ها هي الحرب على غزة يُحمى وطيسها وعيل صبر أسما وإسماعيل وهو يقرع الباب وبلا جواب، وها هم العربان الذين كانوا على سوريا والعراق ذئاب، صاروا لإسرائيل كلاب. وها هم مرضعات الربيع العربي من غربي وتركي يمنعون دمقراطية شعوبهم بشجب العدوان أو يكيلون كيل بعير من التصريحات من أجل استثمارها بالانتخابات كحال النذل أردوغان.
طبعا إنّك تسأل عن سبب عنوان المقال الذي يبدو لوهلة أنّه سوقي، لا تسلْ سأنبئك بتأويله. الإنسانية ابتدعت وحدات المقاييس للبيع والشراء ولقياس الزلازل والأعاصير وكل ما تعلمه وما تجهله. فكلنا سمع بالرطل والكيل والكيلو والرطل وريختر و... كلها قياسات لها مجالاتها ولكن هناك قياس خاص للعالم العربي منذ الأزل وهو يأتي مصبوب مع النظام التركيبي لهيكل الإنسان العربي وهو يتمثل بكبر البيض، ولا تتسع حدود المقال لطبع الأمثال التي تؤكد ذلك. فمقياس الرجولة وهي أيضا كلمة لا ترجمة لها في باقي لغات العالم، تكون عبر قياس البيض، وأخبرني صديق جزائري أنّ الجالية المغاربية داخت في فرنسا من أجل ترجمة هذه الكلمة حتى أتى الإلهام وترجموها بكلمة "Homitude". ولإن البيض هو مقياس الرجولة في العالم العربي، فهناك عادات الاحتفالات بقصل الزائدة في الختان، وأظهر لنا الفيسبوك شغف الأباء ب"تشيّير" زبرقوتة ولي العهد وهي مُُلصّقة بالشاش بعد التطهير. أي وضع الصورة على النت لتكون متاحة لمن يريد التكبير والمباركة. وتصوير زبرقوتة الغلام كانت عرف في بعض الدول العربية وكرّمنا الوالد أنا واخوتي بصور تذكارية عندما كنا في عمر السنة. في حين اكتفى أبي بالصور هناك عائلات ذهبت بعيدا في الأمر وهي عائلات تعيش في كندا وأمريكا، وعندما هبط الصبي، لجؤوا إلى تصوير فيلم فيديو له وهو عاري وتفننوا في أخذ الپوزات وإظهار حجم البيضات، وأرسلوا الشريط للعائلة في العالم العربي، ولأن التفتيش يكون دقيقا على بريد العرب، شاهد الشرطي الكندي الشريط، ولم يفهم منه إلا أنه يُصنّف في خانة جرائم البيدوفيليا، أي الجنس مع الأطفال، وذلك لأنّه لا يوجد فقه الرجولة وقياس البيض في الحضارة الغربية. وهناك أيضا قصة مماثلة حدثت في أمريكا، حيث أن العائلة التي تنعّم عليها الله بصبي له بيض، ذهبت لتوثّق الأمر في استديو التصوير، صوروا البيض تحت ذهول المصور الذي كان ينتظر جلاء أبناء الجالية ليتصل بالشرطة، وفي إحدى الصور غالت جدة الصبيّ بفرحها وقبّلت زبرقوتة الصبيّ في مشهد ارتعش له بدن الفوتوغراف. لم يفيدنا الراوي كيف تخلّصت هذه العائلات من براثن البوليس. ودليل أخر على فخر العرب ببيض الغلام، هو تفننهم بتوليد الكلمات التي توصّف نشوتهم برؤية بيض الصبيّ، ولي قريب أنجب ذكر، باركنا له وسألناه إذا كان المولود ذكر أو أنثى، فأجاب ببداهة سحيل بن وثيل الرياحي وقال لي: صبيّ وزبرقوتته 5 سنتم. ومن حقوق طبعه اعتمدنا الكلمة البلاغية التي أنتجها وهي منحوتة بوصل زبر الغلام بالياقوتة النفيسة فتمخّض عنها جميع البلاغات من نحت ومجاز استعارة. ومن الأمثال الشعبية المتواترة وصف التيه بكبر البيض، فيقولون: يمشي فرشخة. وإذا كان الشخص أهوج يقولون: يتفركش ببيضه. وإذا كان لايميز بين الأمور يقولون: لا يميز بين بيضه وبين الفجلة. وإذا كان ينتخي يقولولون له: على ماذا نافخ بيضك، أي أنّه صغير وينفخه للدلالة أنّه يقوم بشيء أكبر منه. وإذا استشاط غضبا شخص من صديقه، يقول له سأعلّقك من بيضك. هذا في ما يخص الرجال أمّا بخصوص النساء فمُُحال ولم تُسجّل حالة فرح كما هي الحالات التي ضبطتها الشرطة، وحالات الفرح تكون بالدماء بعد فضّها من الزوج، وهي عادات مقزّزة وسمعت بأقزز منها وهي أن حماة الفتاة تتواجد في ليلة الدخلة مع العروسين لتتأكد بنفسها أنّها اشترت بضاعة مختومة من المصنع المنشأ. واشتكى لي صديق أفريقي عن مظلومية ذبح الديك ليلة الدخلة من قبل العربان لتقديمه دليل عذرية.
من هذه المقدمة التي حدّدنا فيها وحدة القياس في العالم العربي وميزان البيض لا يبخس، وهو من أعدل موازين القياس، ننتقل لموضعنا وهو حرب غزّة، هنا سنضع في الميزان بيضات العرب ولن نُُخسر فيها، والتي تزين رطل سنشير إليها والتي تساوي متليك سنختم عليها سعرها حتى لو كانت عصملية وليست عربية. ولأن أدسم بيض هو بيض الإخوان وحادثة حكش مرسي لبيضه صالت وجالت على فضائيات الغرب والعرب، هيا بنا نزين: التنظيم العالمي للإخوان أرسل المنتحرين إلى سوريا وجعل منها عصف مأكول، ولم يبخل على الحرب العالمية ضد سوريا لا بمال ولا بسلاح ولا ببهائم ولا بدواب ولا كلاب ولا ذئاب ولا بنحيب ولا قضيب لا بطفل ولا بشيخ بلغ المشيب. قلنا لهم لماذا تستفيقون الآن وتنسون فلسطين، قالوا كنا نائمين وانكسر الجدار ولن نهادن أعداء الأمة بعد الآن، حكموا وظلموا هادنوا وانبطحوا، ماذا عن دورهم الآن؟ هم فقط يريدون القتال في مصر وسوريا، همهم تصوير المساعدات التي تقدّمها مصر لغزّة في سبيل البحث عن سوسة في حبة فول، جهدهم يصبّ في تبيان أن مصر تتآمر، ولكن ماذا عنكم؟ ماذا عن بغل قطر ونغل تركيا، لماذا لا يرسلون السلاح كما تفعل سوريا ويفعل حزب الله؟ إذا كنتم تملكون خطاب غير مسوس فتقدموا به. ثبت أن بيض الإخوان منفوخ في البنطال وفارغ في الميزان. ماذا عن بيض أردوغان الذي نفخه وأراد الصلاة في المسجد الأموي؟ ماذا عن بيض دعاة الجهاد من العريفي ومشتقاته ومساطره وعيّناته؟ حاول هؤلاء الشيوخ تسويق أن بيضهم كبير يزين كيل بعير، وأفتوا لمن بيضه كبير بالتوجّه إلى سوريا للجهاد وإفراغه بالمتطوعات والمسبيات في البيوت التي كانت آمنة وعلى الجبهات. وفجأة ومن دون إنذار ترهّل البيض الكبير وأصيب الفحل بالعجز الجنسي عندما صارت الوجهة جيش غولدا مائير وتسيڤي ليڤني التي فقصت بيضات زعماء العرب وجمعت بين رجال العربان فكانت ذكر وسباياها جواري ذكور. كل من اغتصبته ليڤني صار مخصيّ الإرادة وبايعها خليفة على المسلمين. وصار العربي عندما يسمع تصريح لزعيم عربي يسأل نفسه، هل ضاجعته ليفني أو زميلاتها ويبتزهم الموساد بشريط السكس؟ أو هل غُذّي اللؤم في اللبن؟ أو أنّ بيضه لا ينتفخ إلا عندما يتعلق الأمر بنشر الدمقراطية في دول تعتبر جنّة بالنسبة للبنات المسجونات للملك أبو بيضات كبيرات. كل البشائر تشير أن الزعماء العرب يعتمدون التفريغ الحلال، أي تحليل إفراغ الحاجات المنتفخات في بلد إسلامي عبر تدمير الحضارات، بينما التفريغ في إسرائيل حرام شرعا، هي مسألة فقهية لا أكثر، فاغتصاب المسلم للمسلم حلال بينما صد اغتصاب فلسطين مغامرة غير محسوبة، ربما لأن الملفات وأشرطة الجنس التي تحتفظ فيها إسرائيل مُخزية.
الشيء الوحيد الثابت أن الصواريخ التي تنهمر على إسرائيل هي سورية ايرانية حزباللاوية، وأن مصانع الصواريخ المبنية في غزّة هي تقدمة من هذا المحور، وأن الرئيس السوري التي يُطعن في وطنه من قبل فصيل فلسطيني رفض رمي هذا الفصيل حتى بوردة، وقال: حرب غزة هي امتداد لحرب سوريا. ماذا عن بيضات المعارضة السورية؟ المعارضة السورية كئيبة لشنّ حليفتها إسرائيل حرب فهذا يعني أن حليفتهم مهتمة بمكان غير سوريا، فهذا سيزيح الإهتمام العالمي عن ثورتهم البيضاتية. وهناك فصائل من المعارضة السورية نسّقت الأمر مع إسرائيل وحشدت آلاف المقاتلين على السلسلة الشرقية للبنان وحاولوا اجتياح سهل البقاع حيث ثقل حزب الله في تزامن مُريب مع حرب غزة من أجل جعل حزب الله في موقع دفاع على الضفّة الأخرى من لبنان بدل تأهبه على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة. ولكن حزب الله تصدّى لهم وقتل منهم المئات وأسر منهم العشرات. هي سل بيض على حزب الله وبويضة تُلقّحها مياه بني صهيون.
بقلم : صالح صالح .