مؤتمر الصومام بداية الخيانة و المؤامرة

[abdellah36]

صرّح المجاهد أرزقي باسطا للكاشف تعليقا على الوثيقة التي نشرها محمد زروال في كتابه “اللمامشة في الثورة” المنسوبة إلى العقيد أوعمران ممثل لجنة التنسيق والتنفيذ المسؤول في الخارج التي وصف فيها مجموعة من جيش التحرير الموجودين على التراب التونسي بـ”الفوج الإرهابي” بأنّ ذلك شيء غير مستغرب من بعض قيادات جبهة التحرير بعد مؤتمر الصومام، مؤكّدا بأنّه شخصيا وصف بالإرهابي وتمّ الزج به للسجون وإلحاقه بالمعتقلين عند جبهة التحرير بمجرّد أن دافع عن من سمّاهم بـ”المخلصين” من جماعة نوفمبر وخاصة منهم عبّاس لغرور ورفاقه.

نص الوثيقة التي أوردها محمد زروال في كتابه “اللمامشة في الثورة” الجزء الثاني

جيش وجبهة التحرير الوطني

البعثة الخارجية للجنة التنسيق والتنفيذ

قاعدة تونس

تقرير عن أنشطة مصطفى

الكاتب السابق لعاجل عجول. عينه الباهي ككاتب واستعمله في نشر دعايته الوبيلة المناهضة لسلطة لجنة التنسيق والتنفيذ كما أنّه انتصر للمنظمة التخريبية التي أنشئت في مدينة تونس من طرف مجموعة مهساس ومناصريه كالمعاند عبّاس [يقصد لغرور]، كما أنّه شارك في التحضير للمؤامرة التي تستهدف تهريب المسجونين. كما أنّه ينتمي إلى فوج إرهابي بل إنّه هو المسؤول عنه.

وقد اعترف البعض من أفراد مجموعته أنّه شارك في الحوادث التي وقعت في مدينة تونس.

كما أنّه وجّه مراسلات إلى منطقة تبسة في داخل التراب الجزائري يحرّض فيها الجنود على أن لا يعترفوا بسلطة المسؤولين المعينين من قبل لجنة التنسيق والتنفيذ، وباختصار فإنّه يدعو جهرا إلى التمرد، يجب عليه أن يجيب على جرائمه أمام السلطة العسكرية للولاية الأولى التي ينتمي إليها.

تونس في 07 مايو 1957.

عن العقيد أوعمران، ممثل لجنة التنسيق والتنفيذ،

المسؤول في الخارج.
في هذا الحوار يركّز المجاهد على التعليق على الوثيقة المذكورة ليزيل بعض اللبس عن المتابعين.

كثيرا ما تحدثت عن حالة الصراع التي وصلت لها الساحة الثورية في الجزائر عقب نتائج مؤتمر الصومام الذي لم تمثّل فيه الولاية التاريخية الأولى “أوراس النمامشة”، ولأنّك عشت الكثير من الأحداث التي واكبت الصراع في تونس نريد أن تعلق على هذه الوثيقة؛ خاصّة وصف عبّاس لغرور وعاجل عجول ورفاقهم بـ”الفوج الإرهابي” ؟ كيف وصل الأمر إلى هذا الاتهامات الخطيرة ؟
أوّلا أذكّر بأنّ الشيء الذي أعرفه من الوقائع التي حدثت في تونس كتبته ووثقته بالتفصيل في كتابي الذي أخرج بعد 43 سنة من كتابته أي سنة 2009 بالطبعة العربية ثمّ سنة 2011 ترجم إلى الفرنسية.

أمّا عن هذه الوثيقة فدعني أذكر كيف أنّ هذه “التهم” لم تخص فقط من ذكرهم أوعمران فيها … ففي مارس 1957 عندما دخلت تونس وجدت أوعمران هناك وهذه الحوادث دوّنتها في كتابي سالف الذكر، وقد كنت من قبل قد كلّفت من طرفه شخصيا –كما هو معروف- بقتل مهساس وعندما رفضت وأمروني بالعودة إلى تونس حذّرني الأخير، وقال بأنّ الأمور خطيرة إلا أنّي أبيتُ إلا العودة هناك، لأصدم بحجم الصراع “الصبياني” “صراع الذر” الذي تمر به الثورة، في الحقيقة أنا لا أسمّيه صراع أفكار أو مناطق أو ايدلويوجيا وغير ذلك فلم يرق لصراع ثوريين؛ بل كان صراعا من أجل مصالح شخصية ذاتية خالصة، وعند العودة دائما أذكر أنّي التقيت بن خدة وكريم ورشيد أحمد فكان قد بلغ مسامعهم بأنّي أُرسِلت لقتل مهساس حيث سألني بن خدّة على ذلك وأكّدت له صحّة ما وصلهم.

قلت هذا لتتضح صورة ما كان يحدث بعض الشيء لمن لا خلفية عنده وإلا فهي أمور معروفة والانقسام الحاصل في الحقيقة استثمر فيه الاحتلال الفرنسي وأرسل جواسيسه ووقع ما وقع.

أمّا عن هذه التهمة أي وصف مجاهدين مخلصين بـ”الفوج الإرهابي” فلم تتوقّف عند هؤلاء فقط –يقصد فوج تونس ورفقاء لغرور- بل أنا شخصيا بمجرّد أن دافعت عنهم وصفت بالإرهابي وتمّ إلحاقي بهم في الاعتقال من طرف هيئة التنسيق والتنفيذ.

مجرّد أن دافعت عن “المجاهدين المخلصين” في تونس حتى وصفت بالإرهابي وتمّ إلحاقي بهم في الاعتقال من طرف هيئة التنسيق والتنفيذ.
ما الشيء الذي جعلهم يصنّفون دفاعك أنت شخصيا عنهم في خانة “الإرهاب” هل كان انتقاما من رفضك قتل مهساس مثلا ؟
كنت مع أوعمران ممثل لجنة التنسيق والتنفيذ والذي زار مهساس بعد ذلك وطلب منه الصفح؛ قلت كنت عنده فتحدثت عن هؤلاء الذين يَدفعون إلى مزيد انقسام وعبث بالساحة الثورية في الجزائر ومحاكمات عسكرية لكل من يخالفهم الرأي ولا يقبلون إلا بمنطق “من ليس معنا فهو ضدّنا” فقلت إنّهم “خبثاء”، فقال لي أوعمران “إذا أصبحت أنا خبيثا”؛ ذلك أنّه كما قلت هو من كلّفني بقتل مهساس، فأنت تنظر كيف وصل الاستبداد بالرأي عند القوم إلى نصب محاكم عسكرية لكل من يخالفهم باسم “متمرد” أو “معاند” أو غير ذلك، بل أكثر من هذا وصل بهم الأمر إلى “تخويني” والزّعم بأنّي مبعوث من طرف الاحتلال الفرنسي لقتل أوعمران، أنا [وأعوذ بالله من كلمة أنا] الذين هرب إليّ الكثير من المجاهدين وآويت الكثير أصبح بين ليلة وضحاها “خائن” لأنّ لم أوافق على خطّهم!!.

إذا أن توافق على نظرة البعض للانقسام على أنّه حرب شنّتها جبهة التحرير بمعية هيئة التنسيق والتنفيذ ضد كل من لا يوافقهم الخط الذي سلكوه بعد مؤتمر الصومام ؟
هي باختصار واضح حملة من بعض القيادات التي شاركت في مؤتمر الصومام ووصلت إلى قيادة جبهة التحرير بعذ ذلك ضد كل من لم ينضم إليهم ولم يبد الاستعداد التّام للسير وفق التوجه الذي سلكوا سبيله.

هل نستطيع القول بأنّها حملة مركّزة على حاضنة الثورة الولاية التاريخية الأولى “أوراس النمامشة”، على اعتبار أنّ الكثير من مجاهدي المنطقة كانوا يقولون نحن جيش التحرير ولسنا جبهة التحرير خاصّة بعد إقصاء قيادات الولاية من المشاركة في مؤتمر الصومام ؟
هي لم تكن حرب مناطقية ولم يقصد بها الولاية الأولى بذاتها، فلم تكن الولاية التاريخية الأولى هي المستهدفة بهذه القرارات والمحاكم العسكرية وقد ذكرت لك أنّي أنا شخصيا وصفت بالإرهابي؛ وإنّما كانت حملة موجهة ضدّ من يخالف الخط الجديد للجبهة -ما بعد مؤتمر الصومام- أو لا يخضع لقرارات الهياكل التي أفرزها المؤتمر، وهذا جعلها حملة من القيادة الجديدة على النوفمبريين أو المتمسكين بالخط الأصيل لبيان أوّل نوفمبر.

تقصد بذلك “إقامة الدولة الجزائرية على المبادئ الإسلامية”.
كل من خالفهم ولم يسايرهم في الطرح فهو عدو لهم، أنا خالفتهم فأصبحت خائنا ؟