صينيون ينجحون في إنتاج حيوانات منوية صناعية علماء صينيون يتمكنون من إنتاج حيوانات منوية استخدمت في إنجاب فئران صغيرة بصحة جيدة، في خطوة رائدة قد تؤدي إلى علاج حالات العقم. العرب [نُشر في 27/02/2016، العدد: 10198، ص(24)]
آمال في علاج عقم الرجل
بكين - نجح فريق بحث صيني في استعمال مني صناعي لتخصيب بويضات داخل أنانيب لتكاثر الفئران. وتمكن العلماء الصينيون من إنتاج حيوانات منوية في المعمل استخدمت في إنجاب فئران صغيرة بصحة جيدة، في خطوة رائدة قد تؤدي إلى علاج حالات العقم.وكشفت الدراسة التي نشرت في مجلة “سيل ستيم جورنال” الأميركية أن العلماء استخدموا خلايا جذعية لتحويلها إلى حيوانات منوية “بدائية” تمكنت من تخصيب بويضات داخل أنابيب ليتم الحصول على فئران صغيرة بصحة جيدة وقادرة على التكاثر بدورها بشكل عادي عند البلوغ.
وقال جياهاو شا، مدير مختبر الصحة الإنجابية في جامعة نانجينغ في الصين إنه “إذا استمر هذا النجاح، فمن الممكن إنتاج بذور خلايا بشرية”.
وأضاف “في الوقت الحالي، يجب أن نفحص الجانب الأخلاقي والتأكد من عدم وجود أي مخاطر محتملة، فأي خطأ في الجينات التي يحملها الحيوان المنوي الصناعي قد يؤذي الأطفال الذين ولدوا عبر هذه التقنية وأيضا كل سلالتهم”.
وتكمن أهمية هذا النجاح في كون إنتاج المني معقدا للغاية، فمسار إنتاج خلايا الحيوانات المنوية في جسم الإنسان يستغرق قرابة شهر كامل.
ولأول مرة، تمت محاكاة العملية في المختبرات بنجاح، حيث تم استعمال الخلايا الجذعية لتحويلها إلى حيوانات منوية “أولية” لا تمتلك الذيول التي تسمح لها عادة بالحركة والتنقل داخل مهبل الأنثى.
ولتكون هذه الحيوانات المنوية الصناعية فعالة، يجب عليها أن تخصب البويضة داخل أنابيب، ليبدأ مسار آخر لا يقل تعقيدا عن الأول، إذ يتوجب على الحيوان المنوي أن “يتخلى” على نصف رصيده الجيني أو صبغياته (الكروموسومات)، للحفاظ على التوازن الجيني مع النصف الآخر الذي تأتي به البويضة، ما يسمى بالانقسام الاختزالي أو الانتصاف.
وقال فريق البحث الصيني إنه الأول في العالم الذي يتمكن من احترام ما يطلق عليه اسم “المعايير الذهبية” لتكون الحيوانات المنوية الصناعية ناجعة. ومن بين تلك المعايير، التوفق في عملية الانتصاف.
وقال جون سكيمنتي من جامعة “كورنيل” الأميركية وهو أحد المختصين الذين حددوا “المعايير الذهبية” إن “نجاحات هذه الدراسة رائعة جدا. لا أعرف أي فريق بحث آخر أحرز تقدما كبيرا مثل هذا التقدم”.
ويبقى استعمال المني والبويضات الصناعية ممنوعا لمعالجة العقم في عدد من دول العالم نظرا لمسائل تتعلق بالأخلاقيات والسلامة. ويبدي الكثير من المختصين والقانونيين قلقهم من إنتاج حيوانات منوية وبويضات صناعية، لا تنتسب إلى أي إنسان وقد تؤدي إلى ولادة طفل بشري “غير طبيعي”.