مُقارنة بين موقف أمريكا من أوكرانيا وموقف أمريكا من غزّة

[سندباد علي بابا]

مُقارنة بين موقف أمريكا من أوكرانيا وموقف أمريكا من غزّة


أولاً، أمريكا قالت أن ما قامت به روسيا في أوكرانيا اِعتداء بينما ما قام به الكيان الصهيوني في غزة دفاع عن النّفس!


ثانياً، قدمت أمريكا لأوكرانيا سلاح ومال وشكلت تحالف غربي لمن تعتبره "مُعتدىً عليه" "أوكرانيا" بينما قدمت أسلحة ومال وشكلت تحالف غربي لدعم المُعتدي الكيان الصهيوني!


ثالثاً، تُسمي الولايات المتحدة العملية العسكرية الرُوسية الخاصة "بالحرب على أوكرانيا" بينما تُسمي الحرب في غزة "بعملية عسكرية"؟


رابعاً، دفعت أمريكا عبر حلفائها الأوروبيين ممن هو مُنخرطٌ في اِتفاقيات الجنائية الدّولية لاستصدار ُمذكرة اعتقال في حق الزّعيم الرُّوسي فلاديمير بوتين بينما رفضت رفضاً قاطعاً مُذكرة الاِعتقال في حق قادة الكيان الصهيوني بزعم أنّها لا تعترف بها كما قام الكونغرس الأمريكي بإستصدار قرارات وتشريعات بموجبها يتم تسليط مجموعة من العقوبات على الجنائية الدّولية.


خامساً، اِتهمت أمريكا رُوسيا باِنتهاكات لحقوق الإنسان في أوكرانيا وفجرت ضجة كبيرة حول حادثة "بوتشا" (411 وفاة) بينما قالت في قتل الكيان الصهيوني لــ 38000 (38 ألف) مدني فلسطيني أغلبهم من الأطفال حوالي 15 ألف طفل ورضيع ونساء بأنّه لا يُؤكد بالمطلق أنّ الكيان الصهيوني اِرتكب إبادة جماعية وكلّ العالم شاهد عيان على وجودها واِرتكاب الكيان الصهيوني لها في حق سُكان غزّة من المدنيين بل موثقة بالصوت والصُّورة؟!


سادساً، جلبت أمريكا المرتزقة للقتال إلى جانب أوكرانيا الّتي تعتبرها "مُعتدىً عليها" وجلبت أمريكا مرتزقة للقتال إلى جانب جيش الكيان الصهيوني المُعتدي.

سابعاً، شكلت أمريكا تحالفاً عسكرياً غربياً لتزويد أوكرانيا "المُعتدى عليها" بالدعم اللازم وشكلت تحالفاً عسكرياً من بريطانيا وفرنسا للحرب إلى جانب الكيان الصهيوني وإشعال جبهة البحر الأحمر.

ثامناً، يقول جو بايدن أن فلاديمير بوتين "قاتل" بينما يرفض جو بايدن وصف نتنياهو وقادة الكيان من المدنيين والعسكريين بمجرمي حرب أو بالقتلة.

تاسعاً، يحشد جو بايدن دول العالم في سويسرا لتشكل تحالف دولي لإرغام روسيا على الاِستسلام ويحشد جو بايدن دولاً عربية وأوروبية لاِستسلام الفلسطينيين من المقاومين في غزّة وتصفية القضية بالإبادة أو التهجير.

عاشراً، جو بايدن مُتحمس جداً لإلحاق هزيمة اِستراتيجية بروسيا وجو بايدن متحمس جداً لإلحاق هزيمة نكراء بالفلسطينيين مُتمثلين في المقاومة الفلسطينية في غزّة.

حادي عشر، تقول أمريكا أنّ ما قامت به رُوسيا في أوكرانيا يتعارض مع القانون الدّولي وتقول أمريكا أنّ ما يقوم به الكيان الصهيوني منذ 1948 وحتّى منذ 7 أكتوبر 2023 لا يتعارض مع القانون الدّولي.

ثاني عشر، عندما يتعلق الأمر بروسيا والصين تتحدث أمريكا عن حقُوق الإنسان وعن وجوب اِحترام المؤسسات الدّولية مثل الأمم المتحدة ومحكمة العدل والجنائية الدّولية وعندما يتعلق الأمر بالنسبة لأمريكا بأمريكا نفسها أو أحد حُلفائها تعمل على تقويض تلك المؤسسات الدّولية كما تفعل مع الأمم المتحدة وتُهدد بتوقيف تمويلها والمُشاركة فيها باِعتبارها أكبر مُمول لها ومُزود لها بالعناصر العسكرية لنشر السلام في مناطق النِّزاع وبلد المقر كما وتعمل على تقويض مؤسسة دولية تابعة للأمم المتحدة مثل الجنائية الدّولية وتَستصدر قرارات وتشريعات من طرف الكونغرس لفرض عقُوبات على أعضائها ويقلل جو بايدن من اِحترامه لها ويقُول أنّه لا يعترف بها وهي الّتي تقوم بمنع الاِنتهاكات وحماية حُقوق الإنسان الّتي تدَّعي أمريكا الدّفاع عنها.

بقلم: سندباد علي بابا