مذاهب و فرق - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مذاهب و فرق

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-08-16, 05:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 مذاهب و فرق

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




تقدمت مواضيع

أصول عقيدة أهل السنة والجماعة


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2153427

الولاء والبراء

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2153762

الشرك وأنواعه

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2153606

السياسة الشرعية تعريف وتأصيل


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2155782
.......

التعريف بفرقة الخوارج

السؤال :

أريد أن أسأل عن الخوارج ؟

الجواب :

الحمد لله

الخوارج إحدى الفرق الضالة المارقة

ثبت ذلك بالنص والإجماع ؛ فروى البخاري (6934) ومسلم (1068) عن يُسَيْر بْن عَمْرٍو قَالَ قُلْتُ لِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْخَوَارِجِ شَيْئًا ؟

قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ - وَأَهْوَى بِيَدِهِ قِبَلَ الْعِرَاقِ – ( يَخْرُجُ مِنْهُ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ ) .

وروى ابن ماجة (173) عَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَّارِ ) وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" .

فالخوارج من أهل الأهواء والبدع الخارجين عن منهج أهل السنة والجماعة ، ولكننا لا نكفرهم ببدعتهم ، شأن أهل الأهواء .

قال النووي رحمه الله :

" وَمَذْهَب الشَّافِعِيّ وَجَمَاهِير أَصْحَابه الْعُلَمَاء أَنَّ الْخَوَارِج لَا يَكْفُرُونَ , وَكَذَلِكَ الْقَدَرِيَّة وَجَمَاهِير الْمُعْتَزِلَة وَسَائِر أَهْل الْأَهْوَاء "

انتهى من "شرح مسلم" (7/160) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" الْخَوَارِجُ الْمَارِقُونَ الَّذِينَ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِتَالِهِمْ قَاتَلَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَحَدُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ ، وَاتَّفَقَ عَلَى قِتَالِهِمْ أَئِمَّةُ الدِّينِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ

وَلَمْ يُكَفِّرْهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَغَيْرُهُمَا مِنْ الصَّحَابَةِ بَلْ جَعَلُوهُمْ مُسْلِمِينَ مَعَ قِتَالِهِمْ وَلَمْ يُقَاتِلْهُمْ عَلِيٌّ حَتَّى سَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ وَأَغَارُوا عَلَى أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ فَقَاتَلَهُمْ لِدَفْعِ ظُلْمِهِمْ وَبَغْيِهِمْ لَا لِأَنَّهُمْ كُفَّارٌ

وَلِهَذَا لَمْ يَسْبِ حَرِيمَهُمْ وَلَمْ يَغْنَمْ أَمْوَالَهُمْ " .

انتهى من "مجموع الفتاوى" (3 /282) .

وقال ابن عابدين رحمه الله :

" وإن وقع التصريح بكفر المعتزلة ونحوهم عند البحث معهم في رد مذهبهم بأنه كفر ؛ أي يلزم من قولهم بكذا الكفر ، ولا يقتضي ذلك كفرهم ؛ لأن لازم المذهب ليس بمذهب .

وأيضا فإنهم ما قالوا ذلك إلا لشبهة دليل شرعي على زعمهم ، وإن أخطأوا فيه ، ولزمهم المحذور"

انتهى من "حاشية ابن عابدين" (3 /46) .

وسئل الشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود حفظه الله : "

هل الخوارج كفار؟ " .

فأجاب :

" اختلف العلماء في كفرهم ، والصحيح أنهم لا يكفرون ؛ فقد سئل عنهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أكفار هم ؟ قال : " من الكفر فروا "

فهم وقعوا في بدعة التكفير ، فلا نقع نحن في بدعة التكفير فنكفرهم ، هذا هو القول الراجح إن شاء الله تعالى ، وإن كان يطلق على بدعهم أنها بدع كفرية "

انتهى من "شرح كتاب لمعة الاعتقاد" (7 /26)

ومن جملة ما هم عليه من البدع :

- يرون أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص .

- يكفّرون بترك الواجب .

- يكفرون بفعل الكبيرة .

- يخرجون بالسيف على مخالفيهم من أهل الإسلام .

والله تعالى أعلم .








 


قديم 2018-08-16, 05:31   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الخلاف في كفر الخوارج وكفر من كفر صحابيا

السؤال :


قرأت فتوى مفصلة على موقعكم عن الأحوال التي يعتبر فيها بغض أو سب الصحابة كفرا. قلتم أنه كفر واضح إذا قال أحد الناس أن أغلب الصحابة كفروا. لكن ماذا بشأن من كفر فرداً من الصحابة ؟ هل يصبح كافراً ؟

أنا أسأل لأنني مؤخراً سمعت محاضرةً عن الخوارج في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقال المتحدث أن بعض الخوارج كفروا علي بن أبي طالب

وكانوا جهالا ، وقاموا بتفسيرات واعتقادات خاطئة. وبالنسبة لفتوى أخرى على موقعكم تقول : إن النظرة الصحيحة للخوارج أنهم ليسوا كفارا. أنا في حيرة من أمري تجاه هذه المسألة. جزاكم الله خيراً.


الجواب :

الحمد لله

أولا:

من كفر عامة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو جمهورهم ، فلا شك في كفره؛ لتكذيبه الوحي، وإنكاره ما علم من الدين بالضرورة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرا قليلا ، لا يبلغون بضعة عشر نفسا . أو أنهم فسقوا ، عامتهم : فهذا لا ريب أيضا في كفره

فإنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع: من الرضى عنهم ، والثناء عليهم.

بل من يشك في كفر مثل هذا : فإن كفره متعين ؛ فإن مضمون هذه المقالة: أن نقلة الكتاب والسنة: كفار أو فساق ، وأن هذه الأمة التي هي : خير أمة أخرجت للناس

وخيرها هو القرن الأول = كان عامتهم كفارا ، أو فساقا !!

ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم ، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها .

وكفر هذا : مما يُعلم بالاضطرار من دين الإسلام"

انتهى من "الصارم المسلول" ص586

ثانيا:

أما من كفر صحابيا واحدا ، ففيه تفصيل:

1-فإن كفره أو سبه وأبغضه لأجل صحبته : فلا شك في كفر.

قال ابن حزم:

" ومن أبغض الأنصار لأجل نصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم : فهو كافر؛ لأنه وجد الحرج في نفسه مما قضى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم

من إظهار الإيمان بأيديهم . ومن عادى علياً لمثل ذلك : فهو أيضاً كافر "

انتهى من "الفصل" (3/ 300).

وقال تقي الدين السبكي: " إن سب الجميع : لا شك أنه كفر .

وهكذا : إذا سب واحداً من الصحابة ، [من] حيث هو صحابي؛ لأن ذلك استخفاف بحق الصحبة، ففيه تعرض إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلا شك في كفر الساب...

ولا شك أنه لو أبغض واحداً منهما [أي : أبو بكر وعمر] لأجل صحبته : فهو كفر .

بل مَن دونهما في الصحبة، إذا أبغضه لصحبته : كان كافراً قطعاً"

انتهى من فتاوى السبكي (2/ 575).

2-وإن كفره ، لا لأجل الصحبة، وكان ممن ثبتت النصوص بفضله، كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعائشة، فهذا مختلف في كفره، وقد ذهب جماعة إلى تكفيره.

جاء في الفتاوى البزازية:

" ويجب إكفار الخوارج بإكفار عثمان وعلي وطلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم.

وفي الخلاصة: الرافضي : إذا كان يسب الشيخين ويلعنهما : فهو كافر"

انتهى من الفتاوى البزازية بهامش الفتاوى الهندية (6/ 318).

وقال الخرشي المالكي:

" إن رمى عائشة بما برأها الله منه ، بأن قال: زنت، أو أنكر صحبة أبي بكر ، أو إسلام العشرة ، أو إسلام جميع الصحابة، أو كفر الأربعة، أو واحداً منهم : كفر"

انتهى من شرح الخرشي على مختصر خليل (7/ 74).

وقال تقي الدين السبكي:

" احتج المكفرون للشيعة والخوارج : بتكفيرهم لأعلام الصحابة رضي الله عنهم، وتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم في قطعه لهم بالجنة .

وهذا عندي احتجاج صحيح ، فيمن ثبت عليه تكفير أولئك"

انتهى من فتاوى السبكي (2/ 569).

ومن أهل العلم من لا يحكم بكفر هذا.

قال سحنون رحمه الله:

من كفر أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، علياً أو عثمان أو غيرهما، يوجع ضرباً"

انتهى من الشفا (2/ 1108).

ثالثا:

الخوارج : كفروا عليا رضي الله عنه ، ومعاوية ، ومن قبل التحكيم من الصحابة .

وقد اختلف الفقهاء في كفرهم :

والجمهور على أنهم فساق ، لا يكفرون .

ومرد ذلك لأمور منها:

الأول: القول بأن تكفير الواحد من الصحابة : ليس كفرا.

الثاني: أنه على القول بأنه كفر، لكن المتأول لا يكفر،

الخوارج كانوا متأولين في تكفير بعض الصحابة رضي الله عنهم.

قال الرحيباني الحنبلي في مطالب أولي النهى (6/ 381)

: " (أو قال: قولا يتوصل به إلى تضليل الأمة) ؛ أي: أمة الإجابة؛ لأنه مكذب للإجماع على أنها لا تجتمع على ضلالة (أو كفر الصحابة) بغير تأويل (فهو كافر) ؛ لأنه مكذب للرسول في قوله: «أصحابي كالنجوم» ) وغيره. وتقدم الخلاف في الخوارج ونحوهم" انتهى.

وقال قبلها (6/ 273) مبينا الخلاف في كفر الخوارج:

" (ومن كفر أهل الحق والصحابة واستحل دماء المسلمين) وأموالهم (بتأويل فـ) هم (خوارج بغاة فسقة) باعتقادهم الفاسد . قال: في " المبدع " تتعين استتابتهم، فإن تابوا، وإلا قُتلوا على إفسادهم

لا على كفرهم . ويجوز قتلهم ، وإن لم يَبدؤوا بالقتال، قدمه في " الفروع " .

قال الشيخ تقي الدين: نصوصه [أي الإمام أحمد] على عدم كفر الخوارج والقدرية والمرجئة وغيرهم، وإنما كفر الجهمية ، لا أعيانهم.

قال: وطائفة تحكي عنه روايتين في تكفير أهل البدع مطلقا ، حتى المرجئة والشيعة المفضلة لعلي.

(وعنه) ؛ أي: الإمام أحمد أن الذين كفروا أهل الحق والصحابة، واستحلوا دماء المسلمين بتأويل أو غيره : (كفار) قال: (المنقِّح: وهو أظهر) انتهى.

قال: في " الإنصاف " وهو الصواب، والذي ندين الله به" انتهى.

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

" وذهب أكثر أهل الأصول من أهل السنة : إلى أن الخوارج فساق، وأن حكم الإسلام يجري عليهم ، لتلفظهم بالشهادتين ، ومواظبتهم على أركان الإسلام .

وإنما فسقوا بتكفيرهم المسلمين ، مستندين إلى تأويل فاسد، وجرهم ذلك إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم ، والشهادة عليهم بالكفر والشرك.

وقال الخطابي: أجمع علماء المسلمين ، على أن الخوارج ، مع ضلالتهم : فرقة من فرق المسلمين. وأجازوا مناكحتهم ، وأكل ذبائحهم ، وأنهم لا يكفرون ، ما داموا متمسكين بأصل الإسلام.

وقال عياض: كادت هذه المسألة تكون أشد إشكالا عند المتكلمين من غيرها ، حتى سأل الفقيه عبد الحق ، الإمام أبا المعالي عنها ؟

فاعتذر : بأن إدخال كافر في الملة ، وإخراج مسلم عنها عظيم في الدين.

قال: وقد توقف قبله القاضي أبو بكر الباقلاني ، وقال: لم يصرح القوم بالكفر ، وإنما قالوا أقوالا تؤدي إلى الكفر.

وقال الغزالي

في كتاب التفرقة بين الإيمان والزندقة: والذي ينبغي الاحتراز عن التكفير ما وَجَد إليه سبيلا ؛ فإن استباحة دماء المصلين المقرين بالتوحيد : خطآن . والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة

أهون من الخطأِ في سفك دم لمسلم واحد"

انتهى من فتح الباري (12/ 300).

ودعوى الإجماع على عدم كفرهم : لا تصح.

قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله:

"وقد قال بكفر الخوارج كثرة؛ لكن الصحيح أنهم بغاة ، ولكنهم أشد بغياً من غيرهم ، لكون لهم بدعة ابتدعوها"

انتهى من فتاوى الشيخ (12/ 172).

وقال الدكتور عبد الله بن عمر الدميجي

: " فالخوارج الذين خرجوا على الخليفة الراشد علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه- اختلف الناس في حكمهم هل هم كفار أم لا؟

والصحابة - رضوان الله تعالى عليهم- وهم القدوة : لا يكفرونهم.

بل إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - والذي ناله من أذاهم ما ناله، من الخروج عليه وقتاله وتكفيرهم إياه، وفي آخر الأمر قتلهم له - رضي الله تعالى عنه - لا يرى تكفيرهم .

وهذا قمة الورع والإنصاف منه - رضي الله عنه- لا كما يقوله بعض أصحاب الأهواء " نكفر من كفَّرنا" .

فلما سئل -رضي الله عنه- عنهم: أكفار هم؟

قال: من الكفر فروا.

قيل له: فمنافقون؟

قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً !!

- يعني على عكس الخوارج وما عرف من كثرة عبادتهم وذكرهم لله - تعالى -.

قال: فماذا يكونون؟

قال: قوم أصابتهم فتنة فعموا فيها وصموا . أو كما قال - رضي الله عنه - .

وهذا القول طبقه عملياً علي - رضي الله تعالى عنه - ومعه الصحابة -رضي الله عنهم- فلم يعاملهم معاملة المرتدين ، كما كان في زمن أبي بكر - رضي الله تعالى عنهم-

فلم يبدأهم بقتال ولم يجهز على جريحهم ولم ، يسب نساءهم ... إلخ.

وهذا هو الصحيح في الحكم على الخوارج

والأحاديث التي وردت فيهم من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بأنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية"

رواه البخاري (4351) ،ومسلم (1064) من حديث أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه-

وقوله -صلى الله عليه وسلم-:" كلاب أهل النار"

رواه ابن ماجة (176) من حديث أبي أمامة -رضي الله عنه-، وأمره- صلى الله عليه وسلم - بقتالهم والثناء على من قتلهم أو قتلوه ، فيما رواه البخاري (3611) ، ومسلم (1066) من حديث علي -رضي الله عنه- :

فهذه النصوص لا تدل على كفرهم بأعيانهم، ولا يلزم من الأمر بالقتال أن يكونوا كفاراً، وإنما هي من نصوص الوعيد الدالة على شنيع جرمهم ، والتحذير منه.

ومع ترجيحنا لعدم تكفيرهم ، فلا يعني ذلك استصغار جريمتهم وانحرافهم .

ويكفي في ذلك من الدلالة على مروقهم وضلالهم وبدعتهم وانحرافهم ما أشرنا إليه آنفاً من الأحاديث الواردة في ذمهم وتوعدهم بالنار، نسأل الله العافية والسلامة.

وهذا دليل على إنصاف أهل السنة والجماعة ، وبعدهم عن التكفير إلا من كفرته النصوص ، لا كما هو ديدن بعض الطوائف في تكفير كل من خالفهم في انحرافهم"

انتهى من فتاوى الإسلام اليوم.

والله أعلم.









قديم 2018-08-16, 05:40   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الإباضية

السؤال

من هم الإباضية ؟.

الجواب

الحمد لله

أولاً : التعريف :

الإباضية إحدى فرق الخوارج ، وتنسب إلى مؤسسها عبد الله بن إباض التميمي ، ويدعي أصحابها أنهم ليسوا من الخوارج ، وينفون عن أنفسهم هذه النسبة

والحقيقة أنهم ليسوا من غلاة الخوارج كالأزارقة مثلاً ، لكنهم يتفقون مع الخوارج في مسائل عديدة منها : تعطيل الصفات والقول بخلق القرآن وتجويز الخروج على أئمة الجور .

ثانياً : لمن تنسب الإباضية :

* مؤسسها الأول عبد الله بن إباض من بني مرة بن عبيد بن تميم ، ويرجع نسبه إلى إباض وهي قرية العارض باليمامة ، وعبد الله عاصر معاوية وتوفي في أواخر أيام عبد الملك بن مروان .

ثالثاً : أهم العقائد :

* يظهر من خلال كتبهم تعطيل الصفات الإلهية ، وهم يلتقون إلى حد بعيد مع المعتزلة في تأويل الصفات ، ولكنهم يدعون أنهم ينطلقون في ذلك من منطلق عقدي

، حيث يذهبون إلى تأويل الصفة تأويلاً مجازياً بما يفيد المعنى دون أن يؤدي ذلك إلى التشبيه ، ولكن كلمة الحق في هذا الصدد تبقى دائماً مع أهل السنة والجماعة المتبعين للدليل

من حيث إثبات الأسماء الحسنى والصفات العليا لله تعالى كما أثبتها لنفسه ، بلا تعطيل ولا تكييف ولا تحريف ولا تمثيل .

* ينكرون رؤية المؤمنين لله تعالى في الآخرة .

* يحرفون بعض أمور الآخرة وينفون حقيقتها كالميزان والصراط .

* صفات الله ليست زائدة على ذات الله ولكنها هي عين ذاته .

* القرآن لديهم مخلوق ، وقد وافقوا الخوارج في ذلك

يقول الأشعري في مقالات الإسلاميين ( والخوارج جميعاً يقولون بخلق القرآن )

مقالات الإسلاميين 1/203.

* مرتكب الكبيرة عندهم كافر كفر نعمة أو كفر نفاق .

* الناس في نظرهم ثلاثة أصناف :

- مؤمنون أوفياء بإيمانهم .

- مشركون واضحون في شركهم .

- قوم أعلنوا كلمة التوحيد وأقروا بالإسلام لكنهم لم يلتزموا به سلوكاً وعبادة فهم ليسوا مشركين لأنهم يقرون بالتوحيد ، وهم كذلك ليسوا بمؤمنين لأنهم لا يلتزمون بما يقتضيه الإيمان

فهم إذن مع المسلمين في أحكام الدنيا لإقرارهم بالتوحيد وهم مع المشركين في أحكام الآخرة لعدم وفائهم بإيمانهم ولمخالفتهم ما يستلزمه التوحيد من عمل أو ترك .

* يعتقدون بأن مخالفيهم من أهل القبلة كفار غير مشركين ، ومناكحتهم جائزة وموارثتهم حلال، وغنيمة أموالهم من السلاح والخيل وكل ما فيه من قوة الحرب حلال وما سواه حرام .

* مرتكب الكبيرة كافر ولا يمكن في حال معصيته وإصراره عليها أن يدخل الجنة إذا لم يتب منها ، فإن الله لا يغفر الكبائر لمرتكبيها إلا إذا تابوا منها قبل الموت .

* الذي يرتكب كبيرة من الكبائر يطلقون عليه لفظة (كافر) زاعمين بأن هذا كفر نعمة أو كفر نفاق لا كفر ملة ، بينما يطلق عليه أهل السنة والجماعة كلمة العصيان أو الفسوق

ومن مات على ذلك – في اعتقاد أهل السنة – فهو في مشيئة الله ، إن شاء غفر له بكرمه وإن شاء عذبه بعدله حتى يطهُر من عصيانه ثم ينتقل إلى الجنة

أما الإباضية فيقولون بأن العاصي مخلد في النار ، وهي بذلك تتفق مع بقية الخوارج والمعتزلة في تخليد العصاة في جهنم .

* ينكرون الشفاعة لعصاة الموحدين ، لأن العصاة – عندهم – مخلدون في النار فلا شفاعة لهم حتى يخرجوا من النار .

* يتهجم بعضهم على أمير المؤمنين عثمان بن عفان ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص رضي الله عنهم .

موسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة ( 1 / 63 )









قديم 2018-08-16, 05:51   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ضلال المعتزلة في الاعتماد على العقل

السؤال:

أعطت المعتزلة أهمية كبيرة للعقل كمصدر للعلم والمعرفة ، فما سبب اعتراض الكثير من السلمين على ذلك؟

الجواب :

الحمد لله

أولا:

الإسلام أعلى من شأن العقل، ورفع مكانته، وخاطبه بالتكاليف الشرعية، وجعله مناطا لها، وأمر بالتفكر والتذكر، وأثنى على أهله

كما قال سبحانه: (وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) البقرة/269 ، وقال تعالى: (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) الرعد/19

وقال تعالى: (وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) إبراهيم/52

وقال تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) ص/29

وقال تعالى: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) الزمر/18 .

قال الشاطبي رحمه الله:

" مورد التكليف هو العقل، وذلك ثابت قطعًا بالاستقراء التام؛ حتى إذا فُقِدَ : ارتفع التكليف رأسًا، وعد فاقده كالبهيمة المهملة"

انتهى من "الموافقات "(3/209).

ودور العقل هو التفكر في النصوص ، وتدبر الوحي المعصوم، لا التحكم في النصوص، ولا محاكمتها.

وهذا من وسطية الإسلام، فلا هو يلغي العقل، كما تفعل الصوفية وأشبهاهها، ولا يجعله حكما على الوحي ، كما تفعل المعتزلة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان هذه الوسطية، وبيان منزلة العقل:

" ولما أعرض كثير من أرباب الكلام والحروف، وأرباب العمل والصوت ، عن القرآن والإيمان : تجدهم في العقل على طريق :

كثير من المتكلمة يجعلون العقل وحده أصل علمهم ، ويفردونه ، ويجعلون الإيمان والقرآن تابعين له . والمعقولات عندهم هي الأصول الكلية الأولية المستغنية بنفسها عن الإيمان والقرآن .

وكثير من المتصوفة يذمون العقل ويعيبونه ، ويرون أن الأحوال العالية والمقامات الرفيعة لا تحصل إلا مع عدمه، ويقرون من الأمور بما يكذب به صريح العقل

ويمدحون السكر والجنون والوله وأمورا من المعارف والأحوال التي لا تكون إلا مع زوال العقل والتمييز، كما يصدقون بأمور يعلم بالعقل الصريح بطلانها ممن لم يُعلم صدقه.

وكلا الطرفين مذموم ، بل العقل شرط في معرفة العلوم ، وكمال وصلاح الأعمال، وبه يكمل العلم والعمل ؛ لكنه ليس مستقلا بذلك

بل هو غريزة في النفس وقوة فيها بمنزلة قوة البصر التي في العين ؛ فإن اتصل به نور الإيمان والقرآن كان كنور العين إذا اتصل به نور الشمس والنار.

وإن انفرد بنفسه لم يبصر الأمور التي يعجز وحده عن دركها.

وإن عزل بالكلية : كانت الأقوال والأفعال مع عدمه : أموراً حيوانية قد يكون فيها محبة ووجد وذوق كما قد يحصل للبهيمة .

فالأحوال الحاصلة مع عدم العقل : ناقصة ، والأقوال المخالفة للعقل باطلة . والرسل جاءت بما يعجز العقل عن دركه، لم تأت بما يُعلم بالعقل امتناعه.

لكنِ المسرفون فيه قضوا بوجوب أشياء وجوازها وامتناعها ، لحجج عقلية بزعمهم اعتقدوها حقا، وهي باطل، وعارضوا بها النبوات وما جاءت به.

والمعرضون عنه صدقوا بأشياء باطلة ، ودخلوا في أحوال وأعمال فاسدة ، وخرجوا عن التمييز الذي فضل الله به بني آدم على غيرهم"

انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/338).

وينظر للفائدة : "منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد" عثمان علي حسن (1/157-182) .

ثانيا:

تبين بما سبق : أن ضلال المعتزلة إنما كان بمبالغتهم في تعظيم العقل ، حتى قدموه على نصوص الشرع ، وأدخلوه فيما ليس في حدوده ، ولا في طوقه

ولا هو تحت سلطانه ، من التحكم في أمور الغيب ، والقضاء فيها بمجرد النظر العقلي .

وعامة أصول المعتزلة التي انحرفوا فيها عن منهج الكتاب والسنة، كان رائدهم فيها هو ما ظنوه معقولا ، كنفي الصفات ، والقول بالمنزلة بين المنزلتين

وإنكار خلق أفعال العباد ، ونفي رؤية الله في الآخرة ، والزعم بأن القرآن مخلوق ، وغير ذلك من ضلالاتهم

ولهذا أعرض أهل السنة والجماعة عنهم، وعلموا قبح معارضة الوحي بالأقيسة والخيالات التي يظن أصحابها أنها معقولات ، وإلا فالعقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح

ولا تأتي الشريعة بشيء من محالات العقول ، لكن قد تأتي بما تحار فيه العقول.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب وغيره كله حق يصدق بعضه بعضا، وهو موافق لفطرة الخلائق، وما جعل فيهم من العقول الصريحة

والقصود الصحيحة، لا يخالف العقل الصريح، ولا القصد الصحيح، ولا الفطرة المستقيمة، ولا النقل الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

وإنما يظن تعارضها : من صدق بباطل من النقول، أو فهم منه ما لم يدل عليه، أو اعتقد شيئا ظنه من العقليات وهو من الجهليات، أو من الكشوفات وهو من الكسوفات

إن كان ذلك معارضا لمنقول صحيح، وإلا عارض بالعقل الصريح، أو الكشف الصحيح، ما يظنه منقولا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون كذبا عليه

أو ما يظنه لفظا دالا على شيء ، ولا يكون دالا عليه "

انتهى ممن "الرسالة العرشية" (ص: 35).

وقال أيضا: " ما خالف العقل الصريح فهو باطلٌ . وليس في الكتاب والسنَّةِ والإجماع باطل

ولكن فيه ألفاظ قد لا يفهمها بعضُ النَّاس ، أو يفهمون منها معنى باطلاً ، فالآفةُ منهم ، لا من الكتاب والسُّنَّة "

انتهى من "مجموع الفتاوى" ( 11 / 490 ).

وقال ابن القيم رحمه الله

:"الرسل صلوات الله وسلامه عليهم لم يخبروا بما تحيله العقول وتقطع باستحالته ، بل أخبارهم قسمان:

أحدهما : ما تشهد به العقول والفطر.

الثاني: ما لا تدركه العقول بمجردها ، كالغيوب التي أخبروا بها عن تفاصيل البرزخ واليوم الآخر وتفاصيل الثواب والعقاب

ولا يكون خبرهم محالا في العقول أصلا ، وكل خبر يظن أن العقل يحيله ، فلا يخلو من أحد أمرين : إما أن يكون الخبر كذبا عليهم

أو يكون ذلك العقل فاسدًا ، وهو شبهة خيالية ، يظن صاحبها أنها معقول صريح "

انتهى من "الروح" (ص 62) .

والحاصل

أن العقل له دوره وأهميته، لكن من عارض به الوحي، وأقحمه في غير مجاله، ضل عن سواء السبيل.

والله أعلم.









قديم 2018-08-16, 06:00   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من هم الأشاعرة ، وهل هم من أهل السنة ؟

السؤال:

من هم الأشاعرة ، وهل هم من أهل السنة

وهل حقاً أن كثيراً من العلماء يتبع المنهج الأشعري كالإمام النووي ؟

الجواب :

الحمد لله


أولاً :

الأشاعرة فرقة تنتسب إلى أبي الحسن الأشعري رحمه الله ، وقد مر أبو الحسن الأشعري بمراحل

كان في الأولى منها معتزليا وبقي عليها نحوا من أربعين سنة

ثم رجع عن الاعتزال إلى رأي عبد الله بن سعيد بن كُلاّب ، وتأثر به

وهي المرحلة الثانية ، وقد كان الإمام أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب ، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره ، كما أخبر الإمام ابن خزيمة عنه

ينظر " سير أعلام النبلاء " (14/380)

وابن تيمية في " درء التعارض " (2/6) .

واختلف العلماء هل رجع الأشعري عن قول ابن كلاب إلى مرحلة ثالثة فوافق أهل السنة والجماعة موافقة تامة ، أم بقي على ذلك ولم يرجع ؟

فطائفة رأت أنه رجع إلى قول أهل السنة ، قال ذلك الحافظ ابن كثير ، ومن المعاصرين : الشيخ حافظ الحكمي .
واستدلوا على ذلك بكلامه في كتاب الإبانة –

وهو آخر كتبه – حيث قال : " قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها : التمسك بكتاب الله ربنا عز وجل ، وبسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما روي عن السادة

الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ، ونحن بذلك معتصمون ، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل نضر الله وجهه ، ورفع درجته ، وأجزل مثوبته قائلون ، ولما خالف قوله مخالفون

لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل ، الذي أبان الله به الحق ، ودفع به الضلال وأوضح به المنهاج ، وقمع به بدع المبتدعين

وزيغ الزائغين ، وشك الشاكين ، فرحمة الله عليه من إمام مقدم ، وجليل معظم ، وكبير مفهم "

انتهى من " الإبانة " (ص20) .

فهذا تصريح منه برجوعه إلى مذهب السلف الذين يمثلهم الإمام أحمد ، وأنه قائل بأقواله ، مخالف لما خالفها ، والإمام أحمد نفسه كان شديدا على الكلابية ، ولذلك هجر الحارث المحاسبي لكونه كلابيا.

والقول الثاني : أن الأشعري لم يرجع عن مذهب الكلابية رجوعا كاملا ، وإنما اقترب من أهل السنة والجماعة في كثير من المسائل .

ورجّح هذا القول : ابن تيمية وابن القيم وغيرهما ، وإن كان الأشعري في " الإبانة " قد قرب كثيرا من مذهب أهل السنة إلا أنه قد بقيت عليه بقايا من مذهب ابن كلاب .

يقول ابن تيمية :

" والأشعري ، وإن كان من تلامذة المعتزلة ثم تاب ، فإنه كان تلميذ الجبائي ، ومال إلى طريقة ابن كلاب ، وأخذ عن زكريا الساجي أصول الحديث بالبصرة ، ثم لما قدم بغداد

أخذ عن حنبلية بغداد أمورا أخرى ، وذلك آخر أمره ، كما ذكره هو وأصحابه في كتبهم " .

انتهى من " مجموع الفتاوى " (3/228) .

وينظر " موقف ابن تيمية من الأشاعرة " للشيخ عبد الرحمن المحمود (1/390) .

وغالب المتأخرين من الأشاعرة ، لا يلتزمون مذهب أبي الحسن الأشعري ، بل خلطوا مذهبهم بكثير من أصول الجهمية والمعتزلة

بل والفلاسفة أيضا ؛ وخالفوا الأشعري في كثير من أقواله ، فهم ينفون صفة الاستواء لله والعلو والنزول واليد والعين والقدم والكلام وهذه الصفات كلها يخالفون فيها الأشعري نفسه .

ثانياً :

لقب " أهل السنة " يطلق باعتبارين :

الأول :

يطلق فيما يقابل الروافض ، فعلى هذا الاعتبار يدخل في أهل السنة الأشاعرة والماتريدية ونحوهم ، بل والمعتزلة أيضا .
الثاني :

يطلق لفظ أهل السنة ، فيما يقابل البدعة ؛ ويراد بذلك : أهل السنة المحضة ؛ فلا يدخل فيه إلا من التزم العقيدة الصحيحة من السلف وأهل الحديث .

فعلى هذا الاعتبار لا يدخل في هذا اللقب : الأشاعرة ، ولا غيرهم ممن خلط أصوله الكلامية ، بأصول بدعية ؛ لمخالفتهم أهل السنة في كثير من الأصول والمسائل .

والأشاعرة المتأخرون : جبرية في القدر ، مرجئة في الإيمان ، معطلة في الصفات ، لا يثبتون منها غير سبع صفات ؛ لأن العقل دل عليها كما يزعمون

وينفون الاستواء على العرش ، وعلو الله على خلقه ، ويقولون : لا هو داخل العالم ولا خارجه ، ولا فوقه ولا تحته... إلى غير ذلك من المخالفات ، فكيف نسميهم " أهل السنة " ؟!

قال ابن تيمية :

" فلفظ أهل السنة يراد به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة ، فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلا الرافضة .

وقد يراد به : أهل الحديث والسنة المحضة ، فلا يدخل فيه إلا من يثبت الصفات لله تعالى "

انتهى من " منهاج السنة " (2/221) .

وقال الشيخ ابن عثيمين

: " أهل السنة يدخل فيهم المعتزلة ، يدخل فيهم الأشعرية ، يدخل فيهم كل من لم يكفر من أهل البدع ، إذا قلنا هذا في مقابلة الرافضة .

لكن إذا أردنا أن نبين أهل السنة ، قلنا : إن أهل السنة حقيقة هم السلف الصالح الذين اجتمعوا على السنة وأخذوا بها ، وحينئذ يكون الأشاعرة والمعتزلة والجهمية ونحوهم : ليسوا من أهل السنة بهذا المعنى "

انتهى من " الشرح الممتع " (11/306) .

ثالثاً :

لا يصح أن يُنسب إلى مذهب الأشاعرة ، إلا من التزم منهجهم في العقيدة ، أما من وافقهم في بعض المسائل دون بعض ، فلا يُنسب إليهم .

قال الشيخ ابن عثيمين في معرض كلامه عن الحافظين النووي وابن حجر :

" وهل يصح أن ننسب هذين الرجلين وأمثالهما إلى الأشاعرة ، ونقول: هما من الأشاعرة ؟ الجواب : لا ، لأن الأشاعرة لهم مذهب مستقل ، له كيان في الأسما

والصفات والإيمان وأحوال الآخرة ، وما أحسن ما كتبه أخونا سفر الحوالي عما علم من مذهبهم ، لأن أكثر الناس لا يفهم عنهم إلا أنهم مخالفون للسلف في باب الأسماء والصفات ، ولكن لهم خلافات كثيرة .

فإذا قال قائل في مسألة من مسائل الصفات ، بما يوافق مذهبهم ، فلا نقول : إنه أشعري ، أرأيتم لو أن إنسانا من الحنابلة اختار قولا للشافعية ، فهل نقول إنه شافعي ؟ " .

انتهى من " شرح الأربعين النووية " (ص 290) .

وقال أيضا : " فهذان الرجلان بالذات ما أعلم اليوم أن أحدا قدم للإسلام في باب أحاديث الرسول مثلما قدماه ، ويدلك على أن الله سبحانه وتعالى بحوله وقوته -ولا أتألى على الله- قد قبلها

ما كان لمؤلفاتهما من القبول لدى الناس ؛ لدى طلبة العلم ، بل حتى عند العامة ، فالآن كتاب رياض الصالحين يقرأ في كل مجلس , ويقرأ في كل مسجد

وينتفع الناس به انتفاعا عظيما ، وأتمنى أن يجعل الله لي كتابا مثل هذا الكتاب ، كل ينتفع به في بيته وفي مسجده "
انتهى من " لقاءات الباب المفتوح " اللقاء رقم (43) .

وينظر جواب السؤال القادم

والله أعلم .









قديم 2018-08-16, 06:07   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

موقف علمائنا من الحافظين ابن حجر والنووي رحمهما الله

السؤال

: قال واحد من العلماء المسلمين في المدينة التي أسكن بها : إن الإمام ابن حجر ، والإمام النووي مبتدعان ، وساق بعض الأدلة من "فتح الباري" لتبرير رأيه

وأعطى مثالاً على ذلك بشرح الإمام ابن حجر للمقصود بوجه الله أنه رحمته ، ما رأيكم ؟


الجواب:

الحمد لله

أهل السنَّة والجماعة منصفون في الحكم على الآخرين

لا يرفعون الناس فوق ما يستحقون

ولا ينقصون قدرهم

ومن الإنصاف بيان خطأ المخطئ من أهل العلم والفضل

والتأول له

والترحم عليه

كما أن من الإنصاف التحذير من خطئه

لئلا يغتر أحد بمكانته فيقلده فيما أخطأ فيه

وأهل السنَّة لا يتوانون عن الحكم على المخالف المتعمد للسنَّة بأنه مبتدع ضال .

وقد وُجد في زماننا هذا من نال من الإمامين ابن حجر والنووي ، فحكم عليهما بأنهم مبتدعة ضالون ! ، وبلغت السفاهة ببعضهم أن قال بوجوب إحراق كتابيهما "فتح الباري" و "شرح مسلم " ! .

وليس معنى هذا أنهما لم يخطئا في مسائل من الشرع ، وبخاصة في باب صفات الله تعالى ، وقد علَّق عليها علماؤنا ، وبينوها ، وردوا عليهما ، مع الترحم عليهما ، والثناء بما يستحقانه

والدعاء لهما ، والوصية بالاستفادة من كتبهما ، وهذا هو الإنصاف الذي عُرف به أهل السنَّة والجماعة ، بخلاف من بدَّعهما ، وضلَّلهما ، وقال بإحراق كتبهما ، وبخلاف من استدل بكلامهما كأنه شرع منزَّل

وجعل ما يعتقدانه هو الحق الذي لا ريب فيه ، وسنذكر ما يتيسر من كلام علمائنا ليقف المسلم على الإنصاف ، والعلم ، والحكم بالعدل على هذين الإمامين .

1- سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

ما هو موقفنا من العلماء الذين أوَّلوا في الصفات ، مثل ابن حجر ، والنووي ، وابن الجوزي ، وغيرهم ، هل نعتبرهم من أئمة أهل السنَّة والجماعة أم ماذا ؟ وهل نقول : إنهم أخطأوا في تأويلاتهم ، أم كانوا ضالين في ذلك ؟

فأجابوا :

" موقفنا من أبي بكر الباقلاني ، والبيهقي ، وأبي الفرج بن الجوزي ، وأبي زكريا النووي ، وابن حجر ، وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى

أو فوَّضوا في أصل معناها : أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم ، فرحمهم الله رحمة واسعة ، وجزاهم عنا خير الجزاء

وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير

وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله ، سواء تأولوا الصفات الذاتية ، وصفات الأفعال ، أم بعض ذلك .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .

الشيخ عبد العزيز بن باز. الشيخ عبد الرزاق عفيفي . الشيخ عبد الله بن قعود

"فتاوى اللجنة الدائمة" (3/241) .

2- وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

بالنسبة للعلماء الذين وقعوا في بعض الأخطاء في العقيدة ، كالأسماء والصفات ، وغيرها ، تمر علينا أسماؤهم في الجامعة حال الدراسة ، فما حكم الترحُّم عليهم ؟ .

الشيخ : مثل مَن ؟ .

السائل : مثل : الزمخشري ، والزركشي ، وغيرهما .

الشيخ : الزركشي في ماذا ؟ .

السائل : في باب الأسماء والصفات .

فأجاب :

"على كل حال ، هناك أناس ينتسبون لطائفة معينة شعارها البدعة ، كالمعتزلة مثلاً ، ومنهم الزمخشري ، فالزمخشري مُعتزلي ، ويصف المثْبِتِين للصفات بأنهم : حَشَوِية ، مُجَسِّمة

ويُضَلِّلهم فهو معتزلي ، ولهذا يجب على مَن طالع كتابه "الكشاف" في تفسير القرآن أن يحترز من كلامه في باب الصفات ، لكنه من حيث البلاغة

والدلالات البلاغية اللغوية جيد ، يُنْتَفع بكتابه كثيراً ، إلا أنه خَطَرٌ على الإنسان الذي لا يعرف في باب الأسماء والصفات شيئاً ، لكن هناك علماء مشهودٌ لهم بالخير

لا ينتسبون إلى طائفة معينة مِن أهل البدع ، لكن في كلامهم شيءٌ من كلام أهل البدع ؛ مثل ابن حجر العسقلاني ، والنووي رحمهما الله

فإن بعض السفهاء من الناس قدحوا فيهما قدحاً تامّاً مطلقاً من كل وجه ، حتى قيل لي : إن بعض الناس يقول : يجب أن يُحْرَقَ " فتح الباري " ؛ لأن ابن حجر أشعري

وهذا غير صحيح ، فهذان الرجلان بالذات ما أعلم اليوم أن أحداً قدَّم للإسلام في باب أحاديث الرسول مثلما قدَّماه

ويدلك على أن الله سبحانه وتعالى بحوله وقوته - ولا أَتَأَلَّى على الله - قد قبلها : ما كان لمؤلفاتهما من القبول لدى الناس ، لدى طلبة العلم

بل حتى عند العامة ، فالآن كتاب " رياض الصالحين " يُقرأ في كل مجلس , ويُقرأ في كل مسجد ، وينتفع الناس به انتفاعاً عظيماً ، وأتمنى أن يجعل الله لي كتاباً مثل هذا الكتاب

كلٌّ ينتفع به في بيته ، وفي مسجده ، فكيف يقال عن هذين : إنهما مبتِدعان ضالان ، لا يجوز الترحُّم عليهما ، ولا يجوز القراءة في كتبهما ! ويجب إحراق " فتح الباري "

و " شرح صحيح مسلم " ؟! سبحان الله ! فإني أقول لهؤلاء بلسان الحال ، وبلسان المقال :

أَقِلُّوا عليهمُ لا أبا لأبيكمُ مِن اللومِ أو سدوا المكان الذي سدوا

من كان يستطيع أن يقدم للإسلام والمسلمين مثلما قدَّم هذان الرجلان ، إلا أن يشاء الله

فأنا أقول : غفر الله للنووي ، ولابن حجر العسقلاني ، ولمن كان على شاكلتهما ممن نفع الله بهم الإسلام والمسلمين ، وأمِّنوا على ذلك " انتهى .

"لقاءات الباب المفتوح" (43/السؤال رقم 9) .

3- وسئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :

لقد ظهر بين طلاب العلم اختلاف في تعريف المبتدع ، فقال بعضهم : هو من قال أو فعل البدعة ، ولو لم تقع عليه الحجة ، ومنهم من قال لابد من إقامة الحجة عليه

ومنهم من فرَّق بين العالم المجتهد وغيره من الذين أصلوا أصولهم المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة ، وظهر من بعض هذه الأقوال تبديع ابن حجر والنووي ، وعدم الترحم عليهم ؟

فأجاب :

" أولاً: لا ينبغي للطلبة المبتدئين وغيرهم من العامة أن يشتغلوا بالتبديع والتفسيق ؛ لأن ذلك أمر خطير وهم ليس عندهم علم ودراية في هذا الموضوع

وأيضاً هذا يُحدث العداوة والبغضاء بينهم ، فالواجب عليهم الاشتغال بطلب العلم ، وكف ألسنتهم عما لا فائدة فيه ، بل فيه مضرة عليهم ، وعلى غيرهم .

ثانياً: البدعة : ما أحدث في الدين مما ليس منه ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) - رواه البخاري -

وإذا فعل الشيء المخالف جاهلاً : فإنه يعذر بجهله ، ولا يحكم عليه بأنه مبتدع ، لكن ما عمله يعتبر بدعة .

ثالثاً: من كان عنده أخطاء اجتهادية تأوَّل فيها غيره ، كابن حجر ، والنووي ، وما قد يقع منهما من تأويل بعض الصفات : لا يُحكم عليه بأنه مبتدع

ولكن يُقال : هذا الذي حصل منهما خطأ ، ويرجى لهما المغفرة بما قدماه من خدمة عظيمة لسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهما إمامان جليلان ، موثوقان عند أهل العلم " انتهى .

"المنتقى من فتاوى الفوزان" (2/211 ، 212) .

4- وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :

" مثل النووي ، وابن حجر العسقلاني ، وأمثالهم ، من الظلم أن يقال عنهم : إنهم من أهل البدع ، أنا أعرف أنهما من " الأشاعرة "

لكنهما ما قصدوا مخالفة الكتاب والسنَّة ، وإنما وهِموا ، وظنُّوا أنما ورثوه من العقيدة الأشعرية : ظنوا شيئين اثنين :

أولاً: أن الإمام الأشعري يقول ذلك ، وهو لا يقول ذلك إلاَّ قديماً ؛ لأنه رجع عنه .

وثانياً: توهموه صواباً ، وليس بصواب .

انتهى من (شريط رقم 666) "من هو الكافر ومن هو المبتدع ".

فرحم الله الإمامين : النووي وابن حجر ، وغفر لهما ما أخطآ فيه .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









قديم 2018-08-16, 10:53   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ابن الجزائر11
مؤهّل منتديات التّصميم والجرافيكس
 
الصورة الرمزية ابن الجزائر11
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2018-08-16, 12:24   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
Yahiaoui abdelkader
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع في القمة ما شاء الله










قديم 2018-08-16, 17:08   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الجزائر11 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني تواجدك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله غني كل خير









قديم 2018-08-16, 17:12   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yahiaoui abdelkader مشاهدة المشاركة
موضوع في القمة ما شاء الله

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

كل الشكر و التقدير لشخصك الكريم
ادام الله مرورك العطر

بارك الله فيك
و جزاك الله عني كل خير









قديم 2018-08-18, 18:38   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



التفصيل في فرق الشيعة

السؤال

نحن بحاجة ماسة لمعرفة أوجه الخلاف بين أهل السنة والشيعة ، نرجو توضيح عقائدهم ؟

الجواب

الحمد لله

"الشيعة فرق كثيرة و فيهم الكافر الذي يعبد علياً ويقول: يا على، ويعبد فاطمة والحسين وغيرهم.

ومنهم من يقول: جبريل عليه الصلاة والسلام خان الأمانة وأن النبوة عند على وليست عند محمد.

وفيهم أناس آخرون، منهم الإمامية ـ وهم الرافضة الاثنا عشريةـ عُبَّاد علي ويقولون: إن أئمتهم أفضل من الملائكة والأنبياء.

ومنهم أقسام كثيرة وفيهم الكافر وفيهم غير الكافر، وأسهلهم وأيسرهم من يقول على أفضل من الثلاثة ( أبوبكر وعمر وعثمان )

وهذا ليس بكافر لكن مخطئ، فإن علياً هو الرابع

والصدّيق وعمر وعثمان هم أفضل منه، إذا فضله على أولئك الثلاثة فإنه قد أخطأ وخالف إجماع الصحابة ولكن لا يكون كافراً، وهم طبقات وأقسام ومن أراد ذلك فليراجع كلام الأئمة

مثل الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب

و"منهاج السنة" لشيخ الإسلام ابن تيمية

وكتب أخرى أٌلفت في ذلك "كالشيعة والسنة "لإحسان إلهي ظهير، وغير ذلك كتب كثيرة فى مثل هذا الباب نوعت وبينت أغلاطهم وشرهم نسأل الله العافية.

ومن أخبثهم الإمامية الاثنا عشرية والنصيرية ويقال لهم الرافضة

لأنهم رفضوا زيد بن علي لما أبى أن يتبرأ من الشيخين أبى بكر وعمر وخالفوه ورفضوه، فما كل من ادعى الإسلام يسلم له بأنه أصبح مسلماً، من ادعى الإسلام ينظر في دعواه

فمن عبد الله وحده ، وصدّق رسوله ، وتابع ما جاء به فإن هذا هو المسلم، وأما إذا ادعى الإسلام وهو يعبد فاطمة ويعبد البدوي ويعبد العيدروس وغيرهم فهو ليس بمسلم

نسأل الله السلامة والعافية وهكذا من سبٌ الدين أو ترك الصلاة ولو قال : إنه مسلم ما يكون مسلماً، أو استهزأ بالدين أو استهزأ بالصلاة أو بالزكاة أو بالصيام أو بمحمد عليه الصلاة والسلام أو كذبه

أو قال : إنه جاهل أو قال : إنه ما أتم الرسالة ولا بلغ البلاغ المبين، كل هؤلاء كفرة، نسأل الله العافية" انتهى.

"مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (28/257).




:









قديم 2018-08-18, 18:39   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشيعة الأوّلون كانوا يقدّمون أبا بكر وعمر على عليّ رضي الله عنهم

السؤال:

كيف كانت عقيدة الشيعة المتقدمين ورأيهم في الصحابة ، وخصوصا أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ؟

الجواب:

الحمد لله


كان الشيعة الأولون يقرون لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما بالفضل والتقدم على سائر الصحابة رضي الله عنهم ، ولم يكن يعرف عنهم ما هو معروف عن متأخريهم من سب الصحابة والطعن فيهم ، فضلا عن تكفيرهم وتفسيقهم .

أولا من أقوال أئمة الشيعة في تفضيل الصحابة ، وعرفان مقامهم :

عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ ، قَالَ: " وَافَقْنَا مِنْ عَلِيٍّ ذَاتَ يَوْمٍ طِيبَ نَفْسٍ وَمِزَاجٍ ، فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ خَاصَّةً ، قَالَ: كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابِي ، فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

قَالَ: " ذَاكَ امْرُؤٌ أَسْمَاهُ اللَّهُ صِدِّيقًا عَلَى لِسَانِ جِبْرِيلَ وَلِسَانِ مُحَمَّدٍ ، كَانَ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى الصَّلَاةِ ، رَضِيَهُ لِدِينِنَا ، وَرَضِينَاهُ لِدُنْيَانَا "

انتهى من " شرح أصول اعتقاد أهل السنة " (7/ 1372) .

فإذا كان عليّ يقدم أبا بكر وعمر على نفسه ، فلا شك أن أتباعه الذين صحبوه كانوا على هذا الاعتقاد أيضا .
قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ ، عَنْ لَيْثٍ قَالَ : " أَدْرَكْتُ الشِّيْعَةَ الأُوْلَى بِالكُوْفَةِ وَمَا يُفَضِّلُوْنَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَحَداً "

انتهى من " سير أعلام النبلاء " (6/ 314) .

ونحن نذكر جملة من هؤلاء الشيعة المتقدمين ممن يقدم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ، ويذكرهما بالفضل :

- محمد بن علي بن أبي طالب ، والمعروف بابن الحنفية ، روى البخاري (3671) عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ ، قَالَ: " قُلْتُ لِأَبِي : أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ ، قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟

قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ ، وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ ، قُلْتُ : ثُمَّ أَنْتَ ؟ ، قَالَ: " مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ "
.
ولو لم يكن يقرّ بذلك لعارض أباه ، ولما رواه للناس من بعده .

- علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .

عَنِ ابْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ : كَيْفَ كَانَتْ مَنْزِلَةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: " كَمَنْزِلَتِهِمَا الْيَوْمَ وَهُمَا ضَجِيعَاهُ "

انتهى من "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (7/ 1378) .

- عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي .

عن أبي خَالِدٍ الْأَحْمَرَ، قَالَ: " سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: " صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا، وَلَا صَلَّى عَلَى مَنْ لَا يُصَلِّي عَلَيْهِمَا " .

انتهى من " شرح أصول اعتقاد أهل السنة " (7/ 1381) .

- أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قال ابن كثير رحمه الله : " هُوَ أَحَدُ مَنْ تَدَّعِي فِيهِ طَائِفَةُ الشِّيعَةِ أَنَّهُ أَحَدُ الْأَئِمَّةِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّجُلُ عَلَى طَرِيقِهِمْ وَلَا عَلَى مِنْوَالِهِمْ

وَلَا يَدَيْنُ بِمَا وَقَعَ فِي أَذْهَانِهِمْ وَأَوْهَامِهِمْ وَخَيَالِهِمْ ، بَلْ كَانَ مِمَّنْ يُقَدِّمُ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ وَذَلِكَ عِنْدَهُ صَحِيحٌ فِي الْأَثَرِ، وَقَالَ أَيْضًا: " مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي إِلَّا وَهُوَ يَتَوَلَّاهُمَا " رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَعَنْهُ "

انتهى من " البداية والنهاية " (13/ 72) .

- ابنه جعفر بن محمد الصادق .

قال الحسن بن صالح بن حيي : سمعت جعفر بن محمد الصادق يقول : " أنا بريء ممن ذكر أبا بكر وعمر إلا بخير "

انتهى من "سير أعلام النبلاء" (2/ 412) .

- زَيْدُ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قال في أبي بكر وعمر : " غَفَرَ اللَّهُ لَهُمَا، مَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا ، وَأَنَا لَا أَقُولُ فِيهِمَا إِلَّا خَيْرًا "

انتهى من "البداية والنهاية" (13/ 106) .

- شريك بن عبد الله القاضي ، والأجلح بن عبد الله الكندي ، وهما من الشيعة .

روى شريك عن الأجلح قال: "سمعنا أنه ما يسب أبا بكر وعمر أحد إلا مات قتلا أو فقيرا "

انتهى من " تهذيب التهذيب " (1/ 190) .

- محمد بن فضيل ، وسالم بن أبي حفصة .

روى مُحَمَّدُ بن فضيل عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ: " سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَابْنَهُ جَعْفَرًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالا : " يَا سَالِمُ : تولهما وابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هُدًى "

وَقَالَ لِي جَعْفَرٌ: " يَا سَالِمُ أَيَسُبُّ الرَّجُلُ جَدَّهُ! أَبُو بَكْرٍ جَدِّي فَلا نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَتَوَلاهُمَا وَأَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّهِمَا " قال الذهبي : " هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَسَالِمٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ شِيعِيَّانِ "

انتهى من " تاريخ الإسلام" (9/ 90) .

- عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، أبو محمد الكوفي.

قال البغوي : سمعته يقول :

" أفضل هذه الأمة بعد نبيها : أبو بكر وعمر "

انتهى من "ميزان الاعتدال" (2/ 569) .

- أبو الصلت الهروي .

قال أحمد بن سيار : " كان يعرف بالتشيع ، فناظرته لأستخرج ما عنده ، فلم أره يفرط ، رأيته يقدم أبا بكر وعمر، ولا يذكر الصحابة إلا بالجميل " .

انتهى من " ميزان الاعتدال" (2/ 616) .

- مجالد بن سعيد ، قال مجالد : " أَشْهَدُ عَلَى أَبِي الْوَدَّاكِ ، أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَرَوْنَ أَهْلَ عِلِّيِّينَ كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ

وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَمِنْهُمْ ، وَأَنْعمَا )

انتهى من " فضائل الصحابة " للإمام أحمد (1/ 169) .

ومجالد من الشيعة ، وقد روى هذا الحديث في فضل الشيخين رضي الله عنهما .

ومثل ذلك كثير مشهور .

ثانيا :

أقوال العلماء في تقرير ذلك الأصل ، وحكاية مذهب الشيعة المتقدمين :

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وَلِهَذَا كَانَتِ الشِّيعَةُ الْمُتَقَدِّمُونَ الَّذِينَ صَحِبُوا عَلِيًّا، أَوْ كَانُوا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ : لَمْ يَتَنَازَعُوا فِي تَفْضِيلِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَإِنَّمَا كَانَ نِزَاعُهُمْ فِي تَفْضِيلِ عَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ، وَهَذَا مِمَّا يَعْتَرِفُ بِهِ عُلَمَاءُ الشِّيعَةِ الْأَكَابِرُ مِنَ الْأَوَائِلِ وَالْأَوَاخِرِ

حَتَّى ذَكَرَ مِثْلَ ذَلِكَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَلْخِيُّ ، قَالَ: سَأَلَ سَائِلٌ شَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، فَقَالَ لَهُ: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ أَبُو بَكْرٍ، أَوْ عَلِيٌّ ؟ فَقَالَ لَهُ : أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ : أَتَقُولُ هَذَا ، وَأَنْتَ مِنَ الشِّيعَةِ؟

فَقَالَ: نَعَمْ إِنَّمَا الشِّيعِيُّ مَنْ قَالَ مِثْلَ هَذَا ، وَاللَّهِ لَقَدْ رَقَى عَلِيٌّ هَذَه الْأَعْوَادَ ، فَقَالَ: أَلَا إِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، أَفَكُنَّا نَرُدُّ قَوْلَهُ؟ أَكُنَّا نُكَذِّبُهُ؟ وَاللَّهِ مَا كَانَ كَذَّابًا "

انتهى من "منهاج السنة النبوية" (1/ 13-14) .

وقال أيضا :

" الشِّيعَة الْأُولَى أَصْحَابَ عَلِيٍّ لَمْ يَكُونُوا يَرْتَابُونَ فِي تَقْدِيمِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ عَلَيْهِ.

كَيْفَ وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ عَلِيٍّ مِنْ وُجُوهٍ مُتَوَاتِرَةٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ؟ " .

انتهى من " منهاج السنة النبوية " (2/ 72)

وانظر أيضا : "منهاج السنة النبوية" (4/ 132) .

قال الذهبي رحمه الله :

" الشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم : هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية ، وطائفة ممن حارب عليا رضي الله عنه، وتعرض لسبهم.

والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة ، ويتبرأ من الشيخين أيضاً، فهذا ضال معثَّر "

انتهى من "ميزان الاعتدال" (1/ 6) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" التشيع في عرف المتقدمين : هو اعتقاد تفضيل عليّ على عثمان , وأن عليا كان مصيبا في حروبه وأن مخالفه مخطئ، مع تقديم الشيخين ، وتفضيلهما ...

وأما التشيع في عرف المتأخرين : فهو الرفض المحض ، فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة "

انتهى من " تهذيب التهذيب " (1/ 94) .

ثالثا :

من الأدلة المهمة في هذا المقام : أن نعلم كيف كانت المصاهرة بين آل البيت الكرام ، وبين الصحابة ، وحرص أئمة آل البيت على تسمية أبنائهم بأسماء كبار الصحابة ، كأبي بكر وعمر وعثمان ، وغيرهم

رضوان الله عليهم جميعا .

ويكفي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : هو أول من سمى ثلاثة من أبنائه : أبا بكر ، وعمر ، وعثمان !!
وأما ابنه الحسين ، رضي الله عنه : فقد سمى ابنا له : أبا بكر ، وسمى الآخر : عمر!!

وأخو الحسين : علي ، زين العابدين : سمى أحد أبنائه : عمر ، وآخر سماه : عثمان ، وكنى نفسه : أبا بكر !!
وأما الكاظم ، فقد سمى أحدَ أبنائه بأبي بكر، وآخر بعمر، وكان ابنه الرضا يكنى بأبي بكر !!

وأما من سمى بناته : باسم أم المؤمنين عائشة ، رضي الله عنها ، أو بأسماء أمهات المؤمنين الأخريات ، فكثير في أهل البيت ، رضي الله عنهم :

فعلي زين العابدين : سمى بنتا له : عائشة ، ومثله : جعفر الصادق .

والأمر في هذا كثير ، يطول إحصاؤه .









قديم 2018-08-18, 18:50   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

منزلة أئمة الشيعة الاثني عشرية

السؤال

ما هي منزلة أئمة الشيعة الاثنى عشر وبالأخص المتأخرون منهم؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

الرافضة أو الإمامية أو الاثنا عشرية

إحدى فرق الشيعة

وسموا رافضة لرفضهم أكثر الصحابة

ورفضهم لإمامة الشيخين أبي بكر وعمر

أو لرفضهم إمامة زيد بن علي

وتفرقهم عنه. وسموا بالإمامية لأنهم أكثروا من الاهتمام بمسألة الإمامة

وجعلوها أصل الدين

أو لزعمهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم نص على إمامة علي وأولاده. وسموا بالاثنى عشرية لاعتقادهم وقولهم بإمامة اثنى عشر رجلا من آل البيت

أولهم علي رضي الله عنه، وآخرهم محمد بن الحسن العسكري الغائب الموهوم، الذي يزعمون أنه دخل سرداب سامراء في منتصف القرن الثالث الهجري !! وأنه لا يزال حيا بداخله، وهم ينتظرون خروجه !

ولهم عقائد وأصول مخالفة لما عليه أهل الإسلام، منها :

1- غلوهم في أئمتهم: فقد ادعوا لهم العصمة، وصرفوا لهم كثيرا من العبادات كالدعاء والاستغاثة والذبح والطواف ، وهذا من الشرك الأكبر الذي أخبر الله تعالى أنه لا يغفر . وهذا الشرك يقترفه علماؤهم وعامتهم دون نكير .\

2- القول بتحريف القرآن الكريم، بالنقص والزيادة ، ولهم في ذلك مؤلفات يعرفها علماؤهم وكثير من عامتهم ، حتى جعلوا القول بتحريف القرآن من ضرورات مذهبهم

3- تكفير أكثر الصحابة رضي الله عنهم ، والتبرؤ منهم ، والتقرب إلى الله بلعنهم وشتمهم ، ودعواهم أنهم ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه إلا نفرا يسيرا ( سبعة فقط )

وهذا تكذيب للقرآن الذي أظهر فضلهم ، وأخبر أن الله قد رضي عنهم واختارهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ، كما يلزم منه الطعن في القرآن نفسه لأنه منقول عن طريقهم

فإذا كانوا كفارا ، لم يؤمن تحريفهم وتبديلهم له ، وهذا ما يعتقده الرافضة كما سبق .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً ، أو أنهم فسقوا عامتهم ، فهذا لا ريب أيضاً في كفره

لأنه كذب لما نصه القرآن في غير موضع : من الرضى عنهم والثناء عليهم ، بل من يشك في كفره مثل هذا فإن كفره متعين

فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق ، وأن هذه الآية التي هي : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) وخيرها هو القرن الأول

كان عامتهم كفاراً أو فساقاُ ، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم ، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها ، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام "

انتهى من "الصارم المسلول على شاتم الرسول" ص 590.

4- نسبة البداء إلى الله تعالى: ومعناه حدوث رأي جديد لم يكن من قبل، وفيه نسبة الجهل إلى الله تعالى.

5- القول بالتقية، وهي أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن، فحقيقتها الكذب والنفاق، والبراعة في خداع الناس، وليس ذلك مقصورا عندهم على حالة الخوف

بل يرون استعمال التقية دينا، في الصغير والكبير، والخوف والأمن، وكل ما جاء من حق عن إمام من أئمتهم، كمدح أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

أو موافقة لأهل السنة ولو كان في مسائل الطهارة والطعام والشراب، رفضه الشيعة، وقالوا: إن الإمام تكلم به على سبيل التقية.

4- القول بالرجعة: وهي اعتقادهم أن النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته عليّ والحسن والحسين وبقية الأئمة سيرجعون. وفي المقابل يرجع أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية

ويزيد وابن ذي الجوشن، وكل من آذى أهل البيت بزعمهم.

فكل هؤلاء سيرجعون عندهم إلى الدنيا مرة أخرى قبل يوم القيامة عند رجوع المهدي إلى الظهور -كما قرره لهم عدو الله ابن سبأ- يرجعون ليتم عقابهم كما آذوا أهل البيت واعتدوا عليهم ومنعوهم حقوقهم

فينالهم العقاب الشديد ثم يموتون جميعاً، ثم يحيون يوم القيامة للجزاء الأخير مرة أخرى – هكذا يزعمون .

إلى غير ذلك من العقائد الفاسدة، التي يمكن الوقوف على تفاصيلها وبيان بطلانها من خلال كتاب: الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب، أو أصول مذهب الشيعة الإمامية للدكتور ناصر القفاري

أو فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام، للدكتور غالب بن علي عواجى 1/127-269

أو الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة 1/51-57

وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : هل الطريقة الشيعة الإمامية من الإسلام؟ ومن الذي اخترعها؟ لأنهم أي الشيعة ينسبون مذهبهم لسيدنا علي كرم الله وجهه ؟

الجواب : " مذهب الشيعة الإمامية مذهب مبتدع في الإسلام أصوله وفروعه، ونوصيك بمراجعة كتاب " الخطوط العريضة " و "مختصر التحفة الإثني عشرية" و"منهاج السنة" لشيخ الإسلام، وفيها بيان الكثير من بدعهم.

عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... عبد الرزاق عفيفي ...عبد الله بن غديان " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (2/377)

ثانيا :

تبين مما سبق بطلان هذا المذهب ، ومخالفته لما عليه أهل السنة والجماعة ، وأنه لا يقبل من أحد اعتقاده ، لا من العلماء ولا من العامة .

وأما الأئمة الذين ينتسب إليهم هؤلاء ، فإنهم بريئون من هذا الإفك والباطل .

وإليك أسماء هؤلاء الأئمة :

1- علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، استشهد سنة 40 هـ

2- الحسن بن علي رضي الله عنه (3 – 50 هـ).

3- الحسين بن علي رضي الله عنه (4- 61 هـ ).

4- علي زين العابدين بن الحسين (38- 95 هـ) ويلقبونه بالسجاد .

5- محمد بن علي زين العابدين (57- 114 هـ ) ويلقبونه بالباقر .

6- جعفر بن محمد الباقر (83- 148 هـ ) ويلقبونه بالصادق .

7- موسى بن جعفر الصادق (128- 183 هـ ) ويلقبونه بالكاظم .

8- علي بن موسى الكاظم (148- 203 هـ ) ويلقبونه بالرضا .

9- محمد الجواد بن علي الرضا ( 195- 220 هـ ) ويلقبونه بالتقي .

10- علي الهادي بن محمد الجواد (212- 254 هـ ) ويلقبونه بالنقي.

11- الحسن العسكري بن علي الهادي ( 232- 260 هـ ) ويلقبونه بالزكي.

12- محمد المهدي بن الحسن العسكري ، ويلقبونه بالحجة القائم المنتظر .

ويزعمون أنه دخل سردابا في سامراء . وأكثر الباحثين على أنه غير موجود أصلا ، وأنه من اختراعات الشيعة .

وينظر : الموسوعة الميسرة (1/51).

قال ابنُ كثيرٍ في " البداية والنهاية " (1/177)

: " وأما ما يعتقدونه بسرداب سامرا فذاك هوس في الرؤوس ، وهذيان في النفوس ، لا حقيقة له ، ولا عين ، ولا أثر " انتهى .

ويُقّسِّم ابن تيمية رحمه الله الأئمة الاثنى عشر إلى أربعة أقسام:

القسم الأول: علي بن أبي طالب ، والحسن ، والحسين رضي الله عنهم وهم صحابة أجلاء، لا يُشَكّ في فضلهم

وإمامتهم، ولكن شَاركَهُم في فضل الصحبة خلق كثير، وفي الصحابة من هو أفضل منهم بأدلة صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

القسم الثاني: علي بن الحسين ، ومحمد بن علي الباقر ، وجعفر بن محمد الصادق ، وموسى بن جعفر، وهؤلاء من العلماء الثقات المعتد بهم .

منهاج السنة : (2/243،244).

القسم الثالث: علي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي بن موسى الجواد، وعلي بن محمد بن علي العسكري، والحسن بن علي بن محمد العسكري

وهؤلاء يقول عنهم شيخ الإسلام : " فهؤلاء لم يظهر عليهم علمٌ تستفيده الأمة، ولا كان لهم يدٌ تستعين بها الأمة، بل كانوا كأمثالهم من الهاشميين، لهم حرمة ومكانة

وفيهم من معرفة ما يحتاجون إليه في الإسلام والدين ما في أمثالهم، وهو ما يعرفه كثير من عوام المسلمين، وأما ما يختص به أهل العلم، فهذا لم يُعرف عنهم

ولهذا: لم يأخذ عنهم أهل العلم كما أخذوا عن أولئك الثلاثة، ولو وجدوا ما يُستفاد لأخذوا، ولكن طالب العلم يعرف مقصوده "

منهاج السنة (6/387).

القسم الرابع: محمد بن الحسن العسكري المنتظر ، وهذا لا وجود له كما سبق .

والله أعلم .









قديم 2018-08-18, 19:07   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

: الفرق بين " البُهرة " و " الرافضة " ، وهل يكفر أتباع الطائفتين ؟

السؤال

أرجو إخباري عن ماهية الاختلاف بين " الشيعة البهرة " و " الشيعة الرافضة " في الدين

وهل هم أسوأ من الشيعة الاثنا عشرية ؟ وبما أنهم يقولون " يا علي مدد " ، و " يا حسين "

وبعض البهرة يسجدون لإمامهم : فهل هم يرتكبون الشرك الأكبر ؟ إذاً ما حكم تكفيرهم ؟

وهل نقول إنهم كلهم كافرون أم نقول إنهم عموما ليسوا كافرين ، وإنما ضالون واعتقادهم يحوي كفراً ، وتكفير البهري المعين يحتاج إلى دليل إقامة الحجة عليهم ، وهذا لا يمكن إلا للعلماء الكبار ؟
.

الجواب

الحمد لله


أولاً:

الشيعة الرافضة ، والشيعة البُهرة كلاهما من الطوائف الضالة المنحرفة عن دين الله -

إن كانت قد دخلت أصلاً فيه .

وعلماء الفرَق يعدُّون " البُهرة " من الباطنية الإسماعيلية

وقد كانوا من فرَق " الشيعة " فغلوا في الأئمة غلوّاً عظيماً ، حتى كفَّرهم الرافضة ! .

وقد حصل شقاق ونزاع بين " الرافضة الإمامية " و " الإسماعيلية " في ترتيب الأئمة المعصومين ! من بعد جعفر الصادق

فبينما الترتيب عند " الرافضة الإمامية الاثني عشرية " : جعفر الصادق ثم ابنه موسى الكاظم ، إذا هي عند " الإسماعيلية " : جعفر الصادق ثم ابنه إسماعيل ، ثم في محمد بن إسماعيل .

ثانياً:

عقائد الرافضة الإمامية الاثني عشرية اشتملت على الزندقة ، والإلحاد ، والوثنية ، ومن أبرز عقائدهم :

1. اعتقاد أن القرآن محرَّف .

2. تكفير الصحابة رضي الله عنهم إلا قليلاً .

3. اعتقاد عصمة أئمتهم من الخطأ والسهو ، فضلاً عن المعصية والسيئة ، واعتقاد علمهم بالغيب المطلق .

4. تعظيم القبور والمشاهد .

قال ابن كثير – رحمه الله –

في تفسير قوله تعالى ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ

وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيماً ) الفتح/ 29 :

ومِن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمه الله - في رواية عنه - بتكفير الروافض ، الذين يبغضون الصحابة ، قال : لأنهم يغيظونهم

ومن غاظ الصحابة : فهو كافر ؛ لهذه الآية ، ووافقه طائفة من العلماء على ذلك ، والأحاديث في فضائل الصحابة ، والنهي عن التعرض لهم بمساءة : كثيرة ، ويكفيهم ثناء الله عليهم ، ورضاه عنهم .

" تفسير ابن كثير " ( 7 / 362 ) .

وقال القرطبي – رحمه الله -
:
لقد أحسن مالك في مقالته ، وأصاب في تأويله ، فمن نقص واحداً منهم ، أو طعن عليه في روايته : فقد ردَّ على الله رب العالمين ، وأبطل شرائع المسلمين .

" تفسير القرطبي " ( 16 / 297 ) .

وقال ابن حزم – رحمه الله – في ردِّه على النصارى - :

وأما قولهم في دعوى الروافض تبديل القراءات : فإن الروافض ليسوا من المسلمين ! إنما هي فرَق ، حدث أولُّها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة

وكان مبدؤها إجابة من خذله الله تعالى لدعوة من كاد الإسلام ، وهي طائفة تجري مجرى اليهود ، والنصارى ، في الكذب ، والكفر .

" الفِصَل في الملل والنِّحَل " ( 2 / 65 ) .

ثالثاً:

أما " البهرة " فهم خليط من عقائد منحرفة شتَّى ، وهم باطنية ، وهم جزء من الإسماعيلية ، والتي كانت من فرق الشيعة ، لكنهم غلوا في أئمتهم أشد من غلو الرافضة ، وهذه بعض عقائدهم :

1. تعظيم أئمتهم لدرجة العبادة ، وما يسمونه " الداعي المطلق " هو مصدر السلطات عندهم ، وهو مرجعهم في كل شيء ، ويسجدون له إن أقبلوا عليه .

2. لهم صلوات مبتدعة ، منها : صلاة ليلة الثالث والعشرين من رمضان ، وعدد ركعاتها : اثنتا عشرة ركعة ، يرددون فيها : " يا عليَّاه " سبعين مرة

و " يا فاطمتاه " مئة مرة، و " ياحسناه " مئة مرة ، و " يا حسيناه " تسعمائة وسبع وتسعين مرة .

3. لهم ظاهر مع الإسلام وباطن خبيث ، فهم يصلون ، ولكن صلاتهم للإمام الإسماعيلي المستور من نسل " الطيب بن الآمر " ، يذهبون إلى مكة للحج كبقية المسلمين ، لكنهم يقولون : إن الكعبة هي رمز على الإمام .

4. يعظمون القبور والمشاهد كإخوانهم الرافضة ، ومن أعمالهم المعاصرة المشهورة : قيامهم بإصلاح ضريح كربلاء ، والنجف ، كما عملوا قبة من ذهب فوق ضريح " الحسين " المزعوم في القاهرة .

قال علماء اللجنة الدائمة :

إذا كان واقع كبير علماء " بوهرة " وأتباعه ، وما وصفت في أسئلتك : فهم كفرة ، لا يؤمنون بأصول الإسلام ، ولا يهتدون بهدي كتاب الله

وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يستبعد منهم أن يضطهدوا الصادقين في إيمانهم بالله ، وكتابه ، وبرسوله صلى الله عليه وسلم

وسنَّته ، كما اضطهد الكفار في كل أمة رسل الله الذين أرسلهم سبحانه إليهم لهدايتهم .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 2 / 390 ) .

وينظر لمزيد فائدة حول " البهرة " : كتاب : " أثر الفكر الغربي في انحراف المجتمع المسلم بشبه القارة الهندية " لمؤلفه : خادم حسين إلهي بخش .

وفي جواب سؤال قادم سوف اعرض عليكم تفصيل وافٍ عن " البهرة " .

رابعاً:

أما بخصوص تكفير هاتين الطائفتين : فإنه لا شك في كفر " البهرة " جميعهم ، العالِم منهم والعامي ؛ لأنها فرقة باطنية ، والفرق الباطنية ليس فيها تفصيل في حكم كفرهم جميعاً.

وأما الرافضة : فقد اختلف العلماء في كفرهم على أقوال :

أ. فمن العلماء من يرى أن كفرهم أصلي وأنهم لم يدخلوا في الإسلام أصلاً ؛ لأن الشهادتين لهما معنى غير ما في الإسلام ، والقرآن لم يؤمنوا به ، والدين الذي أوصله لنا الصحابة لا يرونه إلا كفراً وضلالاً

وعند أصحاب هذا القول : لا فرق بين عامي وعالِم ، وحكم عوامهم كحكم عوام اليهود والنصارى ، ومن أبرز من قال به :
الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .

وظاهر حالهم ، وعقائدهم المنحرفة ، وضلالاتهم ، مما يتوافق مع هذا القول .

ب. وذهبت طائفة أخرى من العلماء إلى التفريق بين عوامهم وعلمائهم ، وقالوا : إن عوامهم لا يكفرون إلا بإقامة الحجة عليهم

وأما علماؤهم فيكفرون ؛ لأن الحجة مقامة عليهم بما يعرفونه من نصوص القرآن والسنَّة ، ومن أبرز القائلين بهذا التفصيل قديماً : شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وحديثاً : الشيخ الألباني رحمه الله .









قديم 2018-08-18, 19:08   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - عن الرافضة - :

وأما تكفيرهم ، وتخليدهم : ففيه أيضاً للعلماء قولان مشهوران : وهما روايتان عن أحمد ، والقولان في الخوارج ، والمارقين من الحرورية

والرافضة ، ونحوهم ، والصحيح: أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يُعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول : كفر ، وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضاً

وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع ؛ لكن تكفير الواحد المعين منهم ، والحكم بتخليده في النار : موقوف على ثبوت شروط التكفير ، وانتفاء موانعه

فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والوعيد، والتكفير والتفسيق ، ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له

وقد بسطت هذه القاعدة في " قاعدة التكفير " ، ولهذا لم يحكم النبي صلى الله عليه وسلم بكفر الذي قال : " إذا أنا مت فأحرقوني ثم ذروني في اليم فوالله لإن قدِر الله عليَّ ليعذبني عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين "

مع شكه في قدرة الله ، وإعادته ، ولهذا لا يكفِّر العلماء من استحل شيئاً من المحرمات لقرب عهده بالإسلام ، أو لنشأته ببادية بعيدة ؛ فإن حكم الكفر لا يكون إلا بعد بلوغ الرسالة

وكثير من هؤلاء قدلا يكون قد بلغته النصوص المخالفة لما يراه ، ولا يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث بذلك ، فيطلق أن هذا القول كفر ، ويكفر متى قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها ، دون غيره

والله أعلم .

" مجموع الفتاوى " ( 28 / 468 – 501 ) باختصار .

غير أنه ينبغي الانتباه هنا إلى أمرين مهمين :

1. الخلاف بين العلماء في سب الصحابة لا يدخل فيه من اعتقد فسق عامتهم ، أو اعتقد تكفيرهم ، أو تكفيرهم إلا نفراً قليلاً منهم ، فمن اعتقد من الرافضة كفر ذلك : فلا ريب في كفره ، بل إنه يكفر من شكَّ في كفرهم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -
:
وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً يبلغون بضعة عشر نفساً ، أو أنهم فسقوا عامتهم :

فهذا لا ريب أيضاً في كفره ؛ لأنه كذب لما نصه القرآن في غير موضع : من الرضى عنهم ، والثناء عليهم ، بل من يشك في كفر مثل هذا : فإن كفره متعين

فإن مضمون هذه المقالة : أن نقلة الكتاب والسنَّة كفَّار ، أو فساق ، وأن هذه الآية التي هي ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) آل عمران/ 110

وخيرها هو القرن الأول : كان عامتهم كفاراً أو فساقاً ، ومضمونها : أن هذه الأمة شرُّ الأمم ، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارهم ، وكفر هذا مما يعلم باضطرار من دين الإسلام .

" الصارم المسلول على شاتم الرسول " ( 1 / 590 ) .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

إن سب الصحابة رضي الله عنهم ليس جرحاً في الصحابة رضي اله عنهم فقط ، بل هو قدح في الصحابة ، وفي النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي شريعة الله ، وفي ذات الله عز وجل :

- أما كونه قدحاً في الصحابة : فواضح .

- وأما كونه قدحاً في رسول الله صلى الله عليه وسلم : فحيث كان أصحابه ، وأمناؤه ، وخلفاؤه على أمته من شرار الخلق .

وفيه قدح في رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه آخر ، وهو تكذيبه فيما أخبر به من فضائلهم ومناقبهم .

- وأما كونه قدحاً في شريعة الله : فلأن الواسطة بيننا وبين رسول الله صلي الله عليه وسلم في نقل الشريعة : هم الصحابة ، فإذا سقطت عدالتهم : لم يبق ثقة فيما نقلوه من الشريعة .

- وأما كونه قدحاً في الله سبحانه : فحيث بعث نبيه صلى الله عليه وسلم في شرار الخلق ، واختارهم لصحبته ، وحمل شريعته ونقلها لأمت‍ه .

فانظر ماذا يترتب من الطوام الكبرى على سب الصحابة رضي الله عنهم .

ونحن نتبرأ من طريقة هؤلاء الروافض الذين يسبون الصحابة ويبغضونهم ، ونعتقد أن محبتهم فرض ، وأن الكف عن مساوئهم فرض

وقلوبنا - ولله الحمد - مملوءة من محبتهم ؛ لما كانوا عليه من الإيمان ، والتقوى ، ونشر العلم ، ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم .

ومن طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول ، أو عمل .

مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - ( 8 / 616 ) .

2. قذف عائشة رضي الله عنها بما برأها الله به : كفر مخرج من الملَّة

إن عائشة وغيرها من أمهات المؤمنين داخلات في عموم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكل نص نهى عن سب الأصحاب فعائشة داخلة فيه ومن ذلك :

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نصيفه . " رواه البخاري : فتح رقم 3379.

ثم إن علماء الإسلام من أهل السنة أجمعوا قاطبة على أن من طعن في عائشة بما برأها الله منه فهو كافر مكذب لما ذكره الله من براءتها في سورة النور .

وقد ساق الإمام ابن حزم بسنده إلى هشام بن عمار قال: سمعت مالك بن أنس يقول: من سب أبا بكر وعمر جلد ومن سب عائشة قتل ، قيل له : لم يقتل في عائشة ؟ قال :

لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها : ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ) .

قال مالك فمن رماها فقد خالف القرآن ومن خالف القرآن قتل .

قال ابن حزم : قول مالك ههنا صحيح وهي ردة تامة وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها .

قال أبو بكر ابن العربي : ( لأن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله ومن كذب الله فهو كافر فهذا طريق مالك وهي سبيل لائحة لأهل البصائر ) .

قال القاضي أبو يعلى : ( من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم ) .

وقال ابن أبي موسى: (ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة ) .

وقال ابن قدامة : ( ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء

أفضلهن خديجة بنت خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم ) .

وقال الإمام النووي رحمه الله: ( براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك وهي براءة قطعية بنص القرآن العزيز فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافرا مرتدا بإجماع المسلمين).

وقال ابن القيم رحمه الله : (واتفقت الأمة على كفر قاذفها ) .

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره : ( أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية فإنه كافر لأنه معاند للقرآن ) .

وقال بدر الدين الزركشي : ( من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها ) .

وقد بنى العلماء كلامهم في حكم من قذف عائشة على عدد من الأدلة ومنها :

1- الاستدلال بما جاء في سورة النور من التصريح ببراءتها فمن اتهمها بذلك بعدما برأها الله فإنما هو مكذب لله عز وجل وتكذيب الله كفر لا شك فيه .

2- أن في الطعن في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إيذاء له صلى الله عليه وسلم ولا شك أن إيذاءه صلى الله عليه وسلم كفر إجماعا ومما يدل على تأذي النبي بقذف زوجه ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث الإفك عن عائشة قالت : "

.. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِهِ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي عَنْهُ أَذَاهُ فِي أَهْلِي وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلا خَيْرًا …" الحديث .

فقوله صلى الله عليه وسلم "من يعذرني" أي من ينصفني ويقيم عذري إذا انتصفت منه لما بلغني من أذاه في أهل بيتي . فثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم تأذّى بذلك تأذيا استعذر منه .

قال الإمام القرطبي عند تفسيره لقوله تعالى: ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا ) : يعني في عائشة .. لما في ذلك من أذية رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضه وأهله ، وذلك كفر من فاعله ) .

3- كما أن الطعن في عائشة يستلزم الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم لأنّ الله سبحانه قد قال : ( الخبيثات للخبيثين )

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : أي ما كان الله ليجعل عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيّبة ، لأنه أطيب من كل طيب من البشر ولو كانت خبيثة لما صلحت له شرعا ولا قدرا .

ثم ليعلم ختاما أن أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم عائشة الصديقة بنت الصديق كما صح عن عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ

قَالَ فَأَتَيْتُهُ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قَالَ قُلْتُ فَمِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا إِذًا قَالَ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ عُمَرُ قَالَ فَعَدَّ رِجَالًا .

فمن أبغض حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حريّ أن يكون بغيضه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة والله أعلم .
( انظر عقيدة أهل السنّة والجماعة في الصحابة الكرام ناصر الشيخ 2/871

اعتقاد أهل السنة في الصحابة : محمد الوهيبي ص: 58 )

والله أعلم









موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله العقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:49

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc