بعد اِضطهاد ابن رشد جاء الدور لاضطهاد الإمام الغزالي والأسباب من وراء ذلك صادمة.
"ومما يتصل بالحياة الدينية في الفترة احراق المرابطين (المالكيين) لمؤلفات الإمام الغزالي.
وقد استند الفقهاء في تبرير ذلك على احتوائه على علم الكلام والفلسفة وكراهية المالكية لهذه العلوم ومن ثم طالبوا ولي الأمر بمصادرة كتبه، وقد استجاب لهم وأمر بحرقها. غير أنه بجانب هذا السبب الظاهر للإحراق كانت هناك أسباب خفية تتعلق بهؤلاء العلماء الذين طالبوا بإحراق كتب
الغزالي، ومن ذلك ما وجدوه في كتاب الإحياء من هجوم على طبقة العلماء والفقهاء الذين يتخذون من العلم والدين مطية لتحقيق أطماع دنيوية من ثراء وجاه وأموال وقد أورد صفاتهم الإمام الغزالي في كتابه الإحياء حين وصفهم بأنهم علماء السوء".
المصدر: حسن علي حسن، الحضارة الإسلامية في المغرب والأندلس (عصر المرابطين والموحدين)، مكتبة الخانجي بمصر، ط1، 1980.