or this
الوقت والاجازة الصيفية
لا تنم واغتنم ملذة يوم إن تحت التراب نوما طويلا
نعم أيها الأحباب من يستمع إلى دقات قلبه يجدها تشبه دقات الساعة وفى ذلك إشارة عظيمة أن حياتك دقائق وثوان معدودة وكلما مر يوم مضى بعضك , وإذا مضى البعض يوشك أن يمضى الكل وينتهى العمر فالحياة مهما طالت فهى قصيرة , ولذلك علينا أن نغتنم هذه الحياة فى الدراسة أو الأجازة فقيل قديما أن الوقت من ذهب وقيل أن الوقت هو الحياة فيجب الحفاظ على حياتنا ولا نفرط فيها دون فائدة ففى الدراسة نعمل ونذاكر ونجتهد , وفى الأجازة نقرأ ونعمل ونمارس الرياضة والرحلات والنزه المفيدة ولذلك وجدنا الله سبحانه وتعالى يقسم بالزمن لأهميته فقال : " والعصر إن الإنسان لفى خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " , وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( لا تزول قدم عبد حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه , وعن شبابه فيما أبلاه , وعن علمه ماذا عمل فيه , وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ) , فما أجمل أن نرفع شعار ( اغتنم فى حياتك ) نعم اغتنم ... اغتنم صحتك قبل مرضك , اغتنم شبابك قبل هرمك , ولكن كيف نستفيد من الأجازة ونحافظ أيضا على الأوقات لأن ( الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ) فتعالوا بنا نقضى أجازة مفيدة سعيدة مليئة بالنفع لنا ولأسرتنا ووطننا وديننا نمارس فيها الهوايات المفيدة مثل القراءة الخارجية وتصادق الكتاب لأنه خير صديق .
أنا من بدل بالكتـب الصحابا *** لم أجد لى وافيا إلا الكتابـــــــا
صاحب إن عبته أو لم تعـب *** ليس بالواجد للصاحب عابــــا
كلمــــــــــــا أخلقته جـددنى *** وكسانى من حلى الفضل ثيابـا
ونمارس الرياضة لأنها تقوى الجسد وتروح عن النفس وتعلم التواضع والأخلاق والرجولة وتجعل الطالب يخفف من ضغط الدراسة وكبتها ( إن كان هناك ضغط وكبت ) , ومن الممكن أن نساعد أسرنا فى مشاريعهم وعملهم فهذه قيمة من أفضل القيم قيمة العمل والوقوف بجانب الأسرة ولا تنس الرحلات والترفية المباح وأجمل كل ما قلته فى صفحة من صفحات ومذكرات متفوق يقول عن نفسه : إن عوامل النجاح فى الحياة كثيرة , وفى مقدمتها الأخلاق الحميدة , النابعة من الدين والقيم الروحية , والملائمة لمجتمعنا وعاداتنا , فالصغير يحترم الكبير , والكبير يعطف على الصغير, وقد انعم الله على بهذه الصفات الحميدة حتى تفوقت فى دراستى , ونلت هذا التكريم من أسرة المدرسة فى حفل المتفوقين , وحصلت على هذه الجائزة التى ترمز إلى الجهد المبذول , والسلوك المحمود , وقد تفوقت بفضل توجيه الوالدين , وإرشاد المعلمين , وطاعتى لهم , وتقسيم وقتى بين العمل والترفية , وأداء حق الله فى العبادة , فأبدأ يومى بالصلاة , وأتوكل عليه فى فهم الدروس وحسن الإصغاء للمدرس , والإيجابية فى المناقشة , فإذا رجعت إلى المنزل , أخذت قسطاً من الراحة , وقمت إلى مراجعة دروسى وتحصيل ما يجب على تحصيله بحيث أعطى كل مادة نصيبها من الوقت , بالقدر المناسب لها فإذا ما وثقت فى فهمى وحل التدريبات الكافية إنتقلت إلى إعداد الدروس التى سنأخذها فى اليوم التالى أقرؤها , فافهم منها ما استطيع , وأضع خطاً تحت الأجزاء التى لم أفهمها حتى استوعبها عند شرح الأستاذ لها فى الفصل , وهكذا اقضى أيام العمل , فإذا جاء يوم الراحة الأسبوعية قضيت ساعات منه فى النادى أو النزهة أو زيارة المتاحف أو القيام برحلة مع الأسرة أو المدرسة أو ذهبت إلى المكتبة لأقرأ بعض الكتب أو المراجع .
وليعلم الجميع أن مجد الأمم ورقيها يقاس بما حققته من انجازات , وهل يجهل أحد اليابان التى خرجت من الحرب العالمية الثانية صفر اليدين منهكة القوى مدمرة الاقتصاد ولكنها بدأت وأدركت قيمة الوقت فحافظت عليه ونظمته وعرفوا طريق العمل والبناء والتعمير فانطلقوا بكل طاقاتهم مستفيدين بكل ساعة بل دقيقة فى ليل أو نهار حتى أصبحت اليابان كبرى الدول الصناعية فى فترة قليلة , هذه هى الأمم التى تقدر قيمة الوقت والعمل فأين أمتنا ؟!