بعض قوتها إيجابية، تمنحك دفقا من الحياة والمشاعر وتجعلك تعيد ترتيب حياتك..
لكن هناك أيضا، كما لكل شيء، جانب آخر ...هناك قوة " سلبية"، قوة " أذى"، قوة " تدمير"...
وبعض الكلمات تفعل ذلك وأكثر.
بعض الكلمات لها أجنحة، تجعلك تحلق معها، ترفعك إلى سابع سماء..
ولبعضها أيادي، تمدها لك لكي تسندك عندما تتعثر. تربت عليك وتواسيك عندما تشيح عنك الوجوه، تصفق لك عندما تكون بحاجة إلى تشجيع، تضغط على كفيك عندما تصافحك كي تشعرك بالقوة.
ولبعض الكلمات مخالب وأنيابك تجرحك وترقص على جراحك وتجعل من ألمك وليمة للهازئين والشامتين...
بعض الكلمات تخدشك بأعمق مما يبدو على سطحك المتجمل بالقوة والتحمل، تمضي الكلمة ويمضي قائلها، أو هكذا سيبدو من الخارج، لكن الخدش يبقى يحفر في أعماقك أخاديدا ووديانا، قد يسكت عن سطحك لسنوات، أو يزورك في المنام زيارات عابرة، ثم ينفجر ما تراكم منه في موقف دون سابق إنذار.
بعض الكلمات تترك على البعض منا خدوشا وعلامات، تصبح بالتدريج جزءا من علاماتك الفارقة نفسيا، لا ترى بالعين المجردة، لكنها أصبحت جزءا منك، من مخاوفك وعقدك ومشاعر اللأ أمان والنقص في حياتك...
لأجل كل هذا، وقبل قرون من ظهور مصطلح التنمر ومعرفة أضراره وآثاره وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)