متفوقو بكالوريا 2018: آية هويدي المتحصلة على معدل 18.91 ... وما توفيقي إلا بالله
كما في نهاية كل موسم ، ها هي نتائج شهادة البكالوريا تطل بعد طول انتظار نفذ فيه صبر الطلاب لمعرفة ما إذا كافأتهم النتائج أم خيبت آمالهم... تطل لتكون مرآة عاكسة لما قدمه الطالب خلال مشوار دراسي طويل... تطل لتفي الكادين المجتهدين حقهم، كل على قدر اجتهاده. و ها هو الموقع الأول للدراسة في الجزائر كما عودكم كل عام ينقل لكم تجارب النخبة الذين تمكنوا من احتلال المراتب الأولى في سباق البكالوريا، عسى أن تكون خلاصة تجربتهم دروسا يستفيد منها من سيجتاز هذا الامتحان في المواسم القادمة، و عبرا تخط لهم طريقا واضحا نحو الامتياز٠
كان هذه المرة لقاءنا مع المتفوقة آية هويدي من ثانوية بوضياف بوضياف المتحصلة على معدل 18.91 ثاني أعلى معدل على المستوى الوطني في بكالوريا 2018، آية اختارت لتنقل لنا أسرار تفوقها "وما توفيقي إلا بالله" عنوانا لمقالها، نتمنى لكم الاستفادة
التعريف بالطالبة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
أنا الطالبة آية هويدي المتحصلة على معدل 18.91 بشهادة التعليم الثانوي "البكالوريا" شعبة العلوم التجريبية محتلة المرتبة الأولى على مستوى ولاية الوادي و الثانية على المستوى الوطني و الحمد لله.. أقطن ببلدية تغزوت ولاية الوادي أين تمدرست بثانوية الشهيد بوضياف بوضياف٠
وتيرة المراجعة و الدراسة
لا اخفيكم سرا إن قلت أن اتباع وتيرة منتظمة و ثابتة من بداية السنة الدراسية الى نهايتها أمر في غاية الصعوبة و لا يجدر به ابدا ان يحبط من عزيمة التلميذ فالانسان ليس معزولا عن العالم الخارجي، انه معرض لظروف قد تعيقه عن الدراسة، و كذلك الاوقات تختلف بين الصيف والشتاء، و لكن يبقى التلميذ مطالبا بتنظيم وقته ليس على حساب غيره فمثلا لا يمكن للجدول الذي ارسمه لنفسي ان ينطبق على غيري فلي نقاط قوة و كذلك نقاط ضعف تختلف عن غيري، وهنا تأتي اهمية معرفة الطالب لنفسه و قدراته فالمواد التي يجد بها صعوبة اكبر يضع لها مدة اطول و هكذا، و من المهم جدا ان لا يهمل التلميذ المواد الادبية (خاصة تلاميذ الشعب العلمية) باعتبار انها مواد "ثانوية" هذه الاخيرة يمكن ان ترفع من معدلك و يمكن ان تصنع نجاحك حتى، أما بالنسبة لي فقد كنت استيقظ لاداء صلاة الفجر ثم اقرأ ما تيسر لي من القرآن و بعدها أراجع بعض الدروس حتى يحين موعد الذهاب الى المدرسة، فلم اكن اتغيب عن المدرسة كما يفعل البعض فأحضر الحصص المقررة، فقد كان دور الاستاذ مهما بالنسبة لي خاصة و انني هذه السنة تمدرست على يد نخبة من الاساتذة الذين كان لابد من حضور حصصهم للاستفادة منها و عند عودتي الى المنزل اراجع ما اكتسبت اليوم و اطلع على ما هو قادم .. و لكن لا يجب على التلميذ ابدا إنهاك نفسه فاذا احس بالتعب كان لابد له من اخذ قسط من الراحة فهو لن ينتفع شيئا عند المراجعة في حالة الارهاق و التعب٠٠٠
نصائح عملية لكل مادة اضافة الى المراجع المعتمد عليها
:علوم الطبيعة و الحياة
لعلني أبدأ بهذه المادة لانها المادة الاساسية في شعبتي، شعبة العلوم التجريبية، حيث أن معاملها 6 و هذا ما يجعلها تحظى باهتمام كبير من طرف التلميذ والاستاذ على حد سواء، إضافة إلى ذلك فهي مادة شيقة، ممتعة، تثير فضول الطالب و خاصة من له شغف الاطلاع على حقائق الكائنات، فما أجمل أن يكون الإنسان على دراية بما يكمن داخله من أعضاء و أجهزة و وظائف حيوية شديدة الدقة ومثيرة للحيرة، تكشف للمتمعن فيها عظمة الله في خلقه و قدرته جل في علاه -فسبحان الله بكرة و أصيلا- ...أما عن كيفية مراجعة هذه المادة و متابعتها فهذا أمر يسير إذا كان التلميذ متواصلا معها منذ بداية العام الدراسي مع إمتلاكه لبعض المكتسبات القبلية التي قد إطلع عليها في السنتين الاولى و الثانية من التعليم الثانوي ....في مادة العلوم ثلاث مجالات و ينقسم كل مجال الى وحدات مترابطة و متتابعة ( لهذا أعيد التذكير بضرورة التواصل و متابعة هذه المادة فهي عبارة عن سلسلة اذا ربطت منها الحلقة الاولى تمكنت من ربط باقي الحلقات) .. أما دروسها فهي ممتعة و سهلة الفهم فلا داعي للخوف منها ... إلا أن الأمر المربك في مادة العلوم أن الإجابة فيها نسبية تتراوح درجة صحتها حسب منظور كل أستاذ، إلا أن الفكرة واحدة و هي التي يجب أن تتوصل إليها من جهة و تحاول إيصالها إلى المتلقي أو المصحح بترتيب منطقي و ألفاظ علمية بعيدة عن اللغة الأدبية ... أما قبل الشروع في حل التمارين فيجب عليك أيها التلميذ أن تدرك المنهجية (وقد تغيرت المنهجية تغيرا طفيفا في هذه السنة 2018 فيجب العمل بها) و كذا مفهوم كل سؤال و كيفية الاجابة عليه ( استنتج ،حلل،قارن،فسر ... ) أما بالنسبة للكتب الخارجية لم أعتمد كثيرا عليها فقد كانت المعلومات و التمارين التي قدمها لنا أساتذتنا حفظهم الله كافية وافية و لذلك أستغل الفرصة لأشكر أستاذي أو بالأحرى والدي الأستاذ محمد سقني الذي رافقني طيلة تعليمي الثانوي مضحيا بوقته وراحته وصحته من اجلنا وكذلك الاستاذ بورقعة عبد الحميد الذي لم يبخل علينا بخبايا هذه المادة وأسرارها .. ولكن يمكن الاطلاع على كتاب احمد امين خليفة الذي يحتوي على الكثير من الافكار القيمة والنادرة الا انه يجب التنويه الى كونه ما يزال معتمدا على المنهجية القديمة٠
:الرياضيات
مادة الرياضيات، المادة التي أحبها بل وأعشقها ، مادة ممتعة تشعرني بالاثارة و التشويق خلال حل المسائل الغامضة منها فهي كاللغز المتسلسل الفريد من نوعه، وحصصها هي أكثر الحصص حماسة ونشاطا ... والرياضيات بالنسبة للبكالوريا هي تكملة وتوسع لما درس بالسنة الثانية ولذلك على التلميذ أن يكون ملما ببعض الخطوات الاساسية التي سينطلق منها في السنة الثالثة كالنهايات والاشتقاق وغيرها من الامور البسيطة والسهلة التي ما على التلميذ الا ان يركز فيها (لعلي قد ادخلت الرعب في قلوب بعض التلاميذ الذين لم يعطوا الرياضيات حقها من الاهتمام في السنة الثانية أو لم يوفقوا في دراستها لبعض الأمور الادارية و لكن الاوان لم يفت، ما عليهم الا ان يتداركوا هذا التأخر الطفيف قبل الانطلاقة الفعلية للدروس او من شهر اوت كما هو الحال معي والحمد لله فقد تحصلت على العلامة الكاملة فيها) . بالنسبة لكيفية مراجعة مادة الرياضيات فهو كالتالي: لابد على التلميذ الانتباه في القسم لما يقدمه الاستاذ و محاولة فهم الدرس في ذلك الوقت، اولا لكي لا يضيع وقته وثانيا ليستغل الوقت في المنزل في حل التطبيقات والتمارين عما اكتسبه بالمدرسة ..اما الرياضيات فهي ممارسة كلما حللت عددا اكبر من التمارين كلما زاد شغفك و حبك لها و كلما كنت اسرع و اذكى في الاجابة فالرياضيات لا تهدف فقط الى الوصول الى النتيجة وانما الى طريقة الوصول اليها فكلما كان الطريق أقصر كان الجواب أفضل وأدق ، ولهذا يجب على التلميذ ان يحل ما استطاع من التمارين ولكني أحذر و أشدد التحذير "على التلميذ ان يتجنب التمارين المتشابهة فما الهدف من حل مجلات وسلاسل واكداس من التمارين التي تصب في فكرة واحدة ولا تختلف إلا في الارقام ظنا منه لما تمتلئ عيناه بأكوام من الكراريس التي قد أنهاها أنه على صواب ولهذا يجب عليه دائما البحث عن افكار جديدة وفريدة وقد يساعده في ذلك الاستاذ" ، ويجب علي ان اشير الى ان الكتاب المدرسي يحتوي على العديد من التمارين التي تعالج نقاطا مختلفة من الدرس وتتدرج في الصعوبة وهي تمارين جد شيقة و لكن وبما أننا علميون فهناك بعض التمارين التي لا نستطيع حلها اذ تنقصنا بعض الافكار التي يدرسها الرياضيون وهنا يظهر الخلل في الكتاب اذ يجب ان تنتقى التمارين و تميز بنجوم مثلا كما هو الحال في كتاب الفيزياء لألا يضيع التلميذ وقته في حل تمارين لا تعنيه ... لم أعتمد شخصيا على كتاب خارجي محدد و إنما اعتمدت على الكتب التي تتناول حلول تمارين الكتاب المدرسي.. كما أن حل البكالوريات السابقة أمر مهم لابد منه و مع أننا علميون إلا أنه يمكننا التطرق الى حل البكالوريات الرياضية او التقنية٠
:الفيزياء
و ما أروعها من مادة، تارة تغوص في دقائق الذرة و تارة تصعد و ترقى فتدرس حركة الكواكب و الأقمار، انها الفيزياء الميكروسكوبية و الماكروسكوبية، و ما ألذ و ما أعذب ان يفهم التلميذ دروس هذه المادة فهما معمقا و ليس مجرد فهم سطحي لا يهدف الا الى تحقيق العلامة المبتغاة، فكلما غاص التلميذ في هذه المادة أحس بالنشوة و السرور و هذا ما كان يسعى اليه استاذنا الفاضل حفظه الله الاستاذ تابعي عبد المالك، أما عن طريقة مراجعة هذه المادة فهي شبيهة بالرياضيات فعلى التلميذ كما ذكرت سابقا الانتباه في القسم لتحصيل المعلومات الاساسية التي يمكنه من خلالها الشروع في حل التمارين فإذا عاد الى منزله لم يكن عليه الا مراجعة الدرس مراجعة سريعة ومن ثم يتطرق الى حل التمارين والتطبيقات التي يفضل أن تكون منوعة ومليئة بالافكار الجديدة والغامضة ان صح التعبير و عليه حل البكالوريات السابقة التي لا يجب ان تنحصر في البكالوريات العلمية فقط بل والرياضية والتقنية كذلك فهي ثرية ومنوعة... أما بالنسبة للكتب المعتمد عليها فشخصيا أحببت الكتاب المدرسي في طريقة شرحه للدروس بطريقة مفصلة و معمقة لمن اراد إثراء رصيده العلمي كما أن كتاب زاد في الفيزياء كتاب قيم يحتوي على أفكار مبسطة وتمارين محلولة٠
:الأدب العربي
لعل الكثير من التلاميذ لا يولون مادة الادب العربي اهتماما بالغا و يعتبرونها "مادة ثانوية" ناسين او متناسين ان معاملها 3 اي انها مادة مهمة بالنسبة الى الانجليزية والفرنسية، ان الادب ليس علما وانما هو فن، فيجب على التلميذ تذوقه وما يميز الادب في التعليم الثانوي انه يدرس عبر مراحل وعبر عصور فتكون بداية السنة الثالثة هي عصر الانحطاط ولكن سرعان ما ينتقل الى عصر النهضة فيزداد تشويقا، ولهذا يجب على التلميذ التركيز والانتباه في هذا الانتقال ليكون متابعا خطوة بخطوة لتطور الادب ولابد له من معرفة اشهر الادباء في كل مرحلة واهم خصائص شعرهم ونثرهم التي لا تحتاج كما يعتقد الكثيرون الى حفظ بل هي استنتاجية من حبكة نص الاديب كان شاعرا أو كاتب نثر، و هذا ما يساعد التلميذ في الاجابة على اسئلة البناء الفكري ..اما اسئلة البناء اللغوي فتعتمد على القواعد الوجيزة التي يدرسها التلميذ خلال السنة و التي هي بسيطة و ممتعة وكذا الدروس البلاغية فما عليه الا التمرن على التفريق بين الصور البيانية و ذلك بحل البكالوريات السابقة ومن هنا اشكر كل اساتذة الادب العربي وعلى راسهم استاذتي بادة السعدية٠
:اللغتان الفرنسية و الانجليزية
تعتمد اللغتان الفرنسية و الانجليزية على مقدار الرصيد اللغوي الذي يمتلكه التلميذ، فاللغة الفرنسية بحسب المنهجية المتبعة في البكالوريا تعتمد اعتمادا كبيرا على فهم النص و تسلسل افكاره ولا يكون فيها من القواعد الا سؤال او اثنان و بطريقة غير مباشرة اي ان القواعد لا يجب ان تحفظ فقط بل و تفهم ليكون
ولا أنصح أبدا بتلخيص النص (compte rendu) توظيفها سليما، ثم الوضعية الادماجية التي تنقسم الى موضوعين إما موضوع حر وإما حوصلة للنص
إذا كان غير مفهوم بالنسبة للطالب.. و لاختيار الموضوع الحر يجب على التلميذ ان يحرص منذ بداية العام على اكتساب ثقافة حول ابرز المواضيع في هذه السنة فمثلا يدرس تاريخ الجزائر في اول السنة فمن الافضل ان يكون التلميذ على دراية باحداث بعض المظاهرات او له فكرة حول مجاهد ما فقد طلب في احدى البكالوريات التعريف باحد المجاهدين ... و يمكن الاعتماد في المراجعة على حل البكالوريات السابقة العلمية منها و حتى الادبية التي قد تجدها اكثر امتاعا و روعة٠٠
اما اللغة الانجليزية فلا تعتمد كليا على فهم النص حيث يقسم الجزء الاول من الاسئلة الى قسمين : قسم يتضمن اسئلة حول فهم النص و هنا تأتي ضرورة الرصيد اللغوي و القسم الآخر يتضمن أسئلة القواعد و ما أكثر دروس القواعد هذه السنة و لكنها سهلة فإذا تواصل معها التلميذ وتابعها منذ بداية الموسم الدراسي فلن تشكل له اي تعطيل او اشكال. و كذلك يأتي الجزء الثاني من الاسئلة وهو تحرير فقرة عادة ما يكون الاختيار الاول مقيدا بعدة افكار اما الموضوع الثاني فيكون التلميذ فيه حرا في اختيار ما شاء من الافكار و يكفي بها حل البكالوريات السابقة و لكن مع عدم اهمال تحرير الفقرة و ذلك للتعود على سلامة اللغة و صحة التركيب٠
:التاريخ و الجغرافيا
و اللتان يعتبرهما الجميع مادتي حفظ ولكني لا اوافقهم في ذلك صحيح انها تعتمد اساسا على الحفظ ولكن كيف يكون هذا الحفظ؟ هل هو مجرد قراءة جامدة لما كتب من سطور وتكرارها عدة مرات حتى ترسخ في ذهن التلميذ؟ بالطبع لا فمهما كان هذا فهو لن ينفع بعد ايام قلال سيتبدد هذا الحفظ و يزول ولكن لو كان مقترنا بالفهم فاكيد انه سيبقى و لو بنسبة اقل ...اما مادة التاريخ هذه السنة فبالنسبة لي اصبحت اكثر امتاعا و روعة خاصة و انها اصبحت تعتمد على الفهم اكثر من الحفظ ، نفس الشيء بالنسبة لمادة الجغرافيا ... و قد تتساءلون لماذا اركز على الفهم؟ ذلك ان مادتي التاريخ و الجغرافيا في البكالوريا ليستا جامدتين كباقي السنوات و انما هما مادتان متجددتان فلو يحاول التلميذ حل البكالوريات السابقة لوجد فيها اسئلة و كذا مصطلحات و ربما شخصيات لم يتطرق لها في الدرس ولا في القسم ولا ينفعه في تلك اللحظة الا مدى فهمه للسؤال ومدى تعمقه في هاتين المادتين فكلما استعان بالكتب الخارجية وسأل وبحث فيهما كلما زادت حصانته تجاه الاسئلة التي تخرج عن المحتوى المدروس... و ربما اقدم لكم طريقتي التي افادتني كثيرا في دراسة هاتين المادتين: فقد كنت اراجع الدرس قبل ان نتطرق اليه في القسم و لكن كيف كان ذلك .. كنت اجمع الكتب الخارجية و اهمها كتاب محمودي عادل الذي لا يمكن لطلاب البكالوريا الاستغناء عنه بالنسبة لي وهذا الاخير يتوفر للعلميين و كذلك للادبيين فاذا اردت التعمق كما فعلت فعليك بكتاب الادبيين ومنه الدروس ومنه ما هو للمصطلحات و الشخصيات وقد افادتني استاذتي الفاضلة التي تابعتني طيلة مشواري الدراسي في المدرسة الثانوية الاستاذة شهوبة ليلى بكتاب الادريسي في الجغرافيا الا انه كتاب قديم يحتوي على العديد من المعلومات المعمقة ( ليس شرطا على التلميذ اقتناءه) وأوصي كذلك بمطالعة الكتاب المدرسي وخاصة في التاريخ لان فيه معلومات مفيدة و كذلك شيقة فقد كنت استمتع بالرجوع اليه ... و بعد هذا اجمع مختلف الاسئلة التي تبادرت الى ذهني اثناء المراجعة الاولية و اسجلها في ورقة لاجدها حاضرة لحصة الغد في القسم ... و عند تناول الدرس في القسم تكون لدي فكرة عنه وهذا ما يمنحني القدرة على التفاعل مع الاستاذة و الاجابة وكذلك طرح الاسئلة و هذا ما يزيد من استيعابي للمعلومات وأضمن بذلك اني قد سألت الاسئلة التي اريد خلال الدرس (فلو كنت لم أراجع الدرس من قبل لكان علي الرجوع الى المنزل و مراجعته و عندها تتبادر في ذهني اسئلة و ساضطر الى طرحها في الحصة القادمة فاضيع بذلك الوقت لنفسي و لاستاذتي و كذلك لزملائي) و عندها ما علي الا الرجوع الى المنزل و مراجعة الدرس مراجعة خفيفة وهكذا تكون مادة الاجتماعيات قد تلخصت في ثلاث مراحل : مراجعة قبل القسم ، متابعة في القسم ، و مراجعة منزلية ... وقد كانت الفروض و الاختبارات نقطة حاسمة في المراجعة فلا يجب اهمالها باعتبار انها لا تضر و لا تنفع بالنسبة لمعدل البكالوريا.. و كي لا انسى بالنسبة للوضعية الادماجية فيجب على التلميذ في كل درس ان يحاول جمع ست عناصر حتى يضمن العلامة الكاملة .... فلا داعي ابدا للتخوف من هاتين المادتين فقط على التلميذ ان يتبع استراتيجية مدروسة و يحرص على متابعة المادتين من اول السنة الدراسية
:مادة العلوم الاسلامية
مادة العلوم الاسلامية بالنسبة لي مادة سهلة فهي بالنسبة لنا امور شرعية نعرفها نحن كمسلمين فهي تمس حياتنا الدينية و لهذا يجب علينا فهمها لتجسيدها في حياتنا الواقعية. ودروسها تحتاج الى فهم ومتابعة والى الحفظ كذلك وقد كانت الفروض والاختبارات دافعا كبيرا لي للحفظ و نقطة لتدارك التأخير .. ولعل ما ميز بكالوريا 2018 ان الاسئلة فيها قد اعتمدت في غالبها على الفهم مستبعدة الحفظ في جلها... و أهم ما أوصي به في هذه المادة هو الاستشهاد بالآيات القرآنية و الأحاديث النبوية الشريفة حتى و لو لم تطلب فهي تزيد الاجابة وضوحا وقوة و ما على التلميذ الا حل ما سبق من البكالوريات و كذلك فإن الاستعانة بالكتاب المدرسي امر مهم فهو مبسط و لا تعقيد فيه٠
:مادة الفلسفة
هذه المادة التي تثير في قلوب المقبلين على شهادة البكالوريا الرعب والرهبة واليأس في بعض الأحيان ولا ألومهم على ذلك خاصة العلميين فهي أول تجربة لهم في هذه المادة، بالاضافة الى ما يسمعونه من غيرهم من التلاميذ فالعيب في تلك الفكرة المسبقة التي تتمحور في الاغلب حول ان الفلسفة مجرد خرافات واكاذيب وثرثرة فارغة، و لكن لا، هذا الشطط و الزلل عينه، فالفلسفة هي كلمة يونانية "فيلوسوفيا" تعني حرفيا حب الحكمة، انها المهرب من الحواجز الكلامية، انها متعة لمن يفهمها و يسعى لاكتسابها لذا على التلميذ ان يقبل إليها لا ان يرتد عنها و ينفر منها ، اما عن كيفية التعامل مع هذه المادة فذلك يكون اولا بفهم كيفية التعامل مع كل سؤال و استنتاج المنهجية التي يتطلبها فبالنسبة للعلميين هناك الاستقصاء بالوضع و الجدل و المقارنة و تحليل النص و تمثل المتابعة في القسم و الاستيعاب نقطة قوة في هذه المادة فكلما زاد فهم التلميذ للدرس كلما اتسع تفكيره و تفتح ذهنه لخلق افكار جديدة تساعده في تحرير كتاباته ومن ذلك يشرع في مرحلة التطبيق وهو كتابة مقالات تعالج الموضوع من عدة جوانب و يجب عليه في صدد ذلك الاطلاع على الكتب الخارجية و البحث لإيجاد اكبر عدد من الافكار و من المقولات الفلسفية و ليس على التلميذ التخوف من حجم الكتاب المدرسي فهو ايضا مملوء بالأفكار القيمة، و كذا الاستعانة بالاساتذة الكرام و من هنا أشكر كل أساتذة المادة و على رأسهم الأستاذ القدير بسي السعيد .... و بذلك يكون التلميذ بإذن الله قد ألم بهذه المادة فإن عجز في شهادة البكالوريا فله اختيار ثالث و هو تحليل النص فلا يجب إهماله٠٠
خصوصيات الشعبة
شعبة العلوم التجريبية هي أكثر الشعب اختيارا من طرف التلاميذ حيث انه وفي اغلب الثانويات نجد ان نسبة تلاميذ هذه الشعبة اكثر من غيرهم كما ان اغلب المتفوقين وطنيا ينتمون الى هذه الشعبة ... كرأي شخصي فإن شعبة العلوم التجريبية هي اكثر الشعب توسعا و تعمقا، فمثلا و بطبيعة الحال فنحن الاكثر تعمقا في مادة علوم الطبيعة والحياة ولكن اذا ما ذهبت الى مادة الفيزياء فإننا ندرس المقرر لشعبتنا و لكن نبقى في تخوف فنحاول الاطلاع على ما يدرسه الرياضيون والتقنيون وهذا بالنسبة لمادة الرياضيات ايضا ...وكذلك المواد الادبية فمن شاء منا العلامة الكاملة فيها اطلع على بعض مما يدرسه الادبيون ايضا ... وهذا ما يضمن للتلميذ النجاح باذن الله و لكن بتفوق وامتياز ... و منه فإن شعبة العلوم التجريبية تتطلب البحث والصبر والمثابرة ... و لكن مع ذلك تبقى الشعب الاخرى كذلك ذات اهمية و تحتاج الى بذل الجهد كذلك ولا يعني هذا ان من اختار غير شعبة العلوم لن ينال الامتياز فلطالما شهدنا نيل المرتبة الاولى وطنيا من طرف شعبة الرياضيات مثلا٠٠
التضحيات و العقبات
اكيد ان طالب البكالوريا يجب ان يكون على استعداد لدفع ضريبة التفوق والنجاح ، فيجب عليه ان يستعد للعديد من التضحيات، فيجب عليه ان يقلل من ساعات اللعب و اللهو و الراحة (ولكن الى حد معين فلا يجب ان يسبب لنفسه الارهاق او الضغط النفسي)، كما يجب عليه ان يتخلى عن كل الملهيات من العاب الكترونية و مواقع التواصل الاجتماعي و كذلك التلفاز و يستبدلها بما ينفع ... و كذلك فإنه سيجد نفسه مجبرا على التقليل من الاوقات التي يقضيها مع العائلة و الاقارب... و لكن كل هذا التعب و هذه التضحيات تنسى و تتبدد ما ان يرى الطالب معدله على شاشة هاتفه او حاسوبه و يرى امتيازه (شخصيا سبحان الله مهما اردت ان اتذكر ما مر بي من اوقات متعبة و مرهقة فقدت فيها الامل احيانا الا انني اجد انها لا تساوي شيئا امام الفرحة التي عشتها عند تحقيقي لهذا النجاح فالحمد لله!!)٠
اما عن العقبات فهي عديدة من بينها ضيق الوقت و هو الاصعب حيث يحس التلميذ بالضغط وهذا ما يؤثر على نفسيته وكذلك على استيعابه لهذا يجب عليه ان ينظم وقته ويعرف كيفية استغلاله ولكن اذا ما تعطل جدوله الزمني فهذا لا يعني انه قد فشل في مهمته وانما عليه فقط ان يضيف بعض التعديلات عليه والتي تتناسب مع اوقاته و كذا قدراته ... و قد يواجه التلميذ بعض العقبات على مستوى مؤسسته فقد لا يستوعب شرح استاذ معين او تحدث بعض الاضطرابات في المؤسسة وهنا على التلميذ ان يكون عصاميا و يعتمد على نفسه ولا ينتظر من الآخرين شيئا.. و نجد كذلك الكثير من التلاميذ الذين يشتكون من النوم الكثير و لكن فليعلموا ان ذلك نتيجة للارهاق و التعب الذين يصيبهم طوال اليوم فلا بد من إعطاء الجسم نصيبه من الراحة ... و هنالك كذلك الضغوطات النفسية التي تزداد حدتها كلما اقترب موعد البكالوريا و هي امر عادي لكل طالب و لكن السر الوحيد و الحل الانجع لها هو الرجوع لله سبحانه وتعالى بالصلاة والذكر وقراءة القرآن الكريم فهو المأوى للنفوس لتطمئن و تتنزل عليها السكينة و الرحمة لقوله تعالى:《 أّلاّ بِذِكْرِ الله تِطْمَئِنُ القُلُوبُ 》و لكن هذا لا يكفي فعلى الطالب ان يتوكل (ولا أقصد التواكل) أولا وأخيرا على الله سبحانه و تعالى وكلما زادت ثقته بربه قلت مخاوفه وازدادت ثقته بنفسه. وليعلم ان ما كتبه الله له هو الخير بعينه فسيدنا علي بن أبي طالب يقول :《 كنت اطلب الشيء من الله،فان اعطاني اياه كنت افرح مرة واحدة ، و ان لم يعطني اياه كنت افرح عشرات المرات ،لان الاولى هي اختياري اما الثانية فهي اختيار الله عز و جل 》٠
الدروس الخصوصية
الجميع يتساءل هل الدروس الخصوصية ضرورية في البكالوريا أم لا؟ بالنسبة لي هي غير ضرورية فالتلميذ يجب ان يتلقى ما يحتاجه و ما هو مقرر عليه بالثانوية من طرف اساتذته و لكن في بعض الاحيان و نظرا لبعض الظروف يضطر التلميذ الى اللجوء الى هذه الدروس. بالنسبة لي فقد التحقت بالدروس الخصوصية و ذلك لا يعني ابدا انني كنت اجد تقصيرا من اساتذتي بالمؤسسة بل على العكس اساتذتي كانوا الاقدر والاجدر (فبارك الله فيهم وجزاهم عنا كل خير) ولكن كنت استغل تلك الساعات في حل التمارين و التطبيقات تحت اشراف الاساتذة لأحصل على الهدوء و كذا الجدية و الصرامة التي احيانا ما لا تتوفر اثناء المراجعة المنزلية. هذا بالاضافة الى الثقافة والمعلومات الاضافية التي نكتسبها من اساتذتنا والتي لم تفدنا في البكالوريا فقط وانما حتى في الاختصاصات التي نحن مقبلون عليها ... و كمثال واقعي يقتدى به صديقتي و اختي " مريم سقال" الاولى على مستوى ولاية وهران و التي لم تلتحق باي من هذه الدروس الخصوصية و مع ذلك حققت التميز و صنعت النجاح و التفوق بمعدل 18.75 فبارك الله فيها ولها وحفظها وسدد خطاها و بالتوفيق لها في مشوارها الجامعي٠
الأهداف و الطموحات
كخطوة أولى في حياتي الجامعية أصبو الى دراسة الطب.. ذلك الاختصاص الذي لطالما حلمت به و لطالما تعبت من اجله وقد يتساءل البعض لماذا اخترت هذا المجال مع اني قد فكرت في مجالات اخرى غيره وطرحت علي العديد من الاختصاصات المثيرة للاهتمام.. إلا أنني لم أستطع تغيير حلم طفولتي والاماني التي رسمتها في مخيلتي بين ليلة و ضحاها بالإضافة الى ان تعلقي بوالدي الذي يمتهن الطب قد زاد من حماستي لخوض هذه التجربة ولمتابعة ما بدأه ... ودعواتي لله دائما أن ادرس الطب ليس لامتهنه ولا لآخذ به مكانة اجتماعية عالية، ادعو الله أن يوفقني لدراسة الطب لأني أحبه و أريد التعمق فيه و فهم خباياه وأسراره ٠٠٠
كلمة أخيرة
ان الكلمة الاولى و الاخيرة هي "الحمد لله"، فالحمد لله حمدا كثيرا والشكر له أن غمرني بكرمه وعطائه، الحمد لله الذي وفقني لأحقق هذا النجاح والتميز ولأصل الى ما عملت من اجله منذ صغري، والذي ادخل الفرح والسرور لقلبي والدي اللذان طالما صبرا وعملا من اجلي ، اشكرهما كذلك على كل التضحيات ، على كل المجهودات التي فاقت ما بذلته من جهد ، أشكرهما على الدعوات أثناء القيام و أثناء السجود ، اريد كذلك ان اغتنم الفرصة لشكر عائلتي وأقاربي الذين أحاطوني بعبارات التشجيع و كذلك أساتذتي الذين لا أعتبرهم أساتذة وانما آباء لي وأمهات كل باسمه و مقامه منذ السنة الاولى ابتدائي و حتى يومنا هذا حفظهم الله ورعاهم ...وكل الزملاء الذين ساندوني وخاصة ايام الامتحان الرسمي فقد كان التحدث معهم قبل الدخول الى الاختبار كجرعة من التفاؤل .. وأشكر كل من غمرني بدعواته جهرا وعلى ظهر الغيب
الذي يقدم الكثير للطلاب وخاصة طلاب البكالوريا وكم هو جميل ان يشارك الطلبة هنا تجاربهم فيستفيد منها ency-education واخيرا الشكر لموقع
غيرهم
بالتوفيق و النجاح لكل الطلبة و الطالبات ... في أمان الله و حفظه