سياسة فضيحة أخرى فنية وتقنية
رسميا.. إنجاز الطريق السيار ينتهي في 17 جانفي المقبل
يقول وزير الأشغال العمومية عمار غول إن إنجاز الطريق السريع سينتهي قبل آجاله المحددة، غير أن الحقيقة غير ذلك، فآجال انتهاء الأشغال، حسب العقود الموقعة بين شركات الإنجاز ووزارة الأشغال العمومية ستنتهي رسميا في 17 جانفي 2010 عند منتصف الليل، أي بعد شهر من الآن تقريبا.
على عكس ما قاله الوزير غول من أن نسبة الإنجاز تجاوزت 90 في المائة، فإن نسبة الإنجاز الحقيقية لم تتجاوز 60 في المائة. وقال خبير أشغال عمومية أعتذر عن ذكر اسمه إن ''نسبة الإنجاز بلغت 80 في المائة، لكن في الشطر الغربي من الطريق، في حين لم تتجاوز النسبة في الشطر الشرقي الذي تقوم به مجموعة شركات يابانية نسبة 40 في المائة''. وأضاف ''لن يتم إنجاز الجزء الشرقي من الطريق قبل ديسمبر 2011 في أي حال من الأحوال'' ويعني هذا أن إنجاز الطريق سيسجل تأخرا لا يقل عن سنتين كاملتين. وكانت جريدة ''الخبر'' قد أنجزت عملية تقصٍ للطريق السريع، وقام مراسلوها بتتبع الطريق من أقصى الشرق لأقصى الغرب واكتشفوا بأن ما أنجز لحد الآن لا يتجاوز 50 إلى 55 في المائة.
وتنص العقود الموقعة بين وزارة الأشغال العمومية والشركات المكلفة بالإنجاز على تسليم الطريق السريع في 18 جانفي 2010، وهو ما يطرح علامة استفهام كبيرة على التصريحات المتكررة للوزير غول من أن الطريق سيسلم قبل انتهاء آجاله القانونية.
واعترف الوزير غول في تصريح لـ ''الخبر'' بتسجيل ''بعض التأخر''، لكنه تأخر طفيف جدا حسب قوله، يعود سببه إلى الظروف القاهرة أي ''سوء الأحوال الجوية وتساقط الأمطار خلال السنوات الأربع الماضية''، الأمر الذي جعل إنجاز الطريق يتأخر بحوالي 6 إلى 7 أشهر، غير أن الوزير لم يذكر إن كان عقد الإنجاز ينص على الظروف القاهرة أم لا.
وقد تم تسجيل تأخر كبير أخر إنجاز الطريق السريع الرابط بين زرالدة وبودواو، على الرغم من أن الوزير شخصيا صرح أكثر من مرة بأن إنجاز هذا الطريق سيتم قبل الأوان. وقال مصدر بوزارة الأشغال العمومية إن إنجاز هذا الطريق سجل تأخرا بحوالي 17 شهرا، حيث كان من المفروض الانتهاء منه في سبتمبر 2008، غير أن الشركتين المكلفتين بالإنجاز، واحدة إيطالية وأخرى برتغالية، لم تنته بعد من ذلك ''من الصعب إنجاز الطريق قبل أوت .2010 التأخر في إنجاز هذا الطريق لن يكون أقل من سنتين، وهذا في أحسن الأحوال''.
وليس واضحا السبب الذي يدفع وزير الأشغال العمومية إلى القول بأن الطريق السريع شرق غرب، أو مشروع القرن كما يسميه، سيسلم قبل آجاله، على الرغم من وضوح العقود وإمكانية الاطلاع عليها.
ويعتبر الطريق السريع من أهم الإنجازات التي راهن عليها الرئيس بوتفليقة نظرا لأهميته الاقتصادية، حيث خصص له مبلغا يقدر بـ 11.4 مليار دولار، غير أن مشروع القرن قد يتحول إلى فضيحة القرن، ليس بسبب الفضيحة التي اكتشفت خيوطها أجهزة الأمن، إنما بسبب التأخر الكبير في إنجازه، والعيوب الفنية والتقنية التي بدأ الخبراء يتحدثون عنها، والتي قد يتم كشفها للرأي العام قريبا.
المصدر :الجزائر: هابت حناشي
2009-12-26
قراءة المقال 6381 مرة