مساوئ الأخلاق ومذمومها - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مساوئ الأخلاق ومذمومها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-05-02, 04:14   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

أقسام النَّمِيمَة

للنَّميمة ثلاثة أقسام، وهي كما يلي:

1- النَّمِيمَة المحرمة:

هي نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد والإيقاع بينهم

دون وجود مصلحة شرعية في نقل الكلام.


2- النَّمِيمَة الواجبة:

وهي التي تكون للتحذير من شرٍّ واقع على إنسان ما

فيُخبر بذلك الشر ليحذره.

وقال ابن الملقن وهو يتحدث عن النَّمِيمَة:

(أمَّا إذا كان فعلها نصيحة في ترك مفسدة أو دفع ضرر

وإيصال خير يتعلق بالغير لم تكن محرمة ولا مكروهة

بل قد تكون واجبة أو مستحبة)


[7494] ((الإعلام بفوائد عمدة الأحكام)) (1/531).

قال النووي:

(وهذا كله إذا لم يكن في النقل مصلحة شرعية

وإلا فهي مستحبة، أو واجبة

كمن اطلع من شخص أنه يريد أن يؤذي

شخصًا ظلمًا فحذَّره منه)


[7495] ((فتح الباري)) لابن حجر (10/473).

3- النَّمِيمَة المباحة:

قال ابن كثير وهو يتحدث عن النَّمِيمَة:

(فأمَّا إذا كانت على وجه الإصلاح بين النَّاس

وائتلاف كلمة المسلمين، كما جاء في الحديث:

((ليس بالكذاب من يَنمَّ خيرًا))


[7496] رواه بمعناه البخاري (2692)، ومسلم (2605)

من حديث أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها.


أو يكون على وجه التخذيل والتفريق بين جموع الكفرة

فهذا أمر مطلوب، كما جاء في الحديث: ((الحرب خدعة))


[7497] رواه البخاري (3030)، ومسلم (1739)

من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.


وكما فعل نعيم بن مسعود في تفريقه

بين كلمة الأحزاب وبين قريظة

وجاء إلى هؤلاء فنمى إليهم عن هؤلاء كلامًا

ونقل من هؤلاء إلى أولئك شيئًا آخر

ثم لأم بين ذلك، فتناكرت النفوس وافترقت

وإنَّما يحذو على مثل هذا الذَّكاء والبصيرة النافذة)


[7498] ((تفسير القرآن العظيم)) (1/371).

قال النَّووي: (فلو دعت إلى النَّمِيمَة

حاجةٌ فلا منع منها، كما إذا أخبره أنَّ إنسانًا

يريد الفتك به أو بأهله أو بماله، أو أخبر الإمام

أو من له ولايةٌ بأنَّ فلانًا يسعى بما فيه مفسدةٌ

ويجب على المتولِّي الكشف عن ذلك)


[7499] ((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر الهيتمي (2/197).

وقسَّم النَّبي صلى الله عليه وسلم قسمةً

فقال رجلٌ من الأنصار: والله ما أراد محمدٌ

بهذا وجه الله، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

فأخبرته، فتمعَّر وجهه، وقال:

((رحم الله موسى، لقد أُوذي بأكثر من هذا فصبر))


[7500] رواه البخاري (3150)، ومسلم (1062)

من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.


قال ابن بطَّال: (في هذا الحديث من الفقه

أنَّه يجوز للرجل أن يخبر أهل الفضل

والستر من إخوانه بما يقال فيهم مما لا يليق بهم

ليعرفهم بذلك من يؤذيهم من الناس وينقصهم

ولا حرج عليه في مقابلته بذلك وتبليغه له.

وليس ذلك من باب النَّمِيمَة

لأنَّ ابن مسعود حين أخبر النَّبي عليه السلام

بقول الأنصاري فيه وتجويره له في القسمة

لم يقل له: أتيت بما لا يجوز، ونممت الأنصاري

والنَّمِيمَة حرام، بل رضي ذلك عليه السلام

وجاوبه عليه بقوله: ((يرحم الله موسى

لقد أُوذي بأكثر من هذا فصبر))


[7500] رواه البخاري (3150)، ومسلم (1062)

من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

وإنَّما جاز لابن مسعود نقل ذلك

إلى النَّبي عليه السلام؛ لأنَّ الأنصاري

في تجويره للنَّبي عليه السلام استباح إثمًا عظيمًا

وركب جرمًا جسيمًا، فلم يكن لحديثه حرمة

ولم يكن نقله من باب النَّمِيمَة)


[7502] ((شرح صحيح البخاري)) (10/252).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ النَّمِيمَة








 


رد مع اقتباس
قديم 2021-05-05, 03:39   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم النَّمِيمَة والنهي عنها في القرآن الكريم

- قال تعالى: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ

لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ [القلم: 10-13].

قال ابن كثير في قوله تعالى: (مَّشَّاء بِنَمِيمٍ يعني:

الذي يمشي بين الناس، ويحرش بينهم

وينقل الحديث لفساد ذات البين وهي الحالقة)


[7461] ((تفسير ابن كثير) (8/191).

- وقال تعالى: وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ [الهمزة: 1].

(قيل: اللُّمزة: النَّمَّام. عن أبي الجوزاء

قال: قلت لابن عباس: من هؤلاء؟

هم الذين بدأهم الله بالويل؟

قال: هم المشاءون بالنَّمِيمَة

المفرِّقون بين الأحبَّة، الباغون أكبر العيب)


[7462] ((جامع البيان)) للطبري (24/596).

وقال مقاتل: (فأما الهمزة فالذي ينمُّ الكلام

إلى الناس، وهو النَّمَّام)


[7463] ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (4/839).

- وقال تعالى: حَمَّالَةَ الْحَطَبِ [المسد: 4].

(قيل: كانت نمَّامة حمَّالة للحديث إفسادًا بين النَّاس

وسمِّيت النَّمِيمَة حطبًا

لأنَّها تنشر العداوة بين النَّاس

كما أنَّ الحطب ينشر النَّار.

قال مجاهد: يعني حمَّالة النَّمِيمَة، تمشي بالنَّمِيمَة)


[7464] ((تفسير مجاهد)) لمجاهد بن جبر (ص 759).

ذم النَّمِيمَة والنهي عنها في السنة النبوية

- عن حذيفة رضي الله عنه قال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((لا يدخل الجنة نمَّام))، وفي رواية ((قتَّات))


[7465] رواه مسلم (105).

وبيَّن ابن الملقن المراد بعدم دخول الجنة للنَّمام بقوله:

(وحمل على ما إذا استحل بغير تأويل

مع العلم بالتحريم، أو لا يدخلها دخول الفائزين)


[7466] ((الإعلام بفوائد عمدة الأحكام)) لابن الملقن (1/531).

قال ابن بطَّال: (قال أهل التأويل: الهمَّاز

الذي يأكل لحوم الناس، ويقال: هم المشاءون

بالنَّمِيمَة المفرقون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت

. والقتَّات: النَّمام عند أهل اللغة)


[7467] ((شرح صحيح البخاري)) (9/249).

- وعن عبد اللّه بن مسعود رضي الله عنه قال:

إنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم قال:

((ألا أُنبئكم ما العضة؟ هي النَّمِيمَة القالة بين النَّاس)).

وإنَّ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم قال:

((إنَّ الرَّجل يصدق حتَّى يكتب صدِّيقًا

ويكذب حتَّى يكتب كذَّابًا))


[7468] رواه مسلم (2606).

قال المناوي: (... ((القالة بين النَّاس)).

أي: كثرة القول، وإيقاع الخصومة بينهما

فيما يحكى للبعض عن البعض

وقيل: القالة بمعنى المقولة

وزعم بعضهم أنَّ القالة هنا جمع، وهم الذين

ينقلون الكلام، ويوقعون الخصومة بين الناس)


[7469] ((فيض القدير)) (3/133).

وقال ابن عثيمين: (هي النَّمِيمَة: أن ينقل الإنسان

كلام النَّاس بعضهم في بعض، من أجل الإفساد

بينهم، وهي من كبائر الذنوب)


[7470] ((شرح رياض الصالحين)) (6/147).

- وعن عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما قال:

((مرَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم بقبرين

فقال: إنَّهما ليعذَّبان، وما يعذَّبان في كبير أمَّا أحدهما:

فكان لا يستتر من البول، وأمَّا الآخر: فكان يمشي

بالنَّمِيمَة فأخذ جريدة رطبة، فشقَّها نصفين

فغرز في كلِّ قبر واحدة فقالوا: يا رسول الله

لم فعلت هذا؟ قال: لعلَّه يخفِّف عنهما ما لم ييبسا))


[7471] رواه البخاري (6052)، ومسلم (292).

قال ابن بطَّال:

(ومعنى الحديث: الحض على ترك النَّمِيمَة)


[7472] ((شرح صحيح البخاري)) (3/346).

وقال الشوكاني: (الحديث يدلُّ على نجاسة

البول من الإنسان، ووجوب اجتنابه، وهو إجماع

ويدلُّ أيضًا على عظم أمره وأمر النَّمِيمَة

وأنَّهما من أعظم أسباب عذاب القبر)


[7474] ((نيل الأوطار)) (1/121).

وقال السيوطي: (قد ذكر بعضهم السرَّ في تخصيص البول

والنَّمِيمَة، والغيبة بعذاب القبر

وهو أنَّ القبر أول منازل الآخرة

وفيه أنموذج ما يقع في يوم القيامة من العقاب

والثواب. والمعاصي التي يعاقب عليها يوم القيامة نوعان:

حقٌّ لله، وحقٌّ لعباده، وأوَّل ما يقضى فيه يوم القيامة

من حقوق الله، الصلاة، ومن حقوق العباد، الدِّماء

وأمَّا البرزخ فيقضى فيه في مقدمات هذين الحقين

ووسائلهما، فمقدمة الصَّلاة الطهَّارة من الحدث والخبث

ومقدمة الدَّماء النَّمِيمَة والوقيعة في الأعراض

وهما أيسر أنواع الأذى، فيبدأ في البرزخ

بالمحاسبة والعقاب عليهما.)


[7475] ((الحاوي للفتاوى)) (2/181).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ النَّمِيمَة









رد مع اقتباس
قديم 2021-05-06, 03:35   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

موقف المسلم من سماع النَّمِيمَة

عندما نسمع أحدًا يتكلم في أعراض الناس

وينمُّ عليهم فيجب علينا نصحه وزجره عن ذلك

فإن لم ينته فعلينا عدم الجلوس معه

لقول الله تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا

فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ

الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأنعام:68].


وقول النَّبي صلى الله عليه وسلم:

((من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده

فإن لم يستطع فبلسانه

فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان))


[7503] رواه مسلم (49)

من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.


(ثم احذر النَّمِيمَة وسماعها

وذلك أنَّ الأشرار يدخلون بين الأخيار في صورة النصحاء

فيوهمونهم النصيحة، وينقلون إليهم في عرض الأحاديث

اللذيذة أخبار أصدقائهم محرَّفة مموَّهة، حتى

إذا تجاسروا عليهم بالحديث المختلق يصرحون لهم

بما يفسد مودَّاتهم ويشوه وجوه أصدقائهم

إلى أن يبغض بعضهم بعضًا)


[7504] ((تهذيب الأخلاق)) لابن مسكويه (ص 175).

ماذا يفعل من حملت إليه النَّمِيمَة؟

قال الغزالي: (كل من حملت إليه النَّمِيمَة

وقيل له: إنَّ فلانًا قال فيك كذا وكذا

أو فعل في حقك كذا، أو هو يدبر

في إفساد أمرك، أو في ممالاة عدوك

أو تقبيح حالك، أو ما يجري مجراه

فعليه ستة أمور:


الأوَّل: أن لا يصدقه

لأنَّ النَّمام فاسق، وهو مردود الشهادة

قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ

فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ [الحجرات: 6].


الثاني: أن ينهاه عن ذلك وينصح له

ويقبح عليه فعله، قال الله تعالى:

وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ [لقمان: 17]


الثالث: أن يبغضه في الله تعالى

فإنَّه بغيض عند الله تعالى

ويجب بغض من يبغضه الله تعالى.


الرابع: أن لا تظنَّ بأخيك الغائب السوء

لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا

كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ [الحجرات: 12].


الخامس: أن لا يحملك ما حكي لك على التجسس

والبحث لتحقق اتباعًا لقول الله تعالى

: وَلا تَجَسَّسُوا [الحجرات: 12].


السادس: أن لا ترضى لنفسك ما نهيت النَّمام عنه

ولا تحكي نميمته؛ فتقول: فلان قد حكى

لي كذا وكذا، فتكون به نمَّامًا ومغتابًا

وقد تكون قد أتيت ما عنه نهيت)


[7505] ((إحياء علوم الدين)) (3/156).

(جاء رجل إلى علي بن الحسين رضي الله عنهما

فنمَّ له عن شخص، فقال: اذهب بنا إليه، فذهب معه

وهو يرى أنه ينتصر لنفسه، فلما وصل إليه

قال: يا أخي، إن كان ما قلت فيَّ حقًّا يغفر الله لي

وإن كان ما قلتَ فيَّ باطلًا يغفر الله لك)


[7506] ((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر الهيتمي (2/571).

اخوة الاسلام

و لمن يريد الاطلاع علي المزيد

يمكنه من خلال الروابط التالية


حِكم وأمثال في النَّمِيمَة

مسائل متفرقة حول النميمة

ذم النَّمِيمَة في واحة الشعر

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من خلق اخر









رد مع اقتباس
قديم 2021-05-09, 03:53   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

خُلُقِ الكَذِب

معنى الكذب لغةً:

الكَذِب نقيض الصِّدْقِ، كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِبًا

وكِذْبًا. فهو كَاذِب وكَذَّاب وكَذُوب

تقول: كذَّبت الرجل، إذا نسبته إلى الكذب

وأكْذَبتُه إذا أخبرت أن الذي يحدث به كذب


[7103] ((لسان العرب)) لابن منظور (1/704)

((مختار الصحاح)) للرازي (ص 267).


معنى الكذب اصطلاحًا:

هو الإخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه

سواء كان عمدًا أم خطئًا


[7104] ((فتح الباري)) لابن حجر (1/201).

وقال النووي: (الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو

عمدًا كان أو سهوًا، سواء كان

الإخبار عن ماض أو مستقبل)


[7105] ((شرح النووي على مسلم)) (1/69).

الفرق بين الكذب وبعض الألفاظ المترادفة

- الفرق بين الخرص والكذب:

(أنَّ الخرص هو الحزر، وليس من الكذب في شيء

والخرص ما يحزر من الشيء

يقال: كم خرص نخلك، أي: كم يجئ من ثمرته

وإنما استعمل الخرص في موضع الكذب

لأنَّ الخرص يجري على غير تحقيق

فشُبِّه بالكذب، واستُعمل في موضعه.

وأما التكذيب فالتصميم، على أنَّ الخبر كذب

بالقطع عليه، ونقيضه التصديق)


[7106] ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص 214).

- الفرق بين الكذب والافتراء والبهتان:

(الكذب: هو عدم مطابقة الخبر للواقع

أو لاعتقاد المخبر لهما على خلاف في ذلك.

والافتراء: أخص منه

لأنَّه الكذب في حق الغير بما لا يرتضيه

بخلاف الكذب فإنه قد يكون في حق المتكلم نفسه

ولذا يقال لمن قال: فعلت كذا ولم أفعل كذا.

مع عدم صدقه في ذلك: هو كاذب

ولا يقال: هو مفتر، وكذا من مدح أحدًا بما ليس فيه

يقال: إنه كاذب في وصفه، ولا يقال: هو مفتر

لأنَّ في ذلك مما يرتضيه المقول فيه غالبًا.

وقال سبحانه حكاية عن الكفار:

افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا [الأنعام: 93]

لزعمهم أنه أتاهم بما لا يرتضيه الله

سبحانه مع نسبته إليه.

وأيضًا قد يحسن الكذب على بعض الوجوه

كالكذب في الحرب، وإصلاح ذات البين

وعدة الزوجة، كما وردت به الرواية، بخلاف الافتراء.

وأما البهتان: فهو الكذب الذي يواجه به

صاحبه على وجه المكابرة له)


[7107] ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص 449).

- الفرق بين الكذب والإفك:

(الكذب: اسم موضوع للخبر الذي لا مخبر له على ما هو به

وأصله في العربية التقصير، ومنه قولهم: كذب

عن قرنه في الحرب. إذا ترك الحملة عليه

وسواء كان الكذب فاحش القبح

أو غير فاحش القبح.

والإفك: هو الكذب الفاحش القبح

مثل الكذب على الله ورسوله، أو على القرآن

ومثل قذف المحصنة، وغير ذلك مما يفحش قبحه

وجاء في القرآن على هذا الوجه

قال الله تعالى: وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ [الجاثية: 7])


[7108] ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص 450).

- الفرق بين الخُلف والكذب:

(الكذب فيما مضى، وهو أن تقول: فعلت كذا

ولم تفعله، والخلف لما يستقبل

وهو أن تقول: سأفعل كذا. ولا تفعله)


[7109] ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص 224).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الكَذِب









رد مع اقتباس
قديم 2021-05-10, 03:37   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

صور الكذب

للكذب صور كثيرة منها:

1- الكذب على الله تعالى ورسوله:

وهذا أعظم أنواع الكذب، (والكذب على الله نوعان:

النوع الأول أن يقول: قال الله كذا، وهو يكذب

والنوع الثاني: أن يفسر كلام الله بغير ما أراد الله

لأن المقصود من الكلام معناه

فإذا قال: أراد الله بكذا كذا وكذا

فهو كاذب على الله، شاهد على الله

بما لم يرده الله عزَّ وجلَّ

لكن الثاني إذا كان عن اجتهاد وأخطأ في تفسير الآية

فإنَّ الله تعالى يعفو عنه

لأنَّ الله قال: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج: 78

وقال: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا [البقرة: 286]

وأما إذا تعمَّد أن يفسِّر كلام الله بغير ما أراد الله

اتباعًا لهواه أو إرضاء لمصالح أو ما أشبه ذلك

فإنَّه كاذب على الله عزَّ وجل


[7136] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (6/156) بتصرف.

وقال تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا

أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ [الأنعام: 93].

(يقول تعالى: لا أحد أعظم ظلمًا، ولا أكبر جرمًا

ممن كذب على الله. بأن نسب إلى الله قولًا أو حكمًا

وهو تعالى بريء منه، وإنما كان هذا أظلم الخلق

لأنَّ فيه من الكذب، وتغيير الأديان أصولها، وفروعها

ونسبة ذلك إلى الله ما هو من أكبر المفاسد.

ويدخل في ذلك، ادعاء النبوة، وأنَّ الله يوحي إليه

وهو كاذب في ذلك، فإنه -مع كذبه على الله

وجرأته على عظمته وسلطانه يوجب على الخلق أن يتبعوه

ويجاهدهم على ذلك، ويستحل دماء من خالفه وأموالهم.

ويدخل في هذه الآية، كل من ادعى النبوة، كمسيلمة الكذاب

والأسود العنسي، والمختار

وغيرهم ممن اتصف بهذا الوصف)


[7137] ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص 264).

وقال صلى الله عليه وسلم: ((لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى

يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبًا مِنْ ثلاثين كلُّهم

يزعم أنَّه رسول الله


[7138] رواه البخاري (3609).

قال الله تعالى: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ

وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر: 60].

وقال سبحانه: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا

أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ [الأعراف: 37].

وقوله تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا

وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ

مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ

مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف: 33].

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم

((من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار))

[7139] رواه البخاري (110)، ومسلم (3)

من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.


وقال: ((من حدث عني بحديث

يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين))


[7140] رواه مسلم في باب وجوب الرواية عن الثقات

والترمذي (2662)


(وأكثر الناس كذبًا على رسول الله هم الرافضة الشيعة

فإنه لا يوجد في طوائف أهل البدع أحد أكثر منهم

كذبًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم

كما نص على هذا علماء مصطلح الحديث رحمهم الله

لما تكلموا على الحديث الموضوع قالوا:

إن أكثر من يكذب على الرسول هم الرافضة الشيعة

وهذا شيء مشاهد ومعروف لمن تتبع كتبهم)


[7141] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (6/156-157).

2- الكذب على الناس بادِّعاء الإيمان:

(كذب يظهر الإنسان فيه أنَّه من أهل الخير والصلاح

والتقى والإيمان، وهو ليس كذلك

بل هو من أهل الكفر والطغيان - والعياذ بالله -

فهذا هو النفاق، النفاق الأكبر الذين قال الله فيهم:

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ

وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ [البقرة: 8]

لكنَّهم يقولون بألسنتهم

ويحلفون على الكذب وهم يعلمون

وشواهد ذلك في القرآن والسنة كثيرة، إنهم -

أعني المنافقين أهل الكذب يكذبون على الناس

في دعوى الإيمان وهم كاذبون

وانظر إلى قول الله تعالى في سورة (المنافقون)

حيث صدر هذه السورة ببيان كذبهم حيث قال تعالى:

إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ [المنافقون: 1]

أكدوا هذه الجملة بكم مؤكد؟ بثلاثة مؤكدات

(نشهد) (إن) (اللام) ثلاثة مؤكدات

يؤكدون أنهم يشهدون أنَّ محمدًا رسول الله

فقال الله تعالى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ

إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المنافقون: 1]

في قولهم (نشهد إنك لرسول الله)

هذا أيضًا من أنواع الكذب

وهو أشدُّ أنواع الكذب على الناس

لأنَّ فاعله والعياذ بالله منافق)


[7142] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (6/157).

3- الكذب في الحديث بين الناس:

(الكذب في الحديث الجاري بين الناس يقول:

قلت لفلان كذا. وهو لم يقله. قال فلان كذا

. وهو لم يقله. جاء فلان. وهو لم يأت وهكذا

هذا أيضًا محرم ومن علامات النفاق

كما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم:

((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب))...)


[7143] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (6/158).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الكَذِب









رد مع اقتباس
قديم 2021-05-19, 12:38   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الكذب والنهي عنه في القرآن الكريم

- قال الله تعالى: إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ

اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النحل: 105].

(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ على الله وعلى رسوله شِرارُ الخلق

الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ من الكفرة والملحدين

المعروفين، بالكذب عند الناس)


[7110] ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (4/604).

- وقال سبحانه: وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ [الجاثية: 7].

(أي: كذَّاب في مقاله، أثيم في فعاله.

وأخبر أنَّ له عذابًا أليمًا

وأنَّ مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ [الجاثية: 10]

تكفي في عقوبتهم البليغة)


[7111] ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (775).

- وقال عزَّ وجلَّ: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ

عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ

وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ [الشعراء: 221-223].

- وقال سبحانه: لَوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء

فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النور: 13]

- وقال في وصف المنافقين: أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ

لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ

مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ

وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ

وَلَئِن قُوتِلُوا لا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ

لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنصَرُونَ [الحشر: 11-12].

قال السعدي في قوله: وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ:

(في هذا الوعد الذي غروا به إخوانهم

ولا يستكثر هذا عليهم، فإنَّ الكذب وصفهم

والغرور والخداع مقارنهم، والنفاق والجبن يصحبهم

ولهذا كذبهم الله بقوله، الذي وجد مخبره

كما أخبر الله به، ووقع طبق ما قال

فقال: لَئِنْ أُخْرِجُوا من ديارهم جلاءً

ونفيًا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ لمحبتهم للأوطان

وعدم صبرهم على القتال، وعدم وفائهم بوعدهم)


[7112] ((تيسير الكريم الرحمن)) (851).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الكَذِب









رد مع اقتباس
قديم 2021-05-20, 04:12   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الكذب والنهي عنه في السنة النبوية

- عن أبي هريرة رضي الله عنه

عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال:

((آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب

وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان))


[7113] رواه البخاري (33)، ومسلم (59).

- وعنه أيضًا رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكلِّ ما سمع))


[7114] رواه مسلم (4).

قال ابن الجوزي: (فيه تأويلان، أحدها:

أن يروي ما يعلمه كذبًا، ولا يبينه فهو أحد الكاذبين

والثاني: أنَّ يكون المعنى بحسب المرء أن يكذب

لأنَّه ليس كلُّ مسموع يصدق به

فينبغي تحديث الناس بما تحتمله عقولهم)


[7115] ((كشف المشكل من حديث الصحيحين)) (1/340).

- وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه

عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:

((من حلف بملة غير الإسلام كاذبًا متعمدًا فهو كما قال

ومن قتل نفسه بحديدة عُذِّب بها في نار جهنم))


[7116] رواه البخاري (1363).

(ومعنى الحديث النهي عن الحلف بما حلف به من ذلك

والزجر عنه، وتقدير الكلام: من حلف بملة غير الإسلام

كاذبًا متعمدًا، فهو كما قال، يعنى فهو كاذب حقًّا

لأنَّه حين حلف بذلك ظنَّ أنَّ إثم الكذب واسمه ساقطان عنه

لاعتقاده أنَّه لا حرمة لما حلف به

لكن لما تعمد ترك الصدق في يمينه

وعدل عن الحق في ذلك، لزمه اسم الكذب

وإثم الحلف، فهو كاذب كذبتين: كاذب بإظهار تعظيم

ما يعتقد خلافه، وكذب بنفيه ما يعلم إثباته

أو بإثبات ما يعلم نفيه. فإن ظنَّ ظانٌّ أنَّ

في هذا الحديث دليلًا على إباحة الحلف بملة غير الإسلام صادقًا

لاشتراطه في الحديث أن يحلف به كاذبًا

قيل له: ليس كما توهمت؛ لورود

نهي النَّبي صلى الله عليه وسلم، عن الحلف بغير الله

نهيًا مطلقًا، فاستوى في ذلك الكاذب والصادق

وفي النهي عنه)


[7117] ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (3/350).

- وعن أبي محمد، الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما

قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك

فإنَّ الصدق طمأنينة، والكذب ريبة))


[7118] رواه الترمذي (2518)، والنسائي (5711)

قال ابن رجب: (يشير إلى أنَّه لا ينبغي

الاعتماد على قول كلِّ قائل

كما قال في حديث وابصة:

((وإن أفتاك الناس وأفتوك))


[7119] رواه أحمد (4/228) (18035)

وإنما يعتمد على قول من يقول الصدق

وعلامة الصدق أنَّه تطمئن به القلوب، وعلامة الكذب

أنه تحصل به الريبة

فلا تسكن القلوب إليه، بل تنفر منه.

ومن هنا كان العقلاء في عهد النَّبي صلى الله عليه وسلم

إذا سمعوا كلامه وما يدعو إليه، عرفوا أنه صادق

وأنه جاء بالحق، وإذا سمعوا كلام مسيلمة

عرفوا أنه كاذب، وأنه جاء بالباطل

وقد روي أن عمرو بن العاص سمعه قبل إسلامه يدعي

أنه أنزل عليه: يا وبر يا وبر، لك أذنان وصدر

وإنك لتعلم يا عمرو.

فقال: والله إني لأعلم أنك تكذب)


[7120] ((جامع العلوم والحكم)) (ص 285).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الكَذِب









رد مع اقتباس
قديم 2021-05-21, 15:34   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

حُكم الكذب وما يُباح منه

قال النووي: (قد تظاهرتْ نصوصُ الكتاب والسنة

على تحريم الكذب في الجملة

وهو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب.

وإجماعُ الأمة منعقدٌ على تحريمه مع النصوص المتظاهرة

فلا ضرورة إلى نقل أفرادها

وإنما المهمُّ بيان ما يُستثنى منه

والتنبيه على دقائقه)


[7131] ((الأذكار)) (ص 377).

ثم قال: (وقد ضبط العلماءُ ما يُباح منه.

وأحسنُ ما رأيتُه في ضبط

ما ذكرَه الإِمامُ أبو حامد الغزالي فقال: الكلامُ

وسيلةٌ إلى المقاصد، فكلُّ مقصودٍ محمودٍ يُمكن التوصلُ

إليه بالصدق والكذب جميعًا، فالكذبُ فيه حرامٌ

لعدم الحاجة إليه، وإن أمكنَ التوصل إليه بالكذب

ولم يمكن بالصدق، فالكذبُ فيه مباحٌ

إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحًا

وواجبٌ إن كان المقصود واجبًا، فإذا اختفى مسلم

من ظالم، وسأل عنه، وجبَ الكذبُ بإخفائه

وكذا لو كان عندَه أو عندَ غيره وديعة

وسأل عنها ظالمٌ يُريدُ أخذَها

وجبَ عليه الكذب بإخفائها، حتى لو أخبرَه بوديعةٍ

عندَه فأخذَها الظالم قهرًا، وجبَ ضمانُها على المودع

المخبر، ولو استحلفَه عليها، لزمَه أن يَحلفَ ويورِّي

في يمينه، فإن حلفَ ولم يورِّ، حنثَ على الأصحِّ

وقيل: لا يحنثُ. وكذلك لو كان مقصودُ حَرْبٍ

أو إصلاحِ ذاتِ البين، أو استمالة قلب المجني عليه

في العفو عن الجناية لا يحصل إلا بكذب

فالكذبُ ليس بحرام، وهذا إذا لم يحصل

الغرضُ إلا بالكذب، والاحتياطُ في هذا كلِّه أن يورِّي

ومعنى التورية أن يقصدَ بعبارته مقصودًا صحيحًا

ليس هو كاذبًا بالنسبة إليه

وإن كان كاذبًا في ظاهر اللفظ.

ولو لم يقصد هذا، بل أطلق عبارةَ الكذب

فليس بحرام في هذا الموضع.

قال أبو حامد الغزالي: وكذلك كلُّ ما ارتبط به

غرضٌ مقصودٌ صحيح له أو لغيره، فالذي له

مثل أن يأخذَه ظالم، ويسألَه عن ماله ليأخذَه

فله أن ينكرَه، أو يسألَه السلطانُ عن فاحشةٍ

بينَه وبينَ الله تعالى ارتكبَها، فله أن ينكرَها

ويقول: ما زنيتُ، أو ما شربتُ مثلًا.

وقد اشتهرتِ الأحاديث بتلقين الذين

أقرُّوا بالحدود الرجوع عن الإِقرار.

وأما غرضُ غيره، فمثل أن يُسأَل

عن سرِّ أخيه فينكرَهُ ونحو ذلك

وينبغي أن يُقابِلَ بين مَفسدةِ الكذب والمفسدةِ المترتبة

على الصدق، فإن كانت المفسدةُ في الصدق أشدَّ ضررًا

فله الكذبُ، وإن كان عكسُه، أو شكَّ

حَرُم عليه الكذب، ومتى جازَ الكذب

فإن كان المبيحُ غرضًا يتعلَّق بنفسه

فيستحبُّ أن لا يكذبَ، ومتى كان متعلقًا بغيره

لم تجزِ المسامحةُ بحقِّ غيره، والحزمُ تركه

في كلِّ موضعٍ أُبيحَ، إلا إذا كان واجبًا)


[7132] ((الأذكار)) (ص 377)

وانظر ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/137).


وهذه بعض الحالات التي يباح فيها الكذب، وهي:

1- (في الحرب؛ لأنَّ الحرب خدعة

ومقتضياتها تستدعي التمويه على الأعداء

وإيهامهم بأشياء قد لا تكون موجودة

واستعمال أساليب الحرب النفسية ما أمكن

ولكن بصورة ذكية لبقة.

2- في الصلح بين المتخاصمين؛ حيث إنَّ ذلك يستدعي

أحيانًا أن يحاول المصلح تبرير أعمال كل طرف وأقواله

بما يحقق التقارب ويزيل أسباب الشقاق، وأحيانًا ينسب

إلى كل من الأقوال الحسنة في حق صاحبه ما لم يقله

وينفي عنه بعض ما قاله؛ وهو ما يعوق الصلح

ويزيد شقة الخلاف والخصام.

3- في الحياة الزوجية؛ حيث يحتاج الأمر أحيانًا


إلى أن تكذب الزوجة على زوجها، أو يكذب

الزوج على زوجته، ويخفي كل منهما عن الآخر

ما من شأنه أن يوغر الصدور، أو يولد النفور

أو يثير الفتن والنزاع والشقاق بين الزوجين

كما يجوز أن يزف كل منهما للآخر من معسول

القول ما يزيد الحب، ويسر النفس

ويجمل الحياة بينهما، وإن كان ما يقال كذبًا

لأن هذا الرباط الخطير يستحق أن يهتم به غاية الاهتمام

وأن يبذل الجهد الكافي ليظل قويًا جميلًا مثمرًا)


[7133] ((الرائد دروس في التربية والدعوة)) لمازن الفريح (3/264).

فعن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وكانت

من المهاجرات الأول اللاتي بايعن

النَّبي صلى الله عليه وسلم أخبرته:

أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهو يقول: ((ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس

ويقول خيرًا، وينمي خيرًا))


[7134] نميت حديث فلان إلى فلان إذا بلغته

على وجه الإصلاح وطلب الخير.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/341).


قال ابن شهاب: ولم أسمع يرخص

في شيء مما يقول الناس كذب

إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس

وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها


[7135] رواه البخاري (2692)، ومسلم (2605).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الكَذِب









رد مع اقتباس
قديم 2021-05-22, 14:38   رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

من الأخطاء الشائعة في الكذب:

الكذب الأبيض والأسود


يظن بعض الناس أن هناك كذبًا أبيض وهو حلال

وكذبًا أسود وهو حرام، والأمر ليس كذلك

فالكذب كله حرام، قال ابن عثيمين:

(والكذب حرام وكلما كانت آثاره أسوأ

كان أشد إثمًا، وليس في الكذب شيء حلالًا

وأما ما ادعاه بعض العامة

حيث يقولون: إن الكذب نوعان: أسود، وأبيض

فالحرام هو الأسود، والحلال هو الأبيض

فجوابه: أن الكذب كله أسود، ليس فيه شيء أبيض

لكن يتضاعف إثمه بحسب ما يترتب عليه

فإذا كان يترتب عليه أكل مال المسلم أو غرر

على مسلم صار أشد إثمًا، وإذا كان لا يترتب عليه

أي شيء من الأضرار فإنه أخف ولكنه حرام)


[7162] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (2/570).









رد مع اقتباس
قديم 2021-06-06, 15:25   رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

خُلُقِ الإِسَاءة

معنى الإِسَاءة لغةً:

الإساءة مصدر أساء الرَّجل إِساءةً: خِلاف أحْسَن

وأساء الشَّيء: أفْسَده، ولم يُحْسِن عَمَله

ويقال: أساء به، وأساء إليه، وأساء عليه

وأساء له ضِد أحسن، معنًى واستعمالًا

وقول سَيِّئ: يَسُوء


[4201] انظر: ((مفردات القرآن)) للرَّاغب الأصفهاني (ص: 441)

((تاج العروس)) للزبيدي (1/274).


معنى الإِسَاءة اصطلاحًا:

الإساءة هي: فعل أمر قبيح جار مجرى الشَّرِّ

يترتَّب عليه غمٌّ لإنسان في أمور دينه ودنياه

سواء أكان ذلك في بدنه أو نفسه

أو فيما يحيط به من مال أو ولد أو قنية


[4202] ((نضرة النعيم)) (9/3838).

الفرق بين الإِسَاءة وبعض الصِّفات

- الفرق بين الإِسَاءة والمضَرَّة:

أنَّ الإِسَاءة قبيحة، وقد تكون مَضَرَّة حَسَنة

إذا قُصِد بها وَجهٌ يَحْسُن، نحو المضَرَّة بالضَّرْب

للتَّأديب، وبالكَدِّ للتَّعلُّم والتَّعليم


[4203] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص: 43).

- الفرق بين الإِسَاءة والسُّوء:

أنَّ الإِسَاءة: إنفاق العمر في الباطل

والسُّوء: إنفاق رزقه في المعاصي


[4204] ((تفسير الماوردي)) (4/301).

أنَّ الإِسَاءة: فِعْلُ المسيء

والسُّوء: الفعل ممَّا يسوء


[4205] ((تفسير الماوردي)) (4/301).

أنَّ الإِسَاءة: اسمٌ للظُّلم

يقال: أَسَاء إليه إذا ظَلَمه

والسُّوء: اسمٌ الضَّرر والغَمِّ

يقال: سَاءَه يسُوؤه، إذا ضَرَّه وغَمَّه

وإن لم يكن ذلك ظُلمًا

[4206] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص 43).

- الفرق بين الإِسَاءة والنِّقْمَة:

أنَّ النِّـقْمَة قد تكون بحقٍّ، جزاءً على كُفران النِّعمة.

والإِسَاءة: لا تكون إلَّا قبيحة.

ولذا لا يصحُّ وصفه تعالى بالمسيء

وصحَّ وصفه بالمنتقم.

قال -سبحانه-: وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ [آل عمران: 4]

وقال: وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ [المائدة: 95]


[4207] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص 43).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الإِسَاءة










رد مع اقتباس
قديم 2021-06-06, 17:29   رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك يا دكتور وزين خُلقك ورزقك رضاه تعالى .









رد مع اقتباس
قديم 2021-06-07, 14:15   رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali harmal مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك يا دكتور وزين خُلقك ورزقك رضاه تعالى .
اللهم امين ...

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2021-06-07, 14:39   رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذمُّ الإِسَاءة والنهي عنها في القرآن الكريم

- قال تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ

إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ

وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ

ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ [البقرة: 83].

(وفيه النَّهي عن الإِسَاءة إلى الوالدين..

وللإحسان ضدَّان: الإِسَاءة

وهي أعظم جرمًا، وترك الإحسان بدون إساءة

وهذا محرم)


[4208] ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص 57). .

- قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ [المؤمنون: 96].

(أي: إذا أَسَاء إليك أعداؤك، بالقول والفعل

فلا تقابلهم بالإِسَاءة)


[4209] ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص 558). .

- قال تعالى: إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ

وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا [الإسراء: 7].

(أي: فإليها ترجع الإِسَاءة لِمَا يتوجَّه إليها مِن العقاب

فرغَّب في الإحسان، وحذَّر مِن الإِسَاءة)


[4210] ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (3/230). .

- قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ

وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ

صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصِّلت: 34-35].

(أي: فإذا أَسَاء إليك مُسِيءٌ مِن الخَلْق

-خصوصًا مَن له حقٌّ كبير عليك، كالأقارب

والأصحاب، ونحوهم- إِسَاءةً بالقول أو بالفعل

فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فَصِلْه

وإن ظلمك، فاعف عنه، وإن تكلَّم فيك

-غائبًا أو حاضرًا- فلا تقابله، بل اعف عنه

وعامله بالقول اللَّيِّن. وإن هجرك، وترك خِطَابك

فَطيِّبْ له الكلام، وابذل له السَّلام

فإذا قابلت الإِسَاءة بالإحسان، حصل فائدةٌ عظيمةٌ)


[4211] ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص 749). .

- قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء

فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [فصِّلت:46].

- قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء

فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ [الجاثية: 15].

قال السعدي: (وفي هذا حثٌّ على فعل الخير

وترك الشَّرِّ، وانتفاع العاملين، بأعمالهم الحسنة

وضررهم بأعمالهم السَّيِّئة)


[4212] ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص 751).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الإِسَاءة









رد مع اقتباس
قديم 2021-06-08, 15:19   رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذمُّ الإِسَاءة والنهي عنها في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن معاذ بن جبل رضي الله عنه:

أنَّ النَّبي بعثه إلى قوم، فقال: يا رسول الله

أوصني. قال: ((افشِ السَّلام وابذل الطَّعام...

وإذا أَسَأت فأَحْسِن، ولتحسِّن خلقك ما استطعت))


[4213] رواه البزار في ((المسند))

وصحَّحه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصَّحيحة)) (3559). .


قال ملا علي القاري:

(وإذا أَسَأت فأَحْسِن. وهو يحتمل معنيين

أحدهما: أنَّه إذا فعل معصية، يحدثها توبة

أو طاعة، وإذا أَسَاء إلى شخصٍ، أَحْسَن إليه

ومنه قوله تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ [فصِّلت: 34])


[4214] ((مرقاة المفاتيح)) لملا علي القاري (6/2416). .

- عن أبي ذر رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((مَن أحسن فيما بقي، غُفِر له ما مضى

ومَن أَسَاء فيما بقي، أُخِذ بما مضى وما بقي))


[4215] رواه الطبراني في ((المعجم الأوسط))

وحسَّنه الألباني في ((صحيح التَّرغيب)) (3156).


- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال

: ((قال رجل: يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهليَّة؟

قال: مَن أحسن في الإسلام لم يؤاخذ

بما عمل في الجاهلية

ومَن أَسَاء في الإسلام أُخِذ بالأوَّل والآخر))


[4216] رواه البخاري (6921)، ومسلم (120).

قال العيني: (منهم مَن قال: المراد بالإِسَاءة

في الإسلام: الارتداد مِن الدِّين)


[4217] ((عمدة القاري)) للعيني (24/76).

وقال المناوي:

(فالمراد بالإِسَاءة: الكفر؛ وهو غاية الإِسَاءة)


[4218] ((التيسير بشرح الجامع الصَّغير)) للمناوي (2/754).

- عن أبي بكرة رضي الله عنه قال:

قال النَّبي صلى الله عليه وسلم:

((أَلَا أنبِّئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا. قالوا: بلى

يا رسول الله! قال: الإشراك بالله

وعقوق الوالدين))


[4219] رواه البخاري (2654)، ومسلم (87).

قال الهيتمي:

(فانظر كيف قَرَن الإِسَاءة إليهما وعدم البِرِّ والإحسان

إليهما بالإشراك بالله تعالى

وأكَّد ذلك بأمره بمصاحبتهما بالمعروف

وإن كانا يجاهدان الولد على أن يشرك بالله تعالى)


[4220] ((الزواجر)) للهيتمي (2/107).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الإِسَاءة









رد مع اقتباس
قديم 2021-06-09, 15:32   رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

بين الإِسَاءة والإحسان

الإِسَاءة ضدُّ الإحسان، والإحسان واجبٌ

فالإِسَاءة ممنوعةٌ

لأنَّ قولك: أَحْسِن إلى فلان

يقوم مقام قولك: لا تسئ إليه

وذلك معنى مقتضاه فقط.

وأما قولك: لا تسيء إليه

فليس فيه الإحسان إليه.

وكذلك إذا قلت: لا تحسن إليه

فليس فيه أن تسيء إليه أصلًا

لأنَّ هذا مِن الأضداد التي بينها وسائط

والوسيطة هاهنا التي بين الإِسَاءة والإحسان: المتَاركة

. وأمَّا إذا قلت: أَسِئ إلى فلان

ففيه رفع الإحسان عنه

لأنَّ الضدَّ يدفع الضدَّ، إذا وقع أحدهما بطل الآخر


[4241] ((رسائل ابن حزم)) (4/283)

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الإِسَاءة









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:58

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc