الفرح في العيد عبادة ...قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > أرشيف قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الفرح في العيد عبادة ...قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-07-28, 19:15   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*طالبة الجنّة*
عضو جديد
 
الصورة الرمزية *طالبة الجنّة*
 

 

 
إحصائية العضو










B18 الفرح في العيد عبادة ...قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا

بسم الله الرحمن الرحيم



إنه لجديرٌ بالمسلمينَ أن يتأمَّلُوا في سيرته العَطِرة - عليه الصلاة والسلام - فينظروا كيف كان اجتهادُه في العبادة؛ للتَّأَسِّي والاقتداء, كيف كان زُهْده في الدنيا؛ فيُقلِّلوا من جَرْيهِم وراء الشهوات والملذَّات. كيف كان تعامله في المواقف والمناسبات؛ فيعرفوا طريقة التعامل المُثْلَى, كيف كان ثباتُه على الدعوة في وَجْه التحَدّيات؛ فيتعلموا الصُّمُود وقت المِحَن، وشدة الابتلاء؛ وهكذا.



]ودَعُونا - أيها الأكارم - نُسَلِّط الضوء على هَدْيه المبارك - صلى الله عليه وسلم - في الأعياد؛ فإنَّ الأعياد في الإسلام لها شأنٌ عظيم, ومما يدل على ذلك؛ أن الإسلام قرن كلّ واحدٍ من عيدَيْه العظيمينِ بشَعيرةٍ من شَعائره العامَّة، التي لها جلالها ومكانتُها, هاتان الشَّعِيرَتان هما: شهر رمضان: الذي جاء عيد الفِطْر مِسْك ختامه, وكلمة الشكر على تمامه؛ والحج: الذي كان عيد الأضْحَى بعض أيامِه, والوقت المبين لمُعْظم أحكامه.




إن أكْمَل هَدْي هو هَدْي نبينا الكريم, وأعظم منهجٍ هو منهجه القَوِيم, تَرَكَنَا على المَحَجَّة البيضاء؛ ليلها كنهارها لا يَزِيغ عنها إلا هالك. فالمتأمِّل في هَدْيه المبارك خلال أيام الأعياد يجد أن فيها منَ اللَّهْو المُباح, والفرح والانْشِرَاح, والتَّوْسِعَة على الأهل, ونشر المحبة والسلام, الشيء الكثير، والمواقف النبوية العظيمة تشْهَد بذلك؛ فقد جاء في الصحيحَيْنِ عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: إن أبا بكر دخل عليها، والنبي - صلى الله عليه وسلم - عندها في يوم فطر أو أَضْحى، وعندها جاريتان تُغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم حرب بُعَاث، فقال أبو بكر: "أَمِزْمَارُ الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟"، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((دَعْهُما يا أبا بكر، فإنَّ لكل قوم عيدًا، وإنَّ عيدنا هذا اليوم)).



فكيف وبعض المسلمينَ في يوم عيدهم العظيم, في حُزن وعبوس وتجنُّب إظهار أي فرح؛ بحجة أنه لا يليقُ أن يفرحَ المسلمون وهم يرَوْنَ "القُدْس الشريف" ما زال يغتصبه اليهود, والأمة في حال ضَعْف وهَوَان, وجراحاتها الدَّامية لا تكاد تنتهي, مع العلم أنَّ النَّبِيَّ - عليه الصلاة والسلام - لم يمنع الفرح، حتى والقدس ومكة كلاهما في يد الكُفَّار على عهده, فما أروع هَدْيَهُ الكريم، عليه مِنَّا أزكى صلاة، وأعطر تسليم!!




إِذَا نَحْنُ أَدْلَجْنَا وَأَنْتَ إِمَامُنَا كَفَى بِالْمَطَايَا طِيبُ ذِكْرَاكَ حَادِيَا
مَنْ فهِمَ هذا الدينَ على حقيقته, والسُّنَّة في صورتها المُثْلى, عَرَف أنَّ ديننا دين تسامُح وفرح، لا دين تَزَمُّت وانْغِلاق، نَعَم إنه يُستَحَبُّ للمسلم التوسعة على أهله في أيام العيد بأنواع ما يحصل لهم من بَسْط النفس، والترويح عنهم، وأَخْذهم للرحلات الترفيهية. ولو تأملنا مُراعاة النبي - صلى الله عليه وسلم – لعائشة، وحرصه على أن تَلْهو وتفرح؛ كما جاء في حديث: "لعب الأحباش"، تقول عائشة: "رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يَسْتُرني بردَائه، وأنا أنْظُر إلى الحبشة، يلعبون في المسجد حتى أكون أنا التي أسْأَم، فاقْدُروا قَدْر الجارية الحديثة السن، الحريصة على اللهو"؛ مُتَّفق عليه. وأيضًا في مُسْنَد أحمد بسند صحيح، ورد عن عائشة أنها قالت أن الرسول - صلوات ربي وسلامه عليه - قال عند لعب الأحباش في المسجد: ((لتَعْلَم يهود أنَّ في ديننا فُسْحَة، وأني بُعثْتُ بحنيفية سَمْحَة))، وجاء في الأثر: "رَوِّحوا القلوب ساعة بعد ساعة؛ فإن القلوب تكل".




فأين إخوتنا الرافضون لأي نافذة فرح من تلك السيرة العَطِرة؟، ولماذا لا يجعلونها نِبْراسًا لهم في حياتهم؟
وعمومًا لئن كان من حق العيد أن نبهج به ونفرح، وكان من حَقِّنا أن نتبادلَ التهاني، ونطرح الهموم، ونتهادى فيما بيننا, فإنَّ كُلَّ هذا لا يُنسينا أبدًا حُقُوقَ إخواننا المَكْلُومينَ والمشرَّدِينَ شرقًا وغربًا؛ بل نقف معهم في مِحْنتهم؛ كالجسد الواحد، نشحذ هِمَمهم، ونقوي عزائمهم، ونبسط الأيدي بالبَذْل لهم، ونطلق ألسنتنا بالدعاء لهم، فهذا هو الشعور المُجْدِي، الذي يُترجم إلى عملٍ واقعي، لا يُراد من ذلك تذراف الدموع، ولبس ثياب الحِداد في العيد، وإنما يُراد من ذلك أن تَظهرَ أمَّتُنا في أعيادها؛ كما أراد محمد - عليه الصلاة والسلام - بمظهر الأمة الواعية، التي تلزم الاعتدال في سَرَّائها وضَرَّائها، فلا يحول احتفاؤها بالعيد دون الشعور بمصائبها التي يرزح تحتها فريقٌ من أبنائها، وهو القائل - عليه الصلاة والسلام -: ((مَنْ نفَّس عن مؤمن كُرْبة من كُرَبِ الدنيا، نفَّس الله عنه كُرْبةً من كُرَب يوم القيامة، والله في عَوْن العبد ما كان العبد في عَوْن أخيه))؛ رواه مسلم




وباختصار: فإن العيد الذي ترجَمَهُ لنا رسول الهُدَى - عليه الصلاة والسلام - هو مناسبة غالية، ومظهر من مظاهر الفخر تتجَلّى فيه الشعائر الدينية، والنفحات المُحمدية، وصورة حيَّة تجسد أعظم المعاني الحسنة. إن العيد بحق هو ربيع حياة الإنسان، فكما أنَّ للأرض ربيعًا تزخر فيه بأنواع النبات: صِنْوان، وغير صِنْوان، وفي ربيع الأرض تظهر ألوانُ الأرض على سطحها، وقد أخذت الأرض زُخرفها، وازَّيَّنَت، واهْتَزَّت، وَرَبَتْ، فإن ربيع الحياة الإنسانية هذا العيد الذي هو بمثابة فُسحة إلهية، يتحقق من خلالها تناسي الآلام البشرية، والابتسام لنعمة الله، وإشعال النشاط؛ لاقتحام الصعاب؛ والانتصار على الأهوال؛ وتحصيل ما تطلب الأمة من أسباب الكمال.



العيد فُرصة طيّبة؛ لتتوجه الأمة نحو روافد الخير، وجعل كل فردٍ يستشعر عِظَم المسؤولية المُلْقاة على عاتقه؛ ليُجَسِّد لدى الأفراد السمو الروحي، والسمو الأخلاقي؛ بل أستطيعُ القول: إنَّ العيدَ صفحة أخيرة في خِتام العام، يقرأ المؤمن من خلالها حالَه مع ربه، ونفسه، ومن حوله، فهل نحن فاعلون؟!



بارك الله للمُسلمينَ في أعيادهم، ومكَّن لهم دينهم الذي ارْتَضَى لهم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.
الشيخ حسين مسعود القحطاني









 


قديم 2014-09-11, 23:54   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
shanfara
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية shanfara
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الموضوع بارك الله فيك










قديم 2014-09-21, 14:55   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سرورة المسرورة
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

كلام في الصميم و جاء في وقته جازاك الله كل خير










قديم 2014-09-21, 15:03   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
raoufnina
عضو محترف
 
الصورة الرمزية raoufnina
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الموضوع بارك الله فيك










قديم 2015-01-01, 22:06   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
hassani1994
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

كلام في الصميم










 

الكلمات الدلالية (Tags)
العيد, الفرد, عبادة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc