مشفق أنا جدا علي سجناء مصر والجزائر، فالذي يضيع و يدفع الثمن هم مجموعات من الجماهير المصرية والجزائرية التعبانه والفقيرة التي لا تملك شيئا سوي هذا الانتماء الساذج والمفرط في المحك الوطني الذي يجعل من حب المنتخب حبا للوطن، ويعبر عن الإخلاص للبلد في صورة سب وقذف وضرب وحرق من طرف مشجعي الفريقين!
هؤلاء مواطنون في غالبيتهم شباب مضحوك عليه متوسط الثقافة محبط بلا مشروع ولا قضية، أقنعتهم السلطة الرابعة والمعروفة بوسائل الإعلام المذنبة في مصر والجزائر بأن حب المنتخب هو أسمي معاني الحياة، وأن الآخرين حقدة وحسدة وظلمة فأطلقوا الغوغاء من عقالهم ولخصوا معني الوطنية في بذاءة اللسان ضد المنافسين ورمي الحجارة علي الخصم والتهليل والتهبيل في التشجيع كأننا في حرب ضروس!
الفئة الباغية في مهزلة وعار أحداث العنف المتبادل بين جمهور مصر والجزائر هي رجال الحكم في الدولتين والإعلام منحط الكفاءة وسفيه العقل وقليل الوعي والثقافة في الدولتين، أما الشعبان فقد تحولا إلي جماهير شغب تم شحنهما بالغضب والحقد تجاه بعضهما واستغلال مشاعر ساذجة وعصبية متوقدة وتعصب أحمق في إشعال حريق نفسي وسياسي لكن ينطفئ سريعا و تزول آثاره بسرعة! والحمد لله