|
قسم شخصيات و أعلام جزائرية يهتم بالشخصيات و الأعلام الجزائرية التاريخية التي تركت بصماتها على مرّ العصور |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
علماء وادباء و مفكرين و روائيين وفنانين و شخصيات هامة من منطقة الشاوية
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2015-04-21, 19:17 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
علماء وادباء و مفكرين و روائيين وفنانين و شخصيات هامة من منطقة الشاوية
تعتبر منطقة الشاوية في شرق الجزائر من المناطق التي انجبت عبر تاريخها الطويل كمًا كبيرًا من المفكرين والادباء والعلماء ابهرو في كثير من المجالات ودالك عبر حقب تاريخية مختلفة ابتداء بالحضارة النوميدية ثم البزنطية و الاسلامية الى عصرنا الحديث لا يسعنا الوقت لدكرهم جميعًا ولعلنا اردنا دالك على سبيل التعريف والفائدة و الثقافة و الله اعلم : ماستانابال من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة ابن ما سنيسا أخو مكيبسا وغولوسا . توفي نتيجة مرض، كان شارك في الألعاب الأولمبية بتفوق في اليونان. إبنه يوغرطة من زوجة قرطاجية. ************************************************** *************************** أوغسطينوس من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة تأثيره في اللاهوت والفكرالقديس أغسطينوس بريشة فيليب دي دي شامباني، القرن 17 أسقف تاريخ الميلاد 13 نوفمبر 354طاغست، نوميديا تاريخ الوفاة 28 أغسطس 430مقاطعة هيبو، نوميديا قديس(ة) في الكنيسة: معظم الطوائف المسيحية الرموز الأيقونية طفل؛ حمامة؛ قلم؛ صدفة: قلب مطعون شفيع(ة) إفريقيا؛ عمال المطابع؛ العيون الموجوعة؛ اللاهوتيين القديس أغسطينوس (13 نوفمبر 354 - 28 أغسطس 430) كاتب وفيلسوف من أصل نوميدي-لاتيني ولد في طاغاست (حاليا سوق أهراس، الجزائر) . يعد أحد أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية. تعتبره الكنيستان الكاثوليكية والأنغليكانية قديسا وأحد آباء الكنيسة البارزين وشفيع المسلك الرهباني الأوغسطيني. يعتبره العديد من البروتستانت، وخاصة الكالفنيون أحد المنابع اللاهوتية لتعاليم الإصلاح البروتستانتي حول النعمة والخلاص. وتعتبره بعض الكنائس الأورثوذكسية مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قديسا. ولد في مملكة نوميديا التي كانت مقاطعة رومانية من أمه الأمازيغية القديسة مونيكا وأبيه الوثني باتريسيوس الأفريقي-اللاتيني. تلقّى تعليمه في روما وتعمّد في ميلانو. مؤلفاته - بما فيها الاعترافات، التي تعتبر أول سيرة ذاتية في الغرب - لا تزال مقروءة في شتى أنحاء العالم. حياته القديس أوغسطين يتحدّر من أصول أمازيغية ولد في تاغست (حاليا سوق أهراس ،الجزائر) عام 354. التي كانت مدينة تقع في إحدى مقاطعات مملكة روما في شمال أفريقيا. عندما بلغ الحادية عشرة من عمره أرسلته أسرته إلى مداوروش، مدينة نوميدية تقع 30 كلم جنوبي تاغست. في عمر السابعة عشرة ذهب إلى قرطاج لإتمام دراسة علم البيان. كانت أمه مونيكا أمازيغية[1] ومسيحية مؤمنة. أما والده، فكان وثنيا رومانيا. ورغم نشأته المسيحية، فإنه ترك الكنيسة ليتبع الديانة المانوية خاذلا أمه. في شبابه عاش أوغسطين حياة استمتاعية وفي قرطاج كانت له علاقة مع امرأة ستكون خليلته لمدة 15 عاما. خلال هذه الفترة ولدت له خليلته ابنا حمل اسم أديودادتوس Adeodatus[2] كان تعليمه في موضوعي الفلسفة وعلم البيان، علم الإقناع والخطابة. بعد أن عمل في التدريس في تاغست وقرطاج انتقل عام 383 إلى روما لظنّه أنها موطن خيرة علماء البيان. إلا أنه سرعان ما خاب ظنه من مدارس روما وعندما حان الموعد لتلاميذه لكي يدفعوا ثمن أتعابه قام هؤلاء بالتهرب من ذلك. بعد أن قام أصدقاؤه المانويون بتقديمه لوالي روما، الذي كان يبحث عن أستاذ لعلم البيان في جامعة ميلانو، تم تعيينه أستاذا هناك واستلم منصبه في أواخر عام 384. في ميلانو بدأت حياة أوغسطين بالتحول. من خلال بحثه عن معنى الحياة بدأ يبتعد عن المانوية منذ أن كان في قرطاج، خاصة بعد لقاء مخيب مع أحد أقطابها. وقد استمرت هذه التوجهات في ميلانو إذ ذهبت توجهت أمه إليها لإقناعه باعتناق المسيحية كما كان للقائه بأمبروسيوس، أسقف ميلانو، أثرا كبيرا على هذا التحول. لقد أعجب أوغسطين بشخصية أمبروسيوس وبلاغته وتأثر من موعظاته فقرر ترك المانوية إلا أنه لم يعتنق المسيحية فورا بل جرّب عدة مذاهب وأصبح متحمسا للأفلاطونية المحدثة. في صيف 386، بعد قراءته سيرة القديس أنطونيوس الكبير وتأثره بها قرر اعتناق المسيحية، ترك علم البيان ومنصبه في جامعة ميلانو والدخول في سلك الكهنوت. لاحقا سيفصّل مسيرته الروحية في كتابه الاعترافات. فقام أمبروسيوس بتعميده وتعميد إبنه في عام 387 في ميلانو. عام 388 عاد إلى أفريقيا وقد توفيت أمه وإبنه في طريق العودة تاركين إياه دون عائلة. بعيد عودته إلى تاغست قام بتأسيس دير.و في عام 391 تمت تسميته كاهنا في إقليم هيبو (اليوم عنابة في الجزائر). أصبح واعظا شهيرا (وقد تم حفظ أكثر من 350 موعظة تنسب إليه يعتقد أنها أصلية) وقد عُرِفت عنه محاربته المانوية التي كان قد اعتنقها في الماضي. في عام 396 تم تعيينه أسقفا مساعدا في هيبو وبقي أسقف هيبو حتى وفاته عام 430. رغم تركه الدير إلا أنه تابع حياته الزاهدة في بيت الأسقفية. الأنظمة الرهبانية التي حددها في ديره أهلته أن يكون شفيع الكهنة. توفي أوغسطين في 18 آب 430 عن عمر يناهز 75 عاما بينما كان الفاندال يحاصرون هيبو. شجع أهل المدينة على مقاومة الفاندال وذلك لإعتناقهم الأريوسية. يُقال أيضا إنه توفي في اللحظات التي كان الوندال يقتحمون أسوار المدينة. يلقب القديس أوغسطين (بابن الدموع) نسبة إلى دموع أمه التي كانت تذرف لمدة عشرين سنة رغبه منها خلال صلاتها لرجوعه إلى ديانته الأولى وهي المسيحية. إن أوغسطين شخصية مركزية في المسيحية وتاريخ الفكر الغربي على حد السواء، يعتبره المؤرخ توماس كاهيل أول شخص من العصور الوسطى وآخر شخص من العصر الكلاسيكي. تأثر فكره اللاهوتي والفلسفي بالرواقية والأفلاطونية والأفلاطونية المحدثة وخصوصا فكر أفلوطينوس مؤلف التاسوعات. حياتهانظر أيضا ************************************************** ************************** تاكفاريناس تاكفاريناس من أهم قادة نوميديا ، الأمازيغية، نشأ في أسرة نبيلة ذات نفوذ كبير، وينتمي لقبيلة موسالامس (Musulamii)، وجنّد مساعدا في الجيش الروماني في سن السادسة عشرة برتبة مساعد، واكتسب أثناء العمل تجربة عسكرية كبيرة؛ لكنه فر من الجندية بعد أن رأى ظلم الرومان الذي كان يمارس ضد الأمازيغيين وتلمس طغيانهم واستبدادهم المطلق. فعين من قبل أتباعه ومحبيه قائدا لقبائل "المزاملة" سنة 17م، فشكل منها جيشا نظاميا من المشاةوالفرسان على الطريقة الرومانية في تنظيم الجيوش. وفقد عمه وأخاه وابنه في الحروب التي خاضها ضد الجيش الروماني في شمال أفريقيا، وقد دامت ثورته سبع سنوات ثم انهزم قتيلا في في منطقة سور الغزلان بالجزائر. وتعلم تاكفاريناس الكثير من خطط الجيش الروماني وطرائقه الاستراتيجية في توجيه الحروب والمعارك، كما اطلع على أسلحته وما يملكه من عدة مادية وبشرية، وما يتسم به هذا الجيش من نقط الضعف التي يمكن استغلالها في توجيه الضربات القاضية إليه أثناء اشتداد المواجهات والمعارك الحامية الوطيس. يعد تاكفاريناس من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية قديما، وقد أظهر شجاعة كبيرة في مواجهة المحتل الروماني، وقد لقنه درسا لاينسى في البطولة والمقاومة الشرسة، وهو ما زال محفورا في ذاكرة تاريخ الإمبراطورية الرومانية. كما أخرت مقاومته الشعبية احتلال تامازغا من قبل المتوحش الروماني لمدة طويلة تربو على عقد من الزمن. ولم يتمكن العدو من احتلال بعض أجزاء أفريقيا الشمالية إلا بعد مقتل تاكفاريناس في ساحة الحرب. محتويات تاكفاريناس من أهم قدات نوميديا، نشأ في أسرة نبيلة ذات نفوذ كبير، وينتمي لقبيلة موسالامس، وۥجنّد مساعدا في الجيش الروماني في سن السادسة عشرة برتبة مساعد، واكتسب أثناء العمل تجربة عسكرية كبيرة؛ لكنه سيفر من الجندية بعد أن رأى ظلم الرومان الذي كان يمارس ضد الأمازيغيين وتلمس طغيانهم واستبدادهم المطلق. فعين من قبل أتباعه ومحبيه قائدا لقبائل" المزاملة" سنة 17م، فشكل منها جيشا نظاميا من المشاة والفرسان على الطريقة الرومانية في تنظيم الجيوش. وفقد عمه وأخاه وابنه في الحروب التي خاضها ضد الجيش الروماني في شمال أفريقيا، وقد دامت ثورته سبع سنوات ثم قتل في معركة في منطقة سور الغزلان بالجزائر. وتعلم تاكفاريناس الكثير من خطط الجيش الروماني وطرائقه الاستراتيجية في توجيه الحروب والمعارك، كما اطلع على أسلحته وما يملكه من عدة مادية وبشرية، وما يتسم به هذا الجيش من نقط الضعف التي يمكن استغلالها في توجيه الضربات القاضية إليه أثناء اشتداد المواجهات والمعارك الحامية الوطيس. أسباب مقاومة تاكفاريناسإذا كان موقف الأمازيغيين من الفينيقيين والقرطاجيين إيجابيا، فإن موقف الأمازيغيين من الرومان كان سلبيا إلى حد كبير؛ لأن الحكومة الرومانية كانت تسعى إلى التوسع والاستيطان واستغلال ثروات شعوب الآخرين عن طريق التهديد وإشعال الفتن والحروب كما فعلت مع الدولة القرطاجنية في تونس في إطار ما يسمى بالحروب البونيقية. تطور مقاومة تاكفاريناس ضد الاحتلال الرومانيوإذا كان القرطاجنيون قد اهتموا بالتجارة والصيد، فإن الرومان كانوا يركزون كثيرا على الفلاحة؛ مما دفعهم للبحث عن الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة. وهذا ما أدى بالحكومة الرومانية للتفكير في استعمار شمال أفريقيا قصد نهب خيراتها والاستيلاء على أراضيها التي أصبحت فيما بعد جنانا للملاكين الكبار وإقطاعات لرجال العسكر وفراديس خصبة للساهرين على الكنيسة في حين أصبح الأمازيغيون عبيدا أرقاء وخداما رعاعا وأجراء مستلبين في أراضيهم مقابل فضلات من الطعام لاتقي جوع بطونهم التي كان ينهشها الفقر والسغب. ومن ثم، « طبقت روما سياسة اقتصادية جشعة طوال احتلالها، تلخصت في جعل ولاياتها تخدم اقتصادياتها وتلبي حاجياتها من الغذاء والتسلية لفقرائها... والتجارة المربحة لتجارها والضرائب لدولتها... والإبقاء على النزر اليسير لسد متطلبات عيش الأمازيغ الخاضعين...". ويعني هذا أن سياسة الرومان في أفريقيا الشمالية كانت تعتمد على التوسع والغزو وإيجاد الحلول المناسبة لمشاكلها الداخلية وتصديرها إلى الخارج مع البحث عن الموارد والأسواق لتحريك دواليب اقتصادها المعطل وإيجاد مصادر التمويل والتموين لقواتها العسكرية الحاشدة عددا وعدة. ومن ثم، لم " يكتف الرومان باحتلال أجود الأراضي الفلاحية الأمازيغية فحسب، بل قام الإمبراطور الروماني أغسطس بتشجيع استيطان عدد مهم من سكان إيطاليا في شمال إفريقيا، خصوصا منهم الجنود وقادة الجيش المسرّحون أو المتقاعدون ورجال الأعمال والتجار مما كان له دوره في تغيير التوازن والتوافق السكاني، الذي كان سائدا في السابق بين ساكنة المنطقة، بل كلما تم استقدام أعداد منهم من إيطاليا، إلا ويكون على حساب الأراضي الفلاحية والرعوية للأهالي الأمازيغ. ويظهر هذا في نسبة العمران والتمدين الروماني الذي بدأ في سواحل البحر المتوسط خصوصا بعد فترة الإمبراطور أغسطس. أما المناطق الداخلية فلم تبق بمعزل عن هذه التطورات خصوصا أن الرومان كانوا يضمون الأراضي الأمازيغية باستمرار نحو الداخل، إما بهدف الحصول على أراضي جديدة للقادمين الجدد، أو الحصول على أماكن بناء الحصون والقلاع لحماية أراضي المعمرين.". ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى اندلاع ثورة تاكفاريناس الانتقام للملك الأمازيغي الأول يوغرطة الذي وحد الأمازيغيين وأعدهم لمواجهة العدو الروماني الغاشم، بيد أن الجيش الروماني نكل به تنكيلا شديدا ليكون عبرة للآخرين، وأيضا الثأر من الجيش الروماني نظرا لما قام به من اعتداء صارخ على القبائل الموسولامية التي وقفت كثيرا في وجه الغزو الروماني، ناهيك عن التفاوت الطبقي والاجتماعي في المجتمع الأمازيغي الذي خلقه الاحتلال الروماني، وتردي أحوال الفقراء والمعدمين وهذا ما سيؤدي بهم فيما بعد إلى ثورة جماعية تسمى بالدوارين؛ لأنهم كانوا يحومون ويدورون حول مستودعات الحبوب لسرقتها. ولا ننسى رجال الكنيسة الأمازيغيين الذين ساهموا في إشعال عدة فتن وثورات ضد المحتل الروماني خاصة الدوناتيين نسبة إلى رجل الدين الأمازيغي المسيحي دوناتوس الذين كانوا يطالبون إخوانهم الأمازيغيين بعدم الانتظام في الجندية الرومانية وطرد كبار الملاك من أراضيهم وأصحاب النفوذ من المسيحيين الكاثوليك من بلادهم. لم يرض تاكفاريناس بالتدخل الإيطالي ولم يقبل كذلك بالظلم الروماني وبنزعته التوسعية الجائرة التي استهدفت إخضاع الأمازيغيين وإذلالهم ونهب ثرواتهم والاستيلاء على خيراتهم وممتلكاتهم عنوة وغصبا. كما لم يرض بتلك السياسة العنصرية التي التجأ إليها الرومان لطرد الأمازيغيين خارج خط الليمس (Limes) وهو خط دفاعي يفصل الثلث الشمالي المحتل عن الجنوب الصحراوي غير النافع. وقد ۥشيّد هذا الخط الفاصل بعد القرن الثاني الميلادي بعد أن تمت للرومان السيطرة الكاملة على أراضي أفريقيا الشمالية. ويتركب خط الليمس من جدران فخمة شاهقة وخنادق وحفر وحدود محروسة وقلاع محمية من قبل الحرس العسكري، ويمكن تشبيهه بالجدار المحصن ضد الهجوم الأمازيغي المحتمل. وكان هذا الخط الفاصل يتكون من الفوساطوم الذي يتألف من أسوار تحفها خنادق من الخارج، ومن حصون للمراقبة غير بعيدة عن الفوساطوم، وطرق المواصلات الداخلية والخارجية التي تتصل بالفوساطوم قصد إمداد الحاميات بالمؤن والأسلحة. ويعني هذا أن خط الليمس كان يقوم بثلاثة أدوار أساسية: دور دفاعي يتمثل في حماية الحكومة الرومانية في إفريقيا الشمالية والحفاظ على مصالحها وكينونتها الاستعمارية من خلال التحصين بالقلاع واستعمال الأسوار العالية المتينة الشاهقة، ودور اقتصادي يكمن في إغناء التبادل التجاري مع القبائل الأمازيغية التي توجد في المنطقة الجنوبية لخط الليمس، ودور ترابي إذ كان الليمس يفصل بين منطقتين : منطقة شمالية رومانية ومنطقة جنوبية أمازيغية. ولا يعبر هذا الخط الواقي إلا عن سياسة الخوف والحذر وترقب الهجوم الأمازيغي المحتمل في كل آن ولحظة.
هذا، ولقد امتدت مقاومة تاكفاريناس شرقا وغربا لتوحيد الأمازيغيين قصد الاستعداد لمواجهة الجيش الروماني المحتل. وكانت الضربات العسكرية التي يقوم بها تاكفاريناس تتجه صوب القاعدة الرومانية الوسطى مع استخدام أسلوب المناورة والتشتت للتجمع والتمركز مرة أخرى، والتسلح بحرية الحركة و استخدام تقنية المناورة واللجوء إلى الانسحاب والمباغتة والهجوم المفاجئ وحرب العصابات المنظمة لمحاصرة الجيش الروماني وضربه في قواعده المحصنة. وهذه الطريقة في المقاومة لم يألفها الجيش الروماني الذي كان لايشارك إلا في الحروب والمعارك النظامية وينتصر فيها بكل سهولة نظرا لقوة عتاده المادي وعدته البشرية والعسكرية. ويبدأ امتداد تاكفاريناس من طرابلس الحالية غربا حتى المحيط الأطلسي شرقا والامتداد في مناطق الصحراء الكبرى جنوبا. وكل من يستقرى تاريخ مقاومة تاكفاريناس لابد أن يعتمد على كتابات المؤرخ اللاتيني تاكيتوس الذي كان قريبا من تلك الأحداث، ولكنه لم يكن موضوعيا في حولياته التاريخية وأحكامه على الأمازيغيين، وكان ينحاز إلى الإمبراطورية الرومانية وكان يعتبر تاكفاريناس ثائرا إرهابيا جشعا يريد أن يحقق أطماعه ومآربه الشخصية على حساب الآخرين وحساب أصدقائه القواد مثل: القائد الشجاع مازيبا. ويعني هذا حسب المؤرخ اللاتيني الروماني تاكيتوس أن الحكومة الرومانية لم تأت إلى أفريقيا الشمالية إلا لتزرع الخير وتنقذ الجائعين وۥتحضّر البدويين والرحل الرعاع وتزرع السلام والمحبة بين الأمازيغيين، بينما - والحق يقال- لم تقصد الجيوش الرومانية ربوع تامازغا بجيشها الجرار وأسلحتها الفتاكة سوى لاحتلالها والاستيطان بها والاستيلاء على أراضيها ونهب ثرواتها والتنكيل بأهاليها. ويقول تاكيتوس في حق تاكفاريناس:" اندلعت الحرب في إفريقية في نفس السنة (17م)، وكان على رأس الثوار قائد نوميدي يسمى تاكفاريناس، كان قد انتظم بصفة مساعد في الجيوش الرومانية ثم فر منها. وفي أول أمره جمع حوله بعض العصابات من قطاع الطريق والمشردين وقادهم إلى النهب، ثم جعل منهم مشاة ففرسانا نظاميين وسرعان ما تحول من رأس عصابة لصوص إلى قائد حربي للمزالمة، وكانوا قوما شجعانا يجوبون الفلوات المتاخمة لإفريقية. وحمل المزالمة السلاح وجروا معهم جيرانهم الموريين الذين كان يقودهم مازيبا. واقتسم القائدان الجيش، فاستبقى تاكفاريناس خيرة الجند، أي جميع من كانوا مسلحين على غرار الرومان ليدربهم على النظام ويعودهم على الامتثال، أما مازيبا فكان عليه أن يعمل السيف ويشعل النار ويذعر الذعر بواسطة العصابات". ويستعمل تاكيتوس (تاسيت Tacite) أسلوبا ذكيا في توجيه الطعنات إلى تاكفاريناس عندما اعتبره رجل عصابة يفر من الجندية ويتحول إلى قائد عسكري خائن أناني يستحوذ على خيرة الجند، بينما لا يترك لصديقه مازيبا سوى عصابة من الإرهابيين تنشر الذعر في نفوس الأبرياء من الروم!!! ونحن سنقلب القراءة لتتجه عكس مسار قراءة تاكيتوس لنثبت بأن تاكفاريناس كان رجلا شجاعا ومواطنا أمازيغيا غيورا على بلده، لم يرض بالضيم الإيطالي والذل الروماني، فوحد القبائل الأمازيغية سواء أكانت في الشرق أم في الغرب أم في الجنوب، أي إنه استعان بكل القبائل المناوئة للمحتل الروماني حتى بالقبائل الصحراوية التي كانت ترفض هذا العدو المغتصب وتناهضه. وتعتمد مقاومة تاكفاريناس على نوعين من القوات العسكرية : قوة عسكرية منظمة على الطريقة الرومانية التي تتكون من المشاة والفرسان، وقوة غير منظمة تتخذ شكل عصابات مباغتة مشروعة في أهدافها ونواياها توجه ضربات خاطفة موجعة للجيش الروماني وتزرع في صفوفه الرعب والهلع والخوف، وفي دياره الدمار والخراب وخاصة في موسم الحصاد أثناء جني المحصول، وبذلك كان يوجه الضربات السديدة إلى الاقتصاد الروماني بحرق المحصول أو السيطرة عليه أو منع الأمازيغيين من بيعه للحكومة الرومانية التي احتلت الأمازيغيين لمدة خمسة قرون. وبالتالي، فهذه" الحرب أضرت بالمصالح الاقتصادية لروما. فكانت جميع المعارك تقع في أواخر الربيع وفصل الصيف، ومن بين أسباب ذلك إغارة تاكفاريناس على المدن وقت الانتهاء من حصاد الحبوب للسيطرة على المحصول من جهة وللحيلولة دون بيع كل غلة الحبوب لروما. كما كان تاكفاريناس يشتري الحبوب من التجار الرومانيين للحيلولة دون وصولها إلى العاصمة الإمبراطورية".. وقد استمرت ثورة تاكفاريناس في مواجهة الرومان مدة سبع سنوات من 17م إلى 24م سنة مقتله في معركة الشرف ضد الجيش الروماني. ويعني هذا أن ثورة تاكفاريناس ثورة عنيفة شرسة، وتعتبر أقوى مقاومة في تاريخ الحضارة الأمازيغية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وهي لا تعبر عن صراع الحضارة والبداوة أو الصراع الطاحن بين النظام والفوضى كما يقول الكثير من المؤرخين الغربيين بما فيهم المؤرخ الروماني تاكيتوس صاحب كتاب الحوليات، بل هي تعكس صراعا جدليا بين الظلم والحق وبين الحرية والعبودية. ومن أسباب نجاح ثورة تكافاريناس أنه تبنى عدة طرائق في المواجهة العسكرية ولاسيما الجمع بين الخطة النظامية وحرب العصابات وتوحيد القبائل الأمازيغية في إطار تحالف مشترك واستغلال الظروف العصيبة التي كانت تمر بها الحكومة الرومانية لضربها ضربات موجعة. وبالتالي، لم يقتصر في تحالفه على قبائل الموسلام، بل انفتح على القبائل الصحراوية وتحالف مع الموريين، أي مع قوات موريطانيا الطنجية التي كان يقودها مازيبا. أما الحاكم يوبا الثاني ملك موريطانيا الطنجية فقد كان عميلا للرومان ومتحالفا مع الحكومة القيصرية، لذلك لم يستجب له الشعب وانساق وراء القائد مازيبا الثائر، دون أن ننسى قبائل الكينيتيين الشجعان الذين كانوا يوجدون في الجنوب الشرقي للقبائل الموسولامية وقد تحالفوا عن اختيار وطواعية مع القائد البطل تاكفاريناس. وبعد أن استجمع تاكفاريناس القبائل الثائرة عبر المناطق الجنوبية لخط الليمس من سرت حتى المحيط الأطلسي انطلق في هجماته التي كانت تخضع للمد والجزر والهجوم والانسحاب، ولكنه استطاع أن يلحق عدة هزائم بالجيش الروماني وأن يقض مضجع الحكومة المركزية في روما. وكان تاكفاريناس يعتمد على البدو الذين كانوا يعرفون مناطق الصحراء ويتحركون بسرعة على جمالهم ويباغتون الجيش الروماني في الوقت الذين يحددونه والمكان الذي يعينونه ويختارونه بدقة. لذالك، كانت الكرة في مرمى جيش تاكفاريناس يستخدمها في الوقت المناسب وفي المكان المناسب. بينما ينتظر الجيش الروماني ضربات الهجوم للرد عليها. ولكن الرومان استطاعوا أن يتحالفوا مع الأمازيغيين الموالين لهم كيوبا الثاني وابنه بطليموس وأن يسخروا الجنود الأمازيغيين لضرب إخوانهم ؛ وكان المثل عند كل المحتلين لأراضي الأمازيغ من الرومان مرورا بالبيزنطيين إلى الوندال:" ينبغي أن تحارب الأمازيغيين بإخوانهم الأمازيغيين". بيد أن يوبا الثاني وابنه بطليموس لم يستطيعا أن يؤثرا على الموريين الذين مالوا إلى تاكفاريناس ومازيبا للدفاع عن أراضيهم المغتصبة من قبل الرومان وحرياتهم الطبيعية والمشروعة التي يريد الرومان انتزاعها من أصحابها ليحولونهم إلى أجراء وأرقاء مذلولين. ويقول تاكيتوس في حولياته:" تاكفاريناس لا زال ينهب في إفريقيا مساندا من طرف الموريين الذين فضلوا مساندة الثورة على الولاء للعبيد العتقاء الذين يشكلون حاشية الملك الصغير بطليموس.". وقد هاجم تاكفاريناس حصون الجيش الروماني وقلاعه وهدد مدينة" تهالة"، وطالب الرومان بأراضي خصبة لزراعتها أو للرعي فيها، لكن الرومان استمالوا بعض أتباع تاكفاريناس ووعدوهم بالعفو وبأجود الأراضي لزراعتها. وهكذا دب الشقاق في جيش تاكفاريناس وانتشرت الخيانة. وفي جهة مقابلة، سارعت الحكومة الرومانية إلى توشيح كل القادة العسكريين الذين يصدون بعنف لهجمات تاكفاريناس ووضعوا تماثيل شاهدة على إنجازاتهم. وقد قال تاكيتوس ساخرا بذلك:" يوجد في روما ثلاثة تماثيل متوجة وتاكفاريناس لا زال حرا طليقا في إفريقيا". لكن مع تعيين البروقنصل كورنيليوس دولا بيلا Coelius Dolabella، ستتغير موازين الحرب في أفريقيا الشمالية وسيحاصر هذا القائد الروماني الجديد جيوش تاكفاريناس بعد أن قضى على الكثير من أتباعه الموزولاسيين واستطاع أن يباغت جيشه في حصن أوزيا شرق نوميديا في الصباح الباكر قبل استيقاظ قوات تاكفاريناس، فاستطاع بسهولة أن يقبض على ابن الثائر أسيرا، وأن يتمكن من أخ تاكفاريناس. وبعد ذلك، دخل دولابيلا في معركة حامية الوطيس مع القائد تاكفاريناس الذي توفي في المعركة سنة 24م. وكانت هذه الهزيمة في الحقيقة نتاجا للخيانة التي دبرت في الكواليس الرومانية في تنسيق مع الأهالي الأمازيغيين، ومن هنا، طعن تاكفاريناس في الظهر كما في كل السيناريوهات الحربية والعسكرية التي حبكت من قبل الرومان للتخلص من أعدائهم الأمازيغيين... ويقول محمد بوكبوط مصورا نهاية تاكفاريناس:" شن تاكفاريناس الحرب على المدن والقرى الخاضعة للرومان، وامتدت الحركة من موريطانيا إلى خليج السرت، مما جعله يضغط بقوة ويطالب الإمبراطور بتسليمه الأراضي، مهددا بشن حرب لاهوادة فيها. غير أن الرومان استطاعوا أن يحدثوا شرخا في صفوف الثوار الأمازيغ، بقطع الوعود وتقديم تنازلات بسيطة. ورغم ثورة الموريين عقب تولي بطليموس، فإن البروقنصل دولابلا Dolabella أفلح في الظفر بتاكفاريناس الذي قتل وهو يحارب سنة 24م. لتنتهي بذلك ثورته." ************************************************** ************************************************** ****** دوناتوس دوناتوسرجل دين مسيحيأمازيغي ولد في الجزائر في منطقة الأوراس قاد ثورة ضذ الرومانوالبيزنطيين درس الدين المسيحي ثم تدرج في مناصب المسيحية قاد الحركة الدوناتية أصبح له انصار من الأمازيغ فنجحت الدوناتية بتحول المقاومة العسكرية إلى دينية (المسيحية لوطنية) نجح انصار دوناتوس في تقليص نفوذ المذهب الكاثوليكي الروماني في ذلك الوقت. ************************************************** ****************************** لوكيوس أبوليوس لوشيوس أبوليوس [1] أو لوسيوس أبوليوس [2] أو لوكيوس أبوليوس و بالأمازيغية أفولاي (125 ق.م - 180 ق.م) ترعرع في مداوروش هو كاتب لاتيني وخطيب أمازيغي نوميدي وفيلسوف وعالم طبيعي وكاتب أخلاقي وروائي ومسرحي وملحمي وشاعر غنائي. ولد في حوالي عام 125 قبل الميلاد، في مدينة مادور، والتي يطلق عليها اليوم مداوروش في ولاية سوق أهراس، الجزائر. كان يسمي نفسه في مخطوطاته أحيانا " أبوليوس المادوري الأفلاطوني " و" الفيلسوف الأفلاطوني " أحيانا أخرى.يعتبر صاحب أول رواية في التاريخ وتوفى سنة180 قبل الميلاد. كتب رواية التحوُّلات أو التغيّرات باللغة اللاتينية القديمة، وهي الرواية الوحيدة بتلك اللغة التي لها نسخة محفوظة بحالة سليمة. وُيطلق على الرواية أيضًا الحمار الذهبي. وقد كتبت في 11 جزءًا، بأسلوب طغى عليه التعقيد والمحسنات اللفظية. وتتعرّض لمغامرات شاب يُدْعَى لوسيوس، شاءت الصدف أن يُمسخ حمارًا. فصار يتنقَّل من مكان إلى مكان، وهو يُمعْن النظر في غباء البشر وقسوتهم. وأخيرًا تنجح الإلهة المصرية إيزيس في إعادته إلى هيئته البشرية. وتحتوي الرواية على العديد من الحكايات القصيرة، أشهرها قصة كِيُوبيد وبْسيشة. تتناول بعض كتاباته المحفوظة الأخرى السحر والخطابة والفلسفة، ويعد كتابه الحمار الذهبي أقدم نص روائي مكتوب في تاريخ الرواية الإنسانية. بين عامي 143 ق.م حتى 150 ق.م سافر بين مدن ساموس وهيرابولس وروما عاصمة الإمبراطورية الرومانية وزار أيضا آسيا الصغرى وبلاد المشرق والإسكندرية في مصر، ثم استقرّ في أويا (طرابلس) ممارساً للطب، "وتزوج ليبيّةً تدعى إميليا بودنتيلا، إلا أن أقرباءها اتهموه بالسحر، طمعاً في ثروة زوجته الغنية، وطالبوا بمحاكمته، وكانت عقوبة السحر في القانون الرومان هي الاعدام، فأعدّ لمحاكمته "مرافعة صبراتة" ساخراً من خصومه حيناً، مجلاً هيئة القضاء حينا آخر، أو مسترسلاً في شرح أساليب التجربة العلمية في الطب أوالفيزياء أو البصريات، محولاً الاتهام إلى عمل صادر عن جهل وانعدام معرفة، وجاعلاً مرافعته واحدة من أشهر القطع الأدبية في تاريخ إفريقيا الرومانية. ثم استقر أبوليوس في قرطاج متدرّجاً في الكهنوت، حتى سُمي كاهناً أكبر للمدينة وراعياً لمجلس الولاية، ومسؤولاً عن إقامة الشعائر والطقوس العامة. ثم انصرف إلى كهانة معبد الإله اسقليبيوس في معبد الإله الكنعاني أشمون، المقام على ربوة بِرصا... وكان أبوليوس إلى جانب لغته اللوبية ومعرفته باللغة القرطاجية يكتب أويقف خطيباً باللغتين الإغريقية واللاتينية. روي عنه أنه قال: "إني لأنهض بالأمر كله على السواء باللسان الإغريقي أو اللاتيني بنفس الإقبال والوثوق وبنفس الجد وبنفس الطراز والأسلوب". وقال: "أمبيدوقل ينظم القصائد، وأفلاطون يصنّف المحاورات، وسقراط يضع الأناشيد، وأبيكاروس يصنّف مشاهد التمثيل الإيمائي، وكسينوفون يؤلف القصص التاريخية، وغراتس يصنع الأهاجي، أما صاحبكم أبوليوس، فهو يجمع كل هذه الأصناف ويتعامل مع ربات الفنون التسع". وقد انعزل أبوليوس عن الحياة العامة منذ 164، ولا تعرف نهايته على وجه التحديد".[3] مؤلفات أبوليوس لوكيوس أبوليوس
يوداس يوداس من أهم أبطال المقاومة الأمازيغية الذين حاربوا الاحتلال البيزنطي إلى جانب سالبوس وقرقزان وييرنا وأنطالاس … ويعتبر يوداس الأمازيغي أيضا من أهم مناضلي القبائل المورية الذين وقفوا في وجه الاحتلال البيزنطي في القرن السادس الميلادي. والمقصود بالقبائل المورية في الكتابات التاريخية القديمة: " مجموع سكان شمال أفريقيا المستقرين في المنطقة الممتدة من خليج السرت شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، باستثناء العناصر الرومانية أو المترومنة؛ وهو المعنى الذي انتهى إليه المصطلح الموري في القرنين الخامس والسادس الميلاديين.أي جميع العناصر غير المترومنة سواء انتمت أو لا إلى القبائل المستقرة داخل التراب الخاضع للسلطات السياسية الأجنبية، يقابله مصطلح الروماني الذي يشار به من خلال المصادر إلى كل عنصر أثبت انتماءه إلى الحضارة الرومانية. فالفصل بين العناصر المترومنة والموريين، قائم بالأساس على اختلاف نمط الحياة لدى كل منهما، فيكون الروماني هو ذلك الشخص المخلص للحياة الحضرية وجميع المظاهر الرومانية التي انتشرت بشمال أفريقيا، وعلى رأسها اللغة اللاتينية والدين المسيحي. أما الموري فهو من ظل مخلصا لتقاليده القبلية، ومحافظا على أعرافه المحلية." ويعني هذا، أن الموري هو الأمازيغي النقي الذي تشبث بلغته المحلية وعاداته وتقاليده الموروثة ولم يترومن كباقي الأمازيغيين المنبهرين بالحضارة اللاتينية الرومانية، وهناك من يربط الموري بالثورة والتمرد عن السلطة السياسية والمقاومة الشرسة لأي احتلال يحاول تذليل الأمازيغيين وتركيعهم كما عند المؤرخ كامبس. ومع القرن الخامس الميلادي، ستستقل مجموعة من القبائل المورية في الولايات الطرابلسية والنوميدية، الشيء الذي سيمكنها من التأثير على أحداث شمال أفريقيا وتغيير مجرى الأحداث التي رسمتها الدولة الوندالية في هذه المناطق لصالح المقاومة التي أدت إلى طرد الأعداء من تامازغا ومحاولة تحقيق الاستقلال الذاتي وتشكيل دويلات صغرى إلى أن يحل الفتح العربي الإسلامي ليدمجها في كيان قومي عربي واحد. محتويات
1-من هو يـــوداس أو إيوداس؟ أصوله : يوداس أمازيغي يعود اصله إلى منطقةغسيرة الان يعد يوداس أو إيوداس من كبار المقاومين الأمازيغيين الموريين في شمال أفريقيا في القرنين الخامس و السادس الميلاديين ، إذ كرس كل حياته في خدمة بلده ومملكته و مقاتلة الوندال والبيزنطيين الذين استهدفوا احتلال نوميديا واستغلالها والتنكيل بساكنتها . وقد ولد يوداس في جبال الأوراس بمنطقة نوميديا، وعد من كبار قواد الأوراسيين الذين خدموا القضية الأمازيغية ودافعوا عن حرية المملكة الأوراسية واستقلال الجزائر القديمة وتحريرها من قبضة الوندال أولا وبطش البيزنطيين ثانيا. وقد خاض حروبا حامية الوطيس ضد القوات الوندالية التي تغلغلت في شمال الجزائر ووسطها من أجل استعمار نوميديا والتنكيل بساكنتها المحلية قصد بسط نفوذها العسكري واستغلال ثروات المنطقة ولاسيما الفلاحية منها. هذا، و أصبح يوداس فيما بعد أميرا أو قائدا أو ملكا للقبائل الأوراسية المستقلة بعد تراجع النفوذ الروماني في بلاد تامازغا سياسيا وعسكريا واقتصاديا أمام ضربات الونداليين والبيزنطيين. والدليل على اتخاذ حكام الموريين لهذه الألقاب السامية أنه في القرن السادس الميلادي تشكلت على يد القبائل المورية" نواة مؤسسات سياسية، يرأسها قادة موريون اتخذوا في بعض الأحيان اللقب الملكي، وهذه المؤسسات ليست مؤسسات محدثة ناتجة عن اندحار المملكة الوندالية، بل تعود إلى بداية تراجع الإمبراطورية الرومانية عن أجزاء هامة من شمال أفريقيا. ومع سقوط المملكة الوندالية اتسعت حركة استقلال القبائل المورية في مناطق واسعة من ولاية نوميديا وبيزاكينا وموريطانيا القيصرية وغيرها من الولايات. ويبدو أن كوريبوس، حين أشار إلى استقلال القبائل المورية، نعت زعيم الموريين بلقب لاتيني وهو Princeps الذي يعني الأول بين أقرانه ويترجم عادة بالأمير، أما بروكوب فلقد استعمل مصطلح أرخون ، وهو مصطلح إغريقي يقصد به أحد الحكام التسعة في أثينا، ويستعمل في بعض الأحيان تفاديا لاستعمال مصطلح ملك، بمعنى أن مصطلحي برانسيپس وأرخون يستعملان في معان تندرج من القائد الأعلى للحرب إلى الملك؛ لأن القبائل المورية كانت تحتفظ باستقلالها في تسيير شؤونها الخاصة، وهي لم تكن لتلتف حول زعيم أعلى تفوق سلطته شيخ القبيلة إلا في ظروف الحرب. لذلك يظهر الملوك الموريون في النصوص التاريخية كمحاربين وقادة للجيش." وعلي أي حال، فقد خطط الأمير الأوراسي يوداس لعدة حروب ضد الوندال والبيزنطيين حقق في بعضها الانتصار و انهزم في البعض الآخر ، وبعدها استعاد يوداس القوة من جديد لشن غارات شرسة على القوات البيزنطية العدائية. 2-مراحل تطور مقاومة يوداس لقد انطلقت مقاومة يوداس من الجزائر أو ماكان يسمى بنوميديا المورية، وتتموقع مملكة يوداس أو إيوداس جغرافيا في منطقة الأوراس وخاصة في جبالها الوعرة التي من الصعب التغلغل فيها لوعورة طرقها وتشعب منافذها. لذا، وحد يوداس القبائل الأوراسية وشكل مملكة مستقلة عرفت بالقوة والشراسة كبدت القوات الوندالية خسارة مادية وبشرية فادحة ، ساعدها في ذلك موقعها الجغرافي الجبلي على غرار جبال الأطلس المغربية التي لم يستطع الرومان التوغل فيها نظرا لشساعة أرجائها وعسر اجتيازها واقتحام مراكز المقاومين العتاة. وقد قدر جيش يوداس الأمازيغي الموري بحوالي ثلاثين ألفا، وكان الأوراسيون يسيطرون على السهول الخصبة والهضاب المجاورة للجبل من الشرق والغرب، وكانوا يتوسعون في كل الاتجاهات بشكل تدريجي إلى أن وصلوا التل الشمالي. وتوجد بجوار هؤلاء الأوراسيين القبائل المورية التابعة لكوتزينا، التي كانت تستقر بدورها ببيزاكينا، وبعد هزيمتها أمام الجنرال البيزنطي سولومون، اضطرت إلى البحث عن موطن لها بالقرب من إيوداس وأتباعه على الحدود الفاصلة بين بيزاكينا ونوميديا." أي أصبحت جبال الأوراس مكانا للاحتماء والتحصين والاختباء من القوات البيزنطية العاتية. وبدأت مقاومة الملك يوداس بتنظيم حملة عسكرية قوية في العدد والعدة استهدفت تطويق الوندال ومحاصرتهم عسكريا بعد نزولهم في شمال نوميديا، وقد عملت مقاومة يوداس على تحقيق استقلال القبائل الأوراسية عن حكم الونداليين بعد وفاة ملكهم هونريك 484-477 م . كما قاد يوداس مقاومة عنيفة ضد التواجد البيزنطي في المنطقة بين سنوات 539-534م، فقام الأوراسيون بتخريب بعض المدن التي توجد في سفوح جبال الأوراس، والتي تشكل خطرا على المملكة الناشئة كمدينة تيمگاد التي كانت قريبة من الحامية العسكرية الوندالية المتمركزة في مدينة لامبيز. ولم يكن الأوراسيون" جبليين منعزلين في معاقلهم النائية، رأوا في انهيار روما وتراجع الوندال، فرصة للانقضاض على المدن الرومانية لنهبها نهبا عشوائيا، فهم بما منحتهم منطقتهم من إمكانيات اقتصادية، حققوا استقلالهم عن السلطة الوندالية وأسسوا مملكة تحت قيادة إيوداس؛ تمتعت هذه المملكة باستقلال سياسي وكانت تقوم باستقبال عدد كبير من الثائرين على السلطة البيزنطية، مثل القائد كوتزينا الذي أقام في منطقة مجاورة للأوراس بعد فراره من البيزنطيين. لكن على الرغم مما يبدو من كون المملكة الأوراسية كانت مملكة غنية اقتصاديا ومستقلة سياسيا، فإنه يصعب أن نعرف بالحجم الحقيقي للسلطة السياسية التي تمتع بها إيوداس." ومن الأسباب التي أدت إلى ظهور المقاومة الأوراسية بقيادة يوداس هو طرد المستعمر الأجنبي من تامازغا بصفة عامة ونوميديا بصفة خاصة، وحماية استقلال مملكة الأوراس و الحفاظ على نفوذها السياسي وسلطتها المحلية وسيادتها الترابية، ناهيك عن السياسة الاستبدادية التي يمارسها المحتلون في التعامل مع ساكنة نوميديا وتركيزهم على استغلال ثروات البلاد وتجويع الأمازيغيين بعد السيطرة على ثرواتهم وممتلكاتهم وأراضيهم واستغلالهم للدين المسيحي في ذلك. ومن الأسباب التي جعلت الموريين ينتصرون على البيزنطيين هو استعمالهم للتحصين وخاصة التحصين بالجمال ومعرفتهم الجيدة بالمنطقة واستخدام حرب العصابات ونهج سياسة الكر و الفر واستدراج البيزنطيين إلى المناطق الوعرة من أجل مراقبتهم وتطويقهم ومحاصرتهم عسكريا أو تسهيل عملية الفرار من وجود المحتل . ويمكن الحديث عن مرحلتين أساسيتين في مقاومة يوداس وهما: مرحلة الهزيمة مع سولومون البيزنطي ومرحلة المقاومة والانتصار. أ-مرحلة المقاومة و الهزيمة أمام قوات سولومون حاول البيزنطيون بقيادة سولومون سنة 535م استرجاع منطقة الأوراس وضمها إلى النفوذ البيزنطي، بيد أنه فشل في البداية بسبب اشتعال المقاومة الأوراسية بزعامة الأمير القائد يوداس الذي أظهر خبرة محنكة في إدارة الحروب والمعارك ضد البيزنطيين. وقد ساهمت وعورة الطرق في جبال الأوراس وقلة الماء وتمرد الجيش البيزنطي إلى اضطرار سولومون للعودة منهزما إلى مدينة قرطاجة . بيد أنه في سنة 539م، سيعد سولومون حملته العسكرية الجديدة لمواجهة قبائل الأوراس ، ولكنها انتهت بانتصار القائد يوداس الذي أحسن التحكم في منابع مياه وادي أبيگاس ، حيث أغلق جميع" مجاري النهر باستثناء المجرى المتجه نحو مدينة باگاي، أي نحو المعسكر البيزنطي الذي غمرته المياه، مما دفع بكونتاريس إلى الفرار مع أفراد الجيش متجها نحو سولوم، الذي غادر قرطاجة وعسكر عند قدم الأوراس. وتوالت المواجهات بين منتصر ومنهزم، إلا أن تمكن أحد القادة البيزنطيين ويدعى كنزو Genzo ، من تسلق جبل الأوراس والاقتراب من معسكر الأوراسيين، وقتل ثلاثة من المحاربين أتباع إيوداس،مما ساعد على اندفاع باقي أفراد الجيش البيزنطي عبر هذا الممر، فكانت وسيلة الأوراسيين الوحيدة للخلاص هي الفرار خصوصا بعد إصابة إيوداس في ذراعه، وفراره بدوره عبر الطريق المؤدية إلى موريتانيا. فتحقق بذلك لسولومون السيطرة على منطقة الأوراس ، خصوصا السفوح الشمالية لفترة زمنية محدودة". ب- مرحلة انتصار المقاومة الأوراسية على القوات البيزنطية بعد هزيمة يوداس أمام قوات سولومون البيزنطي، فر الزعيم الأوراسي الجريح إلى موريتانيا، ولم يرجع إلى مملكته في جبال الأوراس الشامخة إلا في سنة 546م بعد تدهور الوندال وضعف القوات البيزنطية في نوميديا واشتعال مقاومة حليفه أنطالاس فيما بين حدود تونس والجزائر، والذي سيتحالف عسكريا واستراتيجيا مع القائد يوداس لتطويق القوات البيزنطية ومحاصرتها من جميع الجهات قصد دحرها وإرجاعها إلى الخلف. ومن المعلوم أن القبائل الأوراسية تعد من أعتى القبائل المورية الأمازيغية شراسة ومقاومة، فقد ثار سكان الأوراس مدة سبع سنين من 477 إلى 484م،" فأوقفوا زحف الوندال وألحقوا بهم الهزائم تلو الهزائم. وهذه الوقائع هي التي قضت على سمعة الوندال وأعادت الأمل إلى نفوس أعدائهم الكاثوليكيين المضطهدين. كذلك عندما انتصر البيزنطيون سنة 533م على الوندال وظنوا أنهم قادرون على استعادة المغرب بكامله وجدوا أمامهم نفس الخصوم وواجهوا نفس المقاومة العنيدة. حاربهم يوداس أمير الأوراس أربع سنوات ثم التجأ إلى الغرب ليسترجع أنفاسه قبل أن يعيد الكرة مرة أخرى." وفي سنتي 534-539م، شن القائد يوداس حملات عسكرية عنيفة ضد المواقع البيزنطية فكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وسيطر على المراكز الإستراتيجية وأحرق المدن التي توجد في الطرق القريبة من الثكنات العسكرية التي كان يتحصن فيها البيزنطيون ، ولم يتمكن الأوراسيون من زمام القوة والسيطرة إلا بعد تحالف يوداس مع القائد أنطالاس الذي أظهر بدوره شجاعة نادرة في مقاومة الوجود البيزنطي الشرس. ولم يتحطم الجيش البيزنطي بكامل عناصره في الحقيقة إلا في سنة 534م مع أربعة قادة من حكام القبائل المورية الأمازيغية وهم: كوتزيناس وإسديلاس وإييورفوتين ثم مديسنيسا. لذا، سيوجهون للبيزنطيين ضربات موجعة عبر توالي تاريخ المقاومة الأمازيغية خاصة مع أنطالاس وييرنا. وعليه، فقضاء" البيزنطيين على الوندال لم يكن يعني استرجاعهم للولاية الأفريقية، فالمرحلة التي عاشت خلالها بيزنطة صراعا عسكريا ضد الموريين، كانت أعنف وأشد من المرحلة الأولى، عبرت خلالها القبائل المورية عن مدى تشبثها بالأرض، ولعل كثرة الحصون التي أنشئت في مراكز جغرافية متعددة قد توحي باضطراب عسكري عاشته أفريقيا في القرن السادس الميلادي. فالإستراتيجية العسكرية للقرن السادس، أظهرت عدم قدرة الجيش البيزنطي على خوض معركة منظمة، ودعت إلى ضرورة تحصينه وراء سور أو حصن خلال المعارك التي خاضتها ضد الموريين. كما أن دراسة وضعية الجيش البيزنطي أظهرت مدى ضعف وتراجع أعداده، فضلا عن تكاثر ثوراته وانعدام انضباطه. فوجد البيزنطيون في هذه الحصون وسيلة عسكرية لتحقيق دفاع فعال عن الولاية الإفريقية ضد الموريين." والله اعلم
|
||||
2015-07-13, 15:45 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
مشكووووووووووووووووووووووووور. |
|||
2015-07-14, 03:32 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
بارك الله فيك اخي |
|||
2015-07-23, 13:08 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااا |
|||
2015-08-01, 16:42 | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
اقتباس:
شكرًاااا جزيلًا أحبتي في الله |
|||||
2015-08-01, 16:44 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية : بعض علماء الأوراس و المنطقة كَكُل في العصر الوسيط *أحمد بن عيسى بن علي بن يعقوب بن شعيب الداودي الأوراسي: أصولي، منطقي، بياني، من فقهاء المالكية. من أهل أوراس. تعلم بتونس. حج سنة 849هـ ودخل القاهرة ولقي السخاوي. له "حواش" على بعض الكتب. (2) الطبني ( .. - 390هـ / .. - 1000م) *أحمد بن الحسين بن محمد الطبني، أبو عمر: محدث، من أهل طبنة، قال ابن الفرضي: "وصل الى الاندلس حدثا وسمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ وابن أبي دليم، ورحل الى المشرق حاجا سنة 342 ه وسمع في رحلته سماعا يسيرا. وكان رجلا صالحا فاضلا، حدث، وكتبت عنه أحاديث، وتوفي بقرطبة" (1) -* أحمد التيفاشي هو أحمد بن يوسف بن أحمد ابن أبي بكر التيفاشي, نسبة إلى تيفاش جنوب سوق اهراس من القطر الجزائري. ولد بقفصة سنة 1184م, في عهد دولة الموحدين ، عالم معادن وقانون وإجتماع وفلك وشاعر . توفي با القاهره ودفن بها بمقبرة باب النصر. 580- وقد تعلم بجامع الزيتونة ثم بالأزهر ..... *يحي ابن أحمد التيفاشي.. . كان أديبا وشاعرا مقرب من الحكام والسلاطين وهو عم أحمد التيفاشي السالف الدكر.... *زيادة الله بن علي بن الحسين بن محمد بن أسد التميمي الطبني، أبو مضر: شاعر رفيع الطبقة، أديب، أحد الطبنيين الطارئين على قرطبة بالأندلس من طبنة عاصمة الزاب "وهو أول من بنى بيت شرفهم ورفع بالأندلس صوته بنباهة سلفهم، وكان نديم محمد بن أبي عامر، ظريفا ممتع الحديث، رفيع الطبقة في صنعة الشعر، حسن البديهة والروية". ذكر الحميدي له كتابا سماه "الحمام " وقال انه ألفه للمنصور محمد بن أبي عامر. توفي بقرطبة. (2) *أحمد بن العباس النقاوسي أبو العباس: نحوي، من فقهاء المالكية، حافط، أديب. له مشاركة في علوم التفسير والحديث واللغة والمنطق. أخذ عن أبي علي منصور بن أحمد بن عبد الحق المشذالي (631 - 731هـ) وابن راشد القفصي. رحل من تلمسان قبل الحصار واستقر بتونسوناقلا" سديدا، وناقدا شديدا، وعارفا مديدا، ومدرسا مفيدا، رحل من تلمسان قبل الحصار فدخل تونس وهو الآن أحد مدرسيها الإمام وأوحد من برع في علمي البيان والكلام، وأوجد الناس للدر اذا خاض بحر العلوم بسوابح الأقلام، أديب العصر ونحويه وبيانيه وحكميه ومنطقيه، قرأت عليه تأليفه المسمى "الروض الأريض في علم القريض" وتأليفه في الأدب، و"حديقة الناظر في تلخيص المثل السائر" في البيان، و"شرح المصباح" لابن مالك، و"ايضاح السبيل الى القصد الجليل في علم الخليل" شرح على عروض ابن الحاجب، وله تآليف غيرها عرف قدرها واشتهر ذكرها .. الخ ". (1) *أحمد بن عبد الرحمن أبي زيد (النقاوسي، أبو العباس):النقاوسي، أبو العباس: فقيه مالكي، من كبارهم، له مشاركة في علمي المعقول والمنقول. ذكره تلميذه الشيخ عبد الرحمن الثعالبي وقال: "هو شيخنا الإمام المحقق الجامع بين علمي المعقول والمنقول، ذو الاخلاق المرضية، والاحوال الصالحة السنية" وكان الثعالبي قد دخل بجاية سنة 802هـ ولقي بها جماعة من العلماء فأخذ عنهم ومنهم النقاوسي. له "الأنوار المنبلجة في بسط أسرار المنفرجة". قال صاحب كشف الظنون: أوله، الحمد لله الذي تفرد بالبقاء والقدم، المبدىء القادر الذي برأ النسم .. الخ قدم في أوله تعريفين، الاول في ترجمة الشيخ الناظم (ابن النحوي يوسف بن محمد) والثاني في بيان بحر القصيدة" (1) النقاوسي (848 - بعد 897هـ / 1444 - بعد 1491م) *محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن أبي علي، ابو الطيب النقاوسي، القسنطيني: قاض، مفسر، لغوي، منطقي، أصولي، من فقهاء المالكية. ولد بنقاوس، وتعلم بقسنطينة وتونس، ثم انتقل إلى مصر فأخذ عن كبار علماء القاهرة. وفي غضون إقامته بها حج. قال السخاوي: ثم رجع الى بلاده واستقر قاضي العسكر لمولاي مسعود، ثم أعرض عنه لاختياره سكنى تونس وصار أحد عدولها ودام سنين، ثم تحول بعياله قاصدا استيطان الحجاز، فدخل الديار المصرية، فكانت اقامته نحو ثلاثة اشهر، ثم دخل مكة ولقيته هناك، فأقام بها الى ان سافر الى طيبة في أواخر سنة 897هـ، فأقرأ هناك بعض الطلبة وعزم على استيطانها. (1) *عبد الرحمن بن زيادة الله بن علي بن الحسين الطبني، أبو الحسن: متأدب، محدث. ولد بقرطبة بالاندلس، وكان أبوه قد انتقل اليها من طبنة واستوطنها. قال ابن بشكوال: كان له فضل وأدب وزهد وتنسك، وروى الحديث." (1) *محكم الأوراسي الهواري: قاض، من أكابر علماء الإباضية في وقته. ولي قضاء تيهرت في عهد الإمام أفلح بن عبد الوهاب ابن رستم (190 - 240هـ). قيل: كان إماما كبيرا مقدما على أهل عصره في الفقه وغيره، كريم الأخلاق، حسن السيرة .. " وهو والد هود التالية ترجمته. (1) الهواري ( .. - بعد 250هـ / .. - بعد 864م) *هود بن محكم الاوراسي الهواري: مفسر، فقيه أباضي، من أقدم مفسري كتاب الله العزيز في المغرب الأوسط. نشأوتعلم بتيهرت، وكان والده (السابقة ترجمته) قاضيها. من آثاره "تفسير القرآن الكريم" خاص بالاباضية، منه نسخ مخطوطة بالعطوف. (1) المصدر :معجم أعلام الجزائر الأريسي (القرن السابع الهجري / القرن الثالث الميلادي) *محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأريسي، أبو عبد الله: فقيه مالكي، عاش في بجاية في المائة السابعة، ذكره الغبريني وقال: (وكان مشاورا مفتيا معمولا على قوله، موقوفا على ما عنده، له جلال ووقار، وأخلاق مرضية، وكان في غاية الجودة في الخط المشرقي .. الخ". (2) الأريسي (القرن السابع الهجري / القرن الثالث الميلادي) *محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الأريسي المعروف بالجزائري، أبو عبد الله:شاعر، أديب، من كبار أدباء الجزائر في أواسط المائة السابعة.كان يسلك في شعره سلوك المتنبي. قال الغبريني:"وهو من أدباء الكتاب، كان حسن النظم والنثر، مليح الكتابة سهل الشعر، كثير التجنيس يأتيه عفوا من غير تكلف، وكان مليح التواشيح، إن طال في شعره أعرب، وإن اقتصر واقتصد أعجب، له شعر كثير في كل فن من فنون الشعر: وكان شيخ كتبة الديوان ببجاية" وهو حفيد الأريسي المتقدم. (1) *أحمد بن علي بن أحمد ، المعروف بأبو عباس البغائي ، فقيه مالكي ، من منطقة اسمها الباغاية و اليها ينسب ، رحل الى المشرق و اخذ كثيرا عن علماء مصر و غيرها ثم دخل الاندلس سنة 376 هـ ، و جلس الى التدريس في المسجد الجامع بقرطبة ، استأدبه المنصور محمد بن ابي عامر المعارفي لابنه عبد الرحمان كما رقاه المؤيد بالله هشام بن الحكم في دولته الثانية ( 400 / 403 هـ) الى خطة الشورة فلم يطل أمره ثم توفي بعد سنة .. قال عنه احدهم : " كان ربانيا في علوم الاسلام ، شديد الحفظ ، و كان بحرا من بحار العلم ...." الطبني محمد بن الحسين ابو عبد الله (300-394ه / 912-1114 م) . شاعر بليغ ،اديب بارع ، ينحدر من بيت أدب و فضل و حكم ،من اهل طبنة عاصمة الزاب ، و اليها ينسب ، رحل الى الاندلس سنة 323 هـ فكان من شعراء الخليفة الاموي الاندلسي الحكم بن عبد الرحمان الناصر (302-366 هـ) قال عنه احدهم :" لم يصل الى الاندلس اشعر منه ، توفي بقرطبة و شهد جنازته المظفر بن عبد الملك بن ابي عامر ".. المصدر : العلماء الجزائريون في الأندلس فيما بين القرنين 10 و14م للدكتور عمار هلال مايمكن ملاحظته هنا بسرعة ان علماءنا في هذه الفترة اشتهروا كلهم بنوعية علمية و ادبية راقية شهد عليها اكثر من عالم انذاك .. والله اعلم |
|||
2015-08-01, 16:49 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :
***العلماء و المفكرين*** إبراهيم مزهودي الشيخ إبراهيم مزهودي (9 أوت 1922 الحمامات - 27 فبراير 2010 بتبسة) خريج جامع الزيتونة درس في باريس سنة 1948 بجامعة السوربون، وعمل بمدرسة التدريس بتبسة. أنظم عام 1956 إلى جيش التحرير الوطني خلال الثورة التحريرية وتحصل على رتبة رائد. كان نائبا للقائد الأعلى للولاية الثانية أثناء ثورة التحرير ومن القيادات البارزة التي حضرت مؤتمر الصومام سنة 1956. شغل منصب أول أمين عام للحكومة الجزائرية المؤقتة. بعد استقلال الجزائر أصبح عضوا في المجلس الوطني الجزائري سنة 1964. كان معارضا شرسا للرئيس أحمد بن بلة مما كلفه الاعتقال بسجن تيميمون بالصحراء الجزائرية، قبل أن يطلق الرئيس الراحل هواري بومدين سراحه ويعهد إليه بمنصب سفير مفوّض فوق العادة بالعاصمة المصرية القاهرة إلى غاية 1974. كما عارض أيضا نظام الرئيس الشاذلي بن جديد. ظل يلقي في الفترة من سنة 1979 إلى سنة 1999 خطبا بمسجد الحمامات بتبسة. كما شغل منصب الرئيس الشرفي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. ************************************************** بشيشي بلقاسم اللوجاني الشيخ بشيشي بلقاسم اللوجاني الشيخ بشيشي بلقاسم اللوجاني الذي ولد سنة 1881 في منطقة واد الشارف الواقعة بين مدينة قالمة وسدراتة، واشتهر في التاريخ الإسلامي كداعية ومرب وكان من مؤسسي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تكوينه وتعليمه يرجع الفضل في تكوينه إلى والده الشريف بن بلقاسم ثم التحق بزاوية لبناقرية بعد أن حفظ القرآن الكريم حيث درس الفقه وأصول الدين ثم رحل إلى تونس لمواصلة دراسته ومكث فيها قرابة السنتين تعلم من خلالها التفسير وعلوم اللغة والأدب والنحو والصرف والبلاغة ثم انتقل إلى جامع الزيتونة ودرس في هذا المعلم الإسلامي قرابة أربع سنوات نهل فيه من مختلف العلوم والمعارف العودة إلى مسقط رأسه عاد إلى الجزائر في حوالي سنة 1918وبالضبط إلى مسقط رأسه ببلدية سدراتة ولاية سوق أهراس، فكون الشيخ بلقاسم اللوجاني في الثلاثينيات جمعية دينية من أعيان المنطقة كالشيخ بارح والشيخ إبراهيم بن سليمان روايسية وماضي خليفة وغيرهم... حيث تتكفل هذه الجمعية بجمع التبرعات لبناء المسجد العتيق الذي يعد واحدا من بين 14 مسجدا حرا على الصعيد الوطني، ملأه الشيخ بلقاسم علما ومعرفة وتوجيه ودروس مختلفة في جميع العلوم، وكما طلب الشيخ في سنة 1921من بعض أعيان البلدة رخصة فتح نادي للشباب سماها "نادي المسلم" ولم يسمح له الاحتلال بذلك إلا بعد سنوات وفاته فاضت روحه إلى بارئها يوم الإثنين 7 سبتمبر سنة 1954،رحم الله شيخنا رحمة واسعة. ************************************************** *************** الأديب الداعية الشيخ الدكتور أحمد شرفي الرفاعي هو من مواليد 1934 ببلدية خنشلة ولاية خنشلة حسب بطاقة التعريف ،وفي 1350هجري المناسبة ل1932 م ببوحمامة ولاية خنشلة حسب شهادات الأقارب ،متزوج وأب لستة أبناء ،درس بقسنطينة في معهد عبد الحميد بن باديس من 1948 إلى 1952 وانتقل إلى جامع الزيتونة بتونس ودرس به سنوات 1954 -1956 ،ودرس بالأزهر في القاهرة سنوات 1956 -1957 ،ودرس بجامعة بغداد سنوات 1958 -1961 ،وواصل دراسته العليا بكلية الآداب جامعة القاهرة سنتي 1961 -1962 . المؤهلات العلمية: حائز على الأهلية من تونس سنة1953 ،وعلى الثانوية العامة “الباكلوريا” من الأزهر سنة 1957 كما درس بكلية دار العلوم بالقاهرة سنة 1957 -1958 ،وحائز على ليسانس الآداب من بغداد سنة 1961 ،وحائز على شهادة النجاح للسنة التمهيدية للماجستير في الآداب من كلية الآداب بجامعة القاهرة سنة 1962 ،ودكتورا الطور الثالث من جامعة الجزائر سنة 1979 . الحياة المهنية: مدرس بالتعليم الثانوي من 1962 إلى 1972 ،ومدرس بمعهد الآداب واللغة العربية بجامعة قسنطينة من 1972 إلى 1987 ،وأستاذ مشارك في تدريس الحديث النبوي الشريف وفقه السيرة في المعهد الوطني للتعليم العالي في الشريعة بباتنة 1996 ،ومدير لمعهد الحضارة الإسلامية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية من 1987 إلى 1989 ،ورئيس المجلس العلمي لمعهد الآداب واللغة العربية 1989 -1990 الإنتاج العلمي: له ما يقارب 22 مؤلفا من أشهرها التعريف بالقرآن الكريم،وجراح التاريخ وعاهاته،والسيرة النبوية الشريفة دلالات وعبر،ومفهوم جماعة المسلمين عند الإمام أبي يعلى ومقتضياته،وهو تحت الطبع….ويدرس حاليا دروسا بمسجد أبي أيوب الأنصاري بقسنطينة. ************************************************** *************** الداعية والمفكر المتألق الدكتور الطيب برغوث الأستاذ الطيب برغوث من موليد 20 أفريل 1951م في بلدة رأس العيون بالقطر الجزائري، لأبوين مجاهدين شاركا في أحداث الثورة التحريرية الجزائرية. وهو يعتز بكونه ابن مجاهد عريق في الجهاد، التحق بالثورة الجزائرية الكبرى منذ بداياتها المبكرة 1954، وظل وفيا لمعاني الجهاد وثوابته وروحيته حتى وفاته رحمه الله، وهو ما كان له تأثيره الكبير في كل أبنائه وجيله. درس العلوم الشرعية في معهد التعليم الأصلي بباتنة طيلة مرحلتي المتوسط والثانوي، حتى تحصل على شهادة البكالوريا في العلوم الشرعية سنة 1395هـ /1975. التحق بقسم علم الاجتماع بجامعة قسنطينة حتى نال شهادة الليسانس في علم الاجتماع سنة 1393هـ / 1979. واصل دراساته الجامعية العليا في علم الاجتماع الثقافي، بمعهد علم الاجتماع بجامعة الجزائر، حيث نال المرحلة الأولى من الدراسة بأطروحة أولية عن: ((نظرية مالك بن نبي في الثقافة)) سنة 1401هـ / 1981م. اشتغل بعد تخرجه من الجامعة سنة 1979 في حقل الإعلام الإسلامي التابع لوزارة الشئون الدينية الجزائرية حتى سنة 1407هـ / 1987، حيث أشرف على مجلة الرسالة، وكان عضوا في هيئة تحرير جريدة العصر ومجلة الأصالة. بدأ الكتابة الصحفية منذ أن كان طالبا في نهاية مرحلة التعليم المتوسط، حيث نشر عدة مقالات في جرائد ومجلات جزائرية مختلفة. وكانت القراءة والكتابة والكتاب والأفكار.. حبه وهمه ومتعته الكبرى منذ صغره، حيث يمضي أكثر من 12 ساعة يوميا في القراءة والكتابة والعمل الفكري والتربوي والدعوي المتواصل، منذ أكثر من 30 عاما. التحق بقسم الدراسات العليا، بمعهد الشريعة وأصول الدين بجامعة الجزائر، وأنجز أطروحة أولية عن: ((التدابير الوقائية من الطلاق في الإسلام)) سنة 1404هـ / 1984م. التحق بهيئة التدريس بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة منذ 1407هـ/ 1987م. وشغل بالجامعة عدة مناصب علمية وإدارية، منها نائب مدير معهد مكلف بالدارسات العليا في معهد الدعوة وأصول الدين، وعضو دائم بمجلسه العلمي، ونائب مدير مركز الأبحاث والدراسات التابع للجامعة. كان عضوا مؤسسا بجمعية أصدقاء جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية. كان عضوا بالمجلس العلمي بمديرية الشئون الدينية بولاية قسنطينة منذ تأسيسه. وهو مؤسسة علمية ثقافية مهمتها الإشراف على التوجيه الفكري والتربوي والثقافي والاجتماعي من منظور شرعي متكامل. درّس بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية: مناهج الدعوة، وتاريخ الدعوة ورجالها، والدعوة في العصر الحديث، وفقه السيرة، ومدخل إلى الإعلام، والفكر الإسلامي المعاصر... تحصل على شهادة الماجستير في مناهج الدعوة سنة 1412هـ/ 1992م. وأنهى إنجاز شهادة دكتوراه الدولة في نفس التخصص سنة 1417هـ/ 1997 م. ولم يتمكن من مناقشتها إلا سنة 2009، بسبب الظروف الصعبة التي مر بها في السنوات الأخيرة. انخرط في العمل الدعوي الفكري التربوي منذ وقت مبكر من دراسته الشرعية في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وساهم في حركة بناء الصحوة وترشيد مسيرتها على طريق الأصالة والفعالية والتكاملية المطردة. عمل مرشدا دينيا متطوعا منذ أن كان طالبا بالمعهد الإسلامي حتى اليوم. كان له دور فاعل في الحركة الطلابية الإسلامية الجامعية منذ التحاقه بالجامعة سنة 1975 حتى خروجه من الجزائر سنة 1995 ، حيث شارك بفعالية في النشاط الفكري والتربوي والدعوي والاجتماعي للحركة الطلابية الجامعية على النطاق الوطني. متأثر بالإمام العلامة عبد الحميد بن باديس، الذي يعتبره من جيل الصحابة المعاصرين؛ في علمه وروحانيته، ووطنيته ورساليته، وجهاديته النموذجية، وعبقريته الحركية الفذة، وإنجازيته المتميزة، وبالإمام العلامة البشير الإبراهيمي الذي كان قمة شامخة من قمم العلم والفكر والإصلاح والرسالية في هذا العصر بحق. ويرى في التجربة التاريخية لـ "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" نموذجا ناجحا في الوعي والفعل الحركي الفعال. يعيش منذ عام 1995م خارج الجزائر، واستمرارا في أداء مهمته في المجال الفكري والتربوي والدعوي وحوار الأديان والثقافات والحضارات. يدير بالخارج جمعية مهتمة برعاية شئون الجالية المسلمة المتكونة من أكثر من ثلاثين جنسية إسلامية مختلفة، ويساهم في حركة تبليغ الإسلام والتعريف به، وحوار غير المسلمين بشأنه وشأن تجربته وخبرته الحضارية الغنية. أعمال ومؤلفات بدأ الأستاذ الطيب برغوث التأليف منذ وقت مبكر في حياته. وكان كثير القراءة والإطلاع شغوفا بالبحث والتأمل والتفكير. وكان يقضي جل وقته إما في القراءة أو الكتابة أو المحاضرة أو النظر والتأمل في مشكلات وقضايا الأمة والفكر الإسلامي. وقد ألف ونشر الكثير من الكتب، كما درج على نشر مقالات ودراسات في موضوعات متنوعة في الكثير من المجلات والجرائد. ومن أهم مؤلفات الأستاذ الطيب-بالإضافة إلى المقالات والدراسات المنشورة-: القدوة الإسلامية في خط الفعالية الحضارية. الواقعية الإسلامية في خط الفعالية الحضارية. الدعوة الإسلامية والمعادلة الاجتماعية. التغيير الإسلامي خصائصه وضوابطه. معالم هادية على طريق الدعوة. الخطاب الإسلامي المعاصر وموقف المسلمين منه. موقع المسألة الثقافية من استراتيجية التجديد الحضاري عند مالك بن نبي. المنهج النبوي في حماية الدعوة ومنجزاتها في (جزأين. ماجستير + دكتوراه). الأبعاد المنهجية لإشكالية التغيير الحضاري. الأبعاد المنهجية للفعل الدعوي في الحركة النبوية. مدخل إلى سنن الصيرورة الاستخلافية: قراءة في سنن التغيير الاجتماعي. الفعالية الحضارية والثقافة السننية. التغيير الحضاري وقانون النموذج. مدخل إلى تجربة جماعة البناء الحضاري الإسلامية في الجزائر. حركة تجديد الأمة ومشكلات في الوعي والمنهج. حركة التجديد على خط الفعالية الاجتماعية. مفاصل في الوقاية الاستراتيجية للصحوة. التغيير الحضاري وقانون النموذج. صفحات من تجربة حركة البناء الحضاري الإسلامية الجزائرية. زواج المسلمة بغير المسلم: تكريم أم حرمان. مدخل للتعريف بالإسلام. العالم: رجل وامرأة وطفل وفكرة. ******************************** المصلح والمربي الشيخ أحمد تيمقلين السرحاني رحمه الله، من علماء الأوراس المولد و النشأة ولد الشيخ أحمد تيمقلين المدعو-السرحاني-يوم -20اكتوبر1912 –بكيمل حوز آريس،من أبوين ينتميان لأسرة محافظة اشتهرت بالعلم و الإصلاح،متوسطة الحال تشتغل بالفلاحة. حفظ القرآن الكريم على شيخ قريته مصطفى بن محمد المالحي-أحد تلامذة الشيخ عبد الحميد بن باديس- وهو ابن سبع سنوات،كما أخذ عنه المبادئ الدينية واللغوية:فقه،فرائض،ونحوه.ثم انتقل الى زاوية الشيخ الصادق بلحاج بـ:تيبرماسين،ومنها إلى خنقة سيدي ناجي التي زاول فيها دراسته الابتدائية والإعدادية على يد العديد من الشيوخ على رأسهم الشيخ الصديق بلمكي خريج جامع الأزهر الشريف . غير أن شغفه بالعلم وتوقه للمعرفة ونهمه للتفقه دفعة إلى طلب المزيد ، خاصة بعد أن سمع الكثير عن الشيخ عبد الحميد بن باديس وما اشتهر به من مستوى عال ونباغة علمية وسعة أفق ، فقرر التوجه إلى قسنطينة قاصدا الجامع الأخضر . وفي سنة -1936- التحق بالجامع الأخضر حيث يدرس الشيخ الإمام،فاجتاز المسابقة بتفوق وتم تسجيله،فزاول دراسته من نفس السنة في الطبقة الثانية-الثانوي-ولازمه الي وفاته-رحمه الله –في:16أفريل1940. العمل قبل الثورة: كان طوال مدة وجوده بقسنطينة من:1936الى1940 ينشر الدعاية للعلم،و يشهر في محاضراته و دروسه و خطبه بربوع الأوراس بالأعمال الشنيعة التي ارتكبها المستعمرون و حكام الاحواز المتغطرسون و ينشر كل، وينشر كل مخازيهم في جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، ويكتب في مجلة الشهاب أيضا.. الأمر الذي أغاظ حكام الاحواز وأذنابهم ، فراحوا يطاردونه ويضيقون عليه، حتى اضطر ألا يمر أبدا ببلدة آريس !مقر حاكم الحوز آنذاك. وفي شهر سبتمبر من سنة 1941 ألقي عليه القبض بدوار كيمل مسقط رأسه، بتهمة حث الجماهير على عصيان فرنسا في خطبه ، وتوعيتهم وإرشادهم بأن هذا هو أوان ثورة الشعوب المغلوبة على أمرها، لأ فرنسا مشغولة مع حلفائها بحرب دول المحور، وكان مما قوى التهمة أن وجد لديه خليفة حاكم الحوز – موريزو- الذي جاء خصيصا لإلقاء القبض عليه: أكثر من سبعين أصلا لمقالات نشرت ، ورسائل إخبار إلى الشيخ ابن باديس، وجرائد مشرقية من جملتها : القبس لسان الكتلة الوطنية بسوريا، وجريدة القلم الحديدي لعرب المهجر بأمريكا. وتواريخ : الأمير عبد القادر، وعبد الكريم الخطابي، وعمر المختار، وفرحان السعيد... فزج به في سجن آريس بأمر الحاكم – فابي – مدة ستة شهور، ثم نفي الى حوز مسكيانة مدة ثمانية شهور، وفي نوفمبر من سنة 1942 أطلق سراحه. وفي سنة 1943 عين من قبل الجمعية معلما بمدرسة مشونش وكان مع ذلك مديرا ومرشدا وإمام جمعة ومشرفا على مدارس الجمعية بأوراس الى سنة 1948 ومن جملة تلاميذ هاته الفترة ، الذين كانوا يعدون آنذاك : 156 تلميذا، الأستاذ زروق موساوى ، الأستاذ وفرحات نجاحي. وفي عامي 1948/1949 عين معلما بمدرسة الو لجة حوز خنشلة ، وفي عامي 1950/1951 عين معلما بمدرسة كيمل ومن تلاميذ هاته الفترة : عبد القادر زبادية ، محمد الصغير هلا يلي ، محمد تغلسية ، محمود غواطي ، عبد المجيد سعداوي. وفي سنوات 1951الى صيف 1955 عين- ثانية- بمدرسة مشونش ، ومن جملة تلاميذ هاته الفترة : محمد مهري ، محمد منصوري ، فرحات بوذيبة وملاوي... العمل في الثورة : بدأ العمل من أول شهر نوفمبر سنة 1954 بمشونش،حيث كان له اتصال وثيق جدا بـ :" ابنه الروحي" أحمد بن عبد الرزاق :القائد الحواس قبيل اندلاع الثورة قبيل اندلاع الثورة، وبطلب من الحسين برحايل ورمضان حوني كان أول من أدخل المال للثورة من بسكرة على يد عبد الرحمن البركاتي والعرافي والشيخ مرحوم. وفي شهر سبتمبر من سنة 1955 نفي من أوراس بأمر من عامل عمالة قسنطينة- بارلانج – [الذي كان ضابطا مكلفا بشؤون الأهالي في المغرب الأقصى، حيث كان يجيد التكلم بالعربية ، ثم جلب الى الجزائر لما له من تجربة في سياسة التنكيل بالشعوب ] ** فلجأ الى قسنطينه، حيث علم في بالمعهد الباديسي –1955/1956- . وبعد شهر من نفيه أخرجت عائلته من مشونش فكفلها إخوانه المناضلون : عبد الرحمن البركاتي والعرافي والهاشمي بن دراجي ببسكرة . وفي قسنطينة كان على اتصال دائم بالمناضلين فى الأوراس منهم : محمود الوعي حيث أرسل الأدوية وأدوات الجراحة والبوصلات والمجاهر – المنظار المكبر – والمال والمذاييع ... و بعد حادثة قسنطينة التي استشهد فيها أكثر من خمسين مناضلا منهم الشهيد الأستاذ أحمد رضا حوحو ، لجأ صحبة بعض الإخوان إلى الجزائر العاصمة ، و فيها لم يفتر عن العمل مع الشيخ أحمد حماني و الشيخ مصطفى بوغابة و الشيخ محمد حفناوي ، و كان على اتصال مع المجاهدين الذين أوفدوا آنذاك من الأوراس إلى جهة بوسعادة و من جملتهم الصادق جغروري . بعد أكثر من ثلاثة أشهر رجع إلى بسكرة بأمر من الشيخ الشهيد الأستاذ العربي التبسي بعد إلحاح من الإخوان السابق ذكرهم ، فدخل بسكرة خفية صحبة الأخ الهاشمي بن الدراجي فعين معلما و مديرا بمدرسة التربية و التعليم سنة -1956/1958- إلى أول أكتوبر من السنة حيث أقفلت جميع مدارس التربية و التعليم في شهر مارس من سنة -1958- . و في بسكرة كانت داره مأوى للفدائيين : يكتب لهم الوصلات و رسائل الشكر و التهديد و على رأسهم الأخوين : بلقا سم وشن وأحمد البوزيدي ، و كان عضوا في لجنة جبهة التحرير ببسكرة مع الإخوان البركاتي و الهاشمي بن الدراجي ، و لم تنقطع صلته أبدا بالقائد الحواس و مسؤولي أوراس . بعد إقفال مدارس الجمعية و استشهاد بعض الفدائيين منهم : بلقا سم وشن و بوزيدي اتصل بابنه الروحي أحمد بن عبد الرزاق القائد سي الحواس ، فطلب منه الالتحاق بالثوار في الجبل فأشار عليه بالذهاب إلى الصحراء لأنها في حاجة إلى دعاية و توعية و تحسيس . كانت رحلته رأسا إلى الزاوية الكحلاء – فور فلاتيرس – بالهقار ، ثم وادي ريغ و وادي سوف رفقة المناضل مصطفى بن حسين . و في الصحراء كان يقوم بالدعاية للثورة و السير رواء جبهة واحدة و حكومة واحدة ، و لم يفتر عن الصعود إلى بسكرة حاملا الوصولات إلى أصحابها ، و كم لاقى من عنت يفي مراكز المراقبة ، خاصة – السطيل - . و في سنة - 1959 – اهتدى إلى اسمه أحد الوشاة ، و لكن لحسن الحظ لم يعرفوا اللقب ، و قد نقلت عائلته إلى – الكوميسارية - بسكرة و لم يحصلوا منها على أي شيء . و في الصحراء قام مع الدعاية و جمع المال بدعوة الشبان إلى التجنيد من جملتهم السيد محمد موهوب بن حسين . و في آخر سنة - 1960 – طلب منه أن يصوغ بعض الأناشيد للثورة ، فنظم مجموعة منها :" الرصاص فصل الخطاب" نشر في العدد السابع من جريدة الأحرار ، و "تحية الجيش " نشر في العدد الثاني من نفس الجريدة ، و " نشيد النجاح المثلث" ....و غيرها . العمل بعد الإستقلال : أسندت للشيخ بعد الاستقلال مباشرة العديد من الوظائف ، كان أولها : مفتشا لوزارة الأوقاف للأوراس الكبير و عنابه من سنة – 1963/1965 – حيث قضى هذه الفترة في التنقل و التفتيش من بلدة غلى أخرى و من دشرة إلى دشرة ، يقيم المساجد و يعين القيمين عليها و يسهر على سيرها الحسن و تأدية وظيفتها على أكمل وجه . ثم أستاذا و مديرا لثانوية عباس الغرور – باتنة – في الفترة الممتدة من – 1965/1968- و هي أول ثانوية معربة في المنطقة ، فقام بترميمها و تنظيمها و تسييرها و بعث التعليم العربي الإسلامي فيها ، فأضحت مركزا شعاع علمي في المنطقة. إلى جانب عضويته بالمجلس الإسلامي الأعلى – لجنة الثقافة و النشر - ، و كان من بين الحاضرين عند تأسيسه ، و لم يبخل أبدا بآرائه السديدة طيلة حياته لهذه الهيئة الإسلامية و كان عضوا شرفيا في المجلس القضائي بباتنة ، يستشار في القضايا الشائكة ، ويستدعى لعقد الصلح بين المتخاصمين . و يمكن أن تصنف نشاطاته – باختصار شديد – في هذه الفترة إلى : النشاط الميداني : (01) : المساهمة في إنشاء المعاهد الإسلامية ، منها معهد باتنة مع المجاهد محمود الواعي و الشيخ عمر دردور ، الذي دشن في 29/04/1963 . (02) : عمل جاهدا من أجل تعليم المرأة و تنويرها خاصة في الأوراس ، فحثها على ضرورة الالتحاق بالمعهد الإسلامي بباتنة حيث خصص قسمين للفتيات . (03) : أسلم على يده 20 مسيحيا و مسيحية ، و سلمت لهم شهادات تثبت إسلامهم عن طريق المفتشية . (04) : حارب الشعوذة و الدجل عن طريق الخطب و الدروس في المساجد بالأوراس و عنابه والجنوب ، و عن طريق إذاعة باتنة و إذاعة قسنطينة الجهويتين . (05) : عمل على إنشاء بيوت للصلاة في كامل المؤسسات و المدارس خاصة في دائرة عمله . (06) : حارب منح رخص بناء المواخير ، و بعث دور البناء الرسمي ، و احتج عن ذلك بواسطة رسائل نصح لمختلف المسؤولين . النشاط التأليفي : (01) : ألف كتابا في النحو العربي – المستوى الثانوي - ، لم يطبع إلى يومنا رغم المحاولات الجادة ، و قد أقرضه الشاعر الفحل محمد العيد آل خليفة بقصيدة عنوانها – هي الهمة القعساء – الديوان ص 541 . (02) : خلف مجموعة كبيرة من الدروس الخاصة بالتربية و التعليم ضمنها آراءه ، أفكاره . (03) : خلف مجموعة كبيرة من الدروس الفقهية منظمة و مرقمة حسب إذاعتها عبر إذاعة باتنة . (04) : خلف مجموعة من الخطب القيمة – خطب جمعة – تعتبر كنموذج كانت ترسل إلى مختلف الأئمة في عنابه و الأوراس . (05) : خلف مجموعة من الأناشيد في الثورة و في الاستقلال منها ما صدر في الجرائد و المجلات و بعضها مازال مغمورا. (06) : ألف بعض المسرحيات الهادفة تروى بعض مآثر و معارك الثورة ، و أخرى في الشخصيات التاريخية . (07) : خلف مخطوطا رصد فيه كل مساجد الأوراس بمعناه الكبير و عمالة عنابه ، من حيث : العدد المساحة و النوعية و القائمين عليها و فذلكة تاريخية عن النشأة في الفترة الممتدة من 1963 إلى سنة 1965 . وفـــــــاته : كانت يوم – 17/06/1968 – في قسنطينة بعد مرض عضال ألم به ، و دفن في مقبرة باتنة في موكب مهيب، وبذلك انطفأت شمعة من شموع العلم و المعرفة . العربي التبسي الشيخ العربي التبسي أحد أعمدة الإصلاح في الجزائر، وأمين عام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والمجاهد البارز الذي خطفته يد التعصب والغدر الفرنسية عام 1957م. محتويات
نشأته وتعلمه ولد العربي بن بلقاسم بن مبارك بن فرحات التبسي بقرية " ايسطح " النموشية (نسبة إلى قبيلة النمامشة الأمازيغية الكبيرة ) جنوب غرب تبسة -وتبعد عنها بنحو مائة وسبعة عشرة كيلو متر- وذلك في سنة 1312هـ (1895م). في عائلة فلاحية فقيرة، وكان والده إلى جانب عمله في الزراعة يتولى تحفيظ القرآن لأبناء القرية في الكتاب. ابتدأ العربي التبسي حفظ القرآن على يد والده في مسقط رأسه وقد توفي والده حوالي سنة 1320هـ(1903م) ، وفي سنة 1324هـ (1907 م) رحل إلى زاوية ناجي الرحمانية بـ" الخنقة " جنوب شرق خنشلة فأتم بها حفظ القرآن خلال ثلاث سنوات، ثم رحل إلى زاوية مصطفى بن عزوز بـنفطة جنوب غرب تونس في سنة 1327هـ (1910م) ، وفيها أتقن رسم القرآن وتجويده ، وأخذ مبادئ النحو والصرف والفقه والتوحيد ، وفي سنة 1331هـ (1914م) التحق بجامع الزيتونة بتونس العاصمة حيث نال شهادة الأهلية واستعد لنيل شهادة التطويع ولم يتقدم إلى للامتحان، و رحل إلى القاهرة حوالي سنة 1339هـ (1920م) ومكث فيها يطلب العلم في حلقات جامع الأزهر ومكتباتها الغنية إلى سنة (1927م)، ثم رجع في السنة نفسها إلى تونس وحصل على شهادة التطويع ( العالمية ). نشاطه الدعوي نشاطه قبل تأسيس الجمعية مع الرعيل الأول المؤسس لجمعية العلماء عاد الشيخ رحمه الله إلى الجزائر عام 1347هـ الموافق لـ 1927م ليبدأ نشاطه الدعوي في مدينة تبسة التي أصبح ينسب إليها ، وذلك في مسجد صغير يدعى مسجد ابن سعيد فبدأ الناس يلتفون حوله ويزدادون يوما بعد يوم حتى ضاق بهم هذا المسجد ، فانتقل بعدها إلى الجامع الكبير الذي تشرف عليه الإدارة الحكومية ، لكن سرعان ما جاءه التوقيف عن النشاط من الإدارة بإيعاز من الطرقيين ، فعاد إلى المسجد العتيق ابن سعيد ليواصل نشاطه بالرغم من ضيقه بالناس الذين استجابوا لدعوة الإصلاح واقتنعوا بها. وكانت دروس الشيخ للعامة تلقى بعد صلاة العشاء فترى الناس يسرعون من معاملهم ومنازلهم لأداء الصلاة وسماع الدرس فيمتلئ بهم المسجد ، وكانت طريقة الشيخ أن يختار نصا قرآنيا أو نبويا يناسب موضوعه، فيفسره تفسيرا بارعا يخلب ألباب السامعين ، فيريهم حكمة الشرع ومعانيه السامية، ثم يتدرج إلى بيان الأمراض الاجتماعية فيشرحها ويبين أسبابها وعواقبها في الدنيا والآخرة ، ومن ذلك نقضه لبدع الطرقيين الضالين وتنبيهه على إفسادها للعقيدة الإسلامية وسلبها لعقول الناس ، فيظهر بطلانها ويكشف حقيقة أدعياء التصوف الدجالين. ولما لاحظ الفرنسيون نشاط الشيخ والتفاف الناس حوله ، أخذوا في مضايقته ومضايقة أنصاره حتى في ذلك المسجد الصغير الخارج عن إدارتها ، ولما تفاقم الأمر نصحه الشيخ ابن باديس بالانتقال إلى مدينة سيق في الغرب الجزائري التي أبدى سكانها استعدادا لقبول إمام من أئمة الإصلاح ، فانتقل إليها بداية سنة 1930م، ففرح أهلها بقدومه وأقبلوا على دروسه واستفادوا من علمه وخلقه وتوجيهاته فمكث فيهم إلى آخر سنة 1931م ، وفي هذه المدة تمكن من بث الدعوة الإصلاحية السلفية ليس في مدينة سيق فحسب، ولكن في أنحاء كثيرة من الغرب الجزائري. دعوته إلى إنشاء الجمعية لقد كان تأسيس جمعية للعلماء والدعاة العاملين على ساحة الدعوة تجمع الجهود لتصب في اتجاه واحد، وتوقظ الأمة وتنشر فيها الوعي والعلم وتجدد لها أمر دينها أمنية من أماني الشيخ العربي التبسي ، وقد كان ممن هيأ الأجواء لتأسيسها بمجموعة من المقالات نشرت له في الشهاب ومن أصرحها في ذلك المقال الذي نشره سنة 1926م بعنوان "أزفت ساعة الجماعة وتحرم عصر الفر د" والذي قال فيه: "فإن هذا العصر عطل الفرد ونبذ حكمه ، وأمات مفعوله، وتجاهل وجوده، فأينما أملت سمعك أو أرسلت نظرك في الشرق أو الغرب، لم تجد إلا أمة فحزبا فهيأة منها وإليها كل شيء، فهي التي تذب عن الهيأة الاجتماعية، وتحرس الأمة في نوائب الدهر وعادية الأيام ، وتغار على كرامتها وحسن الحديث عنها ، وتأخذ بيدها قبل أن تغرق عند هبوب السماسم ولفح الأعاصير ، وتكون لسانها الناطق بطلباتها ، وحسها المتألم لألمها". وقد تألم الشيخ أكثر لعدم شعور الأمة بحالها المزري ولطول نومها وسباتها ، تألم ألما لم يقدر على كبته فسطر مقالات عناوينها صيحات، أراها لا تزال صالحة أن يخاطب بها أهل زماننا فقال: "هذه جزائركم تحتضر أيها الجزائريون فأنقذوها". وقال: "ألا أيها النوام هبوا". وقال: "الجزائر تصيح بك أيها الجزائري أينما كنت". واسمع إلى هذه الكلمات المعبرة التي أبيت إلا نقلها : "بكائي على الإسلام ومبادئه ونحيبي على وحدة الدين الذي أضاعه بنوه ، الذي أمر بالجماعة وحث عليها ، بل وجعل المنشق عنها في فرقة من الدين وعزلة عن الإسلام وعداء لأهله . والذي فلق الحب وبرأ النسمة لو أن امرأ مسلما مات أسفا وحزنا على حالة هذه الأمة لكان له عند الله العذر . أيطيب لنا عيش مع هذه الحالة؟". وتحقق ذلك الأمل في 5 ماي 1931م بتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. أهم نشاطاته بعد إنشاء الجمعية
موقفه من تدخل الحكومة في الشؤون الإسلامية المجلس الإداري لجمعية العلماء - 1949. (الجلوس، من اليمن إلى الشمال) أحمد بوشمال، عبد اللطيف سلطاني، محمد خير الدين، محمد البشير الإبراهيمي (نائب الرئيس)، العربي التبسي، أحمد توفيق المدني، عباس بن الشيخ الحسين، نعيم النعيمي، (الوقوف من خلف) مجهول، حمزة بوكوشة، أحمد سحنون، عبد القادر المغربي، الجيلالي الفارسي، أبو بكر الأغواطي، أحمد حماني، باعزيز بن عمر، مجهول، مجهول. ومن مواقفه الجريئة ما نشر من مقالات يطالب فيها بمنع تدخل الحكومة الفرنسية في شؤون المساجد ، وذلك لتبقي المساجد لله لإقامة شعائر الدين وللتعليم العربي والإسلامي ، ولكي لا تصير المساجد وأوقافها خادمة للحكومة وسياستها، ومما قاله في هذا المعنى : "والباقية أي المساجد على ملك الحكومة التي تعمرها بموظفين منفذين لسياستها وما ترمي إليه ، المختارين منها بسلوكهم وتفانيهم وطاعتها لا في طاعة الله ، فإن الإسلام الحقيقي لا تقام شعائره الدينية فيها، ولا تقرأ علومه الإسلامية النافعة ، ولا يرخص لعامة المسلمين وخاصتهم أن يكونوا أحرارا في تلك المساجد ، التي بصفتها بيوتا لله أذن لعباده أن يكونوا فيها متساوين ، ومن قبل فيها ما تشاؤه الحكومة لا يشاؤه الله ، فإنه اتبع غير سبيل المؤمنين وتسقط عدالته ، وهو ممن قال الله فيهم:" منكم من يريد الدنيا"". موقفه من فكرة الإسلام الجزائري ومن الأفكار التي روجها الاستعمار ولا زالت رائجة إلى اليوم فكرة الإسلام الجزائري ، التي أرادت من خلالها تشويه دعوات الإصلاح باعتبارها دعوات وافدة وليست أصيلة ، وقد أنكر الشيخ هذه الفكرة إنكارا شديدا ونسبها إلى مصدرها وكشف عن الشر المختفي وراءها، وكان مما كتبه في نقدها قوله رحمه الله : "الإسلام الجزائري في حقيقته ترتيب سياسي من تراتيب أنظمة الاستعمار في الجزائر ، ومعابده نوع من الإدارة الفرنسية ، وموظفوه فوج من أفواج الجندية الاستعمارية ، وأمواله قسم من أموال الدولة. ذلك هو الدين الجزائري الذي تبغيه فرنسا ولا تبغي الإسلام الحقيقي دين الله ولا تأذن له بالاستقرار في الجزائر". دفاعه عن السلفية والسلفيين كتب بعض الطرقيين مقال ينتقص السلفيين ودعوتهم وألزمهم أن يكون مثل الصحابة وإلا كانت دعواهم غير صحيحة ودعوتهم باطلة ، فتصدى للرد عليه الشيخ رحمه الله وكان مما قاله : "وهذه الطائفة التي تعد نفسها سعيدة بالنسبة إلى السلف وأرجوا أن تكون ممن عناهم حديث مسلم (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة) الحديث . فقد وُفقوا لتقليد السلف في إنكار الزيادة في الدين ، وإنكار ما أحدثه المحدثون وما اخترعه المبطلون ، ويرون أنه لا أسوة إلا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، أو من أمرنا بالإتساء به ، فلما شاركوا السلف وتابعوهم في هذه المزية الإسلامية نسبوا أنفسهم إليهم ، ولم يدع أحد منهم أنه يدانيهم فيما خصهم الله به من الهداية التي لا مطمع فيها لسواهم". وقال أيضا : "أما السلفيون الذين نجاهم الله مما كدتم لهم فهم قوم ما أتوا بجديد، وأحدثوا تحريفا ، ولا زعموا لأنفسهم شيئا مما زعمه شيخكم ، وإنما هم قوم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر في حدود الكتاب والسنة ، ونقمتم منهم إلا أن آمنوا بالله وكفروا بكم". تضحيته في مجال الدعوة إلى الله أما تضحية هذا الإمام فلا تحتاج إلى وصف ، فأعماله التي نقلت إلينا عناوينها دالة على ذلك وشاهدة ، قال الشيخ يوما مخاطبا إدارة الجمعية : "فلتكن الأخوة رائدنا وليكن الإخلاص رابطنا ، ولتكن النزاهة شعارنا ، وليكن نكران الذات القاسم المشترك الأعظم بيننا. إنه لا يمكن إرضاء الإسلام والوطن، وإرضاء الزوج والأبناء في وقت واحد ، إنه لا يمكن لإنسان أن يؤدي واجبه التام إلا بالتضحية ، فلننس من ماضي الآباء والأجداد كل ما يدعو إلى الفتور وإلى الموت ، ولنأخذ من ماضيهم كل ما هو مدعاة قوة واتحاد". وكان الشيخ قد اعتقل عدة مرات وسجن إثر حوادث 8 ماي 1945م، وبقي مدة تحت الإقامة الجبرية في المشرية وغيرها حتى أفرج عنه في ربيع 1946م، ولم يثن ذلك من عزيمته ولا أنقص من عمله، وقد كان مثالا يقتدي به إخوانه ويتصبرون به، وكان مما قاله في يوم افتتاح معهد ابن باديس في كلمة ألقاها على مسامع المشايخ والمعلمين : "أيها الإخوان إن التعليم بوطنكم هذا في أمتكم هذه ميدان تضحية وجهاد ولا مسرح راحة ونعيم ، فلنكن جنود العلم في هذه السنة الأولى ولنسكن في المعهد كأبنائنا الطلبة، ولنعش عيشهم ، عيش الاغتراب عن الأهل ، فانسوا الأهل والعشيرة ولا تزورهم إلا لماما ، أنا أضيقكم ذرعا بالعيال وعدم وجود الكافي ، ومع ذلك فها أنا فاعل فافعلوا وها أنا ذا بادئ فاتبعوا". وقد حكى الشيخ الإبراهيمي أن التبسي لم يكن يرضى أن يأخذ مقابلا على أعماله قال : "أما هو فلم يزل مصرا على التبرع بأعماله خالصة لله وللعلم". موقفه من الجهاد ضد فرنسا يقول أحمد الرفاعي : "سمعت من الشيخ الطاهر حراث رحمه الله وغيره أن الكثيرين من أصدقاء الإمام رحمه الله حاولوا إقناعه بالخروج من الجزائر بعد أن أصبح هدفا ضخما وواضحا لغلاة المعمرين ، فكان جوابه دائما: إذا كنا سنخرج كلنا خوفا من الموت فمن يبقى مع الشعب ؟". بل نقل آخرون عنه أنه قال: "لو كنت في صحتي وشبابي ما زدت يوما واحدا في المدينة ، ولأسرعت إلى الجبل فأحمل السلاح وأقاتل مع المجاهدين". وظل في دروسه يحث على الجهاد بأسلوب حكيم ، وقد نقل الشيخ عبد اللطيف سلطاني أنه تلقى في أول أفريل 1957م رسالة كتب فيها: "إلى الشيخ العربي التبسي نطلب منك أن تخرج من الجزائر حينا قبل أن يفوت الوقت". فحاول إقناعه بأن يعمل بها فأبى واختار البقاء ، كما ذكرنا لتخطفه الأيادي الغادرة الآثمة. ثناء أهل العلم والفضل عليه
حادث الاختطاف قد علم المستعمرون أن الشيخ العربي التبسي يتمتع بشعبية كبيرة وأنه مؤيد للجهاد وأحد محركي القواعد الخلفية له، فأرسلوا إليه عن طريق إدارتهم في الجزائر عدة مبعوثين للتفاوض معه بشأن الجهاد ومصيره ولدراسة إمكانية وقف إطلاق النار، فاستعملوا معه أساليب مختلفة من ضمنها أسلوب الترغيب والترهيب، وكان جواب الشيخ دائما إن كنتم تريدون التفاوض فالمفاوض الوحيد هو جبهة التحرير، ذلك أنه شعر بأن مقصودهم هو تفكيك الصفوف، وربح الوقت والحد من حدة المواجهة العسكرية ليس إلا، وبعد رفضة المستمر للتفاوض باسم الأمة، رأى المستعمرون أنه من الضروري التخلص منه، ولم يستحسنوا اعتقاله أو قلته علنا لأن ذلك سوف يزيد من حماس الأمة للجهاد ومن حقدها على المستعمر، فوجهوا إليه تهديدات عن طريق رسائل من مجاهيل تأمره بأن يخرج من البلاد، وبعد أن أصر الشيخ على البقاء ، ويئس الكفار منه قاموا باختطافه بطريقة جبانة، ننقل وصفها من بلاغ نشرته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في البصائر بمناسبة حادث الاختطاف : "وفي مساء يوم الخميس 4 رمضان 1376هـ - 4 أفريل 1957م، وعلى الساعة الحادية عشر ليلا اقتحم جماعة من الجند الفرنسي التابعين لفرق المظلات –المتحكمين اليوم في الجزائر – سكنى فضيلة الأستاذ الجليل العربي التبسي ، الرئيس الثاني لجمعية العلماء ، والمباشر لتسيير شؤونها ، وأكبر الشخصيات الدينية الإسلامية بالجزائر ، بعد أن حطموا نوافذ الأقسام المدرسية الموجودة تحت الشقة التي يسكن بها بحي بلكور طريق التوت ... وكانوا يرتدون اللباس العسكري الرسمي للجيش الفرنسي ... وقد وجدوا فضيلة الشيخ في فراش المرض الملازم له ، وقد اشتد عليه منذ أوائل شهر مارس ... فلم يراعوا حرمته الدينية ، ولا سنه العالية، ولا مرضه الشديد ، وأزعجوه من فراش المرض بكل وحشية وفظاظة ، ثم أخذوا في التفتيش الدقيق للسكن ...ثم أخرجوه حاسر الرأس حافي القدمين ...ولكن المفاجأة كانت تامة عندما سئل عنه في اليوم الموالي بعده في الإدارات الحكومية المدنية والعسكرية والشرطية والعدلية ، فتبرأت كل إدارة من وجوده عندها أو مسؤوليتها عن اعتقاله أو من العلم بمكانه". وكان أن نشر الأستاذ علي مرحوم في مجلة الأصالة لسنتها الثامنة ، بلاغين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين أصدرتهما إثر الحادث [1]. كيفية إعدام الشيخ رحمه الله اختلف المؤرخون في الجهة الاستعمارية المختطفة له وكيفية إعدام الشيخ العربي التبسي رحمه الله، وحكى الباحث أحمد عيساوي حكاية أسندها عن المجاهد أحمد الزمولي عن إبراهيم جوادي البوسعادي الذي كان ضمن تشكيلة القبعات الحمر وحضر معهم يوم اختطاف الشيخ من بيته، كما حضر مراحل إعدامه وكان منظر الإعدام سببا في التحاقه بالمجاهدين كما ذكر، وجاء في هذه الرواية ما يلي : "وقد تكفل بتعذيبه الجنود السنغاليون والشيخ بين أيديهم صامت صابر محتسب لا يتكلم إلى أن نفذ صبر "لاقايارد" -قائد فرقة القبعات الحمر-، وبعد عدة أيام من التعذيب جاء يوم الشهادة حيث أعدت للشيخ بقرة كبيرة مليئة بزيت السيارات والشاحنات العسكرية والاسفلت الأسود وأوقدت النيران من تحتها إلى درجة الغليان والجنود السنغاليون يقومون بتعذيبه دونما رحمة وهو صابر محتسب ، ثم طلب منهم لاقايارد حمل الشيخ العربي يتبع والله اعلم |
|||
2015-08-01, 16:54 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :
***العلماء و المفكرين*** الطيب العقبي تعريف الطيب العقبي هو الطيب بن محمد بن إبراهيم، ولد في بمدينة سيدي عقبة بولاية بسكرة في الجزائر عام (1307 هـ، 1898م)، ينتهي نسبه إلى قبيلة أولاد عبد الرحمن الأوراسية[1]. هاجر مع عائلته إلى المدينة المنورة وهو ابن خمس أو ست سنوات، تلقى العلم في الحرم النبوي الشريف، عمل مع شريف مكة في جريدة القبلة، عاد إلى الجزائر عام (1337هـ ، 1920م). وكان من الأعضاء المؤسسين ل جمعية العلماء المسلمين، كان له نشاط كبير في الدعوة إلى الله حيث كان يتردد على الأماكن العامة كالمقاهي والنوادي الليلية للدعوة إلى الله، وقد هدى الله على يديه خلق كثير. عرف الشيخ بالجرأة على قول الحق ولا يخاف في ذلك لومة لائم، بالإضافة إلى نشاطه في مجال الصحافة كان قلمه سيالا بكثرة مقالاته في جريدة الشهاب والبصائر التابعتين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. ترجمة ذاتية الطيب العقبي مع عبد الحميد بن باديس. هذه الترجمة كان قد كتبها بنفسه ونشرت في الجزء الأول من كتاب "شعراء الجزائر في العصر الحاضر" لمؤلفه الأديب الجزائري الكبير الأستاذ محمد الهادي السنوسي الزاهري. يقول الطيب العقبي: ولدت ببلدة سيدي عقبة الجزائر ليلة النصف من شهر شوال سنة 1307هـ، حسب ما استفدته من مجموع القرائن الدالة على تعيين هذا العام، ويحتمل أن تكون ولادتي بعد ذلك التاريخ بنحو العام لأني لم أجد قيدا صحيحا لسنة ولادتي. والدي هو "محمد بن إبراهيم بن الحاج صالح" وإلى هذا ينسب اليوم كل فرد منا وبه تعرف عائلتنا، فيقال لكل منا "ابن الحاج صالح"، وعائلتنا من أوسط سكان البلدة، فلا هي أعلاها ولا هي أدناها. أصل أول من سكن بلدة سيدي عقبة من جدودنا من أولاد عبد الرحمن بجبل "أحمر خدو" بالجهة التي تسمى منه باسم "كباش". يتصل نسبنا على التحقيق بالرجل الشهير عند أهل تلك الجهة المعروف لديهم بالولاية والصلاح حتى أنهم يحجون قبره وقبته المقامة عليه، ويقال عنه أنه شريف النسب أيضا، والذي يلفظون اسمه هكذا (سيدي مَحمد بن عِبد الله) بفتح ميم محمد وكسر عين عبد الله، فنحن إذا عبدريون ـ بالراء ـ وعبدليون ـ باللام ـ نسبة إلى عبد الرحمن وعبد الله. جدنا الأول المنتقل من تلك الجهة إلى سيدي عقبة يوم تأسيس البلدة أو بعده عقبي بسكناه بها، ثم نحن من بعده إلى هذا اليوم عقبيون. أما والدتي فمن بلدة ليانة بالزاب الشرقي من عائلة "آل خليفة" الشهيرة بلقب "ابن خليفة". ودعنا من تعداد الآباء والأجداد والمفاخرة بالألقاب والأنساب، لأن ذلك ليس بمذهب لي، فإني في جملة البشر أحسب، وإلى جدنا الأكبر وأبينا آدم أنسب، وإني في هذا المذهب أوافق صديقي معروف الرصافي حيث يقول: قالوا ابن من أنت يا هذا؟ فقلت لهم إني امرؤ جده الأعلى أبو البشر قالوا فهل نال مجدا؟ قلت: واعجبي أتسألوني بمجد ليس في ثمري ولله در الحريري السابق في هذا الميدان بقوله: وما الفخر بالعظيم الرميم وإنما فخار الذي يبغي الفخار بنفسه وخير من هذا كله قول الله عز وجل : "يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وأرى من تمام الترجمة أن أقول لكم" : إن مذهبي في الوطن هو مذهب القائل: من كان مثلي فالدنيا له وطن وكل قوم غدا فيهم عشائره [2] انتقالنا للحجاز انتقلت عائلتنا مهاجرة من بلدة سيدي عقبة إلى الحجاز بقضها وقضيضها أنثاها وذكرها، صغيرها وكبيرها، سنة 1313هـ قاصدة مكة المكرمة لحج الكعبة المشرفة في تلك السنة، فكنت في أفرادها الصغار لم ابلغ من التمييز الصحيح، ولولا رجوعي إلى هذه البلاد مؤخرا ما كنت لأعرف شيئا فيها. إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. استقرار عائلتنا بالمدينة سكنت عتائلتنا أول سنة 1314 ـ بعد الحج ـ المدينة المنورة حيث كان استقرارها بها وبها قبر أبوي وعمي وعم والدي وأختي، وجل من هاجر من أفراد عائلتنا كلهم دفنوا هنالك ببقيع الغرقد رحمة الله عليهم.أما والدي فكانت وفاته ليلة الخامس من شهر شعبان 1320هـ وانا عند رأسه أجس نبض آخر عرق كان يتحرك فوق صدغه، وكان قبل موته بنحو السنة والنصف مات شقيقه الوحيد ـ عمي ـ أثناء وجود والدي بهذه الديار التي رجع إليها إذ ذاك متفقدا حال أملاكهم التي تركوها هنا، وقد أتاح الله للأخوين الشقيقين ـ أبي وعمي ـ أن يدفنا في قبر واحد ويضمهما معا ذلك الجدث كما خرجا من بطن أم واحدة، وكان مأواهما في الثرى عند قبر الإمام مالك ـ ـ وبإزاء قبر إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كفالتي وتربيتي إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. صورته التي تصدرت مجلة الشهاب في جزئها 2 المجلد 11 بعد وفاة والدي بقيت مع شقيقي وشقيقتي واختي للأب تحت كفالة والدتي وقد "أدبني ربي فأحسن تاديبي"، وتربيت في حجر أمي يتيما غريبا لا يحوطني ولا يكفلني غير امرأة ليست بعالمة ولا صاحبة إدراك ورأي سديد، بل هي كنساء أهل هذه البلاد ولولا فضل الله علي وعنايته بي صغيرا يتيما لما كنت هديت سواء السبيل ﴿فالحمد لله الذسي هدانا لهذا وما كنا لنهتي لولا أن هدانا الله﴾. تعلمي وقراءتي القرآن قرأت القرآن على أساتذة مصريين برواية حفص ثم شرعت على عهد والدتي بقراءة العلم بالحرم النبوي لا يشغلني عنه شاغل ولا يصدني عنه شيء، حيث كان أخي الأصغر مني سنا هو الذي تكلفه والدتي بقضاء ما يلزم من الضروريات المنزلية وقد ادركت سر الانقطاع لطلب العم وفهمت جيدا قول الإمام الشافعي: "لو كلفت بصلة، ما تعلمت مسألة". بعد أن أصبحت أنا القائم بشؤوني والمتولي أمر عائلتي ونفسي، أخذت إذ ذاك من العلم بقسط شعرت معه بواجباتي الدينية والدنيوية، وما كدت أدرك معنى الحياة وأتناول الكتابة في الصحف السيارة وأنظم الشعر واتمكن من فهم فن الأدب ـ الذي هو سمير طبعي، وضمير جمعي ـ حتى فاجأتنا حوادث الدهر، ونوائب الحدثان، وجلها كان على إثر الحرب العالمية التي شتتت الشمل وفرقت الجمع، فسحقا لها سحقا، وبعدا لما أبقته من آثارها السيئة بعدا. "كيف أبعدت عن المدينة"؟: تناولت الكتابة في الصحف الشرقية قبل الحرب العمومية أمدا غير طويل فعدني بعض رجال تركيا الفتاة من جملة السياسيين، وأخرجوني في جملة أنصار النهضة العربية مبعدا من المدينة المنورة على إثر قيام " الشريف حسين بن علي" في وجوههم بعد الحرب إلى المنفى في أرضهم " الروم ايلي" أولا فالأناضول ثانيا، وهناك بقيت أكثر من سنتين مبعدا في جملة الرفاق عن أرض الحجاز وكل بلاد العرب، ثم انتهت الحرب الكبرى بعد الهدنة يوم 11 نوفمبر 1918م، ونحن إذ ذاك مع عائلتنا التي التحقت بنا بعد خراب المدينة في بلدة " ازمير" ومنها كان رجوعنا معشر أهالي المدينة المنورة إلى الحجاز، وما وصلت أنا إلى مكة المكرمة حتى لقينا من لدن جلالة " الملك حسين" كل ما هو أهله من الإكرام والإجلال، وهناك عينت مديرا لجريدة " القبلة" و" المطبعة الأميرية" يجري علي من سيل انعامه وإكرامه ما لا أستطيع مجازاته عنه بطويل الشكر وعريضه. رجوعي إلى بلاد الجزائر ولما وقع من الاعتداء على أملاكنا التي لا تزال على ذمتنا ببلدة سيدي عقبة ولما كنت أتوقعه من عدم استتباب الأمن واستقرار الأمر في الحجاز للشريف حسين، غادرت تلك البلاد المقدسة إلى هذه البلاد الجزائرية بنية قضاء مآربي هنا وعمل ما يجب عمله في قضية أملاكنا مع المعتدي عليها، ثم الرجوع إلى الحجاز إذا رجعت المياه إلى مجاريها. وها أنا ذا الآن أسكن منذ ست سنوات بلدة بسكرة من يوم قدومي إلى هذه البلاد وهو يوم 4 مارس 1920م ـ إلى هذا اليوم، من حيث قدومي إلى هذه الديار لم أشتغل بعمل عمومي ذي بال كما أني لم أتعاط الكتابة والنشر في الصحف لأني أعتبر نفسي منذ رجوعي من الحجاز وبعدما وقع من الحوادث المقلقة السالبة لكل أسباب الراحة - بل المفقدة للحياة - وبعدما مر على رأسي من الليالي المزعجات ـ قد خرجت من الحياة السياسية بالكلية وبعدت عن العلم وأسبابه بعد ما بين المشرق والمغرب.ولكني منذ أشهر أبديت بواسطة صحافتنا الجديدة بعض آراء وأفكار في مسائل تخص العلم والدين فلم يرق ذلك لبعض الجامدين، وثارت ثائرة من لا يزالون يحبون الاصطياد في الماء العكر، وقام دعاتهم في وجهي يصدون الناس عن سبيل الله يبغونها عوجا، وإني لمواجه لكل صدماتهم، ومجابهتهم وجها لوجه كيفما كانوا ما دمت أعتقد أني على الحق بالرغم عن تجردي من كل عدة يعدها الخصمان. وما أنا في محاربتهم ـ والحالة هذه ـ "إلا كساع إلى الهيجا بغير سلاح" وما أجادلهم إلا بالتي هي أحسن ما دموا عن الحق غير معرضين. أما المنافقون منهم والمارقون الذين يرتدون عن دينهم في كل يوم مرة أو مرتين فأولئك هم الذين أغلظ عليهم أحيانا وأعاملهم بما يستحقون. وما سلاحي الذي أبارزهم به إلا صبابة مما كان علق بالذهن وبقية في الوطاب من آثار التربية الإسلامية والعلم الصحيح، وهم في كل محاولاتهم "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون" و"سيحكم الله بيني وبينهم وهو خير الحاكمين". إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. ************************************************** ************************************** عمر الدردور من أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين رحمه الله ملاحظة :منقول من جريدة البصائر مع التصرف ودعت الجزائر عامة، ومنطقة الأوراس خاصة، واحدا من أبنائها البررة ورموزها البارزة وعلمائها الأفذاذ ورجالها الكبار الذين أبلوا البلاء الحسن وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ونفعوا الناس وتركوا بصماتهم في الحياة طيلة عقود من السنين، هذا الرجل الفذ هو الإمام الشيخ عمر دردور -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته، الذي فاضت روحه إلى بارئها صبيحة يوم الخميس 22 ربيع الثاني 1430 هـ، الموافق لـ 19 مارس 2009م. - توفي الشيخ عمر عن عُمُر مديد ناهز السادسة والتسعين عاما، أفناه في خدمة الإسلام، ونفع الناس وإرشادهم إلى الخير وإعانتهم عليه، منذ أن تفتح وعيه وأدرك واجبه تجاه ما كان يعانيه الشعب الجزائري في ظل الاستدمار الفرنسي من تجهيل وتفقير وحرمان من أبسط حقوق الحياة. مولده وأسرته - ولد الشيخ عمر دردور في قرية حيدوس بدائرة ثنية العابد، يوم 13 أكتوبر سنة 1913، في أسرة معروفة في منطقة الأوراس، بالعلم وخدمة الدين. فهو رحمه الله غصن من دوحه الدردورية، "آل الدردور"، من نسل الشيخ "علي الدردور الكبير" صاحب زاوية "حمدوس" بوادي عبدي ثم "مدرونة" القرية الرابضة في أحضان جبال أوراس ومن أسرته "الهاشمي دردور"، العالم المجاهد، الذي ناصر ثورة ابن جار الله (1879) وهبّ أتباعه للجهاد استجابة لندائه، فنفي مع ستة رجال من أتباعه، إلى كورسيكا (1880)، فذاق مر العذاب. تعليمه ودراسته - ولما بلغ سن التعليم وجهه أهله إلى كتاب قريته لتعلم القرآن الكريم وحفظه، وهو ما تحقق له في سن الحادية عشرة، ليتفرغ بعد ذلك لحفظ المتون المعروفة في العلوم الشرعية كالتجويد والنحو والصرف والفقه والعقائد. ولم يكتف بهذا الذي حصله في قريته المتواضعة، وإنما تطلعت نفسه إلى الاستزادة من العلم، ولذلك شد الرحال إلى مدينة طولقة، أين انخرط ضمن تلاميذ زاوية الشيخ "علي بن عمر"، والتي تلقى فيها العلم على عدد من المشايخ، ودرس الكتب المعتمدة في فنون العلم المختلفة من نحو وفقه وفرائض وفلك. - بعد قضاء سنتين من الدراسة في طولقة، وفي سنة 1932 تحديدا، أتيح للشيخ عمر أن يزور قسنطينة برفقة الشيخ عبد الحفيظ الهاشمي، وهناك قدمه هذا الأخير إلى الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس، وأخبره برغبته في الالتحاق بمعهده في قسنطينة، فأبدى الشيخ ابن باديس موافقته المبدئية، واشترط إجراء امتحان لهذا الطالب الجديد، وقد نجح الشيخ عمر في الامتحان، ليصبح بذلك أحد تلاميذ الجامع الأخضر. نشاطه وتدريسه - وسرعان ما اكتشف فيه شيخه ابن باديس قوة الفهم وحدة الذكاء وسرعة التحصيل، فأسند إليه تدريس بعض المتون في أوقات فراغه. كما أسند إليه بعد ذلك أيضا إلقاء الدروس على الطلبة في مسجد سيدي قموش ومسجد سيدي بومعزة. - في هذه المرحلة، ونتيجة تأثير الإمام ابن باديس وما كان يبثه في دروسه من توعية وتوجيه، تفتح الوعي الإصلاحي والوطني في نفس الشيخ عمر، وهو ما جعله حين يزور بلدته في أيام العطل، يلتقي بالناس ويجتمع بهم، ويحرص على توعيتهم وإثارة حب العلم في نفوسهم، ويستحثهم لإنشاء المدارس لتعليم النشء وتربيته. في سنة 1936، أسس مع جماعة من زملائه الطلبة الأوراسيين، الشعبة الأوراسية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وقد قاموا انطلاقا من هذه الشعبة بنشاط هام في ميادين التربية وبث الوعي الديني والوطني في النفوس. وفي سنة 1937، عاد إلى مسقط رأسه أين تفرغ كلية للجهاد والنضال ونشر الدعوة الإصلاحية ومقاومة الانحرافات والخرافات، فأسس (مدرسة التربية والتعليم) وشرع في العمل لتكوين وتوعية الصغار والشباب والكهول، وأخذ ينفخ فيهم الروح الوثابة والفهم السليم والعلم الصحيح. - لكن نشاط الشيخ دردور سرعان ما أثار انتباه سلطات الاحتلال التي أدركت خطره، ولذلك سارعت إلى تلفيق تهمة له بررت بها القبض عليه والزج به في سجن مدينة باتنة، الذي قضى فيه أربعة أشهر. - بعد خروجه من السجن، واصل الشيخ نضاله العلمي في إطار الشعبة الأوراسية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث أصدرت السلطات الاستعمارية قرارا بتوقيف نشاط جميع الحركات السياسية وحركة جمعية العلماء المسلمين، مما أجبر الشيخ على التخفيف من نشاطه، الذي أصبح مقتصرا على التعليم المسجدي لا غير. نشاطه أثناء الثورة - ظل الشيخ على دأبه ونشاطه النضالي والعلمي إلى حين اندلاع ثورة أول نوفمبر، حيث أصبح إلى جانب نشاطه التعليمي يناصر الثورة بأفكاره ونضاله العملي. مما جعل سلطات الاحتلال تتحين الفرص للقبض عليه، ولذلك نصحه قادة الثورة في منطقة الأوراس بالسفر إلى الجزائر العاصمة، وهناك أصدر له الدكتور هدام شهادة طبية تثبت حاجته إلى العلاج في الخارج. - سافر الشيخ إلى فرنسا، حيث استقر في مدينة "فيشي"، وهناك استأنف نشاطه في إطار جبهة التحرير الوطني، عاملا على التعريف بالثورة الجزائرية وأهدافها ومنجزاتها، متنقلا بين عدة مدن في الشمال الفرنسي مثل ليون وباريس. وقد امتد نشاطه هذا من جويلية 1955 إلى يناير 1956. - انتقل بعد ذلك إلى القاهرة، أين التقى الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وأعضاء قيادة الثورة في الخارج ابن بلة وآيت أحمد وخيضر. وهناك أسندت له مهمة التنقل بين البلدان العربية للتعريف بالثورة الجزائرية وجمع المساعدات لها، وهي المهمة التي أداها بكل نشاط وحيوية وحظي فيها بالتوفيق الرباني الذي مكنه من تحقيق النجاح. - ظل الشيخ يؤدي عمله في القاهرة إلى غاية سنة 1960، حيث تم تحويله إلى تونس، أين كلف بمهمة تعليم وتوعية الجنود في الحدود الجزائرية. وقد استمر في هذه المهمة إلى غاية الاستقلال. تأسيسه لمعهد التعليم الأصلي بعد الاستقلال - بمجرد عودة الشيخ إلى منطقة الأوراس، فكر فيما يمكن عمله لخدمة الجزائر والجزائريين، فهداه الله -عز وجل- إلى العمل على إنشاء معهد للتعليم الأصلي في مدينة باتنة، وقد تم البدء في المشروع في شهر نوفمبر 1962، وسرعان ما تم إنجازه ليقع تدشينه من قبل وزير الأوقاف حينذاك الأستاذ أحمد توفيق المدني -رحمه الله- يوم 1 ماي سنة 1963، وقد أطلق على المعهد اسم صلاح الدين الأيوبي. وما لبث هذا المعهد أن تشعبت منه فروع عديدة في كل من أريس ومنعة وبريكة ونقاوس ومروانة والمعذر والشمرة وإشمول وخنشلة. وقد بلغ مجموع طلبة المعهد في مدة وجيزة 7500 طالب وطالبة نظاميين، بالإضافة إلى الأحرار الذين انتظموا فيما سمي حينئذ بالجامعة الشعبية التي كانت تضمن الدروس الليلية. ولم يتوقف الأمر عند منطقة الأوراس، وإنما امتد الإشعاع إلى كافة مناطق الوطن، حيث فتح في مدة وجيزة ستة وثلاثون معهدا للتعليم الأصلي عبر التراب الوطني. وبفضل هذه المعاهد وإشعاعها، وبفعل جهود الشيخ عمر وإخوانه قرر الرئيس الراحل هواري بومدين -رحمه الله- ترسيم التعليم الأصلي في الجزائر، وذلك لما شاهد بنفسه ما أنجزه المعهد وأساتذته عندما زار مدينة باتنة سنة 1969. تأسيسه للمعهد الأسلامي لتكوين الأئمة - وبعد إلغاء معاهد التعليم الأصلي سنة 1978، اجتهد الشيخ وعمل على تأسيس المعهد الإسلامي لتكوين الأئمة في "سيدي عقبة" بمدينة بسكرة، سنة 1981، وقد تحقق له ذلك، وعين أول مدير له. - وبعد وفاة الشيخ محمد الأمير صالحي خلفه في مهمة مفتش الشؤون الدينية لولاية باتنة، ومحتفظا بمنصبه كمدير للمعهد الإسلامي بسيدي عقبة. وفي سنة 1986 عين مفتشا جهويا للشؤون الدينية في كل من باتنة وخنشلة وأم البواقي. وقد ظل الشيخ يمارس مهامه في إطار الشؤون الدينية، ويساهم في أعمال الخير المختلفة في المجتمع المحلي بمنطقة الأوراس، إلى أن اضطر إلى لزوم بيته بسبب تقدم سنه وتراجع صحته. رحم الله الشيخ عمر دردور وأسكنه فسيح جناته، ورحم الله علماءنا جميعا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبوئهم عنده أسمى المقامات وأرفع المنازل، كفاء ما بذلوا من جهود وما أنجزوا من أعمال وما قدموا من تضحيات ************************************************** ترجمة العلامة سيدي الشيخ أبو القاسم عمر دردور الشيخ عمر دردور نبراس جبال الأوراس وباديسها يعتبر أحد أنجب تلامذة الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس مولده ونشأته: ولد الشيخ أبو القاسم عمر دردور بن محمد بن منصور بن محمد بن سيدي علي دردور الأكبر الذي كرس حياته لخدمة المجتمع وبناء وطنه بقرية حيدوس "بلدية ثنية العابد" حوز أريس دائرة باتنة عمالة قسنطينة في 13/ 10/ 1913 ، دخل الكتاب لحفظ كتاب الله سنة 1918 وقد ابتدأ التهجي على يدي والده الشيخ سيدي محمد بن منصور ثم على يدي جده سيدي منصور بقرية حيدوس فختمه في عامين الختمة الأولى، وفي 1925 ختم القرآن الكريم الختمة الثالثة وعمره لا يتجاوز ال12 سنة ، دخل زاوية سيدي عبد الرحمن الزموري بحيدوس في 1926 ليتعلم مبادئ علوم اللغة العربية وعلوم الشريعة لمدة سنتين على يدي هذا الشيخ الجليل مفتي القرية و عالمها ومعلم أبنائها الذي زاره الشيخ عبد الحميد بن باديس في إحدى جولاته للاوراس . تنقلاته لطلب العلم: زاوية سيدي علي بن عمر (طولقة) وفي سنة 1930 انتقل الشيخ دردور إلى زاوية سيدي علي بن عمر بطولقة صاحب الطريقة الرحمانية وتلميذ سيدي محمد بن عزوز البرجي قدس الله سرهم جميعا ومكث بها سنتين الى نهاية سنة 1931 ، وفي 1932 توجه إلى جامع الأخضر بقسنطينة الذي يدرس فيه الشيخ الجليل عبد الحميد بن باديس، وبعد اختباره ألحقه بالسنة الثالثة إعدادي لتمكنه من مبادئ العلوم اللغوية والشرعية ومكث فيه سبع سنوات بين الدراسة والتدريس إلى سنة 1938م. اعتماده عريفا ورئيسا للشعبة الأوراسية: وفي 1934 عينه الشيخ ابن باديس عريفا على تلامذة منطقة الاوراس ضمن مجموعة من خيرة تضم 11 عضوا من بينهم الشيخ الفضيل الورتيلاني- حيث اشرف على تلامذة منطقة الاوراس ضمن مجموعة من خيرة طلبته للإشراف على طلبة المنطقة وبناء المساجد الحرة وتأسيس النوادي التعليمية الإصلاحية والجمعيات الدينية وكل ما يتعلق بنشاطات شعب جمعية العلماء المسلمين في ذلك الوقت. وفي 1936 أسس الشيخ عمر دردور الشعبة الاوراسية مع مجموعة من الطلبة وعلماء المنطقة بقرية حيدوس ، ثم تفرعت الشعبة على عدد من المناطق والقرى كبوزينة وشير واريس وقاموا بنشاط جبار في ميدان تأسيس الجمعيات الدينية ومدارس ونوادي إصلاحية مع التعليم المسجدي لغرس روح الدين والأخوة وحب الوطن في المجتمع. كما كلفه العلامة ابن باديس في 1937 بالتدريس لطلبة مسجدي سيدي قموش وسيدي بومعزة بقسنطينة. في 19 أكتوبر 1937 زجت به السلطات الفرنسية في سجن باتنة بتهمة تحريض الجماهير على العصيان المدني ، وفي 06 جانفي 1938 برأته المحكمة تحت ضغط الجماهير الغاضبة المتظاهرة حول محكمة وسجن باتنة ، وقد حضر الجلسة الشيخ عبد الحميد بن باديس بنفسه والشيخ خير الدين والشيخ الطاهر مسعوداني وغيرهم من أعضاء جمعية العلماء الممثلين لمدينة باتنة وأعضاء الشعبة الاوراسية وغيرهم وكان يوما مشهودا للأشاوس الابطال بالتجمهر والهتاف والزغاريد ، وقد انبرى للمحاماة عنه كل من محمد الشريف سيسبان وابراهيم غريب وفوتير مانوف الذي قدم خصيصا من الجزائر العاصمة للدفاع عنه في هذه القضية، لكن ميسكوتلي حاكم حوز اريس الذي حرك القضية كان له بالمرصاد حيث استأنف القضية من جديد ، وقد قال الشيخ سي محمد الصالح بن سيدي عبد الرحمن الزموري قصيدة شعرية بهذه المناسبة لازالت بعض أبياتها تردد إلى اليوم منها قوله : ولبيبا دخلت السجن وبقينا...لو كنا نصدق لما بليت بلينا المتخلف يكذب لا صديق لمسجون...لو صح ذاك إذ سجنت سجنا في شهر أوت 1939 أعيد الشيخ عمر دردور إلى السجن وحكم عليه بأربعة أشهر سجنا نافذا مع 8000 فرنك فرنسي غرامة مالية ، فقضى 26 يوما المتبقية من العقوبة الأولى في السجن لإتمام 4 أشهر مدة حكم الاستئناف ، وخرج منه في سبتمبر 1939 مع اندلاع الحرب العالمية الثانية. وفاة الأب الروحي للحركة الإصلاحية ومواصلة الشيخ المسيرة: منظر العلماء المؤسسين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الجلسة التأسيسية في 05/05/1931 يوم 16 افريل 1940 توفي الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى وتوقف نشاط الجمعية لظروف الحرب العالمية ، ومن سنة 1940 إلى 1947 أي سبع سنوات قضاها الشيخ دردور في التعليم المسجدي وإصلاح ذات البين والنشاط الفلاحي بوادي عبدي ووادي الطاقة ، حيث انشأ في هذا الأخير مطحنة بخنقة برباقة نافس بها مطحنة المعمر باتيست الايطالي القريبة جدا من مطحنته وهناك كان يلتقي بمصطفى بن بولعيد الذي يأتيه بصفة تاجر معاطف يحملها على حماره وينزلان قرب الوادي وسط أشجار الزان ويتبادلان أطراف الحديث في شتى المجالات منها مجالهم الثوري بمختلف ميادينه حسب رواية احد سكان الخنقة من أولاد زعطوط. 1947 -1954 قام بنشاط مكثف في التوعية والتوجيه الإصلاحي والسياسي مع محاربة الدجل والشعوذة وزيارة الأضرحة والتفسخ والانحلال والتطبيل والزرنة في الأعراس والبذخ والإسراف فيها وتهيئة النفوس سياسيا وكانت بحق فترة مخاض الثورة. اندلاع الثورة وعمله في خضمها: ومع اندلاع الثورة في 1954عمل بمنطقة تازولت مع الطاهر النويشي ومحمد الشريف بن عائشة في إعداد مراكز التموين والمخابئ والمستشفيات، وكان المناضلون ينقلون ليلا من الزقاق وفوذ اقيلال وعش النسر بلارباع وتيفيراسين خشب البقنون ( الأرز) والصنوبر إلى مناط بوعريف و ما جاورها لتسقيف المخابئ، وفي جويلية 1955 غادر الوطن باتجاه فرنسا بعد اكتشاف أمره بسبب وشاية ومر بقسنطينة بنية حضور جلسة محاكمة ابن بولعيد غير أن المحامي العمراني نبهه إلى خطورة الوضع وان الشرطة تبحث عنه ، فغادرها إلى العاصمة ونزل في دار جمعية العلماء ليقوم الدكتور احمد فرنسيس وبن بوعلي بإعداد الملف الطبي له ليتمكن من السفر إلى فرنسا التي استقربها بعض الوقت عند المغترب بده محمد من وادي الطاقة وعمل على تطبيق برنامج جبهة التحرير الوطني في إنشاء جمعيات فدرالية لعمال المهجر في كل من (مرسيليا،بوردو ، ليون، وتوركوان وباريس ) ، ثم توسعت العملية بفضل الأخوين عبد المجيد بن غزال ، واحمد دوم إلى أن أصبح تراب فرنسا كولاية سابعة في تنظيم جبهة التحرير الوطني . وفي جانفي 1956 انتقل إلى مصر واتصل بالشيخ الإبراهيمي ثم بالوفد الخارجي للجبهة (احمد بن بلة ، وخيضر، وبوضياف وايت احمد) وغيرهم ، ليكلف بعدة مهام في كل من (مصر ، سوريا ، لبنان ، السعودية ، العراق وليبيا ثم تونس). وفي 1960 نزل بتونس للعلاج ، ثم كلف بتعليم أفواج المجاهدين الذين يفدون على مراكز (سيدي اسماعيل) قرب باجه ، ومكث بهذا المركز إلى الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية في 1962. نشاطه بعد الاستقلال والعمل على تأطير جيل ما بعد الثورة: وفي نوفمبر 1962 بعد عودته إلى ارض الوطن شرع في بناء المعهد الإسلامي بباتنة " ثانوية صلاح الدين الأيوبي حاليا " بمساعدة كل من وزارة الأوقاف والدفاع الوطني وبلدية باتنة وتم الانجاز في ظرف قياسي(6 أشهر)، وقد افتتح المعهد في 1964 ب250 طالبا كما كانت الدفعة الأولى للأساتذة الأزهريين تتكون من حوالي 20 أستاذا ثم تضاعف عددهم بتضاعف إقبال الطلبة على المعهد إلى أن بلغ 3000 طالب ، واستقبل المعهد في 1975 طلابا أجانب كالسنغاليين والاريتريين.. الخ. الشيخ عمر دردور شمس لا تحجب ونضال لا ينضب: من سنة 1981 إلى 1989 كلف الشيخ عمر دردور بإدارة معهد تكوين الإطارات الدينية بسيدي عقبة مع قيامه بمهمة التفتيش على مستوى الولاية خصوصا عام 1985 ، ورغم تقدمه في السن انه واصل نشاطه في الإرشاد وإصلاح ذات البين وكان يقول " إذا جاءتني الموت تجدني واقفا" وذلك أثناء تنقلاته في القرى والبوادي التي لم ينفك ينفخ فيها روح الإسلام السمح والأعراف العريقة بمفرده تارة وبمعية علماء الإصلاح مرارا وتكرارا أمثال الشيخ الغزالي بن دعاس والشيخ سي المسعود بنور والشيخ الأمير صالحي وغيرهم، كما التزم تطوعا حضور جلسات المجلس العلمي للإفتاء لسنوات عديدة،وللشيخ باللهجة المحلية الشاوية باع طويل في الحكم البليغة و المواعظ المؤثرة في مختلف المناسبات والمواضيع وفي الدروس المسجدية مابين 1988و2000 شارك الشيخ في عدة ندوات ومؤتمرات حزبية وغيرها وطنية ومحلية ثم التزم الصمت لتقدمه في السن من جهة وأصابته بفالج المأساة الوطنية التي كادت تودي بحياته. حسن الخاتمة: وفي الفترة الممتدة بين 2000 و2009 قرر الشيخ عمر دردور بناء مسجد بمئذنته وزاوية بقرية الحمزة ببلدية وادي الطاقة من ماله الخاص وحبسه جزءا من أرضه على المسجد وأخرى على مقبرة الحمزة صدقة جارية كما فعل من قبل في أراضيه بقرية بوزيزة التي بنيت عليها مدرسة ومسجد وسكنات للمعلمين والمواطنين، كما سلم أراضي أخرى لبلدية ثنية العابد لبناء مدرسة قرزة وغيرها. وفاته رحمه الله: في يوم الخميس 19 مارس 2009 توفي الشيخ عمر دردور "نبراس جبال الاوراس الأشم وباديسها" عن عمر يناهز 95 عاما ونصف العام وشيع جثمانه إلى مثواه الأخير بالمقبرة العامة بتازولت يوم الجمعة 20 مارس في موكب مهيب، شهادة الشيخ محمد بن النجاري المعلم نائب الشيخ عمر دردور ومدرس سابق بالمعهد الإسلامي بباتنة الشيخ دردور بنى أول معهد إسلامي وكان يستضيف علماء الأزهر في بيته "تعود علاقتي بالشيخ عمر دردور إلى نوفمبر من سنة 1963 حيث تعرفت عليه عندما عينت كأستاذ بالمعهد الإسلامي بباتنة، ويعد الشيخ المرحوم عمر دردور احد رجالات العلم والإخلاص والدين ، حيث كان مخلصا إلى أقصى الحدود حتى أن من كان يسئ إليه لا يلتفت إليه الشيخ ويسامحه ، وقد اخذ المرحوم عمر دردور على عاتقه بناء أول معهد إسلامي والذي شيد في باتنة ، ومن هذا المعهد اقتدت بقية الولايات التي شيدت بدورها معاهد إسلامية وبذلك يعد معهده اللبنة الأساسية والنواة الأولى لبناء المعاهد الإسلامية، كما لعب الشيخ دردور دوارا مهما في توسيع المعهد الإسلامي وفتح فروع له في كل من بريكة واريس وبقية مناطق الاوراس، حيث كان عدد الطلاب الذكور في نهاية 1965 حوالي 3 آلاف طالب وهو نفس العدد من الطالبات. وكان الشيخ دردور يسعى مع الجمعيات والبلديات من اجل جمع المعونات و مساعدة الطلبة بالإضافة إلى تشجيعه لعلماء الأزهر الذين يزورون الجزائر وقتذاك للتدريس حيث كان يقوم بضيافتهم في بيته ويتكفل بهم" ********************************************* رجل الإصلاح الشهيد الشيخ بن فليس التهامي المدعو سي بلقاسم قرابة نصف قرن من أجل الجزائر …! ذاكرة الوطن حافلة بالبصمات الخالدة ،و الدماء التي كتبت دفتر الثورة ، ما تزال تحترف الحضور ،و تشحن الأنفاس و الخطوات بالنبض و الاعتزاز.* قد تندثر البصمات، وتفيض الدماء على أرصفة التاريخ ،و لكن الذاكرة مرغمة على البوح و إفشاء أسماء أولئك الذين نسجوا حلم المستقبل و أعطوا للجزائر موعدا جديدا للفرح. من هذه الأسماء، وهي كثيرة عبر الرقعة الواسعة لجزائرنا العزيزة عبر تاريخ الجزائر العظيم و الطويل ، رجل اقترن ذكره بإنجازات وطنية وعلمية تحققت على أرض الجزائر، منذ مطلع هذا القرن حتى التحق بقوافل الشهداء، فكان رمزا من رموز التضحية و الشموخ. ذلك هو رجل الإصلاح التهامي بن فليس المدعو سي بلقاسم، والمولود في 14 جوان 1900بأولاد شليح وادي الشعبة إحدى قلاع الثورة التحريرية بالأوراس الأشم. كانت البداية بالقرآن الكريم حيث قضى عدة سنوات بكتاتيب القرية لحفظ القرآن واستطاع ان يحفظه مما أهله بعد ذلك إلى الالتحاق بمدينة سيدي عقبة استكمالا للعلوم و المعارف الإسلامية المختلفة . وقد مكث بها مدة من عمره، كانت بالنسبة إليه فرصة للإطلاع و نيل العلوم و المعرفة و الثقافة، والتزويد بخلفية معرفية تشحذه للمراحل القادمة. بعد الحرب العالمية الأولى وبسبب إجبارية الخدمة الوطنية المفروضة على الجزائريين تم تجنيده مع من ينتمون لدفعته و هكذا أرسل عدد كبير منهم لسوريا سنة 1920م-1921م لأداء الخدمة العسكرية علما أن سوريا وضعتها عصبة الأمم بتاريخ 24/04/1920 تحت إدارة فرنسا بعد أن تم فصلها عن الحكم العثماني و ذلك إلى غاية استقلالها في سبتمبر 1941م. إن أداءه للخدمة العسكرية بسوريا سمح له بالتعرف على هذا البلد و زيارة عدد من مدنه كحلب و اللاذقية و دمشق العاصمة و التردد على مسجد الأمويين بدمشق و الاستفادة من بعض الدروس فيه على حد ما كان يرويه لأهله و أحبابه، ومن بين من كانوا معه في هذا التجنيد من سكان باتنة المرحوم الساسي مغربي و المرحوم معاوي محمد، كما كان معه كذلك الشيخ عوفي سي أحمد بن عثمان من قرية تامزريت بأولاد سلطان. كما التحق سنة 1922م بقسنطينة لفترة لتتبع الدروس التي كان يلقيها العلامة الغمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله. و بعد المدة التي قضاها بقسنطينة شد الرحال إلى جامع الزيتونة بتونس سنة 1924م بحثا عن المزيد من التحصيل على أيدي علماء أجلاء و أدباء نبغاء من بينهم الشيخ الطاهر بن عاشور و الشيخ محمد النخلي .و جدير بالذكر أن من بين زملائه في الدراسة بجامع الزيتونة الشيخ سي عيسى مرزوقي الذي مارس الغمامة بنقاوس ول عمره و هو من عرش أولاد سلطان و كذلك الشيخ العوفي سي أحمد بن عثمان المذكور آنفا الذي مارس هو الآخر الإمامة بمدينة عين التوتة إلى أن وافته المنية و هو كذلك من عرش أولاد سلطان ، و أيضا أن من بين زملائه في الدراسة الشيخ روابح سي الطاهر بن سي عبد الرحمن من عرش أولاد شليح و الذي مارس الإمامة بشتمة “بسكرة” ثم بباتنة وأيضا الحاج سي إبراهيم بن عبيد والد الحاج بن عبيد سي مسعود المسؤول الولائي لمنظمة المجاهدين بالأوراس. و قد فتحت له السنوات التي قضاها بتونس رفقة مشايخ العلم ، الأبواب التي أغنت تجربته بمختلف العلوم و الآداب و مكنته من الاقتراب و معاشرة الحركة الوطنية المتأججة آنذاك في أوساط الأدباء الشباب ، و بذلك تكونت لديه صورة واضحة عن الاستعمار الغاشم و الظالم ،و أصبح يشعر أكثر من ذي قبل بوطأة الاحتلال وآثاره المدمرة على أبناء الجزائر. العودة إلى الوطن كانت فاتحة للعديد من المشاريع و الإسهامات العلمية حيث أصبح التهامي بن فليس عضوا في الجمعية الدينية للمسجد العتيق، و هو إحدى منارات العلم بباتنة آنذاك ،و شارك مع إخوانه من خلال هذه المنارة في تغذية العقول و إيقاظ الوعي في الضمائر و القلوب. و لم يبرح أن انظم إلى صفوف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في أواخر الثلاثينيات مع مجموعة من الغيورين على الوطن و الدين بناحية باتنة و على رأسهم الشيخ سي الطاهر مسعودان الحركاتي رئيس شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين آنذاك والشيo الحاج سي الطيب معاشي و الشيخ روابح سي الطاهر و السيد العوبي سي الحنفي و السيد سي المدني خريبت و السيد فاضلي سي الصالح و السيد شرفة سي بلقاسم و الدكتور سي السعيد بن خليل و المحامي غريب سي إبراهيم و آخرين من أفاضل الرجال . و كان عضوا ناشطا في الجمعية التابعة للمدرسة التي أسستها جمعية العلماء المسلمين بباتنة سنة 1937م تحت إشراف الشيخ فضلاء محمد الحسن بن الشيخ السعيد آبهلول و هو من تلاميذة الشيخ عبد الحميد بن باديس ،و قد كانت هذه المدرسة توجد آنذاك بشارع فيداب حاليا شارع محمد الصالح بن عباس علما أنها كانت آنذاك ملحقة لمدرسة الجمعية بقسنطينة ،إضافة إلى إشراف بن فليس التهامي شخصيا كذلك على مدرسة قرآنية أنشأها بمنزله بماله الخاص ،كانت ملاذا للفقراء و المحتاجين من أبناء الشعب لحفظ القرآن الكريم ، علما بان هذا الكتَّاب القرآني كان يوجد بجوار بيته بممرات «هربيون» التي تسمى حاليا بممرات بن فليس ،و جدير بالذكر ان علماء أجلاء من الجمعية تعاقبوا على التدريس بملحقة مدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بباتنة أمثال الشيخ يكّن محمد الغسيري و الشيخ العربي بن عيسى الملقب بالقمقوم من عرش آيث داود ولاية تيزي وزو و الشاعر الشيخ محمد شبوكي من الشريعة و الشيخ بوتقشيرت السعيد المدعو السعيد البيباني. تلبية للنداء الصادر عن العلامة القائد الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء ، حضر المرحوم التهامي بن فليس مع الشيخ خير الدين و الشيخ الطاهر مسعودان و الشيخ العوفي سي أحمد بن عثمان و جمع غفير من أعيان و سكان الأوراس المتوافدين من كل أرجاء الناحية للمحاكمة الجائرة التي أقيمت بباتنة للشيخ سي عمر بن دردور الشخصية المحترمة بتاريخ جانفي 1938م بتهمة تحريض الجماهير على العصيان المدني علما أن الشيخ بن باديس تنقل تضامنا خصيصا بهذه المناسبة لباتنة لتتبع المحاكمة بقصر العدالة و المعروف حول هذه القضية أنه قد تم النطق بالبراءة تحت ضغط الجماهير بعد أن قضى المرحوم الشيخ دردور عدة شهور في سجن السلطات الاستعمارية بباتنة. وبهذا ،كانت الأفكار و المبادئ التي ناضل من أجلها التهامي بن فليس مع النشطاء من أحبته و إخوانه لأبناء الأوراس ، نبراسا مشيعا ،أضاء أمامهم الطريق للجهر بالحرية و الكرامة في الثامن من شمر مايو 1945م ،مما أدى بالسلطات الاستعمارية إلى اعتقاله بسجن باتنة لعدة شهور مع مجموعة من الغيورين على الوطن منهم المرحوم زاوية سي الأخضر التاجر المعروف بباتنة. ولم تؤثر محنة السجن في عزيمة التهامي بن فليس بل زادته إيمانا بضرورة مواصلة درب الدفع بالتعليم و تشجيعه بإحياء الوطنية في نفوس الجزائريين ، تمهيدًا لمواجهة الاحتلال و استرداد السيادة. من الناحية الحزبية و السياسية ،انتسب المرحوم بن فليس التهامي المدعو سي بلقاسم بعد الحرب العالمية الثانية إلى حزب البيان الذي كان يرأسه الرئيس الراحل فرحات عباس كما كان عضوا في المجلس البلدي لبلدية باتنة مع عدد من إخوانه و أصدقائه بعنوان تمثيل المسلمين أمثال الدكتور بن خليل سي السعيد و الأستاذ غريب سي إبراهيم المحامي و السيد فاضلي سي الصالح التاجر. و من المشاريع الأولى التي ساهم فيها بعد السجن الذي تبع حوادث الثامن من ماي 1945م الإسهام مع عدد من المواطنين و رجال الإصلاح في تأسيس مدرسة «النشء الجديد» بباتنة نهج قرين بلقاسم «نهج فيداب سابقا» خلفا للمدرسة القديمة المذكورة سابقًا و التي فتحت أبوابها عام 1945م في حفل بهيج تحديا لتعنت الفرنسيين و قد كانت الفرصة سامحة له و لإخوانه في باتنة من أنصار جمعية العلماء لإطعام و إيواء العديد من العلماء الضيوف و المدعوين الوافدين من كل فج لمدينة باتنة بهذه المناسبة ، و تجدر الإشارة إلى أن هذه المدرسة الجديدة مستقلة مستقلَّة في تسييرها عن مدرسة قسنطينة و تعتبر إنجازا عظيما تم بفضل الله و عونه و مساعدة العديد من المتبرعين و المتطوعين و المحسنين . و في هذه الفترة من تاريخ الرجل ، توثقت علاقاته بأعلام الحركة الوطنية من العلماء الذين كان يكن لهم احتراما و تقديرا كبيرين و في المقدمة هؤلاء العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي و العلامة الشيخ العربي التبسي و الشاعران الشيخ محمد العيد آل خليفة و الشيخ محمد الشبوكي رحمهم الله جميعا . هؤلاء كانوا من أحبته و أكثرهم ترددا على بيته في باتنة ، و قد حملوا له المودة و الحب و الاحترام لما لمسوه فيه من استعداد و لما شاهدوه فيه من روح وطنية و حبه للعلم و العلماء. و قد احترف التهامي بن فليس لكسب قوته و قوت عياله التجارة عند عودته إلى مدينة باتنة تمثلت في البداية في فتح محل لبيع المواد الغذائية بمتجر كان على مقربة من المسجد العتيق ثم انتقل إلى فتح طاحونة ابتداءً من سنة 1942م بالشارع الذي كان يحمل اسم هربيون بجوار مقر سكناه ثم مقهى ،و المعروفة آنذاك بمقهى بن فليس بالشارع الذي يسمى حاليا شارع الاستقلال و بعد ذلك اشترى ضيعة بالمقاطعة التي تسمى فزديس بضواحي باتنة و قام فيها بممارسة الفلاحة و تربية الماشية و كان ناجحا بفضل الله في كل هذه الأعمال. و عند اندلاع الثورة المباركة كان التهامي بن فليس من الذين زودوا المجاهدين و الثوّار بالسلاح و المال و الغذاء و الإيواء إذ كانت ضيعته ملجئا للثوار فكان سندصا لجيش التحرير الوني في أصعب الأيام و أشدها ضراوة و قسوة. هذه التحركات الجديدة للتهامي بن فليس أقلقت المستعمرين و أذنابهم من الخونة فراحوا يضايقونه حتى ألقوا القبض عليه في أوائل سنوات الثورة ،و خيروه بين أمرين : إما أن يوقف نشاطه الوطني و إما أن يلحق به ما لا تحمد عقباه …و لكن إيمان الرجل بحتمية زوال الاستعمار كان أقوى من التهديد فواصل طريقه في النضال و اكتسب محبة إخوانه و ثقة و احترام قادة الثورة في ناحية باتنة. و في بداية الأسبوع الأول من شهر مارس 1957م انقضت قوات الاحتلال على منزله ليلا بهدف اختطافه و التنكيل بأسرته ، و لكنه واجههم بشجاعة و قوة و إيمان كبير هو و أسرته ،مما اضر جماعة اليد الحمراء هذه إلى إطلاق النار عليه في هذه الليلة المشؤومة ثم الهروب من بعد دون أن يدركوا بأنه لم يصب بطلقاتهم النارية بفضل الله. هذه الحادثة التي شاعت في ذلك الغد بمدينة باتنة و ضواحيها لما كان لها من وقع لدى المواطنين أزعجت الإدارة الفرنسية كثيرا كما زادت في تشويه صورتها أكثر عند الرأي العام و زادت في سمعة و اعتبار التهامي بن فليس عند إخوته ، فقررت السلطة الاستعمارية الانتقام منه و من أبنائه فأرسلت في التاسع من مارس 1957م فرقة من قوات جيش الاحتلال للقبض عليه مع ابنه الأكبر عمار المدعو الطاهر و اقتيدا إلى مكان مجهول بباتنة في البداية لتدبير كيفية التخلص منهما و تم اغتيال الاثنين على يد الجيش الفرنسي بالمكان المشؤوم المدعو : دار بن يعقوب بمدينة بسكرة الأمر الذي لم تتعرف عليه أسرته إلا بعد الاستقلال على إثر شهادة أحد المعتقلين الذي كان معهم في مكان الاعتقال و الذي نجا من الاغتيال بأعجوبة بقدرة الله و لم يعثر إطلاقا على جثتيهما . تمت قسمة تركة الشهيد بن فليس من عقارات و منقولات رضائيا بين ورثته « زوجة ، أبناء و بنات و أحفاد « أمام الموثق مصطفى بن عزيز سنة 1983 م بباتنة ،و اتفق الورثة بعد بضع سنوات على بناء مسجد مكان الدار التي كان يسكنها المرحوم و التي كانت تضم كذلك كتّابا قرآنيا بعنوان 26 ممرات بن فليس باتنة ،و ذلك تنفيذا لرغبة كان يحملها المرحوم طول حياته متمثلة في إقامة بيت من بيوت الله. لقد أنجز هذا المسجد بفضل الله و أطلق عليه اسم «مسجد الحق» سنة 2007/2008 م و قد تم فتحه لإقامة الشعائر الدينية سنة 2009م. و هكذا انطفأت شمعة من الشموع التي ناضلت عشرات السنين من أجل الوطن و أضافت إلى ذاكرة الون بصمة خالدة ، و زادت صفحة ناصعة إلى دفتر الثورة الجزائرية المباركة. رحم الله أرواح شهداء الثورة الجزائرية و أسكنهم فسيح جنانه. ——— * العدد 453 من جريدة البصائر. ****************************************** |
|||
2015-08-01, 16:56 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية : ***العلماء و المفكرين*** عبد اللطيف سلطاني مولده ونشأته ولد الشيخ يوم الأحد فاتح ربيع الأول سنة 1320 هـ الموافق لـ 8 جوان 1902 م بالقنطرة شمال بسكرة ، قتل والده وعمره سنتان وثمانية شهور فواصلت مسؤولية تربيته وإخوته أمه السيدة عيشوش بنت أحمد ابن الصغير وكانت محفزة له على التعلم وطلب العلم. دراسته انتقل سنة 1916 م إلى بلدة سيدي عقبة فحفظ شيئا من القرأن الكريم ثم انتقل إلى بلدة طولقة إلى زاوية الشيخ علي بن عمر رحمه الله، وشيخ الزاوية إذ ذاك هو الشيخ عمر ابن الشيخ علي بن عثمان رحمهم الله جميعا، وفي نفس هذه الزاوية قرأ والده وإخوته ، فأتم حفظ القرآن بها. بعد ذلك التحق بجامع الزيتونة سنة 1922 م فتتلمذ على أيدي الشيوخ الكبار في الزيتونة أمثال: أحمد بيرم، محمد الطاهر بن عاشور، محمد رضوان وصالح المالقي حتى تحصل على شهادة التطويع سنة 1929 م. مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين المجلس الإداري لجمعية العلماء - 1949. (الجلوس، من اليمن إلى الشمال) أحمد بوشمال، عبد اللطيف سلطاني، محمد خير الدين البسكري، محمد البشير الإبراهيمي (نائب الرئيس)، العربي التبسي، أحمد توفيق المدني، عباس بن الشيخ الحسين، نعيم النعيمي، (الوقوف من خلف) مجهول، حمزة بوكوشة، أحمد سحنون، عبد القادر المغربي، الجيلالي الفارسي، أبو بكر الأغواطي، أحمد حماني، باعزيز بن عمر، مجهول، مجهول. كان الشيخ عضوا عاملا بالجمعية منذ تأسيسها ثم انتخب سنة 1936م عضوا إداريا في المجلس الإداري ، وبعد تأسيس معهد الشيخ عبد الحميد بن باديس في قسنطينة سنة (1327هـ 1947م) عين مدرسا به ثم ناظرا لمساعدة مديره الشيخ العربي التبسي. وفي سبتمبر 1956م عين أمينا للمال في غدارة الجمعية ومديرا لمركزها في الجزائر. قال الإمام البشير الإبراهيمي رحمه الله [1]: رأى محمد البشير الإبراهيمي رئيس لجنة الإفتاء الشرعي توسيع دائرة تلك اللجنة بزيادة أعضائها، فزاد خمسة من العلماء المشهود لهم بسعة الإطلاع وحسن الإدراك لحوادث هذا العصر وهم المشايخ:
إبان ثورة التحرير تولى إمامة مسجد العناصر – الرويسو - بعد تمام بنائه منذ 10 أوت 1954م إلى 22 جويلية 1960م ، ثم انتقل إلى جامع صلامبي (حي المدنية الآن) وذلك في الفترة ما بين (1960 – 1962). بعد اندلاع الثورة طلبت منه "لجنة التنسيق والتنفيذ" المسيرة لها في العاصمة، أن يتولى جمع المال لها من أبناء الوطن المخلصين لها، فقام بذلك، مع الدعوة لها في المسجد "الرويسو" الذي كان يأم فيه. وفي شهر جوان 1956م ، طلبت منه اللجنة أن يسمح لها بعقد اجتماعاتها في منزله فلبى ذلك على خطورته الشديدة لكونه يسكن في أكثر سكاته أوربيون ، فكانت تلك اللجنة تعقد اجتماعاتها – ومنها الحربية – في منزله، بإشراف البطل الشهيد عبان رمضان، مع الإخوة : بن يوسف بن خدة، وتمام عبد المالك، وإبراهيم شرقي وغيرهم ، وقد حرر مقرر مؤتمر الصومام المشهور بمنزله. وله رحمه الله مسار طويل عريض في ميدان الكفاح الثوري ساقه في مذكراته. بعد الإستقلال رفقة الشيخين عبد الكريم العقون ومحمد خير الدين بعد تحرير البلاد ، عرض عليه وزير الأوقاف الأول، الشيخ أحمد توفيق المدني، أن يتولى الإمامة الأولى والخطابة في جامع كتشاوة بالعاصمة، بعد تحريره من قبضة المستعمر الذي كان حوله إلى كنيسة (كتدرائية) بعد احتلاله للوطن ، فلبى العرض ، وبدأ الصلاة والخطابة فيه مع الدروس الوعظية وصلاة الجمعة، وأول صلاة صلاها فيه كانت صلاة عيد الفطر فاتح شوال 1382هـ 24 فبراير 1963م. ويتحدث عن هذه الفترة فيقول: "فسلكت فيه ذلك المسلك المعروف مني، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصراحتي المعروفة عني، من غير مجاملة ولا تملق على حساب الدين والأخلاق، فلم يعجب هذا السلوك مني رئيس الدولة الأول، السيد أحمد بن بلة، حيث عارضته في قضية خروج المرأة المسلمة الجزائرية إلى الشارع، مع خروجها عن الآداب الإسلامية التي كانت تتحلى بها المرأة الجزائرية المثالية عندنا في الجزائر، فقد دعاها إلى ذلك ورغبها فيه، وحثها عليه في خطاب ألقاه من شرفة نادي"الترقي" في العاصمة يوم 23 مارس 1965، فأحدث بهذا ثلمة كبيرة في بناء الأسرة، فتصدع الحصن الحصين، وانتشرت الرذيلة، وماتت الفضيلة، وكثر فراق الزوجات لبيوت الزوجية، وهروب الأزواج عن زوجاتهم وأولادهم، وخربت البيوت العامرة، فهل يليق السكوت في مثل هذه الحالة!؟ فعارضته أنا بخطبة يوم الجمعة 24 ذي القعدة 1384 – 26 مارس 1965 وكان موضوعها (المرأة ومكانتها في الإسلام) وكانت مذاعة بواسطة الإذاعة الجزائرية، فغضب، “أو أغضب”، واستدعاني إلى قصر الحكومة يوم الخميس فاتح أفريل 1965، فقابلني وزيره لدى الرئاسة، السيد عبد الرحمان الشريف، وأبلغني غضب الرئيس من خطبتي يوم الجمعة، وقال لي: يقول لك الرئيس: إن كان ما صدر منك عن هفوة أو سبق لسان فإني أرجو أن لا يتكرر، فقلت له: أبلغه عني أني تعمدت ما قلته عن قصد، وأتحمل مسؤوليته، ولا أسكت عن كل أحد أراد فساد أخلاقنا، أو محاربة ديننا كائنا من كان، ولازلت أزيد. ولما أبلغه عني هذا أبعدني ـ بواسطة وزير الأوقاف في ذلك الوقت السيد التجاني الهدام ـ عن الخطبة والصلاة فيه، ابتداء من يوم الجمعة 8 ذي الحجة 1384 هـ - 6 أفريل 1965م، بواسطة رسالة من وزارة الأوقاف بتاريخ 6 ذي الحجة و7 أفريل، وبإمضاء كاتبها العام، السيد الطاهر التجيني ـ رحمه الله ـ ولم تمض عليه في الرئاسة بعد أن تعرض للدين إلا مدة يسيرة، وأطيح به عن منصبه بواسطة هواري بومدين ومن معه، وهذا جزاء من تعرض للدين بسوء، وبعد الإطاحة به في 19 جوان 1965م، طلب مني نفس الوزير الذي كان بواسطته* إبعادي* عن* الجامع* المذكور* العودة* إلى* الجامع،* فعدت* إليه* في* 4* ربيع* الأول* 1385* هـ - 2 جويلية* 1965م،* وكنت* متطوعا* بالصلاة* فيه* من* يوم* التحاقي* بالتعليم* في* شهر* سبتمبر* 1964م". وبعد التحاقه بسلك التعليم في شهر سبتمبر 1964، علم سنتين في ثانوية "حسيبة ابن بوعلي" للإناث في القبة ، ثم انتقل ـ بطلب منه ـ إلى ثانوية الإدريسي للذكور خاصة ، وهي في ساحة أول ماي بالجزائر ، وبقي يعلّم فيها إلى أن بلغ سن التقاعد والإحالة على المعاش ، فناله بداية من 4 ذي القعدة 1390هـ أول جانفي 1971م. وتولى إمامة صلاة الجمعة في جامع ابن فارس بحي القصبة بعد ترميمه وإصلاحه والتزم ـ متطوعا ـ بذلك من وقت افتتاحه في المحرم سنة 1386هـ – 1966م حتى جمعة 2 جمادى* الأولى* 1391 هـ - 1971م. أدى فريضة الحج سنة 1387هـ - 1968م. حضر* المؤتمر* العالمي* لتوجيه* الدعوة* وإعداد* الدعاة بدعوة من رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة المنعقد بين 24 صفر إلى 29 عام 1397 هـ الموافق لـ 12 فبراير إلى 17 سنة 1977م. التقى الشيخ سنة 1397هـ -1977م بالشيخ الألباني رحمهما الله تعالى، فعلق على ذلك: "كنت في ربيع 1397 التقيت بأحد العلماء الأفذاذ الذين خدموا الدين الإسلامي وخلصوا السنة من التزييف وأزالوا الغطاء عنها بتبيين أحاديثهاالصحيحة من الضعيفة والباطلة، وسألته يا فضيلة الشيخ هل لكم دروس تؤدونها للمسلمين فيها التوجيه والنصح والإرشاد؟؟ فأجابني بأن وزارة الدين في بلدهم منعته من التدريس في بيوت الله إلا أن يستظهر برخصة من وزارة الشؤون الدينية تسمح له بما يرغب فيه، ولما قدمت الطلب للتحصيل على تلك الرخصة جاء الرد من الوزارة بالرفض والمنع منها، قلت له هذا ما هو معمول به في عامة بلدان الدول العربية، أما غير العربية فلا علملي بها، فقلت له وبعد هذا فما هو العمل؟ قال تراني عدت إلى التأليف ونشر وطبع الكتب، وفي هذا خدمة للدين الحنيف نرجو من الله التوفيق والقبول. ذلكم هو فضيلةالشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله" [2]. . ومناقبه ومواقفه ومآثره رحمه الله جمة عظيمة جليلة لو تتبعناها فلن يسعها هذا المقام ، ولكنها بالجملة تشير إلى شخصية إسلامية فريدة توحي إلى عظم شخصيات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وجليل أثرهم وتواصل رسالتهم بين أفرادها. ولعل من أشهر تلاميذه في الساحة الدينية الجزائرية هو الشيخ علي بن حاج ، وقد اعتبر البعض الشيخ عبد اللطيف الأب الروحي للجبهة الإسلامية للإنقاذ. آثاره له عدة كتب منها:
توفي في أفريل 1984م وهو تحت الإقامة الجبرية مع الأسف الشديد ودفن بالعاصمة في جنازة كبيرة مهولة. المصادر ***************************************** نجد في طليعة رجال العلم والإصلاح بمنطقة الأوراس أسماء كبيرة جاءت بعض الكتابات عنها لتنفض غبار النسيان المتراكم عبر السنين. من هؤلاء: ـ محمود عبد الصمد : الذي تتلمذ بقسنطينة في القرن التاسع عشر على العلامة عبد القادر المجاوي، وكان من زملائه في الدراسة الشيخ حمداني لونيسي أستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس، قبل هجرته إلى الحجاز، والتحاق تلميذه بالزيتونة في تونس. ـ الصديق بالمكي : خريج الأزهر الذي جعل من خنقة سيدي ناجي منارة إشعاع علمي وديني. ـ المولود صالحي الزريبي هذا الأزهري الآخر الذي كان وراء مبادرة بناء المسجد العتيق في باتنة سنة 1924، تزامنا مع بدايات الحركة الإصلاحية بصفة عامة. ويبرز وسط هذا الزخم من رجالات الإصلاح بالأوراس علمان، كان لهما تأثير متميز هما: ـ الشيخ الطاهر مسعودان (الحركاتي) الذي حضر مؤتمر تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالعاصمة في 5 مايو 1931 وهو مؤسسة شعبة الجمعية بباتنة، تلك الشعبة التي مالبثت أن استقطبت العديد من رجالات الإصلاح، وكانت سندا سياسيا ـ وانتخابيا ـ لرفاق الزعيم فرحات عباس خاصة. ـ الشيخ عمر دردور "باديس الأوراس" كما يصفه الكتاب وهو من تلامذة الشيخ بن باديس؛ وقد كلف بالدعوة للجمعية وأفكارها الإصلاحية في منطقة الأوراس وما جاورها وغيرهم ************************************************** ************************************** محمد الغسيري : بقلم: الدكتور السبتي معلم // ************************************************** *******الوفاء قليل في البشر، وأوفى الأوفياء من يوفي للأموات، لأن النسيان غالبا ما يباعد بين الأحياء وبين من هم في الدار الآخرة، فيهضمون حقوقهم ويجحدون فضائلهم ..بهذه العبارات بدأ الأستاذ الدبلوماسي محمد الغسيري خطابه في ذكرى وفاة رائد النهضة الراحل عبد الحميد بن باديس. لو فهمنا وفكرنا ووعينا معنى هذه الرسالة لنجحنا أيما نجاح، وفزنا فوزا نحسد عليه، لأن الوفاء ليس فقط ذلك الشعور الوجداني القوي وذلك السلوك الشجاع الذي يجعل الإنسان ملتزما في مواقفه، أو بعبارة أسهل يكون مستعدا للتضحية من أجل أن يفي بالوعد ويعطي الآخر حقه. وسأختار هنا قصة السموأل التي تعبر عن الوفاء تعبيرا خالصا وصادقا، ولو لم تحدث هذه القصة لجزمت أن لا أحد قدّم ووصف الوفاء وصفا دقيقا وحقيقيا، وممتلئا بالتبصر مثلما فعل السموأل لامرئ القيس، والغسيري لابن باديس، و… لـ…. من وفاء السموأل أن امرئ القيس بن حجر الكندي لما أراد الخروج إلى الروم استودع لديه دروعا له فلما هلك امرؤ القيس، غزا ملك من ملوك الشام السموأل، فتحصن منه في حصنه، فأخذ الملك ابنا له خارج الحصن رهينة، وقال له:إما أن تفرج عن وديعة امرئ القيس، وإما أن أقتل ابنك ، فامتنع السموأل عن تسليم الوديعة فذبح الملك ابنه، وهو ينظر إليه ثم انصرف، فأوفى السموأل بالدروع فدفعها إلى ورثة امرئ القيس. أنا في هذا المقال وفي هذا المقام لا أريد معالجة ولا طرح إشكالية فهم الوفاء، ولا أريد أن أناقش مفهومه بقدر ما أريد أن أكون-ولو بقسط صغير- وفيا لدين من سبقونا وعلّمونا، بذلوا من أجلنا ومن أجل هذا الوطن تضحيات جسام. من بين هؤلاء الأسماء تلك التي كتبت عليها ولا زلت، أردت اليوم أن أتذكر اسم محمد يكن الغسيري، الدبلوماسي الرحالة الجزائري الذي استطاع أن يطبع اسمه بقوة في أوساط التشكيلة الدبلوماسية العربية والدولية..إنه حامل لجذور متفرعة من ثقافات وحضارات عريقة متعاقبة، أمازيغية، إسلامية، عربية وإفريقية.. ولد الشيخ محمد يكن الغسيري حوالي سنة 1915، بغسيرة، دائرة أريس ولاية باتنة، التحق بزاوية الشيخ أحمد بن الصادق بأولاد ميمون سنة 1925، حيث أتم حفظ القرآن سنة 1927، قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية العربية الحرة التي أسسها نخبة من الجزائريين أسموها مدرسة الإخاء بمدينة بسكرة، ومن ثم انتظم إلى سلك ابن باديس بقسنطينة ما بين سنة 1930 إلى سنة 1934، حيث التقى ابن باديس الذي يبدو أنه كان أول من اكتشف نبوغه وذكاءه، وكان جد فخور به- وتلقى معظم دروسه على يديه. تأثر الغسيري كثيرا بمعلمه ابن باديس، فأخذ منه العلم والمعرفة والأخلاق والإخلاص والصدق والوفاء، ولم يكد ينهي دراسته في الجامع الأخضر بقسنطينة سنة 1935 و1936، حتى التحق بالزيتونة ثم ألأزهر، إلا أن الشيخ رأى أن يبقيه في أسرة التعليم لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين للاستفادة من ثقافته الشاسعة وعلمه الغزير، وهكذا عيّن في الجمعية في مدرسة باتنة سنة 1937، لم يمكث هناك طويلا إذ عاد إلى قسنطينة حيث مارس التدريس مع الأساتذة محمد العابد الجحلالي، عبد الحفيظ بن صال، السعيد حافظ والطيب الدراجي وغيرهم، وكان يدرّس عددا كبيرا من المواد للطلبة والطالبات من قبيل النحو والصرف وفقه العبادات، والسيرة النبوية…إلخ. وكان الوحيد الذي ينوب عن الشيخ بن باديس في حال غيابه عن التدريس بالجامع الأخضر، لأنه لم يكن تلميذا عاديا من تلامذة العلامة فحسب بل كان أخلصهم واقربهم إليه. انخرط الغسيري في أوائل أربعينيات القرن الماضي في الكشافة الإسلامية، وكان مرشدا لفوج الإقبال بقسنطينة لعدة سنوات، وبعد استشهاد محمد بوراس، مؤسس الكشافة الإسلامية، انقسمت الحركة إلى قسمين تنظيميين، حيث أصبح محمد يكن الغسيري مرشدا عاما وعضوا فعالا في قيادتها العامة بالعاصمة، وفي هذا الصدد تجر بنا الإشارة إلى النصوص العديدة التي كتبها لفائدة الكشافة الإسلامية الجزائرية منها التقرير الديني والأخلاقي للكشاف سنة 1943، وكذلك لائحة المرشدين المقدمة للقيادة العامة في مخيم تلمسان سنة 1944. بعد أحداث 8 ماي 1945 بأسبوع، تم اعتقاله، واودع السجن المدني بقسنطينة في 16 ماي 1945، ثم نقل إلى سجن الحراش بالجزائر العاصمة ومنه إلى معتقل جنان بوزق بين بشار وعين الصفراء قبل أن ينقل إلى معتقل المشرية، وقد نال منه التعذيب -حينها- ما لم ينله من أحد، إلى غاية صدور العفو بحقه، لكنه وضع رهن الإقامة الجبرية بـ فيلا لارد ، ولم يطلق سراحه إلا في 27 مارس 1946. وبعد عودته إلى قسنطينة تم تعيينه كنائب في لجنة التعليم العليا التابعة -طبعا- لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وفي ذات السنة أوكلت إليه عدة مهام منها مفتش عام لجميع مدارس الجمعية على مستوى الوطن، وأدى هذه المهمة بكفاءة عالية واقتدار باعتراف الجميع، إلى غاية سنة 1949، وهي السنة التي عيّن فيها مندوبا خاصا لزيارة الطلبة الجزائريين وتفقد أحوالهم في تونس ومصر. في سنة 1951 قاد وفدا هاما من الكشافة الإسلامية إلى فرنسا، ومنها انتقل إلى النمسا حيث حضر المؤتمر العالمي للكشاف، وما إن عاد إلى الجزائر حتى كلف بمهمة زيارة المسؤولين السياسيين عن حزب الاستقلال المغربي في بلادهم. جدير بالملاحظة هنا أن نشاط الغسيري لم يكن مقتصرا على العمل الإداري والتعليمي والتربوي فحسب بل تعداه إلى العمل السياسي والنضالي. في سنة 1953 ترأس وفد الكشافة الإسلامية الجزائرية الذي كان متوجها إلى مصر لحضور إحياء الذكرى الأولى لثورة يوليو 1952، استجابة لدعوة من الكشافة المصرية، وهناك التقى بالقائد عبد الكريم الخطابي وتعرف عليه، وبعدها سافر إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج رفقة الشيخ البشير الإبراهيمي والشيخ الفضيل الورتلاني، وبعد انتهائه من مناسك الحج، زار سوريا ولبنان حيث تعرف على رجال الفكر والثقافة وعلماء الدين، وبعد عودته إلى الوطن دوّن رحلته في جريدة البصائر في سلسلة مقالات من 19 حلقة تحت عنوان عدت من الشرق تميزت هذه المقالات بالكتابة الأصيلة، والموهبة المعبرة والروح الجمالية..في هذه السلسلة جمع ملاحظاته وانطباعاته ومشاعره ومواقفه حول أحوال أهالي المواطن العربية التي زارها بدءا من تونس إلى لبنان مرورا بليبيا، مصر السعودية، العراق، الأردن وسوريا، تأثر كثيرا بالصور الجميلة التي رآها هناك عن المساجد والمؤسسات الثقافية، والإنسان المسلم المثقف المخلص لوطنه، كما تألم للجوانب السلبية من دمار خلقي وجهل خلّفه الاستعمار وحروبه على الأراضي العربية المسلمة، كما تألم كثيرا وضاق ذرعا من مظاهر التخلف والخمول والانحراف لدى بعض شباب وشابات الدول العربية، ولم يفوت أي سلبية وقف عليها إلا ونبه إليها وقدم النصيحة لتجاوزها، كما كان كلما رأى إيجابيات كتب عنها بابتهاج وثُنى عليها وشكر وشجع أصحابها متمنيا مستقبلا أسعد وأفضل. وكان الغسيري رحمة الله عليه- يعلم علم اليقين بأن قطاع التربية والتعليم في الجزائر -آنذاك- يمر بأزمة خانقة لا مثيل لها، كان يراها كمن يسير في نفق مظلم وطويل، أردا أن يبشر بضوء ولو ضئيل ليتمكن البعض من الخروج من هذا النفق، وأن يضيئوا بدورهم الطريق لمن يلونهم، وهكذا دواليك..هذه هي فلسفته، لذا نجده في قلب مواقع الأحداث من التعليم والتربية إلى الدين والفقه، من السياسة والنضال إلى الكشافة والصحافة..كان كثير التنقل والسفر من أجل التعلم والتعليم والتعريف بالقضية الجزائر في العالم.. جميع مساعيه ومبادراته تستحق اليوم التنويه والتقدير والعرفان، لأنها مساهمة فريدة ومنيرة في جميع النواحي، يقول الرفاعي رحمه الله-:إذا لم تزد شيئا على الدنيا، كنت زائدا عليها . في جويلية 1953 كتب الغسيري مقالا في جريدة المنار المصرية تحت عنوان نهضة الأمم ، قال فيه لقد بان واتضح أن الأمم تصاب بأمراض كالأفراد يتصدع هيكلها، وينخرم عزمها وتتهدم بها جدران مقوماتها وأكثر هذه واعظمها الجمود الفكري…و لا يتوقف المرض عند هذا الحد بل يتعدى إلى أن يعدي جوار العقل في الإفراط ويفقدها حاسة التمييز بين النفع النافع والضار والغث والسمين وحتى في المصالح الخاصة… . كانت جل مقالاته دينية تاريخية واجتماعية، ساهمت بقدر كبير في تكوين الوعي الديني والوطني لدى الإنسان الجزائري.. كان طموحا جدا، لكن ما هو الطريق الذي سيسلكه لتحقيق هذا الطموح؟ هذا ما كان يبحث عنه مدركا بأن الحياة الصعبة التي كان يعيشها الشعب الجزائري في تلك الفترة، كانت تتطلب كثيرا من الجهد والقوة والكفاح من أجل التحرر والانتصار لأن الحياة والحرية أقوى من الكبرياء، وأن كل ما أخذ من هذا الشعب بالقوة والحيلة لا يسترجع إلا بالقوة والحيلة، كتب يوما يقول في هذا الشأن :إن الشاب الجزائري سرق منه عقله، شككوه في نفسه وفي مقوماته، فأصبح تلميذا لديكارت وداروين.. ، هذا يعني أن الغسيري كان يدرك أن مجتمعنا أضاع كل شيء، وبقي واقفا حائرا في مفترق الطرق، دون أن يعرف لنفسه مخرجا..لذا مد الغسيري يده بجهد كبير إلى كل ما يتعلق بالجزائر من تاريخ ودين وحضارة وثقافة ونضال وجهاد بعيدا عن الإغواء والمزايدة، وكله أمل في أن يتمكن من أن ينشأ جيلا آخر، جيلا جديدا بأفكار جديدة غير مشوشة، جيلا يدافع عن الوطن والهوية والدين، من أجل أن يسترجع هذا الجيل الجديد مقوماته وشخصيته وهويته ..كان حاضرا سياسيا، دينيا وتربويا وكان حاضرا نضاليا..كان في جميع الوجهات يعمل بكل عزم وجد وإخلاص، التحق بصفوف الثورة التحريرية حين اندلاعها سنة 1954، وذكر يقول :أعلنا تأييدنا لها والتحقنا جميعا بالفروع التي حددت لنا في ميادين التعليم وتعبئة الجماهير والتمويل والسلاح، وقد أعلنا ذلك في جريدة البصائر، إننا جميعا مؤيدون للثورة وملتحقون بصفوفها ونتحمل كل عواقب عملنا ذلك… . في سنة 1956، حينما قتل في رحبة الصوف غير بعيد عن الجامع الأخضر بقسنطينة رئيس قسم البوليس المدعو سلمار سيلي على يد فدائي جزائري، تم إلقاء القبض على جماعة من المناضلين الجزائريين منهم أحمد رضا حوحو، الحاج اسماعيل، عبد المالك بز وعلاوة بوصوف وغيرهم، وقد نفذ فيهم الإعدام دون أي محاكمة وذلك انتقاما لقتيل الاستعمار الفرنسي. لم تكتف السلطات الاستعمارية بذلك فحسب، بل أضافت قائمة أخرى لأشخاص تقرر أن يعدموا، ومن بين هؤلاء اسم محمد بكن الغسيري، وقد أخبرهم بذلك المحامي باحمد الذي كان صديق والي المدينة، وطلب منهم أن يغادروا المدينة ويلتحقوا بالجبال. التحق الغسيري بالعاصمة في اليوم نفسه، وهناك أشار عليه رفاقه بالسفر إلى الخارج، فنزل بمدينة ليون الفرنسية حيث أسس وبنجاح عدة خلايا لجبهة التحرير الوطني، بعد ذلك انتقل إلى باريس ثم سويسرا فالقاهرة، وبأمر من مسؤولي الجبهة خرج من مصر متجها إلى سوريا حيث كتب ونشر وحاضر وعرّف بالثورة الجزائرية، وفضح سياسة فرنسا التي تدعي المساواة، الأخوة والحرية، وكشف أمام الرأي العام العالمي ما كانت ترتكبه من مجازر في حق الشعب الجزائري الحر، وكان يوميا يذيع كلمة من إذاعة دمشق، وساهم بقدر كبير في إنشاء إذاعة صوت الجزائر بدمشق. كان يحظى باحترام كبير ومتميز لدى أهل المشرق حكومات وشعوب، لأنه كان صادقا، متخلقا وذا معرفة عالية، وثقافة سامية. بعد الاستقلال عيّن الشيخ الغسيري سفيرا للجزائر في المملكة السعودسة إلى غاية 1970، حيث منح من قبل الملك السعودي السيف الذهبي لآل سعود تقديرا واحتراما وعرفانا له، علما أن لا أحد قبله حظي بتكريم كهذا. انتقل بعد ذلك إلى الكويت كسفير إلى غاية 1974، حيث دعاه الرئيس الراحل هواري بومدين للعودة إلى أرض الوطن من أجل تكليفه بوزارة التربية الوطنية، لكن القضاء والقدر أرادا له غير ذلك، وضربا له موعدا في 24 جويلية 1974 حيث وافته المنية عن عمر يناهز 59 عاما، وووري الثرى بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة في 26 جويلية مخلفا بنتين بسيمة و بشيرة وولد عبد الحميد وزوجة توفيت منذ أقل من شهر. ترك الغسيري مجموعة من المقالات والمحاضرات في عدة مجلات وجرائد منها الحياة، البصائر، البحرية العربية ، المنار المصرية، حضارة الإسلام الدمشقية، وكذا عدة كتب منها خلاصة الدروس الفقهية، عدت من الشرق وصورة من حياة الزعيم ابن باديس. قال فيه الملك فهد بن عبد العزيز في زيارة للكويت لأمير كويتي :إن هذا الرجل حين كان في السعودية هو يأمر ونحن ننفذ ، وقال له أمير الكويت :لو كنت كويتيا لعيناك وزيرا، وقال فيه رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الحالي، الشيخ عبد الرحمان شيبان:إن الغسيري -رحمه الله- من الرجال الأفاضل الكرام الذين احمد الله أن جمع بيني وبينهم، فقد كان مثالا في الطموح والجد والاستقامة ويكفيه فخرا أنه الوحيد الذي ينوب عن ابن باديس في إلقاء الدروس بالجامع الأخضر . وقال عنه الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني، عبد الحميد مهري: الغسيري هو حديث عن الخصال، عن الفضائل، عن النبل، هذا الرجل بسلوكه وفضائله غزى قلوب أهل الشام. ووصفه الدكتور محمد الصالح الصديق بـ الرجل القرآني الظريف اللطيف الخفيف الذي أحب وطنه ومثله أحسن تمثي . وخلاصة تحضرني مقولة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي يموت العظماء فلا يندثر منهم إلا العنصر الترابي الذي يرجع إلى أصله، وتبقى معانيهم حية في الأرض، قوة تحرك ورابطة تجمع ونور يهدي، وعطر ينعش، وهذا هو معنى العظمة كون العظمة خلود من هو الشيخ محمد يكن الغسيري؟ الأستاذ العلامة الرحالة الديبلوماسي محمد يكن الغسيري احد اقطاب الجهاد ،العلم ،وديبلوماسي محنك ،حمل قضية مقدسة إبان ثورة التحرير فكان اول من عرف بالثورة الجزائرية المظفرة للوطن العربي وذلك من خلال تنقلاته المستمرة في كل انحاء الوطن العرب وحمل كذلك قضية الوطن بعد الاستقلال فكان سفيرا في العديد من دول المشرق العربي و قد لقي احتراما من ملوك و رؤساء الدول العربية منقطع النظير... المولد و النشأة: و لد محمد بن احمد يكن الغسيري في عرش اولاد منصور بقرية كاف لعروس بغسيرة و لاية باتنة سنة 1915 ألتحق بزاوية الشيخ أحمد بن الصادق بولاد ميمون لتعلم القرآن وحفظ القرآن وهو طفل سنة 1927 انتقل إلى بسكرة أين درس الفقه و اللغة بزاوية الشيخ محمد الصغير الجوادي ثم مدرسة الإخاء للشيخ خيرالدين 1929 سافر إلى قسنطينة و تابع دراسته على يد الشيخ ابن باديس بالجامع الاخضر لمدة اربع سنوات 1932 نشاطه في مجال التربية و التعليم: أشتغل بالتدريس بمدرسة التربية و التعليم بقسنطينة سنة 1937 -1943 تولي إدارة بعض مدارس جمعية العلماء ثم عضوا في لجنة التعليم العالي لجمعية العلماء المكلفة بالمناهج و الاشراف على سير المدارس الحرةكما اسندت اليه مهمة التفتيش العام لتلك المدارس و كتب العديد من المقالات في المجلات و الجرائد و قد كان ناشطا كشفيا بقسنطينة و في هذا الاطار قام بزيارة إلى كل من فرنسا عام 1951 ثم الى مصر سنة 1953 نشاطه قي المجال السياسي: في 8 ماي 1945 تم اعتقاله و سجن حتى صدر في حقه العفو فس 27 مارس 1946 في سنة 1954 أوفدته الجمعية ألى المغرب و نزل ضيفا عل حزب الاستقلال و اطلع على الأوضاع هناك ثم في سنة 1956 التحق بجبهة التحرير و التي اسندت له مهمة تمثيلها بدمشق أين لعب دورا كبيرا في التعريف بالقضية الجزائرية و بعد الاستقلال عين سفيرا بسوريا ثم بالسعودية ثم بعد ذلك في الكويتو بقي سفيرا الى ان وافته المنية يوم 1974/07/24 تاركا آثار مختلفة في اللغة و التاريخ و الدين و الأدب كتاب معجم مشاهير المغاربة جامعة الجزائر وغيرهم ************************************************** **************** علماء في مواجهة العدوان الفرنسي الشيخ الصادق بن الحاج الأوراسي: خاض الشيخ الصادق معارك تاريخية شهيرة عدة مثل: معركة أمشونش 1844، معركة وادي براز 1848, وكما شارك إلى بعد فشل ثورة الزعاطشة بعشر سنوات قام سي الصادق بثورته الشهيرة ضد الاحتلال الفرنسي, جند لها كل الطاقات المادي وايا وراسل الشخصيات الدينية في الزيبان وأرسل إليهم مريديه, وأتباعه يحثهم على الجهاد في سبيل الله، من أمثال: ابن كريبع وابن النجاري وغيرهما. شملت ثورته المنطقة الواقعة بين بلدة منعة وبلدة سيدي عقبة, وكان يحرض الناس على الجهاد في سبيل الله قائلا لهم: » إن الرومي يعمل ضد ديننا ضد صلاتنا ضد زكاتنا وضد حجنا إنه يفرض علينا إتباع دينه وهو ما لم يأمر به الله ورسوله r »([13]). وابتدأت دعوته إلى الجهاد في شهر أوت 1858 ضمن القبائل الأوراسية والقبائل الصحراوية, وبحلول شهر نوفمبر تأزم الموقف بسيدي عقبة عند فرقة أولاد الأخضر, وابتدأت المواجهات مع الجنرال « ديفو » يوم 5 جانفي 1859م, وكانت المعركة الحاسمة التي أدى فيها القياد الموالون: أحمد بولخرص حفيد ابن قانة, وبن شنوف, وبن ناصر دورا كبيرا, قد جرت بوادي تونقالين، يوم 13 جانفي واستمر فيها القتال من طلوع الفجر إلى آخر الليل, تحت قيادة الشيخ الصادق وأبنائه, ولما أدرك المجاهدون عدم تكافؤ القوتين فضلوا الانسحاب إلى قرية القصر, مقر الزاوية, ومنها قرروا الاتجاه إلى تونس وعند وصولهم إلى « تمقلين » ألقي القبض عليهم. وفي يوم 14 جانفي أحرق الجنرال « ديفو » الزاوية عن آخرها, وكان هذا من أقسى مظاهر الانتقام التي كان يقوم بها الجيش الفرنسي, وليكون الشيخ الصادق عبرة لغيره ممن يفكر بالقيام بالثورة ضد المحتل. وقد ظل الشيخ يقاوم ويكافح دون هوادة إلى أن ألقي عليه القبض في يوم 20 جانفي سنة 1859، في مكان بين زريبة الوادي ونقرين يسمى » ثمقلين »، وأسر مع أبنائه وأزيد من 88 مجاهدا. نقل بعدها الشيخ رفقة مجموعة من أتباعه المجاهدين إلى سجن الكدية, في انتظار محاكمتهم, وصدر الحكم على الشيخ وأبنائه وكبار أتباعه بالإعدام, ثم خفف الحكم في 17 مارس 1861 إلى 15 سنة. وقد طلب مدير السجن الإفراج عنه, لكن السلطات الفرنسية رفضت طلبه بل حكمت بنفيه إلى جزيرة سان مارغريت, لكن الشيخ توفي قبل نفيه وذلك سنة 1862. نقل جثمانه الطاهر إلى قرية تيرمارماسين ودفن هناك. الشيخ بن جار الله الاوراسي ـ ثورة الشيخ بن جار الله: من ثورات الأوراس ضد الاحتلال الفرنسي تلك التي دعا إليها وقادها المجاهد البطل محمد امزيان من قرية جار الله نواحي تكوت، وهو من إخوان زاوية الشيخ المصمودي، وكان إماما ومدرسا بجامع سيدي عيسى بوقبرين, وكان وثيق الصلة بالزاوية الرحمانية بتبرماسين. اندلعت الثورة يوم 30 ماي 1879م في قرية الحمام جنوب إيشمول، وامتدت حتى شملت جنوب شاشار، والتف حولها أعراش أولاد داود، بني بوسليمان واحمر خدو، وجماعة من بني وجانة، ومن الزوايا زاوية بوزينة بقيادة الهاشمي بن دردور، لكن العدو باغت المجاهدين بقوات لا قبل بها، وقد سقط من الشهداء يومئذ 120 شهيدا. أما القائد بن جار الله فقد تسلل إلى تونس، حيث أقام بزاوية الشيخ إبراهيم ولد الشريف وهي زاوية رحمانية بقابس، ولكن عيون فرنسا كانت تلاحقه فألقي عليه القبض رفقة أخيه ونخبة من المجاهدين، ونقلوا إلى قسنطينة حيث حوكموا، وصدرت الأحكام في 26 جوان 1879م، وكانت كالتالي: 14 حكما بالإعدام، 26 حكم بالأشغال الشاقة، 16 حكم بالبراءة، وبعد صدور عفو من رئيس جمهورية فرنسا في 09 نوفمبر 1880 خففت أحكام الإعدام إلى الأشغال الشاقة والنفي، وهكذا نفي المجاهدون إلى كورسيكا وكايان ومن هذا الأخير فر القائد بن جار الله إلى مكة أين توفي بها سنة 1889. الشيخ الهاشمي بن علي دردور سافر إلى مصر لمواصلة تعليمه, وبالضبط جامع الأزهر, وبعد تخرجه تولى التدريس بالإسكندرية إلى غاية سنة 1870, حيث عاد إلى أرض الوطن, وأسس زاوية ببلده سنة 1289 هـ= 1876م([15])، أصبحت تشكل خطرا على الاحتلال الفرنسي، شارك في انتفاضة الأوراس سنة 1879م بإخوانه ومريديه، مما أدى بالسلطات الاستعمارية إلى نفيه إلى جزيرة كورسيكا سنة 1293 هـ= 1880م، وفي سنة 1303 هـ= 1890م وبعد أن قضى في المنفى أكثر من عشر سنوات، أطلق سراح الشيخ الهاشمي وعاد إلى أرض الوطن, استأنف نشاطه بالزاوية, وتعود السلطات الفرنسية إلى اعتقاله ثانية سنة 1895 ونقلته إلى باتنة غير أن سكان الأوراس قاموا بمظاهرات لإطلاق سراحه وكان في طليعة المحتجين جماعة من الأعيان من بينهم الشيخ المبارك بن محمد بن بلقاسم من زاوية ثنية العابد وتحت ضغط الجماهير تم الإفراج عن الشيخ الهاشمي. واصل الشيخ مهمته التعليمية والجهادية إلى أن وافاه الأجل سنة 1317 هـ= 1899م. عن عمر يناهز الخامسة والثمانين. وصفه كل من ديبون وكوبولاني بأنه من ألد أعداء فرنسا ويحمل لها حقدا شديدا. وغيرهم ************************************************** ************************************** الشيخ سيدي عـبد الحـفـيظ بن محمد بن أحمد الونجلي التعريف الوجيز بالشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد بن أحمد الخنقي رضي الله عنه (1203-1266هـ/1789-1850م): - ولد الولي الصالح العارف بالله الشيخ سيدي عبد الحفيظ بن محمد ابن أحمد الخنقي عام1203 هـ/1789م بخـنقـة سيدي ناجي على سفح جبال الأوراس و فيها حفـظ الـقـران و تعـلم علو م الديـن الإسلامي علي يد عدة علمـاء من اشهـرهـم الشيخ الصديق الونـجـني . -هاجر الى طولقة والتقى بالشيخ سيدي محـمد بن عـــزوز البرجــي وتعلم منه علوم الدين واخـذ عـنه الطريقة الرحمانـية العـزوزيـة وبقي في خدمته الى ان توفي عام 1233هـ/1818 م فـتـولــــى التدريس في زاوية الشيخ سيدي"محمد بن عزوز البرجــــــــــي" وكــثف تعاونه مع زاوية الشيخ مصطفى بن عزوز بنفطة بتونس في نشرالطريـقـــــة الرحمانية العزوزية والقران وعلوم الدين والتصوف وتربية المريـديــن - عاد الشيخ سيدي عبد الحفيظ الى خنقة سيدي ناجي واسـس بــــــهـا زاويته في القرن13 هـ وتـم حفر بئـرين للمياه (جددت زاويته على يــد السيد حـفـيظي رشـــــيد في25مـاي عا م1975م، واعيد تـــرمـيمـهـــا مــن الــداخـــل والخـــارج مـــن طــــرف ابـنه الســيد حـفـيظــي بـشيـر عام 2006م،وكتبت الايات القــرانـيــــــة داخل الضريح عام 2005م ) - قام الشيخ سيدي عبد الحـفـيظ في زاويته على تعـليم اخـوانــه علوم الدين الاسلامي والطريقه الرحمـانية العزوزية الخلوتـيــة القائمة على ذكر الله تعالى وطاعة الله ورسوله مما جعل اتبـــاع الشيخ يتــأ ثـــرون بتـربيته الروحـــانـية وصـار له مـريـــدون فـي الجـزائـر وفي تـونـس. - قاد الشيخ سيدي عبد الحفيظ الجها د ضد الاحـتلال الفرنسـي بجـــيش قوامه 5000 مجـاهـــد من خـنـقـة سيدي ناجـــي وششــار وقبائل الاوراس عموما والتحق به الشيخ الصـادق بالـحـاج والشيـخ مــحمـــد الصغــيـرلـفـــك الحصار على مدينة بسكرة ودعم مقاومة الزعاطشة ودارت معركة واد براز قرب سريانة في مكان مكشوف على ضفة واد براز شمـــال سيدي عـقـبة التي قتل فيها قائد القوات الفرنسية سان جارمان وغيرهم ************************************************** ************************************** |
|||
2015-08-01, 16:59 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية : ***العلماء و المفكرين*** إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. الكاتب: الهادي الحسني 2013/06/06 قراءات (4416) تعليقات (13) عبد السلام السلطاني حمل إليّ البريد يوم الأحد الماضي هدية قيمة شرحت صدري، وأفرحت قلبي، ومُهدِيها هو الأخ الفاضل الأستاذ لحسن بن علجية من عين التوتة بولاية باتنة، فله جزيل الشكر.. إن هذه الهدية ليست مما يلبس، وليست مما يوكل، وليست مما تزيّن به المنازل من الزرابي والأواني.. ولكنها من النوع الذي يكرهه أكثر الناس، ولا يقدرها إلا قليل منهم؛ إنها كتاب، والكتاب عند أكثر الجزائريين في زماننا هذا هو أحقر شيء وأكره شيء، فالجهال يضيقون بالعلم، والكتاب هو رمز العلم، وأكثر النساء يعتبرن الكتاب عدوّا لدودا، وهو أشد عليهن وأفزع لقلوبهن من الضرائر، ويَرَيْنَ الصحون والكؤوس في المنازل أَوْلى وأجدى. والأولاد يرونه حارما لهم من لعبة أو نزهة، وهو يكذرهم بالمدرسة وهي عندهم "سجن"، ويذكرهم بالمعلم وهو عندهم أكره من بوش عند مسجوني جوانتانامو. إن هذا الكتاب القيم الذي أهداه لي الأستاذ الفاضل لحسن بن علجية- وهو مؤلفه- يتناول شخصية علمية لا يكاد يسمع عنها إلا قليل من الجزائريين، وهذه الشخصية هي "العلامة عبد السلام ابن عبد الرحمن السلطاني". ينحدر الشيخ عبد السلام السلطاني من أسرة طيبة، فيذكرك بقول الشاعر: "إذا طاب أصل المرء طابت فروعه"، وهذه الأسرة هي أسرة السلطاني، أو أولاد سلطاني، التي تَتَدَيَّرُ نواحي عين التوتة بمنطقة الأوراس. وقد أنجبت هذه الأسرة عددا من العلماء، كما خرج من أصلاب رجالها وأرحام نسائها عدد من المجاهدين أذاقوا الفرنسيين العلقم، وجرّعوهم الصَّبِرَ، سواء مع المجاهد أحمد باي، أم في ثورة 1916 التي يسميها بعض المؤرخين "انتفاضة أولاد سلطان (1)"، وقد لقي أبناؤها من فرنسا ما سيجدون الأجر عليه عند اللّه - عز وجل- ولد الشيخ عبد السلام السلطاني بقرية "البير"، في بلدية أولاد عوف، دائرة عين التوتة، في سنة 1896. وبعدما أتمّ حفظ كتاب الله توجه إلى أحد مراكز العلم وهي الزاوية العثمانية بطولڤة، فمكث بها ثلاث حجج، تلقى فيها ما كتب الله له من معارف دينية ولغوية. ومنها شد الرحال إلى قسنطينة ليلتحق بكتائب الإمام ابن باديس العلمية. ومكث بقسنطينة خمس حجج أُخر. ولما رأى الإمام ابن باديس في تلميذه ذكاء ونباهة وجّهه تلقاء تونس، فالتحق بها وانضم إلى جامع الزيتونة بعدما أُجْرِيَ عليه امتحان أثبت كفاءته.. وما هي إلا سنتان حتى كان "أَحَدَ أعيان المتطوعين" كما وصفه شيخه بلّحسن النجار، حيث كان هو وزميله الشيخ مبارك الميلي من الحائزين على شهادة التطويع من المرتبة الأولى (❊)، فهنّأهما- والشيخ سعيد الزاهري- الشاعر محمد الصالح الجلاّلي بقصيدة جاء فيها: مبارك وسعيد والسلام (2) بهم قطر أضيم يهنى إذ بهم كفلا إني لكم - نخبة الأحرار والنّبلا مهنّىءٌ من فؤادي شاكرا جذلا إذ نلتم خطّة التطويع من فئة أئمة قدوة قد سدّدوا الخَلَلا فالقطر يحمدكم والدين يمنحكم قلائد العز بين الناس إذ جَمَلا أصبحتم قادة بين العموم لشعب ما له منقذّ إلا الذي كَمُلا لم يقتصر الفرح بنجاح عبد السلطاني على عائلته؛ بل شاركها فيه الإمام ابن باديس، الذي انتقل إلى قرية "الْبِيرْ" لتهنئة الطالب عبد السلام وأسرته، ومما قاله الإمام ابن باديس آنذاك - 1924- كما سجلته الذاكرة الشعبية لأهل قرية "البير": "هنا كان مقر الحاج أحمد باي، يواصل مقاومته للغزاة الفرنسيين"، قم ثال: "إن هذه الجبال هي معاقل المجاهدين، ومنها يأتي النصر إن شاء الله (3)". رجع الشيخ عبد السلام إلى الجزائر، ثم التحق بزاوية برّحّال، بلدة دوفانة، غير بعيد عن باتنة، ليبلغ ما تعلمه إلى بني وطنه، ولكن السلطات الفرنسية هناك لم تسترح له، فهو من تلاميذ ابن باديس، وهم ملقّحون ضد "القابلية للاستعمار" وخدمته، فقررت طرده ومنعه من التدريس، فعاد إلى تونس، وعمل مدرسا في عدة أماكن بها حتى أتاه اليقين في سنة 1958، في بلدة الدهماني بولاية الكاف بتونس. وكان على صلة ببعض قادة الثورة كالمجاهد محمدي السعيد (سي ناصر)، والدكتور التيجاني هدام.. وللشيخ عبد السلام السلطاني عدة إجازات من علماء ذوي مكانة عالية وقيمة سامية مثل محمد الصادق النيفر، وبلّحسن النجار، ومحمد الطاهر ابن عاشور.. كما أثنى عليه علماء أجلاء.. كالإمام ابن باديس، والشيخ علي المغربي، والشيخ أحمد حماني، الذي كتب إلى مؤلف هذا الكتاب الأستاذ لحسن بن علجية رسالة في 1994 يقول له فيها: "فالواجب عليك يا بني إحياء أثره ما استطعت.. لأنه مفخرة من مفاخر الجزائر (4)". لقد ترك الشيخ عبد السلام السلطاني تراثا علميا قيما، شهد بقيمته أهل العلم، ومن تراثه المنشور كتابه المسمى "تحفة الخليل في حل مشكلة من مختصر خليل" الذي طبع في المطبعة الجزائرية الإسلامية بقسنطينة، وقد أشاد به الإمام ابن باديس، واعتبره "طلاّ لصيّبِ وابلِ علومه الفكرية"، ومن تراثه أيضا كتابه الذي أطار في الآفاق اسمه، ورفع ذكره وهو "شرح شواهد الأشموني، المسمى فتح المالك في شرح شواهد منهج السالك"، وقد أشادت به مجلة "الهداية الإسلامية" بالقاهرة، وهي للإمام محمد الأخضر حسين (من طولقة) الذي صار شيخا للأزهر الشريف. كما أشاد به العلماء مشرقا ومغربا، وممما قاله الشيخ في مقدمة كتابه هذا: "... إني لم أقصد به خدمة أمير، ولا رَفْعَه لسدة ملك أو أعتاب وزير، وما أرجو به إلا أن أُكْتَب في زمرة خدمة لغة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لغة أنادي بها ربي حين أدعوه، لغة أفهم بها القرآن حين أتلوه، اللهم إني لا أقصد به إلا وجهك الكريم، ولا أرتمي ببضاعتي إلا على أبواب فضلك العميم". وقد أعادت دار الوعي- الجزائر- نشر هذا الكتاب بعناية د. عمار طالبي.. وللشيخ مشاركات شرعية، من أهمها قصيدته في تأبين شيخه العلامة محمد النخلي القيرواني (1924) وقصيدته في توديع شيخه الإمام ابن باديس في زيارته إلى تونس في سنة 1923. ومما جاء في هذه القصيدة: وإني قد بَلَوْتُ بني زماني فلم أر بالفضيلة من أحاطا عدا عبد الحميد فذاك فردٌ وحيد بالفضيلة قد أحاطا خبير قد رأى أن السنايا من الأسفار تُلْتَقَطُ التقاطا وأنت نِطَاسِيٌّ تبدي لكلٍّ دواءً حسب عاته احتياطا أمدَّك ربنا بِخَفِيِّ لُطْف لتؤمن خوفه (❊❊) ذاك الرباطا وهناك ملاحظة ألفت نظر الأستاذ الفاضل إليها وهي ذكره الشيخ محمد جعيط ضمن شيوخ الشيخ عبد السلام، ولكنه ذكر أن الشيخ جعيط توفي في 1918، والشيخ عبد السلام لم يلتحق بتونس إلا في سنة 1922. وأجدد شكري للأستاذ لحسن على إحيائه هذا العالم الجليل، وعلي إهدائه لي هذا الكتاب الجميل. . الهوامش: 1) عبد الحميد زوزو: الأوراس... ج1، ص 459 ❊) كانت علامة الشيخ عبد السلام هي 99 من 100. 2) السلام هو الشيخ عبد السلام، وسعيد هو السعيد الزاهري، وكانت شهادته من المرتبطة المتوسطة 3) لحسن بن علجية: العلامة عبد السلام.. السلطاني. ص 71 - 72 4) المرجع نفسه.. ص 142 ❊❊) الضمير يعود على الشعب الجزائري. ************************************************** ************************************** الشيخ الشهيد عبد العزيز بن عبد الرحمان السلطاني بن علجية هو الشيخ الشهيد عبد العزيز بن عبد الرحمان العوفي السلطاني من مواليد 30 ماي 1926م بقرية البير بلدية أولاد عوف (عين التوتة-باتنة) . حفظ القرآن الكريم في كتَّاب القرية وأخذ مبادئ النحو والفقه عن شيوخ القرية ومنهم والده والشيخ محمد بن مرابط ومحمد بن إبراهيم بيطام، وفي سنة 1949م اصطحبه أخوه الشيخ عبد السلام إلى تونس والتحق بحلق الدراسة بجامع الزيتونة، ومكث به زهاء أربع سنوات، أخذ العلم عن أعلام منهم : الشيخ عبد الرحمان بن الظريف والشيخ محمد الكواش والشيخ أحمد بوسنينة والشيخ محمد جعيط والشيخ قسومة ...... عاد الشيخ عبد العزيز إلى أرض الوطن، واشتهر بصفاء سريرته وتقواه وتفانيه في خدمة الناس بالصلح بين المتخاصمين وقضاء حوائج المحتاجين، وكان رحمه الله يحضى باحترام الجميع. لما قامت الثورة المباركة سنة 1954م ، توقف الشيخ عبد العزيز عن الدراسة بجامع الزيتونة والتحق بصفوف المجاهدين، وأنشأ أول مركز للمجاهدين بقرية البِيرْ وكان مشرفا عليه(1)، وكان بعض الضباط من المجاهدين قد حاول إقناعه بالذهاب إلى تونس وإكمال دراسته هناك فأبى. كان رحمه الله في موقفه هذا مقلدا للإمام الشهيد العلامة العربي التبسي الذي كان يرى بأن الخروج من الوطن أثناء الثورة يعد توليا يوم الزحف، وهو من اكبر الكبائر عند الله . وبوشاية من خونة الدين والوطن ألقي القبض على الشيخ عبد العزيز مع جماعة من المسبلين وأخذوا إلى مركز القنطرة حيث عذبوا هناك، ثم أُخذ الشيخ عبد العزيز إلى عين التوتة ومنها إلى دشرة بني مخلوف حيث نُكِّل به وتعرض لصنوف من العذاب ولم يبح بسر من أسرار الثورة، ولما يئس منه الخونة والضباط والجنود الفرنسيون قتل بطريقة بشعة، حيث بقر بطنه ثم رمي بالرصاص في المكان المسمى (لَحْرَايَقْ أُو عَرْبِي) بمشة بني مخلوف ، قرب عين التوتة وذلك سنة 1957م، ودفن بقرية أولاد بشينة، وهكذا جمع الشيخ عبد العزيز بين مداد العلماء ودماء الشهداء . ويحمل اليوم أحد شوارع مدينة عين التوتة اسمه. --- (1) - وبعد استشهاده تولى أخوه (عمنا) : الصادق رحمه الله الإشراف على المركز . ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران. ************************************************** ************************************** الدكتور أبو جرة سلطاني سيرته الدكتور أبو جرة سلطاني نبذة تعريفية بفضيلة الشيخ أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية
يعتبر الشيخ أبو جرة سلطاني من رجالات الحركة الإسلامية في الجزائر منذ نهاية الستينيات وبداية السبعينيات (1973)، خطب أول جمعة سنة 1970 بمتوسطة بن باديس بتوجيه من الأستاذ أنور عبد المقصود، ثم صار إماما متطوعا وداعية متجولا في كل مساجد الجزائر منذ عام 1974، وقد كان له حضور مميز في الشرق الجزائري بشكل خاص منذ عام 1976، وقد عرفته المنابر إماما خطيبا مفوّها، صدّاعًا بالحق ممّا جلب له أنصارا ومحبين من جهة، وعداوات وتربصات ومضايقات الجهات المناوئة من جهة أخرى،وقد التقى برجالات الدعوة وعلماء الأمة داخل الوطن وخارجه،والتقى بالمرحوم الشيخ محفوظ النحناح في مارس 1982 وتوطدت العلاقة بينهما، وحدث نوع من التناغم في الأفكار، يحمل فكر الوسطية والاعتدال، وكانت له إسهامات كبيرة في رد غلواء بعض المتعجلين، من خلال خطبه المسجدية وعمله بالجامعة. تصدر الإفتاء للطلبة والطالبات بين سنوات 78-1994.أنجاه الله من محاولة اغتيال –من طرف متطرفين- يوم الجمعة 16 سبتمبر 1994 قرب بيته (في قسنطينة)، وبعد خروجه من المستشفى استأنف الدعوة بإصرار رغم النصائح التي كان يقدمها له إخوانه الخائفون على حياته، ومع ذلك عاد إلى الخطابة في المساجد والكتابة في الصحافة،..إلخ. صلته بعالم الكتابة والنشر تعود صلته بعالم الكتابة والتأليف إلى سنة 1971 حيث نشرت له أول قصة بعنوان (بقرة اليتامى)، ليتوالى العطاء بسلسلة من الكتب : كان أولها كتاب بعنوان (الطريق إلى الله) ضمن سلسلة من الكتب سمّاها "أوراق إسلامية" رفقة الأستاذ نذير مصمودي. صدر منها 18 كتيبا بين سنة 1979-1989 منها:
امتازت كتابته في سنوات الأزمة بالرصد الدقيق لمجريات الأحداث السياسية في الساحة الجزائرية، وخلفياتها التاريخية وتداعياتها الإقليمية والدولية، من منطلقات الوسطية والاعتدال.
************************************************** ************************************** المجاهد الشيخ الإمام المصلح أحمد بن سعدي الميموني الأوراسي: بسم الله الرحمن الرحيم نبذة وجيزة عن حياة المجاهد الشيخ الإمام المصلح أحمد بن سعدي الميموني الغسيري الأوراسي: 1-الاسم والنسب والمولد الاسم واللقب: أحمد بن السعدي بن أحمد بن محمد ميمون، وابن زينب بنت محمد الأخضر يوسفي، والمولود خلال 1914م، بغسيرة ولاية باتنة الأوراس سابقا. 2-السيرة العلمية: نشأته: نشأ في أسرة متواضعة وبدأ في حفظ القرآن منذ أن وصل عمره أربع4 سنوات، على يد والده السعدي بن أحمد الذي كان يحفظ القرآن الكريم، ويعد في قريته بني ميمون من حفاظ كتاب الله، وبعد أن علمه الحروف الهجائية والقراءة والكتابة التحق بزاوية الشيخ أحمد بن الصادق عابدي، بقريته الأصلية أولاد ميمون، ملازما ومواظبا قراءة القرآن الكريم، حتى حفظه عن ظهر قلب، وكان ذلك سنة 1932م على يد معلمي الزاوية، منهم الشيخ سيدي الجودي بن حركات من غوفي، والشيخ هراد الطاهر، وأخيه الشيخ هراد صغير، والشيخ عمار زمرة، وهم كلهم من قرية نارة قرب قرية منعة ولاية باتنة. بعد حفظه القرآن الكريم، بقي في القرية ملازما ومساعدا لوالده في كسب العيش من الفلاحة والزراعة حوالي ست سنوات وبالإضافة إلى ملازمة ابن عمه الشيخ سي المختار الميموني في تعليم علوم الفرائض والرحبية والآجرومية وفقه العبادات، علما بأن الشيخ سي المختار من خريجي الزاوية العثمانية بطولقة، ولاية بسكرة، حيث يعد من القلائل القلائل العالم في عهده بعلم الفرائض. وبعد أن بدأ إشهار عمل ابن باديس بقسنطينة، وكما نعلم أن والده كان ذكيا ومحبا للعلم، فكر في إبعاد ابنه من القرية التي كانت آنذاك مرتمية في أعمال الزاوية وتشوق هو ووالده إلى الارتحال لطلب العلم رغبة منهما رغم ضعف إمكاناتهما المادية. 3-ارتحاله والتحاقه بالجامع الأخضر بقسنطينة: ارتحل والتحق بالجامع الأخضر بقسنطينة الذي كان يديره الشيخ عبد الحميد بن باديس –قدس الله روحه- بعد أن نجح في امتحان حفظ القرآن الكريم، حيث تم تسجيله وقبوله رسميا كطالب بالجامع الأخضر، وكان هذا سنة 1938م ، وقد لقي الترحاب وحسن الاستقبال من قبل الشيخ عبد الحميد بن باديس نفسه، الذي كان يرى فيه النبراس المضيىء لما يتمتع به من حسن السيرة ودقة الانضباط والشوق إلى العلم، وقد تابع الدراسة بالجامع الأخضر مدة ثلاث سنوات، وكان نظام الجامع الأخضر في الدراسة يشمل المواد الشرعية والعلمية، كنظام جامع الزيتونة بتونس تقريبا، إلا أن التعليم بالجامع الأخضر بدون امتحان في نهاية السنة لضبط الكفاءات ومنح الشهادات. ومن أهداف الشيخ عبد الحميد بن باديس تكوين الرجال، حيث كان يهتم اهتماما بالغا لغرس العلم والمعرفة فقط، دون نيل الشهادات، والإشراف الكلي للجامع الأخضر كان على يد رائد النهضة الجزائرية الشيخ عبد الحميد بن باديس –رحمه الله-، وهو المؤسس والمسؤول الأول على شؤون الجامع الأخضر في التعليم، وكان بعض الأساتذة القدامى والشيوخ المعاونين له في الدراسة آنذاك هم: • الشيخ الجيلالي الفارسي الأصنامي. • الشيخ محمد الملياني. • الشيخ عمار القلي. • الشيخ عبد المجيد حريش، وغيرهم... وبعد وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله في 16 أفريل 1940م، توقف الجامع الأخضر عن نشاطه. 4-انتقال التعليم إلى جامع العربي التبسي بتبسة: وهكذا انتقل الطالب الشيخ ميمون وارتحل هو ومعظم الطلبة آنذاك إلى جامع الشيخ العربي التبسي في تبسة، وبقي متابعا وملازما للدراسة إلى نهاية سنة 1943م على يد مشايخ الجامع وهم: *الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي. *الشيخ السعيد الزموشي البيضاوي. *والشيخ عيسى. وغيرهم.... وكان نظام التسيير في جامع العربي التبسي باق على منهجية الجامع الأخضر، -(وهذا سر أذاعه لنا أحد رفقاءه في الدراسة: الشيخ المدير قرفي مبارك رحمه الله إذ يقول: كان الشيخ العربي التبسي كلما يغيب يكلف الشيخ أحمد ميمون بأن يقوم بإمامة المصلين في مسجده آنذاك، رغم صغر سنه من الكثير، لما رأى فيه من خير كثير حيث صدق من قال: العلماء نبراس مضيئ للمستقبل). وكنا نغار منه؛ كيف يختار الطالب أحمد ميمون دون غيره. وفي سنة 1944م عاد إلى مسقط رأسه بلدة أولاد ميمون غسيرة، وتولى الإمامة والتعليم ببلدته إلى غاية 1946م ، حيث طلبت منه اللجنة الدينية بتكوت أن يتولى التعليم والإمامة بهذه البلدة، ولبى الدعوة والطلب والتحق بتكوت التي كانت هي أهم الدواوير الثلاثة: دوار زلاطو، دوار أسراحنة ؛ ودوار غسيرة. وقام بالرسالة المنوطة على عاتقه إلى غاية 1947م حيث تلقى رسالة تشجيع من قبل الشيخ العربي التبسي نفسه، وكان محتفظا بها إلى أن أخذ الاستعمار جميع كتبه وجرائده التي كانت بحوزته، وكانت الرسالة ضمن الكتب المسلوبة منه سنة 1957م، حيث التحق بجيش التحرير الوطني، وفي أواخر سنة 1947م عاد إلى بلدة غوفي تلبية لطلب اللجنة الدينية التي كانت تلح في الطلب، وكلف بالإمامة والتعليم، وكان المعلم والإمام والقاضي، ومصلحَ ذات البين بين الأفراد والجماعات والأعراش، إلى غاية سنة 1953م حيث عاد مرة أخرى إلى مسقط رأسه بلدة أولاد ميمون. [هذه الترجمة منتقاة من ترجمة موسعة عملها نجل الشيخ الميموني]. وقد امتن الله علينا بمجالسة هذا العلم الكبير فأفدنا من درره وكوامن محفوظاته وعبق فكره المستنير فوائد لا ترام إلا بضرب أكباد المطي من حمر النعم الجياد وانتكاب كل وعر وأمت وحزن ،فهاك بعضها على اختلاف الفنون من عقيدة ولغة وتفسير وفرائض....في حين سرد المزيد(مع التنبيه أنني في بعض الأحيان أوجه كلاما للشيخ أوأشرح مراده أو مأخذه دون إشارة لموضع الزيادة ومن ذلك ما فعلته من ذكر المأخذ الفقهي في مصارف الزكاة وتحديده بمفهوم الحصر،وكذلك فقد أستعمل عبارات غير عبارات الشيخ إذ كثيرا بل غالبا ما أذكر الفائدة بالمعنى دون اللفظ،ولصنيعي أسباب ودوافع من أهمها الاختصار وخصوصا مع وجود المادة الصوتية والتي ستنزل قريبا إن شاء الله وفيها غنية عن إعادة الكلام في هذه العجالة حرفيا): 1- الإمام الميموني يستفسر عند سؤالنا عن بعض الرجال قائلا : من المتقدمين هو أم من الحادرين ؛والله يعلم سبحانه مدى شدهي وأنا أسمع هذه الطريقة في التعبير فأندفع تلقاء كتب العربية أعمل فيها النظر مجيلا فكري لعل وعسى أن أظفر منها بمعنى أستجمع فيه ماقد يكون شارحا وموضحا لمأخذ إمامنا فلم أظفر من ذلك إلا بما أظنه إشارات خفية مقاربة من وجه تنأى من وجوه وكان أقربها للمسعى قول الفيروزآبادي صاحب القاموس :" الحَدْرُ : الحَطُّ من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ كالحُدُورِ؛......وتَحَدَّرَ: تَنَزَّلَ" وابن فارس في المقاييس :" (باب الحاء والدال وما يثلثهما)(حدر) الحاء والدال والراء أصلان: الهبوط، والامتلاء ،الأوّل حَدَرْتُ الشّيءَ إذا أَنزَلْتُه. والحُدُور فعل الحادر. والحَدُور، بفتح الحاء: المكان تَنْحَدِر منه"وما ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى في رسالة "البررة والعققة" (من خلال نوادر المخطوطات لشيخ المحققين عبد السلام هارون –رحم الله الجميع وكافاهم على ما قدموا خدمة للإسلام وأهله-) فقال : "ومنهم الخنافر بن موسى بن جابر بن شريح بن أرقم بن عبيد، وعق أباه فقال موسى فيه: ويرفعُ أقوامٌ أباهم و بعضهم إلى أسفل الوادي وما ضاقَ حادرُ فذلك من لا يستحى من خزايةٍ وبعل الإماءِ و ابنهنَّ الخنافرُ " وبالاستفادة مما اجتمع لدينا ومنه ما أسلفت ذكره من النقول مع ما اطمأنت النفس وركنت إليه أن إمامنا عبر عن التأخر بلفظ يدل على التسفل والنزول هو قوله "الحادرين" فالسابق هو من وصل أولا وجاز والحادر هو من جاء بعده أو قل من يليه في المرتبة الزمنية وكأنه عد الناس منازل أعلاهم المتقدم وفاة أو زمانا وأدناهم المتأخر وفاة أو زمانا وقد فتشت عن ذا اللفظ في كتب اللغة والأدب فلم أظفر به على المعنى والسياق الذي جاء في كلام إمامنا-حفظه المولى من كل سوء-وهذا إن دل فيدل على مدى الفهم العميق للغة القرآن والتي تلجلجت في شغاف قلبه وخالطتها متغلغلة تأبى كل اختلاج فكان مثالا يُحتدى وتلميذا نجيبا للجمعية؛ حاملة راية الذب عن كِيان العربية؛فكان شعارهاالإسلام ديننا والعربية لغتناوالجزائروطننا)، وقد مجد هذا الشعار بأبيات من الأشعار الحبر الإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس أبلغها : شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب . وحقا فالمتأمل في مسار القوم وما عاشوا في سبيله يعلم يقينا أنهم عاشوا للإسلام لا غير وكأن لسان حالهم يقول الإسلام أمانة واجب أداؤها وأداؤها لا يكون إلا كما هي صافية من كل مايشوبها ولا يستقيم الحال إلا بالحفاظ على لغته التي جاء بها لغة دستوره الخالد فشمرنا لتحقيق مأربنا عن ساعد الجد ذبا عن دين الله واللغة التي خاطبنا بها في كتابه فالسنة طِلابنا والبدعة اغترابنا والعربية لساننا؛-فالله يرحمهم ويعفو عنهم ويضاعف لهم الأجر والمثوبة-. 2-الإمام الميموني يحض على الدعوة إلى الخير ويذكر مراتب الإمامة في الدين ومراتب السنة النبوية وأحكام البدعة وأن البدعة كلها مذمومة ومن ادعى أن في الإسلام بدعة حسنة فقد اتهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بخيانة الرسالة ؛ مستدلا بقوله تعالى :" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" على أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلغ البلاغ الذي لم ولن تبقى معه حجة لأحد فقد أكمل الرسالة وأدى الأمانة على أتم وجه. 3-الإمام الميموني لا يجيز الاستثمار في أموال الزكاة ويقرر أن الكتاب والسنة حددا أصناف المستحقين للزكاة ولم يذكرا القروض ولا الاستثمار ومفهوم الحصر حجة ما ينبغي التجني عليه أو الزيادة على المذكور دون دليل من كتاب أو سنة (وهذه الفائدة أخذتها عن بعض من جالسه من المشايخ إذ لم نسأله عن هذه المسألة وكما استفدت من الشيخ الفاضل المذكور ثناء الإمام الميموني على السلفية وأنها الإسلام الصحيح الصافي وكما استفدت منه أمورا أخرى ) . 4-الإمام الميموني ينفي الإحاطة بذات الله العلية وصفاته العلا مقررا أنه في السماء بمعنى العلو عن خلقه مباينا غير مخالط لهم سبحانه وأن الحروف قد ينوب بعضها عن بعض ومن ذلك أن حرف "في" هنا بمعنى "على" أي على السماء (وقال:في السماء؛أي :في الارتفاع)،وكما يقرر أن لله ساقا تليق بذاته من غير تكييف ولا تعطيل ؛ وأنه جل شأنه يرى يوم القيامة على الصورة التي يريدها سبحانه من غير تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل وقد اختلف أهل العلم في من يراه يوم القيامة فقيل أن المنافقين يرونه (على الصورة التي يريد )ثم يحجب عنهم نكالا بهم وإغاضة لهم وأن الكفار يحجبون عنه سبحانه فلا يرونه وأن المؤمنين هم فقط الذين يرونه ويتنعمون برؤيته ولا يحجبون عنه سبحانه، وكما يحذر حفظه الله من البدع جميعها جلها ودقها ؛ من بدعة الطرقية والتصوف المذموم إلى الاعتزال وأهله الضلال وصولا إلى الشيعة الباطنية أهل الغلو والفساد في الأرض . 5-سألنا الإمام الميموني عن شيخي الإسلام في هذا العصر الألباني وابن باز-رحمهما الله - فقال عن الإمام الألباني :"قائم بالسنة الصحيحة فهو عالم وأفضل العلماء العاملين والجهلاء المسترشدين ،كن عالما أو متعلما ولا تكن الثالث فتهلك "وقال عن الإمام ابن باز :"عالم عامل يدعو إلى الخير ومن اتبع خطاه فهو على الحقيقة ". 6-الإمام الميموني يرجح على التفصيل أن آخر ما نزل من القرآن نهارا قوله تعالى : "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" وآخر مانزل ليلا هو قوله تعالى :"وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ". 7-رد الإمام الميموني –حفظه الله- أحكام الميراث إلى آية من كتاب الله قائلا : الفرائض كلها مربوطة بقوله تعالى :" يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا". 8- الإمام الميموني يذكر قصة طلبه للعلم معرجا على أبيه وأحد شيوخه من المتصوفة -ونلاحظ منه حين ذكر هذين الشخصين وقفة قصيرة كأنه يتألم من حالهما وما آلا إليه من بدعة الطرقية المقيتة وقد ختم تلك الوقفة بقوله: والرسول يقول "اذكروا موتاكم بخير " فالله يرحمهم على ماقدموه من خير ويغفر لهم ما فعلوا من شر- وها هنا وقفة منهجية مع الإمام وذلك كون الآمر بالمعروف المحتسب لا تأخذه في الله لومة لائم ولو كان المنكر عليه أقرب قريب ولكن على الآمر أن يعرف المقامات ويقدر لها قدرها ويفرق بين مقام الترجمة ومقام الإنكار ولكن دون أن يغفل عن البيان إذا اقتضى المقام ودعت الحاجة . 9-سألنا الإمام الميموني عن مقروءاته ومحفوظاته والكتب التي درَسها على شيوخه والكتب التي درَّسها في مسجده ؛ فكان جوابه بكل اختصار :"كل ما درسته على مشايخي درسته في مسجدي" . هذا ما تيسر الآن ذكره ؛ ولعل أن يكون جديد في الأيام المقبلة إن شاء الله ؛ والحمد لله من قبل ومن بعد . وكتب : أبو عبد الله بن عزيز بلال يونسي السكيكدي ملاحظة : وقد كان تدويني لهذه السطور قبل بضعة شهور أو أكثر ؛ وكل هذه المدة وهي حبيسة مكتبي الضئيل ؛ حتى أخبرت من لدن صديق بسكري-كنا قد حضرنا وصديق ثالث مجلس الميموني- أن الشيخ الميموني قد قضى إلى ربه –فاللهم ارحمه رحمة واسعة جزاء ما قدم خدمة لدينك وارزقنا الصبر على فراق أمثاله من رجال الصدق والديانة نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا ؛ وارزق أهله الصبر واخلفهم الصلاح والأجر؛وإنا لله وإنا إليه راجعون؛وعظم اللهم أجور أهل السنة خاصة والمسلمين كافة لفقد هذا الإمام الفذ؛ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم له الأمر من قبل ومن بعد- فعزمت أن أرسل هذه الكلمات ؛ ولكن منعتني كلمة لطالما أرتادها وأرددها (لعل ..لعل..) ؛ وأملي في ذلك أن ينهض بالأمر غيري ؛ ويرثي الإمام ؛ عرفانا وشكرا لما قدم خدمة لدين الإسلام؛ولا يشكر الله من لا يشكر الناس ؛ ومما زادني إعراضا عن إرسالها نصيحة الشيخ الفاضل المتواضع في سمته وخلقه –أحسبه والله حسيبه- الحبيب حسن آيت علجت بقوله:"هذه الكلمات تصلح كرسالة خاصة ولا تصلح لأن تعمم أو تنشر؛ وقد لقيت كلماته مني كل قبول "؛ولكن لما لم أجد من نهض لرثائه ولو ببيت أو نصيفه؛ عزمت على إرسالها من باب قولهم :"مالا يدرك جله لا يترك كله" ؛ إذ أنا على علم أن ما كتبته يصدق عليه قول شيخنا حسن آيت علجت أيما صدق بل ويزيد ؛ والله أعلم وهو خبير بما نسر وما نعلن ؛ نسأله سبحانه الستر والعفو والعافية في الدنيا والآخرة ؛ آمين آمين . ************************************************** ************************************** يتبع والله أعلم |
|||
2015-08-01, 17:02 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :
***الادباء و الفنانين و الروائيين*** الطاهر وطار الطاهر وطار (15 أوت 1936 في سوق أهراس[1] - 12 أغسطس 2010[2]) ، كاتب جزائري ولد في بيئة ريفية وأسرة أمازيغية تنتمي إلى عرش الحراكتة الذي يتمركز في إقليم يمتدّ من باتنة غربا (حركتة المعذر) إلى خنشلة جنوبا إلى ما وراء سدراتة شمالا وتتوسّطه مدينة الحراكتة : عين البيضاء، ولد الطاهر وطار بعد أن فقدت أمه ثلاثة بطون قبله, فكان الابن المدلل للأسرة الكبيرة التي يشرف عليها الجد المتزوج بأربع نساء أنجبت كل واحدة منهن عدة رجال لهم نساء وأولاد أيضا. محتويات حياته كان الجد أميا لكن له حضور اجتماعي قوي فهو الحاج الذي يقصده كل عابر سبيل حيث يجد المأوى والأكل, وهو كبير العرش الذي يحتكم عنده, وهو المعارض الدائم لممثلي السلطة الفرنسية, وهو الذي فتح كتابا لتعليم القرآن الكريم بالمجان, وهو الذي يوقد النار في رمضان إيذانا بحلول ساعة الإفطار, لمن لا يبلغهم صوت الحفيد المؤذن. يقول الطاهر وطار, إنه ورث عن جده الكرم والأنفة, وورث عن أبيه الزهد والقناعة والتواضع, وورث عن أمه الطموح والحساسية المرهفة, وورث عن خاله الذي بدد تركة أبيه الكبيرة في الأعراس والزهو الفن. تنقل الطاهر مع أبيه بحكم وضيفته البسيطة في عدة مناطق حتى استقر المقام بقرية مداوروش التي لم تكن تبعد عن مسقط الرأس بأكثر من 20 كلم. هناك اكتشف مجتمعا آخر غريبا في لباسه وغريبا في لسانه, وفي كل حياته, فاستغرق في التأمل وهو يتعلم أو يعلم القرآن الكريم. التحق بمدرسة جمعية العلماء التي فتحت في 1950 فكان من ضمن تلاميذها النجباء. أرسله أبوه إلى قسنطينة ليتفقه في معهد الإمام عبد الحميد بن باديس في 1952. انتبه إلى أن هناك ثقافة أخرى موازية للفقه ولعلوم الشريعة, هي الأدب, فالتهم في أقل من سنة ما وصله من كتب جبران خليل جبران ومخائيل نعيمة, وزكي مبارك وطه حسين والرافعي وألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة. يقول الطاهر وطار في هذا الصدد: الحداثة كانت قدري ولم يملها علي أحد. راسل مدارس في مصر فتعلم الصحافة والسينما, في مطلع الخمسينات. التحق بتونس في مغامرة شخصية في 1954 حيث درس قليلا في جامع الزيتونة. في 1956 انضم إلى جبهة التحرير الوطني وظل يعمل في صفوفها حتى 1984. تعرف عام 1955على أدب جديد هو أدب السرد الملحمي, فالتهم الروايات والقصص والمسرحيات العربية والعالمية المترجمة, فنشر القصص في جريدة الصباح وجريدة العمل وفي أسبوعية لواء البرلمان التونسي وأسبوعية النداء ومجلة الفكر التونسية. استهواه الفكر الماركسي فاعتنقه, وظل يخفيه عن جبهة التحرير الوطني, رغم أنه يكتب في إطاره. عمله في الصحافة عمل في الصحافة التونسية: لواء البرلمان التونسي والنداء التي شارك في تأسيسها, وعمل في يومية الصباح، وتعلم فن الطباعة. أسس في 1962 أسبوعية الأحرار بمدينة قسنطينة وهي أول أسبوعية في الجزائر المستقلة، ثم أسس في 1963 أسبوعية الجماهير بالجزائر العاصمة أوقفتها السلطة بدورها، ليعود في 1973 ويأسس أسبوعية الشعب الثقافي وهي تابعة لجريدة الشعب, أوقفتها السلطات في 1974 لأنه حاول أن يجعلها منبرا للمثقفين اليساريين. عمله السياسي من 1963 إلى 1984 عمل بحزب جبهة التحرير الوطني عضوا في اللجنة الوطنية للإعلام مع شخصيات مثل محمد حربي, ثم مراقبا وطنيا حتى أحيل على المعاش وهو في سن 47. كما شغل منصب مدير عام للإذاعة الجزائرية عامي 91 و1992. عمل في الحياة السرية معارضا لانقلاب 1965 حتى أواخر الثمانينات واتخذ موقفا رافضا لإلغاء انتخابات 1992 ولإرسال آلاف الشباب إلى المحتشدات في الصحراء دون محاكمة, ويهاجم كثيرا عن موقفه هذا, وقد همش بسببه. كرس حياته للعمل الثقافي التطوعي وهو يرأس ويسير الجمعية الثقافية الجاحظية منذ 1989 وقبلها كان حول بيته إلى منتدى يلتقي فيه المثقفون كل شهر. السيناريوهات مساهمات في عدة سيناريوهات لأفلام جزائرية حيث حول قصة نوة من مجموعة دخان من قلبي إلى فيلم من إنتاج التلفزة الجزائرية نال عدة جوائز. كما حُولت قصة الشهداء يعودون هذا الأسبوع إلى مسرحية نالت الجائزة الأولى في مهرجان قرطاج. مثلت مسرحية الهارب في كل من المغرب وتونس. مواضيع الطاهر وطار يقول إن همه الأساسي هو الوصول إلى الحد الأقصى الذي يمكن أن تبلغه البرجوازية في التضحية بصفتها قائدة التغييرات الكبرى في العالم. ويقول إنه هو في حد ذاته التراث. وبقدر ما يحضره بابلو نيرودا يحضره المتنبي أو الشنفرى. كما يقول: أنا مشرقي لي طقوسي في كل مجالات الحياة, وأن معتقدات المؤمنين ينبغي أن تحترم. عمل الكاتب في كل الميادين والنشاطات السياسية، من مؤلفاته نجد مجموعات قصصية ومسرحيات وروايات، كما قام بترجمة مجموعة من الأعمال الفرانكوفينية. تد رس أعمال الطاهر وطار في مختلف الجامعات في العالم وتعد عليها رسائل عديدة لجميع المستويات. أجمل القصائد التي قيلت في رثاء الاديب الكبير الطاهر وطار بعنوان : ( سلاماً وطّار ) هل ستعود هذا الأسبوع...؟ (حيدر طالب الأحمر) أم طعنات الجزائر قضت عليك ... ! لا ... اعتقد انك عَبرت إلى ضفةٍ أخرى..! هل طرتَ يا وطّار أم انه دُخان قلبُك طار...؟ أم انك تريد الخلاص من الدهاليز ... ! لكنك تحتاج إلى شمعة ! لا أعرف ماذا حل بك يا وطّار ! أم انك تريد الخلاص من الدهاليز ... ! لكنك تحتاج إلى شمعة ! أم انك تمر بتجربةٍ في العشق ؟ أنه ليس زمن الحراشي. بل انه زمن الزلازل يا وطّار نعم انه زمن طعنات الجزائر بل ليس فقط هم ...! بل حتى الولي الطاهر كان معهم هل هذا لأنك شاركت بعرس بغل ؟ حسبك شرقيةٌ ... فالمغربيةُ، هي أصلاً ما تريد وسيبقى الولي الطاهر يرفع يده بالدعاء لك يا وطّار فوداعاً لك ياوطّار.. مؤلفاته المجموعات القصصية
ترجمة ديوان للشاعر الفرنسي فرنسيس كومب بعنوان الربيع الأزرق (َApprentit au printemps) - الجزائر 1986. ************************************************** ********* العربي دحو مؤلفاته
************************************************** *************************************** رشيد بوجدرة رشيد بوجدرة روائي جزائري يكتب باللغتين العربية و الفرنسية، ويعد من بين أهم الوجوه الروائية في الساحة الأدبية الجزائرية. نشأته ودراسته ولد الأديب الجزائري رشيد بوجدرة، عام 1941، في مدينة العين البيضاء. وهو خريج المدرسة الصادقية في تونس. وتخرج من جامعة السوربون - قسم الفلسفة. مهامه عمل في التعليم وتقلد مناصب كثيرة، منها: أمين عام لرابطة حقوق الإنسان، أمين عام اتحاد الكتاب الجزائريين. وهو محاضر في كبريات الجامعات الغربية في اليابان و الولايات المتحدة الأميركية. حائز على جوائز كثيرة، من إسبانيا وألمانيا وإيطاليا[بحاجة لمصدر]. مؤلفاته الروائية
************************************************** ******************* زليخة سعودي زليخة السعودي (20 ديسمبر 1943- 22 نوفمبر 1972 أديبة جزائرية من مواليد منطقة مقادة بولاية خنشلة بالشرق الجزائري . دخلت سنة 1947 الكتاب وحفظت نصف القرآن الكريم، ثم انتسبت عام 1949 إلى مدرسة الإصلاح التي كان يديرها عمها الشيخ أحمد السعودي إلى غاية عام 1956 تاريخ حصولها على الشهادة الابتدائية، واصلت دراستها بالمراسلة لتتحصل على شهادة الأهلية عام 1963 مما أهلها للالتحاق بسلك التعليم، انتقلت إلى الجزائر العاصمة للالتحاق بالإذاعة الوطنية بعد نجاحها في مسابقة إذاعية. تركت الفقيدة وراءها رصيدا من الأعمال الأدبية في مختلف المجالات كالقصة القصيرة والمسرح والمقال إما مخطوطة أو منشورة في المجلات والجرائد الوطنية، كانت زليخة توقع كتاباتها بأسماء مستعارة مثل "أمل"، "آمال"، كما عرف عنها مراسلاتها العديدة لبعض الأدباء الجزائريين. جمع آثارها الأستاذ شريبط أحمد شريبط من جامعة عنابة وأصدرها اتحاد الكتاب الجزائريين عام 2001 يتبع ان شاء الله |
|||
2015-08-01, 17:05 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية : ***الادباء و الفنانين و الروائيين*** شريف مرزوقي شريف مرزوقي فنان تشكيلي جزائري من مواليد 2 فيفري 1951 بقرية منعة مدينة باتنة، تحصل على العديد من الجوائز. توفي سنة 1991. الـشــريــف مــرزوقــي Cherif Merzougui [ 8février 1951 - 4 avril 1991]
************************************************** ********************************* عثمان سعدي من مواليد 1930 بدوار ثازبنت ولاية تبسة.ناضل منذ شبابه المبكر في حزب الشعب الجزائري، وانخرط في صفوف جبهة التحرير الوطني منذ تأسيسها وعمل في ممثليها بالمشرق العربي.هجر المدرسة الفرنسية بعد مجازر 8 ماي 1945 . متخرج من معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة عام 1951، حاصل على الإجازة في الآداب من جامعة القاهرة سنة 1956 والماجستير من جامعة بغداد سنة 1979 والدكتوراه من جامعة الجزائر سنة 1986. مناضل في جبهة التحرير الوطني منذ تأسيسها. أمين دائم لمكتب جيش التحرير الوطني بالقاهرة في أثناء الثورة المسلحة. رئيس البعثة الديبلوماسية بالكويت 1963 ـ 1964. قائم بالأعمال بالقاهرة 1968 ـ 1971. سفير في بغداد 1971 ـ 1974. سفير في دمشق 1974 ـ 1977. عضو مجمع اللغة العربية الليبي في طرابلس ـ ليبيا. عضو المجلس الشعبي الوطني من 1977 إلى 1982، عضو باللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني من 1979 إلى 1989، رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية منذ عام 1990.. أشرف على إصدار كتاب: [الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية: خمس عشرة سنة من النضال في خدمة اللغة العربية، طبع الجزائر سنة 2005 ]. وهو المدير المسؤول على مجلة [الكلمة] لسان حال الجمعية. رئيس لجنة الإشراف العلمي على إعداد المعجم العربي الحديث، الذي تبنى إصداره الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بالثمانينيات، ولم يكتب له الصدور. انتخب عن دائرة تبسة نائبا بالمجلس الشعبي الوطني ( 1977 - 1982 ) . كما انتخب من المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني ( 1979 ) عضوا للجنة المركزية . حاصل على جائزة أهم مؤسسة فكرية عربية وهي مؤسسة الفكر العربي سنة 2005، وعلى جائزة الريشة الذهبية لبلدية سيدي امحمد بالجزائر. ينتمي الدكتور عثمان سعدي إلى أكبر قبيلة أمازيغية وهي قبيلة النمامشة، وهو يملك العربية والأمازيغية. عندما أصدر كتابيه عروبة الجزائر عبر التاريخ (1983) والأمازيغ عرب عاربة (1996)، أورد بهما مختصرين لغويين يؤكدان عروبة اللغة الأمازيغية. من مؤلفاته
************************************************** ************************************** عيسى جرموني عيسى جرموني رمز الاصالة الشاوية ,أول الأفارقة من غني في الأولمبياد وذلك خلال أولمبياد باريس في عام 1936 حيث استطاع أن يؤدي جميع المقامات والأوزان والطبوع. نبذة هو مرزوق عيسي بن رابح المعروف عيسي جرموني ولد سنة 1885 في دوار امزي المسماة حاليا قرية سيدي ارغيس عين البيضاء ولاية أم البواقي ولكن موطنه الاصلي هو بير إسماعيل(ويسمى أيضا البسان أو الحيمر) ببلدية متوسة ولاية خنشلة وتوفي في 16 ديسمبر 1946 في عين البيضاء ودفن بها بعمر ناهز 61 عام. وتزوج من امرأة فرنسية الجنسية. وكانت أول إسطوانة له سنة 1933 باستديو بارود بتونس. وهو من رفض جميع قوانين المستعمر لاسيما الضرائب، والخدمة العسكرية. وله أغنية في نفس السياق أفوشي نو المسمار وأكرد أنوكير ************************************************** ***************************** فضيلة الفاروق فضيلة الفاروق من مواليد (20 نوفمبر 1967 في مدينة آريس بقلب جبال الأوراس، التابعة لولاية باتنة شرق الجزائر). هي كاتبة جزائرية تنتمي لعائلة ملكمي الثورية المثقفة التي اشتهرت بمهنة الطب في المنطقة، واليوم أغلب أفراد هذه العائلة يعملون في حقل الرياضيات والإعلام الآلي والقضاء بين مدينة باتنة وبسكرة وتازولت وآريس طبعا. حياتها ونشأتها عاشت الكاتبة فضيلة الفاروق حياة مختلفة نوعا ما عن غيرها، فقد كانت بكر والديها، ولكن والدها أهداها لأخيه الأكبر لأنه لم يرزق أطفالا... كانت الابنة المدللة لوالديها بالتبني لمدة ستة عشرة سنة، قضتها في آريس، حيث تعلمت في مدرسة البنات آنذاك المرحلة الابتدائية، ثم المرحلة المتوسطة في متوسطة البشير الإبراهيمي، ثم سنتين في ثانوية آريس، غادرت بعدها إلى قسنطينة لتعود إلى عائلتها البيولوجية، فالتحقت بثانوية مالك حداد هناك. نالت شهادة البكالوريا سنة 1987 قسم رياضيات والتحقت بجامعة باتنة كلية الطب لمدة سنتين، حيث أخفقت في مواصلة دراسة الطب الذي يتعارض مع ميولاتها الأدبية، إذ كانت كلية الطب خيار والدها المصور الصحفي آنذاك في جريدة النصر الصادرة في قسنطينة. عادت إلى جامعة قسنطينة والتحقت بمعهد الأدب وهناك ومنذ أول سنة وجدت طريقها. فقد فجرت مدينة قسنطينة مواهبها، إنضمت مع مجموعة من اصدقاء الجامعة الذين أسسوا نادي الإثنين والذين من بينهم الشاعر... والناقد يوسف وغليسي وهو استاذ محاضر في جامعة قسنطينة حاليا، والشاعر ناصر (نصير) معماش استاذ في جامعة جيجل، والناقد محمد الصالح خرفي مدير معهد اللغة العربية وآدابها بجامعة جيجل، والكاتب عبد السلام فيلالي مدير معهد العلوم السياسية في جامعة عنابة والكاتب والناقد فيصل الأحمر استاذ بجامعة جيجل... كان نادي الإثنين ناد نشيط جدا حرك أروقة معهد اللغة العربية وآدابها في جامعة قسنطينة طيلة تواجد هؤلاء الطلبة مع طلبة آخرين في الجامعة، وانطفأت الحركة الثقافية في المعهد بمغادرة هؤلاء للمعهد. تميزت فضيلة الفاروق بثورتها وتمردها على كل ما هو مألوف، وبقلمها ولغتها الجريئة، وبصوتها الجميل، وبريشتها الجميلة. حيث أقامت معرضين تشكيليين في الجامعة مع أصدقاء آخرين من هواة الفن التشكيلي منهم مريم خالد التي اختفت تماما من الوسط بعد تخرجها. غير الغناء في الجلسات المغلقة للأصدقاء التي تغني فيها فضيلة الفاروق أغاني فيروز على الخصوص وفضيلة الجزائرية وجدت فرصة لدخول محطة قسنطينة للإذاعة الوطنية، فقدمت مع الشاعر عبد الوهاب زيد برنامجه آنذاك " شواطئ الانعتاق" ثم بعد سنة استقلت ببرنامجها الخاص " مرافئ الإبداع" وقد استفادت من تجربة اصدقاء لها في الإذاعة خاصة صديقها الكاتب والإذاعي مراد بوكرزازة. و لأنها شخصية تتصف بسهولة التعامل معها، ومرحة جدا، فقد كونت شبكة أصدقاء في الإذاعة آنذاك استفادت من خبرتهم جميعا، وكانوا خير سند لها لتطوير نفسها، في الصحافة المكتوبة بدأت كمتعاونة في جريدة النصر، تحت رعاية الأديب جروة علاوة وهبي الذي كان صديقا لوالدها، واصدقاء اخرين له، انتبهوا إلى ثورة قلمها وجرأته وشجاعته المتميزة، وقد أصبحت في ثاني سنة جامعية لها صحفية في جريدة الحياة الصادرة من قسنطينة مع مجموعة من اصدقاء لها في الجامعة. كانت شعلة من النشاط إذ أخلصت لعملها في الجريدة والإذاعة ودراستهاالتي أنهتها سنة1993 سفرها وشهرتها سنة1994 نجحت في مسابقة الماجستير والتحقت من جديد بجامعة قسنطينة ولكنها غادرت الجزائر نهائيا في التاسع من أكتوبر(تشرين الأول) سنة 1995 نحو بيروت التي خرجت من حربها الأهلية للتو. و في بيروت بدأت مرحلة جديدة من حياتها. عالم جديد مفتوح وواسع، ثقافات مختلفة. ديانات مختلفة. أفق لا نهاية له... بيروت: مثل الأفلام تلتقي فضيلة الفاروق بصديقها اللبناني بالمراسلة، والذي راسلته لفترة ثلاث سنوات تقريبا، ويقع في حبها. ومع أنه مسيحي الديانة ويكبرها بحوالي خمسة عشرة سنة، إلا انها تقنعه باعتناق الإسلام، وتغيير دينه، ولا تطلب مهرا لها غير إسلامه، تتزوجه قبل نهاية السنة، وتنجب بعد سنتين إبنهما الوحيد[بحاجة لمصدر]. و لكنها في بيروت تصطدم بثقافة الآخر، التي لم تعشها في مجتمعها ذي الثقافة الأحادية والدين الواحد والحزب الواحد أيضا. المجتمع اللبناني له تركيبة مختلفة، عانت لتدخل وتتغلغل فيها. و لعل محطة " الشاعر الكبير والمسرحي بول شاوول" هي أهم محطة في حياتها في بيروت، فقد كان اليد الأولى التي امتدت لها ودعمتها الدعم الفعلي والإيجابي لتجد مكانا لها وسط كل تلك الأقلام والأدمغة التي تعج بها بيروت. جمعتها صداقة متينة ومتميزة مع شاوول، جعلتها تستعيد ثقتها بنفسها وتدخل معترك الكتابة من جديد. في نهاية 1996 التحقت بجريدة الكفاح العربي... و مع أنها عملت لمدة سنة فقط في هذه الجريدة إلا أنها كونت شبكة علاقات كبيرة من خلالها وفتحت لنفسها أبوابا نحو أفق بيروت الواسع... نشرت أعمالها " لحظة لاختلاس الحب" سنة 1997 ومزاج مراهقة" سنة 1999 بدار الفرابي بيروت على نفقتها الخاصة. ثم كتبت تاء الخجل وأرادت أن ترقى بها إلى درجة ارفع، فطرقت بها أبواب دور نشر كثيرة في بيروت ولكنها رفضت. ظلت هذه الرواية بدون ناشر لمدة سنتين مع أنها ناقشت موضوع الاغتصاب من خلال مجتمعنا العربي وقوانينه، ثم عرضت بألم كبير معاناة النساء المغتصبات في الجزائر خلال العشرية السوداء، ولكن الكتابة عن كل ما هو جنسي لم تكن مرغوبة في ذلك الوقت، خاصة حين يكون الاغتصاب الذي يدين الرجل والمجتمع والقانون الذي فصله الرجل على مقاساته[غير محايد]. ظلت الرواية تتجول وترفض إلى أن قدمتها لدار رياض الريسن وقرأها الشاعر والكاتب عماد العبد الله، الذي رشحها للنشر مباشرة، ودعم فضيلة الفاروق دعما قويا تشهد له هي شخصيا. الرواية أهتم بها نقاد من الوزن الثقيل مثل الكاتبة غادة السمان، والدكتور جابر عصفور الذي حرص على دعوتها لملتقى الرواية في القاهرة، والكاتب واسيني الأعرج الذي عرف بأعمالها في باريس واقترحها لتدعى لملتقى باريس للسرد الروائي، كما كتب عنها مقالات مهمة باللغة الفرنسية في جريدة الوطن الصادرة باللغة الفرنسية في الجزائر[بحاجة لمصدر]... بلوغها دار رياض الريس جعل اسمها يعرف على نطاق أوسع... و تعد اليوم من بين الروائيات الأمازيغيات باعتبارها من آريس ولاية باتنة والتي بها أمازيغ يدعون الشاويّة، نستطيع القول أنها أمازيغية ذات بعد عربي ومن المتميزات جدا[غير محايد]، كونها تناقش قضايا هامة في المجتمع العربي، ولها آراء جد مختلفة وأحيانا صادمة. تنادي يتعايش الأديان، والمساواة بين الرجل والمرأة، وتدين الحروب بكل أنواعها. نشرلها بعد تاء الخجل، روايتها اكتشاف الشهوة سنة 2005 و رواية أقاليم الخوف سنة 2010 وهي جميعها صادرة عن دار رياض الريس ببيروت ترجمت تاء الخجل إلى اللغتين الفرنسية والإسبانية، وترجمت مقاطع منها إلى الإيطالية[بحاجة لمصدر] من آريس إلى بيروت من آريس في جبال الأوراس شرق الجزائر إلى عاصمة الثقافة العربية بيروت، رحلة شاقة وصعبة ولكنها جميلة للكاتبة فضيلة الفاروق. ************************************************** ************************************************** ** كاتب ياسين كاتب ياسين كاتب وأديب جزائري مشهور عالميا كل كتاباته باللغة الفرنسية صاحب أكبر رواية للأدب الجزائري باللغة الفرنسية ومن أشهرها في العالم "نجمة"[1]. حياته ولد ببلدية زيغود يوسف بولاية قسنطينة في 6 أوت 1929اصله من عرش بني كبلوت (شاوي) ولاية قالمة بعد فترة قصيرة تردد أثناءها على المدرسة القرآنية بسدراتة التحق بالمدرسة الفرنسية ب بوقاعة lafayette سابقا ولاية سطيف سنة 1935 إلى غاية سنة 1941 حيث بدأ تعليمه الثانوي بسطيف حتى الثامن من شهر ماي 1945. شارك في مظاهرات 8 ماي 1945، قبض عليه بعد 5 خمسة أيام ببوقاعة فسجن وعمره لا يتجاوز 16 سنة، وكان لذلك أبعد الأثر في كتاباته. بعدها بعام فقط نشر مجموعته الشعرية الأولى "مناجاة". دخل عالم الصحافة عام 1948 فنشر بجريدة الجزائر الجمهورية (ألجي ريبيبليكان) التي أسسها رفقة ألبير كامو، وبعد أن انضم إلى الحزب الشيوعي الجزائري قام برحلة إلى الاتحاد السوفياتي ثم إلى فرنسا عام 1951. قبل وفاته تقلد عدة مناصب، منها منصب مدير المسرح بسيدي بلعباس. توفي في 28 أكتوبر 1989م بمدينة غرونوبل الفرنسية، عن عمر يناهز الستين، نقل جثمانه ودفن في الجزائر. كاتب ياسين هو أب لنادية، هانس و أمازيغ كاتب عضو في الفرقة الموسيقية المعروفة ڤناوة ديفيزيون. من مؤلفاته قدم الكاتب الجزائري العديد من مسرحياته على خشبة المسرح في كل من فرنسا و الجزائر.
************************************************** ***************** مصطفى كاتب مصطفى كاتب من مواليد 1920 بمدينة سوق أهراس في أقصى الشرق الجزائري كان مسرحي كبير وسينمائي قدير حيث كان المؤسس لفرقة المسرح العربي بقاعة الاوبرا عام1947 برفقة محيي الدين باشطارزي, شارك الممثل في فيلم "ريح الأوراس" والليل يخاف من الشمس عام 1965 للمخرج مصطفى بديع كما أخرج مصطفى كاتب فيلما بعنوان الغولة عام 1972 ،في عام 1951 شكل فرقة المسرح الجزائري, وأحزرت هذه الفرقة على مجموعة من الجوائز في الكثير من المهرجانات الدولية. في 1958 عين رئيسا للفرقة الفنية التي أنشاتها جبهة التحرير الوطني في تونس، حيث لعبت هذه الفرقة دورا رائدا في مجال التعريف بالقضية الجزائرية للرأي العام العربي والدولي. بعد الاستقلال عين مديرا للمسرح الوطني الجزائري، وأنشأ مدرسة للفنون الدرامية والرقص الشعبي. وفي 1973 عين مستشارا ثقافيا بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وساهم في بعث الحركة الثقافية والمسرحية في الأوساط الجامعية. في 1985 انتخب بالمجلس الشعبي لمدينة الجزائر، وأسندت له مهمة النشاط الثقافي على مستوى المدينة، حيث أسس خمس مركبات ثقافية ضخمة. وفي 1988 استدعي مرة أخرى لإدارة المسرح الوطني الجزائري، توفي هذا الممثل البارز في تاريخ السينما الجزائرية يوم 28 أكتوبر 1989 بفرنسا بعد أن اعيد تنصيبه مديرا للمسرح الوطني الجزائري. ************************************************** **************** كاتب أمازيغ كاتب أمازيغ هو مغني قناوي جزائري من مواليد 16 سبتمبر 1972 بمدينة سطاوالي بالجزائر العاصمة. هو مؤسس وأحد أهم أعضاء فرقة قناوى ديفيزيون[1] و إبن الروائي جزائري كاتب ياسين[2]، و يلقب غالبا بالمتمر ************************************************** ***************************** كاتشو علي ناصري الملقب "كاتشو" (15 أبريل 1963 - 12 أغسطس 2009) الموافق ل (20 ذو الحجة 1382 هـ - 21 شعبان 1430 هـ)، مغني جزائري من مشاهير الغناء الشاوي مشهور جدا على مستوى بلده الجزائر. ولد بباتنة في 15 افريل 1963 بقرية حملة؛ وتوفي في حادث مرور في 12 أوت 2009 أيام فقط بعد اقامته مهرجان جميلة، كاتشو بعد عودته من الحج في 2005 قررالاعتزال عن الغناء الماجن وقرر التخصص فقد في الأغاني الدينية والمديح. كاتشو متزوج وله ولدين وبنت.وكان المرحوم الحاج علي (كاتشو)يحب مدينة ام البواقي ويحظر كل حفلاتها وكما كانت حفلات دكرا عيسي الجرمني بالمدينة انطلاقته الحقيقية كماكان يكن كل الاحترام والدقير لصديقه بالمدينة السيد عابد فارس فنه "كاتشو معروف جدا في سطيف حيث أن أسلوبه الغنائي يدور بين السطايفي و الشاوي. والطابع الشاوي يِؤدى باللهجة الشاوية لكنه غنى أيضا باللغه العربية الدارجة مما قربه من كل الجزائريين. غنى في عديدالمدن الجزائرية وخاصة في المواسم الصيفية منها الساحلية الكبرى مثل :سكيكدة، عنابة و بجاية... أول ألبومه "بابور يروح" الذي صدر في عام 1987، لم يتجاوز المستوى الإقليمي. موجة المد لشهرته أتت ب "نوارة"، ثاني ألبوم يجتاح البلاد، والذي شكل دائرة أول المشجعين له. هذه الدائرة استمرت في التوسع، وإلى حد كبير خارج الجزائر. في غضون ذلك، فإن هذا الترتيب الذي بدأ متواضعا مع "الاوركسترا تازير" قد أثرت، وتوفير صوت من قائد جوقة الترتيل الشاوي الموسيقى ذاتها. العمل بصفة خاصة بين عامي 1992 و 1993. النمط هو إثراء مساهمات متنوعة والموسيقى، من الأنجلوسكسونية، ونبرة الصوت، والقوة الدافعة، اكتسبت في النقاء والقوة. ليست هي الوحيدة في المنطقة من البلاد التي تتأثر هذه الاغنية جاءت من الأوراس.[1] ************************************************** ************************************************** ليلى أمداح ليلى أمداح هي فنانة تشكيلية [1] ونحاتة [2] عصامية جزائرية، من مواليد 1962م بباتنة، عاصمة الأوراس بالشرق الجزائري. تزاول مهنتها كطبيبة أسنان منذ سنة1989م. نشأت في أسرة مميزة في ثقافتها ومولعة بفن الرسم. أقامت العديد من المعارض، انطلاقا من سنة 1984م أيام الدراسة الجامعية وأخرى بعد التخرج، تنوعت ما بين المعارض الوطنية والدولية [3] أهمها: باتنة، قسنطينة، سطيف، جيجل، عنابة، بسكرة، البليدة، الجزائر [4] العاصمة، فرنسا(سنة2003م) والمملكة العربية السعودية(سنة2007م).[5] تعبر أعمالها الفنية عن تراث الجزائر [6] وقضاياالمرأة والطفل [7]،بالإضافة إلى المواضيع العلمية. ************************************************** ********************************* محمد دماغ محمد دماغ نحات جزائري، ولد في 4 جويلية 1930 بمدينة باتنة، شرق الجزائر. ********************************** يتبع ان شاء الله |
|||
2015-08-01, 17:07 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية :
***الادباء و الفنانين و الروائيين*** وردة الجزائرية وردة الجزائرية (22 يوليو 1939[2] - 17 مايو 2012)، مغنية جزائرية. اسمها الحقيقي وردة فتوكي ولدت في فرنسا لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية تدعى يموت. لها طفلان هما رياض ووداد. مسيرتها ولدت وردة في فرنسا لأب جزائري ينحدر من ولاية سوق اهراس بلدية سدراته بالجزائر وأم لبنانية من عائلة بيروتية تدعى يموت. مارست الغناء في فرنسا وكانت تقدم الأغاني للفنانين المعروفين في ذلك الوقت مثل أم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ، وعادت مع والدتها إلى لبنان وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها. كان يشرف على تعليمها المغني الراحل التونسي الصادق ثريا في نادي والدها في فرنسا, ثم بعد فترة أصبح لها فقرة خاصة في نادي والدها. كانت تؤدي خلال هذه الفترة أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ولـ عبد الحليم حافظ، ثم قدمت أغاني خاصة بها من ألحان الصادق ثريّا. وهي خالة الفنانة إنجي شرف. بدايتها في مصر قدمت لمصر عام 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة الذي قدمها في أولى بطولاتها السينمائية "ألمظ وعبده الحامولي" ليصبح فاتحة إقامتها المؤقتة بالقاهرة، ولها افلام أخرى اه ياليل يازمن وحكايتي مع الزمان مع رشدي أباظه وليه يادنيا صوت الحب طلب رئيس مصر الأسبق جمال عبد الناصر أن يضاف لها مقطع في أوبريت "وطني الأكبر". أزمتها مع نظام عبد الناصر في مطلع الستينات وأيام الوحدة بين مصر وسوريا كان المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية وقتها عائد لدمشق بعد رحلة إلى مصيف بلودان. وفي الطريق، كانت وردة الجزائرية في طريقها إلى دمشق ولكن سيارتها تعطلت فأمر المشير بتوصيل السيدة الي المكان الذي تريده. كانت وردة الجزائرية حينئذ غير معروفة في مصر ولكنها عرفت بنفسها أثناء الحديث وألحت أن ننقل للمشير رغبتها في مقابلته لتقدم له الشكر. حضرت وردة الجزائرية بالفعل إلى استراحة المشير عبد الحكيم عامر في منطقة أبو رمانة بدمشق. كان اللقاء في وضح النهار ولم يكن المشير وحده وإنما كان معه في الاستراحة أنور السادات واللواء أحمد علوي وعبد الحميد السراج. وصل تقرير سري لهذه المقابلة إلى مكتب الرئيس عبد الناصر وانتشرت الإشاعات وقتها بوجود علاقة بين وردة وبين المشير. وزادت حدة الشائعات لأن وردة ذاتها انتهزت فرصة لقائها بالمشير عامر وحاولت استغلالها لصالحها بعد مجيئها للقاهرة وبدأت توهم المحيطين بها بأنها على علاقة بالمشير وأنها تتصل به هاتفيا. كانت وردة في بداية مشوارها الفني بالقاهرة وراحت تستخدم أسلوب الترغيب والترهيب حتى يتقرب منها أهل الفن فربما يتعرفون على المشير وينالون رضاه من خلالها وأن تخيف كل من يعترض طريقها بعلاقتها المزعومة بالمشير.[3] أدى هذا إلى قيام أجهزة المخابرات بالتحقيق حول هذه الشائعة ومصدرها حتى اتضح أن وردة ورائها. مما أدى إلى صدور قرار بإبعادها خارج البلاد ومنعها من دخول مصر. ولم ترجع إلى مصر إلا في مطلع السبعينيات خلال حكم الرئيس السادات.[3] الاعتزال والعودة اعتزلت الغناء سنوات بعد زواجها، حتى طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، بعدها عادت للغناء فانفصل عنها زوجها جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري. فعادت إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد وتزوجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت رغم طلاقها منه سنة 1979 كان ميلادها الفني الحقيقي في أغنية (أوقاتي بتحلو) التي أطلقتها في عام 1979 م في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي. كانت أم كلثوم تنوي تقديم هذه الأغنية في عام 1975 لكنها ماتت. لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة. تعاونت وردة الجزائرية مع الملحن محمد عبد الوهاب. قدمت مع الملحن صلاح الشرنوبي العمل الشهير (بتونس بيك). خضغت مؤخراً لجراحة لزرع كبد جديد في المستشفى الأمريكي بباريس. وفاتها توفيت في منزلها في القاهرة في 17 مايو 2012 إثر ازمة قلبية ودفنت في الجزائر ووصلت في طائرة عسكرية بطلب من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وكان في استقبالها العديد من الشخصيات السياسية والفنية ليتم دفنها في مقبرة العالية بالجزائر العاصمة.[4] وكانت قبل وفاتها قالت «أريد العودة إلى الجزائر فوراً»، تعتبر واحدة من أهم فنانين الزمن الجميل. ************************************************** ********************************* موفق رشيد موفق رشيد نحات و رسام جزائري ولد في 29 يناير 1959 بباتنة الجزائر أشتهر بمنحوتاته المشكلة من المواد المسترجعة *********************** دحمان الحراشي من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة دحمان الحراشي دحمان الحراشي معلومات عامة البلد الجزائر الاسم عند الولادة عبد الرحمن عمراني الولادة 7 جويلية 1925 مكان الولادة الأبيار، الجزائر العاصمة الوفاة 31 أغسطس 1980 (العمر: 55 سنة) مكان الوفاة عين البنيان، الجزائر العاصمة الآلات الموسيقية البانجو، الماندول النوع الشعبي المهنة مغن، كاتب أغنية وعازف سنوات النشاط الخمسينات – السبعينات تعديل دحمان الحراشي (الاسم الحقيقي هو عبد الرحمن عمراني) (ولد في 7 جويلية، 1925 في الأبيار، الجزائر العاصمة ذو اصول شاوية. فهو ينحدر من قرية جلال جنوب ولاية خنشلة. استقر أبوه في الجزائر العاصمةفي الحراش في حي الفدائيين plm سنة 1920، توفي في 31 أوت 1980 في الجزائر العاصمة، الجزائر) كان موسيقار،مؤلف،ملحّن ومغنّي في نوع الشّعبي العاصمي. محتويات شخصي لقد كان أبوه مؤذنا بـالمسجد الكبير في الجزائر العاصمة. لقد اعطى للاغنية الشعبية الجزائرية رونقا خاصا حيث غلب على كافة اغانية طابع المعنى وتميزت اغانيه بأسلوب جميل يعالج قضايا المجتمع. من أهم أغانيه الجمهرة، ورائعة ذائعة الصيت " يارايح ".التي انقد فيها موضوع هجرة أبناء الجزائر إلى فرنسا. والأغنية لا تزال تغنى من جيل إلى جيل حيث اعاداها الفنان الجزائري رشيد طه وقد لاقت ولا تزال تلاقي انتشار لافت في أواسط الشباب من أبناء الجاليات العربية المهاجرة في أوروبا. والأغنية موجهة إلى صديق دحمان الحراشي الذي كان مصرا على الهجرة ظنا منه انه سيجد أحوال معيشية أفضل، فكانت هذه كلمات الأغنية :
دحمان الحراشي (الاسم الحقيقي هو عبد الرحمن عمراني) (ولد في 7 جويلية، 1925 في الأبيار، الجزائر العاصمة، توفي في 31 أوت 1980 في الجزائر العاصمة، الجزائر) كان مغنيا للشّعبي الجزائري. لقد كان أبوه مؤذنا بـالمسجد الكبير في الجزائر العاصمة. لقد اعطى للاغنية الشعبية الجزائرية رونقا خاصا حيث غلب على كافة اغانية طابع المعنى وتميزت اغانيه بأسلوب جميل يعالج قضايا المجتمع. من أهم أغانيه الجمهرة، ورائعة ذائعة الصيت " يارايح ".التي انتقد فيها موضوع هجرة أبناء الجزائر إلى فرنسا. والأغنية لا تزال تغنى من جيل إلى جيل حيث اعاداها الفنان الجزائري الشاب رشيد طه وقد لاقت ولا تزال تلاقي انتشار لافت في أواسط الشباب من أبناء الجاليات العربية المهاجرة في اوروبا. والأغنية موجهة إلى صديق دحمان الحراشي الذي كان مصرا على الهجرة ضنا منه انه سيجد أحوال معيشية أفضل، فكانت هذه كلمات الأغنية : يا الرايح وين مسافر تروح تعيا وتولي :: شحال ندموا العباد الغافلين قبلك وقبلي شحال شفت البلدان العامرين والبر الخالي :: شحال ضيعت وقات وشحال تصيد ما زال تخلي. يا الغايب في بلاد الناس شحال تعيا ما تجري :: بيك وعد القدرة ولا الزمان وانت ما تدري. دحمان الحراشي يعد من اهم رواد الفن الشعبي الاصيل في الجزائر صاحب اغنية المشهورة عالميا يارايح وين مسافر دحمان الحراشي قدما لنا مجموعة من الاغانية الرائعة التي تفيض حكمة وفنا راقيا وصوتا شجيا عذبا يحس بها كل من يستمع اليها من عشاق الطرب الشعبي واصحاب الذوق الرفيع سيعجب بها وينتشي ويحس بمتعة لا حد لها بسبب تناغم الموسقى مع الكلمات هده الاغاني التي تعتبر مورثا شعبيا الدي يتغنى به الكثير الى يومنا هدا في الحقيقة دحمان الحراشي لا يقل مرتبة عن عمالقة الفن الشعبي امثال الهاشمي قروابي و بوجمعة العنقيس و شيخ العنقى حيث كان ابن الحراش شديد التاثر بهم و نجد ان الكثير من يعرف دحمان الحراشي من خلال اغنية يا راايح وين مسافر هده الاغنية التي ظهرت اول مرة فيلم جزائري خلال فترة السبعينيات قام ببطولة الفليم الحراشي نفسه يصور لنا دحمان الحراشي لظاهرة الهجرة خلال هده الفترة خاصة الى فرنسا عندما اعترض دحمان الحراشي من خلال هدا الفليم على احد اصدقائه الدي صمم على الهجرة بحثا عن ظروف افضل الى فرنسا عندها غنى دحمان الحراشي اغنيته المشهور يارايح . والحقيقة ان دحمان الحراشي غير الهاشمي قروابي وغيرهم من الفنانين الدين تلقو دعم من الدولة والاعلام والكثير من الاعانات فضلا عن عيشهم في احياء عريقة من العاصمة لكن ابن الحراش خرج عن هده القاعدة الذي عاش في مجتمع تسوده المشاكل و الافات الاجتماعية ويتضح دلك جليا من خلال اغانيه الدي يعالج فيها مواضيع تخص النميمة الغيبة الحقرة التفكك الاسري الوشاية بين الاقارب العداوة بين الاصدقاء استغلال الانساب.الحسد ......ويضع لنا دحمان هده المواضيع في قالب غنائي من جهة اخرى يدعو دحمان من خلال اغانيه الى التسماح بين الافرا دوالاسر المتفرقة ويدعو الماهجرين الى العودة الى الوطن الام كما يحثنا عن القناعة في الدنيا والتمسك بالخالق ومما يجدر الاشارة ايضا الى ان الحراش لم يتعرض الى الجانب السياسي ودلك بسبب الاستقرار السياسي التي تشهده هده الفترة من السبعينيات ونجد ايضا التميز في الكلمات التي تسمى في الفن الشعبي القصيد حيث يعتمد على لهجة بسيطة وبكلمات معبرة مفهومة اخترت منها من اجمل ما غنى . 1- غير لحب صلاحو موال(كل هدار مسوس ويجب الصدع راسو كل هدار مسوس ويجب الصدع راسو يا ليبك على الفراق علاش تسبب وانا قلبي منك معمر بالمعاني كان كدبت اسال مجرب كان كدبت اسال مجرب ولى اطلب العفومن الرب الفوقاني) غير ليحب صلاحو واحد في المية تصيب في عشرتو شبعان علاش الناس قباحو كل واحد يقول من عندي يا فلان لقلوب قساحولحسود كدة والنيران يا لباغضني ما نسامحلك طول زماني شوف لحالك يا الناقص ما فيك امان تهدر فيا كلام قاسح وتزيد معاني ما نسمعلك عرفك من اهل العديان لعباد بحالك جاحو مل نعاشرهم ما يكون ليا جيران حباب الظنة راحو وانت باقي بحلتك في وجه الكيفان لحسد بسلاحوكل يوم يموتشيان غير ليحب صلاحو واحد في المية تصيب في عشرتو شبعان علاش الناس قباحو كل واحد يقول من عندي يا فلان لقلوب قساحولحسود كدة والنيران بالله عليك عيدلي يا لاهي باحزاني انا صابر في عدابك وانت فرحان حالك صعيب علاش تغدر فيا بلعاني علاش عليك هكدا تقرا في النقصان لي زيان عليه صباحو لاش تعاند في حياتو اعطاه الرحمان الغالط طلب سماحو بنادم مافتشي من بابو هو حيران جواه رياحو على الطاير بلا جنحان غير ليحب صلاحو واحد في المية تصيب في عشرتو شبعان علاش الناس قباحو كل واحد يقول من عندي يا فلان لقلوب قساحولحسود كدة والنيران شحال من ناس طامعين واغواهم الفاني كانه دياب هاجو بين الكيفان وشحال من ناس باسلين من نصبة شيطاني ماعندهم لا عقل لا معنى لا ميزان من قلبي راهم طاحو واحد فيهم ما يقر بالخيرولحسان ياناس لخير ارواحو سبحان الله ما خلق في هدا الزمان لنسى مفتاحو باه يفتح هدوك لبيبان غير ليحب صلاحو واحد في المية تصيب في عشرتو شبعان علاش الناس قباحو كل واحد يقول من عندي يا فلان لقلوب قساحولحسود كدة والنيران. 2- ليدي حق الناس ليدي حق الناس ما يتهنى ماهو لاباس تخمامو ما يخلاص متحير حالتو في حالة تخمامو ما يخلاص متحير حالتو في حالة نوصيك ياوليد الناس ننصحك خود طريق قبالة الوقت راه عساس والزمان مطوع رجالة كونك فهم قياس الى فهمت كلام العقالة الغالط عاقلو غاس ما قرا في قلبو البسمالة ليدي حق الناس ما يتهنى ماهو لاباس تخمامو ما يخلاص متحير حالتو في حالة تخمامو ما يخلاص متحير حالتو في حالة ليبني دار الساس ليعمل خير ما قوليش لالة ولي يقطع الياس نيتو في باتو مدبالة لي فيه الوسواس تقول طاح في الشبكة الخبالة الله يجعل حد باس والعفو من ربنا تعالى ليدي حق الناس ما يتهنى ماهو لاباس تخمامو ما يخلاص متحير حالتو في حالة تخمامو ما يخلاص متحير حالتو في حالة هدا كلامي لناس نعيدلك يا لي شاري دالة الغالي علاش رخاص عاد محقور بين الرجالة الذهب غالي على النحاس حتى الحر ما ينباع في دلالة الكريم هو الخلاص ولخبر يجبوه التوالة ليدي حق الناس ما يتهنى ماهو لاباس تخمامو ما يخلاص متحير حالتو في حالة تخمامو ما يخلاص متحير حالتو في حالو الحق عليه النورغير البطال يقهر من والة الانسان علاش يدور في كلامو صلاتو بطالة يشهد شهادة الزور ما يخاف ما يقادر سلالة غارق في وصت البحور كما غرقو اهدوك الجهالة 3- ساعفني ونساعفك موال(سيدي سيدي نساعفك حتى ترضى شحال غريت بيا وانا صابر بيك يا قطب لخيزران يا خد الوردة يا قطب لخيزران يا خد الوردة وكلام قسيح ارميه لا يعديك) ساعفني ونساعفك قادرني ونقادرك عاهدني ونعاهدك ما تسبقني بالعار الله يخلينا حباب طول الدهر وليام والله يقرقنا بلا دنوب الله يفرقنا بلا دنوب ويعطينا على حساب لقلوب يدير علينا شي حجوب عالظالم والمغيار هو ينجينا من العيوب والجار حبيب الجار تعاشرتي ونعاشرك تصبرني ونصبرك بكلام الخير نبشرك ادا طالت لعمار ياك لبغاه ربي تاب نهار مايظلام وما ريجعش لعمايلو ساعفني ونساعفك قادرني ونقادرك عاهدني ونعاهدك ما تسبقني بالعار الله يخلينا حباب طول الدهر وليام والله يقرقنا بلا دنوب لعشرة بينتنا تدوم بالقلب الصافي كل يوم ما تلوم عليا ما لوم اسمع ليا واختار ما ترمني ا ولا نعوم في اوقات كبار ما عندي علاش نخالفك نرد سلامي نواجبك غير اسمحلي ونسمحلك يسمحنا الغفار شوف ندير لحساب ياك دين الله هجار قالو سادتنا في الكتوب ساعفني ونساعفك قادرني ونقادرك عاهدني ونعاهدك ما تسبقني بالعار الله يخلينا حباب طول الدهر وليام والله يقرقنا بلا دنوب. 4- مابيني وبينك غير الخير مابيني وبينك غيرالخير يا باغضني وعلاش تغير تخصمت معك كيفاش ندير يهديك الله عف عليا يا باغضني حالك صعيب لارحمة معك ولا هنيا واش باغي عندي واش تصيب وعلاش هكدا لاهي بيا ما نديرك جاري ولا حبيب غير انساني دير مزيا الحسد بعلو ياك يريب يستهل من عندي هديا مابيني وبينك غيرالخير يا باغضني وعلاش تغير تخصمت معك كيفاش ندير يهديك الله عف عليا يا باغضني وعلاش تزيد فيكلام يجرح فيا قلبك تقول ارجع حديد شكون لبعتك ليا نوكل غير ربي الوحيد هو العالم بيك وبيا ما زالني معك نسمع ونزيد مازال نشوف بعينيا مابيني وبينك غيرالخير يا باغضني وعلاش تغير تخصمت معك كيفاش ندير يهديك الله عف عليا يا باغضني باين عليك باين عليك مافيك حتى نيا الحسد منو واش يجيك ما تربح منو عقليا يا سايمني انا نوصيك نوصيك وصايا قويا الحسد بلاك يساميك بلاك تحيكيلو سريا مابيني وبينك غيرالخير يا باغضني وعلاش تغير تخصمت معك كيفاش ندير يهديك الله عف عليا يا باغضني حوالو عينيك كل يوم تبدل في قصيا انا راني خايف عليك تعيا وتطيح في يديا القصد لجفاني يجفيك انت لتندم عليا يا باغضني الله يهديك وعلاش خارج من الشريا مابيني وبينك غيرالخير يا باغضني وعلاش تغير تخصمت معك كيفاش ندير يهديك الله عف عليا. 5- عذروني يا لحباب عذروني يا لحباب وفهموا كلامي ظاهر قلبي تعمر وداب وانا مازالني صابر حسدوني في لغزال هداك السر الكامل حسدوني في لغزال هداك السر الكامل غير قولولي وعلاش غزالي بطى ماجاش كيف حالو ما نلقاش وقيلى راه نساني ربيت بتبشاش عليه ما نتهناش هكدا ولا مايشقاش كان مربي في مكاني خلالي ضيقت الخاطر وبقى مع فكري يتمايل خلالي ضيقت الخاطر وبقى مع فكري يتمايل عذروني يا لحباب وفهموا كلامي ظاهر قلبي تعمر وداب وانا مازالني صابر حسدوني في لغزال هداك السر الكامل حسدوني في لغزال هداك السر الكامل بلا غزالي ما تحلاش كيدك ما نبراش اليلة حسبتها بتناعش جوزت معه زماني الولف غالي ما يشراش ساوم تعرف قداش فراقو ما يسواش يا وعدي وين رماني قلبي في داتي صابر وانا في منامي تخايل قلبي في داتي صابر وانا في منامي تخايل عدروني يا لحباب وفهموا كلامي ظاهر قلبي تعمر وداب وانا مازالني صابر حسدوني في لغزال هداك السر الكامل حسدوني في لغزال هداك السر الكامل غزالي كي لهلال نشوفو يضوالي لحال ما نفارقوش محال غرامو راه الداني شوفو الوعد كيف طوال الولف تقول دبال يسوى الدينا بالمال كان مربي في جناني خلالي عقلي حاير وجرحي في داتي طاير خلالي عقلي حاير وجرحي في داتي طاير عدروني يا لحباب وفهموا كلامي ظاهر قلبي تعمر وداب وانا مازالني صابر حسدوني في لغزال هداك السر الكامل حسدوني في لغزال هداك السر الكامل. 6- الى كانك عوام الى كانك عوام ساعف الموجة في البحر وساعف الزمان العام فيه اتناعش شهر شي ظاهر يا انسان ما يفريها غير الصبر شي ظاهر يا انسان ما يفريها غير الصبر خد ماعطاك الرحمان اطلب الصحة و الستر مكسي ولا عريان مرفه ولا بالفقر اصبر على المحان خد ما عطاك السعد والزهر واش قالو ناس زمان الحق لازمو يندكر اجعل روحك حمام لي طابو حجارو على الجمر ولا اجعل روحك في منام زاهي وضاوي عليك لقمر كون فاهم يا انسان اللهم هدا ولا اكثر كون فاهم يا انسان اللهم هدا ولا اكثر الى كانك عوام ساعف الموجة في البحر وساعف الزمان العام فيه اتناعش شهر شي ظاهر يا انسان ما يفريها غير الصبر شي ظاهر يا انسان ما يفريها غير الصبر قبلك فاتو شبان كي بحالك وقالو اكتر انت همك وين يبان يا الغافل ما جبتش شي خبر القلق من الشيطان والميزان يمشي بلعبر ولي قلبو شبعان عاطي الدنيا بالظهر اجعل روحك جنان عشطان يسقى في المطر ولى اجعل روحك سلطان ساكن في سريا وقصر كن عاقل يانسان كاين مسكين لما فطر كن عاقل يانسان كاين مسكين لما فطر الى كانك عوام ساعف الموجة في البحر وساعف الزمان العام فيه اتناعش شهر شي ظاهر يا انسان ما يفريها غير الصبر شي ظاهر يا انسان ما يفريها غير الصبر يا لغافل رد البال كي تستر روحك تنستر اسمع لهدا الفال باركة زيادة في لعمر الحرام ما يكون حلال دين الله يا اخي جهر كل واحد واش يسال في نفسو بلاك يندعر اجعل روحك برهان سعادة والحمد والشكر ولى اجعل روحك فرحان في بابور ماشي لسفر كن صابر يا انسان ولي ما يصبرش ينقهر كن صابر يا انسان ولي ما يصبرش ينقهر الى كانك عوام ساعف الموجة في البحر وساعف الزمان العام فيه اتناعش شهر شي ظاهر يا انسان ما يفريها غير الصبر شي ظاهر يا انسان ما يفريها غير الصبر. 7- والله مادريت الغدرة في مضرب لمان والله ما دريت بالغدرة في مضرب لمان وانا صافي بنيتي ما عندي نقصان والله مادريت باحبابي يرجعولي عديان وعلاش علاش هكدا خلو النيران وعلاش علاش هكدا خلو النيران لو كان عرفت هكدا يصرالي يا ناس نقرا حدري نعود هاني نرجع لاباس لو كان عرفت هكدا كنت نقطع الياس ما نخالطهم ماندير في فكري وسواس لكن انا بنيتي ما شفو شي بحالتي ما ننساهم طول دينيتي علاش ماهم حنان والله ما دريت بالغدرة في مضرب لمان وانا صافي بنيتي ما عندي نقصان والله مادريت باحبابي يرجعولي عديان. وعلاش علاش هكدا خلو النيران وعلاش علاش هكدا خلو النيران لو كان عرفت ما نخالطهم شي بزاف هوما هوما سباب ضري رماوني في الكاف كي نتفكر ماصرالي نرجع نخاف ولي صرالو كي بحالي عندو ما شاف هاد سباب حيرتي معاهم ما صبت راحتيمنهم ما برات كيتي كواوني بالنيران والله ما دريت بالغدرة في مضرب لمان وانا صافي بنيتي ما عندي نقصان والله مادريت باحبابي يرجعولي عديان وعلاش علاش هكدا خلو النيران وعلاش علاش هكدا خلو النيران لوكان عرفت هكد يسقوني بمرار ما نعشرهم ونقول استر يا ستار وعلاش علاش هكد سبقوني بالعار ما ننسهم في حياتي عديان كبار هده هي قصيتي يقروها في بريتي ونهار نخلف دالتي يظهر البرهان والله ما دريت بالغدرة في مضرب لمان وانا صافي بنيتي ما عندي نقصان والله مادريت باحبابي يرجعولي عديان وعلاش علاش هكدا خلو النيران وعلاش علاش هكدا خلو النيران. 8 - لبهجة بهجة في باب مدخول ورسمك عندو قيمة راني بعتلك مرسول واجبني ياعاصمة من قصبة لراس المول لقواس لجنينة مرسى قابلة لبحور وزما قصر قديمة باب جديد زوز عيون من كاني لرميلة بوفريز يلقى اصول وسيد دالية لقديمة باب الواد فيه الهول وباب عزون رزينة باب الاله محلول حتى نوصل نضرب تحميمة سيدي ربي غفور نلحق لباب الخيمة بهجة في باب مدخول ورسمك عندو قيمة راني بعتلك مرسول واجبني ياعاصمة في رمضان على السحور في سوسطارة تلقينا هدي مدة وشهور على بالي تخميمة الاصل فيك مشكور انت بخيرك تكفينا وطلع عليك النور ما صبت مثلك في مدينة بوزريعة بن عكنون لبيار عالي علينا صالمبي وبلكور طراف لعلجة وليمة الاسم فيك مشهور زيد ينحي لغبينة يا بلادي عليك ما دور يا لو كان نقطع بسفينة بهجة في باب مدخول ورسمك عندو قيمة راني بعتلك مرسول واجبني ياعاصمة الجنيان على الوان بير خادم فيه تشينة سحاولى شراقة ويدان تم لرياح تحينة من صابني معك في منام نقدر نقول زهينة والليل يكون فيه عام والصباح نقول ما بطينة القبة جنان بالرمان حتى لحراش مدينة وينهم ادوك الجيران والحومة بقات حزينة واد بريش واد سيسبان دركانة عندها قسيمة ميمون حمام الواد فربيع رانا جرينا بهجة في باب مدخول ورسمك عندو قيمة راني بعتلك مرسول واجبني ياعاصمة في قدر والديان والنسمة فيك نعيمة ورد ياسمين وسيسان هاديك بنية ما نسينة هدرو عليك في اليمان الجزائر راكي زينة زادت مصر والشام ما نخطيك حتى بليلة سهلي يا رحمان برضاك انت تعفينة مداهب ربع اركان في شهادة ما تنسينة نختم قولي بقوال الصلاة على نبينا الله يجمعنا باحسان ولي ماتو برحيمة بهجة في باب مدخول ورسمك عندو قيمة راني بعتلك مرسول واجبني ياعاصمة. 9- الحركة والسكون الحركة والسكون الا بإدن الله و البركة فيك تكون كي تستقنع بلعطاك والستر عليك يدوم وكي تدعي قول ان شا الله بيبان الله كثير كلش عندو ساهل يرزق عبدو بالخير ويعلم بالقلب الباخل ما تتنوى ماتحير ماتكونش تاني جاهل ماتديري واش يصير والفاهم ديما عاقل ما بين الكاف والنون يفتح ربي برضاه ولو تكون وين تكون مريح ولا في شقاقك البارح ماشي كاليوم وغدوى نهار يجب خيرومعاه الحركة والسكون الا بإدن الله و البركة فيك تكون كي تستقنع بلعطاك والستر عليك يدوم وكي تدعي قول ان شا الله مع القدرة واش تدير والزمن فيك يقابل معاندك باش تطير كونك فاهم وعاقل فضل الاله كبير بلاك تنسى يا غافل على كلش قدير ويسلك الي حاصل البراكة في القليل الناس بها تتماثل التقنع لقليل ولي هو يستاهل يا النايم فيق وقوم وشكر الله بالخير لعطاه الحركة والسكون الا بإدن الله و البركة فيك تكون كي تستقنع بلعطاك والستر عليك يدوم وكي تدعي قول ان شا الله يا ربي يا الحنين نحيلي ضيقت الخاطر يزهى قلبي في الحين ترزقني بلحاضر الا تبغي يا الكريم لنت عندك كلش ساهل سبحان الله العظيم الي في ملكو يامر نطلبك يا الجليل في قلبي راني صابر نطلبك طول اليل وفكري دما معاك هدا وعدي مختوم كمتوب هكدا ما لقيتلو دواه الحركة والسكون الا بإدن الله والبركة فيك تكون كي تستقنع بلعطاك والستر عليك يدوم وكي تدعي قول ان شا الله. 10- يانكارة الملح والطعام اللي حبكم علاش تخليوه يموت طال في مرضو لا بغى ينساكم يجي لباب داركم يطلب في القوت لا طعمتوه ولا سقيتوه ماكم هذا حال العاشق ديما يتبع في هواكم يا نكارة الملح والطعام علاش عليك بالجهر هذا الشي محال انسيتي العشرة بعد السفر أنا وياك مشينا حتى عيينا بديناها من الغرب للقصر جلفة لغواط بوسعادة لمسيلة ناسهم كي ناس الحضر على البارود والنسا بتولويلة زدنا على البلاد العشر بجاية وسطيف والخروب وقسنطينة هادوك هوما ناس الوتر والمسافر اللي جايز عندو قيمة مشينا من تم بالخبر في تبسة سكيكدة وفي عنابة تهاوينا تمة تمنيتلي قصر غير المكتوب ما قدرش عيلنا الحقنا لبلاد الرسم تلمسان وهرن لمستغانم الزينة حطتهم تحت الكرم والعرضة عندهم غير بالتحليلة الحقنا لبلاد البحر البهجة بيضة شفناها وحيينا على الرملة والقمر فرح قلبك بين ميل التبسيمة قعدنا في سيدي فرج سميشة باهية والقيطون فيه قليلة البابور من المرسى خرج شوف داك الزمان كي تفكرت الليلة بالعود والطار والرباب واستخبارات على هواهم زهينا ياك تمة قلبك داب يا خي حطات كانوا في ديك المدينة طبسي واحد بالمعاش مغيرفة وحدة والبركة تكفينا نايظة الصبحة من الفراش صبتلي القهوة والزهر والماتشينة ************************************************** *********************************************** وغيرهم و الله اعلم |
|||
2015-08-01, 17:09 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية : أحمد بن عبد الرزاق حمودة****بعض المجاهدين و القادة **** أحمد بن عبد الرزاق حمودة أو سي الحواس، من مواليد سنة 1923 بمشونش إحدى قرى الأوراس. من شهداء ثورة التحرير الجزائرية. نشاطه السياسي
نشاطه أثناء الثورة
************************************************** ******************************************** العربي بن مهيديمحمد العربي بن مهيدي مناضل جزائري شارك في الثورة الجزائرية من مواليد مدينة عين مليلة الواقعة في شرق الجزائر. محتويات ولد العربي بن مهيدي في عام 1923 بدوار الكواهي بناحية عين مليلة التابعة لولاية أم البواقي وهو الابن الثاني في ترتيب الاسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين، دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة انتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي ولما حصل على الشهادة الابتدائية عاد لأسرته التي انتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة وفيها تابع محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للالتحاق بمدرسة قسنطينة. في عام 1940 إنضم لصفوف الكشافة الإسلامية "فوج الرجاء" ببسكرة، وبعد بضعة أشهر أصبح قائد فريق الفتيان. جوانب عن شخصيتهكان العربي بن مهيدي ملتزما بواجباته الدينية والوطنية، إلا أن هذا لم يمنعه من حب الفن فكان يهوى أغاني المطربة فضيلة الدزيرية. وكان أيضا يحب الموسيقى خاصة الأندلسية منها، كما كان يكثر من مشاهدة الأفلام ولاسيما الأفلام الحربية والثورية كالفيلم الذي يدور محتواه حول الثائر المكسيكي زاباتا فاتخذ هذا الاسم كلقب سري له قبل أندلاع الثورة، مثلما كان يلقب أيضا بالعربي البسكري والحكيم، كان بن مهيدي يهوى المسرح والتمثيل، فقد مثل في مسرحية "في سبيل التاج" التي ترجمها إلى اللغة العربية الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي وكانت مسرحيته مقتبسة بطابع جزائري يستهدف المقتبس من خلالها نشر الفكرة الوطنية والجهاد ضد الاستعمار. كان بن مهيدي لاعبا في كرة القدم فكان أحد المدافعين الأساسيين في فريق الاتحاد الرياضي الإسلامي لبسكرة الذي أنشأته الحركة الوطنية، وقد كتب عنه أحد العارفين به في عدد 20 أغسطس 1957 من جريدة المجاهد التي كانت تتحدث باسم الثورة الجزائرية آنذاك يقول أنه "شاب مؤمن، بر وتقي، مخلص لدينه ولوطنه، بعيد كل البعد عن كل ما يشينه. كان من أقطاب الوطنية ويمتاز بصفات إنسانية قليلة الوجود في شباب العصر، فهو من المتدينين الذين لا يتأخرون عن أداء واجباتهم الدينية، لا يفكر في شيء أكثر مما يفكر في مصير بلاده الجزائر، له روح قوية في التنظيم وحسن المعاملة مع الخلق ترفعه إلى درجة الزعماء الممتازين. رجل دوخ وأرهق الاستعمار الفرنسي بنضاله وجهاده على بلاده ودينه النشاط السياسيمنزل العربي بن مهيدي بمدينة بسكرة والذي عاش فيه من 1938 حتى 1949. في عام 1942 إنضم لصفوف حزب الشعب بمكان إقامته، حيث كان كثير الاهتمام بالشؤون السياسية والوطنية، في 8 مايو 1945 وكان من بين المعتقلين ثم أفرج عنه بعد ثلاثة أسابيع قضاها في الاستنطاق والتعذيب بمركز الشرطة. عام 1947 كان من بين الشباب الأوائل الذين التحقوا بصفوف المنظمة الخاصة حيث ما لبث في عام 1949 أن أصبح مسؤول الجناح العسكري بسطيف وفي نفس الوقت نائبا لرئيس أركان التنظيم السري على مستوى الشرق الجزائري الذي كان يتولاه يومذاك محمد بوضياف، وفي عام 1950 ارتقى إلى منصب مسؤول التنظيم بعد أن تم نقل محمد بوضياف للعاصمة. بعد حادث مارس 1950 اختفى عن الأنظار وبعد حل المنظمة عيّن كمسؤول الدائرة الحزبية بوهران إلى 1953. وعند تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل في مارس 1954 أصبح من بين عناصرها البارزين ثم عضوا فعالا في جماعة 22 التاريخية. لعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة، وسعى إلى إقناع الجميع بالمشاركة فيها، وقال مقولته الشهيرة: إلقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب وأيضا: أعطونا دباباتكم وطائراتكم وسنعطيكم طواعية قففنا وقنابلنا، وأصبح أول قائد للمنطقة الخامسة (وهران). استشهادهكان الشهيد من بين الذين عملوا بجد لانعقاد مؤتمر الصومام التاريخي في 20 أوت 1956، وعّين بعدها عضوا بلجنة التنسيق والتنفيذ للثورة الجزائرية (القيادة العليا للثورة)، قاد معركة الجزائر العاصمة بداية من سنة 1955. العربي بن مهيدي أثناء اعتقاله اعتقل نهاية شهر فبراير1957 واستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس1957، بعد أن أعطى درسا في البطولة والصبر لجلاديه.[1] قال فيه الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار بعد أن يئس هو وعساكره أن يأخذوا منه اعترافا أو وشاية برفاقه بالرغم من العذاب المسلط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل وقبل اغتياله ابتسم العربي بن مهيدي لجلاديه ساخرا منهم، هنا رفع بيجار يده تحية للشهيد كما لو أنه قائدا له ثم قال : لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم. في عام 2001 اعترف الجنرال الفرنسي بول أوساريس لصحيفة لوموند أنه هو من قتل العربي بن مهيدي شنقاً بيديه.[2] ************************************************** ******************************************* حصروري العايش بن أحمد الشهيد حصروري العايش بن أحمد الاسم الثوري (سي العايش) من مواليد سنة 1925 في قرية الولجة إحدى قرى الأوراس خنشلة، عضو مجلس الولاية الأولى التاريخية (مكلف بالشؤون الاقتصادية) من شهداء ثورة التحرير الجزائرية. محتويات
نشأته ولد الشهيد رحمه الله سنة 1925 بقرية الولجة من أسرة متدينة وثورية، تعلم القرآن الكريم على يد مشاييخ القرية بزاوية سيدي عبد الله بن موسى وأخذ عليهم مبادئ والعلوم، ثم انتقل إلى المدرسة وتحصل على شهادة التعليم الأساسي عربية امتهن الفلاحة ثم التجارة . نضاله السياسي كان الشهيد مناضل في حزب حركة الانتصار للحريات الديمقراطية مكلف بمهام قيادية من 1948 إلى 1954 م، وكان يقوم بالاجتماعات في المتجر الذي كان يملكه. وفي الثلاثي الأول من سنة 1954 انخرط في اللجنة الثورية للوحدة والعمل، حيث كان عضوا نشيطا وبارزا فيها، وكان يتصف بالحكمة في التصرف واليقظة الدائمة، مما أهله أن يكون مع الفوج الذي قام بالتحضير والإعداد للثورة في فرع الولجة، وفي ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 قام رفقة إخوانه الثوار بإحراق مكتب القائد وقطع طرق المواصلات الرابطة بين قرية الولجة ومختلف القرى المجاورة وتوزيع المناشير ومراقبة كل تحركات العدو. سجنه تم اعتقاله لأول مرة بقرية الولجة عند اندلاع الثورة وأخذ إلى مركز التعذيب بخنقة سيدي ناجي و التحقيق معه ثم حول إلى سجن باتنة بتاريخ 13/12/1954 . حكم على الشهيد من طرف محكمة باتنة بتاريخ 20/01/1955 بعقوبة (08) ثمانية أشهر حبسا نافذا بتهمة المساس بأمن الدولة الخارجي. و بتاريخ 02/02/1955 تم تحويله إلى سجن قسنطينة إلى غاية 17/05/1955 أين تم تحويله إلى سجن سكيكدة و بتاريخ 13/07/1955 تم تحويله إلى سجن لمباز تازولت. وأفرج عن الشهيد بتاريخ 13/08/1955 بعد تنفيذ العقوبة. إلتحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني وأهم المعارك التي خاضها التحق بصفوف جيش التحرير الوطني مباشرة بعد خروجه من السجن بتاريخ 29/08/1955 وخاض عدة معارك منها:
************************************************** ***************************** عباس لغرور محتويات المولد والنشأة ولد عباس الغرور في يوم 23 جوان 1926 بدوار إنسيغة بولاية خنشلة، ينتمي إلى أسرة فقيرة معدمة، دخل المدرسة الفرنسية واستطاع الحصول على الشهادة الابتدائية، بعدها توجه إلى الحياة العملية حيث عمل كطباخ لدى حاكم المدينة، وكان ذلك عام 1948. نشاطه قبل الثورة انضم الشهيد مبكرا إلى حزب الشعب الجزائري وكان ذلك عام 1946، وكان ينشط مع المناضل إبراهيم حشاني المسؤول الجهوي لمنطقة الأوراس، وقد شك في أمره صاحب العمل عندما شوهد مع هذا الأخير في أحد الأسواق، ولذا طرد من العمل فلجأ عباس الغرور إلى فتح دكان للخضر والفواكه في السوق العامة للمدينة، وهذا لتمويه الاستعمار عن نشاطه الحقيقي، ولقد أصبح هذا الدكان مكانا يلتقي في مناضلو الحزب لعقد اجتماعاتهم السرية ومن أمثال هؤلاء نذكر : شيهاني بشير، مسؤول حركة انتصار الحريات الديمقراطية على مستوى باتنة. ونظرا للميزات التي كان يتميز بها الشهيد فقد أوكلت له مسؤولية الإشراف على قسمة الحزب بخنشلة. وأهم ما قام به نذكر : مشاركته في مظاهارات 1 ماي و 8 ماي 1945 التي وقعت في المدينة. تنظيم مظاهرة احتجاجية عام 1951 ضمت شريحة من شبان المدينة، وكان هذا تنديدا للوضعية المأساوية التي كان يعاني منها الشعب الجزائري ومن أهم المطلب التي كان يسعى إليها المتظاهرون : القضاء على البطالة، توفير الخبز، وقد سلمت هذه المطالب للسلطات الفرنسية التي قامت على إثرها بإلقاء القبض على عباس لغرور وبعض رفقاءه، وبقي في السجن مدة 3 أيام، تعرّض خلالها إلى تعذيب وحشي مما أدى به إلى الإصابة بمرض صدري جعله ينتقل إلى باتنة للعلاج وقد تكفل حزب حركة الانتصار بجميع نفقات علاجه. وبعد أن تماثل للشفاء عاد إلى خنشلة ليواصل نشاطه السري داخل الحزب. وبرفقة الشهيد مصطفى بن بولعيد وعجول عجول وشيحاني بشير ساهم عباس لغرور بالتحضير للثورة في منطقة الأوراس. وقد أشرف على الأفواج التي أوكلت لها مهمة شن الهجومات ليلة أول نوفمبر 1954. نشاطه أثناء الثورة منذ اللحظات الأولى للثورة المسلحة برهن عباس الغرور على حنكته وشجاعته وقدرته على القيادة والمناورة وإلحاق الهزيمة بالعدو من أهم المعارك التي شارك فيها أثناء الثورة نذكر : معركة الجرف الشهيرة التي دامت 3 أيام 22/23/24 سبتمبر 1955. معركة الزاوية الشهير ة ششار. معركة تفسور ششار 1955. معركة البياضة استمرت 24 ساعة كاملة. كمين كنتيس مراح البارود أكتوبر 1956 اغتياله غادر الجزائر إلى تونس في شهر أكتوبر 1956 برفقة عدد من الإطارات منهم عدد من الطلبة اللذين غادروا مقاعد الدراسة لتحرير الوطن أمثال منتوري محمود. وكان ينوي عقد مؤتمر مصالحة بين قادة الولايةI لغرض اتخاذ موقف موحد بجانب قادة الثورة بالخارج حول قرارات مؤتمر 20 أوت 1956. إلا أن مؤامرة دبرت لإفشال المؤتمر كما اعتقل في نفس الوقت قادة الثورة بالخارج اثر تحويل طائرتهم. وقد اغتيل عباس لغرور يوم 25 جويلية 1957 في تونس مع عدد من إطارات الثورة الجزائرية من طرف رفقاء الثورة في ظروف لا تزال غامضة. ************************************************** ************************ يتبع والله أعلم |
|||
2015-08-01, 17:11 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
علماء وا دباء ومفكرين وفنانين وشخصيات هامة من منطقة الشاوية : ****بعض المجاهدين و القادة **** علي النمر علي النمر هو أحد الشخصيات التاريخية، ورجل حرب، وشهيد من شهداء الثورة التحريرية الجزائرية من منطقة مروانة بجبال الأوراس. محتويات
نشأته ولد علي النمر في 16 مارس 1925 في مشتة أم الرخاء بدوار حيدوسة قرب مروانة التي كانت تدعى في العهد الاستعماري البائد بالبلدية المختلطة بلزمة أو كورناي، التابعة لولاية باتنة في سلسلة جبال الشلعلع، من أب يدعى مختار بن علي بن ملاح والمولود عام 1888 بحيدوسة، والذي كان عاملا في أحد المناجم قرب قريته تستغله شركة استعمارية، أما جده فكان طبيبا شعبيا يمارس مهنة التداوي بالأعشاب على الطريقة التقليدية، ومن أم تدعى (الطاوس حجام) المولودة في 1892 وأصلها من بلدية (افرحونن) ولاية تيزي وزو من جبال جرجرة الشامخة، وقد انجب أبواه عددا كبيرا من الأطفال فتوفوا جميعا ولم يعش منهم إلا طفلين وهما ذهبية وعلي. تعلمه التحق بكتاب القرية لحفظ ما تيسر من القرآن الكريم خفية عن أنظار العدو زعملائهم كغيره من الجزائريين، ثم انتقل به والده غلى مدينة باتنة وهو لم يتجاوز بعد العقد الأول من عمره. وفي مدرسة الأهالي بمدينة باتنة واصل تعلمه باللغتين العربية والفرنسية، ورغم السنوات القليلة التي قضاها في هذه المدرسة فقد استطاع أن يتقن القراءة والكتابة باللغتين معا، وهو في المستوى الذي يسمح ببلوغه لأغلب أبناء المنطقة ممن كان لهم الحظ في الدخول إلى المدرسة..إذ لا يحق لهم تجاوز المستوى الابتدائي وهو مخطط استعماري معروف، وقد انقطع عن الدراسة في نهاية الثلاثينيات بسبب خلاف بينه وبين معلمه الفرنسي الأصل، وراح يبحث عن العمل في مطلع الأربعينيات إبان الحرب العالمية الثانية لمساعدة اسرته الفقيرة. وقد مكنته السنوات القليلة التي قضاها في المدرسة من الوصول إلى مستوى ثقافي معتبر حيث يستعمل اللغتين العربية والفرنسية بطلاقة وأصبح خطيبا شديد التأثير على مستمعيه. حياته الاجتماعية الاقتصادية عاش مرحلة طفولته كغيره من الشباب الجزائريين في الحرمان وضنك العيش الذي فرضه الاستعمار الفرنسي على سكان المنطقة خاصة والجزائر عامة لا سيما بعد ثورة 1916 في كل من مروانة، باتنة، عين التوتة وما جاورها، أين شدد الاستعمار قبضته الحديدية على السكان بعد قتل ونفي المئات، وتجريد الباقين من أراضيهم وجميع ممتلكاتهم، فكان علي النمر كبقية الوطنيين يتابع عن كثب هذا الوضع غير الطبيعي الناتج عن انتقام العدو من السكان بعد كل ثورة من الظلم والاضطهاد والتعسف وثالوث الفقر والجهل والمرض المسلط على الشعب. ونظرا للوضع المادي السيء لأسرته، فقد اضطر إلى البحث عن اعمل لمساعدتها في بداية الاربعينيات، وفعلا تمكن من إيجاد منصب عمل في الشركة الصناعية للقبائل الصغرى التي كانت تقوم باستغلال الخشب في غابات هذه المناطق. وقد اشتغل في هذه الشركة مدة ست سنوات كعامل متخصص في النجارة فتمكن بذلك من تخفيف أثر الفقر والبؤس عن أسرته الصغيرة، وقد تزوج مبكرا في مطلع الأربعينيات وبالضبط عام 1943 بالسيدة (العلجة لوشن) بنت فرحات من عين التوتة وهي أخت المجاهد الشهيد (الطاهر لوشن)، الذي كان من المجاهدين الأوائل وأحد قادة الثورة. أنجب ولدا وحيدا منها، سنة 1946 المدعو عمار النمر ولا يزال على قيد الحياة، وقد كرر الزواج أثناء الثورة التحريرية بأرملة شهيد في المنطقة الثانية بآريس عندما كان على رأس المنطقة، ولم يخلف الأولاد من الزوجة الثانية. ومن حيث رعايت لعائلته يقول عنه زميل صباه ورفيقه في حزب انتصار الحريات الديمقراطية المجاهد الحاج عبد الحفيظ عبد الصمد: "كان مهملا لعائلته من أجل الثورة والإعداد لها ومنفقا أمواله لصالح الحزب والوطن" ولم تحظ عائلته بالرعاية الكافية بسبب تخصيص حياته للجزائر الشيء الذي جعله لا يخلف شيئا من الممتلكات من حطام الدنيا الزائلة حيث كان يسكن منزلا متواضعا جدا لأبيه ببوعقال-باتنة مبني بلبنات التراب ومسقف بنبات الديس فوق قطعة من الأرض مساحتها حوالي نصف هكتار، باعها أبوه ثناء الثورة التحريرية لينفق على عائلته. وقطعة أرض أخرى مساحتها حوالي 2 هكتار ببوعقال باعها أبوه أيضا بعد الاستقلال عام 1967 بثمن بخس لتغطية نفقات الأسرة وزواج حفيده عمار النمر الذي لم يترك له أبوه الشهيد شيئا. توفي أبوه سنة 1970، ثم توفيت أمه سنة 1977 بعدما عانا الكثير من الفقر لأن ولدهما البطل لم يترك لهما شيئا إذ كان ينفق دخله الشهري من عمله على المناضلين، حيث كان كريما جدا. نضاله ونشاطه السياسي قبل الثورة يؤكد زملاؤه في الحركة الوطنية أنه انضم إلى حزب الشعب الذي كان ينشط سرا أثناء الحرب العالمية الثانية وذلك في حدود سنة 1943 بباتنة وهو لم يتجاوز 18 سنة من عمره، ثم واصل نضاله وتعاظمت مسؤولياته ومهماته داخل حزب انتصار الحريات الديمقراطية ضمن خلية مدينة باتنة ثم في الخارج، إذ في أواخر سنة 1948 هاجر إلى فرنسا تحت غطاء البحث عن العمل في أوروبا بينما كان الهدف هو تجنيد المناضلين وتوعيتهم حيث استقر في منطقة (الزاس لوراين) كمسؤول حزبي يشرف على عدد من الخلايا التي كان يرأسها كل من لوشن الطاهر والعائب عمر ومحمد حرسوس المدعو بوحة وهم جميعا تحت مسؤوليته، بينما كان شيحاني بشير يتصل بالمناضلين وينسق النشاط بينهم في الجزائر وفرنسا. بعد أكثر من سنتين قضاها في فرنسا في سبيل تعبئة صفوف المناضلين عاد إلى باتنة، ليواصل نشاطه السياسي كمسؤل عن عدد من الخلايا، إلى جانب ممارسته لنفس المهنة كتجار في شركة أمريكية تستغل الثورة الغابية بالمنطقة وقام بتنظيم إضراب عمالي كبير في الشركة، كما ساهم في التحضير والدعاية لانتخابات 1948 التي ترشح فيها مصطفى بن بولعيد وعندما وقع الانشقاق في حركة انتصار الحريات الديمقراطية 1953-1954 وقع تقهقر وتشدد في أوساط المناضلين وحدثت صراعات حادة أدت إلى تقلص أفراد بعض الخلايا وانحلال بعضها. أين تمكن الشهيد علي النمر في هذه الظروف أن يساهم بفعالية في تشكيل خلايا جديدة في هذه الفترة لا سيما في عام 1954. ولم يقتصر نشاطه على مدينة باتنة وحدها بل استطاع أن يكون خلية حزبية في مدينة سريانة من مناضلين بعضهم كان يعمل تحت إشرافه في فرنسا. من أشهر زملائه في الخلية السرية التي أنشأت بعد الانشقاق في مدينة باتنة حرسوسي محمد المدعو بوحة- شهيد، ورشيد بوشمال أمين خلية – شهيد، وعبد الحفيظ عبد الصمد، والحاج لخضر أعبيدي وعمر العايب ومسعودي محمد. كانت الخلية تعقد اجتماعاتها كلما دعت الضرورة وفي سرية تامة مع تغيير مكان الاجتماع في كل مرة. وكان نشاط الشهيد على النمر محل ملاحقة واهتمام من طرف رجال الأمن الفرنسيين، إلا أن شدة كتمانه للسر وحنكته وذكائه جعلهم يعجزون عن كشف المهام التي كان يقوم بها من جهة وقوة ثقة المناضلين فيه وحبهم له من جهة أخرى. كان يتمتع بثقة كبيرة لدى مصطفى بن بولعيد، وله كفاءة سياسية وثقافية أكثر من جميع المناضلين الذي يترأسهم في الخلايا وله سمعة كبيرة في اوساط الشعب، يصفه بعض زملائه بأنه كان مؤمنا ومسلما حقا يصلي ويصوم ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان ذكيا جدا وداهية يجمع بين الجد والمرح والمزاح، وكثير السرية في الامور الخطيرة وشجاعا لا يهاب الموت والمخاطر، يعجز كل من يخالفه في الامور السياسية ويتغلب عليه بالحجة والاقناع، ويمتاز بالمهارة النادرة في تفسير الرؤيا وقوي البصيرة يعتمد على الإسلام والآيات القرآنية في التوعية وتوحيد المناضلين والجماهير الشعبية. نشاطه في الميدان الرياضي بطاقة انخراط الشهيد في الفدرالية الفرنسية لكرة القدم إن الشهيد علي النمر لم يقتصر نشاطه على الجانب السياسي وحده بل تعداه إلى ممارسة النشاط الرياضي ليس من جل الراضة فحسب وإنما من أجل تعبئة وتكوين الشباب وغرس الروح الثورية في نفوسهم، حيث انخرط في صفوف الفريق الرياضي الباتني لكرة القدم سنة 1944 الذي تم تأسيسه عام 1932 ومارس فيه نشاطه كلاعب ماهر ممتاز إلى غاية 1948 أين توجه إلى فرنسا للقيام بمهمة نشر الوعي السياسي في أوساط المناضلين هناك، ولعل من الأدلة التي تؤكد ثورية هذا الفريق الرياضي الباتني أن أغلب أعضائه من لاعبين ومسيرين قد التحقوا بصفوف جيش التحرير، واستشهد كثير منهم في ميدان الشرف، إذ من بين حوالي ستين لاعبا و15 مسيرا قد استشهد منهم 36 لاعبا و 6 مسيرين، نذكر من بينهم الشهداء: محمد درانة، بن الطاهر بن علي، الذي استشهد عام 1958 ومصطفى سفوحي بن بورزق في 1957 مع ابنه أيضا وهما لاعبان في الفريق، ومن بين الشهداء أيضا العمراني العيد، كوكاش مسعود، بن بوزيد حميداتو، خلافنة صالح وأخيه إسماعيل 1958، حريزي إبراهيم، قليل عبد القادر وعبد الله، مستاك محمد لحسن، حمامي علي، نزاري رشيد، جاب الله محمد، حزامشعبان، بوليلة مسعود، بوعبسة محمد العربي ويوسف، تريكي بادي، مشلق عمار، زيور محمد العربي، جباري رابح، شلغوم عبد الوهاب، بخوش صالح، فرياني محمد، صغير عمر، دباش عبد الرحمن معرف إبراهيم، كشيدة عبد الله، بوشمال أحمد رشيد، شاوي عبد اللطيف، سعدي عبد المجيد، والبطل صالح نزار الذي كان له فضل السبق في تكوين وتشكيل فيالق جيش التحرير في المنطقة الأولى بولاية الأوراس عام 1957 وغيرهم من اللاعبين والمسيرين في هذا الفريق الرياضي الباتني الذي ساهم علي النمر في تجنيد أعضائه وتكوينهم وشحن نفوسهم بالروح الوطنية والثورية، وقد حل الفريق ونقطع عن نشاطه في مطلع جانفي 1955 حيث التحق جل أعضائه بصفوف جيش التحرير الوطني. أعماله ودوره أثناء الثورة التحريرية تفجير الثورة صورة الشهيد رفقة الشهيدين عميروش وعموري إن أمر تفجير الثورة ليلة أول نوفمبر 1954 كان محاطا بسرية متناهية جدا لا يعلم لحظتها إلا مصطفى بن بولعيد ومناضلين قلائل. قسم ابن بولعيد مهام مناضليه إلى مهام عسكرية وأخرى سياسية قبيل لحظة اشتعال فتيل الثورة المباركة. عبي النمر من المناضلين الذين أسندت لهم المهمة السياسية في أواسط الجماهير الشعبية لدعم الجانب العسكري للثورة ماديا ومعنويا وغرس مبادئها في صفوف الشعب وتعبئتهم وتجنيدهم حولها. ويرجع ذلك إلى أن علي النمر كان من المناضلين الذين تكشفهم فرنسا، ولم تتمكن من معرفة نشاطه ودوره الحقيقي في الإعداد للثورة. لذا لم يبرز علي النمر كجندي في هجمات ليلة أول نوفمبر، ولم يكن تخلفه عنها تقاعسا منه كما يدعي عليه البعض ممن كانوا يكرهونه ويحقدون عليه قبيل الثورة وأثنائها، بل بأمر من قادة الثورة الذين كلفوه بدعمها ماديا وسياسيا وهي مهمة صعبة جدا. في الأيام الأولى من تفجير الثورة ألقي القبض على بعض المناضلين من الأحزاب الأخرى حيث حملوا علي النمر بالتحضير للثورة مما أدى إلى ملاحقته من طرف بوليس العدو واعتقاله في 1954/11/11 وسجنه في باتنة حوالي ثلاثة أشهر وتعذيبه ومحاكمته وكان المحامي المدافع عنه اليهودي (قج) المعروف ولم تتمكن فرنسا من معرفة الدور الذي كان يقوم به فاضطرت إلى إخلاء سبيله في شهر فيفري 1955. وبعد أيام عالج فيها آثار التعذيب التي تعرض لها في السجن، وبعد أن تأكد أن قواة الاستعمار الفرنسي لم تعد تمهله وظلت تلاحق تحركاته التحق بالعمل العسكري في صفوف جيش التحرير، إلى جانب إخوانه المجاهدين في أوائل شهر مارس 1955. مساهمته في نشر وتوسيع رقعة الثورة منذ التحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني عمل الشهيد علي النمر على نشر وتوسيع رقعة الثورة بتوعية وتعبئة الجماهير الشعبية وتجنيد الشباب في صفوف جيش التحرير الوطني وتعيين مسؤولين لاسيما في الجهة الغربية من ولاية الاوراس حتى القبائل الكبرى في الولاية الثالثة. توجه إلى الولاية الثالثة مع القائد الشهيد محمد لعموري ثلاث مرات أولاهما في بداية 1955 لتبليغ البريد إلى مسؤولي القبائل الكبرى بهدف التعاون والتنسيق والتشاور لنشر الثورة ودعمها وعلى مواجهة حركة المصاليين والقضاء عليها. ************************************************** ************************************************** ******* محمود خذري محمود خذري:وزير العلاقات مع البرلمان الجزائري في حكومة عبد العزيز بلخادم من مواليد 20 فبراير 1948 بغسيرة باتنة. التكويين والشهادات
الخبرة المهنية
المهام السياسية، البرلمانية والوزارية
************************************************** *************************************** ************************************************** ******** يتبع والله اعلم |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
علماء ، ادباء ، الشاوية |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc