صفة النزول لله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

صفة النزول لله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-11-06, 19:15   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18 صفة النزول لله

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



يسأل عن صفة النزول لله وما ورد فيها من لفظ الهبوط والتدلي ، وكذلك عن صفة القرب والدنو؟


السؤال

ما الفرق بين صفتي الله النزول والهبوط ؟

والفرق بين القرب والتقرب والدنو والتدلي ؟

وقد قرأت كتاب "صفات الله من الكتاب والسنة" للشيخ السقاف

فهل هناك مويدا ﻷعرفه في صفات الله ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

يجب الإيمان بما أثبته الله تعالى لنفسه من الأسماء والصفات

أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من ذلك، من غير تكييف ولا تمثيل

ولا تحريف ولا تعطيل .

ويدخل في ذلك الإيمان بأنه ينزل إلى السماء الدنيا ، وأن من صفاته أنه يدنو من خلقه ويقترب منهم ويسمع كلامهم ويرى أحوالهم ويستوي على عرشه

ويجيء ويفرح ويضحك ويغضب ويرضى إلى غير ذلك من الصفات التي أخبر بها عن نفسه، وأخبر عنه نبيه المعصوم صلى الله عليه وسلم.

والإيمان بذلك داخل في الإيمان بالله تعالى ، الذي هو أس الإيمان وركنه الأعظم.

ومن الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه العزيز، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ؛ من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل.

ثانيا :

جاءت أحاديث نزول الله سبحانه في الثلث الأخير من الليل بعدة ألفاظ ، فوردت بلفظ "النزول" و"الهبوط" و"التدلي" ، وسياقها في ألفاظ الحديث وطرقه يدل على ترادفها

وإفادتها الدلالة على ثبوت نزول الله سبحانه وتعالى .

ففي البخاري في صحيحه (1145) ومسلم (1261) عن أبي هريرة رضي الله عنه

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ينزل رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ".

وفي حديث ابن مسعود (" إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْبَاقِي

يَهْبِطُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ ؟ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ )

رواه أحمد في المسند (3673) ، وصححه الشيخ أحمد شاكر.

وقال محققو المسند : "حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة- فمن رجال مسلم".

وأما لفظ "التدلي" :

- فجاء في حديث عمرو بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَتَدَلَّى فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَيَغْفِرُ إِلَّا مَا كَانَ مِنَ الشِّرْكِ وَالْبَغْيِ) .

أخرجه أحمد في "المسند" (19452) واللفظ له ، وابن منده في "التوحيد" (3/298)

وغيرهما من طريق سليم بن عامر عن عمرو بن عبسة ، لكنه حديث منقطع .

قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص85) : "سليم بن عامر لم يدرك عمرو بن عبسة" انتهى.

- وجاء في صحيح البخاري (7517) في حديث الإسراء الطويل عن أنس رضي الله عنه (...حتى جاء سدرة المنتهى وَدَنَا الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَتَدَلَّى، حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أو أدنى...) .

ولكن هذه الجملة من الحديث فيها مقال ، وقد ضعفها جمع من العلماء وقالوا هي مما تفرد به شريك عن سائر الرواة غيره

ولم ينسبوا الدنو والتدلي هنا لله ؛ قالوا : بل هو دنو جبريل من النبي صلى الله عليه وسلم

ويدل عليه سياق الآيات في سورة النجم : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ) .

قال ابن حجر :

"وَمَجْمُوعُ مَا خَالَفَتْ فِيهِ رِوَايَةُ شَرِيكٍ غَيْرَهُ مِنَ الْمَشْهُورِينَ عَشَرَةُ أَشْيَاءَ، بَلْ تَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ :

... الثَّامِنُ : نِسْبَةُ الدُّنُوِّ وَالتَّدَلِّي إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالْمَشْهُورُ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ جِبْرِيلُ كَمَا تَقَدَّمَ التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ" انتهى من "فتح الباري" (13/485-483) .

وقال الشيخ الألباني :

"هذه الجملة من جملة ما أُنكر على شريك ، هذا مما تفرد به عن جماهير الثقات الذين رووا حديث المعراج ، ولم ينسبوا الدنو والتدلي لله تبارك وتعالى .

بل روت عائشة وابن مسعود رضي الله عنهما ، ما يدل على أن قوله تعالى: ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى : إنما المراد به جبريل عليه الصلاة والسلام .

روى مسلم "1/ 111" عن مسروق قال: قلت: لعائشة: فأين قوله : ( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) ؟ قالت: "إنما ذاك جبريل صلى الله عليه وسلم" .

وانظر "الأسماء والصفات" للبيهقي "ص438-441" انتهى من "مختصر العلو" للألباني ص(117) ، وينظر "فتح الباري" (13/483)

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

في شرح الحديث (ودنا الجبارُ رب العزة فتدلى) :

" الصحيح أن قوله تعالى (ثم دنا فتدلى) : أنه جبريل؛ لأن الله قال (علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى..) أي أوحى جبريل لعبد الله ما أوحى، إلى أن قال (ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى) .

وهذا جبريل ، وقد رآه الرسول صلى الله عليه وسلم مرتين : مرة في الأرض في غار حراء، ومرة في السماء عند سدرة المنتهى .

وهذا هو الصواب في هذا اللفظ من الحديث" انتهى من "شرح البخاري" لابن عثيمين (10/496) طبعة "المكتبة الإسلامية".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن ذكر روايات ابن منده لحديث النُّزُول:

"فَهَذَا تَلْخِيصُ مَا ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ منده مَعَ أَنَّهُ اسْتَوْعَبَ طُرُقَ هَذَا الْحَدِيثِ وَذَكَرَ أَلْفَاظَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ :

( يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا إذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ فَيَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ؟

مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ إلَى الْفَجْرِ ) وَفِي لَفْظٍ : ( إذَا بَقِيَ مِنْ اللَّيْلِ ثُلُثَاهُ يَهْبِطُ الرَّبُّ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا وَفِي لَفْظٍ حَتَّى يَنْشَقَّ الْفَجْرُ ثُمَّ يَرْتَفِعُ )

وَفِي رِوَايَةٍ يَقُولُ : ( لَا أَسْأَلُ عَنْ عِبَادِي غَيْرِي مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ ) وَفِي رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ عبسة : ( أَنَّ الرَّبَّ يَتَدَلَّى فِي جَوْفِ اللَّيْلِ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَفِي لَفْظٍ : حَتَّى يَنْشَقَّ الْفَجْرُ ثُمَّ يَرْتَفِعُ ) ... "

انتهى من "شرح حديث النزول" ص(53) .

وينظر جواب السؤال القادم

ولا خلاف بين أهل السنة –من المضعفين لهذه اللفظة أو المصححين لها- في إثبات صفة النزول لله عز وجل .

( والتدلي ) : هو بمعنى النزول ، أو قريب منه . قال أبو السعادات "التَّدَلِّي: النزولُ مِنَ العُلُوِّ"

انتهى من "النهاية في غريب الحديث" (2/131) .

وقال ابن حجر في الفتح : "وَأَصْلُ التَّدَلِّي : النُّزُولُ إِلَى الشَّيْءِ حَتَّى يَقْرُبَ مِنْهُ" انتهى .

لكن يبقى الكلام في خصوص إطلاق لفظ "التدلي" و"الهبوط" : راجعا إلى ثبوت اللفظ من عدمه ؛ فمن صح عنده ورود لفظ "التدلي" منسوبا إلى الله عز وجل ، في شيء من الحديث : ساغ له إطلاقه ، لفظا ومعنى .

ومن لم يصح عنده اللفظ ، فالوقوف عند اللفظ الوارد : هو الأسلم ، والأحكم ، وإن كان المعنى صحيحا .

ثالثا :

ما قيل في صفة النزول ، يقال في صفة القرب والدنو ، فقد أثبت سبحانه وتعالى لنفسه في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، قربا خاصا ، وأنه يقترب من بعض عباده حقيقة على ما يليق به سبحانه وتعالى .

قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ) [البقرة: 186].

وقال سبحانه (فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيـبٌ مُجِيب) [هود: 61].

وفي حديث أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أيها الناس ! أربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، ولكن تدعون سميعاً قريباً، إنَّ الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته)

رواه البخاري (2992) ومسلم (7037) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

"قُرْبَهُ سُبْحَانَهُ وَدُنُوَّهُ مِنْ بَعْضِ مَخْلُوقَاتِهِ " لَا يَسْتَلْزِمُ أَنْ تَخْلُوَ ذَاتُهُ مِنْ فَوْقِ الْعَرْشِ؛ بَلْ هُوَ فَوْقَ الْعَرْشِ وَيَقْرُبُ مِنْ خَلْقِهِ كَيْفَ شَاءَ؛ كَمَا قَالَ ذَلِكَ مَنْ قَالَهُ مِنْ السَّلَفِ؛ وَهَذَا كَقُرْبِهِ إلَى مُوسَى لَمَّا كَلَّمَهُ

مِنْ الشَّجَرَةِ قَالَ تَعَالَى: (إذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ* فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ

مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* يَا مُوسَى إنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

انتهى من "شرح حديث النزول" (ص99) .

وأما "تقريبه" سبحانه لبعض عباده ، منه سبحانه ، فقد صح فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ ، فَيَقُولُ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا

أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ أَيْ رَبِّ . حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ ، قَالَ : سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا ، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ )

رواه البخاري (2441) ، ومسلم (7191).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وَاَلَّذِينَ يُثْبِتُونَ تَقْرِيبَهُ الْعِبَادَ إلَى ذَاتِهِ : هُوَ الْقَوْلُ الْمَعْرُوفُ لِلسَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ ، وَهُوَ قَوْلُ الْأَشْعَرِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ الْكُلَّابِيَة؛ فَإِنَّهُمْ يُثْبِتُونَ قُرْبَ الْعِبَادِ إلَى ذَاتِهِ ، وَكَذَلِكَ يُثْبِتُونَ اسْتِوَاءَهُ عَلَى الْعَرْشِ بِذَاتِهِ ، وَنَحْوَ ذَلِكَ .

وَيَقُولُونَ: الِاسْتِوَاءُ فِعْلٌ فَعَلَهُ فِي الْعَرْشِ ، فَصَارَ مُسْتَوِيًا عَلَى الْعَرْشِ.

وَهَذَا أَيْضًا قَوْلُ ابْنِ عَقِيلٍ وَابْنِ الزَّاغُونِي ، وَطَوَائِفَ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد وَغَيْرِهِمْ.

وَأَمَّا دُنُوُّهُ نَفْسُهُ وَتَقَرُّبُهُ مِنْ بَعْضِ عِبَادِهِ : فَهَذَا يُثْبِتُهُ مَنْ يُثْبِتُ قِيَامَ الْأَفْعَالِ الِاخْتِيَارِيَّةِ بِنَفْسِهِ ، وَمَجِيئِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَنُزُولِهِ وَاسْتِوَاءه عَلَى الْعَرْشِ.

وَهَذَا مَذْهَبُ أَئِمَّةِ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ الْمَشْهُورِينَ وَأَهْلِ الْحَدِيثِ، وَالنَّقْلُ عَنْهُمْ بِذَلِكَ مُتَوَاتِرٌ.

وَأَوَّلُ مَنْ أَنْكَرَ هَذَا فِي الْإِسْلَامِ : " الْجَهْمِيَّة " ، وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ"

انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/466) .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم (... وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّى شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا..)

رواه مسلم (6981) .

فقيل : إنه تقرب حقيقي لذات العبد من ربه .

وقيل : إن المراد به التقرب المعنوي ، بالطاعات ، من رب العالمين . وهذا هو الذي يميل إليه الشيخ ابن عثيمين :

قال رحمه الله :

"فقيل إن هذا على حقيقته ، وأن الإنسان إذا تقرب إلى الله شبراً ، تقرب إليه ذراعاً .

وعلى هذا : فيكون هذا القول في العبادات التي تحتاج إلي مشي ، كالسعي إلى المساجد والسعي إلى الحج ، وما أشبه ذلك .

ويخرج العبادات التي لا يكون فيها مشي ، ولكنها كالتي تحتاج إلى مشى ؛ أي أن الله يعطي العامل أكثر مما عمل .

وقيل : إن هذا على سبيل المثال ، وأن الإنسان إذا تقرب إلى الله بقلبه ، تقرب الله إليه ، على كيفية لا نعلمها ؛ نحن بأنفسنا نعلم كيف نتقرب إلى الله لكن تقرب الله إلينا لا نعلمه .

فالمعنى : أن الإنسان إذا تقرب إلى الله بقلبه، فإن الله تعالى يتقرب إليه، على كيفية لا تعلم ....

ومن المعلوم : أن العبادات تكون سبباً لتقرب القلب إلى الله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " .

ولهذا [ تشعر ] وأنت ساجد : بأنك قريب من الله ، وأن الله في السماء .

فيكون .. هذا من باب ضرب المثل ، وليس على الحقيقة .

وهذا القول أحسن من الأول ، لأنه يشمل بدلالة المطابقة جميع العبادات ، والأول يختص بالعبادات ذات السعي والمشي" انتهى من "شرح صحيح البخاري" لابن عثيمين رحمه الله .

وينظر جواب السؤال بعد القادم

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-11-06, 19:19   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إثبات صفة النزول لله تعالى

السؤال

قرأت حديثاً فيه : "... يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ؟".

1) ما درجة صحة هذا الحديث ؟

2) ما معنى هذا الحديث ؟.


الجواب

الحمد لله

فسؤالك أيها الأخ الكريم يتضمن أمرين :

أولاً : درجة صحة الحديث :

هذا الحديث حديث صحيح ثابت في أصح كتابين بعد كتاب الله

فقد أخرجه البخاري في صحيحه (1145) ومسلم (1261) عن أبي هريرة رضي الله عنه

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ينزل رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ"

وقد روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوٌ من ثمانية وعشرين صحابياً ـ رضي الله عنهم ـ ، واتفق أهل السنة على تلقي ذلك بالقبول .

ثانياً : بيان معنى نزوله ـ جل وعلا ـ إلى السماء الدنيا :

اعلم أخي ـ وفقك الله ـ أن نزول الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا هو صفة من صفاته الفعلية، التي تتعلق بمشيئته وحكمته، وهو نزول حقيقي يليق بجلاله وعظمته.

فهو سبحانه ينزل كيف شاء، متى شاء، سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، ولا يصح تحريف معنى الحديث بأن يفسر بأن المراد هو نزول أمره ، أو رحمته ، أو ملك من ملائكته ، فإن هذا باطل لوجوه :

الأول :

أن هذا التأويل يخالف ظاهر الحديث ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أضاف النزول إلى الله، والأصل أن الشيء إنما يضاف إلى من وقع منه

أو قام به فإذا صرف إلى غيره كان ذلك تحريفاً يخالف الأصل . ونحن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالله ، وأنه صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق

وأصدق الخلق فيما يخبر به ، فليس في كلامه شيء من الكذب ، ولا يمكن أن يتقول على الله تعالى شيئاً لا في أسمائه ، ولا في صفاته ولا في أفعاله ولا في أحكامه

قال الله تعالى : ( لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ) الحاقة/44ـ46 ثم هو عليه الصلاة والسلام

لا يريد إلا الهداية للخلق فإذا قال : " ينزل ربنا " فإن أي قائل يقول بخلاف ظاهر هذا اللفظ كأن يقول :

المراد ينزل أمره . فنقول : أأنت أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " ينزل ربنا " وأنت تقول : ينزل أمره ، أم أنك أنصح للأمة منه حيث عمَّى عليهم فخاطبهم بما يريد خلافه ؟!

ولا شك أن الإنسان الذي يخاطب الناس بما يريد خلافه غير ناصح لهم

أم تراك أفصح من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! فلا شك أن مثل هذا التحريف لا يخلو من وصمة الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء من النقص الذي لا يرضى به مسلم أبدا ً في جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الثاني :

أن نزول أمره أو رحمته لا يختص بهذا الجزء من الليل، بل أمره ورحمته ينزلان كل وقت . فإن قيل : المراد نزول أمر خاص ، ورحمة خاصة وهذا لا يلزم أن يكون كل وقت .

فالجواب : أنه لو فرض صحة هذا التقدير والتأويل ، فإن الحديث يدل على أن منتهى نزول هذا الشيء هو السماء الدنيا وأي فائدة لنا في نزول رحمة إلى السماء الدنيا من غير أن تصل لنا ؟!

حتى يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عنها ؟!

الثالث : أن الحديث دل على أن الذي ينزل يقول :" من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له". ولا يمكن أن يقول ذلك أحد سوى الله تعالى .

انظر: ( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين (1/ 203-215).









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-06, 19:23   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

هل مسائل العقيدة فيها خلاف سائغ ؟

السؤال

سدد الله خطاكم بارك الله فيكم هنالك من يقول أن المسائل العقدية فيها خلاف ويسوغها الاجتهاد ويستدلون

بذلك بأن الصحابة اختلفوا في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه فابن عباس يقول برؤية النبي لربه أما السيد عائشة أنكرت فهل هذا القول صحيح

وكيف يمكننا أن يرد عليهم؟


الجواب

الحمد لله

أولا:

مسائل العقيدة منها ما يسوغ فيه الخلاف، وهو قليل، ويعتبر من فروع العقيدة، ومنها ما لا يسوغ فيه الخلاف، وهو الأصل، وهذا يرجع إلى ظهور أدلة المسائل وخفائها.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " لا يمكن أن نقول: إن جميع مسائل العقيدة يجب فيها اليقين؛

لأن من مسائل العقيدة ما اختلف فيه العلماء رحمهم الله، وما كان مختلفا فيه بين أهل العلم فليس يقينيا؛ لأن اليقين لا يمكن نفيه أبدا.

فمثلا اختلف العلماء رحمهم الله في عذاب القبر؛ هل هو واقع على البدن أو على الروح؟

واختلف أيضاً العلماء رحمهم الله أيضاً في الذي يوزن؛ هل هي الأعمال أو صحائف الأعمال أو صاحب العمل؟

واختلف العلماء رحمهم الله أيضاً في الجنة التي أُسكنها آدم؛ هل هي جنة الخلد أم جنة في الدنيا؟

واختلف العلماء رحمهم الله أيضاً في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه؛ هل رآه بعينه - يعني في الحياة - أم رآه بقلبه؟

واختلف العلماء رحمهم الله في النار؛ هل هي مؤبدة أم مؤمدة؟

وكل هذه المسائل من العقائد، والقول بأن العقيدة ليس فيها خلاف على الإطلاق غير صحيح، فإنه يوجد من مسائل العقيدة ما يعمل فيه الإنسان بالظن.

فمثلا في قوله تعالى في الحديث القدسي: (من تقرب إلى شبرا تقربت منه ذارعا) ، لا يجزم الإنسان بأن المراد بالقرب القرب الحسي، فإن الإنسان لا شك أنه ينقدح في ذهنه أن المراد بذلك القرب المعنوي.

وقوله تعالى: (من أتاني يمشي أتيته هرولة) هذا أيضاً لا يجزم الإنسان بأن الله يمشي مشيا حقيقيا هرولة، فقد ينقدح في الذهن أن المراد الإسراع في إثابته

وأن الله تعالى إلى الإثابة أسرع من الإنسان إلى العمل، ولهذا اختلف علماء أهل السنة في هذه المسألة

بل إنك إذا قلت بهذا أو هذا فلست تتيقنه كما تتيقن نزول الله عز وجل، الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا)

فهذا ليس عند الإنسان شك في أنه نزول حقيقي، وكما في قوله: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه: 5) فلا يشك إنسان أنه استواء حقيقي.

والحاصل :

أن مسائل العقيدة ليست كلها مما لابد فيه من اليقين؛ لأن اليقين أو الظن حسب تجاذب الأدلة، وتجاذب الأدلة حسب فهم الإنسان وعلمه. فقد يكون الدليلان متجاذبين عند شخص

ولكن عند شخص آخر ليس بينهما تجاذب إطلاقا، لأنه قد اتضح عنده أن هذا له وجه وهذا له وجه

فمثل هذا الأخير ليس عنده إشكال في المسألة بل عنده يقين، وأما الأول فيكون عنده إشكال وإذا رجح أحد الطرفين فإنما يرجحه بغلبة الظن.

ولهذا لا يمكن أن نقول إن جميع مسائل العقيدة مما يتعين فيه الجزم ، ومما لا خلاف فيه؛ لأن الواقع خلاف ذلك، ففي مسائل العقيدة ما فيه خلاف، وفي مسائل العقيدة ما لا يستطيع الإنسان أن يجزم به، لكن يترجح عنده.

إذا هذه الكلمة التي نسمعها بأن مسائل العقيدة لا خلاف فيها، ليس على إطلاقها؛ لأن الواقع يخالف ذلك"

انتهى من "شرح العقيدة السفارينية" (1/ 307).

وينظر للفائدة : "مجموع فتاوى شيخ الإسلام" (19/204) وما بعدها

"منهاج السنة النبوية" (5/84) وما بعدها .

ثانيا:

ضابط ما يسوغ فيه الخلاف من المسائل العلمية والعملية:

1. أن لا يكون في المسألة دليل صريح من الكتاب أو السنَّة أو إجماع متحقق .

وما لم تكن المسألة فيها نص من الوحي أو إجماع منعقد: فستكون مبنية على النظر والاجتهاد

والعلماء ليسوا سواسية في هذا الباب ، وقد وهب الله تعالى لبعضهم ما لم يهبه لغيره من قوة النظر والقدرة على الاستنباط .

ولا فرق في هذا بين مسائل العقيدة ومسائل الفقه ، وأكثر ما يقع فيه الخلاف والعفو عنه هو دقيق مسائل العلم ؛ لأنه يندر إجماع العلماء على هذه الدقائق .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -

: " ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمَّة وإن كان ذلك في المسائل العلمية ، ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمَّة "

انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 20 / 165 ).

2. أن تكون المسألة فيها نص صحيح ، لكنه غير صريح في الدلالة على المراد .

ووقوع الخلاف هنا في الفهم الذي جعله الله تعالى متفاوتاً بين الخلق .

3. أن تكون المسألة فيها نص صريح في الدلالة لكنه متنازع في صحته، أو يكون له معارض قوي من نصوص أخرى .

مع التنبيه أن الخلاف السائغ المقبول : هو ما كان صادراً من أهل العلم والدين ، وأما العامة ، وأشباههم ، فلا قيمة لخلافهم ، ولا عبرة بفتواهم أصلا .

ثالثا:

من أهل العلم من لا يرى خلافا حقيقيا بين الصحابة في مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج.

قال ابن القيم رحمه الله: "وقد حكى عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب الرؤية له : إجماع الصحابة على أنه لم ير ربه ليلة المعراج، وبعضهم استثنى ابن عباس فيمن قال ذلك .

وشيخنا [أي ابن تيمية] يقول: ليس ذلك بخلاف في الحقيقة، فإن ابن عباس لم يقل رآه بعيني رأسه

وعليه اعتمد أحمد في إحدى الروايتين حيث قال: إنه رآه عز وجل ، ولم يقل بعيني رأسه، ولفظ أحمد لفظ ابن عباس رضي الله عنهما.

ويدل على صحة ما قال شيخنا في معنى حديث أبي ذر رضي الله عنه ، قوله في الحديث الآخر: (حجابه النور) ؛ فهذا النور ، هو - والله أعلم - النور المذكور في حديث أبي ذر رضي الله عنه: (رأيت نورا) "

انتهى من اجتماع الجيوش الإسلامية (1/ 12).

والحاصل :

أنه لا يصح الإطلاق بأن المسائل العقدية فيها خلاف سائغ، ولا العكس

والصواب أن أكثر المسائل العقدية لا خلاف فيها

وإنما الخلاف في بعض الفروع الدقيقة التي لا نص فيها

أو فيها نص غير صريح.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc