.ويروي ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يضرب غلاما له فسمع صوتا من خلفه يقول (اعلم أبامسعود)مر تين فالتفت ثم ألقي السوط من يديه فقال له رسول الله (والله لله أقدر عليك منك علي هذا ) 3.ويقول لنا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه (سابيت رجلا فشكاني إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يطعم وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم ) 4.وفي الحديث (أيما رجل أعتق أمرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا من النار ) 5.وكان من آخر ما وصي به (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم 6.وها هو يرشدنا إلي كيفية التعامل مع الخدم (إذا أتي أحدكم خادمه بطعام فإن لم يجلسه فليتناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة او اكلتين فإنه ولي علاجه 7ويروي لنا أنس رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم بعثه في حاجة فأبطأ عليه فتبعه فوجده في فتية يلعبون فقال : (يا أنيس إذهب إلي حيث أمرتك ) ويقول أنس (خدمت رسول الله عشر سنين فما قال لي أف قط ولا لم صنعت هذا ولا ألا صنعت هذا) ثامنا :رحمته بالحيوان 1.عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (عذبت امرأة في هرة حبستها حتي ماتت جوعا (قال :أحسبه قال (لا أطعمتها ولا سقتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض ) 2.روي أبوهريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (غفر لامرأة مومس مرت بكلب علي رأس ركي يلهث قال :كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغر لها ) 3.وفي رواية أخري (بينما رجل بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثري من العطش فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب الذي بلغ بي فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقي الكلب فشكر الله له فغفر له ) 4.وفي الحديث أيضا (في كل ذات كبد رطبة أجر ) 5.روي عبد الله بن جعفر رضي الله عنه فقال : أردفني رسول الله صلي الله عليه وسلم خلفه ذات يوم فأسر إلي بحديث لا أحدث به أحدا من الناس قال :فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل فلما رأي النبي صلي الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه فأتاه النبي صلي الله عليه وسلم فمسح ذفراه فسكت فقال :من رب هذا الجمل ؟ فجاء فتي من الأنصار فقال لي يارسول الله فقال : ( أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها ؟ فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه) 6.وقال صلي الله عليه وسلم (اتقوا الله في هذه البهائم فاركبوها صالحة وكلوها صالحة ) 7. وقال (إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر فإن الله عز وجل إنما سخرها لكم لتبلغوا إلي بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس وجعل لكم الأرض فاقضوا حاجتكم ) 8.وأوصي بالرحمة بالحيوان عند ذبحه (وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ) تاسعا : رحمته بالطير 1- لقد كان صلى الله عليه وسلم رحيما حتى بالطير فقد كان يأكل لحم الطير الذي يصاد و لكنه لم يكن يتبعه و لا يصيده بل يحب أن يصاد له و يؤتى به فيأكله.. 2- سافر معه بعض أصحابه فرأوا حمرة معها فرخان يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه – راوي الحديث – فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت نفرش فلما جاء صلى الله عليه وسلم قال:" من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها غليها". قال: ورأى قرية نمل قد أحرقت فقال من أحرق هذه؟ فقلنا :نحن، فقال: إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار". صلوات ربي و تسليماته عليك يا سيدي يا رسول الله ... ترحم أنثى طائر فجعت بولدها وتأمر أصحابك أن يردوا عليها فراخها رحمة بمشاعر الأمومة وشفقة علي ضعفها إن عمرو بن العاص لما جاء علي مصر فاتحا أمر جنوده بأن يبنوا له فسطاطا (خيمة )لتكون مركزا للقيادة.ففر الروم إلي الإسكندرية فسار وراءهم وأمر بهدم الفسطاط ووجد يمامة باضت في أعلاه فقال :اتركوه عاشرا رحمته بالجماد للجماد عالمه الخاص فقد قال الله تعالي (فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين ) وقال (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم ) وكان لرسول الله صلي الله عليه وسلم جذع نخلة يخطب عليه فصنعوا له منبرا فحن الجذع إليه وبكي حتي قال رسول الله (والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لمازال هكذا حتي تقوم الساعة حزنا علي رسول الله صلي الله عليه وسلم )فأمر به فدفن ويروي لنا أنس أنه خرج مع رسول الله يوما يخدمه فلما قدم رسول الله صلي الله عليه وسلم رتجعا وبدا له جبل أحد قال (هذا جبل يحبنا ونحبه) حادي عشر: رحمته بالكفار 1.تقول السيدة أسماء رضي الله عنها قدمت علي أمي وهي مشركة فسألت رسول الله صلي الله عليه وسلم (أفأصلها ؟ قال : نعم صلي أمك )ثم نزل قول الله ( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياكم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين 2.وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما حاصر الطائف جاء أصحابه وقالوا :ادع عليهم فقال :اللهم اهد ثقيفا وأئت بهم ) وكذالك قال عن قبيلة دوس (اللهم اهد دوساوأئت بهم ) 3.وفي غزوة حنين كان من جملة الأسري الشيماء أخت رسول الله من الرضاعة قال لها رسول الله (إن أحببت فعندي مكرمة وإن أحببت أن أمتعك وترجعي إلي قومك فعلت)فقالت :بل تمتعني وتردني إلي قومي فأعطاها ثلاثة أعبد وجارية وردها إلي قومها 4.ويتحدث يوما مع السيدة عائشة رضي الله عنها ويخبرها بما لاقاه من قومه وأن ملك الجبال سلم عليه وقال :يا محمد قد سمع الله قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني الله إليك لتأمرني بأمرك فما شئت.إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فعلت. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (بل أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لاشريك له ولا يشرك به شيئا). 5.وقصة الغلام اليهودي الذي كان مريضا وعاده رسول الله صلي الله عليه وسلم فأمره بالشهاده فقال له أبوه : أطع أبا القاسم .فأسلم ثم مات فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (الحمد لله الذي أنقذه بي من النار ) ويري مرة رسول الله امرأة بين السبي تبحث عن ولدها فلما وجدته ألصقته ببطنها وأرضعته فقال النبي صلي الله عليه وسلم (أترون هذه طارحة ولدها في النار ؟)قلنا :لا فقال : (لله تعالي أرحم بعباده من هذه بولدها) وفي الحديث (لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش.إن رحمتي سبقت غضبي) والحديث المشهور (إن الله خلق يوم خلق السماوات والارض مائة رحمة كل رحمة طباق مابين السماء والأرض فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة علي ولدها والوحش والطير علي بعضها البعض فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة). |
|||
2010-03-09, 20:05 | رقم المشاركة : 20 | |||
|
الخلق الثاني عشر:الوفاء |
|||
2010-03-10, 14:50 | رقم المشاركة : 21 | |||
|
الحلم والاناة |
|||
2010-03-11, 17:24 | رقم المشاركة : 22 | |||
|
الخلق الرابع عشر : |
|||
2010-03-11, 17:30 | رقم المشاركة : 23 | |||
|
شكرا اخي على هذه المعلومات القيمة |
|||
2010-03-12, 22:59 | رقم المشاركة : 24 | |||
|
وأنت أخي الهواري زادك الله خيرا وبركة |
|||
2010-03-12, 23:01 | رقم المشاركة : 25 | |||
|
الخلق الخامس عشر :الكرم والسخاء |
|||
2010-03-13, 19:16 | رقم المشاركة : 26 | |||
|
الخلق السادس عشر
2. في يوم ... خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في غزوه... فلما كانو في طريق دعوتهم... نزلو في وادي كثير الشجر... فتفرق الصحابه تحت الشجر وناموا... وأقبل صلى الله عليه وسلم إلى شجره فعلق سيفه بغصن من أغصانها... وفرش رداءه ونام... في هذه الأثناء... كان رجل من المشركين يتبعهم ... فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم خالياً أقبل يمشي بهدوء... حتى التقط السيف من على الغصن... وصاح بأعلى صوته : يامحمد... من يمنعك مني؟ فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم... والرجل قائم على رأسه... والسيف في يده... يلتمع منه الموت... وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وحيداً.. ليس عليه إلا إزرار... فأصحابه متفرقون عنه نائمون... والرجل يعيش نشوة القوة و الأنتصار.. ويردد: من يمنعك مني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل ثقه: الله... فانتفض الرجل وسقط السيف... فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والتقط السيف وقال: من يمنعك مني فتغير الرجل واضطرب وأخذ يسترحم النبي صلى الله عليه وسلم... ويقول: لاأحد.. كن خير آخذ.. فقال له صلى الله عليه وسلم: تسلم؟ قال: لا... ولكن لا أكون في قوم هم حرب لك.. فعفا عنه صلى الله عليه وسلم... وأحسن إليه... وكان الرجل ملكا في قومه... فانصرف إليهم فدعا إليهم الإسلام ... فأسلمو..... 3.ولما فتح رسول الله صلي الله عليه وسلم مكة قال :يا أهل مكة ماتظنو أني فاعل بكم ؟قالوا :أخ كريم وابن أخ كريم حينئذ قال لهم قولته الخالدة (أقول لكم كما قال يوسف من ذي قبل (قال لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين )اذهبوا فأنتم الطلقاء ) 4. وعن وحشي قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي : وحشي ، قلت نعم ، قال : قتلت حمزة ، قلت نعم . والحمد لله الذي أكرمه بيدي ولم يهني بيده . قالت له قريش : أتحبه وهو قاتل حمزة ؟! فقلت : يا رسول الله فاستغفر لي فتفل في الأرض ثلاثة ودفع في صدري ثلاثة وقال : وحشي أخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصد عن سبيل الله . وقد عوض الله وحشي خيرا بأن قتل أخبث من في الأرض بعد أن قتل أطهر من في الأرض.فقد قتل بعد إسلامه مسيلمة الكذاب 5. أن امرأة يهودية أهدت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة مصلية بخيبر ، فقال لها : " ما هذه ؟ " ، قالت : هدية ، وحذرت أن تقول من الصدقة ، فأكل وأكل أصحابه ، ثم قال لهم : " أمسكوا " ، ثم قال للمرأة : " هل سممت هذه الشاة ؟ " ، قالت : من أخبرك ؟ ، قال : " هذا العظم " لساقها أو هو في يده ، قالت : نعم ، قال : " لم ؟ " ، قالت : قلت : إن كنت كاذبا أن يستريح الناس منك ، وإن كنت نبيا لم يضرك ، فاحتجم النبي - صلى الله عليه وسلم - على الكاهل ، وأمر أصحابه فاحتجموا ، فمات بعضهم . قال الزهري : " وأسلمت المرأة ، فذكروا أنه قتلها " . وفي رواية أنه عفا عنها 6. عن عبد الله قال ثم لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له فأعطاه قميصه وقال إذا فرغت منه فآذنا فلما فرغ آذنه به فجاء ليصلي عليه فجذبه عمر فقال أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين فقال استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فنزلت ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره فترك الصلاة عليهم )). وهو موجود كتاب الجنائز ج1 ص 427 باب الكفن في القميص الذي يكف أو لا يكف ومن كفن بغير قميص لحديث برقم 1210 (( حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال حدثني نافع عن بن عمر رضي الله عنهما ثم أن عبد الله بن أبي لما توفي جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه فقال آذني أصلي عليه فآذنه فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر رضي الله عنه فقال أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين فقال أنا بين خيرتين قال استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فصلى عليه فنزلت ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ما روعها من أخلاق طيبة.سبحان الله رغم التاريخ الأسود لابن أبي بن سلول ومؤآمراته وتخطيطاته وتحالفاته مع اليهود وتثبيطه للمسلمين ومع ذالك بعد موته يتعامل معه رسول الله صلي الله عليه وسلم هكذا حقا تلك التي بلغت به وهي التي لا يطيقها أغلب الناس . 7. عن أبي هريرة قال: كان إسلام ثمامة بن أثال الحنفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الله حين عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم بما عرض أن يمكنه منه وكان عرض لرسول الله وهو مشرك فأراد قتله فأقبل ثمامة معتمرا وهو على شركه حتى دخل المدينة فتحير فيها حتى أخذ فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به فربط إلى عمود من عمد المسجد فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه فقال: " ما لك يا ثمام هل أمكن الله منك " فقال: قد كان ذلك يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالا تعطه فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركه حتى إذا كان من الغد مر به فقال: " ما لك يا ثمام " قال: خير يا محمد ؛ إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعف تعف عن شاكر. وإن تسألا مالا تعطه ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة: فجعلنا المساكين. نقول بينن: ما نصنع بدم ثمامة والله لأكلة من جزور سمينة من فدائه أحب إلينا من دم ثمامة فلما كان من الغد مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ما لك يا ثمام " قال: خير يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالا تعطه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أطلقوه قد عفوت عنك يا ثمامة " فخرج ثمامة حتى أتى حائطا من حيطان المدينة فاغتسل فهي وتطهر وطهر ثيابه ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد فقال: يا محمد لقد كنت وما وجه أبغض إلي من وجهك ولا دين أبغض إلي من دينك ولا بلد أبغض إلي من بلدك ثم لقد أصبحت وما وجه أحب إلي من وجهك ولا دين أحب إلي من دينك ولا بلد أحب إلي من بلدك ؛ وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا رسول الله إني كنت خرجت معتمرا وأنا على دين قومي فأسرني أصحابك في عمرتي ؛ فسيرني صلى الله عليك في عمرتي فسيره رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرته وعلمه فخرج معتمرا فلما قدم مكة وسمعته قريش يتكلم بأمر محمد قالو: صبأ ثمامة فقال: والله ما صبوت ولكنني أسلمت وصدقت محمدا وآمنت به والذي نفس ثمامة بيده لا تأتيكم حبة من اليمامة وكانت ريف أهل مكة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف إلى بلده ومنع الحمل إلى مكة فجهدت قريش فكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه بأرحامهم إلا كتب إلى ثمامة يخلي لهم حمل الطعام ؛ ففعل ذلك رسول الله... 8.ومن مظاهر عفوه أنه لما سحره أحد اليهود (والقصة فيها ختلاف كبير) حتي أنه كان يخيل له أنه يأتي النساء ولا يأتيهن. فنزلت المعوذتين وأبطل الله ذالك السحر فقيل له : أفلا تنشرت ؟ بمعني استخرجت دفين ذالك السحر ليراه الناس فقال (أما الله فقد شفاني أكره أن أثر علي أحد من الناس 9.وفي صلح الحديبية هبط علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ثمانون رجلا من أهل مكة بالسلاح من قبل جبل التنعيم فدعا عليهم رسول الله فأخذهم الصحابة إلي رسول الله فعفا عنهم ونزل قول الله جل جلاله ( وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكجة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا ) 10.وقصة سهيل بن عمرو كان رجلا فصيحا فاحشا لما وقع يوم بدر أسيرا قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (دعني يارسول الله أنزع ثنتيه فلا يقوم عليك خطيبا بعد يوم .لكن رسول الله عفا عنه وقال : (دعه فلعله يسرك يوما ) وفي روايه (دعه ياعمر فعسي أن يقوم مقاما تحمده عليه ) وحقيقة لما توفي رسول الله صلي الله ارتجت مكة وحاول البعض أن يرتد والعياذ بالله فقام فيهم سهيل قائلآ (يامعشر قريش لاتكونو آخر من أسلم وأول من ارتد والله إن هذا الدين ليمتدن امتداد الشمس والقمر من طلوعهما إلي غروبهما ومن كان محمد إلاهه فإن محمدا قد مات والله حي لايموت) 11. عن أبي صرد زهير بن جرول - وكان رئيس قومه - قال: لما أسرنا رسول الله يوم حنين، فبينا هو يميز بين الرجال والنساء وثبت حتى قعدت بين يديه، وأسمعته شعرا أذكّره حين شب ونشأ في هوازن حيث أرضعوه: امنن علينا رسول الله في دعة * فإنك المرء نرجوه وننتظر امنن على بيضة قد عاقها قدر * ممزق شملها في دهرها غير أبقت لنا الحرب هتافا على حزن * على قلوبهم الغماء والغمر إن لم تداركها نعماء تنشرها * يا أرجح الناس حلما حين يختبر امنن على نسوة قد كنت ترضعها * إذ فوك تملؤه من محضها الدرر إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها * وإذ يزينك ما تأتي وما تذر لا تجعلنا كمن شالت نعامته * واستبق منا فإنا معشر زهر إنا لنشكر للنعمى وإن كفرت * وعندنا بعد هذا اليوم مدخر فألبس العفو من قد كنت ترضعه * من أمهاتك إن العفو مشتهر إنا نؤمل عفوا منك تلبسه * هذي البرية إذ تعفو وتنتصر فاغفر عفا الله عما أنت راهبه * يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر قال: فقال رسول الله : « أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لله ولكم ». فقالت الأنصار: وما كان لنا فهو لله ولرسوله . وسيأتي أنه عليه الصلاة والسلام أطلق لهم الذرية وكانت ستة آلاف ما بين صبي وامرأة، وأعطاهم أنعاما وأناسي كثيرا. حتى قال أبو الحسين ابن فارس: فكان قيمة ما أطلق لهم يومئذ خمسمائة ألف ألف درهم، فهذا كله من بركته العاجلة في الدنيا، فكيف ببركته على من اتبعه في الدار الآخرة؟ حث النبي صلي الله عليه وسلم أمته علي العفو الصفح 1.عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال (ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه ) 2.وعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلي الله عليهç وسلم يقول : (ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال :مانقص مال من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح باب مسأله إلا فتح الله عليه باب فقر) 3.وأوصي بالانصار فقال (إن الأنصار كرشي وعيبتي (أي خاصتي الذين أثق فيهم ) وإن الناس سيكثرون ويقلون فاقبلوا من محسنهم واعفوا عن مسيئهم ) 4.وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال :يارسول الله كم نعفوا عن الخادم فصمت ثم أعادها وفي الثالثة قال له : ( اعف عنه في كل يوم سبعين مرة ) 5.وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : إني لأذكر أول رجل قطعه رسول الله ...أتي بسارق فأمر بقطعه فكأنما أسف وجه النبي صلي الله عليه وسلم فقالوا يارسول الله :كاأنك كرهت قطعه .. قال : وما يمنعني لاتكونوا أعوانا للشيطان علي أخيكم إنه لاينبغي للإمام إذا نتهي إليه حد إلا أن يقيمه إن الله عفو يحب العفو وليعفوا وليصفحوا ) 6ولما سرقت لقاح رسول الله صلي الله عليه وسلم وكانت عشرون لقحة وكانت ترعي بذي قرد واستنقذها سلمخة بن الأكوع قال له رسول الله : (يابن الأكوع ملكت فاسجح )بمعني أعف عنهم واصفح 7.وهشم رجل فم رجل علي عهد معاوية فأعطي ديته فلم يقبل حتي أعطي ثلاثا فقال رجل :إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول lمن تصدق بدم أودنه كان كفارة له من يوم أن تصدق إلي يوم القيامة ) 8 وعن وائل بن حجر قال :كنت عند النبي صلي الله عليه وسلم إذ جيء برجل قاتل في عنقه النسعة قال :فدعا ولي المقتول فقال له :أتعفوا ؟ قال :لا قال: أفتأخذ الدية ؟قال :لا قال : أفتقتل ؟قال :نعم قال :اذهب به فلما ولي قال :أتعفوا ؟قال ؟لا قال ؟أفتأخذ الدية ؟قال ؟لا قال :أفتقتل ؟ قال :نعم قال :اذهب به فلما كان في الرابعة قالlأما إنك إن عفوت عنه يبوء بإثمه وإثم صاحبه قال :فعفا عنه من مواقف العفو عند الصحابة
4.وهذا عمرو بن العاص رضي الله عنه يركب بغلة له شهباء فيمر علي قوم فيقولون :من يقدر علي أن يسأله عن أمه استخفافا واستفزازا له فقام أحدهم وقال :أصلح الله الأمير أنت أكرم الناس خيلا فلم ركبت دابة إشهاب وجهها فقال :إني لاأمل دابتي ولا أمل رفيقي حتي يملني فقال :أصلح الله الأمير أما العاص فقد عرفناه وعلمنا شرفه فمن الأم فقال :علي الخبير سقطت أمي النابغة بنت حرملة بن عزة سبتها رماح العرب فأتي بها سوق عكاظ فبيعت فاشتراها عبد الله بن جدعان ووهبها للعاص بن وائل فولدت وأنجبت فإن كان جعل لك جعل فارجع فخذه وأرسل عنان دابته 5. وسكبت جارية لعلي بن الحسين ماء ليتوضأ فسقط الإبريق من يدها علي وجهه فشجه فرفع رأسه إليها فقالت الجارية إن الله يقول lوالكاظمين الغيظ )فقال :كظمت غيظي فقالت :والعافين عن الناس قال :عفا الله عنك فقالت :والله يحب المحسنين قال :أنت حرة لوجه الله 6.وأدخلوا علي ابن الزبير رجلا قد أحدث ذنبا فدعا بالسياط ليضربه فقال له الرجل :أسألك بمن تكون يوم القيامة بين يديه أذل مني بين يديك إلا عفوت عني .فنزل ابن الزبير عن سريره وألصق خده بالأرض وقال :قد عفوت عنك وهناك عشرات المواقف علي مدار التاريخ |
|||
2010-03-16, 23:09 | رقم المشاركة : 27 | |||
|
جزاك الله كل خير أختي ناسي تلمسان |
|||
2010-03-16, 23:10 | رقم المشاركة : 28 | |||
|
ومع الخلق السابع عشر وللأمانة فهذا الموضوع منقول |
|||
2010-03-18, 15:26 | رقم المشاركة : 29 | |||
|
الخلق الثامن عشر :الشوري |
|||
2010-03-18, 16:00 | رقم المشاركة : 30 | |||
|
اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد و على أله و صحبه و سلم |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
أخلاق, الرسول |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc