الجيش الأميركي يلجأ إلى الألعاب لتجنيد الشبان
--------------------------------------------------------------------------------
'جيش اميركا': غيم أوفر تعني العودة الى الوطن على نعش
الجيش الأميركي يلجأ إلى الألعاب لتجنيد الشبان
محللون: الجيش الأميركي يسوق ما لديه لفئة الشباب كما تسوق شركات معاجين الاسنان منتجاتها للمستهلكين.
واشنطن – من غلين تشابمن
يثير استخدام الجيش الأميركي للالعاب العسكرية على شبكة الانترنت في تجنيد الشبان وترغيبهم في الحياة العسكرية، غضب المنظمات الداعية للسلم التي تندد بالخلط بين اللعب والواقع.
وتأخذ هذه الجمعيات خصوصا على سلاح البر تقديم الدعم المالي لطرح لعبة في حزيران/يونيو المقبل على موقع "ويب غلوبل غيمينغ ليغ" الذي يقبل عليه بشغف هواة الالعاب الافتراضية.
ويقول اندرز ايكمان نائب رئيس مجموعة "ماكين وورلد غروب" التي تدير المشروع لحساب الجيش الاميركي ان هذه اللعبة وعنوانها "جيش اميركا" طرحت منذ خمس سنوات وهي واحدة من الالعاب الالكترونية العشر الاكثر شعبية في فئتها.
والجديد في الامر هو ان هذه اللعبة ستكون متوافرة مجانا على موقع "غلوبل غيمينغ ليغ". في المقابل سيكون على كل لاعب القبول بـ"اتصالات اضافية من قبل الجيش" عند تسجيل اسمه.
ويهدف استثمار سلاح البر الذي يقدر بمليوني دولار الى تجنيد شبان من اللاعبين الذين تتراوح اعمارهم بين 17 و24 عاما.
ويقول ريك جانكو المشارك في تأسيس "مشروع الشباب والفرص غير العسكرية" ان ذلك "جزء من هذه الحملة المستمرة منذ 20 عاما لجعل النزعة العسكرية تطغى على ثقافة الشباب".
وكشف ان "لذلك تاثيرا على الطريقة التي يفكر بها الشباب. وعلى رؤيتهم للعالم. انه امر شديد الخطورة".
ويقول اوسكار كاسترو المسؤول عن منظمة "اميركان فرندز سرفيس كوميتي" الداعية للسلام ان الامر المؤسف هو ان العسكريين المكلفين تجنيد الشبان يستخدمون التكنولوجيا والثقافة الشعبية لجذب الشباب من دون ان يظهروا لهم الجانب البشع للانخراط في الجيش.
ويتساءل كاسترو "اذا كان الامر يتعلق بواقع افتراضي لماذا لا نرى شبانا يصرخون وينادون على امهاتهم وهم يحتضرون؟" مؤكدا انه اختبر اللعبة.
واضاف "اذا اردتم اظهار الحرب كما هي فعليكم حقا اظهار ذلك. فلا يوجد 'غيم اوفر (انتهت اللعبة)' ثم نبدأ من جديد. ان 'غيم اوفر' تعني العودة الى دياركم في نعش".
ويؤكد كاسترو انه التقى لاعبين شبان يستهويهم الانضمام للجيش لا لشيء سوى لانهم يعشقون لعبة "جيش اميركا".
ويقول "كان من الغريب حقا رؤية ذلك. كانوا يرغبون في الانخراط في الجيش لكن رؤيتهم للطريقة التي يعمل بها الجيش رؤية مجتزأة".
ويرى جانكو ان الجيش يستخدم باطراد تقنيات دعاية التسويق والبيع الحديثة لتجنيد عسكريين جدد والعمل على جعل المجتمع الأميركي يقبل الحرب وينظر لها على انها وسيلة لحل المشاكل.
وقال "في السابق كان الخطاب يستنهض الروح الوطنية للشباب لكي ينضموا الى الجيش. والان يستخدمون تقنيات البيع كما تفعل شركات بيع معجون الاسنان".
واضاف ان "صنع وتشجيع الالعاب لم يكن ابدا مهمة الجيش في مجتمعنا".
واعتبر ان الدعايات التي تروج للتجنيد والتي تظهر الجنود على انهم فرسان نبلاء في دروع وخوذات لامعة والالعاب التي تمجد المعارك تجعل النزعة العسكرية تتغلب على الديموقراطية.
وقال ان "الخدمة في الجيش اصبحت مرغوبة شعبيا في حين يفترض بنا ان نعلم الشباب منذ صغرهم ان القاعدة الديموقراطية المدنية هي النموذج الذي يجب اتباعه".
واعتبر ان الحرب في العراق مثال لتأثير الالعاب العسكرية موضحا "يجب التأثير على الناس منذ طفولتهم ليكون هناك بالغون يؤيدون هذا النوع من الحروب".