هل أنت راض عن رمضان الماضي ... - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > أرشيف قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل أنت راض عن رمضان الماضي ...

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-08-01, 13:14   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
كمال55
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كمال55
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أحــاديث نبوية تتعلق بالصوم
الترغيب في الصوم مطلقاً وفضل دعــاء الصائــم

الحديث الأول : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم إني صائم، و الذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه. رواه البخاري واللفظ له و مسلم.

الحديث الثاني : عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد. رواه البخاري ومسلم و النسائي والترمذي.

الحديث الثالث : عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب منعته الطعام و الشهوة فشفعني فيه: ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان . رواه الطبراني و أحمد في الكبير

الحديث الرابع : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ترد دعوتهم : الصائم حين يفطر، والإمام العادل، و دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام و تفتح لها أبواب السماء و يقول الرب: و عزتي و جلالي لأنصرنك ولو بعد حين. رواه أحمد


الترغيب في صيام رمضان احتساباً وقيام ليله

الحديث الأول : عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قام ليلة القدر إيمانا ً و إحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، و من صام رمضان إيماناُ و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. رواه البخاري ومسلم.

الحديث الثاني : روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أُعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة قبلهم : خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، و تستغفر لهم الحيتان حتى يفطروا، و يزين الله عز وجل كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المئونة، و يصيروا إليك، و تصفد فيه مردة الشياطين ، فلا يخلصوا فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره و يغفر لهم في آخر ليلة. قيل : يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال : لا ولكن العامل إيما يوفى أجره إذا قضي عمله. رواه أحمد والبزار والبيهقي

الحديث الثالث : وعن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، فلما رقي عتبةٌ، قال: آمين، ثم رقي أخرى فقال: آمين ثم رقي عتبة ثالثة فقال: آمين، ثم قال: أتاني جبريل عليه السلام فقال : يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ، فقلت : آمين ، فقال: من أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله فقلت آمين، قال: ومن ذكرت عنده ولم يصل عليك فأبعده الله فقلت آمين. رواه ابن حبان في صحيحه

الحديث الرابع : روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب السماء فلا يغلق منها باب حتى يكون آخر ليلة من رمضان و ليس عبد مؤمن يصلي في ليلة فيها إلا كتب الله له ألفاً و خمسمائة حسنة بكل سجدة و بنى له فيي الجنة ياقوتة حمراء لها ستون ألف باب لكل منها قصر من ذهب موشح بياقوتة حمراء فإذا صام أول يوم من رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه إلى مثل ذلك اليوم من شهر رمضان، و استغفر له كل يوم سبعون ألف ملك من صلاة الغداة إلى أن توارى بالحجاب، وكان له بكل سجدة يسجدها في شهر رمضان بليل أو نهار شجرة يسير الراكب في ظلها خمسمائة عام. رواه البيهقي

الحديث الخــامس : و عن سلمان رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان:قال: ياأيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من الف شهر ، شهر جعل الله صيامه فريضة و قيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصله من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه و من أدى فريضه فيه كان كمن أدى سبعين فريضه فيما سواه ، وهو شهر الصبر و الصبر ثوابه الجنة و شهر المواساة و شهر يزاد في رزق المؤمن فيه، من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه و عتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أ، ينقص من أجره شئ، قالوا: يا رسول الله : ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمه و أوسطه مغفرة , وآخره عتق من النار، من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له ، وأعتقه من النار، واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم و خصلتين لا غناءبكم عنهما: فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، و تستغفرونه، و أما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما: فتسألون الله الجنة و تعوذون به من النار ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة. رواه ابن خزيمه في صحيحه عن طريق البيهقي و رواه ابو الشيخ ابن حبان.

الحديث السادس : روى الطبراني في الأوسط عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هذا رمضان قد جاء تفتح فيه أبواب الجنة و تغلق أبواب النار و تغل فيه الشياطين بُعداً لمن أدرك رمضان فلم يغفر له ، إذا لم يغفر له فمتى.

الحديث السابع : عن مالك رحمه الله أنه سمع من يثق به من أهل العلم يقول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته أن يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم فأعطاه الله ليلة القدر خيرا من ألف شهر ، ذكره في الموطأ


الترهيــب في إفطار شيء من رمضان بغير عــذر

الحديث الأول : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقضه صوم الدهر كله وإن صامه. رواه الترمذي.


الترغيــب في صوم ستة أيام من شهر شوال

الحديث الأول : عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر. رواه مسلم وأبو داود والترمذي و النسائي وابن ماجه والطبراني

الحديث الثاني : وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه . رواه الطبراني في الأوسط.


الترغيــب في السحـور سيما بالتمــر

الحديث الأول : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسحروا فإن في السحور بركة. رواه البخاري و مسلم و النسائي والترمذي وابن ماجه.

الحديث الثاني : وعن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: فصل ما بين صيامنا و صيام أهل الكتاب أكلة السحر. رواه مسلم و أبوا داود و الترمذي والنسائي وابن ماجه.

الحديث الثالث : وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين. رواه الطبراني في الأوسط و ابن حبان في صحيحه.

الحديث الرابع : وروي عن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يحبها الله عز وجل : تعجيل الإفطار و تأخير السحور و ضرب اليدين على الأخرى في الصلاة. رواه الطبراني في الأوسط.

الحديث الخــامس : و عن أبي هريره رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون . رواه أبو داود وابن ماجه وابن خزيمه وابن حبان.


الترغيــب في الفطر على التمــر

الحديث الأول : عن سلمان بن عامر الضبي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يجد تمراً فماء فإنه طهور. رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجه وابن حبان.

الحديث الثاني : وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء. رواه ابو داود و الترمذي



الترغيــب في إطعــام الطعــام

الحديث الأول : عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شئ. رواه الترمذي و النسائي وابن ماجه و ابن خزيمه وابن حبان.

الحديث الثاني : وروي عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فطر صائماً على طعام وشراب من حلال صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان و صلى عليه جبريل ليلة القدر. رواه الطبراني في الكبير، و أبو الشيخ ابن حبان .


الترهيب للصائم من الغيبة والفحش والكذب

الحديث الأول : عن أبي هريره رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه . رواه البخاري و ابو داود والترمذي و النسائي وابن ماجه.

الحديث الثاني : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم إني صائم. رواه ابن خزيمه وابن حبان.

الحديث الثالث : وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رُب صائم ليس من صيامه إلا الجوع ورُب قائم ليس له من قيامه إلا السهر. رواه البخاري .


الترغيــب في الاعتكـــاف

الحديث الأول : روي عن علي بن حسين عن أبيه رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اعتكف عشرا من رمضان كان كحجتين و عمرتين. رواه البيهقي.


الترغيــب في صدقــة الفطر

الحديث الأول : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث و طعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة و من أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقة. رواه ابن ماجه وابوداود و الحاكم.

الحديث الثاني : وعن عبدالله بن ثعلبة أو ثعلبة بن عبدالله بن أبي صعير عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صاع من بر أو قمح على كل صغير أو كبير حر أو عبد ذكر أو أنثى غني أو فقير أما غنيكم فيزكيه الله ,وأما فقيركم فيرد الله عليه اكثر مما أعطى. رواه أحمد و أبو داود.

الحديث الثالـــث : وعن جرير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صوم شهر رمضان معلق بين السماء والأرض ولا يرفع إلا بزكاة الفطر. رواه أبو حفص ابن شاهين









 


قديم 2008-08-01, 13:15   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
كمال55
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كمال55
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أحاديث رمضانية ضعيفة
هذه وقفة مع بعض الأحاديث الضعيفة أردت التنبيه عليها لكثرة تداولها بين الناس في رمضان ونسبتها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ضعفها أو كونها موضوعه :

1- حديث : ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ) رواه البزار والطبراني وفي سنده زائدة بن أبي الرقاد ، قال عنه البخاري : منكر الحديث . وضعفه النسائي ، وابن حبان . وقد بيَّن بطلانه ابن حجر في ( تبيين العجب بما ورد في رجب ) .

2- حديث : ( اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ) رواه الترمذي 3447 وضعفه . وفي سنده سليمان بن سفيان : ضعيف . وقال الهيثمي : في إسناده عند الطبراني : عثمان بن إبراهيم الحاطبي ضعيف . وقال ابن القيم : في أسانيد طرق هذا الحديث لين . وقال : يذكر عن أبي داود في بعض نسخه أنه قال : ليس في هذا الباب حديث مسند .

3- حديث : ( أظلكم شهر عظيم .. وذكر فيه : أن أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ) ... إلخ . وهو معروف بحديث سلمان الفارسي . مع الأسف كثيرًا ما نسمع من الخطباء من يجعل خطب هذا الشهر في شرح هذا الحديث مع أنه حديث باطل . رواه ابن خزيمة وقال : إن صح الخبر . وفي سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف ، وسعيد بن المسيب لم يسمع منه ، وفي إسناده اضطراب وفي متنه نكارة .

4- حديث : ( لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها ) رواه أبو يعلى 9/180 وقال : في سنده جرير بن أيوب ضعيف . وأخرجه ابن خزيمة 1886 وقال : إن صح الخبر .

5- حديث : ( صوموا تصحوا ) أخرجه أحمد 2/380 والطبراني وأبو نعيم والحاكم ، وهو حديث ضعيف .

6- حديث عبدالرحمن بن سمرة الطويل : ( إني رأيت البارحة عجبًا .. رأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشًا كلما ورد حوضًا مُنع وطُرد . فجاءه صيامه فسقاه وأرواه ) رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي ، وفي الآخر خالد بن عبدالرحمن المخزومي ، وكلامها ضعيف . انظر : ( إتحاف السادة المتقين 8/119 ) وضعَّفه ابن رجب .

7- حديث : ( الصائمون ينفخ من أفواههم ريح المسك ، ويوضع لهم مائدة تحت العرش ) ذكره السيوطي في الدر المنثور 1/182 وضعَّفه ابن رجب وغيره .

8- حديث : ( إن الجنة لتزخرف وتنجد من الحول إلى الحول لدخول رمضان فتقول الحور العين : يا رب ، اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك أزواجًا ) رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه الوليد بن الوليد القلانسي ، وهو ضعيف .9

9- حديث : ( الصائم إذا أُكل عنده صلت عليه الملائكة ) أخرجه ابن خزيمة والترمذي 784 ، وابن ماجه 1748 ، والطيالسي 1666 ، وهو حديث ضعيف . انظر الضعيفة 1332.

10- حديث : ( أحب العباد إلى الله أعجلهم فطرًا ) أخرجه أحمد 2/329 ، وابن حبان 886 ، والبيهقي 4/237 ، والبغوي 1732 ، وفي سنده قرة بن عبدالرحمن حيوئيل وهو ضعيف ، وأخرجه ابن خزيمة 2062 ، والترمذي 700 وضعَّفه ، وجاء عند البخاري ومسلم : ( يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) .

11- حديث : ( نوم الصائم عبادة ) أورده السيوطي في الجامع الصغير 9293 وعزاه للبيهقي ورمز له بالضعف من طريق عبدالله بن أبي أوفى . وضعفه زين الدين العراقي والبيهقي والسيوطي . انظر الفردوس 4/248 ، وإتحاف السادة 4/322 .

12- حديث : ( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قائم حظه من قيامه السهر ) رواه ابن ماجه 1690 وفي سنده أسامة بن زيد العدوي ضعيف ، ومعناه صحيح .

13- حديث : ( من صلى العشاء الآخرة في جماعة في رمضان فقد أدرك ليلة القدر ) أخرجه الأصبهاني وأبو موسى المديني . وذكره مالك بلاغًا 1/321 وهو مرسل من كلام ابن المسيب ، وجاء عند ابن خزيمة 2195 وفي سنده عقبة بن أبي الحسناء مجهول كما قال ابن المديني . فهو ضعيف

14- حديث : ( كان إذا دخلت العشر اجتنب النساء واغتسل بين الأذانين ، وجعل العشاء سحورًا ) حديث باطل ، في سنده حفص بن واقد . قال ابن عدي : هذا الحديث من أنكر ما رأيت له . وجاء هذا الحديث بعدة أسانيد كلها ضعيفة .

15- حديث : ( من صام بعد الفطر يومًا فكأنما صام السنة ) ، وحديث : ( الصائم بعد رمضان كالكار بعد الفار ) ذكره صاحب كنز العمال 24142 وهو حديث ضعيف

16- حديث : ( من صام رمضان وشوال والأربعاء والخميس دخل الجنة ) رواه أحمد 3/416 وفيه راوٍ لم يسمَّ ، والحديث ضعيف على كل حال .

17- حديث : ( لا تكتحل بالنهار وأنت صائم ) رواه أبو داود 2377 وقال : قال ابن معين : هو حديث منكر .

18- حديث : ( ذاكر الله في رمضان مغفور له ) أورده السيوطي في الجامع الصغير 4312 وعزاه للطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب . وفي سنده هلال بن عبدالرحمن وهو ضعيف .

19- حديث : ( الصوم في الشتاء ) رواه الترمذي 797 وهو مرسل ، وفي سنده نمير بن عريب . لم يوثقه غير ابن حبان . وهو ضعيف ، وكذلك حديث : ( الشتاء ربيع المؤمن ) ضعيف ومعناه صحيح .

20- حديث : ( استعينوا بطعام السحر على صيام النهار ، وبالقيلولة على قيام الليل ) أخرجه الحاكم وابن ماجه وفي سنده زمعة بن صالح وسلمة بن وهرام ضعيفان ، فالحديث ضعيف .

21- حديث : ( من أفطر يومًا من رمضان من غير عذر لم يجزئه صيام الدهر كله ولو صامه ) أخرجه أبو داود 2396 ، والترمذي 723 وقال : لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وقال : سمعت محمدًا - يعني البخاري - يقول : في سنده أبو المطوس ولا أعرف له غير هذا الحديث , وقال ابن حجر في الفتح 4/161 : تفرد به أبو المطوس ولا أردي أسمع من أبي هريرة أم لا ، وقال الذهبي في الصغرى : لا يثبت

22- حديث : ( اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ) رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة 481 ، وأبو داود 2358 وفي سنده عبدالملك بن هارون بن عنترة ضعفه أحمد والدارقطني . وقال : قال يحيى : هو كذا . وقال أبو حاتم : متروك . وقال ابن القيم في زاد المعاد 2/51 : لا يثبت هذا الحديث

23- حديث : ( ثلاثة لا يفطرن الصائم : الحجامة والقيء والاحتلام ) رواه الترمذي 719 وضعفه . بل الحجامة تفطر ، والقيء إذا تعمد يفطر ، أما الاحتلام فلا

24- حديث : ( تحفة الصائم الدهن والمجمر ) رواه الترمذي 801 وضعفه . وفي سنده سعد بن طريف ضعيف .

25- حديث : ( إن لله في كل ليلة ستمائة ألف عتيق من النار ، فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بعدد ما مضى ) رواه البيهقي وهو مرسل من كلام الحسن البصري

26- حديث : ( خصاء أمتي الصيام ) قال الألباني في مشكاة المصابيح 1/225 : لم أقف على سنده ، لكن نقل الشيخ القاري 1/461 عن ميرك أن فيه مقالاً

27- حديث : ( الصوم نصف الصبر ) في سنده موسى بن عبيدة . متفق على ضعفه . وقد أخرجه الترمذي 3519 ، وابن ماجه 1745 ، وأحمد والبيهقي . ضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع

28- حديث : ( من قام ليلة العيد ) . وفي لفظ : ( من أحياها محتسبًا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ) رواه ابن ماجه وفيه بقية مدلس وقد عنعن ، فالحديث ضعيف

29- حديث : ( ليس في الصوم رياء ) أخرجه البيهقي عن ابن شهاب الزهري مرسلاً

30- حديث : ( صيام رمضان بالمدينة كصيام ألف شهر فيما سواه ) وفي لفظ : ( خير من ألف رمضان فيما سواه من البلدان ) أخرجه البيهقي وقال : إسناده ضعيف . وأخرجه الطبراني في الكبير ، والضياء في المختارة . وقال الهيثمي : فيه عبدالله بن كثير وهو ضعيف . وقال الذهبي في الميزان : إسناد مظلم

31- حديث : ( سيد الشهور شهر رمضان وأعظمها حرمة ذو الحجة ) رواه البزار والديلمي . وفيه يزيد بن عبدالملك النفيلي وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/140

32- حديث : ( إن في السماء ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله فإذا دخل رمضان استأذنوا ربهم أن يحضروا مع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - صلاة الترايح ) أخرجه البيهقي في الشعب 3/337 موقوفًا على علي . وضعفه السيوطي في الدر المنثور 8/582 ، والمتقي النهدي في كنزل العمال 8/410

33- حديث : ( إن للصائم عنده فطره دعوة لا ترد ) أخرجه أحمد 2/305 ، والترمذي 3668 ، وابن خزيمة 1901 ، وابن جاه 1752 وفي سنده إسحاق بن عبيدالله المدني لا يعرف كما قال المنذري ، وقد ضعَّف الحديث ابن القيم في زاد المعاد . والحديث ضعفه الترمذي . وله شاهد عند البيهقي 3/345 وفي سنده أبو مدلة . قال عنه ابن المديني : مجهول . وقال الذهبي : لا يكاد يعرف . فالحديث ضعيف .

* وهنا تنبيه : ينبغي أن يُعلم أن الأحاديث الضعيفة لا يُعمل بها في الفضائل ولا في الأحكام ولا في غيرها على الراجح من أقوال أهل العلم ، فنحن متعبدين بما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولا يجوز نسبة الحديث الضعيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا على سبيل البيان والإيضاح على ضعفه ، بل قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - : لا يجوز لأحدٍ أن يروي حديثًا إلا وهو يعلم هل يصح ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم لا ؟! لحديث : ( من يقل عليِّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ) رواه البخاري . هذا والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم .










قديم 2008-08-01, 13:15   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
كمال55
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كمال55
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

للشبـــاب في رمضـــان
أخـــي الشــاب ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… وبعد:

فقبيل أيام استقبلنا وإياك شهر رمضان المبارك· هذا الشهر أخي الفاضل يعني لدينا ولديك الكثير· وأنت شأنك شأن سائر المسلمين قد استبشرت بهذا الشهر الكريم ولا شك.
ويسرني أخي الفاضل في هذا الشهر الكريم أن أتوجه لك بأغلى ما أملك· وأعز ما أقدم سالكا سبيل المصارحة· والحديث تحت ضوء الشمس.
إن المصارحة أخي الفاضل قد تكون مرة الطعم· لكن نتائجها محمودة· وقد ذقنا جميعاً مرارة التستر على العيوب· ولمسنا شؤم دفن الأخطاء باسم المجاملة. فآمل أن يتسع صدرك لسماع ما أقول.



ورع ولكن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… وبعد:

أخي الشاب موقف نشاهده جميعا في شهر الصيام أن تجد شابا معرضاً· غارقاً في وحل الشهوات· يتجرأ على الكبائر والمعاصي· ويتهاون في الطاعات الظاهرة. تجد هذا الشاب يتساءل عن قضايا دقيقة في الصيام. كان يتوضأ فتنزل من أنفه قطرات من الدم دون قصد: فهل يؤثر هذا على الصيام أم لا؟ مر في الشارع فدخل جوفه غبار فما الحكم؟ وهو يسأل جاداً· ولديه استعداد تام لتحمل تبعة السؤال قضاء أو حتى كفارة. إن السؤال أخي الكريم عما يشكل على المرء في عبادته مبدأ لا يحق لأحد أن يرفضه وأن وقوع المرء في معصية ليس مبرراً لعدم عنايته بالطاعة· والسؤال عنها. ولكن ألا توفقني أن مثل هذا الشاب يعيش تناقضاً يصعب أن تجد تفسيراً له؟! فلماذا يتورع هنا ويسأل ويحتاط عن أمر اشتبه عليه. بينما يرتكب عن عمد وسبق إصرار ما يعلم أنه حرام بل كبيرة من الكبائر؟!



الانضباط العجيب

يحتاج البعض من الشباب حين تنهاه عن معصية· أو تأمره بطاعة أنه يتقتنع تمام الاقتناع· لكن شهوته تغلبه· هولا يستطيع ضبط نفسه· وقد يبدو العذر منطقيا لدى البعض لأول وهلة. ولكن حين ترى احال مثل هذا الشاب مع الصيام ترى منطقاً آخر. فما أن يحين أذان الفجر حتى يمسك مباشرة عن الطعام ولو كان ما بيده شربة أو لقمة لأنه استيقظ متأخراً. ويبقى عند مائدة الإفطار ولا يتجرأ على مد يده قبل أن يسمع الأذان. وهو أثناء النهار مهما بلغ به العطش والجهد لا يفكر في خرق سياج الصوم. واستباحه حماه· ألا ترى أن هذا السلوك - وهو سلوك محمود ولا شك - يدل على أنه يملك القدرة على ضبط نفسه· والانتصار على شهوته؟ إن الصيام أخي الشاب يعطينا درساً أننا قادرون بمشيئة الله على ضبط أنفسنا والانتصار على شهواتنا.



هل رأيت هؤلاء؟

هل تفضلت أخي الشاب أن تأتي إلى مسجد من المساجد ممن رزق الله إمامه الصوت الحسن المؤثر فرأيت ذاك الجمع من الشباب الأخيار؟ وقد عقدوا العزم على الوقوف بين يدي الله في تلك الصلاة ولو امتدت إلى السحر· في حين ترك غيرهم صلاة الجماعة أصلاً؟ ولو أتيت في العشر الأواخر لم تجد إلا القليل. فقد توجهوا صوب البيت العتيق يبتغون مضاعفة الأجر· وحط الوزر. في حين ترى غيرهم يقضي ليالي رمضان فيما لا يخفى عليك. ماذا لو وجه ذاك الشاب الذي يجوب الأسواق هذا السؤال نفسه· ولهم شهوات وأمامهم عوائق كما أن لي شهوات وأمامي عوائق.



ألا تطيق ما أطاقوا ؟

أخي الكريم: كثير هم الشباب الذين كانوا على جادة الانحراف· وفي طريق الغفلة· يمارسون من الشهوات ما يمارسه غيرهم· ثم من الله عليهم بالهداية· فتبدلت أحوالهم وتغيرت وساروا في ركاب الصالحين· ومع الطائعين المخبتين. وربما كان بعضهم زميلاً ذلك. فكيف ينجح هؤلاء في اجتياز هذه العقية ويفشل غيرهم؟ إن العوائق عند الكثير من الشباب عن التوبة والالتزام ليس عدم الاقتناع· بل هو الشعور بعدم القدرة على التغير أفلا يعتبر هذا النموذج مثلاً صالحاً له· ودليلاً على أن عدم القدرة لا يعدو أن يكون وهماً يصطنعه؟



قبل أن تذبل الزهرة !

لقد أبصرت عيناك أخي الكريم ذاك الذي احدودب ظهره وصارت العصا رجلاً ثالثة له وتركت السنون الطويلة آثارها على وجهه. أتراه ولد كذلك؟ أم أنه كان يوماً من الأيام يمتلئ قوة ونشاطاً؟ ألا تعلم أني وإياك سنصبح مثله· وإن لم تتخطفنا المنية - وهذه أشد - وتزول هذه النضارة· وتخبو الحيوية· فماذا أخي الكريم لو حرصنا على استثمار وقت الشباب في الطاعة قبل أن تفقده فتتمناه وهيهات.



وعن شبابه فيما أبلاه؟

أخي الكريم لا شك أنك تحفظ جيداً قوله صلى الله عليه وسلم: (لن تزول قدما عبد يوم اقيامة حتى يسأل عن أربع· عن عمره فيم أفناه· وعن شبابه فيم أبلاه· وعن ماله من أين اكتسبه· وفيم أنفقه).
أخي الكريم لنفكر مالياً في واقعنا الآن فهل سنجد الإجابة المقنعة· المنجية أمام من لا تخفى عليه خافية عن هذه الفقرة (شبابه فيم أبلاه) وهل حالنا الآن مع عمر الشباب تؤهل لاجتياز هذا الامتحان. ألا ترى أن أمامنا فرصة في اغتنام الشباب والإعداد للإمتحان؟



سابع السبعة!

أخبر صلى الله عليه وسلم أنه في يوم القيامة يوم تدنو الشمس من الخلائق فتكون قد ميل· ويبلغ منهم الجهد والعرق كل مبلغ أنه في هذا اليوم هناك من ينعم بظل الله وتكريمه ومنهم (شاب نشأ في طاعة الله عزوجل) فماذا يمنع أن تكون أنت واحداً من هؤلاء؟ وما الذي يحول بينك وبين ذلك. فأعد الحسابات· وصحح الطريق· واجعل من الشهر الكريم فرصة للوصول إلى هذه المنزلة.
ما أعظم ما تقدمه في هذا الشهر الكريم؟
أخي الشاب: لا شك أنك رأيت الناس وقد تبدلت أحوالهم في هذا الشهر. فالمساجد قد امتلأت بالمصلين والتالين لكتاب الله. والأماكن المقدسة ازدحمت بالطائفين والعاكفين· والأموال تتدفق في مجالات الخير. فهذا يصلي· وهذا يتلو· والآخر ينفق· والرابع يدعو. فأين موقعك بين هؤلاء جميعاً؟ ألم تبحث لك عن موقع داخل هذه الخارطة. أليس أفضل عمل تقدمه· وخير إنجاز ذتحققه التوبة النصوح وإعلان السير مع قافلة الأخيار. قبل أن يفاجئك هادم اللذات فتودع الدنيا إلى غير رجعة: فهل جعلت هذا الهدف نصب عينيك في رمضان وأنت قادر على ذلك بمشيئة الله؟



التوبة والموعد الموهوم

كثير من الشباب يقتنع من خطأ طريقه· ويتمنى التغيير· لكنه ينتظر المناسبة ألا وهي أن يموت قريب له· أو يصاب هو بحادث فيتعظ· ويهزه الموقف فيدعوه للتوبة. ولكن ماذا لو كان هو الميت فاتعظ به غيره؟ وكان هذا الحادث الذي ينتظره فعلاً ولكن صارت فيه نهايته؟ ليس أخي الشاب الإنسان في الدنيا إلا فرصة واحدة فالأمر لا يحتمل المخاطرة.
فهلا قررنا التوبة اللحظة؛ وسلوك طريق الاستقامة للآن؟
إن القرار قد يكون صعباً على النفس وثقيلاً· ويتطلب تبعات وتضحيات لكن العقبى حميدة والثمرة يانعة بمشيئة الله.

الشيــخ محمد بن عبدالله الدويش










قديم 2008-08-01, 13:16   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
كمال55
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كمال55
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رمضــان وحالنــا مع القرآن
الحمد لله الذي أنزل القرآن, وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس· الحمد لله الذي فرض على عباده الصيام· والصلاة والسلام على من رغب في رمضان القيام· نبينا محمد وعلى آله وصحابته الكرام.. وبعد:

ها هو رمضان يطل علينا بعد عام, فمرحباً بك يا رمضان· يا شهر الرحمة والمغفرة والرضوان, والعتق من النيران. شهر رمضان هو شهر القرآن· قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} [البقرة]· فالقرآن كلام الله عز وجل· فمن أراد أن يناجي الخالق سبحانه من الله تعالى· فعليه بقراءة وتلاوة القرآن الكريم· فهو الهدى والنور المبين· ففيه التعرفة والتبصرة بالطريق الصحيح المؤدي إلى جنة الرضوان بإذن الواحد الديان· فيه تبيان الحلال والحرام· فيه أخبار السابقين· وأنباء اللاحقين· وفيه الفصل لما بين الناس· كلما قرأه المسلم ثم عاد إليه· فإنه يشتاق إليه· فلا يمل من قراءته القارئ أبداً· فمن أراد الاطمئنان فعليه بالقرآن· ومن أراد الراحة والسكينة فعليه بالقرآن· ومن أراد الخشوع والإنابة فعليه بالقرآن· قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد]· فمن ذكر الله تعالى تلاوة وقراءة القرآن الكريم· فهو حبل الله المتين· وهو الجد ليس بالهزل· ومن قرأ حرفاً واحداً منه فله به عشر حسنات والله يضاعف لمن يشاء والله واسع علي· قال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها· لا أقول آلم حرفاً ولكن ألف حرف· ولام حرف· وميم حرف) [الترمذي وقال حسن صحيح]· ففضل القرآن عظيم· قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب) [الترمذي وقال حسن صحيح]· والأحاديث في فضل قراءة القرآن كثيرة.
أخي الكريم: لو تأملنا حال السلف مع القرآن في رمضان لوجدنا عجباً· فتعال بنا نقلب صفحات التاريخ لنعرف كيف كان حال السلف الصالح مع كتاب الله عز وجل في شهر القرآن· شهر رمضان.

كان الإمام مالك - رحمه الله - إذا دخل عليه شهر رمضان أغلق على كتبه وأخذ المصحف ومنع الفتوى والمساءلة مع الناس· وقال هذا هو شهر رمضان هذا هو شهر القرآن فيمكث في المسجد حتى ينسلخ شهر رمضان.
وكان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله الزاهد العابد إمام أهل السنة إذا دخل شهر رمضان دخل المسجد ومكث فيه يستغفر ويسبح وكلما انتقض وضوءه عاد فجدد وضوءه فلا يعود لبيته إلا لأمر ضروري من أكل أو شرب أو نوم هكذا حتى ينسلخ شهر رمضان ثم يقول للناس· هذا هو الشهر المكفر فلا نريد أن نلحق به الأشهر الأخرى في المعاصي والخطايا والذنوب.
شهر رمضان هو شهر القرآن فينبغي على المسلم أن يكثر فيه من قراءة كتاب الله تعالى· وقد كان حال السلف العناية بكتاب الله الكريم· فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان· وكان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن كل يوم مرة· وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال· وبعضهم في كل سبع· وبعضهم في كل عشر· فكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها· فكان للشافعي ستون ختمة في رمضان يقرؤها في غير الصلاة· وكان الأسود يختم القرآن في رمضان كل ليلتين· وكان قتادة يختم في رمضان كل ثلاث· وفي العشر كل ليلة· وكان الزهري إذا دخل شهر رمضان يفر من قراءة الحديث ومن مجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف· وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.
كان ذلك هو حال بعض السلف مع القرآن في رمضان· فما هو يا ترى حال الخلف في هذا الزمان مع القرآن في رمضان؟ ما هو حالنا مع كتاب الله عز وجل؟

حالنا اليوم مع كتاب الله تعالى حال تأسف لها النفوس· وتندى لها الأفئدة· وتدمع لها العيون· حالنا اليوم حال من ضيع شيئاً ثميناً ويطلبه ويبحث عنه وهو أمامه ولكن عميت عنه بصيرته· حالنا حال من منّ الله عليه بكنز ولكن ما عرف كيف يتصرف به· هذا هو الحال· ولا حول ولا قوة إلا بالله.
انظر إلى حال الناس اليوم مع القرآن الكريم· فمن الناس من إذا دخل المسجد صلى ركعتين تحية امسجد ثم جلس صامتاً ينتظر إقامة الصلاة· والمسجد ملئ بالمصاحف ولكن عميت بصيرته فلا هم له إلا أن تقام الصلاة· أما القرآن لا مكان له في قلبه· ولو قدمت إليه المصحف ليقرأ· قال: شكراً شكراً· وكأنه امتلأ بالحسنات· فلا إله إلا الله· وحال بعض من الناس اليوم مع القرآن حال محزنة· حال مؤثرة· تركوا كتاب الله· تركوا دستور هذه الأمة· وانكبوا على اللهو واللعب· ومشاهدة الخبيث من الأفلام والمسلسلات الهابطة التي في ظاهرتها السلامة وفي باطنها تبث أنواعاً من السموم والندامة· انكبوا على تحريك القنوات الفضائية لمشاهدة العاهرات والفاجرات· ومتابعة الملهيات وما يدعو إلى السيئات· انكبوا على الأكل والشرب وكثرة النوم· فالليل لعب ولهو وسهر إلى طلوع الفجر· والنهار نوم إلى قبيل الغروب· والقرآن لا مكان له في القلوب· لا محل له في جدول أولئك الناس· فلا حول ولا قوة إلا بالله· فأين هؤلاء الخلف من أولئك السلف؟ ما هو حالنا مع القرآن في رمضان في هذا الوقت؟ فحال البعض ضياع ودمار وقتل للوقت والنفس وهولا يدري· فغيبة ونميمة وكذب وغش وخداع وبغضاء وشحناء· هكذا يتم قضاء الوقت في هذا الزمان مع الكثير من الناس.

أخي الكريم: لا نقول لك أختم القرآن كل يوم ولا كل أسبوع· ولكن اختم القرآن على الأقل كل شهر· وإليك الطريقة التي قد تستطيع أن تختم بها القرآن كل شهر بإذن الله تعالى· القرآن ثلاثون جزءاً, وكل جزء عشر ورقات· فلو قرأت بين الأذان والإقامة في كل صلاة ورقتين في خمس صلوات· فهذه عشر ورقات· وهي جزء, وقد تحتاج إلى أن تزيد شيئاً يسيراً إذا كان الشهر ناقصاً.
أخي الكريم خصص لكتاب الله جزءاً من وقتك حتى تقرأه فيه, فخصص ساعة أو نصف ساعة كل يوم للقرآن الكريم تراجع فيه وتحفظ منه ما تيسر لك· حاول أن تختم كتاب الله لتجده اللذة· والطمأنينة· ولتشعر بالسكينة· وتحفك الملائكة· وتغشاك الرحمة, رحمة رب العباد· حاول وستجد أن ذلك سهلاً ميسراً بإذن الله تعالى.

إنها أمور يندى لها الجبين· ويتفطر لها القلب· عندما ترى تلك السهرات والجلسات على الأرصفة في ليالي شهر رمضان المبارك· والتي يتم فيها معصية الخالق سبحانه· يعصون الله تعالى في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار· بينما لا مكان في قلوب أولئك للقرآن· فهي جلسات إلى قبيل الفجر· ثم نوم إلى قبيل الغروب· فأين هؤلاء الخلف من أولئك السلف· فرق شاسع وواسع بين الفريقين· ضعف الإيمان واليقين فحصل هذا البعد عن حبل الله المتين· أين هؤلاء من قول المولى جل وعلا: {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً} [الفرقان]. وأين هؤلاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة· يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة· فشفعني فيه· ويقول القرآن: منعته النوم بالليل· فشفعني فيه· قال: فيشفعان) [رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني· فأولئك لم يعرفوا حقيقة الصيام والقرآن].

فأحوال الناس مع القرآن في رمضان أحوال عجيبة· فمن الناس من لا يعرف القرآن في رمضان ولا غير رمضان· ومن الناس من لا يعرف القرآن إلا في رمضان فتجده يقرأ القرآن في رمضان لعدة أيام ثم ما يلبث أن يترك القراءة وينكب على اللعب واللهو· فهذا استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير· ومن الناس من يختم القرآن الكريم في رمضان ولكنه لاه القلب أعمى البصيرة لا يتدبر ولا يتأمل كلام الله عزوجل· وكأنه في سجن· فإذا انسلخ شهر رمضان وضع المصحف وأحكم عليه الوثاق ولسان حاله يقول: وداعاً إلى رمضان القادم· وكأنه أيقن أنه سيدرك رمضان القادم· فلا حول ولا قوة إلا بالله· قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين).
هذا هو كتابنا إن لم نقرأه نحن فمن الذي سيقرأه إذاً· أننتظر من غيرنا أن يقرأ كتابنا· والله تعالى يقول {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً} [الإسراء].
يقول تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا} [الإسراء]· وقال صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) [مسلم]· وقال عليه الصلاة والسلام: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) [البخاري]· هذا هو الحال مع القرآن في شهر رمضان شهر القرآن.

وأما حال النساء مع رمضان فعجيب جد عجيب· فقد حولن شهر القرآن والقيام إلى شهر طبخ وطعام· فلا هملهن إلا الطبخ والتفنن والتأنق فيه· فالشغل الشاغل لكثير منهن كم ستقدم من أصناف الطعام والشراب على مائدة الإفطار والعشاء والسحور· فأصبح هذا الشهر عندهن هو شهر طعام وشراب· فلا حول ولا قوة إلا بالله· فتجد إحداهن تجهد نفسها من الليل· ماذا ستعمل؟ وماذا ستقدم على مائدة الإفطار· وإذا انتهى الإفطار بسلام بدأت تفكر وتفكر ماذا ستقدم على مائدتي العشاء والسحور· وبين ذلك تعكف على الجلوس الطويل أمام الشاشات لمشاهدة الهابط من المسلسلات وغيرها مما يعرض في القنوات· فحالهن إسراف وتبذير· وأما القرآن فبخل وتقتير· القرآن لا مكان له· ولا أهمية له عند الكثيرات· فرحماك يارب الأرض والسموات· فها هو الحال اليوم مع القرآن في رمضان هجران وترك ونسيان· فما هذا التفريط والعصيان· وما هذا البعد عن الواحد الديان.

أخي المسلم, اختي المسلمة:
الواجب عليكما تلاوة القرآن الكريم بالتدبر والتفكر فهو سبب لحياة القلوب ونورها· وقوة الإيمان· وطرد الشيطان· وإياكما وهجران القرآن· فهجرانه يورث النفاق· وعمى القلب· والغفلة· وتسليط الشيطان.
فهذا هو الحال مع القرآن في شهر رمضان· فإلى الله نشتكي هذا الهجران· والبعد عن قراءة القرآن· نشكوا إلى الله قسوة القلوب· وكثرة الذنوب· فأين المشمرون؟ وأين الراغبون فيما عند الله تعالى؟ فينبغي على المسلم المداومة على قراءة القرآن في شهر رمضان· لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن· وينبغي على المسلم أن يغتنم هذه الفرص في هذه الأوقات الفاضلة· وفي هذا الشهر خصوصاً لأن فيه ليلة هي خير من ألف شهر أي ثلاث وثلاثون سنة وأربعة أشهر· فأي خسارة لمن مر عليه رمضان ولم يستفد منه· وأي تضييع لمن مر عليه رمضان ولم يقتنص تلك الفرص.

أخي الكريم: احرص على المداومة على قراءة القرآن الكريم في كل الأوقات وخصوصاً شهر رمضان شهر القرآن· قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} [البقرة].
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وجلاء همومنا واجعل شافعاً لنا يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

الشيــخ يحيى بن موسى الزهراني










قديم 2008-08-01, 13:17   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
كمال55
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كمال55
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقفــات مع رمضـــان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد:
أخي الصائم أحييك بتحية الإسلام الخالدة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
أسأل الله عز وجل أن تكون في أتم صحة وعافية وأن يبارك الله لنا وإياك في شهر رمضان وأن يجعلنا من الذين يصومونه ويقومونه على الوجه الصحيح وأن يتقبله منا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أخي الصائم يطيب لي أن أقف معك وقفات سريعة في هذا الشهر الفضيل:

الوقفة الأولى

أخي الصائم أهنيك أولا بقدوم شهر رمضان المبارك شهر القرآن وشهر الصيام والقيام. فعليك أن تستشعر هذه النعمة العظيمة وأن تستبشر بقدوم هذا الضيف الكريم.
لقد أضلك هذا الشهر الفضيل ليقربك الى الله سبحانه· ولتعلم فضل الله عليك بأن من عليك أن تكون ممن أدركه هذا الشهر الكريم· واعلم أن هناك من حرم هذا الشهر بسبب كفره والعياذ بالله وخصك بفضلك عليه وأن هناك من إخوانك من نزل بهم الموت قبل بلوغ هذا الشهر فاحمد الله على فضله وكرمه فالبدار البدار· قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين) متفق عليه.

الوقفة الثانية

أخي الصائم وفقك الله لكل خير أوصيك أن تنتهز فرصة هذا الشهر العظيم بغفران الذنوب وتكفير السيئات والتقرب إلى الله عزوجل بقراءة القرآن آناء الليل وآناء النهار· فهذا شهر القرآن فإياك أن تبخل على نفسك بالأجر· قال الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} [البقرة:184].
قال عمر بن عبد العزيز: (إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما).

الوقفة الثالثة

أخي الصائم كم هي والله فرصة أن تقلع عن الذنوب وتراجع حساباتك في هذه المحطة الإيمانية لتتزود من أعمال الخير والتقى وتحاسب نفسك على الأيام الماضية. فإن كنت مقصراً فتب إلى ربك فالباب ما زال مفتوحاً أمامك وإن كنت ممن أنعم اللع عليه بالصلاح والهدى فتزود من التقوى ولا تقف عند حد معين.
أخي الصائم إنها لفرصة عظيمة حينما التزمت بشرع الله وانقطعت عن تناول ما حرم الله عليك امتثالاً وطاعة لربك عزوجل.
إذاً أنت تستطيع الإقلاع عن هذه المعاصي التي كنت تفعلها وذلك بالعزيمة القوية والإصرار فلا تضعف ولا تتردد في التقرب إلى الله في هذا الشهر الكريم واجعل هذا الشهر الكريم هو البداية والمنطلق لحياة جديدة فتضرع إلى الله عزوجل أن يرزقك التوبة النصوح وأن يثبت قلبك على الطريق المستقيم.

يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب
حتى عصى ربه في شعر شعبان
لقد أضلك شهر الصوم بعدهما
فلا تصيره أيضاً شهـــــــر عصـــيان
واتل القرآن وسبح فيه مجتهداً
فإنه شهــــــــــــر تسبيح وقــــــرآن
كم كنت تعرف ممن صام في سلف
من بين أهل وجيران وإخــــــــــوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهموا
حيا فما أقرب القاصي من الداني

قال الحسن البصري رحمه الله: (يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك).

الوقفة الرابعة

أخي الصائم نسمع من بعض الإخوة أن رمضان كريم· وهذا صحيح ولكن هذا الاستدلال في غير معناه الصحيح· فهو قد يخطئ ويقول رمضان كريم أو يعص الله ويقول رمضان كريم· ويستمع إلى الأغنية ويشاهد المحرمات بحجة أن رمضان كريم. وهذا القول غير صحيح فرمضان كريم في فعل الطاعات من قراءة القرآن وصلاة التراويح والصيام والقيام وليس كريماً في فعل المعاصي فتأمل ذلك بارك الله فيك· قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) [البقرة:182]. عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً) رواه البخاري ومسلم والترمذي.

الوقفة الخامسة

بعض النساء هدادن الله إذا دخل عليها شهر رمضان اجتهدت وأتعبت نفسها في تقديم أنواع المأكولات والمشروبات فيضيع عليها الوقت الثمين في هذا الشهر الفضيل تقضي الساعات الطويلة في نهار رمضان في الطبخ وفي الذهاب إلى الأسواق ليلاً وينقضي رمضان وهي على هذه الحال والله المستعان.
أختي الصائمة إياك إياك أن تغبني في هذا الشهر الكريم.

الوقفة السادسة

أخي الصائم إن حسن الخلق درجة عالية يبلغ بها المسلم قرب المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم· ولكن للأسف الشديد هناك من الناس من يسوء خلقه في شهر رمضان خاصة· فهو لا يريد أن يتحدث إليك أو أن يتكلم مع أحد ولا يتحمل أي خطأ سواء في البيت أو الشارع. قال الله تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبم الجاهلون قالوا سلاماً) [الفرقان: 62].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) رواه أبو داود· قال الحسن البصري رحمه الله: (من ساء خلقه عذب نفسه).

الوقفة السابعة

أخي الصائم إن هذا الشهر الفضيل فرصة عظيمة للمؤمنين ليتزودوا من فضائل الأعمال· قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه. ومن القيام صلاة التراويح وهي سنة ثابتة فعليك أن تحافظ عليها مع الإمام حتى ينصرف· قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسبت له قيام ليلة) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
وبعض الناس هداهم الله يفرطون في صلاة التراويح وربما يصلون ركعتين ثم ينصرفون وهم بهذا التصرف يحرمون أنفسهم من الأجر والفضل· فعليك أخي المبارك استغلال الشهر العظيم· فأيامك معدودة فالبدار البدار قبل حلول هادم اللذات ومفرق الجماعات.

الوقفة الثامنة

أخي الصائم إن مزايا شهر رمضان أن فيه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهممن كل أمر سلام هي حتي مطلع الفجر} فاحرص بارك الله فيك على اغتنام هذه الليلة الفضيلة التي من فضائلها:
1-أنها نزل كتاب الله فيها 2-أنها خير من ألف شهر. 3-أنها لكثرة بركتها تتنزل الملائكة والروح فيها وهذه الليلة سلام من العقاب والعذاب إذا قام العبد بما أمره ربه.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحراها في العشر الأواخر وهي في أوتار العشر أوكد فاحرص على تحري هذه الليلة وإياك والتسويف فإنه أهلك من كان قبلك.

الوقفة التاسعة

أخي الصائم إن هناك من الإخوة من يحرص على العمرة في رمضان وهذا بلا شك فضل عظيم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي) متفق عليه.
وأحب أن أنبه على بعض الملاحظات التي تقع من بعض الإخوة اللذين يقومون بأداء العمرة وهي:
1-إن بعض الإخوة يعتمر في رمضان وقد يترك أولتده وأهله دون مسؤولية أو رعاية وهذا بلا شك غير صحيح فلا يقدم المندوب على الواجب.
2-وبعض الأخوة قد يأخذ أهله وأولاده إلى الحرم وهذا طيب ولكن تجده يقضي جل وقته في الحرم وأولاده يتسكعون في الأسواق أو يعبثون في الشقق ولا يراهم إلا عند الإفطار أو السحور وبقية الوقت لا يعلم عنهم شيئاً. فحتى لا تقع في هذا الأمر عليك أن تأخذ الحيطة والحذر وأن تهتم بالجوانب كلها فلا تأخذ جانباً وتترك آخر قد يكون أهم منه.

الوقفة العاشرة

أخي الصائم إنما الأعمال بالخواتيم وأعني بذلك هو زيادة العمل في العشر الأواخر من رمضان وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عن مسلم: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) وكان صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله ويجد ويشد المئزر فاجتهد أخي بارك الله فيك في زيادة العمل ولاتكن من الذين يجتهدون أول شهر رمضان ثم يتراجعون رويدً رويداً حتى إذا جاء آخر الشهر الذي فيه مضاعفة الأجر والثواب بدأ يتكاسل عن قراءة القرآن وآداء صلاة التراويح والقيام.
أخي الصائم اقتد بالذي أمرك الله بالإقتداء به· قال الله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) [الأحزاب:20].
وأخيراً نسأل الله عزوجل أن يتقبل صيامنا وقيامنا وأن يغفر لنا ذنوبنا ويفرج همومنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الشيــخ نواف بن عبيد الرعوجي










قديم 2008-08-01, 13:19   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
كمال55
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كمال55
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من فوائد الصيام

إن الله سبحانه وتعالى ما شرع هذا الصيام لأجل مس الجوع والظمأ، وما شرع هذا الصيام لأجل أن نعذب أنفسنا، بل لابد من فوائد لهذا الصيام قد تظهر وقد تخفى على الكثير، ومن هذه الفوائد‏:‏


حصول التقوى :

فإن الله لما أمر بالصيام قرنه بالتقوى، كما في قول الله تعالى‏:‏ ‏{‏كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون‏}‏ ‏(‏البقرة‏:‏183‏)‏، فجعل التقوى مترتبة على الصيام‏.‏

ولكن متى تحصل التقوى للصائم‏؟‏

التقوى هي‏:‏ توقِّي عذاب الله، وتوقي سخطه، وأن يجعل العبد بينه وبين معصية الله حاجزاً، ووقاية، وستراً منيعاً‏.‏

ولا شك أن الصيام من أسباب حصول التقوى، ذلك أن الإنسان ما دام ممسكاً في نهاره عن هذه المفطرات -التي هي الطعام والشراب والنساء- فإنه متى دعته نفسه في نهاره إلى معصية من المعاصي رجع إلى نفسه فقال‏:‏ كيف أفعل معصية وأنا متلبس بطاعة الله‏؟‏‏!‏ بل كيف أترك المباحات وأفعل المحرمات‏؟‏‏!‏‏!‏

ولهذا ذكر العلماء أنه لا يتم الصيام بترك المباحات إلا بعد أن يتقرب العبد بترك المحرمات في كل زمان؛ والمحرمات مثل‏:‏ المعاملات الربوية، والغش، والخداع، وكسب المال الحرام، وأخذ المال بغير حق، ونحو ذلك كالسرقة، والنهب، وهذه محرمة في كل وقت، وتزداد حرمتها مع أفضلية الزمان كشهر رمضان‏.‏

ومن المحرمات كذلك‏:‏ محرمات اللسان؛ كالغيبة، والنميمة، والسباب، والشتم، واللعن، والقذف، وما إلى ذلك‏.‏ فإن هذه كلها محرمات في كل حال، ولا يتم الصيام حقيقة، ويثاب عليه إلا مع تركها‏.‏

روى الإمام أحمد في مسنده ‏[‏5/431‏]‏ عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أن امرأتين صامتا فكادتا أن تموتا من العطش، فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم، فأعرض عنهما، ثم ذكرتا له، فأعرض عنهما، ثم دعاهما فأمرهما أن يتقيئا فتقيئتا ملء قدح قيحاً ودماً وصديداً ولحماً عبيطاً‏!‏
فقال‏:‏ ‏(‏إن هاتين صامتا عما أحل الله، وأفطرتا على ما حرم الله عز وجل عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس‏)‏‏.‏

ولأجل ذلك ورد في الحديث الشريف قول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ليس الصيام من الطعام والشراب، إنما الصيام من اللغووالرفث‏)‏ ‏[‏أخرجه البيهقي في السنن الكبرى‏:‏ 4/270‏]‏‏.‏

وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر‏)‏‏‏ .. فلا بد أن يحفظ الصائم جوارحه‏.‏

روي عن جابر رضي الله عنه أنه قال‏:‏ إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الغيبة والنميمة، ودع أذى الجار، وليكن عليك سكينة ووقار،ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء ‏[‏ذكره ابن رجب في لطائف المعارف وغيره‏]‏‏.‏

فالذي يفعل الحرام وهو صائم لا شك أنه لم يتأثر بالصوم، فمن يصوم ثم يرتكب الآثام فليس من أهل التقوى، فقد ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه‏.‏


حفظ الجوارح عن المعاصي

ومن حِكَمِ الصيام وفوائده أن الإنسان يحفظ وجدانه، ويحفظ جوارحه عن المعاصي، فلا يقربها، حتى يتم بذلك صيامه، وحتى يتعود بعد ذلك على البعد عن هذه المحرمات دائماً‏.‏

فالإنسان إذا دعته نفسه إلى أن يتكلم بالزور، أو بالفجور، أو يعمل منكراً‏:‏ من سب، أو شتم، أو غير ذلك، تذكر أنه في عبادة، فقال‏:‏ كيف أتقرب بهذه العبادة، وأضيف إليها معصية‏؟‏‏!‏

ليس من الإنصاف أن يكون في وقت واحد وفي حالة واحدة جامعاً بين الأمرين‏:‏ الطاعة والمعصية‏!‏ إن معصيته قد تفسد طاعته، وتمحو ثوابها‏.‏ فالإنسان مأمور أن يكون محافظاً على الطاعة في كل أوقاته، ولكن في وقت الصيام أشد‏.‏

وكثير من الناس وقوا أنفسهم في شهر رمضان ثلاثين يوماً، أو تسعة عشرين يوماً عن المحرمات، فوقاهم الله بقية أعمارهم منها‏.‏

وكثير من الناس كانوا يشربون الخمر، أو الدخان، وما أشبه ذلك، ثم قهروا أنفسهم في هذا الشهر، وغلبوها، وفطموها عن شهواتها، وحمتهم معرفتهم لعظم هذه العبادة ألا يجمعوا معها معصية، واستمروا على ذلك الحال، محافظين على أنفسهم، إلى أن انقضت أيام الشهر وكان ذلك سبباً لتوبتهم وإقلاعهم واستمرارهم على ذلك الترك لهذه المحرمات، فكان لهم في هذا الصيام فائدة عظيمة‏.‏

وهكذا أيضاً إذا حافظ العبد على قيامه، واستمر عليه، حمله ذلك على الإكثار من تلك العبادة فإذا تعبد الإنسان بترك المفطرات، والصيام لله تعالى، دعاه إيمانه، ودعاه يقينه، وقلبه السليم إلى أن يتقرب بغيرهما من العبادات‏ .. فتجده طوال نهاره يحاسب نفسه ماذا عملت‏؟‏ وماذا تزودت‏؟‏

تجده طوال يومه محافظاً على وقته لئلا يضيع بلا فائدة؛ فإذا كان جالساً وحده انشغل بقراءة، أو بذكر، أو بدعاء، أو يتذكر آلاء الله وآياته‏.‏

وإذا كان في وقت صلاة، صلى ما كتب له من ليل أو نهار، وإن دخلت الصلاة أقبل عليها بقلبه وقالبه، وأخذ يتأمل ويتفكر ما يقول فيها؛ فيكون الصيام بذلك سبباً في كثرة الأعمال والقربات كما يكون سبباً للمنع من المحرمات‏.‏


حمية للبدن

ومن حكمة الله تعالى في هذا الصيام أيضاً أن فيه حمية للبدن عن الفضلات‏.‏

ولا شك أن الحمية من أقوى أنواع الأدوية والعلاجات، فالصيام يُكسب البدن المناعة والقوة، كما يكسبه أيضاً تدرُّباً على الصبر واحتمال الجوع والعطش، حتى إذا ما تعرض له بعد ذلك فإذا هو قد اعتاد عليه، فكان في ذلك منفعة عظيمة‏.‏


تذكر الفقراء والذين يموتون جوعاً

ومن الحكم الجليلة التي شرع لها الصيام أن يشعر الإنسان بالجوع فترة الصيام فيتذكَّر أهل الجوع دائماً من المساكين والفقراء، ليرأف بهم، ويرحمهم، ويتصدق عليهم‏.‏

فشُرع الصيام لأجل أن يتضرع الإنسان -إذا ما أحسَّ بالجوع- فيدعوربه، كما ورد في الحديث‏:‏ ‏(‏إن النبي صلى الله عليه وسلم عرضت عليه جبال مكة ذهباً، فقال‏:‏ لا يا رب بل أرضى بأن أجوع يوماً، وأشبع يوماً، فإذا جُعْتُ تضرعتُ إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك‏)‏ ‏[‏أخرجه الترمذي برقم 2347 وقال حديث حسن‏]‏‏.‏

فذكر أن الجوع سببٌ للتضرع والذكر‏.‏ فالإنسان إذا أحس بالجوع تضرع إلى الله‏.‏

ومن الحكم في الصيام أن الإنسان يقلل من الطعام حتى يحس بأثر الجوع، فيتضرع ويدعو الله، ويتواضع له، ويكون ذاكراً له، مقبلاً إليه، متواضعاً بين يديه‏.‏

ونلاحظ كثيراً من الناس أنهم لا يحسون بأثر هذا الجوع في هذه الأزمنة، وذلك أنهم عند الإفطار يجمعون من المأكولات والمشتهيات ما يملأون به بطونهم، ويستمرون في الأكل طوال ليلهم، متلذذين بأنواع المأكولات حتى إذا ما أتى النهار وقد مُلئت بطونهم مكثوا طوال نهارهم في راحة، أو في نوم أو ما أشبه ذلك إلى أن يأتي الليل فلا يحس أحدهم بأنه صائم، ولا يظهر عليه أثر الصوم‏.‏

ومن المعلوم أن هذا الحال لم يكن من الصحابة والسلف الأولين، فإنهم كانوا يقللون من المأكل في إفطارهم وفي سحورهم، ولا يأكلون إلا ما يقتاتون به ويقيم أصلابهم، كما أنهم كانوا طوال نهارهم منشغلين في أعمالهم الدينية والدنيوية، ولذلك لا بد وأن يظهر عليهم أثر الجوع والتعب، ولكنهم يحتسبون ذلك عند الله‏.‏ فينبغي للمسلم ألا يكون همه المأكل، وأن يعمل حتى يكون للصوم آثاره وفوائده‏.‏


تخفيف حدة الشهوة

وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الصوم للشباب وجَاءً أي‏:‏ مخففاً من حدة الشهوة كما في قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء‏)‏‏.‏ ‏[‏متفق عليه‏]‏‏.‏

ذلك أن الصوم يكسر حدة شهوة النكاح‏ .. وكثير من الناس الآن يصومون، لكنهم لا يجدون لهذا الصيام أثراً لتخفيف حدة الشهوة، وذلك أنهم لم يذوقوا ألم الجوع والعطش والتعب، بل ظلت نفوسهم متعبة بالشهوات، وأنّى لهم أن يتركوها وقد أضافوا إلى صومهم كل ما تعف النفس عن رؤيته من أفلام خليعة ومسلسلات ماجنة‏.










قديم 2008-08-01, 13:20   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
كمال55
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كمال55
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أبواب الأجر في رمضان
إن أبواب الأجر في الإسلام كثيرة .. وإن أسباب اكتساب الحسنات متعددة .. وفي شهر رمضان تتضاعف أجور الأعمال الصالحة فضلا من الله عز وجل على عباده وينادي منادٍ في أول ليلة من رمضان فيقول: (ياباغي الخير أقبِل وياباغي الشر أقصر) رواه الترمذي والنسائي وحسنة الألباني.

ومن هنا.. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له )رواه الترمذي وصححه الألباني.

ومن أبـواب الأجر التي يمكن اغتنامها في رمضان :

1/ الصوم:
* قال النبي صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ماتقدم من ذنبه )متفق عليه.
* وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ) متفق عليه.
* وقال( كل عمل ابن آدم له :الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف،قال الله : إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به) متفق عليه.

2/ القيام:
* قال صلى الله عليه وسلم( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ) متفق عليه.
* وقال( من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليله) رواه أهل السنن وحسنه الترمذي.
* وللمرأة ان تصلي التراويح في المسجد بشرط أن تخرج محتشمة غير متبرجة بزينة ولا متطيبة.

3/ تلاوة القرآن :
* قال صلى الله عليه وسلم( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه .قال: فيُشفعان ) رواه احمد والطبراني وصححه الألباني.

4/ كثرة الصدقة:
( فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان اجود مايكون في رمضان حين يلقاه جبريل يلقاه كل ليلة فيدارسه القرآن فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.) متفق عليه

5/ تفطير الصائمين:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لاينقص من أجر الصائم شئ) أخرجه أحمد والنسائي والترمذي وصححه الألباني.

6/ الدعاء عند الإفطار:
* قال صلى الله عليه وسلم: (إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة – يعني في رمضان –وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوةً مستجابة ) رواه البزار وقال اللباني:صحيح لغيره.
*وقال ( ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصائم ودعوة المظلوم ودعوة المسافر ) رواه البيهقي وصححه الألباني.

7/ الاعتكاف:
( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ) ..متفق عليه
فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما .. ويجوز للمرأة الاعتكاف إذا أذن لها زوجها ويسن استتارها بخباء في مكان بعيد عن الرجال.

8/ العمرة في رمضان:
( قال النبي صلى اله عليه وسلم: عمرة في رمضان تعدل حجة – او قال: حجة معي -) متفق عليه.

9/ السحور:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: السحور أكلة بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن اله وملائكته يصلون على المتسحرين ) رواه أحمد وحسنه الألباني.

10/ تعجيل الفطور:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: لايزال الناس بخير ماعجلوا الفطر) رواه البخاري

11/ التسامح والإعراض عن الجاهلين:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله في ان يدع طعامه وشرابه ) رواه البخاري .

12/ تحري ليلة القدر:
قال الله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) سورة القدر

13/ الاجتهاد في العشر الأواخر:
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره واحيا ليله وأيقظ أهله.


من كتيب: نداء رمضان :إعداد القسم العلمي بدار الوطن










قديم 2008-08-01, 13:20   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
كمال55
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كمال55
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقفات مع صلاة التراويح

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:

فهذه بعض الملاحظات التي نقع فيها جهلاً أو نسياناً .. أحببت التنبيه عليها نصحاً لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين عامتهم وخاصتهم .. والله المستعان .

الوقفة الأولى مع الأئمة .. وفقهم الله فمن تلك الملاحظات :



1- السرعة في القراءة والصلاة ، والإخلال بشيء من الركوع والسجود والطمأنينة والخشوع .
2- الاعتداء في الدعاء والإطالة فيه .. فاحرص أخي أن تدعو بالصحيح المأثور والجوامع من الدعاء لتنال أجر الدعاء والمتابعة ، وتسلم من الزلل والمخالفة ، علماً بأنه لم يكن من هديه عليه الصلاة والسلام المداومة على القنوت.
3- اعتقاد وجوب ختم القرآن ، ولهذا تحصل السرعة في القراءة لدرجة الإخلال بها.
4- أحث الأئمة على السنة في القيام ، وذلك بصلاتها إحدى عشر ركعة أو ثلاثة عشر ركعة مع إحسانها وإطالتها دون مشقة.
5- وكذلك لا ينسوا تذكير الناس ونصحهم وإرشادهم بعد الصلاة ما بين الوقت والآخر .. أو بين الآذان والإقامة فرمضان ولياليه فرصة للدعوة والنصح.

الوقفة الثانية .. مع الناس حفظهم الله .. فمن ذلك.



1- الإكثار والمبالغة في تتبع المساجد .. والتنقل طلباً للصوت فقط ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه ، ولا يتبع المساجد ) رواه الطبراني – صحيح الجامع ... وقد نهى السلف عن ذلك لما فيه من هجر بعض المساجد .. والتأخر عن تكبيرة الإحرام ، وما قد يحصل من عشق الأصوات ... وغيره ، ولكن لا حرج في أن يلتزم المصلي بمسجد ولو كان غير مسجده ويستمر معه إلى نهاية رمضان إن وجد ذلك أدعى لحصول الخشوع وتدبر القراءة.
2- الصراخ والعويل عند البكاء .. أو رفع الصوت والتكلف في البكاء .. وليس هذا من هدي السلف رضي الله عنهم .. بل إن قدوتنا صلى الله عليه وسلم إذا بكى سمع له أزيز كأزيز المرجل فحسب .. فالتكلف منهي عنه ، وهو مدعاء للرياء وفيه إزعاج للمصلين إلا من غلبه ذلك فهو معذور .. ولكن عليه مجاهدة نفسه ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
3- التأثر من كلام البشر ، وعدم التأثر من كلام رب البشر ، وذلك بالبكاء من الدعاء فقط وأما القرآن فلا ، والله تعالى يقول : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله ).
4- البعض ينتظر الإمام حتى يركع وينشغل بالكلام فإذا ركع دخل معه في الصلاة ، ويكثر هذا في الحرم – وهذا العمل فيه ترك لمتابعة الإمام وتفويت تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة .. فلا يليق بك - أخي الحبيب – فعله.
5- النظر في المصحف داخل الصلاة حال قراءة الإمام ، وهذا يكثر في الحرم ، وفي هذا العمل مساوىء فمنها كثرة الحركة باليدين والبصر ، ومنها ترك سنة القبض ، ووضع اليدين على الصدر ، ومنها ترك النظر إلى موضع السجود .... إلخ.
6- اكتفاء البعض بأربع أو ست ركعات مع الإمام ثم ينصرف إلى دنياه وفي هذا فوات لأجر عظيم ، قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم : (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) رواه أهل السنن وهو صحيح.
7- الإكثار من الأكل عند الإفطار فيأتي المصلي للصلاة وهو متخم بالطعام فلا يستطيع إكمالها ، أو تجده يضايق المصلين بالجشاء.

الوقفة الثالثة .. مع النساء حرسهن الله .. فمن ذلك :



1- الحضور إلى المسجد وهي متبخرة متعطرة وفي هذا مخالفة عظيمة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ) (رواه أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح) ، فكيف بمن تذهب للسوق وهي كذلك.
2- عدم التستر الكامل وإظهار شيء من الجسم ، والواجب عليها ستر جميع جسدها ، وأن لا يكون حجابها شفافاً ولا ضيقاً بل واسعاً ساتراً فضفاضاً ، وأن لا تظهر شيئاً من زينتها وليس هذا كبتاً وحبساً لها وإنما احتراماً وصيانة وحماية لها.
3- الحضور إلى المسجد مع السائق الأجنبي بمفردها .. فترتكب بذلك مخالفة شرعية من أجل الحصول على أمر مباح أو مستحب لها ، وهذا خطأ.
4- تركها لأولادها عند المعاصي من مشاهدة الأفلام وسماع أغاني ونحوها .. أو مصاحبة الفساق والله يقول : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) فبقاؤها في هذه الحالة في بيتها أوجب للمحافظة عليهم.
5- إحضار الأطفال المزعجين وإشغال المصلين بذلك والتشويش عليهم.
6- الاشتغال بعد الصلاة بالقيل والقال والكلام في الناس وارتفاع الأصوات بذلك حتى يسمعهن الرجال بدلاً من قول سبحان الملك القدوس (ثلاثاُ) والذكر والاستغفار !!
والسنة أن ينصرفن مباشرة بعد فراغ الإمام ولا يتأخرن إلا لعذر ، والرجال يبقون قليلاً حتى ينصرفن أو ينتظرون قليلاً حتى يخرج الرجال ، فلا يكون الخروج في وقت واحد خاصة إذا كانت الأبواب متقاربة فيحصل الزحام والاختلاط على الأبواب.
7- الانتقال من خير البقاع وأحبها إلى الله – وهي المساجد – إلى شرها وابغضها إلى الله وهي الأسواق لغير حاجة ماسة.
8- عدم التراص في الصفوف ، ووجود الفرجات ، والخلل فيها.
9- تركها الاجتهاد في الطاعة والذكر إذا جاءتها الدورة أو العادة الشهرية فهناك أنواع كثيرة من العمل الصالح كالدعاء والاستغفار والتسبيح والصدقة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

الوقفة الرابعة .. وهي لكل مسلم ومسلمة.

اتقوا الله في صيامكم وقيامكم ودعائكم .. ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها ، تصومون النهار وتقومون الليل وتبكون مع الإمام ثم تذهبون بعد ذلك تضيعون أجوركم ، فالعين التي كانت تدمع تنظرون بها إلى الحرام من أفلام متبرجة ومختلطة ، والأذن التي تأثرت بما سمعت تسمعون فيها الغناء واللغو ، واللسان الذي كان يوَّمِن على الدعاء تطلقونه في الغيبة والنميمة والكذب والسخرية والقيل والقال والسباب والشتائم ، وغير ذلك من آفات اللسان ، والقلب الذي خشع وسكن في القراءة هو نفسه يحمل الحقد والغل والكراهية للمسلمين ، فلا يصح هذا منا أبدا وتذكروا أنه ؛ ( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ) (رواه أحمد وهو صحيح) وقوله عليه الصلاة والسلام : (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)(رواه البخاري).
ولا تكن ممن إذا خلى بمحارم الله انتهكها ، فهذا أمر عقوبته وخيمة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون بحسنات مثل جبال تهامة بيضاء ، فيجعلها الله هباء منثوراً ، أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)(صحيح الجامع5028).


إذا خلوت بريبة في ظلمة ..... والنفس داعية إلى العصيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها ..... إن الذي خلق الظلام يراني


وأذكر نفسي وإياك أخي المسلم أولاًَ وأخيراً بإخلاص النية لله واتباع السنة في القيام وغيره وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه )(رواه البخاري ومسلم)
أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بهذه الوقفات ، وأن يرزقنا الإخلاص والسداد والقبول.



رياض بن عبدالرحمن الحقيل










قديم 2008-08-01, 13:21   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
كمال55
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كمال55
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هديـــة الصائميــن
أخي الحبيب الصائم الغالي سلام الله عليك أرسلها إلى فؤادك الطاهر و نفسك الطيبة علها تجد فيه رضا وصدى .. أسأل الله أن يجمعني بك في دار كرامته ندخل جميعا من باب الريان ونرد أنهار الجنان.
اسمح لي أخي أن أنتهز هذه الفرصة الذهبية لأقدم لك هذه الهدية الرمضانية .. ليست جوائز ولا فوازير ليست شيكات ولا تذاكر سفر .. إنما هي ذكرى للذاكرين..
أتدري أخي أنك الآن تعيش في نعمة عظيمة جدا وأن من أعظم منن الله عليك أن مدّ في عمرك حتى وصلت إلى هذه اللحظات وهذه النفحات الغالية وهذه الأيام المباركة .. وربك إنك في نعيم عظيم لو كنت تدري .. آه لو كنت أستطيع أن أصل إلى قلبك لأخبره عن أسرار رمضان ..
قبل أيام مات لنا أخ حبيب لم يدرك هذا الشهر العظيم إنه والله مسكين وأي مسكين فارق الركب قبلنا ..
أتدري ما بداخل هذا الشهر من الأمور الغالية والفضائل البالغة و الفرص النادرة ؟؟؟
يكفي أن فيه ليلة هي خير من سبعين سنة أي أنها فرصة العمر و المحروم من حرم خيرها.. أجل ذاك والله محروم
أجل أخي ليس المحروم من حرم السيارات الفارهة والأرصدة العالية والبيوت الراقية .. لا والله.. إن المحروم من حرم خير هذا الشهر ..
قال تعالىقل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين)
قل لي بربك ما قيمة الدنيا أمام الآخرة ؟ إن غمسة واحدة في النار يغمسها بها الله أنعم و أغنى رجل تنسيه كل نعيم ذاقه في الدنيا فيقول : لا والله يارب ما ذقت نعيما قط !!
أجل أخي الحبيب هذا موسم التجار تجار الآخرة.. هذا موسم من أراد النجاة من عذاب يوم الدين .. فهل لك أخي أن تشاركنا بهذه المساهمة و تصحبنا بهذه المبادرة لنكون غدا معا على سرر متقابلين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم..
إياك أخي إياك أن يفوتك الموسم إن الله يعرض سلعا غالية بأثمان قليلة إنه لا يريد منك عملا كثيرا ولكن يريد إخلاصا تاما لوجهه وإيمانا صادقا بوحيه..
أخي الحبيب إنها لحظات ظمئ وآنات جوع وركعات في خشوع وسجدات في دموع من قلب لا يرى غير الله مستحقا لهذه الأعمال الصالحة ..
أخي ما هي إلا أيام فأعمرها بالصوم الصادق والقيام القانت لتفوز بالعتق من النار .. ولتذوق لذة الذل للرحمن فتتمنى أن لو كان كل العام رمضان .. فهل من شاكر صادق في شكره لهذه النعمة العظمى!
أتدري من تكفّل بأجر صيامك إنه ربك ربك الذي رباك وغذاك وأعطاك تكفل شخصيا بأجر صيامك لأنك تركت الشهوات لوجهه (يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي .. الصوم لي وأنا أجزي به) فتصوم الجوارح عما حرم الله ويستشعر الفؤاد لذة حبس النفس عن ملذاتها لوجه الله حتى أن رائحة فم الصائم تكون عند الله أعظم من عبق المسك وأريج العود..
الله أكبر ..أي فرحة تغشى القلب عند الغروب للقيام بحق الله في صوم هذا اليوم الفضيل .. إنها السعادة أخي برضوان الله · إنه الأنس بتوفيق الله · إنه طريق العتق من النار فكيف بفرحة الصائم إذا لقي الله .. فالبدار البدار..
غدا تقول مضى رمضان ويالتني ..وياحسرتاه .. من الآن أخي الحبيب فاعمل أخي إن صمت لله فقد وعدك بالغفران والريان والعتق من النيران ولكن أتدري ما حقيقة من صام لله؟
الصوم لله يوم أن تصوم جوارحك عن الحرام · يوم تصـــــوم عينـــــــك عن الحرام وأذنك عن الحرام وقلبك عن كل لذة حرام ..أجل كيف لا والشياطين مســــــــجونة ومردة الجن مكبلة بالسلاسل والأغلال والشهوات مجمدة وأنت أنت عبد لله لست عبد شهوتك ولا لذتك وإلا فقل لي : بربك كم صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش .. قل لي:بربك نضحك على من ؟؟
قال الرسول عليه السلام : {من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه}
تذكر أن عين الله لا تنام وإن نامت عيون البشر وتذكر أن الله يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ..
فاسع ليراك حيث دعاك وليفقدك حيث نهاك .. وسلام عليك يوم تصوم وحين تقوم لله رب العالمين .











قديم 2008-08-01, 13:22   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
كمال55
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كمال55
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الصيــام .. فضائل وفوائد وآداب
الحمد لله الذي أمر عباده بالصيام ، وأصلي وأسلم على أفضل من صلى وصام ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام .. أما بعد :
فإننا نستقبل ضيفاً عزيزاً كريماً ، ضيفاً ليس ككل الضيوف ، فهو يحمل بين طياته ، الرحمة والغفران ، والعتق من النيران ، ضيف إذا زار رحب به المزور ، وإذا ارتحل ذرفت لارتحاله القلوب قبل العيون ، إنه شهر رمضان المبارك ، اللهم بلغنا رمضان ، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ، فمرحباً بشهر الرضوان ، شهر القرآن ، شهر رمضان ، وقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بصيام شهر رمضان المبارك ، فقال جلّ من قائل سبحانه : (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) (سورة البقرة) ، وقال عليه الصلاة والسلام : (بني الإسلام على خمس ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا) ، وقال صلى الله عليه وسلم : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) (رواه البخاري ومسلم) .
وللصيام فضائل وفوائد ، وهذه الفضائل لا تكون إلا لمن صام مخلصاً لله تعالى عن الطعام والشراب والنكاح والشهوة ، وصام عن سماع الحرام ، والنظر إلى الحرام ، والكسب الحرام ، تكون هذه الفضائل لمن صامت يده عن الحرام ، وصامت رجله عن الحرام ، ولمن صامت أذنه وعينه عن سماع ومشاهدة الحرام ، تكون هذه الفضائل لمن صامت جوارحه عن الآثام ولسانه عن الكذب والنميمة والغيبة وفحش الكلام ، وقول الزور ، هذا هو الصوم المشروع المترتب عليه هذا الثواب العظيم ، قال صلى الله عليه وسلم : (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) ، وقال صلى الله عليه وسلم : (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قائم حظه من قيامه السهر) (رواه أحمد وابن ماجه) .

فوائد الصيام

1- يضبط النفس ويطفىء شهوتها فإنها إذا شبعت تمردت في الغالب وانطلقت إلى شهواتها ، وإذا جاعت سكنت وهدأت وخضعت وامتنعت عن ما تهوى ففي حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) (متفق عليه) . وذلك لأن الصيام يربي في الإنسان الفضائل والإخلاص والأمان والصبر على الشدائد والمصائب ، فإذا وفق الصائم لحفظ صومه مما ينقصه من محرمات ومفسدات فالصوم والحالة هذه سبب في اتقاء المحرمات ، والصوم يدعو إلى شكر نعم الله تعالى على العبد ، لأن فيه كف عن الأكل والشرب ومباشرة النساء وهذا سر بين العبد وربه.

2- ومن فوائد الصيام أنه يبعث في الإنسان الرحمة والإحسان على الفقراء ، والعطف على البائسين فإن الإنسان إذا ذاق ألم الجوع والعطش ، فإنه يتذكر الفقير الجائع فيسارع إلى رحمته ومساعدته ، ومد يد العون له ، وهذا هو الحال الحقيقي للمسلم مع أخيه المسلم .

3- ومن فوائد الصيام ، أنه يقي الجسم العديد من الأمراض وينقي الجسم من الفضلات الرديئة فسبحان الله من خالق حكيم عليم، وهو بعباده الرحيم الودود.

4- ومن فوائد الصيام،أنه يربي النفس على الحلم والأناة ، وكبت النفس ، وترويضها ، ويربي النفس أيضا على الصبر وحسن الخلق ، وذلك لأن فيه كسراً للنفس وبعداً عن الغضب وما قد يثير الغضب عند الإنسان ، فمن عرف حقيقة الصيام أمسك نفسه عن الغضب وترويضها على ذلك ، وإذا شتمه أو سبه أحد من الناس فليقل إني صائم ، كما ثبت ذلك عن نبينا عليه الصلاة والسلام .

5- ومن فوائد الصيام ، أن فيه تهذيبا للنفس، وتطهيرها من الإخلاق السيئة، وتعويدها على الطاعات ، وفعل الخيرات ، فالصيام جنة.

6- ومن فوائد الصيام ، أنه يجعل القلب والذهن خاليان ، فيرق القلب عند سماع القرآن وعند سماع المواعظ ، ويستطيع بذلك المسلك أن يحفظ ما استطاع بإذن الله تعالى من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

7- ومن فوائد الصيام ، أنه يضيق مجاري الدم ، التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم ، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، فبذلك تسكن بالصيام وسواس الشيطان .

8- ومن فوئد الصيام ، تقوى الله عز وجل ، قال تعالى : (يا أيهاالذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ولم يقل لعلكم تذكرون أو لعلكم تعقلون ، فالصيام سبب لتقوى الله عز وجل ، فالصيام يأخذ بزمام النفس ، ويكبح جماحهاعن الحرام ، لذلك وجه النبي صلى الله عليه وسلم من لم يستطيع الزواج من الشباب وجههم وحثهم على الصيام ، لما فيه كسر للنفس ورد لها عن فعل الفواحش والمحرمات .

9- ومن فوائد الصيام: أنه يعود المسلم عن التقليل من الطعام والشراب حتى يتسنى للمسلم قيام ما تسير له من الليل ، وقراءة ما تسير له من كتاب الله عز وجل .


فضائل الصيام

1- من فضائل الصيام ، أن الله تعالى أضاف جزاء الصيام إلى نفسه الكريمة وذلك لعظم أجر الصيام قال تعالى في الحديث القدسي : (كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأناأجزي به) (متفق عليه) ، فهذا دليل على أن أجره كثير بلا حساب وذلك لأن في الصيام إخلاص لله تعالى ، وإلا فإنه بالإمكان أن يفطر بعيدا عن أنظار الناس ، ولكنه الخوف من الله ، والتعبد لله ، فبذلك استحق هذا الجزاء العظيم ، قال الله تعالى في الحديث القدسي المتفق على صحته : (يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي) فهذا هو السبب الذي من أجله أختص الله سبحانه به الصيام له .

2- ومن فضائل الصيام ، أنه جُنة ، يحفظ صاحبه بإذن الله تعالى من الأثام والوقوع في الحرام ، قال صلى اله عليه وسلم : (الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، ولا يجهل ، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم) (رواه أحمد ومسلم والنسائي) .

3- ومن فضائل الصيام ، أنه من أسباب إجابة الدعاء ، قال صلى الله عليه وسلم : (إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد) (ابن ماجة والحاكم) ، وقال المولى سبحانه في سياق آيات الصيام : (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذ دعان) (البقرة) .

4- ومن فضائل الصيام ، أنه سبب من أسباب تكفير الذنوب ، كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفراتلما بينهن إذا اجتنبت الكبائر . ولما سئل عليه الصلاة والسلام عن صوم يوم عرفة قال : (يكفر السنة الماضية والباقية) وسئل عن صيام يوم عاشوراء ؟ فقال : (يكفر السنة الماضية) (مسلم) .

5- ومن فضائل الصيام ، أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة ، فقد روى الإمام أحمد في مسنده وصححه أحمد شاكر ، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، قال : فيشفعان) .

6- ومن فضائل الصيام ،أن للصائم فرحتان ، فهو يفرح عندما يفطر وبما يسره الله له من الصيام ، ويفرح بفضل الله وبرحمته عندما يلقى ربه وهو راض عنه ، فيجد الجزاء عند الله تعالى يجيده جزاء موفورا ، قال صلى الله عليه وسلم : (للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه) (متفق عليه) .

7- ومن فضائل الصيام ، أن الله اختص أهله بباب من أبواب الجنة لايدخل منه أحد غيرهم ، ففي الصحيحين ، عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن في الجنة باباً يقال له : الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون فيدخلون ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد) .

8- ومن فضائل الصيام ، أن رائحة فم الصائم عند الله يوم القيامة أطيب وأفضل من ريح المسك ، فرب مكروه عند الناس محبوب عند الله تعالى ، والعكس ، قال صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) (مسلم) .

9- ومن فضائل الصيام ، أنه يقي الصائم من النار يوم القيامة ، وذلك إذا أتى به كاملاً من غير نقص مع بقية العبادات الأخرى ، وإذا فعل ما أمر الله به ورسوله ، واجتنب ما نهى الله عنه ورسوله عليه الصلاة والسلام ، قال صلى الله عليه وسلم : (لا يصوم عبد يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفاً) (رواه الجماعة إلا أبا داود) .

10- ومن فضائل الصيام ، أن الصائمين يوفون أجورهم بغير حساب ، فالأعمال الصالحة تضاعف في الأجر إلى أضعاف كثيرة ، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ، فالصابر على مشاق الصيام يوفي أجره كاملاً غير منقوص ، قال تعالى : (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) (الزمر) .


آداب الصيام

1- من آداب الصيام : أن يصوم المسلم في الوقت المحدد شرعاً ، فلا يتقدم عليه ولا يتأخر عنه ، قال صلى الله عليه وسلم : (إذا رأيتم الهلال فصوموا ، وإذا رأيتموه فأفطروا) (متفق عليه) .

2- ومن أداب الصيام : تأخير السحور إن لم يخش طلوع الفجر الثاني ، قال صلى الله عليه وسلم : (لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطور) .

3- ومن آداب الصيام : تعجيل الفطر إذا تحقق غروب الشمس ، قال صلى الله عليه وسلم : (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) (متفق عليه) .

4- ومن آداب الصيام : أن يفطر على رطب ، فإن لم يجد فعلى تمر ، لأنه صلى الله عليه وسلم : كان يفطر على رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكت تمرات حساً حسوات من ماء) أبو داود والترمذي .
وليست هذه كل الفوائد الفضائل والآداب من الصيام ، ولكن الغرض هو التنبيه على بعضها ، وفيما ذكرناه كفاية بإذن الله تعالى ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، وفي ذلك ذكرى للمؤمنين ، فأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا ممن يصوم هذا الشهر ويقومه إيماناً وإحتساباً ، كما نسأل المولى جل وعلا أن يحفظ علينا صيامنا من كل ما يفسده أو ينقصه ، وأن يجعلنا من الصائمين والمحتسبين ، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار ياذا الجلال والإكرام ياذا الطول والإنعام . وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

الشيخ يحيى بن موسى الزهراني










قديم 2008-08-01, 13:24   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
كمال55
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كمال55
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

العشر الأواخر من رمضان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:
هاهي العشر الأواخر من رمضان على الأبواب ، ها هي خلاصة رمضان ،و زبدة رمضان ، و تاج رمضان قد قدمت .
فيا ترى كيف نستقبلها ؟
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص هذه العشر الأواخر بعدة أعمال .
ففي الصحيحين من حديث عائشة : ( كان رسول الله إذا دخلت العشر شد مئزره و أحيا ليله و أيقظ أهله ) و لفظ لمسلم : ( أحيا ليله و أيقظ أهله ) و لها عند مسلم : ( كان رسول الله يجتهد في العشر ما لا يجتهد غي غيرها )
و لها في الصحيحين : ( أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ).
و في الصحيحين من حديث أبي هريرة نهى رسول الله عن الوصال في الصوم فقال له رجل من المسلمين : إنك تواصل يا رسول الله ؟
قال : و أيكم مثلي إني أبيت عند ربي يطعمني و يسقيني ).

فمن هذه الأحاديث نرى أن النبي كان يجتهد بالأعمال التالية :
1- أيقاظ أهله : و ما ذاك إلا شفقة و رحمة بهم حتى لا يفوتهم هذا الخير في هذه الليالي العشر .
2- إحياء الليل : فإنه إذا كان رمضان كان يقوم و ينام ، حتى إذا ما دخلت العشر الأواخر أحيا الليل كله أو جله ، فقد أخرج أصحاب السنن بإسناد صحيح من حديث أبي ذر رضي الله عنه : (صمنا مع رسول الله في رمضان فلم يقم بنا شيئا منه حتى بقي سبع ليال ، فقام بنا السابعة حتى مضى نحو من ثلث الليل ، ثم كانت التي تليها ... حتى كانت الثالثة فجمع أهله و اجتمع الناس فقام حتى خشينا الفلاح . فقلت : و ما الفلاح ؟ قال : السحور .
3- شد المئزر : و المراد به اعتزال النساء كما فسره سفيان الثوري و غيره .
4- الاعتكاف : و هو لزوم المسجد للعبادة و تفريغ القلب للتفكر و الاعتبار .
5- الوصال : وهو أنه صلى الله عليه و سلم كان لا يأكل شيئا أبدا لمدة أيام وهذا من خصائصه .ففي الصحيحين من حديث ابن عمر أن رسول الله واصل في رمضان فواصل الناس فنهاهم ، فقيل : إنك تواصل ، فقال : ((إني لست مثلكم إني أُطعم و أُسقى)) ، ولهما من حديث أبي هريرة (( و أيكم مثلي ، إني أبيت يطعمني ربي و يسقيني)) و عند مسلم من حديث أنس (( أن النبي نهاهم عن الوصال فأبوا أن ينتهوا ، واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال : ( لو تأخر لزتكم ) كالمنكل لهم .وفي لفظ عند مسلم (( لو مد الشهر لواصلنا وصالا يدع المتعمقون تعمقهم ..)) فمن هذه الأحاديث نعلم أن الرسول كان يواصل الصيام في العشر الأواخر بدليل أنهم رأوا الهلال و هذا لا يكون إلا في آخر الشهر . وأيضا شدة حرص الصحابة على الإقتداء به . وأيضا أن المراد بالإطعام و السقاء ليس هو طعام وسقاء حقيقي(( بل المراد ما يغذيه الله لنبيه من معارف و ما يفيض على قلبه من لذة مناجاته و قرة عينه بقربه و تنعمه بحبه و الشوق إليه و توابع ذلك من الأحوال التي هي غذاء القلب و نعيم الروح و قرة العين و بهجة النفوس و الروح و القلب بما هو أعظم غذاء و أجوده و أنفعه حتى يغني عن غذاء الأجسام مدة من الزمن و كما قيل

لها أحاديث من ذكرك تشغلها *** عن الشراب و تلهيها عن الزاد
لها بوجهك نور تستضيء به *** و من حديثك في أعقابها حادي
إذا شكت من كلال السير أوعدها *** روح القدوم فتحيا عند ميعاد

و من له أدنى تجربة و شوق يعلم استغناء الجسم بغذاء القلب و الروح عن كثير من الغذاء الحيواني ، و لا سيما المسرور الفرحان الظافر بمطلوبه الذي قرت عينه بمحبوبه ، و تنعم بقربه ، و الرضى عنه ، و ألطاف محبوبه و هداياه و تحفه تصل إليه كل وقت ، ومحبوبه حفي به ، معتنٍ بأمره ، مكرم له غاية الإكرام مع المحبة التامة له ، أفليس في هذا أعظم غذاء لهذا المحب ؟ فكيف بالحبيب الذي لا أجل منه و أعظم ، و لا أجمل و لا أكمل و لا أعظم إحسانا إذا امتلأ قلب المحب بحبه ، و ملك حبه جميع أجزاء قلبه و جوارحه و تمكن حبه منه أعظم تمكن ، وهذا حاله مع حبيبه ، أفليس هذا المحب عند حبيبه يطعمه و يسقيه ليلا و نهارا ؟ و لهذا قال (( إني أظل عند ربي يطعمني و يسقيني )) و لو كان ذلك طعاما و شرابا للفم ، لما كان صائما فضلا عن كونه مواصلا )) اهـ . كلام ابن القيم من الزاد

ترى أيه الأحبة : لماذا يفعل رسول الله كل هذا ؟
إنه يطلب تلك الليلة الزاهية ، تلك الليلة البهية ، ليلة القدر ، ليلة نزول القرآن ، ليلة خير من ألف شهر .
نعم إنها ليلة القدر : التي من قامها إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (كما في البخاري من حديث أبي هريرة ).
إنها ليلة القدر التي إن وفقت لقيامها كتب لك كأنك عبدت الله أكثر من ( 83 ) عاما .
إنها ليلة القدر : ليلة عتق و مباهاة ، وخدم و مناجاة ، و قربة و مصافاة .
وآه لنا أن فاتتنا هذه الليلة .
وا حسرتاه إن فاتتنا ليلة القدر .
و كيف لا يتحسر من قد فاتته المغفرة ،من فاته عبادة أكثر من ثلاث و ثمانين عاما ، إن من تفوته فهو المحروم ، وهو المطرود .
عند ابن ماجة ( قال في صحيح الترغيب و الترهيب : حسن ) ( إن هذا الشهر قد حضركم فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرمها فقد حرم الخير كله ، ولا يحرم خيرها إلا محروم )
إنها ليلة القدر التي كان رسولنا يحث الصحابة على التماسها حثا شديدا .

أيه الأحبة :
إن إدراك ليلة القدر- و الله - لهو أمر سهل – على من سهل الله عليه – و ما ذاك ألا بأن نقوم العشر الأواخر كلها و بهذا نضمن إدراك ليلة القدر بإذن الله .

أيه الأحبة :
أن قيام الليل هو دأب الصالحين و شعار المتقين و تاج الزاهدين ، كم وردت فيه من آيات و أحاديث ، وكم ذكرت فيه من فضائل ، فكيف إذا كان في رمضان ، وفي العشر الأواخر منه حيث ليلة القدر .
ماذا فاته من فاته قيام الليل ، أما لكم همة تنافسون الحسن و الفضيل و سفيان .
أما لكم همة كهمة التابعي أبي إدريس الخولاني حيث كان يقوم حتى تتورم قدماها و يقول : و الله لننافسن أصحاب محمد على محمد صلى الله عليه وسلم و حتى يعلموا أنهم خلفوا ورآهم رجالا .

يا أيه الراقد كم ترقد *** قم يا حبيبا قد دنا الموعد
و خذ من الليل و ساعاته *** حظا إذا هجع الرقد
من نام حتى ينقي ليله *** لم يبلغ المنزل أو يجهد
قل لذوي الألباب أهل التقى *** قنطرة العرض لكم موعد

آه يا مسكين لو رأيت أقواما تركوا لذيذ النوم ففازوا بليلة القدر فهم في قبورهم منعمين ، وغدا بين الحور العين جذلين ، وفي الجنان مخلدين .
آه لو رأيت من ترك قيام الليل ، فهو في قبره ما بين حسرة و لوعة .
يا عبد الله اهجر فراشك ، فإن الفرش غدا أمامك

اهجر فراشك جوف الليل و ارم به *** ففي القبور إذا فوافيتها فرش
ما شئت إن شئتها فرشا مرقشة *** أو رمضة فوقها السمومة الرقُشُ
هذا ينام قرير العين نائما *** و ذا عليه سخين العين ينتهش
شتان بينهما وبين حالهما *** هل يستوي الري في الأحشاء و العطش
قاموا و نمنا و كل في تقلبه *** لنفسه جاهدا يسعى و يجتوش
ألئك الناس إن عد الكرام فهم *** و إن ترد دبشا فنحن ذا دبش

الرقُشُ هي ( الأفاعي )

فيا عبد الله
إن أردت لحاق السادة ، فاترك مخاللة الوسادة .

يا ثقيل النوم : أما تنبهت ، الجنة فوقك تزخرف ، و النار تحتك توقد ، و القبر إلى جنبك يحفر ، و لربما يكون الكفن قد جهز .

يا عبد الله :
أمامك الجواهر و الدرر، أمامك ليلة القدر ، فعلاما تضيع الأعمار في الطين و المدر .

يا طويل النوم :
بادر قبل أن يفوتك ( تتجافى جنوبهم ) فتأتي يوم القيامة فلا تجد ( فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ).

فيا أخي : و الله أن العمر كله قصير ، فكيف بعشر ليال .
آلا تستحق ليلة القدر أن نضحي من أجلها بعشر ليال فقط .
غدا يا عبد الله عندما يوفى الناس أعمالهم تحمد قيامك و صيامك .
غدا يا عبد الله تفرح بتهجدك و صلاتك ، حين يتحسر أهل الغفلة .
اللهم إنا نسأل أن تجعلنا من من يوفق قيام لليلة القدر و أنت أكرم الأكرم .










قديم 2008-08-01, 13:25   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
كمال55
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كمال55
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ليلـــــة القـــــدر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:
عندما تضعف الهمم وتكثر المشاغل يتضاءل حجم الدين عند الناس ويصبح الدين عندهم مختزلا في كثير من الأمور وقد كان من كرم الله سبحنه وتعالى ورحمته أن جعل في القرآن الكريم سورا قصارا وأخر طوالا حتى تستوعب هذه السور القصير والطويلة مختلف الهمم في سائر العصور وحتى لا يتثاقل أهل الهمم الصغرى عن الالتزام بالقرآن الكريم

وحقيقة فإن القصار المفصل من السور هو المحطة الأهم في حياة أغلب المسلمين فسواد المسلمين لا يحفظون غيرها ولا يقرؤون في الصلاة غيرها فكان لزاما تدبر هذه السور وتوضيح مراميها وأبعادها المختلفة للأسباب التالية :
1 – التصاق أغلب المسلمين بها .
2- الكشف عن الأسرار العظيمة الموجودة في هذه السور
3- الارتقاء لفهم القرآن الكريم و والانتقال بعد ذلك إلى القرآن كافة .
وفي واقع الأمر فإن كثيرا من هذه السور تحمل بشكل أو بآخر مقاصد القرآن الكريم كله فهي تحوي التوحيد والتربية والقصص والسلوك وسنحاول إن شاء الله إلقاء بعض الضوء على بعض التدبرات القرآنية في قصار السور

سورة القدر

" إنا أنزلناه في ليلة القدر(1)وما أدراك ما ليلة القدر(2)ليلة القدر خير من ألف شهر(3)تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر(4)سلام هي حتى مطلع الفجر(5) "
سورة القدر مكية في أرجح الأقوال وترتيب نزولها الخامسة والعشرون
وسبب نزولها أنه ذكر أمام النبي رجل من بني اسرائيل حمل السلاح ألف شهر في سبيل الله فاستقل النبي عليه السلام أعمار أمته فنزلت هذه السورة رواه مجاهد
والحقيقة إن هذه السورة تحمل في طياتها الكثير من الأفكار الهامة والتي نبين بعضها :
1 – معنى كلمة القدر : القدر الحكم والتقدير التدبير وجذر الكلمة يدور حول مقادير الأشياء فيصبح معنى الكلمة هي ليلة الحكم والتدبير والقضاء " . فيها يفرق كل أمر حكيم .." الدخان يفرق يقضى ويفصل وقال ابن عباس والحسن رضي الله عنهما " في ليلة القدر يقضي الله كل أجل وخلق ورزق إلى مثلها في العام القادم .
2- ليلة القدر خير من ألف شهر فبها ثلاث فوائد :
1- الاختصاص بيد الله سبحانه وتعالى فهو الذي فضل بعض النبيين عن بعض وفضل بعض الشهور عن بعض وفضل بعض الأوقات عن بعض وحتى فضل بعضل المأكولات عن بعض " وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون(4)" الرعد
2 - ليلة القدر هي في حقيقتها فرصة لإطالة العمر فألف شهر تعادل تقريبيا اثنان وثمانون عاما فمن يدرك ليلة القدر عشر مرات فكأنما عاش عشرين وثمانمائة عاما ومن أدركها عشرين مرة فكأنما عاش أربعون وستمائة وألف من الأعوام وهكذا وأي نعمة أكبر من ذلك
3- ليست العبرة بطول الأعمار إنما بحسن الأعمال فليس المهم أن تمتد الحياة ولكن المهم أن تمتلئ ورب لحظة واحدة هي في جوهرها خير من الحياة كلها فليلة القدر تعادل اثنان وثمانون عاما ولحظة واحدة من الصحابة مع رسول الله تساوي الكثير ةتدخلهم تحت قوله تعالى " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم(100) التوبة
وهذا ما يجعلنا نتعرض لنفحات الله ونتعرض لمواسم الخير .
3 – سلام هي حتى مطلع الفجر :ورد في الحديث أن الله هو السلام والسلام هو اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى وكون ليلة القدر هي ليلة سلام وهي أول ليلة نزل فيها القرآن فالله يريد للعالم السلام والأمان ويريد سلام المجتمع من الرذيلة وسلامة القلوب والنفوس من الأحقاد ويريد سلامة العلاقات من الانحراف وغيرها من أنواع السلام في الأمة بل في العالم ( مع التأكيد على أن السلام لا يمكن أن يتحقق في كل ذلك إذا لم يكن برعاية الإسلام )
4 – ليلة القدر ولادة للإسلام على وجه الأرض فهي يجب أن تكون نقطة بداية في حياة المسلم لا نقطة عابرة ويجب أن تكون نقطة تحول في حياته لا أن تكون مجرد ذكر لها طقوس معينة
5_ أن كثيرا من الناس ليفهمون الحديث في قيام ليلة القدر فهما مجتزءا فليس معنى من قام ليلة القدر هي فقط العبادات المختلفة ولكن معنى القيام يضاف له معنى آخر هو أن نعمل بمقتضيات ليلة القدر بعد انتهائها وهذا هو القيام الأمثل لليلة القدر
.










قديم 2008-08-01, 13:26   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
كمال55
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كمال55
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

علامات ليلـــــة القـــــدر

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فالراجح الذي عليه جمهور العلماء أن ليلة القدر تكون في شهر رمضان، وأنها في العشر الأواخر منه، وأما تحديدها في العشر الأواخر فمختلف فيه تبعا لاختلاف الروايات الصحيحة، والأرجح أنها في الليالي الوتر من العشر الأواخر، وأرجى ليلة لها هي ليلة السابع والعشرين .

وفضلها عظيم لمن أحياها ، وإحياؤها يكون بالصلاة، والقرآن، والذكر، والاستغفار، والدعاء من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، وصلاة التراويح في رمضان إحياء لها.

علامات ليلة القدر :
الأولى : أن تكون لا حارة ولا باردة
الثانية : أن تكون وضيئة مُضيئة
الثالثة : كثرة الملائكة في ليلة القدر
الرابعة : أن الشمس تطلع في صبيحتها من غير شعاع

وإليكم – رعاكم الله – الأدلة :

قال عليه الصلاة والسلام : ليلة القدر ليلة طلقة لا حارة ولا باردة ، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة . رواه ابن خزيمة وصححه الألباني .

وقال عليه الصلاة والسلام : إني كنت أُريت ليلة القدر ثم نسيتها ، وهي في العشر الأواخر ، وهي طلقة بلجة لا حارة ولا باردة ، كأن فيها قمرا يفضح كواكبها ، لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها . رواه ابن حبان .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى . رواه ابن خزيمة وحسن إسناده الألباني .

وقال صلى الله عليه وسلم : وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها . رواه مسلم .

يعني تطلع في اليوم الذي يليها
وتلك العلامة بشارة لمن قام تلك الليلة
لأنها تكون بعد انقضاء ليلة القدر لا قبلها

وهناك علامات أخرى لكنها لا تثبت
مثل أنه لا تنبح فيها الكلاب ، ولا يُرمى فيها بنجم ، أو أن ينزل فيها مطر .










قديم 2008-08-01, 13:27   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
كمال55
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كمال55
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التراويح .. قيام رمضان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:


تعريف التراويح

هي الصلاة التي تصلى جماعة في ليالي رمضان، والتراويح جمع ترويحة، سميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله، وتعرف كذلك بقيام رمضان.

حكمها

سنة، وقيل فرض كفاية ، وهي شعار من شعارات المسلمين في رمضان لم ينكرها إلا مبتدع، قال القحطاني رحمه الله في نونيته:
وصيامنا رمضان فرض واجب وقيامنا المسنون في رمضان
إن التراويـح راحـة في ليله ونشاط كل عويجز كسـلان
والله ما جعل التراويح منكـراً إلا المجوس و شيعـة الشيطان
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولكن الرافضة تكره صلاة التراويح).[1]

دليل الحكم

قيام رمضان في جماعة مشروع سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يداوم عليه خشية أن يفرض، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصٌلِّي بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عَجَزَ المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: أما بعد فإنه لم يخف عليِّ مكانكم، ولكني خشيتٌ أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك".[2]
ولما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأٌمن فرضها أحيا هذه السنة عمر رضي الله عنه، فقد خرج البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال: "خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلةً في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرَّهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أٌبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم ، قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ـ يريد آخر الليل ـ وكان الناس يقومون أوله".[3]
قلت: مراد عمر بالبدعة هنا البدعة اللغوية، وإلا فهي سنة سنها الرسول صلى الله عليه وسلم وأحياها عمر الذي أٌمرنا بالتمسك بسنته: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ" الحديث.
وعن عروة بن الزبير أن عمر رضي الله عنه جمع الناس على قيام شهر رمضان، الرجال على أبي بن كعب ، والنساء على سليمان بن أبي حثمة.[4]
وروي أن الذي كان يصلي بالنساء تميم الداري رضي الله عنه.
وعن عرفجة الثقفي قال: "كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يأمر الناس بقيام رمضان ويجعل للرجال إماماً و للنساء، فكنت أنا إمام النساء".[5]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة".[6]
ورحم الله الإمام القحطاني المالكي حيث قال:صلى النبي به ثلاثاً رغبة وروى الجماعة أنها ثنتان



فضلها

لقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحض على قيام رمضان ورغب فهي ولم يعزم، وما فتئ السلف الصالح يحافظون عليها، فعلى جميع المسلمين أن يحيوا سنة نبيهم وألا يتهاونوا فيها ولا يتشاغلوا عنها بما لا فائدة منه، فقد قرن صلى الله عليه وسلم بين الصيام والقيام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قـال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان من قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".[7]
وفي رواية في الصحيح كذلك عنه: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".[8]
وزاد النسائي في رواية له: "وما تأخر" كما قال الحافظ في الفتح.[9]
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (ظاهره يتناول الصغائر والكبائر، وبه جزم ابن المنذر. وقال النووي : المعروف أنه يختص بالصغائر، وبه جزم إمام الحرمين وعزاه عياض لأهل السنة ، قال بعضهم : ويجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة.
إلى أن قال: وقد ورد في غفران ما تقدم وما تأخر من الذنوب عدة أحاديث جمعتها في كتاب مفرد، وقد استشكلت هذه الزيادة من حيث أن المغفرة تستدعي سبق شيء يغفر والمتأخر من الذنوب لم يأت فكيف يغفر؟ والجواب عن ذلك يأتي في قوله صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله عز وجل أنه قال في أهل بدر: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، ومحصل الجواب: أنه قيل إنه كناية عن حفظهم من الكبائر فلا تقع منهم كبيرة بعد ذلك. وقيل إن معناه أن ذنوبهم تقع مغفورة).[10]
فعليك أخي الكريم ألا يفوتك هذا الفضل، فما لا يدرك كله لا يترك جله، فصل ما تيسر لك إن لم تتمكن من إتمامها مع الإمام.
واحذر أشد الحذر السمعة والرياء، فيها وفي غيرها من الأعمال، فهما مبطلان للأعمال مفسدان لثوابها.

وقتها

من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر.
وفعلها في آخر الليل أفضل من فعلها في أوله لمن تيسر لهم، واتفقوا عليه ، لقول عمـر رضي الله عنه: "والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون".

عدد ركعاتها

أفضل القيام في رمضان وغيره إحدى عشرة ركعة، وهو ما واظب عليه صلى الله عليه وسلم، كما صح عن عائشة رضي الله عنها وقد سئلت: كيف كانت صلاته صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً[11] فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً".[12]
وإن كان الأمر فيه سعة، وقد أحصى الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح[13] الأقوال في ذلك مع ذكر الأدلة، وهي:
1. إحدى عشرة ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
2. ثلاث عشرة ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
3. إحدى وعشرون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
4. ثلاث وعشرون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
5. تسع وثلاثون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
6. إحدى وأربعون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
7. تسع وأربعون ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
لم يصح حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم في عدد ركعات صلاة التراويح إلا حديث عائشة: "أحد عشرة ركعة"، وما روي عن ابن عباس رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان عشرين ركعة والوتر" فإسناده ضعيف كما قال الحافظ ابن حجر.
و الأعداد الأخرى سوى الإحدى عشرة أُثرت عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، والقاعدة عندهم في ذلك أنهم كانوا إذا أطالوا القراءة قللوا عدد الركعات وإذا أخفوا القراءة زادوا في عدد الركعات.
ولله در الشافعي ما أفقهه حيث قال، كما روى عنه الزعفراني: (رأيت الناس يقومون بالمدية بتسع وثلاثين[14]، وبمكة بثلاث وعشرين، وليس في شيء من ذلك ضيق).[15]
وقال أيضاً: (إن أطالوا القيام وأقلوا السجود فحسن وإن أكثروا السجود وأخفوا القراءة فحسن، والأول أحب إلي)[16].
والخلاصة أن أصح وأفضل شيء أن يقام رمضان بإحدى عشرة ركعة مع إطالة القراءة، ولا حرج على من قام بأكثر من ذلك.
واحذروا أيها الأئمة من التخفيف المخل، بأن تقرأوا في الأولى مثلاً بعد الفاتحة بآية نحو "مدهامتان" أو بقصار السور من الزلزلة وما بعدها، وفي الثانية دائماً بالإخلاص، فهذا تخفيف مخل، هذا مع عدم الاطمئنان في الركوع والسجود، والمسابقة حيث يصبح من التجاوز إطلاق القيام على من يفعل ذلك.
وحذار أيها المأموم أن تحتج على إمامك إذا حول أن يطيل في ظنك بقوله صلى الله عليه وسلم: "من أم الناس فليخفف"، فهذا استدلال مع الفارق والفارق الكبير، حيث قال صلى الله عليه وسلم ذلك لمعاذ عندما قرأ في الركعة الأولى في صلاة العشاء بالبقرة كلها، وفي الثانية بما يناصف البقرة، فأين هذا مما يفعله الأئمة اليوم؟!

ما يقرأ فيها

لم تحد القراءة فيها بحد، وكان السلف الصالح يطيلون فيها واستحب أهل العلم أن يختم القرآن في قيام رمضان ليسمع الناس كل القرآن في شهر القرآن، و كره البعض الزيادة على ذلك إلا إذا تواطأ جماعة على ذلك فلا بأس به.
فقد روى مالك في الموطأ عن عبد الرحمن الأعرج أنه قال : سمعت أبي يقول : كنا ننصرف في رمضان من القيام فنستعجل الخدم بالسحور مخافة الفجر .
وروى مالك أيضاً عن السائب بن يزيد قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس وكان القارئ يقرأ بالمائتين حتى كنا نعتمد على العصا من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر.
وروى البيهقي بإسناده عن أبي عثمان الهندي قال: دعا عمر بن الخطاب بثلاثة قراء فاستقرأهم فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ للناس ثلاثين آية، وأمر أوسطهم أن يقرأ خمساً وعشرين آية، وأمر أبطأهم أن يقرأ عشرين آية.[17]
وقال ابن قدامة: قال أحمد: يقرأ بالقوم في شهر رمضان ما يخف على الناس، ولا يشق عليهم، ولا سيما في الليالي القصار.[18]
و الأمر على ما يحتمله الناس، وقال القاضي ـ أبو يعلى ـ: (لا يستحب النقصان عن ختمة في الشهر ليسمع الناس جميع القرآن ولا يزيد على ختمة، كراهية المشقة على من خلفه والتقدير بحال الناس أولى).[19]
وقال ابن عبد البر: (والقراءة في قيام شهر رمضان بعشر من الآيات الطوال، ويزيد في الآيات القصار ، ويقرأ السور على نسق المصحف).[20]
عليك أخي المسلم أن تقارن بين قراءة سلفنا الصالح في القيام وبين قراءة أئمتنا في معظم المساجد في السودان بما فيهم الحفظة، ثم احكم لترى البون الشاسع بيننا وبينهم.

أيهما أفضل للمرء، أن يصلي القيام في جماعة أم في بيته ؟

إذا أقيمت صلاة التراويح في جماعة في المساجد،فقد ذهب أهل العلم في ذلك مذاهب:
1. القيام مع الناس أفضل، وهذا مذهب الجمهور، لفعل عمر رضي الله عنه، ولحرص المسلمين على ذلك طول العصور.
2. القيام في البيوت أفضل، وهو رواية عن مالك وأبي يوسف وبعض الشافعية، لقوله صلى الله عليه وسلم :" أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة".[21]
3. المسألة تختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان حافظاً للقرآن ذا همة على القيم منفرداً ولا تختل الصلاة في المسجد بتخلفه فصلاته في الجماعة والبيت سواء، أما إذا اختل شرط من هذه الشروط فصلاته مع الجماعة أفضل.

أجر من صلى مع الإمام حتى ينصرف في رمضان

ليس هناك حد لعدد ركعات القيام في رمضان، فللمرء أن يقيمه بما شاء، سواء كانت صلاته في جماعة أو في بيته ، ولكن يستحب لمن يصلي مع جماعة المسلمين أن ينصرف مع الإمام ويوتر معه، لحديث أبي ذر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم: "إن القوم إذا صلوا مع الإمام حتى ينصرف كتب لهم قيام تلك الليلة".[22]
قال أبو داود رحمه الله: (سمعت أحمد يقول: يعجبني أن يصلي مع الإمام ويوتر معه، قال: وكان أحمد يقوم مع الناس ويوتر معهم).

من فاته العشاء

إذا دخل الإنسان المسجد ووجد الناس قد فرغوا من صلاة العشاء وشرعوا في القيام، صلى العشاء أولاً منفرداً أومع جماعة وله أن يدخل مع الإمام بنية العشاء فإذا سلم الإمام قام وأتم صلاته، واختلاف لا يؤثر، لصنيع معاذ وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان يصلي العشاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويأتي فيصلي بأهل قباء العشاء حيث تكون له هذه الصلاة نافلة، وليس له أن يشرع في التراويح وهو لم يصل العشاء.
القنوت في قيام رمضان
ذهب أهل العلم في القنوت في الوتر مذاهب هي:
1. يستحب أن يقنت في كل رمضان، وهو مذهب عدد من الصحابة وبه قال مالك ووجه للشافعية.
2. يستحب أن يقنت في النصف الآخر من رمضان،المشهور من مذهب الشافعي.
3. لا قنوت في الوتر، لا في رمضان ولا في غيره.
4. عدم المداومة على ذلك، بحيث يقنت ويترك.
5. عند النوازل وغيرها، متفق عليه.
قال ابن القيم رحمه الله: ولم يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم في قنوت الوتر قبل ـ أي الركوع ـ أو بعده شيء.
وقال الخلال: أخبرني محمد بن يحيى الكحال أنه قال لأبي عبد الله في القنوت في الوتر؟ فقال: ليس يروى فيه عن النبي صلى الله عليه و سلم شيء ، ولكن كان عمر يقنت من السنة إلى السنة.
إلى أن قال: والقنوت في الوتر محفوظ عن عمر وابن مسعود والرواية عنهم أصح من القنوت في الفجر، والرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت الفجر أصح من الرواية في قنوت الوتر، والله أعلم).[23]

صيغة القنوت في رمضان

أصح ما ورد في القنوت في الوتر ما رواه أهل السنن[24] عن الحسن قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تعضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت".
وروي عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك".[25]

الجهر بالقنوت ورفع الأيدي فيه

وله أن يقنت بما شاء من الأدعية المأثورة وغيرها وأن يجهر ويؤمن من خلفه وأن يرفع يديه ، لكن ينبغي أن يحذر التطويل والسجع والتفصيل وعليه أن يكتفي بالدعوات الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، وليحذر الاعتداء في الدعاء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وفقنا الله وإياكم للصيام والقيام، وجعلنا وإياكم من عتقاء هذا الشهر ، ونسأل الله أن يمكن فيه للإسلام والمسلمين وأن يذل فيه الكفر والكافرين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


________________________________________
(1) مجموع الفتاوى ج 23/ 20 .
(2) صحيح البخاري كتاب صلاة التراويح رقم [ 2013 ] .
(3) صحيح البخاري كتاب صلاة التراويح رقم [ 2010 ] .
(4) البيهقي في السنن الكبرى .
(5) البيهقي في السنن الكبرى .
(6) متفق عليه .
(7) صحيح البخاري كتاب صلاة التراويح رقم [ 2008 ] .
(8) البخاري كتاب التراويح رقم [ 2009 ] .
(9) ج 4 / 251 .
(10) المصدر السابق 251 ـ 252 .
(11) بتسليمتين لأن صلاة الليل مثنى مثنى .
(12) صحيح البخاري كتاب صلاة التراويح رقم [ 2013 ] .
(13) ج3 / 253 ـ 254 .
(14) عللت زيادة أهل المدينة على أهل مكة بأن أهل مكة كانوا يطوفون بين كل تسبيحتين أسبوعاً .
(15) الفتح ج3 / 253 .
(16) الفتح ج3 / 253 .
(17) انظر المجموع للنووي ج4 / 33 ـ 34 .
(18) ليالي الصيف حيث يكون الليل تسع ساعات والنهار يصل إلى خمس عشرة ساعة .
(19) المغني ج2 / 607 .
(20) الكافي لابن عبد البر ص 74 .
(21) مسلم .
(22) رواه أبو داود في قيام رمضان ج1 / 317 والنسائي وابن ماجة .
(23) زاد المعاد ج1/ 334 ـ 335 .
(24) أبو داود [ 1424 ] و الترمذي [ 464 ] وأحمد [ 1718 ] وهو صحيح الإسناد .
(25) الترمذي [ 356 ] وأبو داود [ 1427 ] .










قديم 2008-08-01, 13:28   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
كمال55
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كمال55
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قبل أن يرحل رمضان

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد :


دع البكاء على الأطلال والدار *** واذكر لمن بات من خل ومن جار
وذر الدموع نحيباً وابك من أسف *** على فراق ليال ذات أنوار
على ليال لشهر الصوم ماجعلت *** إلا لتمحيص آثام وأوزار
يالائمي في البكاء زدني به كلفاً *** واسمع غريب أحاديث وأخبار
ما كان أحسننا والشمل مجتمع *** منا المصلي ومنا القانت القاري


وداعاً يا شهر يا رمضان ! وداعاً يا شهر الخيرات والإحسان ! وداعاً يا ضيفنا الراحل ! مضى كثيرك ولم يبق بين أيدينا منك إلا أيام قلائل ، عشر تجاورنا اليوم وهي إلى الرحيل أقرب من البقاء ، ولئن قال ابن رجب في لطائفه عند الفراق : ياشهر رمضان ترفّق ، دموع المحبين تدفّق ، قلوبهم من ألم الفراق تشقّق . عسى وقفة للوداع تطفيء من نار الشوق ما أحرق ، عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ماتخرّق ، عسى منقطع من ركب المقبولين يلحق ، عسى أسير الأوزار يُطلق ، عسى من استوجب النار يُعتق . اهـ فما أحرانا بتدبّر قوله ، وفعل يطفيء حرارة الوداع .

أيها الشباب قبل أن تُشيعوا ضيفكم الميمون عودوا إلى أنفسكم حفظكم الله وتأملوا ماذا قدّمتم بين يديه ؟ وما هي الأسرار التي بينكم وبين ربكم في أيام شهركم وسيرحل بها رمضان ؟ هاتفني شاب في رمضان بعد سماع إحدى المواعظ وحدثني في الهاتف حديث طويل أذكر من قوله : أشعر من حديثكم أنكم تشعرون بفقد الشهر ، وتتحسّرون على فوات أيامه ؟ فلماذا أنا لا أشعر بذلك ؟ وبعد حديث طويل عن سر فقد الفرحة في قلب من يحاورني قال لي : عفواً أخي في شهر رمضان أسررت المعصية ، وتجاهلت الطاعة ، وكم هي المرات التي لا أشهد فيها صلاة التراويح ، وإن شهدتها فصورة بلا معنى ، وحركات بلا روح ، القرآن عهدي به من زمن بعيد ، وقد حاولت أن أمد يدي إليه مع جملة الذاكرين لكن نفسي حبستني عن الاستمرار وهاأنا لا زلت في بدايته إلى اليوم . أما المعصية فتدفعي لها نفسي دفعاً حتى أنني واقعت أنواعاً من المعاصي مراراً في شهر رمضان فعيني تخطّت ستار المعروف واجتالت في حرمات الله تعالى ، وأذني أبت إلا أن تتجاوز حدها الشرعي فانتهكت ماحرم الله ، ونفسي التي بين جنبيّ جاهدتها كثيراً فكابرت ومانعت واستعصت علىّ ، بل ما زالت بي حتى أوقعتني في الفاحشة ........... ومازال يحدّث حتى أنهار باكياً ، واستعبر أمامي في البكاء ، وأخذ يردد أثناء حديثه أخشى أن لا أكون ممن غفر الله لهم ، أو تقبّل منهم ، أخشى أن يختم الله لي بخاتمة السوء ! فأصبح أسير أحزاني ! أنا لست وحيداً في طريق اليأس فكثير من الشباب أمثالي ، فما زلت به أخفف عنه هذه الآلام حتى عاد يسمع حديثي من جديد فقلت له أخي الشاب لازال في الأمل فسحة ، وفي الوقت بقية ، والعبرة بالخواتيم . وأنا وإياك نشهد هذه العشر المباركة فهل يمكن أن تضع يدي في يدك وتعاهدني على المسير فقال أي والله مسير يعيد لي الفرحة والبسمة في حياتي من جديد لم لا أقبل به ؟ ولما لا أعيشه وقد عشت كل معاني الحرمان في المعصية والدأب عليها ؟ فقلت له أقبل حفظك الله إلى حديث ، أرعني سمعك ، وجُد علىّ بشيء من وقتك فعندي سر السعادة التي تنتظرها ، عندي لك قول الله تعالى : (( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )) دواء للمنكسرين من أمثالك لكن بشرطها الوحيد : التوبة الصادقة التي رأيت من آثارها أثر الدموع بين عينيك . وعندي لك قول رسولك صلى الله عليه وسلم : (( لله اشد فرحاً بتوبة عبده عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة قاضطجع في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح . متفق عليه من حديث أنس . إذاً لم يبق عليك حفظك الله إلا الإقبال على ما بقي من شهرك إذ هذه الأيام هي الخاتمة ، وهي سر الشهر ، وأفضل أيامه على الإطلاق ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول عنه عائشة رضي الله عنها : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجدّ ، وشد المئزر )) ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة . هذه الليلة العظيمة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ماتقدم من ذنبه )) متفق عليه من حديث أبي هريرة . وقد أخبر الله عن هذه الليلة أنها خير من ألف شهر في كتابه المبين فقال تعالى : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ماليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر )) وأخبر رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أن هذه الليلة في ليالي العشر حين قال صلى الله عليه وسلم : (( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان )) أقبل على عشر رمضان حفظك الله بكل جهدك وقوتك واحرص على أن يكون ختام شهرك ختاماً حياً مباركاً ، تزوّّد فيها بالطاعات ، احرص على الفريضة مع الإمام والله الله أن يشهد الله عليك أو حتى أحد من خلقه تخلُفاً عن الجماعة بنوم أو كسل ، إلزم النافلة القبلية والبعدية ، واحرص على أداء صلاة التراويح والقيام مع جموع المسلمين ، ولا زم فيها دعاء : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني فهي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين . أكثر من قراءة القرآن ، ونوّّع في القراء مابين حدر وترتيل ، ولتكن عنايتك بالتدبّر لآيات القران الكريم فإن في ذلك خير كثير . قم برعايتك والديك وقبّل رأسهما كل مساء ، والزمهما بالطاعة والبر فإن ذلك من أعظم فرص استغلال شهر رمضان . صل أرحامك ، وتعاهد جيرانك فإن ذلك من خلق المسلم . وإنني إذ أدعوك إلى التمعّّّن في هذه الأحاديث إنما أدعوك للتحرر من الكسل واستقبال الآخرة ، والإقبال على عشر رمضان الأخيرة ففيها بإذن الله تعالى سر السعادة المرتقبة التي تبحث عنها ، وإنما حين أقرر لك أن هذا هو طريق السعادة آمل منك أن تجرّب هذا الطريق ولن تجد أجمل منه ولا أسعد على وجه هذه الحياة ، وهؤلاء الذين تراهم في مجتمعك تبرق أسارير وجوههم بالاستقامة هم كانوا مثل ما أنت فيه الآن من الحيرة والاضطراب ، والهم والغم ، وخاضوا هذه التجربة في بداية حياتهم وحينما وجدوا المفقود والسر الغائب في حياتهم قرروا التوبة ، وهم اليوم وكل يوم يرددون قول القائل : والله إنها لتمر بي ساعات يرقص فيها القلب فرحاً من ذكر الله . ويلهجون بقول الله تعالى : (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )) وفقك الله وسدد خطاك وعلى طريق الخير بإذن الله تعالى نلقاك










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc