تابع أخطاء في العقيدة واجتنبوها يرحمكم الله 1 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تابع أخطاء في العقيدة واجتنبوها يرحمكم الله 1

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2024-05-21, 16:12   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالله الأحد
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي تابع أخطاء في العقيدة واجتنبوها يرحمكم الله 1

المقدمة
إن الحمد لله ، نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) (آل عمران:102) .
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) (النساء:1) .
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً)) (الأحزاب:70) .
(( يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)) (الأحزاب:71)
وبعد : فإن موضوعنا في هذه الرسالة يتعلق بالعقيدة ، والحديث عن العقيدة ذو شجون خاصة في عصرنا الحاضر ، حيث إننا نشاهد حرباَ شعواء على المسلمين وعلى عقيدتهم بالذات، حرباَ موجهة إلينا قد صوبت سهامها ، منطلقةً من مشارق الأرض ومغاربها، فما هو السبب ، الجواب واضح ؛ لأننا نقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ونعتقد ذلك اعتقاداً جازماً ؛ فلأجل هذا ، ولكون معركتنا مع عدونا معركة عقدية جاءت هذه الرسالة التي أسأل الله أن ينفع بها ؛ وعن بعض الأخطاء الشائعة المتعلقة بالعقيدة ، وينبغي أن نعلم في بادئ الأمرِ أن هذه الأخطاء ما كانت لتكثر وتنتشر لو لا أن هناك تساهلاً كبيراً في تعلم العقيدة وتعليمها . والمتأمل الآن في بلاد الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها ، يشاهد أنواعاً من الأخطاء الكبيرة والمنتشرة بين الناس بدأت تغزو بلاد الإسلام .
ومن أجل ذلك ، جمعت هذه الرسالة وقسمتها إلى أربع مجموعات :
• المجموعة الأولى : أخطاء في قضايا عامة .
• المجموعة الثانية : أخطاء تتعلق بأنواع من الشركيات ونحوها.
• المجموعة الثالثة : أخطاء تتعلق بالرقى والتمائم .
• المجموعة الرابعة : أخطاء تتعلق بالألفاظ ونحوها .
وقبل الدخولِ في تفاصيل ذلك أحببت أن أشير إلى أهم الأسباب التي دعت إلى كتابة هذه الرسالة ، وهي :
(1) أهمية العقيدة وأن الخطأ فيها ليس كالخطأ في غيرها .
(2) أن بعض هذه الأخطاء تنشأ وتنتشر، فإذا لم يتدارك الأمر ببيان شأنها وحكمها والتحذير منها فربما تأصلت عند بعض الناس أو في بعض المجتمعات .
واعتبر ذلك مثلاً : ببناء الأضرحة على القبور في بعض البلاد الإسلامية كيف أنه لما لم يحذر منها في أول أمرها كيف تأصلت وصعب إزالتها .
(3) ما علم من شدة حذر السلف الصالح في أبواب العقيدة ومسائلها ، حتى أغلظوا كثيراً على أهل البدع والزيغ والانحراف فيها .
أ – فكانوا يحتسبون بالقتل لمن ثبتت زندقته وردته .
ب – وكانوا يحكمون بالجلد والحبس لبعضهم ، كما فعل عمر مع صبيغ بن عسل .
ج – وكانوا يهجرون أهل البدع ويحذرون منهم .
د – وقد ألفوا الكتب والرسائل لبيان العقيدة والدفاع عنها ضد أعدائه وهذا كثير معلوم .
ه – ولم يزل هذا التحذير – إلى اليوم – يقوم به أئمةُ الإسلام وعلماؤه .
(4) ما نراه ونسمعه ونقرؤه – في هذه الأزمان – من حرب شعواء
موجهة ضد العقيدة الإسلامية الصافية :
1- ففي خارج بلاد الإسلام يشن أعداء الله من اليهود والنصارى والوثنيون أنواعاً من الحرب ضد عقيدة المسلمين : فأنواع التشكيك ، ووسائل التنصير ، والهجوم المباشر على العقيدة ورمي أصحابها بأنواع من تهم التطرف والإرهاب – كل ذلك أمر لا يكاد يجهله مسلم .
2- وفي داخل بلاد المسلمين ابتلي المسلمون بتيارين من أخطر التيارات .
أحدهما : تيار أهل البدع في المقالات والعبادات من الرافضة ، والمعتزلة ، والصوفية ، والأشعرية ، والمرجئة والخوارج وغيرهم .
والثاني : تيار العلمانين والقوميين والحداثيين اللذين استخدموا كلَّ وسيلة تمكنوا منها لنفث سمومهم بأساليب متنوعة .
( 5) إعراض البعض – وقد يكون منهم من ينتسب إلى الدعوة – عن التركيز على العقيدة ، والزعم بأنها أمور مسلمة في بلاد المسلمين ، مما أدى إلى وقوع الانحراف وتنوعه وهم عنه غافلون أو متغافلون – هداهم الله - .
ومثله : بعض المناهج والطرق الدعوية ، التي لا تركز أحياناً على تأصيل العقيدة وبيانها .
أسأل الله أن ينفع بهذه الرسالة .
أسأل الله أن ينفع بهذه الرسالة مصنفها وقارئها وناشرها إنه سميع مجيب .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،،،،

وكتب
عبد الرحمن بن صالح المحمود


المجموعة الأولى
أخطاء في قضايا عامة
أولاً : خطأ في مفهوم مدلول لا إله إلا الله ، فإن كثيراً من الناس يفهمُ من لا إله إلا الله أنَّها كلمة يقولها بلسانه ، وينسى أن هذه الكلمة تقتضي منه أموراً غير النطق بها ومن أعظم هذه الأمور التي تقتضيها كلمة التوحيد ، ركناها: النفي والإثبات .
النفي : بأن ينفى الإنسان أي نوع من أنواع العبادة لغير الله تبارك وتعالى.
والإثبات : أن يصرف جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له . ومدلول هذا إخلاص الدين لله ، والكفر بالطاغوت ، ولذا يقول الله – سبحانه وتعالى – في كتابه والعزيز : (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)) (النحل: من الآية36)
ومن مقتضياتها : إفراد الله تعالى بالطاعة والخضوع لأوامره ونواهيه .
والخطأ الشائع عند بعض الناس اليوم ، هو ظنهم أن لا إله إلا الله مقتضاها عبادة الله فقط ، نقول : نعم . هذا هو مقتضاها وركنها الأول ، ولكن لها مقتضى آخر وركناً لا بد منه ، ألا وهو الكفر بالطاغوت ، فلا بد من البراءة من الشرك والكفر بالطواغيت جميعاً ، وهذه هي ملة إبراهيم الخليل – عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم : (( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)) (الممتحنة: من الآية4) .
ومن الخطأ الشائع – في مفهوم لا إله إلا الله – ظن بعضهم أن معناها : لا خالق إلا الله ، ويفسرون ذلك بتوحيد الربوبية ويجعلون هذا أساس التوحيد ولبه ، ويركزون في الدلائل والمسائل .
وتوحيد الربوبية مهم لكن المخالف فيه قليل ، أما توحيد الأُلوهية: فهو الذي دلت كلمة التوحيد ، والمخالف فيه كثير – والله المستعان –
ثانياً : ومن الأخطاء في القضايا العامة : خلط في مفهوم الولاء والبراء ، فإن الناس إذا فتشت في أحوالهم وجدتهم خلطوا في هذا الأصل قولاً وفعلاً من عدة وجوه أبرزها ثلاث وجوه :
الوجه الأول :
مولاة الكفار ، وهذه الصفة مناقضة لمفهوم الولاء والبراء في الإسلام ؛ لأن هؤلاء الكفار مهما تعددت ديانتهم سواءً كانوا وثنيين ، أو كتابيين ، فهم أعداءٌ لنا ، والله سبحانه وتعالى يقول : (( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)) (النساء: من الآية122)
((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)) (البقرة: من الآية120)
فموالاة الكفار بأي نوع من أنواع الموالاة مناف لذلك الأصل ، وهو الولاء والبرء على تفصيل يذكره العلماء بين ما هو مكفر وما ليس بمكفر، والولاء يكون للمؤمنين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها ، والبراءة من الكفار جميعاً كذلك .
وهناك صور شائعة لأنواع من موالاة الكفار ومنها :
1- التعلق بهم ومحبتهم ، خاصة مع كثرة الاختلاط بهم في بلادهم ، أو في بلاد المسلمين في العمل ونحوه .
2- السفر إلى بلاد الكفار لغير حاجة أو ضرورة ، وربما البقاء في بلادهم أزمنة طويلة .
3- التعلق ببعض الكفار لغرضٍ معين كلاعب كرة أو ممثل ونحوه .
4- الثناء على الكفار وتلميع أحوالهم ونظمهم وقوانينهم بما يؤدي إلى احتقار المسلمين وشريعتهم .
الوجه الثاني :
من الخلط في الولاء والبراء وهو استبدال الولاء للقبيلة أو للبلد ، وهذا أيضاً خطأ شائع فإن بعض الناس يوالي الآخرين من أجل أنه من القبيلة الفلانية ، أو لأجل أنه من البلد الفلاني ، ثم بعد ذلك لا يزن علاقته بالناس بميزان الإسلام القائم على ميزان الولاء والبراء ، والحب في الله والبغض في الله . فمثلاً نجد الواحد من هؤلاء يأتي وأمامه شخصان أحدهما فاسق ضالّ مضل، والآخر مطيع عابد لله سبحانه وتعالى ، فتجده يوالي الأول لأنه من قبيلته ويتعصب له أحياناً ؛ لأنه من بلده ، ويعادي الثاني ؛ لأنه ليس من قبيلته ، أو لأنه ليس من بلده ، وهذا مدخل خطير جداً على الإيمان ، لأن الإنسان إذا كان ميزانه ميزان الجاهلية ، والقبيلة ، والوطن ، والمصلحة الشخصية والمال ، فإنه يكون على خطر عظيم في عقيدته ، الواجب أن يكون ميزان قلبك ولسانك وأعمالك الحب في الله والبغض في الله .
إذاً فالرجل التقي هو أخي في الله وأحبه في الله ، ولو كان أبعد بعيد ، والفاجر أو الكافر، أو الفاسق أبغضه بغضاً تاماً إن كان كافراَ، وأبغضه على قدر معصيته إن كان فاسقاً ، ولون كان أقرب الناس إلىّ ، هذا هو ميزان التوحيد .
الوجه الثالث :
استقدام الكفار إلى جزيرة العرب لغير ضرورة ، بل إن بعض الناس – من أصحاب الشركات وغيرهم – قد يفضل الكفار على المسلمين ، وربما وصف الكفار بالأمانة وأثنى عليهم ، وسب المسلمين وتنقصهم ، وهذا خطأ جسيم ، وصاحبه قد ارتكب ذنباً عظيماً ، وهو على خطر في دينه ، فليتق الله وليتب من ذنبه ، فلا يستقدم إلا عمالة مسلمة أمينة. والله المستعان .
ثالثاً : ومن الأخطاء العامة : خطأ في مفهوم العبادة بحيث إن بعض الناس ظن أن مفهوم العبادة قاصرٌ على أصول العبادة المعروفة من الصلاة والصيام والزكاة والحج، ونسي أن العبادة تشمل كل شُعَب الإيمان ومسائل الإيمان ؛ لقوله- صلى الله عليه وسلم- : " الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان "
إذاً، العبادة تشمل أمور الحياة كلها من أولها إلى آخرها ، علاقتك بالأسرة ، بالجيران ، وأمورك الاقتصادية والتعليمية ، وغير ذلك من الشؤون الخاصة بالفرد كذلك علاقة المجتمع بغيره سواء كانت هذه العلاقات علاقات اقتصادية ، أو عسكرية ، أو علمية ، كل ذلك داخلٌ في مفهوم الشر ع، فمقتضاه أن ينهج فيه ، وأن يسلك فيه، ما أمر الله به وأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إننا نشاهد بعض الناس يأتي ويقول : شأنك والمسجد ، أي : إلزم الصلاة في المسجد ودع عنك الناس، هل هذا هو الإسلام؟ وهل هذا هو مفهوم العبادة التي تقوم أسسها على طاعة الله وطاعة رسول الله- صلى الله عليه وسلم ؟ لا ، بل هذا نوعٌ جديد من العلمنة في مفهوم العبادة، يريدُ أن يحصر العبادة في أنواعٍ خاصة منها ، وهذا خطأ يجبُ الانتباه له .
وبعضهم جعل العبادة في القلب فقط ، وأنها علاقةٌ بين العبد وربه، ولا شأن لها ببقية شؤون الحياة ، وهذا منتشر بين العلمانيين والملاحدة القائلين بأن الدين لا شأن له في الحياة .
رابعاً : من الأخطاء العامة ، مفهوم الوسط في الدين .
فبعض الناس إذا رأى المتمسك بدينه، المحافظُ على السنة قال له : لا تشدد وكن وسطاً، وهذا أيضاً من المفاهيم الخاطئة؛ لأن معنى ذلك أنك تقول لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- : يا رسول الله أنت بسنتك متشدد، لما ذا لم تكن وسطاً يا أبا بكر أويا عمر أو يا أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المتّبعين لسنته ؟ لا تشددوا وكونوا وسطاً، وهنا لا بد من أن تقال كلمةٌ في هذا الأمر .
أولاً : أن التمسكَ بسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كاملة هو الحق وهو الوسط ، لأن سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليس فيها غلواً ولا تقصير.
ثانياً : إن الوسط ورد في القرآن في قوله تعالى : (( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)) (البقرة: من الآية143)
والمعنى : أن أتباع محمد- صلى الله عليه وسلم- هم وسط بين الأمم كاليهود والنصارى وغيرهم ، كما ورد الوسط أيضاً في منهاج أئمة السنة والجماعة، وذلك حينما يقولون أهل السنة وسطٌ بين الطوائف المنحرفة، والمبتدعة .
فمثلاً: في باب محبةِ أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هم وسط بين الروافض والنواصب ، وأيضاً في باب الإيمان ومسائل الأحكام هم وسط بين الوعيدية والمرجئة ، بين المتشددين منهم الغالين والمفرطين المقصرين ، وهم وسط في باب القدر بين القدرية والجبرية . وهكذا فهم وسط بين الطوائف جميعاً .
ثالثاً : أما ما يرد عند عامة الناس ونحوهم من قولهم : كن وسطاً في دينك ، فهذا فيه تفصيل ، فإن قُصد به ترك السنن وترك التزامها في العبادات والمعاملات واللباس غيرها ، فلا شك أن هذا باطل ؛ لأن الحق إنما هو الالتزام بالسنة .
أما إن وجّه إلى من غلا في ا لسنة وجاوز الحد فيها أو قّصر ، وقيل له : كن وسطاً ، فهذا صحيح ، لكن له أمثلة خاصة ، مثل ذلك الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " أنا لا أتزوج النساء " نقول له : تزوج ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج فكن وسطاً ، ومثل ذلك الذي قال : ( أقوم الليل كله ولا أنام أبداً ) نقول له : كن وسطاً ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهؤلاء وأمثالهم : (( أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي ، وأرقد ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني )) .
ويقابل هؤلاء أولئك الذين يتركون جميع النوافل ، نوافل الصلاة والصيام والزكاة والأذكار ، ويؤدي ذلك إلى تقصيرهم في الفرائض وغيرها ، هذا أيضاً مقصّر .
فالأول قد غالي في جانب ، والثاني قد فرّط وأهمل وقصّر ، والوسط هو الصحيح.
إذاً ، هناك مفهوم خاطئ في مسألة مصطلح الوسط وهذا المفهوم الخاطئ نطبقه أحياناً على بعض الناس بمنهج خاطئ ، وذلك حينما نأتي إلى من التزم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحيته ، وفي لباسه ، وفي صلاته ، وفي بقية أموره ، فنأتي ونقول له : لا تشدد وكن وسطاً ، فهذا مفهوم خاطئ .
خامساً : من المفاهيم الخاطئة ، الخلط الواقع في فهم مصطلح أهل السنة والجماعة ، فمصطلح أهل السنة والجماعة في الأصل مصطلح شرعي وردت به النصوص ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ))
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( عليكم بالجماعة ))
وهذان مفهومان ومصطلحان شرعيان ، ولذا كان مصطلح أهل السنة والجماعة يطلق على كل من التزم بهما في تاريخ الإسلام ، وإنما وقع الخلط في هذا المصطلح في بدايات الافتراق وفي القرن الرابع بشكل أخص ، وذلك حينما نُسب إلى أهل السنة والجماعة من ليس منهم ، مثل انتساب كثير من طوائف الأشعرية أو المأتريدية إلى أهل السنة والجماعة انتساباً خاطئاً ، فيجب أن يُبين مخالفة هؤلاء لأهل السنة والجماعة ومنهج السلف الصالح ، لكن لا نعدل عن هذا المصطلح لأجل أن هناك آخرين تسموا به ، فإن تسمية الباطل باسم الحق لا يمنعنا من قول الحق – والتسمية به - .
فنقول : يجب التزام منهج أهل السنة والجماعة على ما كان عليه سلفنا الصالح – رحمهم الله تعالى –
سادساً : من الأخطاء العامة التي وقع الخلط فيها : مسألة وجوب طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ووجوب الحكم بما أنزل الله ، وقد وقع الخطأ في ذلك من خلال أمور منها :
* ظن بعض الناس أنها مقتصرة على فئة من الناس وهم الحكام ، ولا شك في وجوبها عليهم وجوباً أولياً ، ولكن نقول إن الحكم بما أنزل الله واجب على الجميع ، واجب على الحكام فيما يحكمون به بين الناس ، وواجب على كل فرد فيما يتعلق بما يخصه من أعماله وأفعاله ومعاملاته ، ولهذا كان مقتضى توحيد العبادة قائم على كمال الذل لله أولاً ، وكمال المحبة لله ثانياً ، وكمال الطاعة ثالثاً ، وهذا كله مقتضاه أن تقدم طاعة الله وطاعة رسوله على طاعة من سواه ، وأن تحكم بهما في كل شأن شؤونك : المرأة ألمسلمة ، الشاب المسلم ، الأسرة المسلمة ، والمجتمع المسلم ، البلد المسلم ، ولا بد للجميع أن يعلموا أن هذا جزء من العقيدة ، فلا يكفي أن يدعي الإنسان أنه يعبد الله حتى يعلم كيف يعبد الله ، هل يعبد الله على وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ، أم لا ؟ ، وذلك في كل أموره وشؤونه ، ثم يطبق ذلك على الوجه الصحيح :
فالفرد المسلم يجب عليه التحاكم إلى الكتاب والسنة في جميع أموره ، عباداته ومعاملاته ، وأن يتحاكم في كل ذلك إلى ما أنزل الله ، لا إلى العادات القبلية ولا إلى القوانين الوضعية ولا إلى غيرها .
والمرأة المسلمة : يجب عليها التحاكم إلى الكتاب والسنة في أمورها كلها : حجابها ، لباسها ، زينتها ، عملها ، معاملاتها لزوجها .
وكذلك الشاب المسلم ، والتاجر المسلم ، والمعلم والحاكم والقاضي .
إنه أمر واجب – وليس اختيارياً – أن يلزم العبد منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحكام الصلاة وتفاصيلها ، والزكاة وتفاصيلها ، والصيام وأحكامه ، والحج وأحكامه ، وصلة الأرحام ، وقسمة المواريث ، وأبواب الوصايا ، وأبواب النكاح ، وفي جميع شؤون الحياة ، فنعبد ربنا على وفق هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
* التساهل في التحاكم إلى القوانين الوضعية ، والقول بأن ذلك ليس بكفر حتى يستحلها ، وقد يحتج هؤلاء بأن الكفر لا يكون إلا بالاستحلال ، بل وسع بعض هؤلاء الدائرة حتى زعموا أنه لا يوجد كفر عملي مخرج من الملة ، وهذا خطأ ،بل الكفر يكون بالاعتقاد وبالقول والعمل كما هو مفصل في كتب الأئمة .
* ظن البعض أن عند اختلاف العلماء فللإنسان أن يأخذ بأي قول من الأقوال الواردة ، دون اعتبار للدليل ، وهذا من أخطر المزالق ، فول تتبع الناس أقوال العلماء واختلافاتهم ورخصهم لضاع الدين.
والواجب عند التنازع والاختلاف – القديم والحديث - الرد إلى كتاب الله والسنة كما قال تعالى : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )) (النساء: من الآية59)
كما أنا الواجب اتباع ما ترجح دليله ، والحذر كل الحذر مما يزينه بعض العلمانيين وأذنابهم من تتبع رخص العلماء والأخذ بها ولو خالفت الدليل .
سابعاً : من الأخطاء العامة ، التي عظم خطرها وطار شرها ، التشبه بالكفار في أقوالهم وأفعالهم ، وشمل هذا البلاء الرجال والنساء والفتيان والفتيات ، والأطفال ،كما أنه تعد إلى أمور كثيرة من حياة الناس في ألبستهم وأزيائهم ومساكنهم وكلامهم وسلامهم ، وأعيادهم وحفلاتهم ، فإلى الله المشتكى من هذه الحالة التي بلغت بالمسلمين .
والواجب على كل مسلم ومسلمة أن يبتعد عن الشبه بالكفار التشبه المحرم وأن يحقق الولاء والبراء ، وأن يعتز بدينه وعقيدته الصحيحة ، وعلى المسلمين التناصح في ذلك .









 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:50

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc