من مظاهر التقصير والخطأ في تربية الأولاد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > قسم تربية الابناء وما يخص الطفل المسلم

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من مظاهر التقصير والخطأ في تربية الأولاد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-01-23, 16:11   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Flower2

- قلة المراعاة لتقدير مراحل العمر التي يمر بها الولد :
فتجد من الوالدين من يعامل الولد على أنه طفل صغير، بالرغم من أنه قد كبر، فهذه المعاملة تؤثر في نفس الولد وتشعره بالنقص، فلكل مرحلة من مراحل العمر معاملتها الخاصة التي يجدر بالوالد مراعاتها، والأخذ بها.
32- الشماتة بالمبتلين :
فبعض الآباء إذا رأى مبتلى بدأ يشمت به، ويتهم أهله بالتقصير في تربيته، بدلاً من أن يسأل الله السلامة لنفسه، والعافية لهذا المبتلى؛ فكم من الناس من انحرف أبناؤه وضلوا؛ بسبب شماتته، وذرابة لسانه، وجرأته على الناس.
33- قلة الاهتمام باختيار مدارس الأولاد :
فكم من الآباء من لا يهتم بذلك، فتجده لا يسأل عن المدرسة التي سيدرس فيها ابنه، ولا عن المدرسين وسلوكهم وأخلاقهم، ولا عن المناهج الدراسية، ولا عن نوعية الطلاب الذين يدرسون في المدرسة مع ابنه.
34- إلحاقهم بالمدارس الأجنبية :
التي تفسد عقائدهم وأخلاقهم، خصوصا إذا كانوا صغارا، أو قليلي الحصانة من العلم والتقوى.
وقد لا يقتصر فسادهم على أنفسهم، بل يصبحون معاول هدم لأمتهم.
35- قلة التعاون مع مدارس الأولاد أو انعدامه بالكلية :
فكثير من الآباء لا يتعاون مع المدارس التي يدرس فيها أولاده، بل ربما لا يعلم أين يدرسون.
36- الدفاع عن الولد بحضرته خصوصا في المدرسة :
فقد يحدث أن يقوم أحد المدرسين أو المسؤولين في المدرسة بتأنيب طالب من الطلاب أو عقابه، ثم يأتي والده وقد غضب غضبة مضرية، وبدلاً من الحوار الهادئ مع صاحب الشأن، وبدلا من أن يكون ذلك بعيداً عن ناظري الولد- تجد ذلك الوالد يطلق العبارات النابية على الأستاذ أو المسؤول، ويصب جام غضبه عليه، وينزله في الحضيض بحضور ولده، ومن هنا تقل قيمة المدرسة في نفس الولد، ويشعر بالزهو والتيه والإعجاب بالنفس، فلا يكاد بعد ذلك يصيخ السمع للمعلمين والمربين.
37- ترك المبادرة في تزويج الأبناء مع الحاجة والمقدرة :
فمن الآباء من لا يحفل بهذا الأمر؛ فتراه لا يبادر إلى تزويج أبنائه مع حاجاتهم إلى الزواج، ومع غنى الأب، واستطاعته أن يزوجهم.
وهذا خطأ فادح؛ حيث يترتب عليه مفاسد عظيمة تعود على الفرد والأمة؛ فبسببه تتعطل الشباب عن الزواج إلى سن متأخرة، وبسببه تضيع أعراض، وأخلاق.
وقد يصاب ذلك الابن الذي لم يبادر في تزويجه بمرض عضال، إما بسبب حادث سيارة أو غير ذلك، فلا يتمكن معه من الزواج، ولا يقبل أحد أن يزوجه بسببه؛ فمن يقوم على رعايته، خصوصاً إذا كان الوالدان كبيرين وليس عندهما من يقوم به، بل قد لا يجد من يلتفت إليه بعد فراق والديه الدنيا، كما أن المنية قد تفاجئ هذا الذي أخر زواجه، فيتوفى دون أن تكون له ذرية تدعو له، وتترحم عليه، وتحي ذكره.
وإذا عاش ذلك الذي أخر زواجه ربما عاش ممزقا مشتتا متعرضا للفتن.
والذي يؤخر زواجه يحرم من سكون النفس، وطمأنينة القلب، وفضائل الزواج المتعددة.
ثم إن الزواج مشروع في دين الإسلام، وأقل درجات المشروعية الإباحة، بل إن المتأمل في أدلة الشرع يجدها لا تدل على الإباحة فحسب، بل تدل على الاستحباب، أو الوجوب.
وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أن النكاح فرض عين يأثم تاركه مع القدرة عليه، قال بذلك أهل الظاهر.
والذي نص عليه ابن حزم أنه واجب على الرجال دون النساء.
ونقل الكاساني عن بعض الحنفية أنه فرض كفاية كالجهاد، وصلاة الجنازة، ونقل عن آخرين أنه واجب. والقائلون بالوجوب من الحنفية منهم من عده واجبا كفائياً كرد السلام، ومنهم من جعله واجبا عينيا عملا لا اعتقادا على طريق التعيين كصدقة الفطر والأضحية. والقول بوجوبه رواية عن أحمد، وهو قول بعض الحنابلة.
وذهب بعض شافعية العراق إلى القول بأنه فرض كفاية يقاتل أهل البلد الذي يمتنعون منه.
وقد استدل القائلون بالفرضية، أو الوجوب العيني، أو الكفائي بالنصوص الآمرة بالنكاح كقوله- تعالى- : فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ [النساء : 3].
وقوله : وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ [النور : 32].
وقوله : "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء".
فالأمر عندهم للوجوب، ولم يأب صارف يصرفه عن الوجوب، وقد تأكد الوجوب من إخبار الرسول أن النكاح من سنته، ومن إنكاره على من ترك النكاح، وعزم على التبتل.
وذهب جمهور أهل العلم إلى استحباب النكاح للتائق إليه الذي لا يخشى على نفسه الوقوع في الزنا؛ فإن كان توقانه شديدا؛ بحيث يخشى على نفسه الوقوع في الزنا وجب عليه الزواج متى قدر على تكاليفه.
هذه نبذة يسيرة من أقوال أهل العلم في الزواج وأهميته ومع ذلك تجد بعض الآباء لا يلقي بالاً لهذا الأمر؛ مما ينذر سوء المنقلب، على الأبناء بخاصة، وعلى الأمة بعامة. فحقيق على الآباء أن يعوا هذا الأمر، وأن يسعوا في تزويج أبنائهم عند حاجة الأبناء، ويسار الآباء.
38- إجبار الابن على نكاح من لا يريد :
كأن يقول الوالد لابنه تزوج بنت عمك، أو بنت خالك، أو بنت الوجيه الفلاني، أو التاجر الفلاني، أو نحو ذلك.
وإذا لم يتزوج غضب عليه الوالد أشد الغضب، بل ربما هجره.
وهذا الصنيع لا يجوز؛ فليس للوالد إجبار ابنه على الزواج من أسرة معينة، أو فتاة معينة؛ فقد يرى الابن ما لا يرى والده؛ فقد لا يجد ميلاً لمن أشار والده بها، وقد يكون طامحا لأسرة أخرى؛ وهكذا..
نعم للوالدين أن يشيرا عليه، ولهما أن يحاولا إقناعه، وفتح المجالات أمامه، وإبداء المسوغات له.
ولكن ليس لهما إجباره، فقد يضرانه من حيث أراد نفعه.
رام نفعاً فضر من غير قصد ومن البر ما يكون عقوقا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية- - : "ليس لأحد من الأبوين أن يلزم الولد بنكاح من لا يريد، وأنه إذا امتنع لا يكون عاقاً.
وإذا لم يكن لأحد أن يلزمه بأكل ما ينفر منه مع قدرته على أكل ما تشتهيه نفسه- كان النكاح كذلك، وأولى؛ فإن أكل المكروه مرارة ساعة، وعشرة المكروه من الزوجين على طولي يؤذي صاحبه، ولا يمكن فراقه.
39- تأخير زواج البنات بغير مسوغ شرعي :
فمن الآباء من يؤخر زواج ابنته بلا مسوغ شرعي؛ فتراه يرد الخاطب الكفؤ، ويؤخر زواج ابنته إما لكونها وحيدته فلا يرغب في فراقها، أو لرغبته في أن تخدمه، أو لأنها موظفة ويرغب في مالها، أو لأنه ينتظر خاطبا غنياً يتقدم لموليته، أو لغير ذلك من الأسباب.
وهذا حرمان للفتاة من حقها في الزواج؛ فكيف تكون حالها وهي ترى أترابها من بنات عمها، أو بنات خالها، أو صديقاتها وهن يحملن الأطفال، ويسعدن بالأزواج؟
إنها تحترق كمدا وغماً، وحسرة؛ فتبعة ذلك التأخير يتحملها الأب؛ لأن الأصل أن يبادر إلى تزويجها متى تقدم لها الخاطب الصالح.
أما تأخير الزواج، ورد الخاطب بلا مسوغ- فشذوذ، وخروج عن الأصل الشرعي والعرفي، وهو تمكين الفتاة من الزواج.
فإذا ارتضت المرأة رجلا، وكان كفوا فليس لوليها منعها من التزوج به.
فيا أيها الأب الناصح لابنته، خف الله، وارحم موليتك، وتذكر بأنك لست مخلدا في هذه الدنيا، وتذكر بأن الأنثى لا بد لها من رجل يحوطها برعايته أباً كان، أو أخاً، أو عماً، أو خالا.
فإذا انتقلت عن هذه الدنيا، ولم تدخل ابنتك عش الزوجية، وأنت السبب فمعنى ذلك أنها ستكون عالة على إخوانها، أو أحد قاربها.
وقد تبتلى بمن لا يخاف الله فيها، سواء كان ذلك زوج أمها إذا تزوجت أمها بعد فراقك، أو زوجة أحد إخوانها، أو غير أولئك، فتتحول حياتها إلى جحيم لا يطاق.
40- تزويج البنات بغير الأكفاء :
فمن الآباء من لا يقصر في المبادرة إلى تزوج ابنته، ولكنه يقصر في اختيار الزوج المناسب، فتراه لا يتحرى الكفؤ الذي يرضى دينه وخلفه، إما لقلة اهتمامه بأمر ابنته، أو لرغبته في التخلص من تبعتها وبقائها بلا زوج، وإما لعجلته وخرقه، وإما لطمعه في المال إذا تقدم إليه غني، أو لرغبته في الوجاهة والمنصب والسمعة إذا تقدم له من هو كذلك، أو يزوجها للقريب الذي يستحي من رد طلبه.
أما الدين القويم، والخلق الكريم فلا يخطر بباله، ولا يدور في خياله.
ولهذا قد تبتلى بتارك للصلاة، أو مدمن للمخدرات، أو شرس الأخلاق، جافي الطبع.
ولا حرج أن يسأل الإنسان عن المنصب، والحسب، والنسب، ونحو ذلك من الاعتبارات.
لكن الحرج أن تكون هي المحكمة في المفاضلة، والترجيح دون اعتبار للدين والخلق، وهذا من الخلل والتفريط.


41- إرغام البنت على الزواج بمن لا تريده :
فمن الآباء من إذا خطبت إليه ابنته، واقتنع بالخاطب - أياً كانت دوافع الاقتناع- أعطى الموافقة التامة دون أن تعلم البنت بشيء؛ فإذا قرب موعد الزفاف همس الولي في أذنها؛ كي تهيئ نفسها لزوجها.
وهذا من الخلل؛ فقد لا ترضى البنت بالزوج؛ فإذا أجبرت على الزواج منه كانت حياتهما ضرباً من النكد.
ولهذا جاء الشرع الحكيم بمنع الولي من إكراه موليته على الزواج؛ لأن ذلك ليس من حقه، جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة – – أن النبي قال : " لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن".
قالوا يا رسول الله! وكيف إذنها؟ قال : "أن تسكت".
وعلى هذا فلا يجوز تزويج المولية بغير إذنها، ولا يعني اشتراط إذنها أن الولي غير لازم في نكاحها؛ فالصواب من القول أن تتفق إرادتها وإرادة وليها في التزويج.
نعم لوليها أن يحاول إقناعها بالزواج إذا كانت ترفضه، وله إقناعها بالزوج الصالح إذا كان ترده، ولكن ليس له إجبارها.
ولا يعني ذلك أن تتعنت المرأة بحجة أنها لا تجبر.
42- دخول الوالد في كل صغيرة وكبيرة من أمر ولده إذا تزوج : فمن الوالدين- أباً كان أو أماً- من يفرض وصاية عامة، ويضع سياجا محكماً على أولاده بنين وبناب حتى بعد أن يتزوجوا؛ فتراه يتدخل في شؤونهم الخاصة، ويأتي بيوتهم على غرة، ويفرض أراءه التي قد تكون مجانبة للصواب. وهذا من الخلل في التعامل مع الأولاد؛ فاللائق بالوالد أن يترك أولاده يعيشون حياتهم الخاصة بهم، وألا يكون حجر عثرة في طريق سعادتهم.
ولا يعني ذلك أن يترك منا صحتهم، ودلالتهم على ما فيه صلاحهم وفلاحهم، وإنما المقصود من ذلك لزوم الاعتدال في شتى الأحوال.


تساؤلات

هذه بعض مظاهر التقصير في تربية الأولاد، فماذا نؤمل بعد هذا الإهمال؟ وماذا سنحصد من جراء ذلك التقصير؟ أو بعد هذا نطمع في استقامة الأولاد؟ نحيطهم بكل ما يؤدي إلى الانحراف، ثم نرجو بعد ذلك صلاحهم وفلاحهم؟
ومن هنا نعلم أية جناية نجنيها على الأولاد حين نقذف بهم إلى معترك الحياة في جو هذه التربية الخاطئة، ثم ما أسرعنا إلى الشكوى منهم حين نراهم منحرفين أو عاقين أو متمردين؛ ونحن قد غرسنا بأيدينا بذور هذا الانحراف، أو العقوق، أو التمرد.
أين تربيتنا- في هذه الإعصار المتأخرة- من تربية سلفنا الصالح الذين خرجوا لنا أكرم جيل، وأفضل رعيل لا يدانيهم أحد من بعدهم، ولا يبلغ شأوهم من لحق بهم. فمن كان وراء هؤلاء الأبطال؟ ومن الذي صنع أولئك الرجال؟
إننا لو سبرنا أحوالهم، وتتبعنا سيرهم- لوجدنا أن وراء كل واحد منهم- بعد توفيق الله- أباً عظيما أو أماً عظيمة يربون أولادهم على طلاب الكمال، ونشدان المعالي.








منقول من كتاب التقصير في تربية الأولاد مظاهره وسبل الوقاية والعلاج
لمحمد بن إبراهيم الحمد









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مظاهر, الأولاد, التقصير, تربية, والخطأ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc