سنجيب حسب ما نرى:
لقد رسم المشوار الحياتي للانسان بصفة عامة وخصوصا في العصر الحديث على أنه على الواحد منا أن يدرس إلى أن يصل إلى الجامعة ثم يعمل ومن ثم ربما يتزوج ويواصل العمل والكد من أجل الأجر و...
لقد تم انتقاد هذه الصيغة لمشوار حياة الانسان من طرف البعض ولكن يمكن أن تنتقد هذه الصيغة لمشوار حياة الانسان إن ارتبطت بالمنظور الدنيوي فقط من دون أخذ الآخرة بعين الاعتبار.
إن الحقيقة التي يمكن اكتشافها في طريقة عيش الكفار أنهم لا يضعون في قاموس حياتهم حقيقة إسمها الموت وحتى لو كانوا يعلمون بأنه آت لا محالة فإنه لدرجة تجاهلهم له والعمل على نسيانه وحبهم للدنيا والانشغال بها أصبح هذا الموت مختف عن أنظارهم تماما هذا من دون الحديث عن رغبة البعض منهم في إيجاد دواء لشيء ليس له دواء ألا وهو الموت.
لذا فنحن بقصة جوبز نقف على مثال عن حياة الكافر:
فبعدما كان نظر جوبز موجها للعمل وتحقيق المال والإبداع ولربما الشهرة أصابه المرض فجأة وكان ذلك المرض قاتلا، لذا فإن جوبز أدرك في ذلك الحين بأنه ميت لا محالة ولكنه حينما نظر إلى حياته وجد بأنه لم يحسن تنظيمها ووضع الأمور في أماكنها الصحيحة حسب رؤيته لأكثر من خمسين سنة من عمره لذا حاول التدراك باتخاذ قرارات حاسمة وسريعة في حياته في السنوات القليلة المتبقية من عمره وأعتقد أنها كانت عامين وقد رأى جوبز بأن الشيء الذي فرط فيه في حياته هو القعود مع الزوجة والأولاد وقد صرح إن لم تخني الذاكرة بأنه وجد السعادة الحقيقية مع زوجته وأولاده ولكن الشيء المؤسف أنه لم يكتشف ضرورة معرفة السعادة الحقيقية إلا في نهاية المطاف وقد كان سبب تلك المعرفة هو الموت نفسه لذا فقد تمنى جوبز بالمحصلة لو أنه أدرك حقيقة الموت في بداية حياته حتى يتخذ القرارات الحاسمة والسريعة في حياته وتكون حياته بشكل أفضل طوال فترة عمره كلها وليس فقط في المرحلة الفاصلة بين معرفته للمرض القاتل وزمن موته.
لذا قال في النهاية: إن أعظم إبداع في هذه الحياة هو الموت.
المشكلة بأن جوبز لو كان مسلما لأدرك المعلومة بشكل أفضل وأحسن لأنه سيدرك تماما بأن هناك يوم آخر نعمل في الدنيا من أجله وبالتالي لا تكون نظرته للسعادة بأنها مع الأولاد والزوجة.
أين أنتم يا مسلمين يا من تمتلكون مقومات النهوض والحضارة ؟؟؟
أين أنتم يا من تركضون وراء المنظور الغربي للحياة؟؟؟