درر من أقوال العلامة الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظة الله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

درر من أقوال العلامة الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظة الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-08-01, 10:18   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










B10 درر من أقوال العلامة الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظة الله

ترجمة موجزة للشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي

اسمه ونسبه:
هو الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي بن محمد عمير المدخلي . من قبيلة المداخلة المشهورة في منطقة جازان بجنوب المملكة العربية السعودية .
مولده:
ولد بقرية الجرادية وهي قرية صغيرة غربي مدينة صامطة بقرابة ثلاثة كيلومترات وقد اتصلت بها الآن ، وكان مولده عام 1351 هـ في آخره وقد توفي والده بعد ولادته بسنة ونصف تقريباً فنشأ وترعرع في حجر أمه ، رحمها الله تعالى فأشرفت عليه وقامت بتربيته خير قيام ، وعلمته الأخلاق الحميدة من الصدق والأمانة وحثه على الصلاة و تتعاهده عليها ، مع إشراف عمه عليه.
نشأته العلمية:
لما وصل الشيخ إلى سن الثامنة التحق بحلق التعليم في القرية وتعلم الخط والقراءة وممن تعلم عليه الخط الشيخ شيبان العريشي وكذلك القاضي أحمد بن محمد جابر المدخلي ، وعلى يد شخص ثالث يدعى محمد بن حسين مكي من مدينة صبياء . وقرأ القرآن على الشيخ محمد بن محمد جابر المدخلي كما قرأ عليه التوحيد والتجويد وقرأ بالمدرسة السلفية بمدينة صامطه بعد ذلك .
وممن قرأ عليهم بها :
الشيخ العالم الفقيه : ناصر خلوفة طياش مباركي ـ رحمه الله ـ عالم مشهور من كبار طلبة الشيخ القرعاوي ـ رحمه الله ـ ودرس عليه بلوغ المرام ونزهة النظر للحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ .
ثم التحق بعد ذلك بالمعهد العلمي بصامطة ودرس به على عدد من المشايخ الأجلاء ومن أشهرهم على الإطلاق الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي العلامة المشهور رحمه الله تعالى ، وعلى أخيه صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن أحمد الحكمي ، وكما درس به أيضاً على يد الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحي النجمي _حفظه الله _ ودرس فيه أيضاً على الشيخ العلامة الدكتور محمد أمان بن علي الجامي ـ رحمه الله ـ في العقيدة.
وكذلك درس أيضاً على الشيخ الفقيه محمد صغير خميسي في الفقة _ زاد المستقنع _ ، وغيرهم كثير ممن درس عليهم الشيخ في العربية والأدب والبلاغة والعروض ، وفي عام 1380 هـ وفي نهايته بالتحديد تخرج من المعهد العلمي بمدينة صامطة وفي مطلع العام 1381 هـ التحق بكلية الشريعة بالرياض واستمر بها مدة شهر أو شهر ونصف أو شهرين ، ثم فتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، فانتقل إلى المدينة والتحق بالجامعة الإسلامية بكلية الشريعة ودرس بها مدة أربع سنوات وتخرج منها عام 1384هـ بتقدير ممتاز .
وممن درس عليهم الشيخ بالجامعة الإسلامية:
oسماحة الشيخ العلامة المفتي العام للملكة العربية السعودية : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ وكانت دراسته عليه العقيدة الطحاوية .
oصاحب الفضيلة العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني _ رحمه الله _ في الحديث والأسانيد.
oصاحب الفضيلة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد ودرس عليه الفقه ثلاث سنوات في بداية المجتهد.
oصاحب الفضيلة الشيخ العلامة الحافظ المفسر المحدث الأصولي النحوي اللغوي الفقيه البارع محمد الأمين الشنقيطي _ صاحب أضواء البيان _ درس عليه في التفسير وأصول الفقه مدة أربع سنوات .
oالشيخ صالح العراقي في العقيدة .
oالشيخ المحدث عبد الغفار حسن الهندي في علم الحديث والمصطلح.
وبعد تخرجه عمل مدرساً بالمعهد بالجامعة الإسلامية مدةً ، ثم التحق بعد ذلك بالدراسات العليا وواصل دراسته وحصل على درجة " الماجستير " في الحديث من جامعة الملك عبدالعزبز فرع مكة عام 1397 هـ برسالته المشهورة " بين الإمامين مسلم والدار قطني "، وفي عام 1400 هـ حصل على الدكتوراه من جامعة الملك عبدالعزيز أيضاً بتقدير ممتاز بتحقيقه لكتاب " النكت على كتاب ابن الصلاح " للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ثم عاد بعد ذلك للجامعة يعمل بها مدرساً بكلية الحديث الشريف ، يدرِّس الحديث وعلومه بأنواعها وترأس قسم السنة بالدراسات العليا مرارا وهو الآن برتبة " أستاذ كرسي " متعه الله بالصحة والعافية في حسن العمل.
صفاته وأخلاقه:
يمتاز الشيخ حفظه الله تعالى بالتواضع الجم مع إخوانه وطلابه وقاصديه وزواره وهو متواضع في مسكنه وملبسه ومركبه ، لا يحب الترفه في ذلك كله ، وهو أيضاً دائم البِشر ، طلق المحيا ، لا يمل جليسه من حديثه ، مجالسه عامرة بقراءة الحديث والسنة ، والتحذير من البدع وأهلها كثيراً ، حتى يخيل لمن يراه ولم يعرفه ويخالطه أنه لاشغل له إلا هذا ، يحب طلبة العلم السلفيين ويكرمهم ويحسن إليهم ويسعى في قضاء حوائجهم بقدر ما يستطيع بنفسه وماله ، وبيته مفتوح لطلبة العلم دائماً حتى إنه لايكاد في يوم من الأيام يتناول فطوره أو غداءه أو عشاءه بمفرده ويتفقد طلبته ويواسيهم . وهو من الدعاة الغيورين على الكتاب والسنة وعقيدة السلف يمتلئ غيرة وحرقة على السنة والعقيدة السلفية قل نظيره في هذا العصر وهو من المدافعين في زماننا هذا عن نهج السلف الصالح ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً من غير أن تأخذه في الله لومة لائم.
مؤلفاته:
هي كثيرة ولله الحمد وقد طرق الشيخ _ حفظه الله _ أبواباً طالما دعت إليها الحاجة خصوصاً في الرد على أهل البدع والأهواء في هذا الزمان الذي كثر فيه المفسدون وقل فيه المصلحون ، ومؤلفاته هي:
1. بين الإمامين مسلم والدار قطني " مجلد كبير وهو رسالة الماجستير.
2. النكت على كتاب ابن الصلاح " مطبوع في جزئين وهو رسالة الدكتوراه .
3. تحقيق كتاب المدخل إلى الصحيح " للحاكم طبع الجزء الأول منه.
4. تحقيق كتاب التوسل والوسيلة " للإمام ابن تيمية - مجلد.
5. منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل .
6. منهج أهل السنة في نقد الرجال و الكتب و الطوائف .
7. "تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف بين واقع المحدثين ومغالطات المتعصبين " رد على عبد الفتاح أبو غدة ومحمد عوامه.
8. كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها.
9. صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة بغير المسلمين.
10. مكانة أهل الحديث .
11. منهج الإمام مسلم في ترتيب صحيحه .
12. أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية ـ حوار مع سلمـــان العودة ـ .
13. مذكرة في الحديث النبوي .
14. أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره.
15. مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
16. العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم .
17. " الحد الفاصل بين الحق والباطل " حوار مع بكر أبو زيد .
18. مجازفات الحداد .
19. المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء .
20. " جماعة واحدة لا جماعات و صراط واحد لا عشرات " حوار مع عبد الرحمن عبد الخالق .
21. النصر العزيز على الرد الوجيز .
22. التعصب الذميم وآثاره . عني به سالم العجمي .
23. بيان فساد المعيار ، حوار مع حزبي متستر .
24. التنكيل بما في توضيح المليباري من الأباطيل .
25. دحض أباطيل موسى الدويش .
26. إزهاق أباطيل عبداللطيف باشميل .
27. انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية .
28. النصيحة هي المسؤولية المشتركة في العمل الدعوي . ( طبع ضمن مجلة التوعية الإسلامية ) .
29. الكتاب والسنة أثرهما ومكانتهما والضرورة إليهما في إقامة التعليم في مدارسنا . ( ضمن مجلة الجامعة الإسلامية العدد السادس عشر ) .
30. حكم الإسلام في من سبَّ رسول الله أو طعن في شمول رسالته . ( مقال نشر في جريدة القبس الكويتية ) العدد ( 8576 ) بتاريخ ( 9/5/ 1997 ).
وللشيخ كتب أخرى سوى ما ذكر هنا وقد جمع أسماءها ونبذة عنها الأخ خالد بن ضحوي الظفيري في كتابه "ثبت مؤلفات الشيخ ربيع بن هادي المدخلي" وتجده في موقع الشيخ ربيع.
نسأل الله تعالى أن يعينه على إتمام مسيرة الخير وأن يوفقه لما يحبه و يرضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه.








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-08-01, 10:19   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ الوالد العلامة ربيع بن هادى المدخلى حفظه الله .

فالذي يحترم المنهج السلفي ويحترم العقيدة السلفية ويحترم أهل هذا المنهج سابقهم ولاحقهم، كيف يحسن الظن ويركن إلى أهل الباطل ، إن قلت كتاب الله فهو عليك ، إن قلت سنة رسول الله فهي حجة عليك ، إن قلت أئمة الإسلام فمواقفهم معروفة ، ومدوناتهم وتآليفهم معروفة في مجافاة أهل البدع وبغضهم والتحذير منهم - ولا سيما أئمة السنة - كمالك ، والأوزاعي، والشافعي ، والسفيانين، وأبو حاتم ، وأبو زرعة ، أئمة الإسلام وجبال السنة ، وهم قدوة الأمة ، فمن لا يقتدي بهؤلاء ويحيد عن سبيلهم فوالله إنه لمتبع لسبيل الشيطان .

و لنا العبر في قصص من كان من السابقين منهم قصة عمران بن حطان ، كان من أهل السنة وهوي امرأة من الخوارج ، فأراد أن يتزوجها ويهديها إلى السنة ، فتزوجها ؛ فأوقعته في البدعة ، قبحه الله ، وكان يريد أن يهديها فضل بسببها ، وكثير من المنتسبين إلى المنهج السلفي يقول : أنا أدخل مع أهل الأهواء لأهديهم فيقع في حبائلهم ، عبد الرحمن بن ملجم ، و عمران بن حطان ، كلهم كان ينتمي إلى السنة ثم وقع في الضلال ، وأدى بعبد الرحمن بن ملجم فجوره إلى أن قتل علياً ، وأدى بعمران بن حطان فجوره إلى أن مدح هذا القاتل نسأل الله العافية قال :

يا ضـربة من تقي ما أراد بها ****** إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حيناً فأحسبه ****** أوفى البرية عند الله ميزانا
أكرم بقوم بطون الطير قبرهم ****** لم يخلطوا دينهم بغياً و عـدوانا


إلى آخر أبيات رديئة قالها في مدح هذا المجرم، بارك الله فيكم.
وحصل لعبد الرزاق من أئمة الحديث أن انخدع بعبادة وزهد جعفر بن سليمان الضبعي ، وأنِسَ إليه ؛ فوقع في حبائل التشيع.
وانخدع أبو ذر الهروي راوي الصحيح بروايات ، وهو من أعلام الحديث ، انخدع بكلمة قالها الدارقطني في مدح الباقلاني ؛ فجَرَّته هذه الكلمة في مدح الباقلاني ، إلى أن وقع في حبائل الأشاعرة ، وصار داعية من دعاة الأشعرية ؛ وانتشر بسببه المذهب الأشعري في المغرب العربي ، فأهل المغرب يأنسون إليه ، ويأتونه ويزورونه ، ويبث فيهم منهج الأشعري ، وهم قبله لا يعرفون إلا المنهج السلفي ؛ فسن لهم سنة سيئة ، نسأل الله العافية كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (( من دعى إلى هدىً كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً ومن دعى إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزارهم إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيئاً )) فنسأل الله العافية.
والبيهقي انخدع ببعض أهل الضلال، كابن فورك وأمثاله، وكان من أعلام الحديث.

أنت جاهل وتثق بنفسك، وتغتر بنفسك ، وأنت ما عندك علم يحميك ؛ فأنت أولى مئات المرات بالوقوع في البدعة من هؤلاء .
أما عمر فقصته مع صبيغ بن عسل مشهورة و معروفة ، إذ كان يقذف ببعض الشبهات في أوساط الناس؛ فاستدعاه عمر، وضربه ضرباً شديداً ، وأودعه في السجن ، ثم استدعاه مرةً أخرى، وضربه ، وأودعه في السجن ، ثم في الثالثة قال : يا أمير المؤمنين ، إن أردت قتلي فأحسن قتلتي ، وإن أردت أن يخرج ما في رأسي فوالله لقد خرج ، فلم يأمن جانبه أبداً ، بعد كل هذا نفاه إلى العراق ، وأمر بهجرانه ، فهذه عقوبة بسبب هذه الشبهات الذي كان يقذفها في أوساط الناس ، إذا قِستَها بالبدع التي تنتشر من أخف الناس بدعة تجد البون الشاسع بين ما عند صبيغ وما عند هؤلاء المتأخرين من الضلالات ؛ لأن هذه أخطر وأشد بكثير وكثير ، ولها دعاة ، ولها نشاطات - مع الأسف الشديد - على كل المستويات .
وأما علي بن أبي طالب ، فيكفي أنه قَتَل الخوارج، الذين قال فيهم رسول الله شر الخلق والخليقة ، شر من تحت أديم السماء ، وفي هذا الوقت بزغ قرن الخوارج في غاية العنف ، وفي غاية الشدة ، ولهم من الوسائل والإعلام والدعايات والأعمال والفتك مالا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى ؛ فكيف يأنس المسلم الصادق إلى من يحب هؤلاء ويواليهم ؛ وكيف يثق بمن هذا منهجه وهذه عقيدته وهذا موقفه من الأمة .

وأما عبد الله بن عباس فله كلام شديد في أهل القدر رضي الله عنه ، منها قال إئتوني بواحد منهم حتى أعض أنفه ، حتى أجدعه ، أو كما قال ، يعني هكذا سيتعامل مع أهل البدع .
ابن عمر لمَّا بلغه أن قوماً يتقفرون العلم ويقولون أن لا قدر، قال : أبلغهم أنني منهم بَراء ، وأنهم مني بُرءاء ، لم يفتح ملف وتحقيقات وإلى آخره كما يفعل الآن أهل البدع ، يقذفون الناس ظلماً وعدواناً ، فإذا ثبت لك شيء من ضلالهم وتكلمت وحذرت منه قالوا : ما يتثبت ، نعوذ بالله من الهوى ولو يأتي ألف شاهد على ضال من ضلالهم لا يقبلون شهادتهم ، بل يسقطونها ، ألف شاهد عدل ، على ضال من ضلاَّلهم لا يقبلون شهادته ؛ فضيعوا الإسلام وضيعوا شباب الإسلام بهذه الأساليب الماكرة نسأل الله العافية .
ابن عمر لما أخبره واحد ، و الثاني يسمع فقط ؛ صدقه لأنه مؤمن ، عدل ، وثقة، وديننا يقوم على أخبار العدول ، من قواعده أخبار العدول ، فإذا نقل لك الإنسان العدل كلاماً فالأصل فيه الصحة ، ويجب أن تبني عليه الأحكام ، وحذر الله من خبر الفاسق ، فإذا إنسان معروف بالفسق وجاءك بخبر لا تكذبه ، تَثَّبَت؛ لأن هناك احتمالاً أن يكون هذا الفاسق في هذا الخبر صادق ، تَثَّبَت لا بأس ، أما الآن العدل تلو العدل، والعدل تلو العدل يكتب ويشهد ما يُقبل كلامه ، ويَنقل كلام الضال بالحروف ما تقبل شهادته ، يقولون حاقد، فهذه من الأساليب عند أهل البدع و الفتن في هذا الوقت - نسأل الله العافية - لا يعرفها الخوارج ، ولا الروافض ، ولا أهل البدع في الأزمان الماضية ، وجاءوا للأمة بأساليب وقواعد ومناهج وفتن ومشاكل وأساليب ؛ إذا جمعتها – والله – ما يبقى من الدين شيء ، إذا جمعت أساليبهم وقواعدهم لا يُبقون من الإسلام شيئاً ، ومنها أخبار العدول يريدون أن يسقطونها ، ومنهج السلف في نقد أهل البدع يسقطونه بطرق خبيثة ، يسموها بالعدل والموازنة بين السيئات والحسنات إلى أخره ، وإذا أخذت بهذا المنهج صار أئمتنا كلهم فاسقين ، غير عدول ، ظالمين ، فَجَرَة على هذا المنهج الخبيث .
فنسأل الله العافية والسلامة .










رد مع اقتباس
قديم 2014-08-01, 10:20   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا كلام قاله الشيخ ربيع حفظه الله في شريط " النقد منهج شرعي " :

وكتبي هذه خذوها واقرأوها وأنا لا أقول لكم إن كلَّ ما فيها صواب لا بد – وأؤكد لكم أن فيها أخطاء – قال أحدهم مرة : فلان يريد أن يناقشك ؟ قلت : فليسرع قبل أن أموت يبين أخطائي ، وأنا أرجوكم اذهبوا وترجَّوْا سلمان وسفر كلهم يجمعوا كتبي ويناقشوها ويبينون الحق فيها حتى أتوب منها قبل موتي ، ما نغضب من النقد أبداً والله نفرح ، وأنا أحمِّلُ كلاً منكم المسؤولية يذهب إليهم ليأخذوا كتبي ويناقشوها والذي يطلع بخطأ أقول له : جزاك الله خيراً و أرسل لهم جوائز وإذا عجزت أدعو لهم ، والله ما نخاف من النقد لأننا لسنا معصومين وأستغفر الله العظيم
وقال أيضا:
نصيحتي لكم أن تدرسوا ، إذا تُكُلم في شخص ، أن تدرسوا عنه ، وتأخذوا أقوال الناقدين وتفهمونها ، وتتأكدون من ثبوتها ، فإذا تبين لكم ذلك فليحكم الإنسان من منطلق الوعي والقناعة لا تقليدا لهذا أو ذاك ولا تعصبا لهذا أو ذاك ، ودعوا الأشخاص فلان وفلان ، هذه خذوها قاعدة وانقلوها لهؤلاء المخالفين ليفهموا الحقيقة فقط ويعرفوا الحق ويخرجوا أنفسهم من زمرةالمتعصبين بالباطل ، وأنا لا أرضى لأحد أن يتعصب لي أبدا إذا أخطأت فليقل لي من وقف لي على خطأ أخطأت . بارك الله فيكم ولا يتعصب لأحد هذا أو ذاك ، لا يتعصب لخطأ ابن تيمية ولا ابن عبد الوهاب ولا لأحمد بن حنبل ولا للشافعي ولا لأحد إنما حماسه للحق واحترامه للحق ويجب أن يكره الخطأ ويكره الباطل .

المصدر :
شريط خطورة الكذب وأثاره السيئة وموقف الإسلام منه ( الدقيقة 56 و44 ثا )
لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله










رد مع اقتباس
قديم 2014-08-01, 10:22   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ﻗــﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ - ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ :-
ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘــﻮﻝ
ﻟﻠﻤﺼﻴﺐ : ﺃﺻﺒﺖ
ﻭﻟﻠﻤﺨﻄﺊ : ﺃﺧﻄﺎﺕ ،،
ﻭﻟﻠﻤﺒﻄﻞ : ﺃﺑﻄﻠﺖ،،
ﻭﻟﻠﻀﺎﻝ : ﺿﻠﻠﺖ،
ﻭﻟﻠﻤﻨﺤﺮﻑ : ﺇﻧﺤﺮﻓﺖ،،
ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﺠﺎﻣﻠﺔ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﺪﺍﻫﻨﺔ ،، ﻷﻧﻪ ﻣﻴﺮﺍﺙ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺑﻪ ﻳﻌﺪﻟﻮﻥ،، ﻳﻨﺼﺮﻭﻥ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ،، ﻭﻳﻨﺸﺮﻭﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻢ، ﻭﻳﻨﺸﺮﻭﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺒﺮ ،، ﻭﻳﺤﺎﺭﺑﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ،، ﻳﺤﺎﺭﺑﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻀﻼﻻﺕ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺎﺕ .









رد مع اقتباس
قديم 2014-08-01, 10:26   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الشيخ محمد بن هادي المدخلي وفقه الله وهو يتحدث عن سيرة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وعن طلب العلم وحالنا وحال أبنائنا :
"وأعجب ما نسمع اليوم ويا ليتنا ما عشنا حتى نسمع هذا , يا ولدي يا أخي عليك بالعلم الشرعي قال ما في وظايف!!

الله أكبر...كأن العلم للوظايف يطلب!؟
كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأجل الوظيفة؟؟!!

لا روح ميكانيكي , روح طبيب روح كذا , بل وأعجب من ذلك أن تجد هذا في بيتك
وربما سمعته من بعض إخوانك وأحبتك , معدله تسعة وتسعين ويذهب إلى الشريعة؟! والله خسارة...يذهب إلى الطب طب أيش؟ , الطب البشري , طب الأبدان !
طب الأرواح والأديان زهدوا فيه ! لا إله إلا الله , ما أعظمها من كلمة لو تدبرها القائل لها !


ما أكبرها من كلمة لو تأملها الناطق بها لما نطق بها ,
الشريعة تحتاج إلى حُفاظ وتحتاج إلى أذكياء وتحتاج إلى متيقضين , تحتاج إلى نجباء ونبهاء , وعارفين مثل هؤلاء الأئمة الذين حفظ الله بهم الدين


واليوم نَفتُ في عضُد الطالب ونُسمعه مثل هذا الكلام ,
يجب علينا جميعا أن نحث أبنائنا على الاتجاه لحفظ الشريعة وحمل الشريعة , من يخدم الشريعة تخدمه الدنيا
من كان قصده رفع الجهل عن نفسه ونفع أمته وحفظ دين الإسلام والذب عنه والله تأتيه الدنيا راغمة ويهيئ الله له من حيث لا يحتسب


فيجب علينا أن نؤمن بذلك ونحن معشر الإخوة والأبناء في زمن يتكالب فيه أعداء الإسلام على الإسلام والمسلمين ونحن بحاجة إلى الأفذاذ ليحفظ الله بهم سبحانه وتعالى هذه الشريعة ,
بحاجة إلى هذه الطاقات العظيمة لحفظ الشريعة الكريمة فيحفظهم الله بها كما حفظوها
"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) "-سورة العنكبوت.

الرابط الصوتي


https://www.box.net/shared/32ll0q6axc


تم التفريق من محاضرة سيرة الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- دروس وعبر والتي أقيمت بحفر الباطن
02-02-1432هـ.
(الدقيقة 44 إلى 47)

قام بتفريغها :الفقير إلى الله الراجي عفو ربه
أبو الغريب السلفي اليمني










رد مع اقتباس
قديم 2014-08-01, 12:17   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تحريم الخروج ليس عمالة ولا جاسوسية...الشيخ ربيع حفظه الله

قول العلامة الشيخ/ ربيع بن هادي حفظه الله في كتابه «الذريعة إلى بيان مقاصد كتاب الشريعة». ج: (1) ص: (92):

«وتحريم الخروج ليس عمالة ولا جاسوسية -كما يقوله الخوارج الآن- وإنَّما هو امتثال لأوامر الله، وسيراً على منهج الله، والمنهج الذي شرعه هذا الرسول الكريم، وسار عليه أئمة الهدى في كلّ زمان ومكان.

فهذا أحمد بن حنبل؛ الحاكم والخليفة في زمانه أعلن الدعوة إلى القولِ بخلق القرآن، وهذا كفر، فكان العلماء يأتون إليه يستشيرونه في الخروج، فيأبى، ويقول:

هذا سَيُهلك المسلمين، سيسفك دماءهم، وينتهك أعراضهم، وكذا وكذا وأبى الخروج!.

فهل أحمد بن حنبل عميل؟! هل هو جاسوس؟!.

لقد سُجِن وضُرِب وسُجن إخوانه، وامتُحنوا أشدَّ الإمتحان، وقُتِل بعضُهم، وهو مع ذلك يأمر بالصبر.

هذا هو المنهج الصحيح، حتى لو ظهر الكفر البواح، وفي خروجك ضرر بالمسلمين: لا تخرج إذا كانت المفسدة أكبر من المصلحة، ولو كان كافراً كفراً بواحاً فما دام الخروج يضر بالمسلمين، ويؤدي إلى سفك دمائهم، وانتهاك أعراضهم فلا تتسبب في هذه المفاسد.

وأهل السنة والجماعة ملتزمون بهذا المنهج، لا من منطلق عمالة وجاسوسية كما يصفهم أعداء السنة، وأعداء هذا المنهج».











رد مع اقتباس
قديم 2014-08-01, 15:37   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

كمقبل وابن باز وابن نوح --------------- وشيخ عنيزة بهم اقتفينا

ولاننسى ربيعَ بنَ عُمير--------------- إمامَ الجرح والتَّعديل فينا

فهم علماؤنا في الدِّين دوما--------------- على درب الهدي هم سائرونا










رد مع اقتباس
قديم 2014-08-01, 16:23   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عبدالنور.ب
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبدالنور.ب
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

● نصيحة الشيخ ربيع للسلفيين الجزائريين










رد مع اقتباس
قديم 2014-08-01, 17:22   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
سهومةج
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
قديم 2014-08-01, 22:40   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيكم بارك الله وجزاكم الله كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2014-08-01, 22:46   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2014-08-01, 22:50   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الدرر البهية من فضائل الشيخ ربيع السنية
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه شبه فوائد انتقيتها من المحاضرة المفرغة "الإمام المصلح المجاهد ربيع بن هادي المدخلي - سلمه الله - وشيء من سيرته" للشيخ الفاضل عبدالقادر بن محمد الجنيد جزاه الله كل خير.
أبو أسامة سمير الجزائري
قال حفظه الله:
1- حتَّى والله! لقد شهدتُ له من المواقف الكثيرة ما لا تكاد تجدها إلَّا عند القلائل والكُمَّل من العلماء والفضلاء.فيتَّصل عليَّ أحيانًا ويخبرني بأنَّ فلانًا من طلَّاب العِلم قد وقع في خطأ كذا وكذا فلو كلمته ونصحته؛ لعلَّه يقبلُ منك، وأحيانًا يعطيني أوراقًا لأُعطيها لعالِـمٍ أو طالب علمٍ وقعت منه أخطاء شديدة في بعض كُتبه؛ لعلَّه يتنبه لها ويراجع، وأحياناً يكلمني بأن أكلِّم فلانًا أن يتريَّث في فِعل شيءٍ حتَّى لا تقوم بسببه فتنة، ويخبرني بأنَّه قد كلَّمه؛ فلم يفعل، لكن لعلَّه يقبلُ منك إذا بيَّنت له العواقب.
2- ومرةً طلب منِّي أن أنصح شابًّا صغيرًا من قرابته أن يترك لحيته النَّابتة حديثًا ولا يأخذ منها، وأبيِّنُ له ما ورد فيها من نهيٍ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأخبرني أنَّه قد كلَّمه لكن لا زال على أخذه، وقال لي: انصحه لعلَّه يقبلُ منك؛ فبعض النَّاس يقبلُ ويستحي من الغريب أكثر من القريب.
3- وذات مرَّةٍ صلَّيتُ بجواره فلمَّا سلَّم الإمام وسلَّمنا معه، ثم شرعنا في الأذكار التي تُقَال عقب الفريضة، سمعني أقول ذِكْرًا معيَّنًا، فلما انصرف النَّاسُ من المسجد وبقيت معه أنا وأحد طلابه قال لي -سلَّمه الله- بحُسن أدبٍ، وابتسامةٍ طيبة، وبِشرٍ وحفاوة -كعادته في نصحه لي ولأبنائه من طلَّاب العلم -: «هذا الذِّكر قد بحثتُ أحاديثه منذ زمنٍ فتبيَّن لي أنَّها ضعيفة»، فأخبرتُه أنِّي قد كتبتُ رسالةً حول هذا الذِّكر وجمعتُ طُرق أحاديثه ودرستها فتبيَّن لي ثبوته، ثم ذكرتُ جمعًا ممَّن نصَّ على ثبوته؛ فقال لي -سلَّمه الله-: «انشُره»، وطلب منِّي نسخةً منه، فأرسلتُها إلى أحد طلَّابه عبر الإنترنيت، وأوصله إليه، فلم يجد- سلَّمه الله- في إجابتي له غضاضةً، ولا تغيَّر وجهه عليَّ، ولا رأيتُ ما يدلُّ على تمعُّض نَفْسِه؛ بل خرجنا من المسجد وبِشْرِ وجهِه، وطِيب كلامه، وحفاوة نَفْسِه قد زادت ولم تنقص، وهذا الحال يُذكِّرني بحال شيخنا الإمام المبجَّل عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- وطِيب نَفْسِه، وحُسن كلامه، وبِشْرِ وجهه معنا إذا راجعناه في بعض المسائل والأقوال.
4- ومن عرف الشَّيخ -سلَّمه الله- وقَرُبَ منه؛ عَرف حاله، وحال نصائحه السِّرية لمن خالف الحقَّ، وجانب الصَّواب، من طلَّاب العِلم والدُّعاة، وأنَّها الأصل عنده، ولا تعدُّ ردوده العلنية عند مُنَاصحَاته السِّرية شيئًا؛ بينهما بَونٌ شاسع، وفرقٌ كبير ظاهر، مع تكرار معاودتها، والاستمرار عليها مدَّة طويلة، ومكالمة مَن يرجو أنَّ المنصوح يقبلُ منهم ليكلِّموه وينصحوه ويذكِّروه.
5- وذات مرَّةٍ زُرته مع بعض الإخوان؛ فذَكر أحدُ الحاضرين وهو جالسٌ على سُفرة الطَّعام في بيت وبجوار الشَّيخ -سلَّمه الله- رجلًا من كبار المخالفين للسُّنة وطريقة السَّلف الصَّالح-الذين ردَّ عليهم الشَّيخ في كتابٍ مستقل وأشرطة-، وذَكَر قولًا شنيعًا له، وقال: أَمَا يتَّقي الله أن يقول مثل هذا؛ فتغيَّر عليه وجهُ الشَّيخ، وزجره بحُسن أدب، وعبارةٍ لطيفة، ودُون أن يشعر مَن على السُّفرة فيحجر أو تنكسر نَفْسُه، إلَّا مَن تنبَّه لقُربه وحرصِه على الاستماع للشَّيخ أكثر من الطَّعام. ثم عَاوَد هذا الحاضر نَفْسَ هذه المقولة بعد سنين على شخصٍ آخر بُغية اختبار موقف الشَّيخ -سلَّمه الله- وهل تغيَّر؟، فكان أن وجد من الشَّيخ نَفْسَ الموقف، ونَفْسَ الكلام، ونَفْسَ الطَّريقة.
6- الشيخ ربيع سدده الله شديد التَّواضع، سهل العَرِيكة، ليِّن الجانب، واسع الصَّدر، كبير التَّحمُّل، عظيم الصَّبر، يأخذ ويعطي معه الصَّغير والكبير، العامِّي والمتعلِّم في مسائل العِلم، ويناقشه ويعارضه، وهو يصبر عليه، ويتحمَّل ضعف أدبه، مع أنَّه في بيته وضيافته؛ لعلَّ الله تعالى أن يهديه، ويردَّه إلى الحقِّ، وجادَّة الصَّواب، ونحن حاضرون لذلك المجلس، وهذه المناقشة، وبكلفة شديدة نرغم أنفسنا على الصَّبر على هذا المناقِش المجادِل المخاصِم أو ترْك الخروج من المجلس، حتى لا تتفلت علينا؛ لأن هذا قد تجاوز حدود أدب العِلم، وأدب الضِّيافة، وأدب المسنِّ الكبير، ولم يمرّ بنا مثله؛ لكن نصبر احترامًا وتوقيرًا للشَّيخ-عافاه الله-، وحتى لا يفوتنا شيء من علمه، ونكتسب من أدبه، وحسن تعامله، وسديد فهمه.ثم بعد هذا يأتي الشَّيخ -سلَّمه الله- ويعتذر من المقابِل إن زلَّ أو أخطأ في حقِّه، فلا نملك إلَّا أن نَكبُرَه أكثر، ويعظم في نفوسنا أشدَّ من ذِي قَبل، ويزداد حبُّنا له، ونعود على أنفسنا باللَّوم والعَتَب، ونشعر أنَّنا في وادٍ، والعلماء في وادٍ غيره.
7- وذات مرَّةٍ كنَّا في بيته بالمدينة النَّبوية بعد صلاة العشاء، والمجلس ممتلئ، فقام الشَّيخ-سلَّمه الله-لأخذ كتابٍ-أظنُّه للإمام ابن قيم الجوزية حتَّى يطلعنا على كلامٍ له في مسألةٍ ما-، فاصطدم كتفه بكتف أحد أولاده-وأظنه كان أصغرهم-اصطدامًا خفيفًا من غَير انتباه؛ الشيخ قائم وابنه داخل-والخطأ من الولد حيث دخل بسرعة وعجلة ليقوم بخدمة الضيوف-، فما كان من الشَّيخ إلَّا أن اعتذر من ولده، وطلب منه المسامحة، وقال: أعتذر يا ولدي سامحني ما انتبهت لك، أو نحو هذا الكلام، ووضع يده على صدره يطيِّب خاطره. فتعجبتُ من هذا الموقف من أبٍ مع ولده الصَّغير، الذي لم يسبق لي أن رأيته ولا سمعت به في حياتي عن أحد.
8- وفي سَنةٍ من السِّنين كلَّفني -سلَّمه الله- مع زوج إحدى بناته بشراء أضحيتين له؛ فاشتريت له-لأنِّي الخبير بالغنم-كبشين من الكِباش المشهورة في البيئة التي أعيشُ فيها بأنَّها الأطيب يُقال لها النَّعيمي، وبيئة الشَّيخ التي يعيش فيها هي «الحجاز» وعلى رأسها مكَّة والمدينة، وسكَّانها يفضِّلون أنواعًا أخرى من الغنم؛ فأنا أخطأتُ وكان الأليق أن أشتري له ولأهله ما يناسب بيئتهم؛ فهُم وفقراء بلدهم ممَّن سيأكل من هذه الأضحية، ولكن لقصر نظري رأيتُ من زاويتي فقط، وزاد الطين بِلَّة أن الأضحيتين ماتتا بعد يومين من شرائِي لهما، لا أدري أَهُوَ لشيءٍ في صحَّتهما مع أنِّي قد تفحَّصتهما جيدًا، ولم ألحظ عليهما شيئًا؟ أو بسبب ركضهما الشَّديد المستمر في حوش البيت حيث لم يُربطا؟، وهذا النَّوع من الغنم معروفٌ بأنَّه يتوحَّش وينفر من النَّاس أكثر من غيره، حتَّى أنَّه يركض منهم أحيانًا حتى ينقطع نَفَسَه ويخرُّ ميتًا، وهذا خطأٌ آخر منِّي حيثُ لم أنبِّه الشَّيخ-سلَّمه الله-وأهله على ذلك. ثم اشترى الشَّيخ-سلَّمه الله-غيرهما من الغنم وضحَّى به.والشَّاهد من هذا: أنَّ الشَّيخ -سلَّمه الله- ما كلَّمني عن موتهما، ولا فتحه أمامي، ولا دَرَيت عنه من أهله أو المُجالِسين له، لا قبل العيد ولا بعده، ما عرفته إلَّا بعد فترةٍ طويلة أظنُّها سنوات من أحد طلَّابه، وهو خالد الظفيري -سدَّده الله-، يقصُّ عليَّ نبأ هاتين الأضحيتين، وهو لا يدري أنِّي أنا مَن اشتراهما للشَّيخ، فأخبرته.فالشيخ -سلمه الله- يتحسَّس نفوس مُجالسيه، ويراعِي مشاعرهم، ويحرصُ على أن لا يُدخِل الكدر عليهم بسبب شيءٍ من أمور الدُّنيا وحطامها.
9- الشيخ ربيع حفظه الله من كُرماء العالَم، وأهل الجُود والسَّخاء، والبذل والعطاء فيهم، يأتيه الزُّوار إلى بيته العامر بمكَّة-شرفها الله-، ويتزايدون عليه لا سيَّما في المواسم كرمضان، وشهور وأيام الحجِّ، وأوقات الإجازات من غالب أصقاع الدُّنيا، وفيهم العلماء وطلاب العلم وعوامِّ النَّاس، ومنهم من ينطق بالعربية ومنهم من ينطق بغيرها، فيتناولون طعام الغداء وطعام العشاء معه، وحين كانت صحته أتمَّ من الآن كان بابه مفتوحًا في غالب الأوقات، وتشهد معه جميع الوجبات، ولعلَّ غالب أكله مع الضيوف لا مع أهله. وفي رمضان يمتلئ بيته من كثرة الضُّيوف، حتى إنَّه يتكلَّم ويعتذر ويطلب المسامحة ممَّن لم يجد له مكانًا.وأذكر أنِّي كنتُ عند الشَّيخ-سلمه الله-في عشر ذي الحجَّة الأُوَل من سنين قد مضت، وكان الزُّوار يأتونه من كلِّ جهةٍ وأرض، وبعضهم يفطر معه، ومنهم من يتغدَّى معه أو يتعشَّى، ومنهم من يحضر الوجبات كلَّها أو أكثرها، ومنهم من يبيت عنده حتَّى يأتي يوم التروية ويذهب إلى مِنَى فيبيت فيها، فلاحظ أن أحد الموجودين لا يأتي معهم على سفرة الطعام ليأكل ويبقى في المكتبة أسفل البيت فذهب إليه وكلَّمه فأخبره بأنَّه يصوم أيام العشر، فتحسّر الشَّيخ -سلَّمه الله- وتوجَّع لعدم صيامه لها بسبب مرضه الذي حلَّ به، وما يأخذه من أدوية، وبارك لهذا الرَّجل وشجَّعه ودَعَا له، وقال: كلُّ يومٍ إذا أتَى وقت الفطور تأتي وتفطر عندي، فتعذَّر من الشَّيخ وحاول أن يُعفيَه فأبَى الشَّيخ، فأصبح يأتي كلَّ يومٍ ويصعد غرفةَ الطَّعام في بيت الشَّيخ وإذا بفطوره على السُّفرة، فيأكل حتَّى يشبع ثم ينصرف، والشَّيخ يتعاهده ويتعاهد وقت فطوره ويتأكد من مجيئه وفطوره كلَّ يوم، والرَّجل يقول لعلَّه ينسَى يومًا، لكن لم يحصل له نسيان.
10- حتَّى -والله!- إنِّي وبعض إخواني الفضلاء لنجهز العذر والتعذُّر من دعوته لنا للعشاء أو الغداء قبل الحضور إليه؛ حتَّى نخفِّف عنه ولا نكلِّفه، فنرتبط بموعدٍ مع آخرين في وقت العشاء والغداء أو نواعِد أهلينا بالذَّهاب لزيارة أقارب أو خروج في نزهة، فنظلُّ نتعذَّر ونتعذَّر من الشَّيخ-بارك الله له-وهو يكرُّر علينا الدَّعوة لا يملُّ حتَّى يغلبنا أو نغلبه، وما بنا-والله!-رغبةً عن مجلس الشَّيخ ومجالسته؛ بل ذلك من أحبِّ الأمور لدينا، ولكن مراعاةً لحاله وصحَّته وكِبَر سِنِّه.فالشَّيخ-أغناه الله وبارك له فيما آتاه من رزق- نعرف حاله، فلا هو من الأغنياء ولا الأثرياء ولا التُّجار؛ حاله كغالب حال الناس، يعتمد في نفقة نَفْسِه وأهله وعياله وضيوفه على راتب التَّقاعد؛ لكن الله قد بارك له فيه حتَّى سدَّ أهله وضيوفه على كثرتهم واستمرار مجيئهم.
11- ويحدثني -سلَّمه الله- أحيانًا؛ أنَّه يجد بركة في هذا الراتب، حتَّى إنَّه ليسدَّ حاجته وحاجة أهله وعياله وضيوفه، ولا يكاد يحتاج أن يتسلَّف ويقترض من أحد، فإن احتاج؛ اقترض من بعض أولاده وردَّه إليه، وشدَّد عليه في أخذه.
12- وبعض أهل البدع والأهواء -أصلحهم الله- يتَّهمون هذا الإمام -صبَّره الله على جَورهم وعدوانهم- بالباطل؛ حتَّى ينفِّروا عنه، ويُضعفُوا من إقبال النَّاس على كُتبه ومقالاته ومَجالسه وأشرطته التي فيها بيان بدعهم وضلالاتهم وانحرافاتهم؛ بأنَّه يقبض الملايين من الدَّولة على ردوده عليهم!!، وهو-والله!-من أبعد الناس عن دُنيا الحكَّام والوُلاة والأمراء والوجهاء والأثرياء، وأزهدهم فيها، قليلُ الاتِّصال بهم، منشغلٌ عنهم بالعِلم تدريسًا وتعليمًا، وتصنيفًا وإفتاءًا ووالله! قد جالسته وخالطته وعرفته أنا وغيري كثير؛ فما رأيتُ شيئًا من فجورهم في الخصومة هذا، ما رأينا شيئًا من افترائهم وكذبهم وإفكهم هذا؛ رأينا دنيا بسيطة، عندنا وعند غيرنا-والله-أحسن وأكثر منها، وقد جلس منزله بعد بنيانه عدة سنين من غير صبغٍ خارجي له لعدم توفُّر المال، بيوت كلِّ الناس حوله قد صُبغت بالألوان المختلفة، وجُمِّلت بالرُّخام وأنواع الأحجار، ولا يزال بيته من إسمنت.
وجلست أحواش هذا البيت سنوات كثيرة وهي لا تزال من تراب، لم يوضع لها بلاط أو رخام كباقي بيوت الناس، لعدم توفُّر المال؛ بل كلَّما اجتمع عند الشَّيخ -سلَّمه الله-شيءٌ من المال عمل بقدره في إتمام هذا البيت.
وإلى يومنا هذا وبيت الشَّيخ -سلَّمه الله- لم يكتمل فرشه كباقي بيوت الناس، ومن أرخص أنواع الفرش، ولا غطيت كل شبابيكه، مع أنَّ سكنه فيه يزيد على العشر سنين بأربع.
يا قوم! إن تكلمتم فتكلموا بحقٍّ وعدل، لا بالبهتان والافتراء والإفك، إن تكلمتم فتكلموا بشيءٍ له واقع حقيقي، شيء لا نرى خلافه، ونلمس عكسه، ونعايش غيره، حتى لا تُفضَحُوا في هذه الدُّنيا، ويفضحكم الله ويخزيكم في الآخرة.
يا قوم! كونوا شرفاء في الخصومة، كونوا نزيهين عند الاختلاف، لا تهدروا حسناتكم على النَّاس، فحقوق العباد ستدخل في باب المقاصَّة يوم العرض والحساب.
13- هذا الإمام المُصلِح النَّاصِح -سلَّمه الله-:
شديدُ الحرص على إخوانه وطلَّابه وأحبابه من أهل السُّنة والحديث السَّلفيين في كلِّ أرضٍ وبلد، في البلاد العربية، وبلاد شرق آسيا، وبلدان أفريقيا، وقارة أوربا، يتصلُ بهم، ويسأل عن أحوالهم وأحوال أهليهم، ويدعوا لهم، ويطلب منهم السَّلام على إخوانهم من السَّلفيين في نَفْس البلدة بأسمائهم، ويسألهم عن حالهم وصحَّتهم، ويُعين المُحتاج منهم ويساعده، ويبذل له المال والشَّفاعة بكلِّ ما يستطيع، ويعزِّيهم في مَوتاهم، ويتفقَّد مرضاهم حتَّى يشفون، وقد مرضتُ غير ما مرَّة فوجدته كثير الاتصال بي، والسُّؤال عن صحَّتي، والمتابعة لحالي، حتَّى والله! إنَّ سؤاله يكون أكثر من كثير من أهلي وقرابتي، حتَّى يصيبني الحياء، ويتنكَّب لساني فلا أدري ما أقول عند الحديث معه.
فإذا كان هذا حاله معي، فكيف بحاله مع أهله وعياله وقرابته، وكيف بحاله مع كبار أهل العلم وكبار طلَّاب العلم، وكيف بحاله مع كبار طلَّابه وتلامذته، وكيف حاله مع من هم أكثر لصوقًا به، ومجالسة له، وقراءةً عليه؟
وإذا أخبرته -سلَّمه الله- بموت والد أو والدة أحد إخواننا من السَّلفيين طلب منِّي رقم هاتفهم ليعزِّيهم ويواسيهم في مُصَابهم، وإن كانوا عندي طلب منِّي محادثاتهم فكلَّم أولاد الميت واحدًا بعد واحد، حتى إنَّهم ليتعجبون من كلام الشَّيخ-سلَّمه الله-معهم بنَفْسِه، رغم أنَّه قد لا يكون رآهم أو رأَوه، فيَكبُر في نفوسهم، ويرتفع في عيونهم، ويدعون الله له بالسَّداد والتَّوفيق.
ولكن هذا وغيره يقع منه لحبِّه الشَّديد لأهل السُّنة والحديث السَّلفيين في كلِّ مكان، ومن كلِّ بلد، وكلِّ قبيلةٍ وقوم.
وحين كانت صحَّته أفضل وعمره أقل من الآن وعنده من القوَّة والنَّشاط ما يساعده؛ كان يسافر إلى إخوانه من أهل السُّنة والحديث السَّلفيين بنَفْسِه فيتفقَّدهم ويُعينهم وينصرهم ويعضدِّهم ويدرِّسهم ويوجِّهُهم ويعلِّمهم ويحرِّضهم على الدَّعوة إلى التَّوحيد والسُّنة والردِّ على أهل البدع وبيان ضلالهم وانحرافهم.
ولتسأل عنه الدُّنيا، لتسأل عنه الهند، وأفغانستان، وباكستان، والسُّودان، وأفريقيا، واليمن، وجميع مناطق البلاد السعودية.
14- إن رأيته وهو يصلِّي رأيت السُّكون والطمأنينة والوقار في صلاته، وكلَّما فعل شيئًا في هذه الصَّلاة؛ قلتُ: هو يعمل بحديث كذا، هو يتحرَّى تطبيق هذه السُّنة، مذهب الشَّيخ في هذا الفعل يظهر من تطبيقه له؛ فهو -سلَّمه الله- بحقٍّ أُسوة، يتتبَّع السُّنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2014-08-01, 23:12   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
المصطفى السعيد
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

ثم أليس للشيخ شيء من رفع الضيم والظلم عن المسلمين المعرضين لعداوة بني صهيون؟
لا يختلف اثنان في أن ما يجري في غزة هو بين أهلينا وبين عدو خارجي محتل مغتصب للأرض والأعراض. فمن المؤكد لم ولن يتأخر الشيخ في رفع الهمم والدعاء لهم بالنصر والتمكين، فهلموا به إلينا وانشروه.









رد مع اقتباس
قديم 2014-08-01, 23:21   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

( صيحة نذير إلى أمة الغضب... اليهود )
للعلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله









رد مع اقتباس
قديم 2014-08-02, 09:36   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

صيحة نذير ... إلى أمة الغضب [ اليهود ] ! لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

التصنيفات الأساسية إلى أمة الغضب الذين قال الله فيهم : ﴿ فَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾ . [ البقرة : 90 ] . إلى أمة الذل والهوان الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة بكفرهم وقتلهم الأنبياء : ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾ . [ آل عمران : 112 ] .

فهذه بعض صفاتكم التي استوجبتم بها الذلة ، والمسكنة ، والغضب من الله ، ولا تقوم لكم قائمة إلا بحبل من الله ، وحبل من الناس إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة . فليس لكم سند من إيمان وعقيدة ، وليس لكم سند من رجولة وشجاعة ؛ فلا تزالون تقاتلون من وراء جدر بأسكم بينكم شديد ، إن أوصافكم الشنيعة لكثيرة جدًا ، ومنها : الخيانة ، والغدر ، وإثارة الفتن ، وتأجيج نار الحروب ، والسعي في الأرض بالفساد ، وكلما أوقدتم نارًا للحرب أطفأها الله ، وإن تأريخكم لأسود ومعروف ذلكم عنكم لدى الأمم جميعًا .
لهذه الأمة أقول - ويقولها كل مسلم صادق - : لا تبطروا ، ولا تأشروا ، ولا تغتروا بما أحرزتموه من نصر مغشوش ؛ فإنكم - والله - ما انتصرتم على جيش محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ولا على عقيدة محمد - صلى الله عليه وسلم - : عقيدة التوحيد " لا إله إلا الله " ، لم تنتصروا على جيش يقوده أمثال : خالد بن الوليد ، وأبي عبيدة بن الجراح ، وسعد بن أبي وقاص ، وعمرو بن العاص ، والنعمان بن مقرن ممن تربوا على عقيدة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ومنهج محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وربوا جيوشهم على ذلك ، وقادوهم لإعلاء كلمة الله ؛ فلم يقف في وجههم من هم أشد منكم قوةً وبأسًا من جيوش الأكاسرة والقياصرة .


لم تنتصروا على جيش هذا حاله ، وهذه عقيدته ، وهذا منهجه ، وهذه غايته إعلاء كلمة الله . إنما انتصرتم على جيوش هي خلوف ﴿ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ . [ مريم : 59 ] .


انتصرتم على جيش أكثرهم لا يعتقدون عقيدة محمد وأصحابه ، ولا منهج محمد وجنده ، ولا الغاية التي كانوا يجاهدون من أجلها . على هؤلاء الغثاء انتصرتم ، وبسبب ضياعهم وفشلهم قامت دولتكم ، وعلوتم في الأرض ، وأشعتم بها الفساد ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا . فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا . إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ﴾ . [ الإسراء : 4 - 7 ] .
وهذا هو تأريخكم ، وهكذا يعاملكم الله ، ولئن كانت هذه قد مضت على أيدي المجوس ، فلكم - إن شاء الله - ما هو أشد منها على أيدي جيش محمد - صلى الله عليه وسلم - جيش الإسلام كما توعدكم الله بذلك لهوانكم عليه ، ولحقارتكم لديه ﴿ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ﴾ . [ الإسراء : 8 ] .


وهأنتم عدتم ، وسيعود لكم بطش الله الشديد الذي لا يخلف الميعاد ، وعلى أيدي جيش محمد لا على أيدي أفراخكم ، وأفراخ الغرب النصراني والمادي . لا تغتروا ، ولا تبطروا ؛ فوالله ما انتصرتم على الإسلام ، ولا على جيش محمد ، والفاروق ، وخالد ، وإخوانه من جنود الله وجنود الإسلام .
وإلى عموم المسلمين - حكامًا ومحكومين ، طوائف وأحزاب ، وعلماء ومثقفين - : إلى متى تركنون إلى هذه الحياة الذليلة !؟ إلى متى تعيشون هذا الغثاء !؟ إلى متى !؟ وإلى متى !؟ وإلى متى !؟ فأين عقلاؤكم !؟ وأين علماؤكم !؟ وأين مثقفوكم !؟ وأين قاداتكم العسكريون !؟


لقد أنشأتم آلاف المدارس والجامعات فما هي ثمارها !؟ - والله - لو قام عشر معشار هذه المدارس والجامعات على منهاج النبوة عقيدةً ، وأخلاقًا ، وتشريعًا حكيمًا لأضاءت الدنيا بنور الإيمان والتوحيد ، ولتبددت ظلمات الجهل والشرك والبدع ، ولما تسلط عليكم الأعداء هذا التسلط ، وإن قامت بعض الجامعات على المنهج الحق تسلل إليها من لا يحب هذا المنهج ، فأثر في مسارها ، وغير وجهة كثير من منسوبيها ، فإلى الله المشتكى .


ألا يحتم عليكم هذا الواقع المرير ؛ إعادة النظر في مناهج مدارسكم وجامعاتكم ، وأساليب تربيتكم ، هل آن الآوان للتفكير الجاد في تغيير هذه الأوضاع ، وقلبها رأسًا على عقب ، وإقامة المناهج الإسلامية الصحيحة المستمدة من كتاب الله ، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، ومنهج السلف الصالح ، - والله - لا يصلح آخر هذه الأمة ؛ إلا بما صلح به أولها .


غيروا هذه المناهج التي لا تنتج لكم في الغالب إلا الغثاء ، وأقيموا على أنقاضها المنهج الرباني الذي لا صلاح ولا فلاح ولا نجاح لكم في الدنيا والآخرة إلا به ؛ إن كنتم تريدون لأنفسكم وأمتكم الفلاح والصلاح والنصر على الأعداء ، وعلى رأسهم من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة .


وإلى حكام المسلمين - خاصة - إن عليكم لمسؤلية عظيمة جدًا جدًا :


أولها : إلتزامكم بكتاب الله ، وسنة رسوله ، وسيرة الخلفاء الراشدين في عقائدكم وعباداتكم وسياستكم ، وفي حمل رعاياكم وتربيتهم على كل ذلك ، وعليكم - حتمًا - من الله ربكم أن تنبذوا القوانين - والله - الرجعية المتخلفة ، وسياسة أمتكم في جميع شؤون حياتها الدينية والدنيوية بكتاب الله ، وسنة رسوله ، وخلفائه الراشدين . فإنكم عباد الله ، وعلى أرضه تعيشون ، ومن رزقه تأكلون وتشربون وتلبسون ؛ فمن حقه عليكم أن تعبدوه ، وأن تشكروه ، وأن تعتزوا بدينه وشرعه ؛ فتلتزمونه ، وتلزمون به شعوبكم ، والناس على دين ملوكهم ، وإن الله لينزع بالسلطان مالا ينزع بالقرآن - كما قال الخليفة الراشد عثمان - .


ثانيًا : أن تكوِّنوا جيوشًا إسلامية تتربى على الكتاب والسنة ، وعلى أسس الجيش الإسلامي ، ولتحقيق غايات وأهداف الجيش المحمدي . يجب أن تربوه على عقيدة ومنهج محمد - صلى الله عليه وسلم - ، والفاروق ، وخالد ، وأن تربوه على الغايات التي رسمها الله لمحمد وصحبه ليكونوا جند الله حقًا ، وحينئذٍ فلن يغلبوا ﴿ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ . [ الصافات : 173 ] . لا على غايات دنيوية ، وشعارات جاهلية من قومية ، ووطنية ، وإقليمية ، وما هو أسوأ من ذلك ، فقد كفاكم - إن شاء الله - ، وكفى شعوبكم ما نزل بكم ، وبهم من استخفاف أحط الأمم ، وأذلها ، وتحديها لكم ، وغطرستها ، وكبريائها ، وطغيانها عليكم ، والله لا يدفع هذه الشرور والكبرياء إلا بالاعتصام بالإسلام ، وتربية أمتكم وجيوشكم على أصوله ، ومبادئه مع إسقاط كل الشعارات ، والأفكار ، والعقائد التي آلت بالأمة إلى هذا الواقع المرير .
وإلى الشعب الفلسطيني - خاصةً - يجب أن يعلم هذا الشعب : أن فلسطين ما فتحت إلا بالإسلام على يد فاروق الإسلام وجيوشه الإسلامية الفاروقية ، ولن تحرر من دنس اليهود إلا بالإسلام الحق الذي فتحت به على يد الفاروق . ولقد ناضلتم كثيرًا وكثيرًا ، ولا أعرف شعبًا صبر مثل صبركم ، ولكن كثيرًا منكم لا يحمل عقيدة الفاروق ولا منهجه ، ولو قام جهادكم على هذا لحلت مشكلتكم ، وأحرزتم النصر والظفر ؛ فعليكم أن تقيموا عقائدكم ، ومناهجكم ، وجهادكم على كتاب الله ، وسنة رسوله ، وأن تعتصموا جميعًا بحبل الله ولا تفرقوا ؛ افعلوا كل هذا بجد وإخلاص في مساجدكم ، ومدارسكم ، وجامعاتكم ، واصدقوا الله في كل ذلك - إن شاء الله - لتحقيق النصر المؤزر على إخوان القردة والخنازير .


وإن لأهل الشام المسلمين وعدًا صادقًا على لسان الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - بالنصر على اليهود والنصارى ، فشمروا عن ساعد الجد ينجز لكم وعده ، وبدون ذلك فلن تحصلوا إلا على الخيبة والخسران ، فلا - والله - لا ينفعكم تدخل أمريكا ، ولا الأمم المتحدة ، ولا القومية ، ولا الوطنية المقيتة ؛ فالبدار البدار إلى أسباب النصر الحقيقي المؤزر ، فلقد كفتكم التجارب الكثيرة التي لم تغني ، ولن تغني عنكم شيئًا ، ولا تكونوا كما قيل :
كالعيس في البيداء يقتله الظمأ ... والماء فوق ظهورها محمول


اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أولياؤك ، ويذل فيه أعداؤك . اللهم أعل كلمتك ، وأعز دينك ، وأعز به المسلمين . وخذ بنواصيهم إليك وإليه . إنك سميع الدعاء .










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أقوال, الشيخ, العلامة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc